دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ربيع الثاني 1437هـ/22-01-2016م, 12:28 AM
كريمة زيد كريمة زيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: حيثما زرعك الله أثمر
المشاركات: 95
افتراضي صفحة الطالبة كريمة خليفة بن زيد لدراسة المستوى الأول

بسم الله الرحمن الرحيم ...وبه ثقتي وأستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


اللهم اجعلني طالبة علم بحق
وعلمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني
واجعل هذه الصفحة حجة لي لا عليّ...اللهم آمين..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 رجب 1437هـ/6-05-2016م, 07:06 PM
كريمة زيد كريمة زيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: حيثما زرعك الله أثمر
المشاركات: 95
افتراضي ملخصاتي لدروس القسم الأول من دورة مقدّمات في أصول التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي وأستعين
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في ما يلي ملخصاتي للدروس القسم الأول من دورة مقدّمات في أصول التفسير، تدارُكا لغيابي في وضع الفوائد اليومية
وبالله التوفيق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مقدمات في أصول التفسير
معنى أصول التفسير
الأصول جمع أصل، وهو ما يُبنى عليه الشيء.
وأصول التفسير هي الأصول التي يُبنى عليها علم التفسير، وهذا يشمل جميع مراحل دراسة المسألة التفسيرية بدءاً من أصول التعرف على المسائل التفسيرية إلى ما يخلص به الدارس من نتيجة دراسته لتلك المسألة، وكيف يؤدي تفسيره إلى المتلقّين.
فللتفسير أصول في تحمّله، وأصول في أدائه.
ولذلك تطلق كلمة أصول التفسير إطلاقات متعددة:
فتطلق على مصادر التفسير، لأنّها الأصول التي تستمدّ منها مسائل التفسير.
وتطلق على طرق التفسير.
وتطلق على بعض قواعد التفسير.
وتطلق على الحدود الضابطة لمنهج الاستدلال في التفسير.
وتطلق على المسائل الكبار التي تُبنى عليها المسائل المتفرّعة منها.
وتطلق على بعض كتب التفسير؛ لأنها أصول يعتمد عليها في دراسة مسائل التفسير.
وكل إطلاق له مناسبة سائغة فهو إطلاق صحيح، وإن لم يكن حاصراً للمراد بأصول التفسير.

أبواب أصول التفسير:
الكتابة الجامعة لأبواب أصول التفسير والمحررة لمسائله عزيزة المنال، ولذلك عُدّ هذا العلم - على كثرة ما ألّف فيه - من العلوم التي ما تزال قابلة للجمع والإضافة والتحرير.
لكن من أهمّ ما ينبغي أن يُدرس في هذا العلم الأبواب التالية:
الباب الأول:
1- مقدّمات التفسير وتشمل:
Ø التعريف بعلم التفسير ونشأته وبدايات تدوينه وتدرّج التأليف فيه،
Ø مصادر التفاسير وأنواعها ومناهج المفسّرين فيها على وجه الإجمال.
2- دراسة اجمالية لتاريخ العلم ومصادره وتشمل:
Ø معرفة الدارس بتاريخ العلم الذي يدرسه ومصادر استمداده ومراتب علمائه ومؤلفاتهم فيه .

الباب الثاني:
1- طرق التفسير، ويبحث فيه :
Ø تفسير القرآن بالقرآن
Ø وتفسير القرآن بالسنة،
Ø وتفسير القرآن بأقوال السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان،
Ø وتفسير القرآن بلغة العرب،
Ø والتفسير بالاجتهاد،
Ø والخلاف في التفسير بالإسرائيليات.
الباب الثالث:
1- أدوات المفسّر وهي:
Ø المعارف والمهارات التي يستعين بها المفسّر على دراسة مسائل التفسير.
Ø التعريف والتمثيل لما يحتاجه المفسّر من العلوم الأخرى ، وطرق الاستفادة منها على وجه الاقتصاد دون البسط والتطويل.
الباب الرابع:
1- الإجماع في التفسير:
Ø ويدرس فيه ضوابط الإجماع في التفسير، ومصادر معرفته، وطرق تقريره، والتنبيه على علل دعاوى الإجماع.
الباب الخامس:
1- الخلاف في التفسير:
Ø وأنواعه ومراتبه، وطرق الجمع والترجيح والإعلال.
الباب السادس:
1- الكليات التفسيرية:
Ø أن يفسر اللفظ بمعنى واحد في جميع مواضع وروده في القرآن الكريم ،
*ومن المفسرين من يسميها عادات القرآن، وفائدة جمعها ومعرفتها أنها تفيد الطالب في ضبط معاني تلك الألفاظ وما يراد بها في القرآن الكريم.
Ø الضوابط التفسيرية.
الباب السابع:
1- أصول دراسة مسائل التفسير:
Ø ويبحث فيه أنواع المسائل التفسيرية، ومصادر بحث كلّ نوع منها،
Ø وطرق اختيار المراجع ،
Ø وكيفية استخلاص الأقوال، ومراتب التحقق من صحة نسبة الأقوال المنسوبة إلى الصحابة والتابعين،
Ø وتخريج الأقوال اللغوية،
Ø والفرق بين الأقوال المنصوصة والأقوال المستخرجة،
Ø وطرق جمع الأدلة والمرجّحات وتمييزها،
Ø وتحرير المسألة التفسيرية،
Ø والتنبيه على بعض علل التفسير.
الباب الثامن:
1- مسائل الخلاف القوي:
وهذا الباب من أنفع الأبواب لطالب علم التفسير، لأنّ ما سبق من الأبواب يجمعها وصف التأصيل والتنظير والتمثيل اليسير، وهذا الباب يعمد فيه المعلّم إلى جُمل من مسائل الخلاف القوي في التفسير فيشرحها للطالب شرحاً يطبّق فيه أصول التفسير؛ فيستفيد الطالب بالتطبيق والدراسة على أصعب ما في مسائل التفسير؛ حتى يضبطها جيّداً بإذن الله تعالى.
Ø وهذا الباب أفردت فيه مؤلفات كرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية "تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء".
Ø الدراسة التطبيقية المحررة لهذا النوع من المسائل قد تكون أنفع للطالب من كثير من التنظير.
الباب التاسع:
1- أساليب التفسير:
Ø والمراد بها طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين، وتقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين ومقام الحديث؛
Ø معرفة طالب العلم بأساليب تبليغ التفسير وإلقائه، والتعرّف على طرق العلماء في ذلك يفيده فوائد جليلة في حسن التأهّل لتدريس التفسير، والدعوة بالقرآن، وتبليغ معانيه لأنواع من المتلقين.
الباب العاشر:
1- شروط المفسّر وآدابه:
Ø ويبحث في هذا الباب شروط تصدّر المفسّر، والآداب الواجبة والمستحبة التي ينبغي للمفسّر أن يحسن معرفتها ويفقه مسائلها.
*********
فوائد دراسة أصول التفسير
علم أصول التفسير من العلوم الشريفة النافعة، ولدراسته فوائد جليلة يمكن إجمال أهمها فيما يلي:
1- إمداد الدارس بما يتمكّن به من معرفة مصادر التفسير وطرقه.
2- تعريف الدارس بأصول التعرف على المسائل التفسيرية وطرق دراستها .
3- تعريف الدارس بطرق معرفة الإجماع والخلاف ومراتب الخلاف، وطرق الجمع والترجيح والتعليل والرد.
4- تبصير الدارس بالأصول الضابطة لصحّة منهجه في التفسير، وما يقبل فيه الاجتهاد، وما لا يُقبل.
5- التعرف على الأدوات العلمية التي يتمكن بها من قياس جودة دراسته لمسائل التفسير، ومعرفة مواضع الخلل والتقصير، ومواضع الإجادة والإحسان.
6- التمرّن على أساليب التفسير والتعرف على طرق تبليغ معاني القرآن الكريم والدعوة إلى الله تعالى بما تعلّمه من التفسير.
7- تعريف الطالب بالشروط التي يجب أن تتحقق فيه قبل التصدّر للتفسير، والآداب التي عليه أن يتحلّى بها.

نشأة علم أصول التفسير
نشأ علم أصول التفسير في أصله مع علم التفسير؛ فهو مصاحب له غير مزايل له،
ü لا يكاد يخلو باب من أبواب أصول التفسير من هدى يُقتبس من الكتاب والسنة:
- ورد في كتاب الله تعالى من التنبيه على أصول مهمّة للهداية إلى معرفة مراد الله تعالى، والاهتداء بكتابه، وكيف تحيا به القلوب، وتستنير به الأبصار، وتنشرح به الصدور، وتُنال به العاقبة الحسنة ما ينبغي لطالب علم التفسير أن يقدره حقّ قدره ويعتني به حقّ العناية.
- هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير وبيانه لمعاني القرآن أحسن الهدي وأكمله،
- رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث شريفة مباركة في شأن طرق التفسير، وفي شأن الإسرائيليات، وفي الإجماع والخلاف، والتعلم والتعليم، وفي أساليب التذكير بالقرآن، وفي التنبيه إلى قواعد كلية في التفسير، وهذه كلها من أبواب أصول التفسير.
- تلقي الصحابة لعلم التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم تلقياً قائماً على أصول محكمة، وآداب جليلة، ورعاية نبوية كريمة.

وكانت تلك الأصول تدرك بأحد طريقين:
1- الطريق الأول:
ما أثر عنهم من الآثار التي فيها تنبيه على جمل من أصول التفسير، وقد روي عنهم في ذلك ما لو جمع بأمثلته وتقريراته لكان في جزء حسن؛ يفيد الدارس فوائد جمّة من غير تكلّف ولا تطويل.
ومن ذلك:
-
ما أثر عن ابن عباس في بيان طرق التفسير.
-
وما أثر عن علي وحذيفة من التنبيه على شروط المفسّر.
- وما أثر عن عليّ وابن مسعود في التنبيه على معرفة أسباب النزول وأحواله وترتيبه.
- وما أثر عن علي وابن عباس في تفسير القرآن بالقرآن.
- وما أثر عن جماعة من الصحابة في العناية بالتفسير النبوي.
- وما أثر عن جماعة من الصحابة من التنويه ببعض علماء الصحابة في التفسير؛ كتنويه عمر وابن مسعود بابن عباس، وتنويه ابن مسعود بمعاذ بن جبل، وتنويه عمر بأبيّ بن كعب، وتنويه عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص بابن مسعود، إلى غير ذلك مما يطول تقصّيه، وهذا التنويه لإرشاد المتعلّمين لأخذ العلم عنهم، وأن يعرفوا لهم قدرهم وفضلهم.
- وما أثر عن عمر وأبيّ بن كعب وابن عباس من الوصية بتعلم العربية، والإفادة منها في التفسير.
-
ومن ذلك أيضاً ما أثر عن عمر وابن عباس في شأن الإسرائيليات.
- وما أثر عن أبي بكر ومعاذ وابن مسعود في شأن الاجتهاد في التفسير.
- وما أثر عن ابن مسعود في شأن الخلاف بين الصحابة في التفسير.
-
وما أثر عن عمر وعثمان ومعاذ وابن مسعود وأبي الدرداء وأبي موسى الأشعري وابن عمر في شأن تعليم معاني القرآن.
- وما أثر عن ابن عباس من التفنن في أساليب التفسير.

2- الطريق الثاني:
أن يصحب التلميذ أحدهم مدّة حتى يتعلّم منه تلك الأصول مع ما يتعلّمه من مسائل التفسير؛ كما يتعلّم الهدي والعمل.
جمع جمل من الأصول لضبط منهج الاستدلال:
احتاج العلماء إلى ما جمع جُملٍ من الأصول التي يضبط بها منهج الاستدلال، حتى يصان من الخطأ، ويعرف به غلط الذين يتكلمون في هذا العلم بما لا يصح.
وكان من أحسن العلماء أثراً في هذا الجانب ثلاثة أئمة:
1-محمد بن إدريس الشافعي:(ت:204هـ)
ü فأحيا علم الحِجَاج،
ü وقعّد قواعد الاستدلال،
ü وبيّن ما يمكن أن يسمّى بأدوات المفسّر،
ü وأودع في كتبه - ولا سيما ما في الرسالة- من ذلك ما لو جُمع وأفرد وبيّن بأمثلته لكان من أنفع ما يدرسه طالب علم التفسير.
2-أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت:224هـ)
وهو أوّل من ألّف في القراءات، وله كتاب جليل القدر في معاني القرآن، وكلاهما مفقود.
ü جمع رحمه الله – فيما طبع من كتبه ولا سيما ما في فضائل القرآن - من الأحاديث والآثار في أبواب من أصول التفسير قدراً حسناً مباركاً.
ü وكان مع معرفته بالحديث والفقه حسن المعرفة بعلوم العربية، وله كلام حسن في ما يمكن أن يسمى بضوابط الاستدلال اللغوي.
ü ترك للأمّة من الكتب عدّة صالحة للتعلم وضبط مسائل العلم، يحتاجها العلماء في التفسير والحديث والفقه واللغة.

3- أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني(ت:241هـ)
فضائله كثيرة مشتهرة،
ü وقد نفع الله به في أصل الإيمان بالقرآن، وهو اعتقاد أنه كلام الله تعالى منزّل غير مخلوق، فثبت في محن وفتن شديدة متوالية؛ منها محنة القول بخلق القرآن، ثم فتنة اللفظية، ثم فتنة الواقفة، ثمّ فتنة الكلابية، وكان الثبات في تلك الفتن أمام قوم أصحاب جدال ومراء وشبهات كثيرة متنوّعة يتطلّب دراية واسعة وإحكاماً متيناً لأصول التفسير وضوابط القول فيه.
ü وقد روي عنه في مناظراته ومسائله ورسائله وردوده على المخالفين من ذلك ما اعترف له به العلماء بالإمامة في الدين، وحسن المعرفة، وقوّة الحجة، والثبات على الحق، والمنافحة عنه، حتى رفع الله قدره، وأعلى درجته، ونصر به السنة، فكان إماماً متّبعاً.
ü روى من الأحاديث والآثار فأكثر وأطاب، وكثر أصحابه وأتباعهم جداً، وانتشر علمه.

ü ثمّ أتى بعدهم بمدّة أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)؛
ü كتب جملاً نافعة تصلح أن تدوّن في أصول التفسير، ولا سيّما ما ذكره في كتابيه تأويل مشكل القرآن وتأويل مختلف الحديث.
ü كتب بعض المفسّرين في مقدّمات تفاسيرهم جُملاً من تلك الأصول ؛ كما فعل ابن جرير الطبري والثعلبي والماوردي والواحدي والبغوي وابن عطية والقرطبي، وبثوا في تفاسيرهم في هذا العلم آثاراً عن السلف.
ولبعضهم تطبيق حسن لأصول التفسير وقواعده، ولا سيّما ابن جرير وابن عطية.

6- ثم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية مقدّمته القيّمة الماتعة في التفسير ، وذكر فيها أصولاً مهمّة لدراسة مسائل التفسير، وأنواع الخلاف فيه، واحتمال اللفظ لأكثر من معنى، وكيف يعرف الخطأ في الدليل والاستدلال والمدلول، وأنواع وقوع الغلط في رواية بعض الثقات، وذكر مراتب المسائل التفسيرية، وضوابط الإجماع في التفسير، وطرق التفسير، وأحكام الإسرائيليات، وما تعرف به المناهج الباطلة في التفسير.
ü له رسائل أخرى عظيمة النفع في التعرف على أنواع الخلاف وأسبابه وطرق التعامل معه، ومن أنفع رسائله في ذلك "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" ،
ü وله جملة من الرسائل التفسيرية التي حرر فيها مسائل التفسير تحريراً أثرياً ولغوياً وأصولياً ؛ فكانت رسائله في التفسير تطبيقات لما حرره من القواعد والأصول الضابطة لدراسة مسائل التفسير.
7- وسار على طريقة شيخ الإسلام تلميذه ابن القيم فكانت رسائله في التفسير من أنفع الرسائل وأمتعها، وأحسنها ضبطاً وتحريراً ، وأغزرها فائدة علمية وسلوكية، وله في إعلام الموقعين، والصواعق المرسلة وبدائع الفوائد والتبيان تنبيهات عظيمة النفع على جمل من أصول التفسير.


8- ثم سار تلميذهما عماد الدين ابن كثير على طريقتهما ، وضمّن مقدّمة تفسيره جلّ المباحث التي ذكرها شيخ الإسلام في مقدمته، وزاد عليها زيادات قيّمة، وتنبيهات وتحريرات نفيسة.
وسار في ترجيحاته لكثير من المسائل على ما أخذه عنهما وما رجحاه في كتبهما، وكان له مزيد عناية بجمع الأحاديث والآثار عن السلف في التفسير.
9- كتب ابن جزي الكلبي(ت:741هـ) مقدّمة نافعة لتفسيره التسهيل.

المؤلفات في أصول التفسير
ثم تتابع العلماء على الكتابة في أصول التفسير وعلوم القرآن، وكان بين النوعين تداخل واشتراك في جملة من المسائل؛ وكان من أشهر ما ألّف في ذلك:
1: كتاب البرهان لبدر الدين الزركشي (ت:795هـ) وهو كتاب حافل في علوم القرآن، وتضمّن مباحث حسنة في أصول التفسير.
2: وكتاب مواقع العلوم لسراج الدين البلقيني (ت:824هـ)
3: وكتاب التيسير في قواعد علم التفسير لمحمد بن سليمان الكافيجي (ت:879هـ).
4: وكتاب التحبير في علوم التفسير لجلال الدين السيوطي (ت:911هـ).
5: وكتاب الإتقان له أيضاً، وهو من أجلّ كتبه.
6: وله أيضاً رسالة مختصرة في أصول التفسير ضمن كتابه النُّقاية وهو كالخلاصة لمباحث أربعة عشر علماً ، وله عليها شرح سمّاه "إتمام الدراية" ، ثم أفرد ما يتعلق بأصول التفسير وطبع بتحقيق الشيخ جمال الدين القاسمي (ت:1332هـ) وتعليقه، وكان قد نظمها الشيخ عبد العزيز بن علي الزمزمي (ت:976هـ) واشتهرت منظومته، وعليها شروح عديدة.
7:وكتاب "التكميل في أصول التأويل" للشيخ عبد الحميد الفراهي (ت:1349هـ).
8: وكتاب "القواعد الحسان لتفسير القرآن" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ).
9: ومقدمة التفسير للشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي (ت:1392هـ)، وهي رسالة مختصرة، وله عليها حاشية جيّدة.
10: مقدمة التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور(ت:1393هـ).

وهذه المؤلفات المتقدّمة قد تضمّنت مباحث قيّمة في أبواب من أصول التفسير، لكن لم ينفرد كتاب منها بجمع أبواب أصول التفسير.

إسهام علماء العصر في تحرير أصول التفسير
أدرك علماء العصر الحاجة إلى جمع مباحث هذا العلم الجليل، وترتيب أبوابه، وتحرير مسائله وتقريبها، فكانت لهم في ذلك أعمال مباركة مشكورة، ومؤلفات نافعة مشهورة، وما تزال الحاجة قائمة إلى السعي للوصول إلى الغاية المطلوبة.

وكانت الأعمال المبذولة في هذا المجال على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:شرح الكتب السابقة والتعليق عليها، وإعادة نشرها وتحقيقها، وإقامة الدورات العلمية لتدريسها.
أ: فشرحت مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية شروحاً كثيرة ومن أبرز شروحها:
1: شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
2: وشرح الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
3: وشرح الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
4: وشرح الشيخ: خالد بن عثمان السبت.
5: وشرح الشيخ: مساعد بن سليمان الطيار، شرحها مراراً ، ثم طبع شرحه في كتاب.

ب:وشرحت رسالة السيوطي في أصول التفسير التي أفردت من كتاب النقاية، كما شرح نظمها للزمزمي، ومن أشهر تلك الشروح:
1: شرح الشيخ محسن المساوي.
2:شرح الشيخ عبد الكريم الخضير.

ج:وشرحت القواعد الحسان للسعدي، ومن أبرز شروحها شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

د:وشرحت كذلك مقدّمة التفسير لابن قاسم، ومن أشهر شروحها:
1: شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري
2: وشرح الشيخ: وليد السعيدان.

والنوع الثاني: التأليف المفرد في أصول التفسير
حيث ألّفت رسائل وكتب في أصول التفسير من أهمّها وأشهرها:
1: أصول في التفسير للشيخ محمد بن صالح العثيمين، وهي رسالة مختصرة قررت على بعض المعاهد العلمية.
2: الوجيز في أصول التفسير للشيخ مناع القطان، وكان كتابه مقرراً دراسياً في المعاهد العلمية السعودية.
3: بحوث في أصول التفسير ومناهجه للشيخ فهد بن سليمان الرومي.
4: قواعد الترجيح عند المفسّرين للشيخ حسين الحربي.
5: قواعد التفسير وأصوله للشيخ خالد بن عثمات السبت
6: فصول في أصول التفسير للشيخ مساعد بن سليمان الطيار.
7:والتحرير في أصول التفسير له أيضاً.
8: الركيزة في أصول التفسير للشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري.
9: ومعالم في أصول التفسير للشيخ ناصر المنيع.
10:تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه للشيخ: علي العبيد.

والنوع الثالث:إفراد بعض أبواب أصول التفسير بالبحث والتأليف، ويكثر هذا في الرسائل العلمية.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
: نهاية ملخّص درس مقدمات في أصول التفسير :
وبالله التوفيق

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1437هـ/6-05-2016م, 07:13 PM
كريمة زيد كريمة زيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: حيثما زرعك الله أثمر
المشاركات: 95
افتراضي

ملخص درس البيان الإلهي للقرآن
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أول بيان للقرآن هو بيان منزّله جلّ وعلا، وهو تعالى الأعلم بمراده، وقد تكفّل ببيانه ، ويسّره للذكر، وأحكمه وفصلّه، وجعله بيانا وهدى وشفاء لما في الصدور.
أدلة من القرآن:
- قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه}
- وقال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} أي بيانا وتفصيلا، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن.
- وقال تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين} مفصلا: أي مبينا.
- وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ}
- وقال تعالى:{حم . والكتاب المبين}في مطلع سورتي الزخرف والدخان، وهذا إقسام من الله تعالى بالقرآن بصفة من أظهر صفاته وهو أنه قرآن مبين
وقد ضرب الله تعالى للناس في هذا القرآن من كلّ مثل، وصرّف لهم الآيات، وجعل كتابه نوراً مبيناً، وهادياً للتي هي أقوم، وفرقانا يفرق بين الحقّ والباطل، وعصمة من الضلالة لمن تمسّك به، ودعا إلى اتّباعه
الدليل:
قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
وقال تعالى:{فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}؛
وفي صريح دلالة قول الله تعالى:{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}

أنواع البيان الإلهي
البيان الإلهي للقرآن على أربعة أنواع:
●●النوع الأول: تفسير القرآن للقرآن●●
وهذا النوع منه ما هو صريح ومنه ما يدخله الاجتهاد.
التفسير الإلاهي: هو ما يدلّ على المعنى صراحة من غير التباس، كما في قول الله تعالى:{والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}
ففسّر الله تعالى المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب.
التفسير الاجتهادي: ما أصاب فيه المجتهد مراد الله تعالى، فقد وفق فيه لبيان الله للقرآن بالقرآن، وما أخطأ فيه أو أصاب فيه بعض المعنى دون بعض فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن.
وتفسير القرآن للقرآن على أنواع كثيرة؛ فمنه تفسير إحدى القراءات لغيرها، وقد قال مجاهد بن جبر رحمه الله: (لو كنت قرأت قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أن أسأل ابن عباسٍ عن كثيرٍ من القرآن مما سألت)رواه الترمذي.
ومنه تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح، ومنه بيان المجمل، وتقييد المطلق،وتخصيص العام؛ إلى غير ذلك من أنواعه التي تبحث في طرق التفسير.

●●النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي●●
وهو أن يرد في الأحاديث القدسية ما يبيّن مراد الله جلّ وعلا ببعض ما ورد في كتابه.

●●النوع الثالث: ما نزل من الوحي ●●
وهوما نزل من الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن، ومن ذلك الأخبار عن المغيّبات وتفصيل ما لا يُدرك إلا بتوقيف من الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم، فهذا منشؤه من الله تعالى، ولكن لأجل أن لفظه مؤدّى من النبي صلى الله عليه وسلم جرى استعمال أهل العلم على اعتباره من التفسير النبوي.
●●النوع الرابع: البيان القدري لبعض معاني القرآن●●
ويلحق بالبيان الإلهي ما يجعله الله من الآيات البينات الدالة على مراده؛ فيقدر أموراً يظهر بها المعنى الذي أراده وقد يكون وهم فيه من وهم، وأخطأ فيه من أخطأ.

والقرآن يصدّق بعضه بعضاً، يأتلف ولا يختلف، وما أُجمل منه في موضع بيّن في موضع آخر، أو أحيل إلى بيانه.
وقد أنزل الله تعالى كتابه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراطه المستقيم، وقد أحكم الله آياته وفصّلها وبيّنها ليتدبّرها من تبلغه ويتفكّر فيها، وأمر بتدبّر آياته،
الدليل:
قال تعالى:{أفلا يتدبرون القرآن}
وقال:{أفلم يدبروا القول}
وقال:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آيات}
وما كان الناس لينتفعوا بتدبّره لولا ما فيه من البيان والهدى، ولا سيما في القضايا الكبار التي تكرر بيانها والتأكيد عليها من توحيده جل وعلا واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالبعث بعد الموت، والحساب والجزاء، والجنة والنار، والتصديق بما أخبر الله به، والتفكّر فيما ضربه من الأمثال.
وقال تعالى :{بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون}.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
: نهاية ملخّص درس البيان الإلاهي للقرآن :

وبالله التوفيق


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1437هـ/6-05-2016م, 07:15 PM
كريمة زيد كريمة زيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: حيثما زرعك الله أثمر
المشاركات: 95
افتراضي

ملخص درس البيان النبوي للقرآن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


●●نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مع أمره بتبليغه وبيانه ●●
أنزل الله عزّ وجلّ كتابه الكريم على أفصح العرب لسانا، وأحسنهم بيانا، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم نصحاً، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يبلّغه البلاغ المبين؛
الدليل:
- قال الله تعالى:{يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين}
- وقال تعالى:{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}
- وقال تعالى:{وما على الرسول إلا البلاغ المبين}
والبلاغ المبين هو الذي يُعقل معناه ويعرف مراد صاحبه، فتقوم به الحجة، ويُهدى به إلى الحق، ويكشف به زيف الباطل.
●●نزول القرآن بلسان عربي مبين ●●
بعث الله نبيّه في أمّة أميّة، عربٍ أقحاح، أولي فصاحة وبيان، ومعرفة بفنون الخطاب وأساليبه، ودلائله ولوازمه، وأنزل القرآن بلسان عربي مبين، ليعقلوا معاني خطاب الله لهم، ويعرفوا مراده، وليدبّروا آياته، وليتفكروا فيما صرّف لهم فيه، ويعقلوا ما ضرب لهم من الأمثال، حتى يتبصروا به ويهتدوا.
الدليل:
قال الله تعالى:{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (19)}
وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
●● تأدية الرسول للأمانة كما أمره الله عز وجل ●●
قام النبي صلى الله عليه وسلم بما أمره به ربّه خير قيام، فدعا إلى الله على بصيرة، وتلا عليهم آياتهم، وبيّن لهم أحسن البيان، وبشّر وأنذر، ووعظ وذكّر، وكشف شبهات المشبّهين، ودحض حجج المبطلين، وجاهد في الله حقّ جهاده حتى أتاه اليقين.
الدليل:
- قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)}.
- وقال تعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}

قضى النبي صلى الله عليه وسلم حياته من بعثته إلى موته صلى الله عليه وسلم في تبليغ ما أنزل الله إليه بلاغاً مبيناً، فدعا المخالفين من المشركين واليهود والنصارى والمنافقين وحذّرهم وأنذرهم، وتلا عليهم من آيات الله ما يكفي ويشفي لمن أراد أن يتّبع الهدى، وأجاب على أسئلتهم ومعارضاتهم بما أنزل الله إليه وما أمره به.
وعلّم من اتّبعه من المؤمنين أمور دينهم، وتلا عليهم آيات الله، وعلّمهم الكتاب والحكمة، وزكّاهم وبصّرهم، وأنذرهم وبشّرهم، وكان يجالس أصحابه ويعلمهم القرآن، ويخطب فيهم الخطب، وربّما سألهم عن بعض معاني القرآن ليختبر ما عندهم من العلم، فيقرّ المصيب، ويعلّم الجاهل، ويرشد المسترشد.
فأرشد إلى الأخذ عن القراء من أصحابه، وبين فضيلة علماء الصحابة وفقهائهم، ونوّه بذكرهم، وأمر بالاجتماع والاتّباع، ونهى عن الفرقة والاختلاف، ونصح للأمة حتى قبضه الله إلى الرفيق الأعلى وقد أتم الله به النعمة، وأكمل به الدين، وترك أمّته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
فصلى الله عليه وسلم، وجزاه عنا خير ما جزى نبيّا عن أمّته.

أنواع البيان النبوي للقرآن:
بيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن كان على أنواع:
النوع الأول :تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي المبين، ومن دلائل هذا البيان أنه كان يتلو القرآن؛ فيسمعه من يسمعه ويفهمون من دلائل خطابه ما يعرف أثره عليهم، حتى إنّه منهم من يسلم بمجرّد استماعه إلى التلاوة؛ ومنهم من يظهر منه الانبهار بفصاحته وبيانه وإن لم يسلم، ومنهم من يظهر منه فهم المراد ومواصلة العناد، ومنهم من يسأله عن بعض ما يشكل عليه.

النوع الثاني: ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم، وما وقع بينه وبين المخالفين من الخصومات والمجادلات، وما دحض الله به حجج المبطلين؛ فإنّ فقه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تعين على فهم القرآن.

النوع الثالث: ما يكون بيانه بالعمل به؛ كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم، وقال لأصحابه: (صلوا كما رأيتموني أصلي) متفق عليه من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.

النوع الرابع: ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم تفسير بعض الآيات، وبيان المراد بها، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى}قال:(لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني

النوع الخامس:جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن، وما يوردونه من الشبه والاعتراضات، وهذا أمثلته كثيرة.

النوع السادس:جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن.
كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها»

النوع السابع: تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله تعالى.

النوع الثامن:التفسير المتلقّى بالوحي مما فيه بيان بعض المعاني التي لا تُدرك إلا بوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات ونحوها، وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي.

تعليم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لأصحابه
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه القرآن تعليماً يحفظون به ألفاظه، ويعقلون به معانيه، ويهتدون به إلى صراط الله المستقيم.
وكان لبعض الصحابة من حسن الحفظ والفهم وجودة التلقّي والحرص على العلم ما كان سبباً في رفعتهم، وتقريب النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وتنويهه بذكرهم، وإرشاده إلى الأخذ عنهم؛ فكانوا يتلقّون القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتحفظه صدورهم، وتعيه قلوبهم، ويتفقهون فيه ويتدبّرونه ويعلّمونه لإخوانهم؛ حتى كثر تدارس القرآن، ولم يُقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن طائفة من أصحابه، وحتى اكتملت كتابة آياته في صحف مكرّمة لدى أصحابه؛ فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات وقد حُفظ القرآن في الصدور وفي السطور، وعقل أصحابه معانيه، ودرسوا ما فيه.
وقد ورد في شأن تعلم القرآن وتعليمه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وآثار منها:
1-ما رواه مسروق بن الأجدع الهمداني قال: ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم، مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب».متفق عليه.
2- ما رواه الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئه»، فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ومنها: ما رواه ابن جرير الطبري من طريق الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
3-حماد بن نجيح، عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله البجلي قال: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا»رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن ماجه في سننه.
4-زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف الشيباني، قال: سمعت ابن عمر، يقول: «لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدثنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل». ومنها: ما رواه الطحاوي والحاكم والبيهقي.
5-عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل).رواه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وابن سعد في الطبقات.
وفي لفظ ابن جرير: (فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا).
وزاد ابن سعد: (وإنه سيرث القرآن بعدنا قوم ليشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم بل لا يجاوز هاهنا ووضع يده على الحلق).
والذين أخذ عنهم أبو عبد الرحمن السلمي القراءة: عثمان وعلي وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.

هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟
قال الله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}
فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربّه بياناً تاماً رضيه الله عزّ وجل، وأقام به الحجّة على خلقه، لكن كان بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع سبق تفصيلها، ولا يقتضي ذلك أن يستغرق كلّ نوع منها جميع آيات القرآن؛ بل يكفي أن يحصل بمجموع تلك الأنواع بيان شامل، وإن تفاوت الناس في معرفته وإدراكه.

- قال ابن كثير: (.... فإن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله، كما صرح بذلك ابن عباس).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
: نهاية ملخّص درس البيان النبوي للقرآن :
وبالله التوفيق

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 رجب 1437هـ/6-05-2016م, 07:17 PM
كريمة زيد كريمة زيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: حيثما زرعك الله أثمر
المشاركات: 95
افتراضي

ملخص درس دراسة التفسير عند الصحابة رضوان الله عليهم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



●● قيام الصحابة بما أمرهم الله خير قيام ●●
قد رضي الله عنهم، ورضيهم لصحبة نبيّه، وحَمْلِ أمانة دينه، وتبليغ شرعه، والجهاد في سبيله، فكانوا قائمين بما أمرهم الله به خير قيام، مجتمعين على الحقّ والهدى،
الدليل:
أثنى الله عليهم بقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) }
وكان لصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم، وشهودهم وقائع التنزيل، وحسن معرفتهم بدعوته صلى الله عليه وسلم، ومشاركتهم فيها ، ونزول القرآن بلسانهم، وعلى ما يعهدون من فنون الخطاب ، كان لكل ذلك أثر عظيم في معرفتهم بمعاني القرآن.
وكان من الصحابة قراء وفقهاء وقضاة ومعلّمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده.
وكان لبعضهم اختصاص بالنبي صلى الله عليه وسلم في بعض شؤونه؛ فمنهم من أطال صحبته في مكة والمدينة وفي غزواته وأسفاره وكثير من شؤونه كأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم، وبقيّة العشرة، ثم بقيّة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، الذين جاهدوا معه حقّ الجهاد.
ومنهم من اختصّ بخواصّ شؤونه كأزواجه أمّهات المؤمنين اللاتي تتلى في بيوتهنّ آيات الله والحكمة، وكمواليه والمعتنين بخدمته صلى الله عليه وسلم كبلال بن رباح وأنس بن مالك.
ومنهم من كان له فضل عناية بتلقّي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وإقرائه للصحابة وكثرة تلاوته كأبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي الدرداء ومجمّع بن جارية وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وغيرهم.

طرق الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه:
كان للصحابة طرق في تدارس معاني القرآن وتعلّمه وتعليمه منها:
1-طريقة الإقراء والتعليم.
-
عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن).رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
وكان المتصدّرون للإقراء من الصحابة علماء في التفسير، ومحلّ للأسوة والاقتداء، ولم يكن تعليمهم للقرآن مقتصراً على مجرّد أداء الحروف، بل كان تعليما لحروفه ومعانيه، وتفقيها في أحكامه، وإرشاداً لمواعظه وزواجره وآدابه، ولذلك قال أنس بن مالك: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا)رواه الإمام أحمد، وأصل الحديث في الصحيحين.
(جَدَّ فينا)أي: عظم شأنه، وارتفع قدره.
وذكر مالك في الموطّأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر«مكث على سورة البقرة، ثماني سنين يتعلمها»
ومضى ذكر بعض الأحاديث والآثار في هذا الباب.
قال أبو جعفر الطحاوي: (فكان فيما روينا كيفية تعليم الناس القرآن، وكيفية أخذهم إياه، وفي ذلك من المشقّة على من كان يُعلِّمه، وعلى من كان يتعلَّمه ما لا خفاء به على سامعي هذه الآثار).
2-طريقة القراءة والتفسير
- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" ). رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير.

3-طريقة السؤال والجواب:
يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم، وأثنى على علمهم، وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب، ومن أمثلة ذلك:
أ: ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية:{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ، قال: فقال أبو بكرٍ: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ".
ب:ما رواه البخاري ومسلم من طريق أبي بشر اليشكري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟
فقال عمر: إنه من قد علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم؛ فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم.
قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}؟
فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا، وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا.
فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا.
قال: فما تقول؟
قلت: «هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له»قال: {إذا جاء نصر الله والفتح} «وذلك علامة أجلك»{فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}فقال عمر: «ما أعلم منها إلا ما تقول».
ج:قال السيوطي: (أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذٍ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار}فقالوا: نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها.
فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال: تبا لكم، وكان حديداً وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار).

4-طريقة التدارس والتذاكر
وقد علموا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدارسه، ففي صحيح مسلم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
وكان لتدارسهم القرآن أثر في استثارة معانيه والتفقه فيه، والوقوف على عجائبه.
-
قال عبد الله بن دينار: كان عمر بن الخطاب يسأل ابن عباس عن الشيء من القرآن ثم يقول: «غص غواص»رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
-
وروى أبو إسحاق، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين». رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والطبراني في المعجم الكبير واللفظ له.
وفي لفظ عند المروزي في "قيام الليل": «إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين»
والمراد بإثارة القرآن بحث معانيه والتفكّر فيه وتدارسه.
قال شمر بن حمدويه الهروي: (تثوير القرآن: قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه).
-
قال شعبة: سمعت علي بن الحكم، يحدث عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدوا يتحدثون كان حديثهم الفقه، إلا أن يأمروا رجلا فيقرأ عليهم سورة، أو يقرأ رجل سورة من القرآن» رواه ابن سعد في الطبقات.
وفقههم إنما كان في نصوص الكتاب والسنة.

5-تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية
- عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.

6-الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن.
- عن ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ}من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين). رواه النسائي في السنن الكبرى.
وفي رواية أن قدامة قال: لو شربت كما يقولون ما كان لكم تجلدوني، فقال عمر رضي الله عنه: لم؟ قال قدامة: قال الله عز وجل: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا} الآية، قال عمر رضي الله عنه: أخطأت التأويل , إن اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك).
-
وقال سعيد بن المهلب: حدثني طلق بن حبيب قال: كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة، حتى لقيت جابر بن عبد الله، فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله تعالى فيها خلود أهل النار؛ فقال: يا طلق، أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟
قال: فاتضعت له، فقلت: لا والله، بل أنت أقرأ لكتاب الله مني، وأعلم بسنته مني.
قال: إن الذين قرأت هم أهلها، هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا فعذبوا، ثم أخرجوا منها ثم أهوى بيديه إلى أذنيه، فقال: صُمَّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرجون من النار بعدما دخلوا". ونحن نقرأ كما قرأت: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم (38) فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم (39) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير (40) }). رواه الإمام أحمد في مسنده وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير، واللالكائي في أصول السنة.

7-الدعوة بالقرآن
فكانوا يدعون إلى الله عزّ وجلّ بالقرآن، ويبيّنون للناس ما أنزل الله فيه، بأساليب حسنة فيها تفسير وتقريب، وترغيب وترهيب، وإرشاد وتبصير.
وقد قال الله تعالى: {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد}، وقد تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكير بالقرآن وآدابه.
-
قال مالك بن سعيد بن الحسن: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت). رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
-
ومما حُفظ من خطبته تلك ما رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق ابن كاسب الكوفي، عن الأعمش، عن شقيق قال: " سمعت ابن عباس وكان على الموسم فخطب الناس ثم قرأ سورة النور فجعل يفسرها {الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري}، ثم قال: النور في قلب المؤمن وفي سمعه وبصره مثل ضوء المصباح كضوء الزجاجة، كضوء الزيت{أو كظلمات في بحر لجي}والظلمات في قلب الكافر كظلمة الموج كظلمة البحر كظلمات السحاب. فقال صاحبي: ما رأيت كلاما يخرج من رأس رجل!! لو سمعت هذا الترك لأسلمت ".
قال مجاهد: «كان ابن عباس إذا فسر الشيء رأيت عليه نورا»رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.

8-مناظرة المخالفين وكشف شبههم
كما في مناظرة ابن عباس للخوارج، والقصة مذكورة بطولها في مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وغيرها.

9-إجابة السائلين عن التفسير
وأمّا إجاباتهم لأسئلة السائلين عن معاني القرآن؛ فكثيرة جداً.
-
قال عطاء بن أبي رباح: «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
-
وقال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش:لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد.

10-اجتهاد الرأي
وكان من علماء الصحابة من يجتهد رأيه في التفسير – عند الحاجة - إذا لم يجد نصّاً، وكانوا أقرب الأمة إلى التوفيق للصواب، وذلك مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). رواه ابن جرير.
وهذا الاجتهاد من أبي بكر قد أصاب فيه رضي الله عنه، وهذا من دلائل حسن اجتهاده، وأدبه في الاجتهاد؛ فإنّه بيّن للصحابة أنه رأي يحتمل الصواب والخطأ عنده، وأنّه إن كان خطأ فالله برئ منه لا يصح أن يُنسب إليه خطأ على أنّه مراده.
ودليل إصابته ما في الصحيحين من حديث محمد بن المنكدر أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: مرضت مرضاً، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، وأبو بكر، وهما ماشيان، فوجداني أغمي علي؛ فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي، فأفقت؛ فإذا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي، كيف أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء، حتى نزلت آية الميراث {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}.
وفي رواية عند مسلم فقلت: «يا رسول الله، إنما يرثني كلالة، فنزلت آية الميراث».
فقد يكون مستند أبي بكر في اجتهاده علمه بسبب النزول، وغاب عنه قول جابر للنبي صلى الله عليه وسلم"إنما يرثني كلالة"، أو أن القصة رويت بالمعنى.

●● سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم ●●
مما أورده ابن سعد في طبقاته:
-كان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم. ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
-كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن الحضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم، فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن العباس، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، ونظرائهم.
وكل هؤلاء كان يعدّ من فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يلزمون رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيرهم من نظرائهم، وأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان وسهل بن سعد الساعدي وعبد الله بن يزيد الخطمي ومسلمة بن مخلد الزرقي وربيعة بن كعب الأسلمي وهند وأسماء ابني حارثة الأسلميين، وكانا يخدمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمانه.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
: نهاية ملخّص درس دراسة التفسير عند الصحابة رضوان الله عليهم :
وبالله التوفيق

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir