دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 شعبان 1440هـ/18-04-2019م, 02:19 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة التحرير والتنوير

مجلس مذاكرة القسم الأول مقدمة التحرير والتنوير



- فهرس مسائل القسم الأول من مقدمة تفسير ابن عاشور.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 شعبان 1440هـ/26-04-2019م, 07:21 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

[size="5"]فهرسة مسائل القسم الأول من مقدمة تفسير ابن عاشور.

⦿اسم المصنف :
مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ).

⦿خطبة الكتاب:
فضل وإعجاز القرآن:
-أنزل القرآن ليكون قانونا عاما معصوما.
- معجز بعجائبه التي ظهرت يوما فيوما.
- مصدق لما بين يديه ومهيمنا عليه .
- ما فرط فيه من شيء يعظ مسيئا ويعد محسنا.
- عرفه المنصفون من مؤمن وجاحد، وشهد له الراغب والمحتار والحاسد.
- جامع لمصالح الدنيا والدين.
- حاوي لكليات العلوم ومعاقد استنباطها.

حفظ القرآن الكريم:
- حفظه فترة وجود النبي-عليه الصلاة والسلام- حافظا ومبلغا له.
- قيض الله الصحابة لبيانه.
-ثم سار على دربهم العلماء في كل زمان.

سبب تأليف ابن عاشور للتفسير:
- كانت أمنيته تفسير الكتاب المجيد.
- لبيان نكت من العلم وكليات من التشريع، وتفاصيل من مكارم الأخلاق. لم يسبقه إليها أحد.
- لغرض الوقوف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها.

أقسام المفسرين في معاملة كلام القدمين:
1- قسم التزم بما كتبه الأقدمون.
2- قسم آخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون.
3- قسم عمد إلى تهذيب ما أشاده الأقدمون والزيادة عليه.

منهج ابن عاشور في التأليف:
- عدم عزو ما ينقله من كتب التفسير إليها.
- تمييز ما يفتح الله له من فهم في معاني كتابه وما يجليه من المسائل العلمية مما لا يذكره المفسرون.
- التركيز على فن دقائق البلاغة , واستخراج ما يجده في الآيات منه.
- بيان وجوه الإعجاز ونكت البلاغة العربية وأساليب الاستعمال.
- بيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض.
- بيان ما أحيط بالسورة من أغراضها.
- بيان معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق.

- أهم التفاسير عند ابن عاشور:
- الكشاف.
- المحرر الوجيز لابن عطية.
- "مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي.
- "وتفسير البيضاوي" الملخص من "الكشاف" ومن "مفاتيح الغيب" .
- "تفسير الشهاب الآلوسي".
- ما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على "الكشاف".
- وما كتبه الخفاجي على "تفسير البيضاوي".
- "تفسير أبي السعود".
- "تفسير القرطبي".
- الموجود من "تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي" من تقييد تلميذه.
- "تفاسير الأحكام".
- "تفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري".
- كتاب "درة التنزيل" المنسوب لفخر الدين الرازي.

[هذا ترتيب ابن عاشور لكتب التفسير كما ذكرها , وأفضلها على الإطلاق تفسير الطبري فهو تفسير على منهج أهل السنة والجماعة].

الاسم الأصلي لتفسير ابن عاشور:
تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد.
اختصره إلى :التحرير والتنوير من التفسير.

⦿المقدمة الأولى:
⦿في التفسير والتأويل وكون التفسير علما.
معنى (التفسير) لغة:
التفسير مصدر فسر بتشديد السين الذي هو مضاعف فسر بالتخفيف الذي مصدره الفسر.
ومعناه: الإبانة والكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر .

تعريف التفسير اصطلاحا :
اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع.

موضوع علم التفسير:
ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه، وما يستنبط منه.

التسامح في عد التفسير علما.

المراد بالعلم :
- الإدراك.
- أو الملكة المسماة بالعقل.
- أو التصديق الجازم وهو مقابل الجهل.
- أو المسائل المعلومات.

وجوه عد التفسير علما:
1- مباحثه تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية، فنزلت منزلة القواعد الكلية لأنها مبدأ لها.
2- اشتراط كون مسائل العلم قضايا كلية يبرهن عليها في العلم خاص بالعلوم المعقولة، أما العلوم الشرعية والأدبية فلا يشترط فيها ذلك.
3- التعاريف اللفظية تصديقات على رأي بعض المحققين فهي تؤول إلى قضايا، وتفرع المعاني الجمة عنها نزلها منزلة الكلية.
4- علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية في أثنائه.
5- حق التفسير أن يشتمل على بيان أصول التشريع وكلياته فكان بذلك حقيقا بأن يسمى علما.
6- أول ما اشتغل به العلماء هو التفسير، وأفاد علوما كلية ، فمن أجل ذلك سمي علما.

فضل علم التفسير:
- يعد رأس العلوم الإسلامية لكونه بيان لمراد الله تعالى من كلامه.
- يحصل من مزاولته والدربة فيه لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه.
- هو أول العلوم الإسلامية ظهورا.

بداية ظهور علم التفسر:
- ظهر في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، لما كان بعض الصحابة يسأله عن بعض معاني القرآن.
- حمل الصحابة لواء التفسير , واشتهرمنهم علي وابن عباس وهما أكثر الصحابة قولا في التفسير، وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله.
- انتشر علم التفسير لما دخل في الإسلام الكثير من الأعاجم , حيث كان من الواجب بيان معاني القرآن لهم، وشاع عن التابعين وأشهرهم في ذلك مجاهد وابن جبير.

أول من صنف في التفسير:
عبد الملك بن جريج المكي المولود سنة 80 هـ والمتوفى سنة 149 هـ.
صنف كتابه في تفسير آيات كثيرة وجمع فيه آثارا وغيرها.

ما نسب إلى ابن عباس من التفسير:
الرواية عن ابن عباس، قد اتخذها الوضاعون والمدلسون ملجأ لتصحيح ما يروونه.
تكلم أهل الأثر فيما نسب إلى ابن عباس وهي "تفسير محمد بن السائب الكلبي" المتوفى سنة 146 هـ عن أبي صالح عن ابن عباس.
أبو صالح هذا متهم بالكذب .
وإذا انضم إليها رواية محمد بن مروان السدي عن الكلبي فهي سلسلة الكذب.وهنالك رواية مقاتل ورواية الضحاك، ورواية علي بن أبي طلحة الهاشمي كلها عن ابن عباس، وأصحها وهناك رواية علي بن أبي طلحة التي اعتمدها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه.

ما نسب إلى علي من اتفسير:
كان لعلي أفهاما في القرآن .
أكثر ما نسب إليه من الروايات هو من الموضوعات، إلا ما روي بسند صحيح، مثل ما في صحيح البخاري ونحوه.

مسالك المفسرين في التفسير:
1- مسلك التفسير بالمأثور.
أول من صنف فيه مالك ابن أنس.
أشهر أهل هذه الطريقة الطبري.
شغف كثير منهم بنقل الإسرائيليات، فكثرت في كتبهم الموضوعات.

2- مسلك التفسير بالرأي , كأبي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي.

3- منهم من جمع بين الطريقتين ، مثل الزمخشري، صاحب "الكشاف"، وابن عطية صاحب "المحرر الوجيز".
سلكا مسلك الغوص على معاني الآيات، مع الاتيان بشواهدها من كلام العرب, مع ذكر كلام المفسرين.
كلاهما عضادتا الباب، ومرجع من بعدهما من أولي الألباب.

[وكلام ابن عاشور فيه نظر , فتفسير الإمام الطبري مقدم على الكشاف وغيره , بل كل من جاء بعده كان عالة عليه رحمه الله نعالى , والطبري لم يشترط الصحة فيما ينقله , لذلك جمع في تفسيره ما وصل إليه من آثار , وأوردها مسندة ومن اسند فقد احالك.
ومع إن ابن عاشور ذم الإكثار من الإسرائيليات والموضوعات : إلا إنه لم يتعرض للأحاديث الضعيفة والموضوعة التي أكثر منها الزمخشري في تفسيره لضعف صناعته في الحديث كما هو حال المعتزلة!! أما ابن عطية فهو من الأشاعرة وقد سار على اصولهم في تفسيره وانتصر لمذهبهم.]


معنى التأويل:
1- هناك من قال بأن اتأويل مرادف للتفسير :
قال صلى الله عليه وسلم في دعائه لابن عباس: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).
2- أرجاع الأمر إلى الغاية المقصودة.
{هل ينظرون إلا تأويله}.
3- هناك من جعل التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه.
4- التأويل صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل.

قول ابن عاشور:
- جميع ما سبق اصطلاحات لا مشاحة فيها .
- اللغة والآثار تشهد للقول الأول , لأن التأويل مصدر أوله إذا أرجعه إلى الغاية المقصودة، والغاية المقصودة من اللفظ هو معناه ، فساوى التفسير.
- التأويل لا يطلق إلا على ما فيه تفصيل معنى خفي معقول.

[المتعارف عليه عند السلف المعنى الأول والثاني , أما الثالث فهو باطل يفتقر إلى دليل , والرابع مصطلح حادث عند الأصوليين استخدموه لصرف النصوص عن ظواهرها المرادة بلا قرينة , أما ما كان منه بقرينة : فهنا يقال لا مشاحة في الاصطلاح].

⦿المقدمة الثانية :
⦿استمداد علم التفسير .

معنى استمداد العلم:
يراد به توقفه على معلومات سابق وجودها على وجود ذلك العلم عند مدونيه.
ومدد علم ما يتوقف ماعليه تقومه، أما ما يورد من مسائل علوم أخرى عند الإفاضة في البيان فلا يعد مددا للعلم،.

استمداد علم التفسير:
أولا: العربية .
المراد منها : معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لغتهم .
هذا يحصل إما بالسليقة أو بالتلقي.

سبب أهمية اللغة العربية :
لأن القرآن عربي فكانت قواعد العربية طريقا لفهم معانيه.
معنى القواعد العربية : مجموع علوم اللسان العربي.
وهي : متن اللغة، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان. أساليب العرب وتراكيب بلغائهم.

أهمية علمي البيان والمعاني:
وسيلة لإظهار خصائص البلاغة القرآنية، وما تشتمل عليه الآيات من تفاصيل المعاني وإظهار وجه الإعجاز.
إدراك لطائف نكته وأسراره.

[ما أورده ابن عاشور من قول الزمخشري في أهمية علمي البيان والمعاني معلقا على تفسير السلف لقوله تعالى:{والسماوات مطويات بيمينه} , باطل , فالزمخشري اعتبر الآية من المشتبهات , وإن ما ورد في الآية تخييلات , واعتبر أن من حمل الآية على ظاهرها جاهل بعلمي البيان والمعان , وعلى هذا تكون جميع آيات الصفات من المشتبهات والتخيلات , ويكون قد فاق بفهمه للغة فهم الصحابة رضوان الله عليهم , ويكون جميع القرآن من المتشابه لا المحكم!!
كذلك ما ذكره من قول الشيخ عبد القاهر في "دلائل الإعجاز" من تجهيل من حمل النصوص على ظواهرها , وأن الأصل حملها على المجاز !!
والأصل عند السلف حمل النصوص على ظاهرها المراد منها , ولا تصرف عنه إلا بقرينة , بل تحريفها عن معناها الظاهر والقول بالمجاز هو سبيل المبتدعة].


اكتساب الذوق.
تعريف الذوق :

الذوق كيفية للنفس بها تدرك الخواص والمزايا التي للكلام البليغ.

طرق اكتسابه :
- التملي من أساليب العرب في خطبهم وأشعارهم وأمثالهم وعوائدهم ومحادثاتهم.
- تتبع استعمال البلغاء , والتدبر في الكلام المقطوع ببلوغه غاية البلاغة.
أمثلة :
المعلقات والحماسة , نهج البلاغة ومقامات الحريري ورسائل بديع الزمان.

أهمية الشعر في التفسير:
- لا يستغني المفسر في بعض المواضع من الاستشهاد ببيت من الشعر، عند خفاء المعنى .
- يفيد في ترجيح أحد احتمالي التفسير على الآخر.
قال عمر: "عليكم بديوانكم لا تضلوا، هو شعر العرب فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم".
قال ابن عباس: الشعر ديوان العرب فإذا خفي علينا الحرف من القرآن، الذي أنزله الله بلغتهم رجعنا إلى ديوانهم فالتمسنا معرفة ذلك منه...).

توجيه كراهية الإمام أحمد لاستعمال الشعر في تفسير القرآن.
ما يؤثر عن بعض السلف في فهم معاني بعض الآيات على قوانين استعمالهم.


ثانيا: الآثار.
- المراد بها ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من بيان المراد من بعض القرآن في مواضع الإشكال والإجمال.
- وما نقل عن الصحابة مما نقلوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم , مثل : سبب النزول، وناسخ ومنسوخ، وتفسير مبهم، وتوضيح واقعة.
- إجماع الأمة على تفسير معنى، إذ لا يكون إلا عن مستند , مثال: إجماعهم على أن المراد من الأخت في آية الكلالة الأولى هي الأخت للأم.

هل فسر النبي-عليه الصلاة والسلام-القرآن؟
قالت عائشة:(ما كان رسول الله يفسر من القرآن إلا آيات معدودات علمه إياهن جبريل).
قال ابن عطية : معناه في مغيبات القرآن وتفسير مجمله مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف.
قال ابن عاشور: أو كان تفسير لا توقيف فيه، كما بين لعدي بن حاتم أن الخيط الأبيض والخيط الأسود هما سواد الليل وبياض النهار.

ثالثا: أخبار العرب:
لأنها من جملة أدبهم.
الاشتغال بها لا يعد من اللغو.
يستعان بها على فهم ما أوجزه القرآن ، فبمعرفة الأخبار يعرف ما أشارت له الآيات من دقائق المعاني، مثال: قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}

رابعا: أصول الفقه:
يكون بعضه مادة للتفسير من جهتين: فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب .
الجهة الثانية: هو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها.

خامسا : علم الكلام :
عده الألوسي في جملة ما يتوقف عليه علم التفسير , وعلله لتوقف فهم ما يجوز على الله ويستحيل على الكلام يعني من آيات التشابه في الصفات .
وقال ابن عاشور: ولا يحتاج لعلم الكلام إلا في التوسع في إقامة الأدلة على استحالة بعض المعاني،.

[علم الكلام علم محدث ولا يحتاجه المفسر للقرآن بأي حال من الأحوال , إنما استخدموه لتطبيق ما قعدوه من قواعد وإسقاطها على آي القرآن].

سادسا : الفقه:
لم يعده ابن عاشور من مادة علم التفسير بعكس السيوطي.

مما لا يعد من استمداد علم التفسير كونه من التفسير:
- الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آيات.
- ما يروى عن الصحابة في ذلك.
- ما في بعض آي القرآن من معنى يفسر بعضا آخر منها.

تنبيه:
استمداد علم التفسير من هذه المواد لا ينافي كونه رأس العلوم الإسلامية، فأما استمداده من بعض العلوم الإسلامية، فذلك استمداد لقصد تفصيل التفسير على وجه أتم من الإجمال، وهو أصل لما استمد منه باختلاف الاعتبار على ما حققه عبد الحكيم.

⦿المقدمة الثالثة
⦿صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه.


هل يصح لمن تحصل على العلوم التي يستمد منها علم التفسير تفسير القرآن بما لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه؟!
كثرت أقوال السلف من الصحابة، فمن يليهم في تفسير آيات القرآن وأكثرها استنباطا برأيهم وعلمهم.


دليله ما قاله الغزالي:
1- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التفسير إلا آيات قليلة.
2- اختلفت اقوالهم على وجوه مختلفة لا يمكن الجمع بينها, وسماع جميعها من رسول الله محال، ولو كان بعضها مسموعا لترك الآخر.
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).

التحذير من تفسير القرآن بالرأي:
- عن ابن عباس أن رسول الله قال: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)).
- روى أبو داود والترمذي والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ".
- قال أبو بكر: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي".

الجواب عن الشبهة التي نشأت من الآثار المروية في التحذير من تفسير القرآن بالرأي:
1- المراد بالرأي هو القول عن مجرد خاطر دون استناد إلى نظر في الأدلة المختلفة.
2- أن لا يتدبر القرآن حق تدبره فيفسره بما يخطر له من بادئ الرأي دون إحاطة بجوانب الآية ومواد التفسير.
3- أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة فيتأول القرآن على وفق رأيه ويصرفه عن المراد.
4- أن يفسر القرآن برأي مستند إلى ما يقتضيه اللفظ ثم يزعم أن ذلك هو المراد دون غيره لما في ذلك من التضييق على المتأولين.
5- أن يكون القصد من التحذير أخذ الحيطة في التدبر والتأويل ونبذ التسرع إلى ذلك.

تفسير القرآن بغير المأثور:
- أئمة المسلمين من الصحابة فمن بعدهم لم يقصروا أنفسهم على أن يرووا ما بلغهم من تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل سوى ما تك ذطره سابقا.
- لا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالا في معاني القرآن لم يسندوها ولا ادعوا أنها محذوفة الأسانيد.

أقسام المفسرين بالنسبة للتفسير بالمأثور:
1- قسم التزم في تفسيره الاقتصار على ما هو مروي عن الصحابة والتابعين، مثل ابن أبي حاتم , والطبري , مع خروجه أحيانا عن منهجه.
2- قسم لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور , مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين، ثم الذين سلكوا طريقهم مثل الزمخشري وابن عطية.

[إن كان يقصد (بعدم حبس النفس على ما هو مأثور)بتأويل الآيات وصرفها عن ظاهرها ورد معناها المتبادر الذي أجمع عليه السلف كما فعل الزمخشري وابن عطية: فهذا من التفسير بالرأي المذموم ولا وجه لمدح صاحبه البتة].

تفسير القرآن بالهوى ودعوى أن للقرآن ظاهرا وباطنا.
1- الباطنية:

- صرفوا ألفاظ القرآن عن ظواهرها بما سموه الباطن.
- زعموا أن القرآن إنما نزل متضمنا لكنايات ورموز عن أغراض
- لما توقعوا أن يحاجهم العلماء بأدلة القرآن والسنة عمدوا إلى تأويل تلك تأويل النصوص وصرف اللفظ إلى الباطن.
- مذهبهم مبني على قواعد الحكمة الإشراقية ومذهب التناسخ والحلولية ، ومن طقوس الديانات اليهودية والنصرانية وبعض طرائق الفلسفة ودين زرادشت.
مثال لتحريفهم النصوص: قالوا في معنى قوله تعالى:{اذهبا إلى فرعون إنه طغى} أراد بفرعون القلب.

تصدى للرد عليهم الغزالي في كتابه الملقب بـ "المستظهري" , وبين ابن العربي في كتاب العواصم شيئا من فضائح مذهبهم.

2- الصوفية:
الفرق بين تفسير الباطنية و تفسير الصوفية:

- الصوفية لم يدعوا أن كلامهم في ذلك تفسير للقرآن.
- قصدوا أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه.
- سموها إشارات ولم يسموها معاني.التفسير بلا علم

اختلاف العلماء في حكم تفسيرهم:
1-الغزالي رآه مقبولا, ذكره في الإحياء.
2-ابن العربي يرى إبطال هذه الإشارات كلها, ذكره في "العواصم".

قول ان عاشور:
هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:
1- ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى، وذكر الآية عند تلك الحالة كالنطق بلفظ المثل.
2- ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده، فهذا يأخذ صدى موقع الكلام في السمع ويتأوله على ما شغل به قلبه.
3- عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها.

[التفسير الإشاري يعتمد أساسا على أن للقرآن ظاهرا وباطنا , وأن ظاهره للعوام وباطنه للخواص , فلا يخلو من أمور تخل بالعقيدة , وأمور تعكس عقيدة المتكلم بها قد تصل إلى الكفر, ولا يخلو من تكلف شديد لحمل الاية على المعنى الذي أراده المفسر , لذلك وضع العلماء قيودا وشروطا لما قد يقبل منه , ولا اظنه بذي فائدة!].

التحذير من القول على الله بغير علم:
- التنبيه إلى خطر أمر تفسير الكتاب والقول فيه دون مستند.
- يجب توفر شروط الضلاعة في العلوم التي يستمد منها التفسير في المفسر.
- يجب على العاقل أن يعرف قدره، ويرد الأمر إلى أهله الثقات.

⦿المقدمة الرابعة:
⦿فيما يحق ان يكون غرض المفسر.


الحكمة من اختيار العربية لتكون لغة القرآن وأن يكون العرب هم المتلقين أولا لشرعه وإبلاغ:
ليس المراد من خطاب العرب بالقرآن أن يكون التشريع قاصرا عليهم أو مراعيا لخاصة أحوالهم.
- لسانهم أفصح الألسن وأسهلها انتشارا، وأكثرها تحملا للمعاني مع إيجاز لفظه.
- لتكون الأمة المتلقية للتشريع والناشرة له أمة قد سلمت من أفن الرأي عند المجادلة، ولم تقعد بها عن النهوض أغلال التكالب على الرفاهية.

المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها:

1- إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح.
2- تهذيب الأخلاق قال تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}.
3- التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة.
قال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} .
4- سياسة الأمة والقصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها.
5- القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم.
6- التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين.
7- المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.
8- الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول.

غرض المفسر:
بيان ما يصل إليه أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ .

طرائق المفسرين:
1- الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه وإيضاحه وهذا هو الأصل.
2- استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ولا يجافيها الاستعمال ولا مقصد القرآن.
فرع العلماء وفصلوا في الأحكام، وخصوها بالتآليف الواسعة، وكذلك تفاريع الأخلاق والآداب.
3- جلب المسائل ويسطها لمناسبة بينها وبين المعنى، أو لأسباب أخرى.
جلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية: إما على أن بعضها يومئ إليه معنى الآية ولو بتلويح ما .
وإما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني وبين المسائل الصحيحة من العلم حيث يمكن الجمع.

آراء العلماء في الطريقة الثالثة:
1- منم من يرى أن من الحسن التوفيق بين العلوم غير الدينية وآلاتها وبين المعاني القرآنية، ويرون القرآن مشيرا إلى كثير منها.
مثل: ابن رشد والغزالي والرازي وابن العربي.
2- ومنهم من رأى غير ذلك, قال الشاطبي: لا يصح في مسلك الفهم والإفهام إلا ما يكون عاما لجميع العرب. فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه.
علة كلام الشاطبي:إن القرآن خطاب للأميين وهم العرب فإنما يعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية.
واشترط ابن عاشور أن لا يخرج عما يصلح له اللفظ عربية، ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل، ولا يكون تكلفا بينا ولا خروجا عن المعنى الأصلي .

الرد على قول الشاطبي:
1- ما بناه عليه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال وهذا باطل .
2- عموم الدعوة وكون القرآن معجزة باقية فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام الناس في جميع عالصور.
3- قال السلف : إن القرآن لا تنقضي عجائبه, ولو كان كما قال الشاطبي لانقضت عجائبه.
4- من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة.
5- ما مازاد على المعاني الأصلية قد يتهيأ لفهمه أقوام، وتحجب عنه أقوام.

مراتب علاقة العلوم بالقرآن :
1- علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه.
2-علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيئة وخواص المخلوقات.
3- علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
4- علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.

[وما قاله عن الحكمة والهيئة والمنطق فيه نظر].


⦿المقدمة الخامسة:
⦿أسباب النزول.

تعريف اسباب النزول:
هي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك.

الإفراط في مسألة اسباب النزول:
أولع كثير من المفسرين بتطلب أسباب النزول ، وأغربوا وأكثروا.
وصل الإفراط ببعضهم أن كاد يوهم الناس بأن جميع القرآن نزل بسبب.
أصبح أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف وفي كليهما خطر عظيم.

أسباب نزول القرآن توقيفية.

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

نزول القران ابتدائي في الغالب.

أهمية معرفة أسباب النزول:
لا يستغني المفسر عنه.
يبين الموجز ويوضح الخفي.

- منه ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية .
مثاله:{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} .
- من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام.
- تفيد اسباب النزول عدم تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد.
- وفي نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال.

اقسام أسباب النزول الصحيحة:
1- المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر.
مثاله:{قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} .
2- حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام .
مثاله: حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان .
3- حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها.
مثاله: مثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة.
4- حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات.
قال الزركشي قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها.
5- قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات.
مثاله قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.

⦿المقدمة السادسة:
⦿القراءات.

سبب ذكر ابن عاشور للقراءات:
عناية كثير من المفسرين بذكر اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن.

حالات القراءات مع التفسير:
1- لا تعلق لها بالتفسير:
اختلاف القراء في وجوه النطق بالحروف والحركات.
مثاله: مقادير المد والإمالات.

فائدته :
حفظت على أبناء العربية التالي:
تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف في مخارجها وصفاتها.
بيان اختلاف العرب في لهجات النطق .
وهذه الأغراض مع أهميتها لا علاقة له بالتفسير.

سببه:
أن كل فريق قرأ بعربية قومه في وجوه الأداء.
ويحتمل أن يكون القارئ الواحد قد قرأ بوجهين ليري صحتهما في العربية قصدا لحفظ اللغة مع حفظ القرآن.
فيجوز أن يكون كثير من اختلاف القراء في هذه الناحية اختيارا.
وكرلهية مالك للقراءة بالإمالة مع ثبوتها عن القراء، ودلت على أنه يرى أن القارئ ما قرأ بها إلا اختيارا.

جمع القران:
الجمع الأول في عهد أبي بكر.
الجمع الثاني في عهد عثمان.

شروط القراءة الصحيحة:
1- موافقة وجها في العربية.
2- موافقة خط مصحف عثمان.
3- صحة سند راويها.

القراءة المتواترة غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية، ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف المجمع عليه.
قال مالك والشافعي: أن ما دون العشر لا تجوز القراءة به ولا أخذ حكم منه لمخالفته المصحف الذي كتب فيه ما تواتر.

القراء العشر:
نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو المازني البصري وعبد الله بن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الكوفي، والكسائي علي بن حمزة الكوفي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وخلف البزار.

أسانيد القراءات العشر:
تنتهي إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري.

المراد ب ( قراءة النبي):
- ما روي من قراءات بأسانيد صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم , في كتب الصحيح.
- لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لأنها غير متواترة .
- اصطلح المفسرون على اطلاق (قراءة النبي) عليها، لأنها غير منتسبة إلى أحد من أئمة الرواية في القراءات.

2- لها تعلق بالتفسير من جهات متفاوتة:
- مثل اختلاف القراء في حروف الكلمات.
- اختلاف الحركات الذي يختلف معه معنى الفعل.

أثرها في التفسير:
-ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى.
أو يثير معنى غير المعنى المراد من نظيره.
- اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن يكثر المعاني في الآية الواحدة.
- وجود الوجهين فأكثر في مختلف القراءات يكون مجزئا عن آيتين فأكثر.
- تعدد القراءات يقوم مقام تعدد كلمات القرآن.

اختلاف القراءات قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
دليله: حديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم بن حزام .

أقوال العلماء في الحديث:
الأول: أن الحديث منسوخ , كانت القراءة بالأحرف السبعة رخصة في صدر الإسلام ثم نسخت وألزم الناس بلغة قريش.
قاله أبو بكر الباقلاني وابن عبد البر وأبو بكر بن العربي والطبري والطحاوي وغيرهم.

واختلفوا في تحديد معنى الرخصة على ثلاثة أقوال:
1- المراد بالأحرف الكلمات المترادفة للمعنى الواحد، فالقارئ مخير أن يقرأ باللفظ الذي يحضره من المرادفات .
ثم اختلفوا في تعيين اللغات السبعة.
2- العدد غير مراد به حقيقته، بل هو كناية عن التعدد والتوسع.
3- المراد التوسعة كما في {كان الله سميعا عليما} أن يقرأ عليما حكيما ما لم يخرج عن المناسبة.

الثاني: اعتبروا إن الحديث محكم غير منسوخ. , وتنوعت أقوالهم:
1- قالت جماعة أن المراد من الأحرف أنواع أغراض القرآن كالأمر والنهي، والحلال والحرام....
2- قالت جماعة أن المراد أنه أنزل مشتملا على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة في آيات القرآن لكن لا على تخيير القارئ, واختلفوا في تعيينها كذلك.
3- قالت جماعة أن المراد من الأحرف لهجات العرب في كيفيات النطق كالفتح والإمالة، والمد والقصر....

قال ابن عاشور: قد يرجع اختلاف عمر وهشام إلى ترتيب آي السور بأن يكون هشام قرأ سورة الفرقان على غير الترتيب الذي قرأ به عمر فتكون تلك رخصة لهم في أن يحفظوا سور القرآن بدون تعيين ترتيب الآيات من السورة.

[ما ذهب إليه ابن عاشور يرده قول النبي عليه الصلاة , فيما رواه الإمام أحمد في مسنده :(... أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَأَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ هَذِهِ الآيَةَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ...)].

بيان خطأ من ظن المراد بالسبع في الحديث ما يطابق القراءات السبع التي اشتهرت بين أهل فن القراءات.

مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها:
1- اتفق الأئمة على أن القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي كتبت في مصحف عثمان متواترة.
2- قال ابن العربي، وابن عبد السلام التونسي، وأبو العباس بن إدريس فقيه بجاية من المالكية، والأبياري من الشافعية بأنها غير متواترة، ورجحه ابن عاشور.
3- قال المازري: هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة.

ترجيح قراءة على غيرها:
القراءات العشر قد تتفاوت بما يشتمل عليه بعضها من خصوصيات البلاغة أو الفصاحة أو كثرة المعاني أو الشهرة.
الإمام الطبري لم ير في ذلك مانعا , ولا الزمخشري.

هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون الراجحة أبلغ من المرجوحة فيفضي إلى أن المرجوحة أضعف في الإعجاز؟
يجوز أن يكون بعض الكلام المعجز مشتملا على لطائف وخصوصيات غير موجودة في الثاني.
يجوز أن بكون تمييز قراءة على غيرها بسبب أن المتميزة هي البالغة غاية البلاغة وأن الأخرى توسعة ورخصة.


ملاحظة:
كنت قد أتممت المجلس في الموعد , لكن عند إرادة إرساله حصل خلل في الحاسوب فحذف جميع الكلام ولم أتمكن من استرجاعه , وقد أبلغت الأخت (أم نور) حينها وطلبت مني كتابة ملاحظة بذلك عند إرسال المجلس.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 شوال 1440هـ/22-06-2019م, 11:48 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

اسم المؤلف قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ)
اسم الكتاب
ستحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد واختصرت هذا الاسم باسم "التحرير والتنوير من التفسير"

المقدمة الأولى
صفات القرآن

- دستور الأمة فأنزل القرآن قانونا عاما معصوما،
- معجزة الله الخالدة وأعجز بعجائبه فظهرت يوما فيوما،
- وجعله مصدقا لما بين يديه ومهيمنا، وما فرط فيه من شيء يعظ مسيئا ويعد محسنا، كما أنزله على أفضل رسول فبشر بأن لهم قدم صدق، فبه أصبح الرسول الأمي سيد الحكماء المربين، وبه شرح صدره إذ قال: {إنك على الحق المبين}، فلم يزل كتابه مشعا نيرا، محفوظا من لدنه أن يترك فيكون مبدلا ومغيرا.
- الجامع لمصالح الدنيا والدين، وموثق شديد العرى من الحق المتين، والحاوي لكليات العلوم ومعاقد استنباطها،

طريقة القرآن في بيان مراده
إن معاني القرآن ومقاصده ذات أفانين كثيرة بعيدة المدى مترامية الأطراف موزعة على آياته فالأحكام مبينة في آيات الأحكام، والآداب في آياتها، والقصص في مواقعها، وربما اشتملت الآية الواحدة على فنين من ذلك أو أكثر

طرائق العلماء في تأليف التفسير
- رجل معتكف فيما شاده الأقدمون .
- وآخر آخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون، وفي كلتا الحالتين ضر كثير
- فإنك لا تجد الكثير منها إلا عالة على كلام سابق بحيث لا حظ لمؤلفه إلا الجمع على تفاوت بين اختصار وتطويل.

أهم التفاسير في نظر المؤلف
إن أهم التفاسير تفسير "الكشاف"
و"المحرر الوجيز" لابن عطية
و"مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي، "
وتفسير البيضاوي" الملخص من "الكشاف" ومن "مفاتيح الغيب" بتحقيق بديع،
و"تفسير الشهاب الآلوسي"،
وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على "الكشاف"،
وما كتبه الخفاجي على "تفسير البيضاوي"،
و"تفسير أبي السعود"،
و"تفسير القرطبي"
والموجود من "تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي" من تقييد تلميذه الأبي وهو بكونه تعليقا على "تفسير ابن عطية" أشبه منه بالتفسير لذلك لا يأتي على جميع آي القرآن و"تفاسير الأحكام"،
و"تفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري"،
وكتاب "درة التنزيل" المنسوب لفخر الدين الرازي، وربما ينسب للراغب الأصفهاني. ولقصد الاختصار أعرض عن العزو إليها،

سبب إحجام المؤلف عن التأليف
-خوف عد اعطاء الأمر حقه , واتقاء الأخطاء التي ستحصل أثناء التأليف
- بسبب ما وكل إليه من وظيفة القضاء
- وبعد ذلك تم إعفاءه من مهنة القضاء إلى مهنة الإفتاء حتى يسر الله له التأليف

تميز المؤلف في التأليف
- اختارالمؤلف طريقة بين الاستمداد ممن سبقه مع التحقيق والتنقيح والزيادة عليها
- فجعل حقا عليه أن يبدي في تفسير القرآن نكتا لم أر من سبقني إليها، وأن يقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها
- يريد فيه بيان نكت من العلم وكليات من التشريع، وتفاصيل من مكارم الأخلاق،
- وقد ميز ما يفتح الله له من فهم في معاني كتابه وما أجلبه من المسائل العلمية، مما لا يذكره المفسرون .

اهتمام المؤلف في تسيره في وجوه عدة
- ببيان وجوه الإعجاز
- ونكت البلاغة العربية
- وأساليب الاستعمال
- و تناسب اتصال الآي بعضها ببعض، وقد اهتم به فخر الدين الرازي، وألف فيه برهان الدين البقاعي
- وبين ما أحيط بالسورة من أغراضها
- وتبيين معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميس اللغة.
- وبذل الجهد في الكشف عن نكت من معاني القرآن وإعجازه خلت عنها التفاسير

المقدمة الأولى
في التفسير والتأويل وكون التفسير علما

تعريف التفسير لغة
من فسر بالتشديد والفسر الإبانة والكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر هو أوضح لمعنى المفسر عند السامع،

تعريف التفسير اصطلاحاً
هو اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع.

وموضوع التفسير:
ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه، وما يستنبط منه

المراد بالعلم
إما أن يراد به نفس الإدراك
وإما أن يراد به الملكة المسماة بالعقل
وإما أن يراد به التصديق الجازم وهو مقابل الجهل
وإما أن يراد بالعلم المسائل المعلومات وهي مطلوبات خبرية يبرهن عليها في ذلك العلم وهي قضايا كلية،

هل يعد التفسير علما
هذا وفي عد التفسير علما تسامح لأن ما يبحث فيه هذا العلم إنما هو تصورات جزئية وليس قضايا كلية

ولكنهم عدوا تفسير ألفاظ القرآن علما مستقلا أراهم فعلوا ذلك لواحد من وجوه ستة:
الأول: أن مباحثه لكونها تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية، نزلت منزلة القواعد الكلية لأنها مبدأ لها
والثاني : إن اشتراط كون مسائل العلم قضايا كلية يبرهن عليها في العلم خاص بالعلوم المعقولة، أما العلوم الشرعية والأدبية فلا يشترط فيها ذلك
والثالث: التعاريف اللفظية تصديقات على رأي بعض المحققين فهي تؤول إلى قضايا
الرابع: إن علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية في أثنائه مثل تقرير قواعد النسخ وقواعد التأويل
الخامس: أن حق التفسير أن يشتمل على بيان أصول التشريع وكلياته
السادس وهو الفصل: أن التفسير كان أول ما اشتغل به علماء الإسلام قبل الاشتغال بتدوين بقية العلوم . وكان يحصل من مزاولته والدربة فيه لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه، فمن أجل ذلك سمي علما.

معلومات متفرقة عن التفسير
-هل التفسير من أصول العلوم

ويظهر أن هذا العلم إن أخذ من حيث إنه بيان وتفسير لمراد الله من كلامه كان معدودا من أصول العلوم الشرعية
وإن أخذ من حيث ما فيه من بيان مكي ومدني، وناسخ ومنسوخ،وغيرهما كان معدودا في متممات العلوم الشرعية
- التفسير أول العلوم الإسلامية ظهورا، و اشتهر فيه بعض الصحابة علي وابن عباس وهما أكثر الصحابة قولا في التفسير، وكثر الخوض فيه، حين دخل في الإسلام من لم يكن عربي السجية، فلزم التصدي لبيان معاني القرآن لهم، وشاع عن التابعين وأشهرهم في ذلك مجاهد وابن جبير
وهو أيضا أشرف العلوم الإسلامية ورأسها على التحقيق.
- وأما تصنيفه فأول من صنف فيه عبد الملك بن جريج المكي المتوفى سنة 149 هـ
- التفاسير المنسوبة لابن عباس : منها أوهى الروايات ( محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ) , وأصحها رواية علي بن أبي طلحة،

أنواع التفاسير
التفسير بالمأثور : فمنهم من سلك مسلك نقل ما يؤثر عن السلف , ومنه تفسير الطبري .
التفسير بالرأي : ومنهم من سلك مسلك النظر كأبي إسحاق الزجاج
أهم الكتب التي ألفت ف التفسير وكانت منهاجا لما بعدها من المؤلفات
الكشاف للزمخشري ومنحى البلاغة والعربية فيه أخص
المحرر الوجيز لابن عطية ومنحى الشريعة فيه أغلب

معنى التأويل وهل هو التفسير نفسه ؟
- وجماع القول في ذلك أن من العلماء من جعلهما متساويين , اللغة والآثار تشهد لهذا القول
- ومنهم من جعل التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه،
- ومنهم من قال: التأويل صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل فيكون هنا بالمعنى الأصولي

المقدمة الثانية
في استمداد علم التفسير

- استمداد العلم : هو توقف العلم على معلومات سابق وجودها على وجود العلم .
- ليس كل ما يذكر في العلم يكون من مدده بل ممكن مما يكون من مسائل علوم أخرى .
- لا تنحصر الإمدادات ولا تنضبط بل هو متفاوت حسب توسع المفسر .
- فاستمداد علم التفسير للمفسر العربي والمولد، من المجموع الملتئم من علم العربية وعلم الآثار، ومن أخبار العرب وأصول الفقه قيل وعلم الكلام وعلم القراءات.

وأما العلوم التي استمد منها التفسير علومه فهي :
أولا : العربية : فهي معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لغتهم سواء حصلت تلك المعرفة، بالسجية والسليقة ، أم حصلت بالتلقي والتعلم
- إن القرآن كلام عربي فكانت قواعد العربية طريقا لفهم معانيه
- ونعني بقواعد العربية مجموع علوم اللسان العربي، وهي: متن اللغة، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان. ومن وراء ذلك استعمال العرب
- ولعلمي البيان والمعاني مزيد اختصاص بعلم التفسير لأنهما وسيلة لإظهار خصائص البلاغة القرآنية، وهذان العلمان يسميان في القديم علم دلائل الإعجاز .
- وعلم البلاغة به يحصل انكشاف بعض المعاني واطمئنان النفس لها، وبه يترجح أحد الاحتمالين على الآخر في معاني القرآن .
- وأشار إلى سعة معاني كلام الله سبحانه لأن المقصود من التفسير هو معرفة جميع مراد الله من قرآنه ولأن المعاني غير منحصرة كان ذلك باعثا على بذل غاية الجهد

ثانيا : استعمال العرب : فهو التملي من أساليبهم في خطبهم وأشعارهم وأمثالهم وعوائدهم ومحادثاتهم .
- والذوق : هو كيفية للنفس بها تدرك الخواص والمزايا التي للكلام البليغ
- و لإيجاد الذوق أو تكميله لم يكن غنى للمفسر في بعض المواضع من الاستشهاد ببيت من الشعر، أو بشيء من كلام العرب
- ويدخل في مادة الاستعمال العربي ما يؤثر عن بعض السلف في فهم معاني بعض الآيات على قوانين استعمالهم

ثالثاً : الآثار : فالمعني بها،
- ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من بيان المراد من بعض القرآن في مواضع الإشكال والإجمال،
- وما نقل عن الصحابة الذين شاهدوا نزول الوحي
-وتشمل الآثار إجماع الأمة على تفسير معنى، إذ لا يكون إلا عن مستند
- ومعنى كون أسباب النزول من مادة التفسير، أنها تعين على تفسير المراد، وليس المراد أن لفظ الآية يقصر عليها؛ لأن سبب النزول لا يخصص

العلوم التي لاتعد من استمداد علم التفسير
أولاً : القراءات :
- فلا يحتاج إليها إلا في حين الاستدلال بالقراءة على تفسير غيرها، وإنما يكون في معنى الترجيح لأحد المعاني القائمة من الآية أو لاستظهار على المعنى .
- وبذلك يظهر أن القراءة لا تعد تفسيرا من حيث هي طريق في أداء ألفاظ القرآن، بل من حيث أنها شاهد لغوي فرجعت إلى علم اللغة.

ثانياً : أما أخبار العرب فهي من جملة أدبهم. فهي يستعان بها على فهم ما أوجزه القرآن في سوقها لأن القرآن إنما يذكر القصص والأخبار للموعظة والاعتبار

ثالثاً :أصول الفقه : كون بعض مخرجاته مادة للتفسير، وذلك من جهتين:
- إحداهما أن علم الأصول قد أودعت فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب وفهم موارد اللغة أهمل التنبيه عليها علماء العربية مثل مسائل الفحوى ومفهوم المخالفة
- الثانية أن علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ويفصح عنها فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها.

رابعاً : علم الكلام : لايعتبر علم الكلام من مادة التفسير لأن كون القرآن كلام الله قد تقرر عند سلف الأمة قبل علم الكلام، ولا أثر له في التفسير

خامساً : الفقه لا يتعبر من مادة علم التفسير، لعدم توقف فهم القرآن، على مسائل الفقه، وإنما يحتاج المفسر إلى مسائل الفقه، عند قصد التوسع في تفسيره،

سادساً : لا يعتبر من مادة التفسير ما يلي :
- الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آيات، ولا ما يروى عن الصحابة في ذلك لأن ذلك من التفسير لا من مدده،
- ولا يعد أيضا من استمداد التفسير ما في بعض آي القرآن من معنى يفسر بعضا آخر منها، لأن ذلك من قبيل حمل بعض الكلام على بعض،

المقدمة الثالثة
في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه


- تحريم التكلم في القرآن بغير علم
- جواز التفسير لأهل العلم
- لوكان التفسير مقصورا على العربية فقط لكان التفسير قليل جدا , والواقع بخلافه
- لا يصح أن يكون كل ما قاله الصحابة في التفسير مسموعا من النبي صلى الله عليه وسلم لوجهين:
أحدهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه من التفسير إلا تفسير آيات قليلة
الثاني أنهم اختلفوا في التفسير على وجوه مختلفة لا يمكن الجمع بينها. وسماع جميعها من رسول الله محال، ولو كان بعضها مسموعا لترك الآخر، أي لو كان بعضها مسموعا لقال قائله: إنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليه من خالفه، فتبين على القطع أن كل مفسر قال في معنى الآية بما ظهر له باستنباطه.

- آداب قراءة القرآن أن التفهم مع قلة القراءة أفضل من كثرة القراءة بلا تفهم،
- ومن موانع الفهم أن يكون قد قرأ تفسيرا واعتقد أن لا معنى لكلمات القرآن إلا ما تناوله النقل
- وهل استنباط الأحكام التشريعية من القرآن في خلال القرون الثلاثة الأولى من قرون الإسلام إلا من قبيل التفسير لآيات القرآن بما لم يسبق تفسيرها به قبل ذلك
- شرط التفسير الصحيح أن يكون مطابقا للفظ من حيث الاستعمال، سليما من التكلف عريا من التعسف .

خطورة التفسير دون مايلي
- مستند من نقل صحيح عن أساطين المفسرين
- أو إبداء تفسير أو تأويل من قائله إذا كان القائل توفرت فيه شروط الضلاعة في العلوم التي سبق ذكرها في المقدمة الثانية.
- الجواب عن الشبهة التي نشأت من الآثار المروية في التحذير من تفسير القرآن بالرأي فمرجعه إلى أحد خمسة وجوه:
أولها: أن المراد بالرأي هو القول عن مجرد خاطر دون استناد إلى نظر في أدلة العربية ومقاصد الشريعة وتصاريفها، وما لا بد منه من علوم القرآن , وإلا فإن الله تعالى ما تعبدنا في مثل هذا إلا ببذل الوسع مع ظن الإصابة.
ثانيها: أن لا يتدبر القرآن حق تدبره فيفسره بما يخطر له من بادئ الرأي دون إحاطة بجوانب الآية ومواد التفسير مقتصرا على بعض الأدلة دون بعض
ثالثها: أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة فيتأول القرآن على وفق رأيه ويصرفه عن المراد ويرغمه على تحمله ما لا يساعد عليه المعنى المتعارف
رابعها: أن يفسر القرآن برأي مستند إلى ما يقتضيه اللفظ ثم يزعم أن ذلك هو المراد دون غيره لما في ذلك من التضييق على المتأولين.
خامسها: أن يكون القصد من التحذير أخذ الحيطة في التدبر والتأويل ونبذ التسرع إلى ذلك، والحق أن الله ما كلفنا في غير أصول الاعتقاد بأكثر من حصول الظن المستند إلى الأدلة والأدلة متنوعة على حسب أنواع المستند فيه

الرد على من حصر التفسير بالمأثور
- فإن أرادوا به ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير بعض آيات فإذا التزموا هذا الظن بهم فقد ضيقوا سعة معاني القرآن وغلطوا سلفهم فيما تأولوه، إذ لا ملجأ لهم من الاعتراف بأن أئمة المسلمين من الصحابة فمن بعدهم لم يقصروا أنفسهم على أن يرووا ما بلغهم من تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقد سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم،
- وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي وعن الصحابة خاصة لم يغن عن أهل التفسير فتيلا، لأن أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل و ابن عباس فكان أكثر ما يروى عنه قولا برأيه على تفاوت بين رواته.
- وإن أرادوا بالمأثور ما كان مرويا قبل تدوين التفاسير الأول مثل ما يروى عن أصحاب ابن عباس وأصحاب ابن مسعود،
إذ لا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالا في معاني القرآن لم يسندوها ولا ادعوا أنها محذوفة الأسانيد،
وقد اختلفت أقوالهم في معاني آيات كثيرة اختلافا ينبئ إنباء واضحا بأنهم إنما تأولوا تلك الآيات من أفهامهم كما يعلمه من له علم بأقوالهم،

التفسير بالهوى
- صرفوا ألفاظ القرآن عن ظواهرها بما سموه الباطن
- فالباطن لا ضبط له بل تتعارض فيه الخواطر فيمكن تنزيل الآية على وجوه شتى
-فإن قلت فما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا)) فإنه لم يصح
- وعن ابن عباس أنه قال: إن للقرآن ظهرا وبطنا. فتتمة كلامه فظهره التلاوة وبطنه التأويل

مناقشة إشارات الصوفية في القرآن
- أما ما يتكلم به أهل الإشارات من الصوفية يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه، ولعلماء الحق فيها رأيان: فالغزالي يراها مقبولة وابن العربي يرى أنها باطلة مردودة
وعندي إن هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:
الأول ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه
الثاني: ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده
الثالث: عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها
- فنسبة الإشارة إلى لفظ القرآن مجازية لأنها إنما تشير لمن استعدت عقولهم وتدبرهم في حال من الأحوال الثلاثة ولا ينتفع بها غير أولئك،
- وليس من الإشارة ما يعرف في الأصول بدلالة الإشارة، وفحوى الخطاب وغر ذلك مما يذكره العلماء , لأن جميع هذا مما قامت فيه الدلالة العرفية مقام الوضعية واتحدت في إدراكه أفهام أهل العربية فكان من المدلولات التبعية.
قال في الكشاف: وكم من آية أنزلت في شأن الكافرين وفيها أوفر نصيب للمؤمنين تدبرا لها واعتبارا بموردها. يعني أنها في شأن الكافرين من دلالة العبارة وفي شأن المؤمنين من دلالة الإشارة.

المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسر

- يجب معرفة غاية المفسر من التفسير، بعد معرفة مقاصد القرآن الأصلية
- وحتى نعلم عند مطالعة التفاسير مقادير اتصال ما تشتمل عليه، بالغاية التي يرمي إليها المفسر فتزنوا بذلك مقدار ما أوفى به من المقصد، ومقدار ما تجاوزه،
- هل يمكن الاطلاع على مراد الله
سواء قلنا إنه يمكن الاطلاع على تمام مراد الله تعالى وهو قول المعتزلة , أو قلنا إن الاطلاع على تمام مراد الله تعالى غير ممكن
وهو خلاف لا طائل تحته إذ القصد هو الإمكان الوقوعي لا العقلي، فلا مانع من التكليف باستقصاء البحث عنه بحسب الطاقة ومبلغ العلم مع تعذر الاطلاع على تمامه.

حكمة نزول القرآن باللسان العربي
= منها كون لسانهم أفصح الألسن وأسهلها انتشارا، وأكثرها تحملا للمعاني مع إيجاز لفظه،
= ولتكون الأمة المتلقية للتشريع والناشرة له أمة قد سلمت من أفن الرأي عند المجادلة،واقلها رفاهية
= وليس المراد من خطاب العرب بالقرآن أن يكون التشريع قاصرا عليهم

مقاصد القرآن الأصلية
الأول: إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح.
الثاني: تهذيب الأخلاق قال تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}.
الثالث: التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة.
الرابع: سياسة الأمة و القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها
الخامس: القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم
السادس: التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين،
السابع: المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير
الثامن: الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول

غرض المفسر هو :

- بيان ما يصل إليه أو
- ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن،
- أو ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم،
- أو يخدم المقصد تفصيلا وتفريعا
- أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل،

فعلى المفسر أن
- يعرف على الإجمال مقاصد القرآن مما جاء لأجله،
-ويعرف اصطلاحه في إطلاق الألفاظ، وللتنزيل اصطلاح وعادات

فطرائق المفسرين للقرآن ثلاث
الأولى : إما الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه وإيضاحه وهذا هو الأصل.
الثانية : وإما استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ولا يجافيها الاستعمال ولا مقصد القرآن، قد فرع العلماء وفصلوا في الأحكام،
الثالثة : وإما أن يجلب المسائل ويبسطها , تجلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية
- إما على أن بعضها يومئ إليه معنى الآية ولو بتلويح ما , مثل علوم الاقتصاد والمواريث
- وإما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني وبين المسائل الصحيحة من العلم حيث يمكن الجمع.
- وإما على وجه الاسترواح من الآية
وللعلماء في سلوك هذه الطريقة الثالثة على الإجمال آراء:
- فأما جماعة منهم فيرون من الحسن التوفيق بين العلوم غير الدينية وآلاتها وبين المعاني القرآنية .
- وأما جماعة أخرى فيرون أنه لا يجوز تحميل القرآن مالا يحتمل

- فالذين يرون التوافق بين العلوم وبين القرآن يقولون (معاني القرآن تطابق الحقائق )
الضابط : ( وكل ما كان من الحقيقة في علم من العلوم وكانت الآية لها اعتلاق بذلك فالحقيقة العلمية مرادة بمقدار ما بلغت إليه أفهام البشر وبمقدار ما ستبلغ إليه ) .
وذلك يختلف باختلاف المقامات ويبنى :
=على توفر الفهم،
=وشرطه أن لا يخرج عما يصلح له اللفظ عربية،
=ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل،
=ولا يكون تكلفا بينا
=ولا خروجا عن المعنى الأصلي حتى لا يكون في ذلك كتفاسير الباطنية.

- وأما جماعة أخرى فيرون أنه لا يجوز تحميل القرآن مالا يحتمل , وهذا مبني على ما أسسه من كون القرآن لما كان خطابا للأميين وهم العرب فإنما يعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية.
الرد عليه : وهو أساس واه لوجوه ستة:
الأول أن ما بناه عليه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال وهذا باطل
الثاني أن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام من يأتي من الناس في عصور انتشار العلوم في الأمة.
الثالث أن السلف قالوا: إن القرآن لا تنقضي عجائبه
الرابع أن من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة.
الخامس أن مقدار أفهام المخاطبين به ابتداء لا يقضي إلا أن يكون المعنى الأصلي مفهوما لديهم فأما مازاد على المعاني الأساسية فقد يتهيأ لفهمه أقوام، وتحجب عنه أقوام،
السادس أن عدم تكلم السلف عليها إن كان فيما ليس راجعا إلى مقاصده فنحن نساعد عليه، وإن كان فيما يرجع إليها فلا نسلم وقوفهم فيها عند ظواهر الآيات بل قد بينوا وفصلوا وفرعوا في علوم عنوا بها، ولا يمنعنا ذلك أن نقفي على آثارهم في علوم أخرى راجعة لخدمة المقاصد القرآنية

رأي المؤلف في المسألة
وأنا أقول: إن علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب:
الأولى: علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والاعتقاد والأصول والعربية والبلاغة.
الثانية: علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيئة وخواص المخلوقات.
الثالثة: علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
الرابعة: علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة والميثولوجيا، وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.

المقدمة الخامسة
في أسباب النزول

تعريف أسباب النزول : وهي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك، إن سبب النزول لا يخصص
- إن من أسباب النزول ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز،
- ومنها ما يكون وحده تفسيرا. ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية أو نحو ذلك.
- ومنها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام
- ومن العلماء فريق مولع بها ومكثر منها , وهم غير معذروين في نقل الروايات الضعيفة
فإن القرآن جاء هاديا إلى ما به صلاح الأمة في أصناف الصلاح فلا يتوقف نزوله على حدوث الحوادث الداعية إلى تشريع الأحكام.

أقسام أسباب النززول
الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها،
والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها
والرابع: هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات،
والخامس: قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات

هذا وإن القرآن كتاب جاء لهدي أمة والتشريع لها، وهذا الهدي
= قد يكون واردا قبل الحاجة،
= وقد يكون مخاطبا به قوم على وجه الزجر أو الثناء أو غيرهما،
= وقد يكون مخاطبا به جميع من يصلح لخطابه، وهو في جميع ذلك قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية،
والحكمة في ذلك
= أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها،
= وليمكن تواتر الدين، وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط،
- فكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله،
- كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛
- لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله،
وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول
- وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم،
- فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين.

المقدمة السادسة
في القراءات

- علم القراءات علم منفصل عن علم التفسير له تعلق ببعض المعاني واختلافها
- له أئمته المختصين به وقد أشبعوه بحثا وفيه غنى عن زيادة شرح وتفصيل .
- وهي الروايات العشر للقراء وهم، نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو المازني البصري وعبد الله بن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الكوفي، والكسائي علي بن حمزة الكوفي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وخلف البزار بزاي فألف فراء مهملة الكوفي .

المراد بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم المرادفة للقراءات العشر

- تذكر بعض كتب التفسير والسنن لفظ ( قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ) وحكمها مايلي
- لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لأنها غير متواترة النقل
- قد اصطلح المفسرون على أن يطلقوا عليها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها غير منتسبة إلى أحد من أئمة الرواية في القراءات .
- ما كان ينبغي إطلاق وصف قراءة النبي عليها لأنه يوهم من ليسوا من أهل الفهم الصحيح أن غيرها لم يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يرجع إلى تبجح أصحاب الرواية بمروياتهم.

شروط القراءة الصحيحة :
- غير المتواترة وأما المتواترة فهيي صحيحة وغنية عن هذه الشروط
- اتفق العلماء أن كل قراءة وافقت وجها في العربية , ووافقت خط المصحف أي مصحف عثمان , وصح سند راويها؛ فهي قراءة صحيحة لا يجوز ردها
- والمراد بموافقة خط المصحف موافقة أحد المصاحف الأئمة التي وجه بها عثمان بن عفان إلى أمصار الإسلام , والاختلاف اليسير بينها هو اختلاف ناشئ عن القراءة بوجهين فلا ينافي التواتر إذ لا تعارض

هل تتعلق القراءة بالتفسير :

الحالة الأولى : هي التي لا تعلق لها بالتفسير . وهي اختلاف القراء في وجوه النطق بالحروف والحركات
- ومزية القراءات من هذه الجهة عائدة إلى أنها حفظت على أبناء العربية ما لم يحفظه غيرها وهو تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف في مخارجها وصفاتها وبيان اختلاف العرب في لهجات النطق
- وفيها أيضا سعة من بيان وجوه الإعراب في العربية، فهي لذلك مادة كبرى لعلوم اللغة العربية.

وأما الحالة الثانية: هي التي تتعلق بالتفسير
- هي اختلاف القراء في حروف الكلمات وكذلك اختلاف الحركات الذي يختلف معه معنى الفعل
- لأن ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى، أو يثير معنى غيره،
- و لأن اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن يكثر المعاني في الآية الواحدة
- ومزية هذه الجهة كثرة معاني القرآن تكثيرا , فلا مانع أن تأتي ألفاظ القرآن على ما تحتمل وجوه القراءات , وهذا نظير التضمين في استعمال العرب، ونظير التورية والتوجيه في البديع، ونظير مستتبعات التراكيب في علم المعاني، وهو من زيادة ملاءمة بلاغة القرآن
- و على المفسر أن يبين اختلاف القراءات المتواترة لأن في اختلافها توفيرا لمعاني الآية غالبا فيقوم تعدد القراءات مقام تعدد كلمات القرآن.

ومن أدلة القراءات
- حديث هشام وعمر رضي الله عنهما وفيه قال رسول الله: ((كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه)) اهـ.
- وفي الحديث إشكال، وللعلماء في معناه أقوال يرجع إلى اعتبارين: أحدهما اعتبار الحديث منسوخا والآخر اعتباره محكما.
- فأما الذين اعتبروا الحديث منسوخا
= قالوا كان ذلك رخصة في صدر الإسلام أباح الله للعرب أن يقرأوا القرآن بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها،
= ثم نسخ ذلك بحمل الناس على لغة قريش لأنها التي بها نزل القرآن وزال العذر لكثرة الحفظ وتيسير الكتابة،
= واستدلوا على ذلك بقول عمر: إن القرآن نزل بلسان قريش،
= وبقول عثمان لكتاب المصاحف فإذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلغة قريش فإنما نزل بلسانهم، يريد أن لسان قريش هو الغالب على القرآن، أو أراد أنه نزل بما نطقوا به من لغتهم وما غلب على لغتهم من لغات القبائل إذ كان عكاظ بأرض قريش وكانت مكة مهبط القبائل كلها.

معنى الرخصة بسبعة أحرف
ثلاثة أقوال:
- الأول أن المراد بالأحرف الكلمات المترادفة للمعنى الواحد، أي أنزل بتخيير قارئه أن يقرأه باللفظ الذي يحضره من المرادفات تسهيلا عليهم حتى يحيطوا بالمعنى. وعلى هذا الجواب فقيل المراد بالسبعة حقيقة العدد وهو قول الجمهور
فيكون تحديدا للرخصة بأن لا يتجاوز سبعة مرادفات أو سبع لهجات أي من سبع لغات , و اللغات السبع، هي من عموم لغات العرب واختلفوا في تحديد القبائل المرادة
- القول الثاني: أن العدد غير مراد به حقيقته، بل هو كناية عن التعدد والتوسع، وكذلك المرادفات ولو من لغة واحدة
- القول الثالث: أن المراد التوسعة في نحو {كان الله سميعا عليما} أن يقرأ عليما حكيما ما لم يخرج عن المناسبة

وأما الذين اعتبروا الحديث محكما غير منسوخ فقد ذهبوا في تأويله مذاهب:
الأول : أن المراد من الأحرف أنواع أغراض القرآن أو أنواع دلالته , ولا يخفى أن كل ذلك لا يناسب سياق الحديث على اختلاف رواياته من قصد التوسعة والرخصة.
الثاني : أن المراد أنه أنزل مشتملا على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة في آيات القرآن لكن لا على تخيير القارئ، وهذا لا يلاقي مساق الحديث من التوسعة، ولا يستقيم من جهة العدد لأن المحققين ذكروا أن في القرآن كلمات كثيرة من لغات قبائل العرب .
الثالث : أن المراد من الأحرف لهجات العرب في كيفيات النطق , على معنى أن ذلك رخصة للعرب مع المحافظة على كلمات القرآن، وهذا أحسن الأجوبة لمن تقدمنا،

تأويل حديث هشام عند ابن عاشور
- بأن لا يكون مرويا بالمعنى مع إخلال بالمقصود أنه يحتمل أن يرجع إلى ترتيب آي السور ، فتكون تلك رخصة لهم في أن يحفظوا سور القرآن بدون تعيين ترتيب الآيات من السورة، وبعد ذلك أجمع الصحابة في عهد أبي بكر على ذلك لعلمهم بزوال موجب الرخصة.

اشتباه القراءات السبع بالأحرف السبع
- وأجمع العلماء على خلافه كما قال أبو شامة: فإن انحصار القراءات في سبع لم يدل عليه دليل , وخاصة عندما أضافوا لها ثلاث قراءات أخرى
- ولكنه أمر حصل إما بدون قصد أو بقصد التيمن بعدد السبعة أو بقصد إيهام أن هذه السبعة هي المرادة من الحديث تنويها بشأنها بين العامة .

مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها
الرأي الأول : اتفق الأئمة على أن القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي كتبت في مصحف عثمان هي متواترة
- وإن اختلفت في وجوه الأداء وكيفيات النطق ومعنى ذلك أن تواترها تبع لتواتر صورة كتابة المصحف،
- وما كان نطقه صالحا لرسم المصحف واختلف فيه فهو مقبول، وما هو بمتواتر لأن وجود الاختلاف فيه مناف لدعوى التواتر،
- ولما قرأ المسلمون بهذه القراءات من عصر الصحابة ولم يغير عليهم، فقد صارت متواترة على التخيير، وإن كانت أسانيدها المعينة آحادا،
- وليس المراد ما يتوهمه بعض القراء من أن القراءات كلها بما فيها من طرائق أصحابها ورواياتهم متواترة وكيف وقد ذكروا أسانيدهم فيها فكانت أسانيد أحاد،
الرأي الثاني :
- وقد جزم ابن العربي، وابن عبد السلام التونسي، وأبو العباس بن إدريس فقيه بجاية من المالكية، والأبياري من الشافعية بأنها غير متواترة،
- وهو الحق لأن تلك الأسانيد لا تقتضي إلا أن فلانا قرأ كذا وأن فلانا قرأ بخلافه، وأما اللفظ المقروء فغير محتاج إلى تلك الأسانيد لأنه ثبت بالتواتر كما علمت آنفا، وإن اختلفت كيفيات النطق بحروفه فضلا عن كيفيات أدائه.
الرأي الثالث :
- هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة،
- وهذا توسط بين إمام الحرمين والأبياري، ووافق إمام الحرمين ابن سلامة الأنصاري من المالكية.

أسانيد القراءات العشر :
- وتنتهي أسانيد القراءات العشر إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري،
- فبعضها ينتهي إلى جميع الثمانية وبعضها إلى بعضهم وتفصيل ذلك في علم القرآن.
شؤ
ترجيح القراءات
إن القراءات العشر الصحيحة المتواترة قد تتفاوت بما يشتمل عليه بعضها من خصوصيات البلاغة أو الفصاحة أو كثرة المعاني أو الشهرة، وهو تمايز متقارب .
- علماً بان التفاوت لا يكون في الإعجاز لأن الإعجاز في القرآن هو مطابقة الكلام لجميع مقتضى الحال، وهو لا يقبل التفاوت
- والإعجاز لا يلزم أن يتحقق في كل آية من آي القرآن لأن التحدي إنما وقع بسورة مثل سور القرآن

فإن قلت هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون الراجحة أبلغ من المرجوحة ؟
- ولم يكن حمل أحد القراءتين على الأخرى متعينا ولا مرجحا، ألا ترى أنه قد يكون قراءتان في لفظ واحد لكل منهما توجيه يخالف الآخر
- ويجوز مع ذلك أن يكون بعض الكلام المعجز مشتملا على لطائف وخصوصيات تتعلق بوجوه الحسن كالجناس والمبالغة، أو تتعلق بزيادة الفصاحة، أو بالتفنن
- و كثير من العلماء كان لا يرى مانعا من ترجيح قراءة على غيرها، لكونها أظهر من جهة الإعراب، وأصح في النقل، وأيسر في اللفظ فلا ينكر ذلك،
- وقل أن يكسب التفاوت في البلاغة وغيرها إحدى القراءات في تلك الآية رجحانا .
- على أنه يجوز أن تكون إحدى القراءات نشأت عن ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للقارئ أن يقرأ بالمرادف تيسيرا على الناس , فتروى تلك القراءة للخلف فيكون تمييز غيرها عليها بسبب أن المتميزة هي البالغة غاية البلاغة وأن الأخرى توسعة ورخصة، ولا يعكر ذلك على كونها أيضا بالغة الطرف الأعلى من البلاغة وهو ما يقرب من حد الإعجاز.

وجوه الإعراب في القرآن
- وجوه الإعراب في القرآن فأكثرها متواتر إلا ما ساغ فيه إعرابان مع اتحاد المعاني
- وأما ما خالف الوجوه الصحيحة في العربية ففيه نظر قوي لأنا لا ثقة لنا بانحصار فصيح كلام العرب فيما صار إلى نحاة البصرة والكوفة،
- وبهذا نبطل كثيرا مما زيفه الزمخشري من القراءات المتواترة بعلة أنها جرت على وجوه ضعيفة في العربية لا سيما ما كان منه في قراءة مشهورة
- ولو سلمنا أن ذلك وجه مرجوح، فهو لا يعدو أن يكون من الاختلاف في كيفية النطق التي لا تناكد التواتر

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 صفر 1441هـ/3-10-2019م, 02:50 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
[size="5"]فهرسة مسائل القسم الأول من مقدمة تفسير ابن عاشور.

⦿اسم المصنف :
مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ).

⦿خطبة الكتاب:
فضل وإعجاز القرآن:
-أنزل القرآن ليكون قانونا عاما معصوما.
- معجز بعجائبه التي ظهرت يوما فيوما.
- مصدق لما بين يديه ومهيمنا عليه .
- ما فرط فيه من شيء يعظ مسيئا ويعد محسنا.
- عرفه المنصفون من مؤمن وجاحد، وشهد له الراغب والمحتار والحاسد.
- جامع لمصالح الدنيا والدين.
- حاوي لكليات العلوم ومعاقد استنباطها.

حفظ القرآن الكريم:
- حفظه فترة وجود النبي-عليه الصلاة والسلام- حافظا ومبلغا له.
- قيض الله الصحابة لبيانه.
-ثم سار على دربهم العلماء في كل زمان.

سبب تأليف ابن عاشور للتفسير:
- كانت أمنيته تفسير الكتاب المجيد.
- لبيان نكت من العلم وكليات من التشريع، وتفاصيل من مكارم الأخلاق. لم يسبقه إليها أحد.
- لغرض الوقوف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها.

أقسام المفسرين في معاملة كلام القدمين:
1- قسم التزم بما كتبه الأقدمون.
2- قسم آخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون.
3- قسم عمد إلى تهذيب ما أشاده الأقدمون والزيادة عليه.

منهج ابن عاشور في التأليف:
- عدم عزو ما ينقله من كتب التفسير إليها.
- تمييز ما يفتح الله له من فهم في معاني كتابه وما يجليه من المسائل العلمية مما لا يذكره المفسرون.
- التركيز على فن دقائق البلاغة , واستخراج ما يجده في الآيات منه.
- بيان وجوه الإعجاز ونكت البلاغة العربية وأساليب الاستعمال.
- بيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض.
- بيان ما أحيط بالسورة من أغراضها.
- بيان معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق.

- أهم التفاسير عند ابن عاشور:
- الكشاف.
- المحرر الوجيز لابن عطية.
- "مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي.
- "وتفسير البيضاوي" الملخص من "الكشاف" ومن "مفاتيح الغيب" .
- "تفسير الشهاب الآلوسي".
- ما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على "الكشاف".
- وما كتبه الخفاجي على "تفسير البيضاوي".
- "تفسير أبي السعود".
- "تفسير القرطبي".
- الموجود من "تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي" من تقييد تلميذه.
- "تفاسير الأحكام".
- "تفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري".
- كتاب "درة التنزيل" المنسوب لفخر الدين الرازي.

[هذا ترتيب ابن عاشور لكتب التفسير كما ذكرها , وأفضلها على الإطلاق تفسير الطبري فهو تفسير على منهج أهل السنة والجماعة].

الاسم الأصلي لتفسير ابن عاشور:
تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد.
اختصره إلى :التحرير والتنوير من التفسير.

⦿المقدمة الأولى:
⦿في التفسير والتأويل وكون التفسير علما.
معنى (التفسير) لغة:
التفسير مصدر فسر بتشديد السين الذي هو مضاعف فسر بالتخفيف الذي مصدره الفسر.
ومعناه: الإبانة والكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر .

تعريف التفسير اصطلاحا :
اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع.

موضوع علم التفسير:
ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه، وما يستنبط منه.

التسامح في عد التفسير علما.

المراد بالعلم :
- الإدراك.
- أو الملكة المسماة بالعقل.
- أو التصديق الجازم وهو مقابل الجهل.
- أو المسائل المعلومات.
[نبين أولا المآخذ على عد التفسير من العلوم، ثم نبين رد ابن عاشور على ذلك وبيانه وجوه عد التفسير علمًا]

وجوه عد التفسير علما:
1- مباحثه تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية، فنزلت منزلة القواعد الكلية لأنها مبدأ لها.
2- اشتراط كون مسائل العلم قضايا كلية يبرهن عليها في العلم خاص بالعلوم المعقولة، أما العلوم الشرعية والأدبية فلا يشترط فيها ذلك.
3- التعاريف اللفظية تصديقات على رأي بعض المحققين فهي تؤول إلى قضايا، وتفرع المعاني الجمة عنها نزلها منزلة الكلية.
4- علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية في أثنائه.
5- حق التفسير أن يشتمل على بيان أصول التشريع وكلياته فكان بذلك حقيقا بأن يسمى علما.
6- أول ما اشتغل به العلماء هو التفسير، وأفاد علوما كلية ، فمن أجل ذلك سمي علما.

فضل علم التفسير:
- يعد رأس العلوم الإسلامية لكونه بيان لمراد الله تعالى من كلامه.
- يحصل من مزاولته والدربة فيه لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه.
- هو أول العلوم الإسلامية ظهورا.

بداية ظهور علم التفسر:
- ظهر في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، لما كان بعض الصحابة يسأله عن بعض معاني القرآن.
- حمل الصحابة لواء التفسير , واشتهرمنهم علي وابن عباس وهما أكثر الصحابة قولا في التفسير، وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله.
- انتشر علم التفسير لما دخل في الإسلام الكثير من الأعاجم , حيث كان من الواجب بيان معاني القرآن لهم، وشاع عن التابعين وأشهرهم في ذلك مجاهد وابن جبير.

أول من صنف في التفسير:
عبد الملك بن جريج المكي المولود سنة 80 هـ والمتوفى سنة 149 هـ.
صنف كتابه في تفسير آيات كثيرة وجمع فيه آثارا وغيرها.

ما نسب إلى ابن عباس من التفسير:
الرواية عن ابن عباس، قد اتخذها الوضاعون والمدلسون ملجأ لتصحيح ما يروونه.
تكلم أهل الأثر فيما نسب إلى ابن عباس وهي "تفسير محمد بن السائب الكلبي" المتوفى سنة 146 هـ عن أبي صالح عن ابن عباس.
أبو صالح هذا متهم بالكذب .
وإذا انضم إليها رواية محمد بن مروان السدي عن الكلبي فهي سلسلة الكذب.وهنالك رواية مقاتل ورواية الضحاك، ورواية علي بن أبي طلحة الهاشمي كلها عن ابن عباس، وأصحها وهناك رواية علي بن أبي طلحة التي اعتمدها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه.

ما نسب إلى علي من اتفسير:
كان لعلي أفهاما في القرآن .
أكثر ما نسب إليه من الروايات هو من الموضوعات، إلا ما روي بسند صحيح، مثل ما في صحيح البخاري ونحوه.

مسالك المفسرين في التفسير:
1- مسلك التفسير بالمأثور.
أول من صنف فيه مالك ابن أنس.
أشهر أهل هذه الطريقة الطبري.
شغف كثير منهم بنقل الإسرائيليات، فكثرت في كتبهم الموضوعات.

2- مسلك التفسير بالرأي , كأبي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي.

3- منهم من جمع بين الطريقتين ، مثل الزمخشري، صاحب "الكشاف"، وابن عطية صاحب "المحرر الوجيز".
سلكا مسلك الغوص على معاني الآيات، مع الاتيان بشواهدها من كلام العرب, مع ذكر كلام المفسرين.
كلاهما عضادتا الباب، ومرجع من بعدهما من أولي الألباب.

[وكلام ابن عاشور فيه نظر , فتفسير الإمام الطبري مقدم على الكشاف وغيره , بل كل من جاء بعده كان عالة عليه رحمه الله نعالى , والطبري لم يشترط الصحة فيما ينقله , لذلك جمع في تفسيره ما وصل إليه من آثار , وأوردها مسندة ومن اسند فقد احالك.
ومع إن ابن عاشور ذم الإكثار من الإسرائيليات والموضوعات : إلا إنه لم يتعرض للأحاديث الضعيفة والموضوعة التي أكثر منها الزمخشري في تفسيره لضعف صناعته في الحديث كما هو حال المعتزلة!! أما ابن عطية فهو من الأشاعرة وقد سار على اصولهم في تفسيره وانتصر لمذهبهم.]


معنى التأويل:
1- هناك من قال بأن اتأويل مرادف للتفسير :
قال صلى الله عليه وسلم في دعائه لابن عباس: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).
2- أرجاع الأمر إلى الغاية المقصودة.
{هل ينظرون إلا تأويله}.
3- هناك من جعل التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه.
4- التأويل صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل.

قول ابن عاشور:
- جميع ما سبق اصطلاحات لا مشاحة فيها .
- اللغة والآثار تشهد للقول الأول , لأن التأويل مصدر أوله إذا أرجعه إلى الغاية المقصودة، والغاية المقصودة من اللفظ هو معناه ، فساوى التفسير.
- التأويل لا يطلق إلا على ما فيه تفصيل معنى خفي معقول.

[المتعارف عليه عند السلف المعنى الأول والثاني , أما الثالث فهو باطل يفتقر إلى دليل , والرابع مصطلح حادث عند الأصوليين استخدموه لصرف النصوص عن ظواهرها المرادة بلا قرينة , أما ما كان منه بقرينة : فهنا يقال لا مشاحة في الاصطلاح].

⦿المقدمة الثانية :
⦿استمداد علم التفسير .

معنى استمداد العلم:
يراد به توقفه على معلومات سابق وجودها على وجود ذلك العلم عند مدونيه.
ومدد علم ما يتوقف ماعليه تقومه، أما ما يورد من مسائل علوم أخرى عند الإفاضة في البيان فلا يعد مددا للعلم،.

استمداد علم التفسير:
أولا: العربية .
المراد منها : معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لغتهم .
هذا يحصل إما بالسليقة أو بالتلقي.

سبب أهمية اللغة العربية :
لأن القرآن عربي فكانت قواعد العربية طريقا لفهم معانيه.
معنى القواعد العربية : مجموع علوم اللسان العربي.
وهي : متن اللغة، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان. أساليب العرب وتراكيب بلغائهم.

أهمية علمي البيان والمعاني:
وسيلة لإظهار خصائص البلاغة القرآنية، وما تشتمل عليه الآيات من تفاصيل المعاني وإظهار وجه الإعجاز.
إدراك لطائف نكته وأسراره.

[ما أورده ابن عاشور من قول الزمخشري في أهمية علمي البيان والمعاني معلقا على تفسير السلف لقوله تعالى:{والسماوات مطويات بيمينه} , باطل , فالزمخشري اعتبر الآية من المشتبهات , وإن ما ورد في الآية تخييلات , واعتبر أن من حمل الآية على ظاهرها جاهل بعلمي البيان والمعان , وعلى هذا تكون جميع آيات الصفات من المشتبهات والتخيلات , ويكون قد فاق بفهمه للغة فهم الصحابة رضوان الله عليهم , ويكون جميع القرآن من المتشابه لا المحكم!!
كذلك ما ذكره من قول الشيخ عبد القاهر في "دلائل الإعجاز" من تجهيل من حمل النصوص على ظواهرها , وأن الأصل حملها على المجاز !!
والأصل عند السلف حمل النصوص على ظاهرها المراد منها , ولا تصرف عنه إلا بقرينة , بل تحريفها عن معناها الظاهر والقول بالمجاز هو سبيل المبتدعة].


اكتساب الذوق.
تعريف الذوق :

الذوق كيفية للنفس بها تدرك الخواص والمزايا التي للكلام البليغ.

طرق اكتسابه :
- التملي من أساليب العرب في خطبهم وأشعارهم وأمثالهم وعوائدهم ومحادثاتهم.
- تتبع استعمال البلغاء , والتدبر في الكلام المقطوع ببلوغه غاية البلاغة.
أمثلة :
المعلقات والحماسة , نهج البلاغة ومقامات الحريري ورسائل بديع الزمان.

أهمية الشعر في التفسير:
- لا يستغني المفسر في بعض المواضع من الاستشهاد ببيت من الشعر، عند خفاء المعنى .
- يفيد في ترجيح أحد احتمالي التفسير على الآخر.
قال عمر: "عليكم بديوانكم لا تضلوا، هو شعر العرب فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم".
قال ابن عباس: الشعر ديوان العرب فإذا خفي علينا الحرف من القرآن، الذي أنزله الله بلغتهم رجعنا إلى ديوانهم فالتمسنا معرفة ذلك منه...).

توجيه كراهية الإمام أحمد لاستعمال الشعر في تفسير القرآن.
ما يؤثر عن بعض السلف في فهم معاني بعض الآيات على قوانين استعمالهم.


ثانيا: الآثار.
- المراد بها ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من بيان المراد من بعض القرآن في مواضع الإشكال والإجمال.
- وما نقل عن الصحابة مما نقلوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم , مثل : سبب النزول، وناسخ ومنسوخ، وتفسير مبهم، وتوضيح واقعة.
- إجماع الأمة على تفسير معنى، إذ لا يكون إلا عن مستند , مثال: إجماعهم على أن المراد من الأخت في آية الكلالة الأولى هي الأخت للأم.

هل فسر النبي-عليه الصلاة والسلام-القرآن؟
قالت عائشة:(ما كان رسول الله يفسر من القرآن إلا آيات معدودات علمه إياهن جبريل).
قال ابن عطية : معناه في مغيبات القرآن وتفسير مجمله مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف.
قال ابن عاشور: أو كان تفسير لا توقيف فيه، كما بين لعدي بن حاتم أن الخيط الأبيض والخيط الأسود هما سواد الليل وبياض النهار.

ثالثا: أخبار العرب:
لأنها من جملة أدبهم.
الاشتغال بها لا يعد من اللغو.
يستعان بها على فهم ما أوجزه القرآن ، فبمعرفة الأخبار يعرف ما أشارت له الآيات من دقائق المعاني، مثال: قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}

رابعا: أصول الفقه:
يكون بعضه مادة للتفسير من جهتين: فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب .
الجهة الثانية: هو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها.

خامسا : علم الكلام :
عده الألوسي في جملة ما يتوقف عليه علم التفسير , وعلله لتوقف فهم ما يجوز على الله ويستحيل على الكلام يعني من آيات التشابه في الصفات .
وقال ابن عاشور: ولا يحتاج لعلم الكلام إلا في التوسع في إقامة الأدلة على استحالة بعض المعاني،.

[علم الكلام علم محدث ولا يحتاجه المفسر للقرآن بأي حال من الأحوال , إنما استخدموه لتطبيق ما قعدوه من قواعد وإسقاطها على آي القرآن].

سادسا : الفقه:
لم يعده ابن عاشور من مادة علم التفسير بعكس السيوطي.

مما لا يعد من استمداد علم التفسير كونه من التفسير:
- الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آيات.
- ما يروى عن الصحابة في ذلك.
- ما في بعض آي القرآن من معنى يفسر بعضا آخر منها.
[وماذا عن رأي ابن عاشور في علم القراءات، وتوقف علم التفسير عليه؟]
تنبيه:
استمداد علم التفسير من هذه المواد لا ينافي كونه رأس العلوم الإسلامية، فأما استمداده من بعض العلوم الإسلامية، فذلك استمداد لقصد تفصيل التفسير على وجه أتم من الإجمال، وهو أصل لما استمد منه باختلاف الاعتبار على ما حققه عبد الحكيم.

⦿المقدمة الثالثة
⦿صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه.


هل يصح لمن تحصل على العلوم التي يستمد منها علم التفسير تفسير القرآن بما لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه؟!
كثرت أقوال السلف من الصحابة، فمن يليهم في تفسير آيات القرآن وأكثرها استنباطا برأيهم وعلمهم.


دليله ما قاله الغزالي:
1- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التفسير إلا آيات قليلة.
2- اختلفت اقوالهم على وجوه مختلفة لا يمكن الجمع بينها, وسماع جميعها من رسول الله محال، ولو كان بعضها مسموعا لترك الآخر.
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).
[ومن الأدلة التي ذكرها ابن عاشور أيضًا:
- قول السلف القرآن لا تنقضي عجائبة يفيد ازديادهم في التفسير وعد الاعتماد على ما روي عمن قبلهم فقط.
- لو كان التفسير مقصورًا على بيان معاني مفردات القرآن لكان قليلا جدًا، وما روي عن السلف لا يفيد اقتصاره على هذا.
- اتفاق الأئمة على أهمية تدبر القرآن وإمعان النظر في معانيه لقارئه.
- استنباط الأحكام التشريعية من القرآن في القرون الثلاثة الأولى ناتج عن تفسير آيات القرآن بما لم يسبق تفسيرها].

التحذير من تفسير القرآن بالرأي:
- عن ابن عباس أن رسول الله قال: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)).
- روى أبو داود والترمذي والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ".
- قال أبو بكر: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي".

الجواب عن الشبهة التي نشأت من الآثار المروية في التحذير من تفسير القرآن بالرأي:
1- المراد بالرأي هو القول عن مجرد خاطر دون استناد إلى نظر في الأدلة المختلفة.
2- أن لا يتدبر القرآن حق تدبره فيفسره بما يخطر له من بادئ الرأي دون إحاطة بجوانب الآية ومواد التفسير.
3- أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة فيتأول القرآن على وفق رأيه ويصرفه عن المراد.
4- أن يفسر القرآن برأي مستند إلى ما يقتضيه اللفظ ثم يزعم أن ذلك هو المراد دون غيره لما في ذلك من التضييق على المتأولين.
5- أن يكون القصد من التحذير أخذ الحيطة في التدبر والتأويل ونبذ التسرع إلى ذلك.

تفسير القرآن بغير المأثور:
- أئمة المسلمين من الصحابة فمن بعدهم لم يقصروا أنفسهم على أن يرووا ما بلغهم من تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل سوى ما تك ذطره سابقا.
- لا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالا في معاني القرآن لم يسندوها ولا ادعوا أنها محذوفة الأسانيد.

أقسام المفسرين بالنسبة للتفسير بالمأثور:
1- قسم التزم في تفسيره الاقتصار على ما هو مروي عن الصحابة والتابعين، مثل ابن أبي حاتم , والطبري , مع خروجه أحيانا عن منهجه.
2- قسم لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور , مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين، ثم الذين سلكوا طريقهم مثل الزمخشري وابن عطية.

[إن كان يقصد (بعدم حبس النفس على ما هو مأثور)بتأويل الآيات وصرفها عن ظاهرها ورد معناها المتبادر الذي أجمع عليه السلف كما فعل الزمخشري وابن عطية: فهذا من التفسير بالرأي المذموم ولا وجه لمدح صاحبه البتة].

تفسير القرآن بالهوى ودعوى أن للقرآن ظاهرا وباطنا.
1- الباطنية:

- صرفوا ألفاظ القرآن عن ظواهرها بما سموه الباطن.
- زعموا أن القرآن إنما نزل متضمنا لكنايات ورموز عن أغراض
- لما توقعوا أن يحاجهم العلماء بأدلة القرآن والسنة عمدوا إلى تأويل تلك تأويل النصوص وصرف اللفظ إلى الباطن.
- مذهبهم مبني على قواعد الحكمة الإشراقية ومذهب التناسخ والحلولية ، ومن طقوس الديانات اليهودية والنصرانية وبعض طرائق الفلسفة ودين زرادشت.
مثال لتحريفهم النصوص: قالوا في معنى قوله تعالى:{اذهبا إلى فرعون إنه طغى} أراد بفرعون القلب.

