دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 10 صفر 1441هـ/9-10-2019م, 04:36 PM
نانيس بكري نانيس بكري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 57
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
( المجموعة الأولى )

☀ السؤال الأول :
بين حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله تعالى .

الجواب :
قال تعالى :
{.. قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
[المائدة : 15-16]

فحاجة الأمّة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسّة، وكم من فتنةٍ ضلَّت بها طوائف من الأمّة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل الذي بيَّنه في كتابه، ولا سبيل للناس إلى السعادة في تلك الحياة إلا باتّباع هدى القرآن .

وفيما يلى بعض أوجه حاجة الأمة إلى فهم القرآن :

💠1- حاجة الأمة إلى الاهتداء بهدى القرآن فى معرفة الفتن، وأسبابها، وسبل النجاة منها؛ امتثالا لقول الله تعالى :
قال تعالى :
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً } (الأنفال : 25)
ولا يمكن اتقاء الفتنة بغير العلم بماهيتها، وصورها، ومزالقها، وعاقبة المفتونين بها، وهذا كله مبين فى القرآن أتم بيان .

وكان الصحابة يتذاكرون الفتن، وكيف السبيل إلى الخروج منها؛ فإذا وقعت كان اهتداؤهم بهدى القرآن منجيا لهم من تلك الفتن؛ كما قال تعالى :
{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ..}
(النساء: 83)
فأقرب الناس للنجاة من الفتن؛ أحسنهم استنباطا لما فى نصوص القرآن ...

💠2- حاجة الأمة إلى الاهتداء بالقرآن فى العلم بأعدائها من اليهود والنصارى والمشركين، ومجاهدتهم بالقرآن لدفع شرورهم، ووقاية الأمة من فتنتهم ، وقد قال الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } .
ومن بركات الجهاد بالقرآن أن الله يحق به الحق ويبطل الباطل، وتظهر به حجة الله على شبه المعاندين .

💠3- ومن ذلك حاجة الأمة إلى العلم بأخطر أعدائها وهم المنافقون، والعلم بصفاتهم، وبطرائقهم فى المكر والخديعة، والحذر منهم لكونهم بين ظهرانى المسلمين، مطلعين على عوراتهم وأسرارهم، ومواطن ضعفهم وقوتهم، وأسباب تنازعهم واختلافهم، ويفشون ذلك كله إلى الكفار المحاربين، ويكونون عونا لهم على حرب المسلمين .

وقد حذر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم منهم فقال: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }
[المنافقون].
فلهم من حسن المنظر وجمال المنطق ماينخدع به المسلمون، ولا يتفطن إلى ماتنطوى عليه سرائرهم من الخبث وإرادة السوء إلا من نور الله بصيرته بالقرآن .

ومعرفة طالب علم التفسير بما أنزل الله من الآيات فى شأن المنافقين، وبتدبره لها، وتحذير الناس من حيل المنافقين ومكائدهم يحصل به خير عظيم، ويندفع به شر كبير .

💠 4- ومن ذلك: حاجة الأمّة إلى الاهتداء بهدى القرآن
فى العلم بضلال بعض الطوائف والنحل التى تخالطهم فى بلدانهم، وكيفية معاملتهم، ودعوتهم إلى الحق.
يحتاجون إلى من يفقههم فى هدى القرآن فى ذلك كله
/ في معاملة تلك الطوائف التي ابتلوا بها.

💠5- ومن ذلك أن يكون طالب علم التفسير فى بلد تفشو فيه المحرمات؛ فيتعلم من كتاب الله مايعينه على الأمر بالمعروف المتروك وتزيينه للناس، والنهي عن المنكر المرتكب وتقبيحه للناس؛ فيجعل الله فى سعيه خيرا كثيرا .

💠 والمرأة فى مجتمعات النساء تبصر بين بنات جنسها من المنكرات والفتن ما لا يبصره الرجال؛ فتدعوهن للحق بكتاب الله، وتبين لهن الهدى، وتعظ من كانت فى قلبها مرض ليردها الله بإذنه إلى دينه ردا جميلا.

💠🌿☀💠🌿☀🌿💠🌿☀🌿💠🌿

☀ السؤال الثانى :
بين سعة علم التفسير .

الجواب :
من ابتغى العلم من أوسع أبوابه وأفضلها؛ فعليه بتفسير القرآن وتدبره وتفهّم معانيه .

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
«من أراد العلمَ فليثوّر القرآن، فإنَّ فيه علمَ الأوَّلين والآخرين».
رواه سعيد بن منصور .

فمن اشتغل بتفسير القرآن فتحت له أبواب العلوم النافعة، ووقف على أصولها، وعلم مقاصدها.

🌿 ومن ذلك : أصول الإيمان والعقيدة، والعلم بأسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه .

🌿 ومن ذلك : أصول الأحكام الفقهية في مسائل العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الأسرة والجنايات .

🌿 وكذلك : أصول تزكية النفس والسلوك القويم والمواعظ الحسنة .

🌿 وأيضا : بيان سنن الله الكونية فى الابتلاء والتمكين، وأنواع الفتن، وسبل النجاة منها .

🌿 وكذلك : أصول الخلق القويم، والآداب الشرعية، والخصال الحميدة .

🌿 كما تضمن القرآن بيان مااختلفت فيه الأمم من قبلنا، وضلت فيه ضلالا بعيدا؛ كما قال الله تعالى:
{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }[النمل: 76].

فمن فقه ماورد فى القرآن فى شأن بنى إسرائيل؛ حصل له العلمُ اليقينى بأكثر ما يختلفون فيه؛ بما يمكنه من الحكم بين أقوالهم، وتمييز صوابها من خطئها..

🌿 وفى القرآن أيضا : بيان أصول علمُ الدعوةِ إلى الله تعالى على بصيرة، وأنواع الدعوة، ومراتبها، وصفات أهل الدعوة المخلصين، وبيان كيفية الرد على شبهات المبطلين، وطرق معاملة المخالفين .

🌿 وأيضا من العلوم النافعة فى القرآن: علم المقاصد الشرعية، والسياسة الشرعية، وكيف تقاد الرعية بأحكام القرآن إلى ما فيه نجاتها وسعادتها.

🌿 وفي القرآن: بيان الهدى في جميع جوانب حياة العبد، وكيف يتخلص من كيد الشيطان، وشر النفس، وفتن الدنيا .

هذه العلوم وغيرها كلها داخلة تحت قوله تعالى :
{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }[الإسراء9].

فحذف المتعلق هنا لإرادة العموم؛ فإن القرآن يهدي للتي هي أقوم في كل شئ يحتاج إليه الإنسان فى أمور العقائد والعبادات والمعاملات والتزكية .

وقد صدق ابن القيّم رحمه الله إذْ قال:
فتدبر القرآن إن رُمْتَ الهدى.....فالعلم تحت تدبر القرآن

🌿 وهناك علوم أخرى لها اتصال بعلم التفسير لايستغنى عنها المشتغل بالتفسير مثل :
- معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق.
- معرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح .
- معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن .

وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسبها المفسر شيئاً فشيئاً بتدرج تعلمه للتفسير، ويجد لكل منها أثره فى الفهم وفتح أبواب معانى ولطائف القرآن .

وهذا مما يدلّ على أن علم التفسير من أوسع العلوم وأشرفها؛ فمن أقبل عليه وأحسن العناية به؛ فإنه يكتسب المعرفة الواسعة الحسنة بعلوم كثيرة.

💠🌿☀💠🌿☀🌿💠🌿☀🌿💠🌿

☀ السؤال الثالث :
بين أثر الاشتغال بالتفسير فى صلاح القلب .

الجواب :
للاشتغال بالتفسير أثر عظيم فى إصلاح القلب وتزكية النفس؛ لأن الطالب يكثر من تلاوته؛ فيمر به من الفوائد واللطائف مايزداد به إيمانه، ويقوى به يقينه.

وقد قال تعالى:
{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ . لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ . لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[ الزمر : 33-35 ]

فأثنى الله تعالى فى هذه الآيات على أهل الصدق الذين يصدقون بكلمات ربهم وكتبه؛ حتى بلغوا مبلغ الإحسان.

وبتدبر الطالب لآيات القرآن وتفكره فيها؛ يقف على أمراض القلوب وعلل النفس، ويعرف من هدى القرآن مايمكنه من مداواة نفسه، وعلاج مرض قلبه.

وبقدر زيادة علمه بمعانى القرآن؛ تزداد بصيرته فى الدين، ويجد في نفسه من حلاوة القرآن وحسنه وبهجته ما يحمله على الاستكثار من تلاوته.

وقد نقل ياقوت الحموي في معجم الأدباء عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال:
سمعت أبا جعفر [يريد شيخه محمد بن جرير الطبري] يقول:
" إني أعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته؟!!".

💠🌿☀💠🌿☀🌿💠🌿☀🌿💠🌿

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir