المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها:
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}.
(عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى): كلح النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه لأجل مجيءالأعمى بن أم مكتوم ،فبين له ربه أن الاليق بمن جاء مفتقرا الإقبال ، ومن استغنى لم يكن في الإعراض عنه لوم .وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) فلعل تزكي من أعرضت عنه مرجوّ ، وانتفاعه بما كان في غُفل عنه وارد. و( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى )وماعليك أن تتصدى لمن استغنى، فإن عدم تزكّيه ليس محمولاً عليك .وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) وأما من جاء للحق طالبا ، ومن خشية ربه مشفقا ، فليس لك أن تتشاغل عنه ،إذ المستغني مدخول إيمانه ، والساعي الأعمى له مزية إيمان راسخ.
قاله ابن عبّاسٍ، ، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت.
وقال الحسن وقتادة: {والنّازعات غرقاً (1) والنّاشطات نشطاً}. هي النّجوم.
و في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: . والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ هذهِ الإقساماتُ بالملائكةِ الكرامِ
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1-{وَالنَّازِعَاتِ} أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالملائكةِ
2. حرّر القول في:
المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}.
● المرادب {النازعات }.
أورد ابن كثير في المراد بها أقوالا عن السلف:
فالقول الأول: الملائكة .قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالح وأبو الضحى والسدي. .
والقول الثاني:عن ابن عبّاسٍ: {والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع.
والقول الثالث: هي القسيّ في القتال.قاله عطاء بن أبي رباحٍ.
وبالنظر إلى الأقوال السابقة نخلص إلى أن المراد ب (النازعات): الملائكة.
وهذا خلاصة ما روي عن ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالح وأبو الضحى والسدي، كما ذكر ذلك عنهم ابن كثير ورجحه، وكذا قال السعدي والأشقر.
3. بيّن ما يلي:
أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات.
تفسير قوله تعالى: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) )
- تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة .
- تتردد في الهواء صعوداً ونزولا،مُسرِعة لأمر اللَّه.
- تسبِق بِأرواح الْمؤمِنِين إِلى الْجنة.
-تدبر الأمر من السّماء إلى الأرض.
ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}.
-القول الأول : قال العوفي عن ابن عباس: ثم يسّر عليه خروجه من بطن أمّه. وكذا قال عكرمة والضحّاك وأبو صالح وقتادة والسّديّ،ذكر ذلك ابن كثير قال : واختاره ابن جريرٍ.
- القول الثاني : قال مجاهد: بينّاه له ووضحناه وسهّلنا عليه عمله. وهكذا قال الحسن وابن زيدٍ، ورجحه ابن كثير . وبنحوه قال الأشقر.
- الثالث:أي: يسر له الأسباب الدينية والدنيوية، وهداهُ السبيلَ، [وبيَّنَهُ] وامتحنهُ بالأمرِ والنهي.ذكره ابن سعدي .
ج: المراد بالراجفة والرادفة.
المراد بالراجفة:
- هي النّفخة الأولى . قاله ابن عباس وهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحدٍ.وفي الحديث(جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه). ذكره ابن كثير ، وكذا قال الأشقر .
-هيَ قيام الساعة.قاله السعدي
الرادفة :
- النفخة الثانية. قاله ابن عباس وهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحد. ذكره ابن كثير
- الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها. قاله ابن سعدي وبنحوه قال الأشقر.
والمعنيان متقاربان.