اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى فؤاد
رسالة تفسيرية في اسلوب الحجاج من خلال عرض بعض آيات من سورة القيامة:
————————————————————————إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا أنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ثم أما بعد فقد اشتملت سورة القيامة علي قضية عقدية مهمة جدا ألا وهي إثبات البعث وإثبات الجزاء علي الأعمالوالتذكير بالموت والنهي عن الاغترار بالدنيا العاجلة والإعراض عن الآخرة الباقية وقد جاءت السورة لتثبت ذلك من خلال حجاج المشركين المكذبين بالبعث من خلال آياتها كما سيتضح لنابإذن الله:
قوله تعالي :(لا أقسم بيوم القيامة) :
وصيغة (لا أقسم ) صيغة قسم لدخول ما النافية علي الفعل( أقسم )للتأكيد وللمبالغة في تحقيق حرمة المقسم به وافتتاح السورة بالقسم مؤذن بأن مابعده أمر مهم فتتشوق نفس السامع لمعرفته وهذا من براعة الاستهلال.
وقال البعض أن هذا الأسلوب الغرض من الاستفهام علي سبيل الإنكار فيكون المعني: ألا أقسم بيوم القيامة. والاستفهام الإنكاري من أقوي أساليب الحجاج في القرآن الكريم .
وجواب القسم يؤخذ من قوله تعالي(أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه)والتي جاءت أيضا بأسلوب الإستفهام الإنكاري لتبكيت وتوقريع المكذبين بالبعث والنشور ويكون تقدير المعني علي هذا المنحي :لنجمع عظام الإنسان أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه.
قوله تعالي:(ولاأقسم بالنفس اللوامة)
———————————————
قسم آخر معطوف علي القسم بيوم القيامة وهو قسم بجميع النفوس الخيرة والفاجرة وقيل هو قسم بالنفوس المؤمنة لأنها تكثر من لوم صاحبها علي التقصير في الطاعات وقيل هي نفوس الأشقياء تلوم أصحابها من العصاة علي تفريطهم في جنب الله
ومن المفسرين من ذهب إلي أن (لا أقسم ) المراد منه هنا عدم القسم وأن النفس اللوامة هنا هي التي لوم أصحابها علي فعل الخير فابلتالي لم يقسم بها رب العالمين هنا تحقيرا لها وأن القسم بيوم القيامه فقط لعظمته.
(أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلي قادرين علي أن نسوي بنانه):فيهما دليل علي جواب القسم وتقديره لنجمعن عظامكم ونبعثكم للحساب.
أما ماحوته الآيات من اساليب الحجاج فتفصيله كالآتي:الاستفهام الإنكاري في قوله تعالي (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه)
(بلي)حرف ابطال للنفيين:النفي الذي أفاده الاستفهام الانكاري من قوله(أيحسب الإنسان) والنفي الذي في مفعول (يحسب) وهو إبطال بزجر،أي بل ليحسبنا قادرين.فالأسلوب المستخدم هنا من أساليب الحجاج هو أسلوب الإضراب الإبطالي.
——————————————-
(بل يريد الإنسان ليفجر أمامه):هذه الآية الكريمة فيها من أساليب الحجاج اسلوب الإضراب وهو هنا اضراب انتقالي بمعني انتقال الكلام إلي ذكر حال آخر من أحوال فجور هؤلاء المكذبين بالبعث فكأنهم بعدما دُعوا الإي نبذ الشرك ومايتبعه من دنوب عظيمة وأنذروا بالعقاب يوم القيامة كانوا مصممين علي التمادي في الكفر والفجور وهو فعل السوء الشديد ويطلق أيضا علي الكذب
وقوله تعالي(يريد الإنسان) قد يكون اخبارا عما في نفوس أهل الشرك من محبتهم للتمادي في الفسق والفجور وقد يكون استفهام انكاري موافقا لقوله تعالي (أيحسب الإنسان)
وأعيد لفظ (الإنسان ) إظهارا في مقام الإضمار لأن المقام مقام تبكيت وتقريع لهذا المخلوق وتعجيبا من ضلاله.
|
أحسنتِ في بيانكِ لأدوات الحجاج ولو ذكرتِ في مقدمتك بعض الآيات على شبهة إنكار البعث لكان أتم.
نفع الله بك.
الدرجة:أ