تصدى للرد عليهم الغزالي في كتابه الملقب بـ "المستظهري" , وبين ابن العربي في كتاب العواصم شيئا من فضائح مذهبهم.

2- الصوفية:
الفرق بين تفسير الباطنية و تفسير الصوفية:

- الصوفية لم يدعوا أن كلامهم في ذلك تفسير للقرآن.
- قصدوا أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه.
- سموها إشارات ولم يسموها معاني.التفسير بلا علم

اختلاف العلماء في حكم تفسيرهم:
1-الغزالي رآه مقبولا, ذكره في الإحياء.
2-ابن العربي يرى إبطال هذه الإشارات كلها, ذكره في "العواصم".

قول ان عاشور:
هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:
1- ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى، وذكر الآية عند تلك الحالة كالنطق بلفظ المثل.
2- ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده، فهذا يأخذ صدى موقع الكلام في السمع ويتأوله على ما شغل به قلبه.
3- عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها.

[التفسير الإشاري يعتمد أساسا على أن للقرآن ظاهرا وباطنا , وأن ظاهره للعوام وباطنه للخواص , فلا يخلو من أمور تخل بالعقيدة , وأمور تعكس عقيدة المتكلم بها قد تصل إلى الكفر, ولا يخلو من تكلف شديد لحمل الاية على المعنى الذي أراده المفسر , لذلك وضع العلماء قيودا وشروطا لما قد يقبل منه , ولا اظنه بذي فائدة!].

التحذير من القول على الله بغير علم:
- التنبيه إلى خطر أمر تفسير الكتاب والقول فيه دون مستند.
- يجب توفر شروط الضلاعة في العلوم التي يستمد منها التفسير في المفسر.
- يجب على العاقل أن يعرف قدره، ويرد الأمر إلى أهله الثقات.

⦿المقدمة الرابعة:
⦿فيما يحق ان يكون غرض المفسر.


الحكمة من اختيار العربية لتكون لغة القرآن وأن يكون العرب هم المتلقين أولا لشرعه وإبلاغ:
ليس المراد من خطاب العرب بالقرآن أن يكون التشريع قاصرا عليهم أو مراعيا لخاصة أحوالهم.
- لسانهم أفصح الألسن وأسهلها انتشارا، وأكثرها تحملا للمعاني مع إيجاز لفظه.
- لتكون الأمة المتلقية للتشريع والناشرة له أمة قد سلمت من أفن الرأي عند المجادلة، ولم تقعد بها عن النهوض أغلال التكالب على الرفاهية.

[وبين يدي بيان هذه المقاصد نبين أن المقصد الأعلى للقرآن هو صلاح الأحوال الفردية والجماعية العمرانية]
المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها:

1- إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح.
2- تهذيب الأخلاق قال تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}.
3- التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة.
قال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} .
4- سياسة الأمة والقصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها.
5- القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم.
6- التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين.
7- المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.
8- الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول.

غرض المفسر:
بيان ما يصل إليه أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ .

طرائق المفسرين:
1- الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه وإيضاحه وهذا هو الأصل.
2- استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ولا يجافيها الاستعمال ولا مقصد القرآن.
فرع العلماء وفصلوا في الأحكام، وخصوها بالتآليف الواسعة، وكذلك تفاريع الأخلاق والآداب.
3- جلب المسائل ويسطها لمناسبة بينها وبين المعنى، أو لأسباب أخرى.
جلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية: إما على أن بعضها يومئ إليه معنى الآية ولو بتلويح ما .
وإما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني وبين المسائل الصحيحة من العلم حيث يمكن الجمع.

آراء العلماء في الطريقة الثالثة:
1- منم من يرى أن من الحسن التوفيق بين العلوم غير الدينية وآلاتها وبين المعاني القرآنية، ويرون القرآن مشيرا إلى كثير منها.
مثل: ابن رشد والغزالي والرازي وابن العربي.
2- ومنهم من رأى غير ذلك, قال الشاطبي: لا يصح في مسلك الفهم والإفهام إلا ما يكون عاما لجميع العرب. فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه.
علة كلام الشاطبي:إن القرآن خطاب للأميين وهم العرب فإنما يعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية.
واشترط ابن عاشور أن لا يخرج عما يصلح له اللفظ عربية، ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل، ولا يكون تكلفا بينا ولا خروجا عن المعنى الأصلي .

الرد على قول الشاطبي:
1- ما بناه عليه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال وهذا باطل .
2- عموم الدعوة وكون القرآن معجزة باقية فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام الناس في جميع عالصور.
3- قال السلف : إن القرآن لا تنقضي عجائبه, ولو كان كما قال الشاطبي لانقضت عجائبه.
4- من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة.
5- ما مازاد على المعاني الأصلية قد يتهيأ لفهمه أقوام، وتحجب عنه أقوام.

مراتب علاقة العلوم بالقرآن :
1- علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه.
2-علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيئة وخواص المخلوقات.
3- علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
4- علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.

[وما قاله عن الحكمة والهيئة والمنطق فيه نظر].


⦿المقدمة الخامسة:
⦿أسباب النزول.

تعريف اسباب النزول:
هي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك.

الإفراط في مسألة اسباب النزول:
أولع كثير من المفسرين بتطلب أسباب النزول ، وأغربوا وأكثروا.
وصل الإفراط ببعضهم أن كاد يوهم الناس بأن جميع القرآن نزل بسبب.
أصبح أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف وفي كليهما خطر عظيم.

أسباب نزول القرآن توقيفية.

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

نزول القران ابتدائي في الغالب.

أهمية معرفة أسباب النزول:
لا يستغني المفسر عنه.
يبين الموجز ويوضح الخفي.

- منه ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية .
مثاله:{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} .
- من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام.
- تفيد اسباب النزول عدم تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد.
- وفي نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال.

اقسام أسباب النزول الصحيحة:
1- المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر.
مثاله:{قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} .
2- حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام .
مثاله: حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان .
3- حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها.
مثاله: مثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة.
4- حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات.
قال الزركشي قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها.
5- قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات.
مثاله قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.

⦿المقدمة السادسة:
⦿القراءات.

سبب ذكر ابن عاشور للقراءات:
عناية كثير من المفسرين بذكر اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن.

حالات القراءات مع التفسير:
1- لا تعلق لها بالتفسير:
اختلاف القراء في وجوه النطق بالحروف والحركات.
مثاله: مقادير المد والإمالات.

فائدته :
حفظت على أبناء العربية التالي:
تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف في مخارجها وصفاتها.
بيان اختلاف العرب في لهجات النطق .
وهذه الأغراض مع أهميتها لا علاقة له بالتفسير.

سببه:
أن كل فريق قرأ بعربية قومه في وجوه الأداء.
ويحتمل أن يكون القارئ الواحد قد قرأ بوجهين ليري صحتهما في العربية قصدا لحفظ اللغة مع حفظ القرآن.
فيجوز أن يكون كثير من اختلاف القراء في هذه الناحية اختيارا.
وكرلهية مالك للقراءة بالإمالة مع ثبوتها عن القراء، ودلت على أنه يرى أن القارئ ما قرأ بها إلا اختيارا.

جمع القران:
الجمع الأول في عهد أبي بكر.
الجمع الثاني في عهد عثمان.

شروط القراءة الصحيحة:
1- موافقة وجها في العربية.
2- موافقة خط مصحف عثمان.
3- صحة سند راويها.

القراءة المتواترة غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية، ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف المجمع عليه.
قال مالك والشافعي: أن ما دون العشر لا تجوز القراءة به ولا أخذ حكم منه لمخالفته المصحف الذي كتب فيه ما تواتر.

القراء العشر:
نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو المازني البصري وعبد الله بن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الكوفي، والكسائي علي بن حمزة الكوفي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وخلف البزار.

أسانيد القراءات العشر:
تنتهي إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري.

المراد ب ( قراءة النبي):
- ما روي من قراءات بأسانيد صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم , في كتب الصحيح.
- لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لأنها غير متواترة .
- اصطلح المفسرون على اطلاق (قراءة النبي) عليها، لأنها غير منتسبة إلى أحد من أئمة الرواية في القراءات.

2- لها تعلق بالتفسير من جهات متفاوتة:
- مثل اختلاف القراء في حروف الكلمات.
- اختلاف الحركات الذي يختلف معه معنى الفعل.

أثرها في التفسير:
-ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى.
أو يثير معنى غير المعنى المراد من نظيره.
- اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن يكثر المعاني في الآية الواحدة.
- وجود الوجهين فأكثر في مختلف القراءات يكون مجزئا عن آيتين فأكثر.
- تعدد القراءات يقوم مقام تعدد كلمات القرآن.

اختلاف القراءات قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
دليله: حديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم بن حزام .

أقوال العلماء في الحديث:
الأول: أن الحديث منسوخ , كانت القراءة بالأحرف السبعة رخصة في صدر الإسلام ثم نسخت وألزم الناس بلغة قريش.
قاله أبو بكر الباقلاني وابن عبد البر وأبو بكر بن العربي والطبري والطحاوي وغيرهم.

واختلفوا في تحديد معنى الرخصة على ثلاثة أقوال:
1- المراد بالأحرف الكلمات المترادفة للمعنى الواحد، فالقارئ مخير أن يقرأ باللفظ الذي يحضره من المرادفات .
ثم اختلفوا في تعيين اللغات السبعة.
2- العدد غير مراد به حقيقته، بل هو كناية عن التعدد والتوسع.
3- المراد التوسعة كما في {كان الله سميعا عليما} أن يقرأ عليما حكيما ما لم يخرج عن المناسبة.

الثاني: اعتبروا إن الحديث محكم غير منسوخ. , وتنوعت أقوالهم:
1- قالت جماعة أن المراد من الأحرف أنواع أغراض القرآن كالأمر والنهي، والحلال والحرام....
2- قالت جماعة أن المراد أنه أنزل مشتملا على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة في آيات القرآن لكن لا على تخيير القارئ, واختلفوا في تعيينها كذلك.
3- قالت جماعة أن المراد من الأحرف لهجات العرب في كيفيات النطق كالفتح والإمالة، والمد والقصر....

قال ابن عاشور: قد يرجع اختلاف عمر وهشام إلى ترتيب آي السور بأن يكون هشام قرأ سورة الفرقان على غير الترتيب الذي قرأ به عمر فتكون تلك رخصة لهم في أن يحفظوا سور القرآن بدون تعيين ترتيب الآيات من السورة.

[ما ذهب إليه ابن عاشور يرده قول النبي عليه الصلاة , فيما رواه الإمام أحمد في مسنده :(... أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَأَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ هَذِهِ الآيَةَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ...)].

بيان خطأ من ظن المراد بالسبع في الحديث ما يطابق القراءات السبع التي اشتهرت بين أهل فن القراءات.

مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها:
1- اتفق الأئمة على أن القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي كتبت في مصحف عثمان متواترة.
2- قال ابن العربي، وابن عبد السلام التونسي، وأبو العباس بن إدريس فقيه بجاية من المالكية، والأبياري من الشافعية بأنها غير متواترة، ورجحه ابن عاشور.
3- قال المازري: هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة.

ترجيح قراءة على غيرها:
القراءات العشر قد تتفاوت بما يشتمل عليه بعضها من خصوصيات البلاغة أو الفصاحة أو كثرة المعاني أو الشهرة.
الإمام الطبري لم ير في ذلك مانعا , ولا الزمخشري.

هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون الراجحة أبلغ من المرجوحة فيفضي إلى أن المرجوحة أضعف في الإعجاز؟
يجوز أن يكون بعض الكلام المعجز مشتملا على لطائف وخصوصيات غير موجودة في الثاني.
يجوز أن بكون تمييز قراءة على غيرها بسبب أن المتميزة هي البالغة غاية البلاغة وأن الأخرى توسعة ورخصة.


ملاحظة:
كنت قد أتممت المجلس في الموعد , لكن عند إرادة إرساله حصل خلل في الحاسوب فحذف جميع الكلام ولم أتمكن من استرجاعه , وقد أبلغت الأخت (أم نور) حينها وطلبت مني كتابة ملاحظة بذلك عند إرسال المجلس.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أحسنتِ استيعاب أهم مسائل المقدمة وتلخيص من غير إطالة ولا اختصار مخل، كذا التعليق على بعض المسائل عند ابن عاشور.
ملحوظة يسيرة:
فاتكِ بعض المسائل - لعلكِ لم تذكريها على اعتبار أنها استطرادية، وبعضها ليس كذلك- وفي الفهرسة نحن نستوعب كل المسائل الواردة وإن كانت استطرادية، لكن قد نقتصر على ذكر عناوين المسائل الاستطرادية فقط دون التفصيل فيها، فقط لنشير أنها مذكورة في الكتاب المراد فهرسته.
وعمومًا قد يسلك الباحث في فهرسته ثلاثة طرق:
- الاختصار بذكر عناوين المسائل فقط.
- التفصيل بتلخيص ما ورد تحت كل مسألة.
- التوسط وهو ما أشرت إليه بأن نفصل المسائل المهمة ونقتصر على عناوين بعض المسائل الأخرى.
وفي جميع الطرق يحسن به أن يستوعب جميع المسائل.
وقد أشرت إلى ملحوظات يسيرة أثناء الاقتباس، ومسائل كان ينبغي ذكرها.
التقويم: أ
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 صفر 1441هـ/3-10-2019م, 03:25 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
اسم المؤلف قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ)
اسم الكتاب
ستحرير [تحرير] المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد واختصرت [واختصر ابن عاشور] هذا الاسم باسم "التحرير والتنوير من التفسير"

المقدمة الأولى
صفات القرآن

- دستور الأمة فأنزل القرآن قانونا عاما معصوما،
- معجزة الله الخالدة وأعجز بعجائبه فظهرت يوما فيوما،
- وجعله مصدقا لما بين يديه ومهيمنا، وما فرط فيه من شيء يعظ مسيئا ويعد محسنا، كما أنزله على أفضل رسول فبشر بأن لهم قدم صدق، فبه أصبح الرسول الأمي سيد الحكماء المربين، وبه شرح صدره إذ قال: {إنك على الحق المبين}، فلم يزل كتابه مشعا نيرا، محفوظا من لدنه أن يترك فيكون مبدلا ومغيرا.
- الجامع لمصالح الدنيا والدين، وموثق شديد العرى من الحق المتين، والحاوي لكليات العلوم ومعاقد استنباطها،

طريقة القرآن في بيان مراده
إن معاني القرآن ومقاصده ذات أفانين كثيرة بعيدة المدى مترامية الأطراف موزعة على آياته فالأحكام مبينة في آيات الأحكام، والآداب في آياتها، والقصص في مواقعها، وربما اشتملت الآية الواحدة على فنين من ذلك أو أكثر

طرائق العلماء في تأليف التفسير
- رجل معتكف فيما شاده الأقدمون .
- وآخر آخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون، وفي كلتا الحالتين ضر كثير
- فإنك لا تجد الكثير منها إلا عالة على كلام سابق بحيث لا حظ لمؤلفه إلا الجمع على تفاوت بين اختصار وتطويل.

أهم التفاسير في نظر المؤلف
إن أهم التفاسير تفسير "الكشاف"
و"المحرر الوجيز" لابن عطية
و"مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي، "
وتفسير البيضاوي" الملخص من "الكشاف" ومن "مفاتيح الغيب" بتحقيق بديع،
و"تفسير الشهاب الآلوسي"،
وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على "الكشاف"،
وما كتبه الخفاجي على "تفسير البيضاوي"،
و"تفسير أبي السعود"،
و"تفسير القرطبي"
والموجود من "تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي" من تقييد تلميذه الأبي وهو بكونه تعليقا على "تفسير ابن عطية" أشبه منه بالتفسير لذلك لا يأتي على جميع آي القرآن و"تفاسير الأحكام"،
و"تفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري"،
وكتاب "درة التنزيل" المنسوب لفخر الدين الرازي، وربما ينسب للراغب الأصفهاني. ولقصد الاختصار أعرض عن العزو إليها،

سبب إحجام المؤلف عن التأليف
-خوف عد اعطاء الأمر حقه , واتقاء الأخطاء التي ستحصل أثناء التأليف
- بسبب ما وكل إليه من وظيفة القضاء
- وبعد ذلك تم إعفاءه من مهنة القضاء إلى مهنة الإفتاء حتى يسر الله له التأليف

تميز المؤلف في التأليف
- اختارالمؤلف طريقة بين الاستمداد ممن سبقه مع التحقيق والتنقيح والزيادة عليها
- فجعل حقا عليه أن يبدي في تفسير القرآن نكتا لم أر من سبقني إليها، وأن يقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها
- يريد فيه بيان نكت من العلم وكليات من التشريع، وتفاصيل من مكارم الأخلاق،
- وقد ميز ما يفتح الله له من فهم في معاني كتابه وما أجلبه من المسائل العلمية، مما لا يذكره المفسرون .

اهتمام المؤلف في تسيره في وجوه عدة
- ببيان وجوه الإعجاز
- ونكت البلاغة العربية
- وأساليب الاستعمال
- و تناسب اتصال الآي بعضها ببعض، وقد اهتم به فخر الدين الرازي، وألف فيه برهان الدين البقاعي
- وبين ما أحيط بالسورة من أغراضها
- وتبيين معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميس اللغة.
- وبذل الجهد في الكشف عن نكت من معاني القرآن وإعجازه خلت عنها التفاسير

المقدمة الأولى
في التفسير والتأويل وكون التفسير علما

تعريف التفسير لغة
من فسر بالتشديد والفسر الإبانة والكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر هو أوضح لمعنى المفسر عند السامع،

تعريف التفسير اصطلاحاً
هو اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع.

وموضوع التفسير:
ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه، وما يستنبط منه

المراد بالعلم
إما أن يراد به نفس الإدراك
وإما أن يراد به الملكة المسماة بالعقل
وإما أن يراد به التصديق الجازم وهو مقابل الجهل
وإما أن يراد بالعلم المسائل المعلومات وهي مطلوبات خبرية يبرهن عليها في ذلك العلم وهي قضايا كلية،

هل يعد التفسير علما [هنا نبين أولا المآخذ على عد التفسير من العلوم، ثم بيان وجوه عد التفسير من العلوم]
هذا وفي عد التفسير علما تسامح لأن ما يبحث فيه هذا العلم إنما هو تصورات جزئية وليس قضايا كلية

ولكنهم عدوا تفسير ألفاظ القرآن علما مستقلا أراهم فعلوا ذلك لواحد من وجوه ستة:
الأول: أن مباحثه لكونها تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية، نزلت منزلة القواعد الكلية لأنها مبدأ لها
والثاني : إن اشتراط كون مسائل العلم قضايا كلية يبرهن عليها في العلم خاص بالعلوم المعقولة، أما العلوم الشرعية والأدبية فلا يشترط فيها ذلك
والثالث: التعاريف اللفظية تصديقات على رأي بعض المحققين فهي تؤول إلى قضايا
الرابع: إن علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية في أثنائه مثل تقرير قواعد النسخ وقواعد التأويل
الخامس: أن حق التفسير أن يشتمل على بيان أصول التشريع وكلياته
السادس وهو الفصل: أن التفسير كان أول ما اشتغل به علماء الإسلام قبل الاشتغال بتدوين بقية العلوم . وكان يحصل من مزاولته والدربة فيه لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه، فمن أجل ذلك سمي علما.

معلومات متفرقة عن التفسير
-هل التفسير من أصول العلوم

ويظهر أن هذا العلم إن أخذ من حيث إنه بيان وتفسير لمراد الله من كلامه كان معدودا من أصول العلوم الشرعية
وإن أخذ من حيث ما فيه من بيان مكي ومدني، وناسخ ومنسوخ،وغيرهما كان معدودا في متممات العلوم الشرعية
- التفسير أول العلوم الإسلامية ظهورا، و اشتهر فيه بعض الصحابة علي وابن عباس وهما أكثر الصحابة قولا في التفسير، وكثر الخوض فيه، حين دخل في الإسلام من لم يكن عربي السجية، فلزم التصدي لبيان معاني القرآن لهم، وشاع عن التابعين وأشهرهم في ذلك مجاهد وابن جبير
وهو أيضا أشرف العلوم الإسلامية ورأسها على التحقيق.
- وأما تصنيفه فأول من صنف فيه عبد الملك بن جريج المكي المتوفى سنة 149 هـ
- التفاسير المنسوبة لابن عباس : منها أوهى الروايات ( محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ) , وأصحها رواية علي بن أبي طلحة،
[هذه المعلومات يمكن تصنيفها لمسائل فكل عبارة منها مسألة مستقلة]
أنواع التفاسير
التفسير بالمأثور : فمنهم من سلك مسلك نقل ما يؤثر عن السلف , ومنه تفسير الطبري .
التفسير بالرأي : ومنهم من سلك مسلك النظر كأبي إسحاق الزجاج
أهم الكتب التي ألفت ف التفسير وكانت منهاجا لما بعدها من المؤلفات
الكشاف للزمخشري ومنحى البلاغة والعربية فيه أخص
المحرر الوجيز لابن عطية ومنحى الشريعة فيه أغلب

معنى التأويل وهل هو التفسير نفسه ؟
- وجماع القول في ذلك أن من العلماء من جعلهما متساويين , اللغة والآثار تشهد لهذا القول [حبذا لو فصلت في هذا]
- ومنهم من جعل التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه،
- ومنهم من قال: التأويل صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل فيكون هنا بالمعنى الأصولي

المقدمة الثانية
في استمداد علم التفسير

- استمداد العلم : هو توقف العلم على معلومات سابق وجودها على وجود العلم .
- ليس كل ما يذكر في العلم يكون من مدده بل ممكن مما يكون من مسائل علوم أخرى .
- لا تنحصر الإمدادات ولا تنضبط بل هو متفاوت حسب توسع المفسر .
- فاستمداد علم التفسير للمفسر العربي والمولد، من المجموع الملتئم من علم العربية وعلم الآثار، ومن أخبار العرب وأصول الفقه قيل وعلم الكلام وعلم القراءات.

وأما العلوم التي استمد منها التفسير علومه فهي :
أولا : العربية : فهي معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لغتهم سواء حصلت تلك المعرفة، بالسجية والسليقة ، أم حصلت بالتلقي والتعلم
- إن القرآن كلام عربي فكانت قواعد العربية طريقا لفهم معانيه
- ونعني بقواعد العربية مجموع علوم اللسان العربي، وهي: متن اللغة، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان. ومن وراء ذلك استعمال العرب
- ولعلمي البيان والمعاني مزيد اختصاص بعلم التفسير لأنهما وسيلة لإظهار خصائص البلاغة القرآنية، وهذان العلمان يسميان في القديم علم دلائل الإعجاز .
- وعلم البلاغة به يحصل انكشاف بعض المعاني واطمئنان النفس لها، وبه يترجح أحد الاحتمالين على الآخر في معاني القرآن .
- وأشار إلى سعة معاني كلام الله سبحانه لأن المقصود من التفسير هو معرفة جميع مراد الله من قرآنه ولأن المعاني غير منحصرة كان ذلك باعثا على بذل غاية الجهد

ثانيا : استعمال العرب : فهو التملي من أساليبهم في خطبهم وأشعارهم وأمثالهم وعوائدهم ومحادثاتهم .
- والذوق : هو كيفية للنفس بها تدرك الخواص والمزايا التي للكلام البليغ
- و لإيجاد الذوق أو تكميله لم يكن غنى للمفسر في بعض المواضع من الاستشهاد ببيت من الشعر، أو بشيء من كلام العرب
- ويدخل في مادة الاستعمال العربي ما يؤثر عن بعض السلف في فهم معاني بعض الآيات على قوانين استعمالهم

ثالثاً : الآثار : فالمعني بها، [هناك خطأ في الترتيب: أولا- ثالثا- ثانيا- ثالثًا؛ فراجعه]
- ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من بيان المراد من بعض القرآن في مواضع الإشكال والإجمال،
- وما نقل عن الصحابة الذين شاهدوا نزول الوحي
-وتشمل الآثار إجماع الأمة على تفسير معنى، إذ لا يكون إلا عن مستند
- ومعنى كون أسباب النزول من مادة التفسير، أنها تعين على تفسير المراد، وليس المراد أن لفظ الآية يقصر عليها؛ لأن سبب النزول لا يخصص

العلوم التي لاتعد من استمداد علم التفسير [هذه المسألة تؤخر، لأنك تفصل أولا العلوم التي هي من استمداد علم التفسير]
أولاً : القراءات :
- فلا يحتاج إليها إلا في حين الاستدلال بالقراءة على تفسير غيرها، وإنما يكون في معنى الترجيح لأحد المعاني القائمة من الآية أو لاستظهار على المعنى .
- وبذلك يظهر أن القراءة لا تعد تفسيرا من حيث هي طريق في أداء ألفاظ القرآن، بل من حيث أنها شاهد لغوي فرجعت إلى علم اللغة.

ثانياً : أما أخبار العرب فهي من جملة أدبهم. فهي يستعان بها على فهم ما أوجزه القرآن في سوقها لأن القرآن إنما يذكر القصص والأخبار للموعظة والاعتبار

ثالثاً :أصول الفقه : كون بعض مخرجاته مادة للتفسير، وذلك من جهتين:
- إحداهما أن علم الأصول قد أودعت فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب وفهم موارد اللغة أهمل التنبيه عليها علماء العربية مثل مسائل الفحوى ومفهوم المخالفة
- الثانية أن علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ويفصح عنها فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها.

رابعاً : علم الكلام : لايعتبر علم الكلام من مادة التفسير لأن كون القرآن كلام الله قد تقرر عند سلف الأمة قبل علم الكلام، ولا أثر له في التفسير

خامساً : الفقه لا يتعبر من مادة علم التفسير، لعدم توقف فهم القرآن، على مسائل الفقه، وإنما يحتاج المفسر إلى مسائل الفقه، عند قصد التوسع في تفسيره،

سادساً : لا يعتبر من مادة التفسير ما يلي :
- الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آيات، ولا ما يروى عن الصحابة في ذلك لأن ذلك من التفسير لا من مدده،
- ولا يعد أيضا من استمداد التفسير ما في بعض آي القرآن من معنى يفسر بعضا آخر منها، لأن ذلك من قبيل حمل بعض الكلام على بعض،

المقدمة الثالثة
في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه


- تحريم التكلم في القرآن بغير علم
- جواز التفسير لأهل العلم
- لوكان التفسير مقصورا على العربية فقط لكان التفسير قليل جدا , والواقع بخلافه
- لا يصح أن يكون كل ما قاله الصحابة في التفسير مسموعا من النبي صلى الله عليه وسلم لوجهين:
أحدهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه من التفسير إلا تفسير آيات قليلة
الثاني أنهم اختلفوا في التفسير على وجوه مختلفة لا يمكن الجمع بينها. وسماع جميعها من رسول الله محال، ولو كان بعضها مسموعا لترك الآخر، أي لو كان بعضها مسموعا لقال قائله: إنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليه من خالفه، فتبين على القطع أن كل مفسر قال في معنى الآية بما ظهر له باستنباطه.

- آداب قراءة القرآن أن التفهم مع قلة القراءة أفضل من كثرة القراءة بلا تفهم،
- ومن موانع الفهم أن يكون قد قرأ تفسيرا واعتقد أن لا معنى لكلمات القرآن إلا ما تناوله النقل
- وهل استنباط الأحكام التشريعية من القرآن في خلال القرون الثلاثة الأولى من قرون الإسلام إلا من قبيل التفسير لآيات القرآن بما لم يسبق تفسيرها به قبل ذلك
- شرط التفسير الصحيح أن يكون مطابقا للفظ من حيث الاستعمال، سليما من التكلف عريا من التعسف .

خطورة التفسير دون مايلي
- مستند من نقل صحيح عن أساطين المفسرين
- أو إبداء تفسير أو تأويل من قائله إذا كان القائل توفرت فيه شروط الضلاعة في العلوم التي سبق ذكرها في المقدمة الثانية.
- الجواب عن الشبهة التي نشأت من الآثار المروية في التحذير من تفسير القرآن بالرأي فمرجعه إلى أحد خمسة وجوه:
أولها: أن المراد بالرأي هو القول عن مجرد خاطر دون استناد إلى نظر في أدلة العربية ومقاصد الشريعة وتصاريفها، وما لا بد منه من علوم القرآن , وإلا فإن الله تعالى ما تعبدنا في مثل هذا إلا ببذل الوسع مع ظن الإصابة.
ثانيها: أن لا يتدبر القرآن حق تدبره فيفسره بما يخطر له من بادئ الرأي دون إحاطة بجوانب الآية ومواد التفسير مقتصرا على بعض الأدلة دون بعض
ثالثها: أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة فيتأول القرآن على وفق رأيه ويصرفه عن المراد ويرغمه على تحمله ما لا يساعد عليه المعنى المتعارف
رابعها: أن يفسر القرآن برأي مستند إلى ما يقتضيه اللفظ ثم يزعم أن ذلك هو المراد دون غيره لما في ذلك من التضييق على المتأولين.
خامسها: أن يكون القصد من التحذير أخذ الحيطة في التدبر والتأويل ونبذ التسرع إلى ذلك، والحق أن الله ما كلفنا في غير أصول الاعتقاد بأكثر من حصول الظن المستند إلى الأدلة والأدلة متنوعة على حسب أنواع المستند فيه

الرد على من حصر التفسير بالمأثور
- فإن أرادوا به ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير بعض آيات فإذا التزموا هذا الظن بهم فقد ضيقوا سعة معاني القرآن وغلطوا سلفهم فيما تأولوه، إذ لا ملجأ لهم من الاعتراف بأن أئمة المسلمين من الصحابة فمن بعدهم لم يقصروا أنفسهم على أن يرووا ما بلغهم من تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقد سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم،
- وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي وعن الصحابة خاصة لم يغن عن أهل التفسير فتيلا، لأن أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل و ابن عباس فكان أكثر ما يروى عنه قولا برأيه على تفاوت بين رواته.
- وإن أرادوا بالمأثور ما كان مرويا قبل تدوين التفاسير الأول مثل ما يروى عن أصحاب ابن عباس وأصحاب ابن مسعود،
إذ لا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالا في معاني القرآن لم يسندوها ولا ادعوا أنها محذوفة الأسانيد،
وقد اختلفت أقوالهم في معاني آيات كثيرة اختلافا ينبئ إنباء واضحا بأنهم إنما تأولوا تلك الآيات من أفهامهم كما يعلمه من له علم بأقوالهم،

التفسير بالهوى
- صرفوا ألفاظ القرآن عن ظواهرها بما سموه الباطن
- فالباطن لا ضبط له بل تتعارض فيه الخواطر فيمكن تنزيل الآية على وجوه شتى
-فإن قلت فما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا)) فإنه لم يصح
- وعن ابن عباس أنه قال: إن للقرآن ظهرا وبطنا. فتتمة كلامه فظهره التلاوة وبطنه التأويل

مناقشة إشارات الصوفية في القرآن
- أما ما يتكلم به أهل الإشارات من الصوفية يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه، ولعلماء الحق فيها رأيان: فالغزالي يراها مقبولة وابن العربي يرى أنها باطلة مردودة
وعندي إن هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:
الأول ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه
الثاني: ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده
الثالث: عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها
- فنسبة الإشارة إلى لفظ القرآن مجازية لأنها إنما تشير لمن استعدت عقولهم وتدبرهم في حال من الأحوال الثلاثة ولا ينتفع بها غير أولئك،
- وليس من الإشارة ما يعرف في الأصول بدلالة الإشارة، وفحوى الخطاب وغر ذلك مما يذكره العلماء , لأن جميع هذا مما قامت فيه الدلالة العرفية مقام الوضعية واتحدت في إدراكه أفهام أهل العربية فكان من المدلولات التبعية.
قال في الكشاف: وكم من آية أنزلت في شأن الكافرين وفيها أوفر نصيب للمؤمنين تدبرا لها واعتبارا بموردها. يعني أنها في شأن الكافرين من دلالة العبارة وفي شأن المؤمنين من دلالة الإشارة.

المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسر

- يجب معرفة غاية المفسر من التفسير، بعد معرفة مقاصد القرآن الأصلية
- وحتى نعلم عند مطالعة التفاسير مقادير اتصال ما تشتمل عليه، بالغاية التي يرمي إليها المفسر فتزنوا بذلك مقدار ما أوفى به من المقصد، ومقدار ما تجاوزه،
- هل يمكن الاطلاع على مراد الله
سواء قلنا إنه يمكن الاطلاع على تمام مراد الله تعالى وهو قول المعتزلة , أو قلنا إن الاطلاع على تمام مراد الله تعالى غير ممكن
وهو خلاف لا طائل تحته إذ القصد هو الإمكان الوقوعي لا العقلي، فلا مانع من التكليف باستقصاء البحث عنه بحسب الطاقة ومبلغ العلم مع تعذر الاطلاع على تمامه.

حكمة نزول القرآن باللسان العربي
= منها كون لسانهم أفصح الألسن وأسهلها انتشارا، وأكثرها تحملا للمعاني مع إيجاز لفظه،
= ولتكون الأمة المتلقية للتشريع والناشرة له أمة قد سلمت من أفن الرأي عند المجادلة،واقلها رفاهية
= وليس المراد من خطاب العرب بالقرآن أن يكون التشريع قاصرا عليهم

مقاصد القرآن الأصلية
الأول: إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح.
الثاني: تهذيب الأخلاق قال تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}.
الثالث: التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة.
الرابع: سياسة الأمة و القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها
الخامس: القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم
السادس: التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين،
السابع: المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير
الثامن: الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول

غرض المفسر هو :

- بيان ما يصل إليه أو
- ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن،
- أو ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم،
- أو يخدم المقصد تفصيلا وتفريعا
- أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل،

فعلى المفسر أن
- يعرف على الإجمال مقاصد القرآن مما جاء لأجله،
-ويعرف اصطلاحه في إطلاق الألفاظ، وللتنزيل اصطلاح وعادات

فطرائق المفسرين للقرآن ثلاث
الأولى : إما الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه وإيضاحه وهذا هو الأصل.
الثانية : وإما استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ولا يجافيها الاستعمال ولا مقصد القرآن، قد فرع العلماء وفصلوا في الأحكام،
الثالثة : وإما أن يجلب المسائل ويبسطها , تجلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية
- إما على أن بعضها يومئ إليه معنى الآية ولو بتلويح ما , مثل علوم الاقتصاد والمواريث
- وإما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني وبين المسائل الصحيحة من العلم حيث يمكن الجمع.
- وإما على وجه الاسترواح من الآية
وللعلماء في سلوك هذه الطريقة الثالثة على الإجمال آراء:
- فأما جماعة منهم فيرون من الحسن التوفيق بين العلوم غير الدينية وآلاتها وبين المعاني القرآنية .
- وأما جماعة أخرى فيرون أنه لا يجوز تحميل القرآن مالا يحتمل

- فالذين يرون التوافق بين العلوم وبين القرآن يقولون (معاني القرآن تطابق الحقائق )
الضابط : ( وكل ما كان من الحقيقة في علم من العلوم وكانت الآية لها اعتلاق بذلك فالحقيقة العلمية مرادة بمقدار ما بلغت إليه أفهام البشر وبمقدار ما ستبلغ إليه ) .
وذلك يختلف باختلاف المقامات ويبنى :
=على توفر الفهم،
=وشرطه أن لا يخرج عما يصلح له اللفظ عربية،
=ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل،
=ولا يكون تكلفا بينا
=ولا خروجا عن المعنى الأصلي حتى لا يكون في ذلك كتفاسير الباطنية.

- وأما جماعة أخرى فيرون أنه لا يجوز تحميل القرآن مالا يحتمل , وهذا مبني على ما أسسه من كون القرآن لما كان خطابا للأميين وهم العرب فإنما يعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية.
الرد عليه : وهو أساس واه لوجوه ستة:
الأول أن ما بناه عليه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال وهذا باطل
الثاني أن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام من يأتي من الناس في عصور انتشار العلوم في الأمة.
الثالث أن السلف قالوا: إن القرآن لا تنقضي عجائبه
الرابع أن من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة.
الخامس أن مقدار أفهام المخاطبين به ابتداء لا يقضي إلا أن يكون المعنى الأصلي مفهوما لديهم فأما مازاد على المعاني الأساسية فقد يتهيأ لفهمه أقوام، وتحجب عنه أقوام،
السادس أن عدم تكلم السلف عليها إن كان فيما ليس راجعا إلى مقاصده فنحن نساعد عليه، وإن كان فيما يرجع إليها فلا نسلم وقوفهم فيها عند ظواهر الآيات بل قد بينوا وفصلوا وفرعوا في علوم عنوا بها، ولا يمنعنا ذلك أن نقفي على آثارهم في علوم أخرى راجعة لخدمة المقاصد القرآنية

رأي المؤلف في المسألة
وأنا أقول: إن علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب:
الأولى: علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والاعتقاد والأصول والعربية والبلاغة.
الثانية: علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيئة وخواص المخلوقات.
الثالثة: علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
الرابعة: علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة والميثولوجيا، وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.

المقدمة الخامسة
في أسباب النزول

تعريف أسباب النزول : وهي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك، إن سبب النزول لا يخصص
- إن من أسباب النزول ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز،
- ومنها ما يكون وحده تفسيرا. ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية أو نحو ذلك.
- ومنها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام
- ومن العلماء فريق مولع بها ومكثر منها , وهم غير معذروين في نقل الروايات الضعيفة
فإن القرآن جاء هاديا إلى ما به صلاح الأمة في أصناف الصلاح فلا يتوقف نزوله على حدوث الحوادث الداعية إلى تشريع الأحكام.

أقسام أسباب النززول
الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها،
والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها
والرابع: هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات،
والخامس: قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات

هذا وإن القرآن كتاب جاء لهدي أمة والتشريع لها، وهذا الهدي
= قد يكون واردا قبل الحاجة،
= وقد يكون مخاطبا به قوم على وجه الزجر أو الثناء أو غيرهما،
= وقد يكون مخاطبا به جميع من يصلح لخطابه، وهو في جميع ذلك قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية،
والحكمة في ذلك
= أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها،
= وليمكن تواتر الدين، وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط،
- فكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله،
- كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛
- لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله،
وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول
- وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم،
- فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين.

المقدمة السادسة
في القراءات

- علم القراءات علم منفصل عن علم التفسير له تعلق ببعض المعاني واختلافها
- له أئمته المختصين به وقد أشبعوه بحثا وفيه غنى عن زيادة شرح وتفصيل .
- وهي الروايات العشر للقراء وهم، نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو المازني البصري وعبد الله بن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الكوفي، والكسائي علي بن حمزة الكوفي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وخلف البزار بزاي فألف فراء مهملة الكوفي .

المراد بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم المرادفة للقراءات العشر

- تذكر بعض كتب التفسير والسنن لفظ ( قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ) وحكمها مايلي
- لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لأنها غير متواترة النقل
- قد اصطلح المفسرون على أن يطلقوا عليها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها غير منتسبة إلى أحد من أئمة الرواية في القراءات .
- ما كان ينبغي إطلاق وصف قراءة النبي عليها لأنه يوهم من ليسوا من أهل الفهم الصحيح أن غيرها لم يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يرجع إلى تبجح أصحاب الرواية بمروياتهم.

شروط القراءة الصحيحة :
- غير المتواترة وأما المتواترة فهيي صحيحة وغنية عن هذه الشروط
- اتفق العلماء أن كل قراءة وافقت وجها في العربية , ووافقت خط المصحف أي مصحف عثمان , وصح سند راويها؛ فهي قراءة صحيحة لا يجوز ردها
- والمراد بموافقة خط المصحف موافقة أحد المصاحف الأئمة التي وجه بها عثمان بن عفان إلى أمصار الإسلام , والاختلاف اليسير بينها هو اختلاف ناشئ عن القراءة بوجهين فلا ينافي التواتر إذ لا تعارض

هل تتعلق القراءة بالتفسير :

الحالة الأولى : هي التي لا تعلق لها بالتفسير . وهي اختلاف القراء في وجوه النطق بالحروف والحركات
- ومزية القراءات من هذه الجهة عائدة إلى أنها حفظت على أبناء العربية ما لم يحفظه غيرها وهو تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف في مخارجها وصفاتها وبيان اختلاف العرب في لهجات النطق
- وفيها أيضا سعة من بيان وجوه الإعراب في العربية، فهي لذلك مادة كبرى لعلوم اللغة العربية.

وأما الحالة الثانية: هي التي تتعلق بالتفسير
- هي اختلاف القراء في حروف الكلمات وكذلك اختلاف الحركات الذي يختلف معه معنى الفعل
- لأن ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى، أو يثير معنى غيره،
- و لأن اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن يكثر المعاني في الآية الواحدة
- ومزية هذه الجهة كثرة معاني القرآن تكثيرا , فلا مانع أن تأتي ألفاظ القرآن على ما تحتمل وجوه القراءات , وهذا نظير التضمين في استعمال العرب، ونظير التورية والتوجيه في البديع، ونظير مستتبعات التراكيب في علم المعاني، وهو من زيادة ملاءمة بلاغة القرآن
- و على المفسر أن يبين اختلاف القراءات المتواترة لأن في اختلافها توفيرا لمعاني الآية غالبا فيقوم تعدد القراءات مقام تعدد كلمات القرآن.

ومن أدلة القراءات
- حديث هشام وعمر رضي الله عنهما وفيه قال رسول الله: ((كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه)) اهـ.
- وفي الحديث إشكال، وللعلماء في معناه أقوال يرجع إلى اعتبارين: أحدهما اعتبار الحديث منسوخا والآخر اعتباره محكما.
- فأما الذين اعتبروا الحديث منسوخا
= قالوا كان ذلك رخصة في صدر الإسلام أباح الله للعرب أن يقرأوا القرآن بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها،
= ثم نسخ ذلك بحمل الناس على لغة قريش لأنها التي بها نزل القرآن وزال العذر لكثرة الحفظ وتيسير الكتابة،
= واستدلوا على ذلك بقول عمر: إن القرآن نزل بلسان قريش،
= وبقول عثمان لكتاب المصاحف فإذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلغة قريش فإنما نزل بلسانهم، يريد أن لسان قريش هو الغالب على القرآن، أو أراد أنه نزل بما نطقوا به من لغتهم وما غلب على لغتهم من لغات القبائل إذ كان عكاظ بأرض قريش وكانت مكة مهبط القبائل كلها.
[والذين اعتبروه محكمًا؟]
معنى الرخصة بسبعة أحرف
ثلاثة أقوال:
- الأول أن المراد بالأحرف الكلمات المترادفة للمعنى الواحد، أي أنزل بتخيير قارئه أن يقرأه باللفظ الذي يحضره من المرادفات تسهيلا عليهم حتى يحيطوا بالمعنى. وعلى هذا الجواب فقيل المراد بالسبعة حقيقة العدد وهو قول الجمهور
فيكون تحديدا للرخصة بأن لا يتجاوز سبعة مرادفات أو سبع لهجات أي من سبع لغات , و اللغات السبع، هي من عموم لغات العرب واختلفوا في تحديد القبائل المرادة
- القول الثاني: أن العدد غير مراد به حقيقته، بل هو كناية عن التعدد والتوسع، وكذلك المرادفات ولو من لغة واحدة
- القول الثالث: أن المراد التوسعة في نحو {كان الله سميعا عليما} أن يقرأ عليما حكيما ما لم يخرج عن المناسبة

وأما الذين اعتبروا الحديث محكما غير منسوخ فقد ذهبوا في تأويله مذاهب: [يقدم هذا التفصيل في مكانه أعلاه]
الأول : أن المراد من الأحرف أنواع أغراض القرآن أو أنواع دلالته , ولا يخفى أن كل ذلك لا يناسب سياق الحديث على اختلاف رواياته من قصد التوسعة والرخصة.
الثاني : أن المراد أنه أنزل مشتملا على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة في آيات القرآن لكن لا على تخيير القارئ، وهذا لا يلاقي مساق الحديث من التوسعة، ولا يستقيم من جهة العدد لأن المحققين ذكروا أن في القرآن كلمات كثيرة من لغات قبائل العرب .
الثالث : أن المراد من الأحرف لهجات العرب في كيفيات النطق , على معنى أن ذلك رخصة للعرب مع المحافظة على كلمات القرآن، وهذا أحسن الأجوبة لمن تقدمنا،

تأويل حديث هشام عند ابن عاشور
- بأن لا يكون مرويا بالمعنى مع إخلال بالمقصود أنه يحتمل أن يرجع إلى ترتيب آي السور ، فتكون تلك رخصة لهم في أن يحفظوا سور القرآن بدون تعيين ترتيب الآيات من السورة، وبعد ذلك أجمع الصحابة في عهد أبي بكر على ذلك لعلمهم بزوال موجب الرخصة.

اشتباه القراءات السبع بالأحرف السبع
- وأجمع العلماء على خلافه كما قال أبو شامة: فإن انحصار القراءات في سبع لم يدل عليه دليل , وخاصة عندما أضافوا لها ثلاث قراءات أخرى
- ولكنه أمر حصل إما بدون قصد أو بقصد التيمن بعدد السبعة أو بقصد إيهام أن هذه السبعة هي المرادة من الحديث تنويها بشأنها بين العامة .

مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها
الرأي الأول : اتفق الأئمة على أن القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي كتبت في مصحف عثمان هي متواترة
- وإن اختلفت في وجوه الأداء وكيفيات النطق ومعنى ذلك أن تواترها تبع لتواتر صورة كتابة المصحف،
- وما كان نطقه صالحا لرسم المصحف واختلف فيه فهو مقبول، وما هو بمتواتر لأن وجود الاختلاف فيه مناف لدعوى التواتر،
- ولما قرأ المسلمون بهذه القراءات من عصر الصحابة ولم يغير عليهم، فقد صارت متواترة على التخيير، وإن كانت أسانيدها المعينة آحادا،
- وليس المراد ما يتوهمه بعض القراء من أن القراءات كلها بما فيها من طرائق أصحابها ورواياتهم متواترة وكيف وقد ذكروا أسانيدهم فيها فكانت أسانيد أحاد،
الرأي الثاني :
- وقد جزم ابن العربي، وابن عبد السلام التونسي، وأبو العباس بن إدريس فقيه بجاية من المالكية، والأبياري من الشافعية بأنها غير متواترة،
- وهو الحق لأن تلك الأسانيد لا تقتضي إلا أن فلانا قرأ كذا وأن فلانا قرأ بخلافه، وأما اللفظ المقروء فغير محتاج إلى تلك الأسانيد لأنه ثبت بالتواتر كما علمت آنفا، وإن اختلفت كيفيات النطق بحروفه فضلا عن كيفيات أدائه.
الرأي الثالث :
- هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة،
- وهذا توسط بين إمام الحرمين والأبياري، ووافق إمام الحرمين ابن سلامة الأنصاري من المالكية.

أسانيد القراءات العشر :
- وتنتهي أسانيد القراءات العشر إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري،
- فبعضها ينتهي إلى جميع الثمانية وبعضها إلى بعضهم وتفصيل ذلك في علم القرآن.
شؤ
ترجيح القراءات
إن القراءات العشر الصحيحة المتواترة قد تتفاوت بما يشتمل عليه بعضها من خصوصيات البلاغة أو الفصاحة أو كثرة المعاني أو الشهرة، وهو تمايز متقارب .
- علماً بان التفاوت لا يكون في الإعجاز لأن الإعجاز في القرآن هو مطابقة الكلام لجميع مقتضى الحال، وهو لا يقبل التفاوت
- والإعجاز لا يلزم أن يتحقق في كل آية من آي القرآن لأن التحدي إنما وقع بسورة مثل سور القرآن

فإن قلت هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون الراجحة أبلغ من المرجوحة ؟
- ولم يكن حمل أحد القراءتين على الأخرى متعينا ولا مرجحا، ألا ترى أنه قد يكون قراءتان في لفظ واحد لكل منهما توجيه يخالف الآخر
- ويجوز مع ذلك أن يكون بعض الكلام المعجز مشتملا على لطائف وخصوصيات تتعلق بوجوه الحسن كالجناس والمبالغة، أو تتعلق بزيادة الفصاحة، أو بالتفنن
- و كثير من العلماء كان لا يرى مانعا من ترجيح قراءة على غيرها، لكونها أظهر من جهة الإعراب، وأصح في النقل، وأيسر في اللفظ فلا ينكر ذلك،
- وقل أن يكسب التفاوت في البلاغة وغيرها إحدى القراءات في تلك الآية رجحانا .
- على أنه يجوز أن تكون إحدى القراءات نشأت عن ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للقارئ أن يقرأ بالمرادف تيسيرا على الناس , فتروى تلك القراءة للخلف فيكون تمييز غيرها عليها بسبب أن المتميزة هي البالغة غاية البلاغة وأن الأخرى توسعة ورخصة، ولا يعكر ذلك على كونها أيضا بالغة الطرف الأعلى من البلاغة وهو ما يقرب من حد الإعجاز.

وجوه الإعراب في القرآن
- وجوه الإعراب في القرآن فأكثرها متواتر إلا ما ساغ فيه إعرابان مع اتحاد المعاني
- وأما ما خالف الوجوه الصحيحة في العربية ففيه نظر قوي لأنا لا ثقة لنا بانحصار فصيح كلام العرب فيما صار إلى نحاة البصرة والكوفة،
- وبهذا نبطل كثيرا مما زيفه الزمخشري من القراءات المتواترة بعلة أنها جرت على وجوه ضعيفة في العربية لا سيما ما كان منه في قراءة مشهورة
- ولو سلمنا أن ذلك وجه مرجوح، فهو لا يعدو أن يكون من الاختلاف في كيفية النطق التي لا تناكد التواتر
بارك الله فيك ونفع بك.
- أشكر لك جهدك المبذول في الفهرسة، لكن تبقى الملحوظة الرئيسة على عملك هو الاعتماد على لفظ ابن عاشور في كثير من المواضع، ومعلوم أن ابن عاشور كثيرًا ما يطنب في الحديث، والمواضع التي قمت بصياغتها بأسلوبك؛ أحسنت تلخيصها والتعبير عنها.
- الملحوظة الأخرى عدم صياغة عناوين لبعض المسائل والاكتفاء بذكر ما ورد فيها والأصل في الفهرسة هو استخلاص عناوين المسائل واستيعابها، وإن كانت استطرادية، ثم قد تكون على ثلاثة أنواع بحسب التفصيل:
- الاختصار بذكر عناوين المسائل فقط.
- التفصيل بتلخيص ما ورد تحت كل مسألة.
- التوسط بأن نفصل المسائل المهمة ونقتصر على عناوين بعض المسائل الأخرى.
بحيث أنه بنظرة واحدة لهذا الفهرس يمكن للباحث الإلمام بما ورد في الكتاب من مسائل ومراجعتها، ومعرفة موضع المسألة من الكتاب.
وعدم صياغة عناوين مع الاعتماد على ألفاظ المؤلف يجعل هذا الأمر صعبا عليك فيما يستقبل ويقلل من الفائدة المرجوة لك.
التقويم: ج+
زادك الله توفيقًا وسدادًا ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir