مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم

[محمد مرتضى]

1- أقسام العلوم الشرعية
اقتباسا من نونية ابن القيم فقد قسم العلوم الشرعية النافعة إلى ثلاثة أقسام باعتبار أصول موضوعاتها؛ فهي إما أن تكون علمية متوقفة على الإيمان والتصديق الذي هو الاعتقاد وإما عملية مبناها على اتباع الهدى وهو الأمر والنهي، وإما أن يكون بيان حكم متبع مكلف وهو جزاء عمله في الدنيا والآخرة.
أما باعتبار والوسيلة والمقصد فتنقسم العلوم الشرعية إلى قسمين:
١- علوم المقاصد وهي العلوم المتصلة بالإعتقاد، والأمر والنهي والفقه في الدين الذي يتضمن التفسير والحديث والسيرة والآداب الشرعية.
٢- علوم الآلة وهي العلوم التي تعين على دراسة علوم المقاصد ومن ذلك علوم اللغة بفنونها اثنا عشرة وأصول الفقه، وأصول التفسير ومصطلح الحديث.
2- المراد بظاهر العلم وباطنه

أما ظاهر العلم فهو ما يحصله الطالب من دراسة أبوابه ومسائله وتقييد قواعده. وباطن العلم ما يلد ظاهر العلم في القلب من ثمرات التطبيق من الخشية واليقين والبصيرة في الدين
3- بيان أهمية العمل بالعلم

لا يسعنا المجال لذكر النصوص الكثيرة التي نصت على أهمية العمل بالعلم وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل فنعم أجر العاملين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في أول من تسعر بهم النار أنه يقال لقارئ القرآن: ماذا عملت فيما علمت؟ فمن علم شيئا ولم يعمل به كان علمه بذلك الشيء حجة عليه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد. ومن ذلك حرص السلف على هتف العلم بالعمل وألفوا في الشأن مؤلفات عديدة.
4- كيف يتخلص الطالب من آفة الرياء
إدراك الطالب أنه ما في أحد مدحه وذم يؤثر إلا الله تعالى يعينه على الإخلاص فيطلب العلم لوجه الله تعالى فيرفع الجهل عن نفسه وعن غيره ويعمل بما علم. ومما يعين على ذلك هو الإلحاح في الدعاء أن يعينه على إخلاص النية فالخير كله بيده سبحانه وتعالى.
5- رسالة مختصرة
اعلم رحمك الله تعالى أن إصابة الوسوسة من الشيطان ليس دليلا على ترك طلب العلم فقد جلقنا الله جل وعلا ليبلونا أينا أحسن عملا فالمؤمن بالله يكون في المجاهدة والمكابدة ليطرح الشيطان من أعماله. ولذلك نعبد الله تعالى بين الخوف والرجاء. فإذا أصاب الشيطان منك بالوسوسة وسلمت له فقد غلبك فتماد في طلب العلم لإغام العداء الذي هو الشيطان.