• معنى الأبدال :
الأبدال هم العلماء العاملون والعباد الصالحون، يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره، ولذلك سموا بالأبدال والبدلاء.
وقد ورد في الأبدال وتعدادهم وأماكنهم أحاديث لا تصح، وأقرب ما روي فيهم أثر موقوف على علي بن أبي طالب، صححه الحاكم ووافقه الذهبي وأقرهما الألباني، وأعله بعض أهل العلم.
قال ابن القيم في المنار المنيف: (من ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه و سلم، وأقرب ما فيها: ((لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم البدلاء كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر)) ذكره أحمد ولا يصح أيضا فإنه منقطع).
وقد استعمل السلف لفظ الأبدال، ووصفوا بعض الأئمة بأنهم من الأبدال، وممن استعمل هذا اللفظ: قتادة وابن المبارك والشافعي وأحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم.
وتعدد المرويات وكثرة استعمال السلف لهذا اللفظ يدل على أن له أصلاً.
وفي التاريخ الكبير للبخاري وصحيح ابن حبان وغيرهما من حديث أبي عنبة الخولاني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته)) وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وسئل الإمام أحمد عن الأبدال من هم؟ فقال: (إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم).
قال ابن تيمية: (والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعانٍ: منها أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، ومنها أنهم أُبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تُحصر بأهل بقعة من الأرض).
وأما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد فلم يستعملها السلف، وهي من إحداث الصوفية، ورووا فيها أحاديث باطلة لا تصح، ولها ترتيبات لديهم ، بأعداد مقدرة ومراتب منظمة، كلها مبتدعة.
وفي بعض هذه الألقاب ما يتضمن معاني منكرة كلفظ (الغوث) فإن كان المراد به أنه يستغاث به فهذا شرك وضلال بعيد، وإن كان المراد اعتقاد أنه سبب لغوث البلاد ودعوة الناس لتعظيمه فهو غلو وتزكية ووسيلة إلى الشرك به.