دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1443هـ/19-01-2022م, 09:53 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (258-274)


اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:

1: قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
2: قوله تعالى: {
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.
3: قوله تعالى: {
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 جمادى الآخرة 1443هـ/27-01-2022م, 12:04 AM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير :
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
في هذه الآية يخبر الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم حينما طلب من ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى, فقال: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى: وموضع "إذ" النصب والعامل فيه ضمير مضمر تقديره واذكر هذه القصة, وكلمة "أرني" أصلها (أرإني), لكن العرب تطرح الهمزة إجماعا كما ذكر الزجاج, وموضع "كيف" النصب والمعنى: بأي حال تحي الموتى.
واختلف المفسرون في سبب سؤال إبراهيم عليه السلام إلى قولين:
الأول: أنه سأل ذلك ربه لأنه شك في قدرة الله على إحياء الموتى. اخرجه الطبري عن ابن عباس, وعن عطاء بن أبي رباح. ذكره الزجاج عن بعض المفسرين ولم يعزه, وابن عطية.
واستدل له الطبري: بما اخرجه عن ابن عباس أنه قال: ما في القرآن آية أرجى عندي منها»، وذكر عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال: ربّ أرني كيف تحي الموتى؟ وذكر حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم). الحديث.ثم رجح الطبري هذا القول الذي يجري مع ظاهر الحديث. وقال: (إن إبراهيم لما رأى الجيفة تأكل منها الحيتان ودواب البر ألقى الشيطان في نفسه فقال: متى يجمع الله هذه من بطون هؤلاء؟).
ورد ابن عطية هذا القول من الطبري, وأن ما استدل به متأول وأجيب عنه:
1 - أن قول ابن عباس: (هي أرجى آية فمن حيث فيها الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا، وليست مظنة ذلك، ويجوز أن يقول: هي أرجى آية لقوله: {أولم تؤمن؟} أي إن الإيمان كاف لا يحتاج بعده إلى تنقير وبحث).
2 - وأن قول عطاءفمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة».
3 - أن إحياء الموتى إنما يثبت بالسمع، وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به، يدلك على ذلك قوله: {ربّي الّذي يحيي ويميت}, فالشك يبعد على من ثبتت قدمه في الإيمان فقط، فكيف بمرتبة النبوءة والخلة، والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا.
4 - أن سؤاله عليه السلام وسائر ألفاظ الآية لم تعط شكا، وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو عن حال شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول, وكيف في هذه الآية إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء، والإحياء متقرر.
5 - أنه لما وجد أن بعض المنكرين لوجود شيء قد يعبر عن إنكاره بالاستفهام عن حاله لذلك الشيء يعلم أنها لا تصح، فيلزم من ذلك أن الشيء في نفسه لا يصح، مثال ذلك أن يقول مدع: أنا أرفع هذا الجبل، فيقول له المكذب: أرني كيف ترفعه؟ فهذه طريقة مجاز في العبارة، ومعناها تسليم جدلي، كأنه يقول افرض أنك ترفعه أرني كيف؟ فلما كان في عبارة الخليل عليه السلام هذا الاشتراك المجازي، خلص الله له ذلك وحمله على أن يبين الحقيقة فقال له: أولم تؤمن قال بلى، فكمل الأمر وتخلص من كل شك، ثم علل عليه السلام سؤاله بالطمأنينة.
وأجيب عن ما استدل له من قوله صلى الله عليه وسلم: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) بأجوبة منها:
1- أنه لو كان شك لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك، فإبراهيم عليه السلام أحرى أن لا يشك، فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم.
2- أن الذي روي فيه عن النبي عليه السلام أنه قال: ذلك محض الإيمان إنما هو في الخواطر الجارية التي لا تثبت، وأما الشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر، وذلك هو المنفي عن الخليل عليه السلام.
الثاني: أنه لم يكن شاكا في قدرة الله, واختلفوا في سبب السؤال على أقوال:
1- إن إبراهيم رأى دابة قد توزعتها السباع فعجب وسأل هذا السؤال. وهو قول قتادة, وبنحوه عن الضحاك وابن زيد. ذكره ابن عطية
2- أنه لما فارق النمرود وقال له: أنا أحيي وأميت، فكر في تلك الحقيقة والمجاز، فسأل هذا السؤال, فأحبّ أن يترقّى من علم اليقين في ذلك إلى عين اليقين، وأن يرى ذلك مشاهدةً. وهو قول ابن إسحاق. ذكره ابن عطية, وابن كثير.
3- أنه لما بشر بأن الله اتخذه خليلا أراد أن يدل بهذا السؤال ليجرب صحة الخلة، فإن الخليل يدل بما لا يدل به غيره. وهو قول سعيد بن جبير. ذكره ابن عطية.
الراجح:
والراجح هو القول الثاني لما ذكره ابن عطية من رده لكلام الطبري, وإجابته عن استدلاله بالحديث والآثار التي وردت في القول الأول, وكما ذكر ابن كثير فقال: فليس المراد هاهنا بالشّكّ ما قد يفهمه من لا علم عنده، بلا خلافٍ.
وكما ذكر الزجاج فقال: وإبراهيم عليه السلام لم يكن شاكا ولكنه لم يكن شاهد إحياء ميّت، ولا يعلم كيف تجتمع العظام المتفرقة البالية، المستحيلة، من أمكنة متباينة فأحب علم ذلك مشاهدة.
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي: قال ابن عطية: معناه إيمانا مطلقا دخل فيه فصل إحياء الموتى. وقال: وطمأنينة القلب هي أن يسكن فكره في الشيء المعتقد.
واختلف في معنى (ليطمئن قلبي) على أقوال:
الأول: ليوقن. حكاه الطبري عن سعيد بن جبير. ذكره ابن عطية.
الثاني: ليزداد يقينا. وهو قول إبراهيم وقتادة, وحكاه الطبري عن سعيد بن جبير أيضا. ذكره ابن عطية.
الثالث: لأزداد إيمانا مع إيماني. ذكره ابن عطية ولم يعزه.
ثم ذكر ابن عطية قولا في الإيمان مخالف لمنهج أهل السنة في الإيمان فقال: ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر، وإلا فاليقين لا يتبعض.
ومنهج أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص, يزيد بالطاعة, وينقص بالمعصية, قال تعالى: ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم), وقوله: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا), وقوله صلى الله عليه وسلم: (وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ), إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تثبت زيادة الإيمان ونقصانه.
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ: واختلف أهل العلم في هذه الأربعة التي أمر بأخذها على أقوال:
الأول: أنها الغرنوق، والطّاوس، والدّيك، والحمامة. وهو قول ابن عباس. ذكره ابن كثير.
الثاني: أنّه أخذ وزًّا، ورألًا -وهو فرخ النعام -وديكا، وطاووسًا. وهو قول ابن عباس. ذكره ابن كثير.
الثالث: أنها حمامة، وديكا، وطاووسًا، وغرابًا. وهو قول مجاهد وعكرمة. ذكره ابن كثير.
الرابع: الديك، والطاووس، والحمام، والغراب. ذكره ابن اسحاق عن بعض أهل العلم الأول, وقاله مجاهد وابن جريج وابن زيد. ذكره ابن عطية.
الخامس: الديك، والطاووس، والحمام، الكركي. وهو قول ابن عباس. ذكره ابن عطية.
وليس في ذكر هذه الأربعة وتعينها طائل كما ذكر ابن كثير فقال: لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنص عليه القرآن.
قال ابن عطية: وروي في قصص هذه الآية أن الخليل عليه السلام أخذ هذه الطير حسبما أمر وذكاها ثم قطعها قطعا صغارا وجمع ذلك مع الدم والريش، ثم جعل من ذلك المجموع المختلط جزءا على كل جبل، ووقف هو من حيث يرى تلك الأجزاء، وأمسك رؤوس الطير في يده، ثم قال تعالين بإذن الله، فتطايرت تلك الأجزاء,وطار الدم إلى الدم، والريش إلى الريش، حتى التأمت كما كانت أولا وبقيت بلا رؤوس، ثم كرر النداء فجاءته سعيا حتى وضعت أجسادها في رؤوسها، وطارت بإذن الله تعالى.
وذكر في قوله تعالى: (فصرهن), قراءتان:
الأولى: بكسر الصاد, وهي قراءة حمزة.
ويكون المعنى على هذه القراءة: صرت الشيء بكسر الصاد أصيره، ومنه قول الشاعر:
وفرع يصير الجيد وجف كأنّه ....... على اللّيت قنوان الكروم الدّوالح
الثانية: بضم الصاد, وهي قراءة باقي القراء.
ويكون المعنى على هذه القراءة: قطعته، ومنه قول رؤبة:
صرنا به الحكم وعنّا الحكما
وبمعنى أملته ومنه قول الشاعر:
يصور عنوقها أحوى زنيم ....... له صخب كما صخب الغريم
ويقال أيضا في هذين المعنيين: القطع والإمالة. ذكر ذلك كله ابن عطية.
واختلف أهل اللغة في معنى (فصرهن) إلى أقوال:
الأول: أملهن إليك، وأجمعهن إليك. وهو قول عطاء, وابن زيد. ذكره ابن عطية, وذكره الزجاج وقال: قال ذلك أكثرهم.
الثاني: اقطعهن. قاله ابن عبّاسٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، وأبو مالكٍ، وأبو الأسود الدّؤليّ، ووهب بن منبّهٍ، والحسن، والسّدّيّ، وغيرهم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وذكر في أصل الكلمة على هذا المعنى أقوال:
1 – أنها لفظة نبطية. قاله عكرمة وابن عباس فيما في بعض ما روي عنه, والضحاك. ذكره ابن عطية.
2 – أنها لفظة سريانية. قاله أبو الأسواد الدؤلي. ذكره ابن عطية.
الثالث: فصلهن. وهو قول قتادة. ذكره ابن عطية.
الرابع: أوثقهن. وهو رواية عن ابن عباس. ذكره ابن عطية, وابن كثير.
قال ابن عطية: فقد تأول المفسرون اللفظة بمعنى التقطيع وبمعنى الإمالة. فقوله إليك على تأويل التقطيع متعلق بخذ.
وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق بصرهن، وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره فأملهن إليك فقطعهن.
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا: وذكر في معنى الآية أقوال:
الأول: أن المعنى اجعل جزءا على كل ربع من أرباع الدنيا كأن المعنى اجعلها في أركان الأرض الأربعة. وهو رواية عن ابن عباس. ذكره ابن عطية.
واستبعد ابن عطية هذا القول فقال: وفي هذا القول بعد.
الثاني: المعنى واجعل على أربعة أجبل على كل جبل جزءا من ذلك المجموع المقطع، فكما يبعث الله هذه الطير من هذه الجبال فكذلك يبعث الخلق يوم القيامة من أرباع الدنيا وجميع أقطارها. وهو قول قتادة والربيع. ذكره ابن عطية.
الثالث: أمر أن يجعلها على الجبال التي كانت الطير والسباع حين تأكل الدابة تطير إليها وتسير نحوها وتتفرق فيها, قالا: وكانت سبعة أجبل فكذلك جزأ ذلك المقطع من لحم الطير سبعة أجزاء. وهو قول ابن جريج والسدي. ذكره ابن عطية.
الرابع: بل أمر أن يجعل على كل جبل يليه جزءا. وهو قول مجاهد. ذكره ابن عطية.
الخامس: معناه دون أن تحصر الجبال بعدد، بل هي التي كان يصل إبراهيم إليها وقت تكليف الله إياه تفريق ذلك فيها، لأن الكل لفظ يدل على الإحاطة. وهو قول الطبري. ذكره ابن عطية.
ورجح ابن عطية قول الطبري الأخير بعد أن استبعد باقي الأقوال فقال: وبعيد أن يكلف جميع جبال الدنيا، فلن يحيط بذلك بصره، فيجيء ما ذهب إليه الطبري جيدا متمكنا. والله أعلم أي ذلك كان.
وقال: ومعنى الآية أن إبراهيم عليه السلام كان بحيث يرى الأجزاء في مقامه، ويرى كيف التأمت، وكذلك صحت له العبرة، وأمره بدعائهن وهن أموات إنما هو لتقرب الآية منه وتكون بسبب من حاله، ويرى أنه قصد بعرض ذلك عليه. ولذلك جعل الله تعالى سيرهن إليه سعياً، إذ هي مشية المجدّ الراغب فيما يمشي إليه، فكان من المبالغة أن رأى إبراهيم جدها في قصده وإجابة دعوته. ولو جاءته مشيا لزالت هذه القرينة، ولو جاءت طيرانا لكان ذلك على عرف أمرها، فهذا أغرب منه.
واعلم أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ: أي: عزيزٌ لا يغلبه شيءٌ، لا يمتنع عليه ما يريد ، وما شاء كان بلا ممانعٍ لأنّه العظيم القاهر لكلّ شيءٍ، حكيمٌ في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره, وفيما يدبر، لا يفعل إلا ما فيه الحكمة.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 رجب 1443هـ/8-02-2022م, 09:23 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (258-274)




صلاح الدين محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir