دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 شوال 1435هـ/22-08-2014م, 11:02 AM
منال البزرة منال البزرة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 162
افتراضي ملخص تفسير سورة الفاتحة

مقدمات تفسير سورة الفاتحة
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر

أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
فاتحة الكتاب
يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة،
ويقال لها أيضًا: أمّ الكتاب عند الجمهور، وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: «إنّما ذلك اللّوح المحفوظ»، وقال الحسن: «الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب»، ولذا كرها -أيضًا -أن يقال لها أمّ القرآن وقد ثبت في [الحديث] الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم».
ويقال لها: الحمد.
ويقال لها: الصّلاة، لقوله عليه السّلام عن ربّه: «قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، قال اللّه: حمدني عبدي» الحديث. فسمّيت الفاتحة: صلاةً؛ لأنّها شرطٌ فيها.
ويقال لها: الشّفاء؛ لما رواه الدّارميّ عن أبي سعيدٍ مرفوعًا: «فاتحة الكتاب شفاءٌ من كلّ سمٍّ».
ويقال لها: الرّقية؛ لحديث أبي سعيدٍ في الصّحيح حين رقى بها الرّجل السّليم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما يدريك أنّها رقيةٌ؟».
وروى الشّعبيّ عن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها: أساس القرآن، قال: فأساسها {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، وسمّاها سفيان بن عيينة: الواقية. وسمّاها يحيى بن أبي كثيرٍ: الكافية؛ لأنّها تكفي عمّا عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة: «أمّ القرآن عوضٌ من غيرها، وليس غيرها عوضًا عنها». ويقال لها: سورة الصّلاة والكنز ذكرهما الزّمخشريّ في كشّافه). [تفسير ابن كثير: 1 /101]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال البخاريّ في أوّل كتاب التفسير: وسميت أم الكتاب، أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة، وقيل: إنّما سمّيت بذلك لرجوع معاني القرآن كلّه إلى ما تضمّنته. قال ابن جريرٍ: والعرب تسمّي كلّ جامع أمرٍ أو مقدّمٍ لأمرٍ -إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمامٌ جامعٌ- أمًّا، فتقول للجلدة الّتي تجمع الدّماغ، أمّ الرّأس، ويسمّون لواء الجيش ورايتهم الّتي يجتمعون تحتها أمًّا، واستشهد بقول ذي الرّمّة:
على رأسه أمٌّ لنا نقتدي بها ...... جماع أمورٍ ليس نعصي لها أمرا
يعني: الرّمح. قال: وسمّيت مكّة: أمّ القرى لتقدّمها أمام جميعها وجمعها ما سواها، وقيل: لأنّ الأرض دحيت منها.
ويقال لها أيضًا: الفاتحة؛ لأنّها تفتتح بها القراءة، وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام، وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وإن كان للمثاني معنًى آخر غير هذا، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللّه.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئبٍ وهاشم بن هاشمٍ عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال لأمّ القرآن: «هي أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم».
وقد رواه الدّارقطنيّ أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه أو مثله، وقال: كلّهم ثقاتٌ. وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعًا من المثاني}[الحجر: 87] بالفاتحة، وأنّ البسملة هي الآية السّابعة منها، وسيأتي تمام هذا عند البسملة.
وقد روى الأعمش عن إبراهيم قال: قيل لابن مسعودٍ: لم لم تكتب الفاتحة في مصحفك؟ قال: «لو كتبتها لكتبتها في أوّل كلّ سورةٍ». قال أبو بكر بن أبي داود: يعني حيث يقرأ في الصّلاة، قال: «واكتفيت بحفظ المسلمين لها عن كتابتها»). [تفسير ابن كثير: 1 /102-103]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورة (فاتحة الكتاب) لكونه افتتح بها، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن.
تسمى فاتحة الكتاب، وتسمى أمّ الكتاب، وصح تسميتها بالسبع المثاني، وسورة الحمد.
أخرج البخاري وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الْحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمينَ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيْتُهُ)) ). [زبدة التفسير: 1]

نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ، قاله ابن عبّاسٍ وقتادة وأبو العالية، وقيل مدنيّةٌ، قاله أبو هريرة ومجاهدٌ وعطاء بن يسارٍ والزّهريّ. ويقال: نزلت مرّتين: مرّةً بمكّة، ومرّةً بالمدينة، والأوّل أشبه لقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني}[الحجر: 87]، واللّه أعلم. وحكى أبو اللّيث السّمرقنديّ أنّ نصفها نزل بمكّة ونصفها الآخر نزل بالمدينة، وهو غريبٌ جدًّا، نقله القرطبيّ عنه). [تفسير ابن كثير: 1 /101]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(قيل: هي مكية.
وقيل: مدنية). [زبدة التفسير: 1]

عدد الآيات
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي سبع آياتٍ بلا خلافٍ )
وإنّما اختلفوا في البسملة: هل هي آيةٌ مستقلّةٌ من أوّلها كما هو عند جمهور قرّاء الكوفة وقول الجماعة من الصّحابة والتّابعين وخلقٌ من الخلف، أو بعض آيةٍ أو لا تعدّ من أوّلها بالكلّيّة، كما هو قول أهل المدينة من القرّاء والفقهاء؟ على ثلاثة أقوالٍ، سيأتي تقريره في موضعه إن شاء اللّه تعالى، وبه الثقة). [تفسير ابن كثير: 1 /101]

عدد الكلمات والحروف
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قالوا: وكلماتها خمسٌ وعشرون كلمةً، وحروفها مائةٌ وثلاثة عشر حرفًا). [تفسير ابن كثير: 1 /102]

ترتيب نزولها
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد قيل: إنّ الفاتحة أوّل شيءٍ نزل من القرآن، كما ورد في حديثٍ رواه البيهقيّ في دلائل النّبوّة ونقله الباقلّانيّ أحد أقوالٍ ثلاثةٍ هذا [أحدها] وقيل: {يا أيّها المدّثّر} كما في حديث جابرٍ في الصّحيح. وقيل: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}[العلق: 1] وهذا هو الصّحيح، كما سيأتي تقريره في موضعه، واللّه المستعان). [تفسير ابن كثير: 1 /103]


فضل السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الإمام أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، رحمه اللّه، في مسنده: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، حدّثني خبيب بن عبد الرّحمن، عن حفص بن عاصمٍ، عن أبي سعيد بن المعلّى، رضي اللّه عنه، قال: كنت أصلّي فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم أجبه حتّى صلّيت وأتيته، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟». قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّي كنت أصلّي. قال: «ألم يقل اللّه:{يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم}[الأنفال: 24]»، ثمّ قال: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». قال: فأخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول اللّه إنّك قلت: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن». قال: «نعم، الحمد للّه ربّ العالمين هي: السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته».
.
وقد رواه التّرمذيّ والنّسائيّ جميعًا عن أبي عمّارٍ حسين بن حريثٍ، عن الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أنزل اللّه في التّوراة ولا في الإنجيل مثل أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي مقسومةٌ بيني وبين عبدي»، هذا لفظ النّسائيّ. وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
حديثٌ آخر: روى مسلمٌ في صحيحه، والنّسائيّ في سننه، من حديث أبي الأحوص سلّام بن سليمٍ، عن عمّار بن رزيق، عن عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعنده جبريل، إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السّماء، فقال: هذا بابٌ قد فتح من السّماء، ما فتح قطّ. قال: فنزل منه ملكٌ، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، ولن تقرأ حرفًا منهما إلّا أوتيته». وهذا لفظ النّسائيّ.

ولمسلمٍ نحوه حديثٌ آخر: قال مسلمٌ: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، هو ابن راهويه، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن العلاء، يعني ابن عبد الرّحمن بن يعقوب الحرقي عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها أمّ القرآن فهي خداج -ثلاثًا- غير تمامٍ». فقيل لأبي هريرة: إنّا نكون وراء الإمام، قال: اقرأ بها في نفسك؛ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قال اللّه عزّ وجلّ: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال العبد:{الحمد للّه ربّ العالمين} [الفاتحة: 2]، قال اللّه: [حمدني عبدي]، وإذا قال: {الرّحمن الرّحيم}[الفاتحة: 3]، قال اللّه: [أثنى عليّ عبدي]، فإذا قال:{مالك يوم الدّين}[الفاتحة: 4]، قال: [مجّدني عبدي] -وقال مرّةً: [فوّض إليّ عبدي]- فإذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}[الفاتحة: 5]، قال: [هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال:{اهدنا الصّراط المستقيم* صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين}[الفاتحة: 6، 7]، قال: [هذا لعبدي ولعبدي ما سأل]».
.
ثمّ الكلام على ما يتعلّق بهذا الحديث ممّا يختصّ بالفاتحة من وجوهٍ:
الوجه الأول: أنّه قد أطلق فيه لفظ الصّلاة، والمراد القراءة كقوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا}[الإسراء: 110]، أي: بقراءتك كما جاء مصرّحًا به في الصّحيح، عن ابن عبّاسٍ وهكذا قال في هذا الحديث: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل]، ثمّ بيّن تفصيل هذه القسمة في قراءة الفاتحة فدلّ على عظم القراءة في الصّلاة، وأنّها من أكبر أركانها، إذ أطلقت العبادة وأريد بها جزءٌ واحدٌ منها وهو القراءة؛ كما أطلق لفظ القراءة والمراد به الصّلاة في قوله: {وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودًا} [الإسراء: 78]، والمراد صلاة الفجر، كما جاء مصرّحًا به في الصّحيحين: من أنّه يشهدها ملائكة اللّيل وملائكة النّهار، فدلّ هذا كلّه على أنّه لا بدّ من القراءة في الصّلاة، وهو اتّفاقٌ من العلماء.


*ولكن اختلفوا في مسألةٍ نذكرها في الوجه الثّاني، وذلك أنّه هل يتعيّن للقراءة في الصّلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها؟ على قولين مشهورين:
فعند أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنّها لا تتعيّن، بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه في الصّلاة، واحتجّوا بعموم قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} [المزّمّل: 20]، وبما ثبت في الصّحيحين، من حديث أبي هريرة في قصّة المسيء صلاته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن»قالوا: فأمره بقراءة ما تيسّر، ولم يعيّن له الفاتحة ولا غيرها، فدلّ على ما قلناه.
والوجه الثّاني: أنّه تتعيّن قراءة الفاتحة في الصّلاة، ولا تجزئ الصّلاة بدونها، وهو قول بقيّة الأئمّة: مالكٌ والشّافعيّ وأحمد بن حنبلٍ وأصحابهم وجمهور العلماء؛ واحتجّوا على ذلك بهذا الحديث المذكور، حيث قال صلوات اللّه وسلامه عليه: «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج» والخداج هو: النّاقص كما فسّر به في الحديث: «غير تمامٍ».
واحتجّوا -أيضًا-بما ثبت في الصّحيحين من حديث الزّهريّ، عن محمود بن الرّبيع، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبّان، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تجزئ صلاةٌ لا يقرأ فيها بأمّ القرآن». والأحاديث في هذا الباب كثيرةٌ، ووجه المناظرة هاهنا يطول ذكره، وقد أشرنا إلى مأخذهم في ذلك، رحمهم اللّه.
ثمّ إنّ مذهب الشّافعيّ وجماعةٍ من أهل العلم: أنّه تجب قراءتها في كلّ ركعةٍ. وقال آخرون: إنّما تجب قراءتها في معظم الرّكعات، وقال الحسن وأكثر البصريّين: إنّما تجب قراءتها في ركعة واحدة من الصّلوات، أخذًا بمطلق الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وقال أبو حنيفة وأصحابه والثّوريّ والأوزاعيّ: لا تتعيّن قراءتها، بل لو قرأ بغيرها أجزأه لقوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}[المزّمّل: 20]، [كما تقدّم] واللّه أعلم.
الوجه الثّالث: هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ فيه ثلاثة أقوالٍ للعلماء:
أحدها: أنّه تجب عليه قراءتها، كما تجب على إمامه؛ لعموم الأحاديث المتقدّمة.
والثّاني: لا تجب على المأموم قراءةٌ بالكلّيّة لا الفاتحة ولا غيرها، لا في الصّلاة الجهريّة ولا السّرّيّة، لما رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ» ولكن في إسناده ضعفٌ. ورواه مالكٌ، عن وهب بن كيسان، عن جابرٍ من كلامه. وقد روي هذا الحديث من طرقٍ، ولا يصحّ شيءٌ منها عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه أعلم.
والقول الثّالث: أنّه تجب القراءة على المأموم في السّرّيّة، لما تقدّم، ولا تجب في الجهريّة لما ثبت في صحيح مسلمٍ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به؛ فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا» وذكر بقيّة الحديث.
وهكذا رواه أهل السّنن؛ أبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «وإذا قرأ فأنصتوا». وقد صحّحه مسلم بن الحجّاج أيضًا، فدلّ هذان الحديثان على صحّة هذا القول وهو قولٌ قديمٌ للشّافعيّ، رحمه اللّه، وروايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبل.
والغرض من ذكر هذه المسائل هاهنا بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكامٍ لا تتعلّق بغيرها من السّور، واللّه أعلم.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا غسّان بن عبيدٍ، عن أبي عمران الجوني، عن أنسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا وضعت جنبك على الفراش، وقرأت فاتحة الكتاب و{قل هو اللّه أحدٌ}فقد أمنت من كلّ شيءٍ إلّا الموت»). [تفسير ابن كثير: 1 /103-110]


الاستعاذة

معنى الاستعاذة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ
معنى الاستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}[الأعراف: 200]، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون ": {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}[المؤمنون: 96 -98]، وقال تعالى في سورة " حم السّجدة ": {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}[فصّلت: 34 -36].
والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب.
وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم».
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ».
والرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ}[الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ}[الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
[وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث والأوّل أشهر] ). [تفسير ابن كثير: 1 /114-116]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 12:01 AM
منال البزرة منال البزرة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 162
افتراضي الأجوبة على محاضرة فضل التفسير وحاجة الأمة إليه

1: اذكري ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟
1: أصل فضائل التفسير هو أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيرا
2:الاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، وهو كلام الله جل وعلا
4: ومن فضائل علم التفسير أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة ’ قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}

2: بيني بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟
- الدليل: قال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ *}
الشرح: 1-حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به حاجة ماسة، وكم من فتنة ضلت بها الأمة بسبب مخالفتها لهدى الله عز بها وجل وما بينه في كتابه،
قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.
2-وحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر من الضلالة
لان ضلاله عن هدى الله تعالى يكون سبب في خسران آخرته التي هي حياته الحقيقية كما قال الله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون}
لأنهم لا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله جل وعلا الذي بينه في كتابه.
3- حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم، وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
وكم من فتنة ابتليت بها الأمة بسبب مخالفتهم عن أمر الله.
4-وحاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً.
قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.

3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى ؟
يجب على الداعية أن يعرف حاجات الأمة فيقوم بالدعوة إلى الله بالإسهام في سد هذه الحاجات في ما ييسره الله له وفتح عليه ؛ فيتعلم الهدى في معاني القرآن، ويتعلم كيف يبينه للناس ، ثم يدعو إلى الله على بصيرة بما تعلم من معاني القرآن وبذلك يكون من خاصة أتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}.
ولو لم يحصل الداعية إلا واو المعية هذه مع النبي صلى الله عليه وسلم لكفى بها شرفاً.
فمن عاش حياته بهذه المعية في الدنيا وهي معية بالمحبة والاتباع والدعوة إلى ما كان يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يكون في معية النبي صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة.
وعلم معاني القرآن الكريم علم عزيز يحمله حق حمله في كل قرن خيرة أهله وأحبهم إلى الله، يؤمنون به ويتدبرونه ويدعون به الناس ويهدونهم إلى ما يخرجهم الله به من الظلمات إلى النور.

وأيضا على طالب العلم أن يتعلم من كتاب الله مايعرف به الهدى لأنه في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات, فيتعلم ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.


جزاكم الله خير....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1435هـ/18-09-2014م, 08:37 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال البزرة مشاهدة المشاركة
مقدمات تفسير سورة الفاتحة
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر

أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
فاتحة الكتاب
يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة،
ويقال لها أيضًا: أمّ الكتاب عند الجمهور، وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: «إنّما ذلك اللّوح المحفوظ»، وقال الحسن: «الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب»، ولذا كرها -أيضًا -أن يقال لها أمّ القرآن وقد ثبت في [الحديث] الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم».
ويقال لها: الحمد.
ويقال لها: الصّلاة، لقوله عليه السّلام عن ربّه: «قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، قال اللّه: حمدني عبدي» الحديث. فسمّيت الفاتحة: صلاةً؛ لأنّها شرطٌ فيها.
ويقال لها: الشّفاء؛ لما رواه الدّارميّ عن أبي سعيدٍ مرفوعًا: «فاتحة الكتاب شفاءٌ من كلّ سمٍّ».
ويقال لها: الرّقية؛ لحديث أبي سعيدٍ في الصّحيح حين رقى بها الرّجل السّليم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما يدريك أنّها رقيةٌ؟».
وروى الشّعبيّ عن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها: أساس القرآن، قال: فأساسها {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، وسمّاها سفيان بن عيينة: الواقية. وسمّاها يحيى بن أبي كثيرٍ: الكافية؛ لأنّها تكفي عمّا عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة: «أمّ القرآن عوضٌ من غيرها، وليس غيرها عوضًا عنها». ويقال لها: سورة الصّلاة والكنز ذكرهما الزّمخشريّ في كشّافه). [تفسير ابن كثير: 1 /101]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال البخاريّ في أوّل كتاب التفسير: وسميت أم الكتاب، أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة، وقيل: إنّما سمّيت بذلك لرجوع معاني القرآن كلّه إلى ما تضمّنته. قال ابن جريرٍ: والعرب تسمّي كلّ جامع أمرٍ أو مقدّمٍ لأمرٍ -إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمامٌ جامعٌ- أمًّا، فتقول للجلدة الّتي تجمع الدّماغ، أمّ الرّأس، ويسمّون لواء الجيش ورايتهم الّتي يجتمعون تحتها أمًّا، واستشهد بقول ذي الرّمّة:
على رأسه أمٌّ لنا نقتدي بها ...... جماع أمورٍ ليس نعصي لها أمرا
يعني: الرّمح. قال: وسمّيت مكّة: أمّ القرى لتقدّمها أمام جميعها وجمعها ما سواها، وقيل: لأنّ الأرض دحيت منها.
ويقال لها أيضًا: الفاتحة؛ لأنّها تفتتح بها القراءة، وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام، وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وإن كان للمثاني معنًى آخر غير هذا، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللّه.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئبٍ وهاشم بن هاشمٍ عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال لأمّ القرآن: «هي أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم».
وقد رواه الدّارقطنيّ أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه أو مثله، وقال: كلّهم ثقاتٌ. وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعًا من المثاني}[الحجر: 87] بالفاتحة، وأنّ البسملة هي الآية السّابعة منها، وسيأتي تمام هذا عند البسملة.
وقد روى الأعمش عن إبراهيم قال: قيل لابن مسعودٍ: لم لم تكتب الفاتحة في مصحفك؟ قال: «لو كتبتها لكتبتها في أوّل كلّ سورةٍ». قال أبو بكر بن أبي داود: يعني حيث يقرأ في الصّلاة، قال: «واكتفيت بحفظ المسلمين لها عن كتابتها»). [تفسير ابن كثير: 1 /102-103]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورة (فاتحة الكتاب) لكونه افتتح بها، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن.
تسمى فاتحة الكتاب، وتسمى أمّ الكتاب، وصح تسميتها بالسبع المثاني، وسورة الحمد.
أخرج البخاري وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الْحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمينَ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيْتُهُ)) ). [زبدة التفسير: 1]

نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ، قاله ابن عبّاسٍ وقتادة وأبو العالية، وقيل مدنيّةٌ، قاله أبو هريرة ومجاهدٌ وعطاء بن يسارٍ والزّهريّ. ويقال: نزلت مرّتين: مرّةً بمكّة، ومرّةً بالمدينة، والأوّل أشبه لقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني}[الحجر: 87]، واللّه أعلم. وحكى أبو اللّيث السّمرقنديّ أنّ نصفها نزل بمكّة ونصفها الآخر نزل بالمدينة، وهو غريبٌ جدًّا، نقله القرطبيّ عنه). [تفسير ابن كثير: 1 /101]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(قيل: هي مكية.
وقيل: مدنية). [زبدة التفسير: 1]

عدد الآيات
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي سبع آياتٍ بلا خلافٍ )
وإنّما اختلفوا في البسملة: هل هي آيةٌ مستقلّةٌ من أوّلها كما هو عند جمهور قرّاء الكوفة وقول الجماعة من الصّحابة والتّابعين وخلقٌ من الخلف، أو بعض آيةٍ أو لا تعدّ من أوّلها بالكلّيّة، كما هو قول أهل المدينة من القرّاء والفقهاء؟ على ثلاثة أقوالٍ، سيأتي تقريره في موضعه إن شاء اللّه تعالى، وبه الثقة). [تفسير ابن كثير: 1 /101]

عدد الكلمات والحروف
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قالوا: وكلماتها خمسٌ وعشرون كلمةً، وحروفها مائةٌ وثلاثة عشر حرفًا). [تفسير ابن كثير: 1 /102]

ترتيب نزولها
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد قيل: إنّ الفاتحة أوّل شيءٍ نزل من القرآن، كما ورد في حديثٍ رواه البيهقيّ في دلائل النّبوّة ونقله الباقلّانيّ أحد أقوالٍ ثلاثةٍ هذا [أحدها] وقيل: {يا أيّها المدّثّر} كما في حديث جابرٍ في الصّحيح. وقيل: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}[العلق: 1] وهذا هو الصّحيح، كما سيأتي تقريره في موضعه، واللّه المستعان). [تفسير ابن كثير: 1 /103]


فضل السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الإمام أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، رحمه اللّه، في مسنده: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، حدّثني خبيب بن عبد الرّحمن، عن حفص بن عاصمٍ، عن أبي سعيد بن المعلّى، رضي اللّه عنه، قال: كنت أصلّي فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم أجبه حتّى صلّيت وأتيته، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟». قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّي كنت أصلّي. قال: «ألم يقل اللّه:{يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم}[الأنفال: 24]»، ثمّ قال: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». قال: فأخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول اللّه إنّك قلت: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن». قال: «نعم، الحمد للّه ربّ العالمين هي: السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته».
.
وقد رواه التّرمذيّ والنّسائيّ جميعًا عن أبي عمّارٍ حسين بن حريثٍ، عن الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أنزل اللّه في التّوراة ولا في الإنجيل مثل أمّ القرآن، وهي السّبع المثاني، وهي مقسومةٌ بيني وبين عبدي»، هذا لفظ النّسائيّ. وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
حديثٌ آخر: روى مسلمٌ في صحيحه، والنّسائيّ في سننه، من حديث أبي الأحوص سلّام بن سليمٍ، عن عمّار بن رزيق، عن عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعنده جبريل، إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السّماء، فقال: هذا بابٌ قد فتح من السّماء، ما فتح قطّ. قال: فنزل منه ملكٌ، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، ولن تقرأ حرفًا منهما إلّا أوتيته». وهذا لفظ النّسائيّ.

ولمسلمٍ نحوه حديثٌ آخر: قال مسلمٌ: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، هو ابن راهويه، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن العلاء، يعني ابن عبد الرّحمن بن يعقوب الحرقي عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها أمّ القرآن فهي خداج -ثلاثًا- غير تمامٍ». فقيل لأبي هريرة: إنّا نكون وراء الإمام، قال: اقرأ بها في نفسك؛ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قال اللّه عزّ وجلّ: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال العبد:{الحمد للّه ربّ العالمين} [الفاتحة: 2]، قال اللّه: [حمدني عبدي]، وإذا قال: {الرّحمن الرّحيم}[الفاتحة: 3]، قال اللّه: [أثنى عليّ عبدي]، فإذا قال:{مالك يوم الدّين}[الفاتحة: 4]، قال: [مجّدني عبدي] -وقال مرّةً: [فوّض إليّ عبدي]- فإذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}[الفاتحة: 5]، قال: [هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال:{اهدنا الصّراط المستقيم* صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين}[الفاتحة: 6، 7]، قال: [هذا لعبدي ولعبدي ما سأل]».
.
ثمّ الكلام على ما يتعلّق بهذا الحديث ممّا يختصّ بالفاتحة من وجوهٍ:
الوجه الأول: أنّه قد أطلق فيه لفظ الصّلاة، والمراد القراءة كقوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا}[الإسراء: 110]، أي: بقراءتك كما جاء مصرّحًا به في الصّحيح، عن ابن عبّاسٍ وهكذا قال في هذا الحديث: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل]، ثمّ بيّن تفصيل هذه القسمة في قراءة الفاتحة فدلّ على عظم القراءة في الصّلاة، وأنّها من أكبر أركانها، إذ أطلقت العبادة وأريد بها جزءٌ واحدٌ منها وهو القراءة؛ كما أطلق لفظ القراءة والمراد به الصّلاة في قوله: {وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودًا} [الإسراء: 78]، والمراد صلاة الفجر، كما جاء مصرّحًا به في الصّحيحين: من أنّه يشهدها ملائكة اللّيل وملائكة النّهار، فدلّ هذا كلّه على أنّه لا بدّ من القراءة في الصّلاة، وهو اتّفاقٌ من العلماء.


*ولكن اختلفوا في مسألةٍ نذكرها في الوجه الثّاني، وذلك أنّه هل يتعيّن للقراءة في الصّلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها؟ على قولين مشهورين:
فعند أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنّها لا تتعيّن، بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه في الصّلاة، واحتجّوا بعموم قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} [المزّمّل: 20]، وبما ثبت في الصّحيحين، من حديث أبي هريرة في قصّة المسيء صلاته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن»قالوا: فأمره بقراءة ما تيسّر، ولم يعيّن له الفاتحة ولا غيرها، فدلّ على ما قلناه.
والوجه الثّاني: أنّه تتعيّن قراءة الفاتحة في الصّلاة، ولا تجزئ الصّلاة بدونها، وهو قول بقيّة الأئمّة: مالكٌ والشّافعيّ وأحمد بن حنبلٍ وأصحابهم وجمهور العلماء؛ واحتجّوا على ذلك بهذا الحديث المذكور، حيث قال صلوات اللّه وسلامه عليه: «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج» والخداج هو: النّاقص كما فسّر به في الحديث: «غير تمامٍ».
واحتجّوا -أيضًا-بما ثبت في الصّحيحين من حديث الزّهريّ، عن محمود بن الرّبيع، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبّان، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تجزئ صلاةٌ لا يقرأ فيها بأمّ القرآن». والأحاديث في هذا الباب كثيرةٌ، ووجه المناظرة هاهنا يطول ذكره، وقد أشرنا إلى مأخذهم في ذلك، رحمهم اللّه.
ثمّ إنّ مذهب الشّافعيّ وجماعةٍ من أهل العلم: أنّه تجب قراءتها في كلّ ركعةٍ. وقال آخرون: إنّما تجب قراءتها في معظم الرّكعات، وقال الحسن وأكثر البصريّين: إنّما تجب قراءتها في ركعة واحدة من الصّلوات، أخذًا بمطلق الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وقال أبو حنيفة وأصحابه والثّوريّ والأوزاعيّ: لا تتعيّن قراءتها، بل لو قرأ بغيرها أجزأه لقوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}[المزّمّل: 20]، [كما تقدّم] واللّه أعلم.
الوجه الثّالث: هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ فيه ثلاثة أقوالٍ للعلماء:
أحدها: أنّه تجب عليه قراءتها، كما تجب على إمامه؛ لعموم الأحاديث المتقدّمة.
والثّاني: لا تجب على المأموم قراءةٌ بالكلّيّة لا الفاتحة ولا غيرها، لا في الصّلاة الجهريّة ولا السّرّيّة، لما رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ» ولكن في إسناده ضعفٌ. ورواه مالكٌ، عن وهب بن كيسان، عن جابرٍ من كلامه. وقد روي هذا الحديث من طرقٍ، ولا يصحّ شيءٌ منها عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه أعلم.
والقول الثّالث: أنّه تجب القراءة على المأموم في السّرّيّة، لما تقدّم، ولا تجب في الجهريّة لما ثبت في صحيح مسلمٍ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به؛ فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا» وذكر بقيّة الحديث.
وهكذا رواه أهل السّنن؛ أبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «وإذا قرأ فأنصتوا». وقد صحّحه مسلم بن الحجّاج أيضًا، فدلّ هذان الحديثان على صحّة هذا القول وهو قولٌ قديمٌ للشّافعيّ، رحمه اللّه، وروايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبل.
والغرض من ذكر هذه المسائل هاهنا بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكامٍ لا تتعلّق بغيرها من السّور، واللّه أعلم.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا غسّان بن عبيدٍ، عن أبي عمران الجوني، عن أنسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا وضعت جنبك على الفراش، وقرأت فاتحة الكتاب و{قل هو اللّه أحدٌ}فقد أمنت من كلّ شيءٍ إلّا الموت»). [تفسير ابن كثير: 1 /103-110]


الاستعاذة

معنى الاستعاذة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ
معنى الاستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}[الأعراف: 200]، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون ": {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}[المؤمنون: 96 -98]، وقال تعالى في سورة " حم السّجدة ": {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}[فصّلت: 34 -36].
والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب.
وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم».
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ».
والرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ}[الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ}[الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
[وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث والأوّل أشهر] ). [تفسير ابن كثير: 1 /114-116]
بارك الله فيك أختي وتقبل منك
التلخيص المطلوب أبسط بكثير مما وضعت
وليس المقصود من التلخيص أن أنسخ التفسير وأضع عنوانا لكل فقرة من فقراته
إنما له خطوات إن التزمت بها فقد أتيت على المطلوب إن شاء الله
هذا موضوع أرجو أن يكون لك نافعا
مثبــت: فوائد وتنبيهات حول طريقة تلخيص دروس التفسير
وأنتظر منك إعادة كتابة الملخص بناء على الخطوات المبينة فيه، وبإذن الله ستجدين هذه الطريقة أيسر وأنفع لك
وإذا وجدت صعوبة في التطبيق فأعلميني بذلك حتى نتعاون في تنفيذ المطلوب إن شاء الله
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 12:55 AM
منال البزرة منال البزرة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 162
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
بإذن الله سأسير على الطريقة المطلوبة من أجل التلخيص كما أوردتم في المنتدى
أرجو منكم الدعاء لتيسير الأمور وأن يبارك لي في الوقت

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 ذو الحجة 1435هـ/5-10-2014م, 03:48 AM
منال البزرة منال البزرة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 162
افتراضي تفسير سورة الانفطار من الآية (6) إلى الآية(11)

تفسير سورة الانفطار من الآية (6) إلى الآية (11)

تفسير قوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
سأرمز لابن كثير بـ(ك) ,والسعدي بـ(س) ,والأشقر بـ(ش).

المحور الأول : المفردات اللغوية
الكريم: العظيم ك
المتفضل بإكمال الخلق والحواس ش
سوّاك: جعلك سويًّا مستقيماً فعدلك: معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال ك س
فَسَوَّاكَ :رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ
فَعَدَلَكَ: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا ش
رَكَّبَكَ: سلكك ك
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ( رَكَّبَكَ) أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ ش
بِالدِّينِ : المعاد والجزاء والحساب ك
هُوَ الْجَزَاءُ، أو دِينِ الإِسْلامِ س ش
لحافظين: الملائكة الحفظة ك س ش
كاتبين: يكتبون عليكم جميع أعمالكم ك ش
يكتبون أقوالكم وأفعالكم بمافيه من أفعال القلوب والجوارح س

المحور الثاني: التفسيري
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ (8) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}
يقولُ تعالَى معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّه، المتجرئِ على مساخطهِ , ما غرّك يابن آدم بربّك العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟!
فالكريم الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ ولاتعد ولاتحصى_ لايقابل بالأعمال القبيحة والأفعال السيئة.
أليسَ هوَ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ في أحسنِ تقويمٍ وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ، ولم يجعل صورتك على هيئة حمار أو كلب أو حيوان .....فهلْ يليقُ بكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟
لكن الذي حملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي هو التكذيب في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب ,وأنتمْ لا بدَّ أنْ تحاسبُوا على مَا عملتُمْ، وقدْ أقامَ اللهُ عليكمْ ملائكةً كراماً يكتبونَ أقوالكمْ وأفعالكُمْ ويعلمون ما اقترفتم من آثام في قلوبكم وفي جوارحكم.

المحور الثالث: الآثار السلوكية
1- لانجعل الله تعالى أهون الناظرين إلينا ويتجلى ذلك في قوله تعالى:" ماغرّك بربك الكريم"
2- لاينبغي أن يقابل الإنسان الإحسان بالسوء , والجميل من الفعل بالقبيح من القول والفعل, ويتجلى ذلك في صفة واسم الله تعالى (الكريم) وسياق الآيات التي تليها
3- إياك وجحد نعمة الله تعالى حيث تفضل عليك بنعم لاتعد ولاتحصى بدءاً من خلقك في أحسن صورة ,ورزقك وعقلك......ويتجلى ذلك في قوله تعالى :"الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ (8)"
4- إكرام الكرام الكاتبين واحترامهم وعدم مقابلتهم بالقبائح لأنهم يكتبون جميع الأعمال والأقوال ,ويتجلى ذلك من قوله تعالى : "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)"
ويتجلى ذلك في الحديث : عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ اللّه ينهاكم عن التّعرّي، فاستحييوا من ملائكة اللّه الّذين معكم الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى ثلاث حالاتٍ: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائطٍ أو ببعيره)).
5- الستر والاحتراز من العري والتكشف احتراما للملائكة الحفظة, قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أكرموا الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائطٍ أو ببعيره، أو ليستره أخوه)).
6- التحلي بصفة الأمانة تأسياً بالملائكة الحافظين المؤتمنين الذين يكتبون الأعمال بالصحف ويرفعونها إلى الله بكل أمانة
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزّ وجلّ ما حفظا في يومٍ فيرى في أوّل الصّحيفة وفي آخرها استغفاراً إلاّ قال اللّه تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصّحيفة)).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 ذو الحجة 1435هـ/5-10-2014م, 03:52 AM
منال البزرة منال البزرة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 162
افتراضي سؤال وشكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على هذا الاهتمام ولقد حاولت الاستفادة من ملاحظاتكم.
وأود أن أسأل هل سرت على الطريقة الصحيحة في التلخيص الآن؟؟؟
هل هذا جيد وهل يوجد فيه نقص أم لا؟؟؟شكرا لكم وبارك الله بهمتكم وجهودكم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو الحجة 1435هـ/7-10-2014م, 08:59 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال البزرة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على هذا الاهتمام ولقد حاولت الاستفادة من ملاحظاتكم.
وأود أن أسأل هل سرت على الطريقة الصحيحة في التلخيص الآن؟؟؟
هل هذا جيد وهل يوجد فيه نقص أم لا؟؟؟شكرا لكم وبارك الله بهمتكم وجهودكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك اللهُ فيكِ أختي
لقد اقتربتِ من الطريقة الصحيحة
وسأبين لكِ مثالا على تلخيصكِ لتفسير الاستعاذة في المشاركة التالية إن شاء الله
وإذا بقي لكِ شيء غير مفهوم فاسألي بارك اللهُ فيكِ

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 03:10 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال البزرة مشاهدة المشاركة
تفسير سورة الانفطار من الآية (6) إلى الآية (11)

تفسير قوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
سأرمز لابن كثير بـ(ك) ,والسعدي بـ(س) ,والأشقر بـ(ش).

المحور الأول : المفردات اللغوية
الكريم: العظيم ك
المتفضل بإكمال الخلق والحواس ش
سوّاك: جعلك سويًّا مستقيماً فعدلك: معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال ك س
فَسَوَّاكَ :رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ
فَعَدَلَكَ: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا ش
رَكَّبَكَ: سلكك ك
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ( رَكَّبَكَ) أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ ش
بِالدِّينِ : المعاد والجزاء والحساب ك
هُوَ الْجَزَاءُ، أو دِينِ الإِسْلامِ س ش
لحافظين: الملائكة الحفظة ك س ش
كاتبين: يكتبون عليكم جميع أعمالكم ك ش
يكتبون أقوالكم وأفعالكم بمافيه من أفعال القلوب والجوارح س

المحور الثاني: التفسيري
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ (8) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}
يقولُ تعالَى معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّه، المتجرئِ على مساخطهِ , ما غرّك يابن آدم بربّك العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟!
فالكريم الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ ولاتعد ولاتحصى_ لايقابل بالأعمال القبيحة والأفعال السيئة.
أليسَ هوَ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ في أحسنِ تقويمٍ وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ، ولم يجعل صورتك على هيئة حمار أو كلب أو حيوان .....فهلْ يليقُ بكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟
لكن الذي حملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي هو التكذيب في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب ,وأنتمْ لا بدَّ أنْ تحاسبُوا على مَا عملتُمْ، وقدْ أقامَ اللهُ عليكمْ ملائكةً كراماً يكتبونَ أقوالكمْ وأفعالكُمْ ويعلمون ما اقترفتم من آثام في قلوبكم وفي جوارحكم.

المحور الثالث: الآثار السلوكية
1- لانجعل الله تعالى أهون الناظرين إلينا ويتجلى ذلك في قوله تعالى:" ماغرّك بربك الكريم"
2- لاينبغي أن يقابل الإنسان الإحسان بالسوء , والجميل من الفعل بالقبيح من القول والفعل, ويتجلى ذلك في صفة واسم الله تعالى (الكريم) وسياق الآيات التي تليها
3- إياك وجحد نعمة الله تعالى حيث تفضل عليك بنعم لاتعد ولاتحصى بدءاً من خلقك في أحسن صورة ,ورزقك وعقلك......ويتجلى ذلك في قوله تعالى :"الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ (8)"
4- إكرام الكرام الكاتبين واحترامهم وعدم مقابلتهم بالقبائح لأنهم يكتبون جميع الأعمال والأقوال ,ويتجلى ذلك من قوله تعالى : "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)"
ويتجلى ذلك في الحديث : عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ اللّه ينهاكم عن التّعرّي، فاستحييوا من ملائكة اللّه الّذين معكم الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى ثلاث حالاتٍ: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائطٍ أو ببعيره)).
5- الستر والاحتراز من العري والتكشف احتراما للملائكة الحفظة, قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أكرموا الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائطٍ أو ببعيره، أو ليستره أخوه)).
6- التحلي بصفة الأمانة تأسياً بالملائكة الحافظين المؤتمنين الذين يكتبون الأعمال بالصحف ويرفعونها إلى الله بكل أمانة
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزّ وجلّ ما حفظا في يومٍ فيرى في أوّل الصّحيفة وفي آخرها استغفاراً إلاّ قال اللّه تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصّحيفة)).
أحسن الله إليك أختي
لنسر مع الطريقة التي أوصى بها الشيخ حفظه الله في عمل الملخص
لا تقسمي الملخص لمحاور معاني المفردات ثم التفسير ثم مسائل السلوك، على الرغم من كونه نافعا
لأننا نركز في عمل الملخص على استخلاص المسائل من الآيات، وجمع وتلخيص أقوال المفسرين بعد في كل مسألة

فالخطوة الأولى:
اجعلي تصنيف العناوين الرئيسية للملخص هكذا:
اقتباس:

فضل السورة أو الآية

أسباب النزول

القراءات الواردة في الآيات

المسائل التفسيرية
-
-
-

المسائل العقدية
-
-
-

المسائل الفقهية
-
-
-

المسائل اللغوية
-
-
-

المسائل االسلوكية
-
-
-


هذه العناوين لا يشترط أن توجد جميعها في الملخص، بل كل على حسبه

الخطوة الثانية:
ابدئي في استخلاص المسائل من الآيات وأقوال المفسرين فيها، لا تفوتي لفظة ولا عبارة تكلم عنها المفسرون، ولا تنسي أن تكتبي بجوار المسألة رمز المفسر الذي تناولها، وسأعطيك مثالا للآية الأولى:

اقتباس:
المسائل التفسيرية
- من المقصود بقوله تعالى: {يا أيها الإنسان}؟ [ك-س-ش]
- سبب نزول الآية [ك]
- معنى {غرك} [ك]
- ذكر أقوال السلف في الآية [ك]
- ما الغرض من الاستفهام؟ [ك]
- الحكمة من استعمال اسم الله {الكريم} [ك-س-ش]


الخطوة الثالثة: تلخيص أقوال المفسرين في كل مسألة:
- فلا أنسخ كلام المفسرين نسخا إلا في بعض الأحوال
- ولا أكرر كلام المفسرين في المسألة، بل أضع خلاصة أقوالهم بأسلوبي، أو أضع أشمل الأقوال وأوفاها، إلا إذا اختلفت الأقوال، فأضعها جميعا مع الترجيح بينها إذا ترجح منها شيء، وأنسب كل قول لقائله.

اقتباس:
المسائل التفسيرية
اقتباس:
- من المخاطب بقوله تعالى: {يا أيها الإنسان}؟ [ك-س-ش]
هو الإنسان المقصر في حق ربه المتجريء على مساخطه، كما ذكر السعدي رحمه الله.

- سبب نزول الآية
[ك]
حكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}، ذكره ابن كثير

- معنى {غرك} [ش]
أي خدعك، ذكره الأشقر

- ذكر أقوال السلف في الآية [ك]

قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل.
وقال أيضاً: حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا أبو خلفٍ، حدّثنا يحيى البكّاء، سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله.
قال: وروي عن ابن عبّاسٍ والرّبيع بن خثيمٍ والحسن مثل ذلك، وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان.
وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.

وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم.
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة.

- ما الغرض من الاستفهام؟ [ك]

هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: {الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه، بل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء في الحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟)). ذكره ابن كثير

- الحكمة من استعمال اسم الله {الكريم} [ك-س-ش]

قال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء،، كما ذكر ابن كثير،


أرجو أن تتبعي هذه الخطوات في الملخصين التاليين
وما تم وضعه لك من ملاحظات ودرجات على الملخصات السابقة إنما هو تدريب وبيان لطريقة تقييم الملخص عموما
أما الدرجة المعتمدة لواجبات التلخيص في المستوى الأول من البرنامج ستوضع بناء على تقييم الملخصين التاليين إن شاء الله، بناء على ما تم التنبيه عليه
واعتني بتنسيق الملخص وحسن إخراجه قدر المستطاع فهذا مما يزيد الاستفادة منه وسهولة مراجعته
بالتوفيق.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 05:16 AM
منال البزرة منال البزرة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 162
افتراضي

حاضرة بإذن الله. شكرا لكم ولاهتمامكم وبارك الله فيكم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir