دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 شوال 1439هـ/8-07-2018م, 02:01 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

المجموعة الثانية.
1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.

الفوائد السلوكية :
1/ المسارعة إلى الإستجابة لله وللرسول ففيها الخير الكثير
2/ الخضوع لله والرضى بأقداره في السراء والضراء
3/ حسن التوكل على الله والظن فيه ، فهو خير وكيل
4/ المؤمن لن يصيبه إلا ماكتب الله له ، لو اجتمعت الإنس والجن عل أن يضروه بشيء لم يكتبه له فلن يضروه ، فليرضى بأقداره ويتوكل عليه.
5/ وعد الله سبحانه لمن يتوكل عليه بالرضا والنعمة والفضل العظيم.
6/ بيان من الله سبحانه ، عند الخوف ووقوع الظلم ، قول حسبنا الله ونعم الوكيل.
7/مكر وكيد الشيطان ضعيف ، وليس له إلا التخويف فحذر سبحانه منه ،وأمر بالإيمان والخوف منه وحده .

2/ حرّر القول في المخاطب في قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
اختلف المفسرون وورد فيها أقوال منها :
1/ الخطاب للمؤمنين، ذكره ابن عطية قولاً لمجاهد وابن جريج وابن إسحاق وغيرهم.
والمعنى: ما كان الله ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين مشكلا أمرهم، يجري المنافق مجرى المؤمن، ولكنهم ميز بعضهم من بعض.
2/وقيل الخطاب للكفار ، قاله قتادة والسدي: الخطاب للكفار، لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضّلالة.
والمعنى: حتى يميز المؤمنين من الكافرين بالإيمان والهجرة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: يقول للكفار لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة حتى يميز الخبيث من الطيب فميز بينهم في الجهاد والهجرة.
3/ المسلمون جميعاً ، بمافيهم المنافق ،ذكره ابن عاشور بقوله :أيْ مِنَ اخْتِلاطِ المُؤْمِنِ الخالِصِ والمُنافِقِ، فالضَّمِيرُ في قَوْلِهِ أنْتُمْ عَلَيْهِ مُخاطَبٌ بِهِ المُسْلِمُونَ كُلُّهم بِاعْتِبارِ مَن فِيهِمْ مِنَ المُنافِقِينَ.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: ميز بينهم يوم أحد، المنافق من المؤمن.
وذكر الألوسي أن الخِطابُ عَلى ما يَقْتَضِيهِ الذَّوْقُ لِعامَّةِ المُخْلِصِينَ، والمُنافِقِينَ؛ فَفِيهِ التِفاتٌ في ضِمْنِ التَّلْوِينِ، والمُرادُ بِما هم عَلَيْهِ اخْتِلاطُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ.

2: فسّر بإيجاز قول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
قال تعالى :(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) .
في هذه الآية إخبار عام من الله سبحانه ، بأن كل نفس مخلوقة لابد لها من الفناء والموت بتقدير الله ، كقوله: {كلّ من عليها فان ) ، فجميع مخلوقات الله من ملائكة وإنس وجن ، مصيرها الفناء والموت بأمر الله ، فالإخبار بهذه الآية عام وخص به كل مفترٍ متكبرٍ على الله ورسوله ، بأن مآلك ورجوعك إلى الله سبحانه ،فتوفى أجرك من غير زيادة أو نقصان
قال تعالى :(وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ )
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ موضع سوطٍ في الجنّة خيرٌ من الدّنيا وما فيها اقرءوا إن شئتم: {فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدّنيا إلاّ متاع الغرور}.
فيخبر الله سبحانه ، أن العبد يوفى أجره لاينقص منه شيئاً إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، فلايظلم مثقال ذرة ، فمن أكرم بزحزحته من النار ،فقد فاز وظفر وإكرم بهذا الخير العظيم ، ونجا من العذاب الشديد ،
قال تعالى :( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ).
هذه الآية تصغير وتحقير لشأن الدنيا ، وأنها متاع مؤقت ، لابد لها من تارك ، وزوال وفناء ، فما أعظمه من تشبيه ،بقوله (متاع الغرور ) ، فالراعي يتزود بمتاع قليل عند رعيه ، لكن هذا المتاع لن يكفيه بالسفر فهو قليل لايكفي ، وكذلك الدنيا مهما طال الأمد بها ، ولهثت النفس بزينتها وزخرفها ،فلابد لها من زوال وفناء ، فالمحظوظ الذي لم يركن ويسكن إليها ، فهو لابد عنها راحل إما لجنة أو لنار والعياذ بالله.
والغرور صفة من صفات الشيطان ،يغوي بها ابن آدم حتى يصرفه عن الخير والعمل الصالح ، ويغره في هذه الدنيا وزينتها والإلتفات لها .
والمجمل العام للآية ،هي التسلية وبعث الطمأنينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لايغرك ولايحزنك انصرافهم وبغيهم ، فمردهم ورجوعهم إلى الله ،فتوفى كل نفس ماكسبت لاتظلم شيئاً.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 شوال 1439هـ/12-07-2018م, 02:21 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية.
1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.

الفوائد السلوكية :
1/ المسارعة إلى الإستجابة لله وللرسول ففيها الخير الكثير
2/ الخضوع لله والرضى بأقداره في السراء والضراء
3/ حسن التوكل على الله والظن فيه ، فهو خير وكيل
4/ المؤمن لن يصيبه إلا ماكتب الله له ، لو اجتمعت الإنس والجن عل أن يضروه بشيء لم يكتبه له فلن يضروه ، فليرضى بأقداره ويتوكل عليه.
5/ وعد الله سبحانه لمن يتوكل عليه بالرضا والنعمة والفضل العظيم.
6/ بيان من الله سبحانه ، عند الخوف ووقوع الظلم ، قول حسبنا الله ونعم الوكيل.
7/مكر وكيد الشيطان ضعيف ، وليس له إلا التخويف فحذر سبحانه منه ،وأمر بالإيمان والخوف منه وحده .

2/ حرّر القول في المخاطب في قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
اختلف المفسرون وورد فيها أقوال منها :
1/ الخطاب للمؤمنين، ذكره ابن عطية قولاً لمجاهد وابن جريج وابن إسحاق وغيرهم.
والمعنى: ما كان الله ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين مشكلا أمرهم، يجري المنافق مجرى المؤمن، ولكنهم ميز بعضهم من بعض.
2/وقيل الخطاب للكفار ، قاله قتادة والسدي: الخطاب للكفار، لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضّلالة.
والمعنى: حتى يميز المؤمنين من الكافرين بالإيمان والهجرة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: يقول للكفار لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة حتى يميز الخبيث من الطيب فميز بينهم في الجهاد والهجرة.
3/ المسلمون جميعاً ، بمافيهم المنافق ،ذكره ابن عاشور بقوله :أيْ مِنَ اخْتِلاطِ المُؤْمِنِ الخالِصِ والمُنافِقِ، فالضَّمِيرُ في قَوْلِهِ أنْتُمْ عَلَيْهِ مُخاطَبٌ بِهِ المُسْلِمُونَ كُلُّهم بِاعْتِبارِ مَن فِيهِمْ مِنَ المُنافِقِينَ.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: ميز بينهم يوم أحد، المنافق من المؤمن.
وذكر الألوسي أن الخِطابُ عَلى ما يَقْتَضِيهِ الذَّوْقُ لِعامَّةِ المُخْلِصِينَ، والمُنافِقِينَ؛ فَفِيهِ التِفاتٌ في ضِمْنِ التَّلْوِينِ، والمُرادُ بِما هم عَلَيْهِ اخْتِلاطُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ.

2: فسّر بإيجاز قول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
قال تعالى :(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) .
في هذه الآية إخبار عام من الله سبحانه ، بأن كل نفس مخلوقة لابد لها من الفناء والموت بتقدير الله ، كقوله: {كلّ من عليها فان ) ، فجميع مخلوقات الله من ملائكة وإنس وجن ، مصيرها الفناء والموت بأمر الله ، فالإخبار بهذه الآية عام وخص به كل مفترٍ متكبرٍ على الله ورسوله ، بأن مآلك ورجوعك إلى الله سبحانه ،فتوفى أجرك من غير زيادة أو نقصان
قال تعالى :(وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ )
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ موضع سوطٍ في الجنّة خيرٌ من الدّنيا وما فيها اقرءوا إن شئتم: {فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدّنيا إلاّ متاع الغرور}.
فيخبر الله سبحانه ، أن العبد يوفى أجره لاينقص منه شيئاً إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، فلايظلم مثقال ذرة ، فمن أكرم بزحزحته من النار ،فقد فاز وظفر وإكرم بهذا الخير العظيم ، ونجا من العذاب الشديد ،
قال تعالى :( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ).
هذه الآية تصغير وتحقير لشأن الدنيا ، وأنها متاع مؤقت ، لابد لها من تارك ، وزوال وفناء ، فما أعظمه من تشبيه ،بقوله (متاع الغرور ) ، فالراعي يتزود بمتاع قليل عند رعيه ، لكن هذا المتاع لن يكفيه بالسفر فهو قليل لايكفي ، وكذلك الدنيا مهما طال الأمد بها ، ولهثت النفس بزينتها وزخرفها ،فلابد لها من زوال وفناء ، فالمحظوظ الذي لم يركن ويسكن إليها ، فهو لابد عنها راحل إما لجنة أو لنار والعياذ بالله.
والغرور صفة من صفات الشيطان ،يغوي بها ابن آدم حتى يصرفه عن الخير والعمل الصالح ، ويغره في هذه الدنيا وزينتها والإلتفات لها .
والمجمل العام للآية ،هي التسلية وبعث الطمأنينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لايغرك ولايحزنك انصرافهم وبغيهم ، فمردهم ورجوعهم إلى الله ،فتوفى كل نفس ماكسبت لاتظلم شيئاً.
عذراً. على نسيان الترجيح بينهما ، بسبب العجلة.
فالراجح من هذه الأقوال :
هو ماعليه أكثر المفسرون هم المؤمنون ويدخل فيهم المنافقون ، قال ابن عاشور :(أيْ مِنَ اخْتِلاطِ المُؤْمِنِ الخالِصِ والمُنافِقِ، فالضَّمِيرُ في قَوْلِهِ أنْتُمْ عَلَيْهِ مُخاطَبٌ بِهِ المُسْلِمُونَ كُلُّهم بِاعْتِبارِ مَن فِيهِمْ مِنَ المُنافِقِينَ.
فالمؤمنون مختلط بهم المنافقون ، ظاهرهم العبادات ، وباطنهم الحقد والكراهية ، فدلالة السياق في هذه الآية تدل عليهم ،بقوله ( ماأنتم عليه ) ، رجحه ابن جرير وأكثر المفسرين ، والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ذو القعدة 1439هـ/13-07-2018م, 08:21 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة آل عمران

1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.
1-سرعة الاستجابة لأوامر الله سبحانه وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم مهما كان في هذه الأوامر من مشقة على النفس ، واليقين بأنه لن يضيع أجر هذه الاستجابة عند الله سبحانه ، قال تعالى : (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم) .
2-التوكل على الله سبحانه ، والاستعانه به في كل الأمور ، وعدم الخوف إلا منه سبحانه ، قال تعالى : (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )
3-الاعتقاد بأن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ، فالحرص على زيادته من وسائل تثبيت النفس عند الشدائد ، قال تعالى : (فزادهم إيمانا) .
4-اليقين بأنه عند حسن التوكل على الله يكفينا الله ما أهمنا ويرد عنا كيد عدونا ، ونحوز نعمة الله سبحانه ورضوانه وفضله ، قال تعالى : (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)
5-معرفة أن التخويف من غير الله يكون من الشيطان ليثبط المؤمنين ، فيجب الحذر من الوقوع في ذلك ، قال تعالى : (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه )
6-معرفة أن الشيطان يخوف أولياؤه من الكفار والمنافقين ، فلا يجب على المؤمن الخوف منه لأنه ليس بولي له ، قال تعالى : (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)

المجموعة الثانية
حرر القول في المخاطب في قوله تعالى : (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)
اختلف في أسباب نزول هذه الآية كالتالي :
أولا : أن قريشا قالت : تزعم يا محمد أن من اتبعك فهو في الجنة ، ومن خالفك فهو في النار ؟ ، فأخبرنا بمن يؤمن بك وم لا يؤمن ، فنزلت الآية ، وهذا قول ابن عباس
ثانيا : أن المؤمنين سألوا أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمن والمنافق ، فنزلت الآية ، وهذا قول أبي العالية .
ثالثا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عرضت علي أمتي ، وأعلمت من يؤمن بي ، ومن يكفر ، فبلغ ذلك المنافقين فاستهزؤوا وقالوا : فنحن معه ولا يعرفنا ، فنزلت الآية ، وهذا قول السدي
رابعا : أن اليهود قالوا : يا محمد قد كنتم راضين بديننا ، فكيف بكم لو مات بعضكم قبل نزول كتابكم ؟ فنزلت الآية ، وهذا قول عمر مولى غفرة
خامسا : أن قوما من المنافقين ادعوا أنهم في إيمانهم مثل المؤمنين ، فأظهر الله نفاقهم يوم أحد ، وأنزل الآية ، وهذا قول أبي سليمان الدمشقي .
واختلف المفسرون في المخاطب بالآية على آقوال :
القول الأول : الخطاب للمؤمنين ، وهذا قول مجاهد وابن جريج وابن إسحاق .
ويكون المعنى : على ما أنتم عليه أيها المؤمنون من اختلاطكم بالمنافقين ، وإشكال أمرهم وإجراء المنافق مجرى المؤمن ، ولكنه ميزكم عن بعض بما ظهر منكم يوم أحد.
تخريج قول مجاهد :
رواه محمد بن نصر الرملي ، وابن جرير الطبري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : فيسم الصادق بإيمانه من الكاذب .
تخريج قول ابن جريج
رواه ابن جرير الطبري عن القاسم عن الحسين عن حجاج عن ابن جريج قال : ليبين الصادق بإيمانه من الكاذب .
تخريج قول ابن اسحاق
رواه ابن جرير عن ابن حميد عن سلمة عن ابن اسحاق قال : اي المنافق .

القول الثاني : الخطاب للكفار ، قاله قتادة والسدي .
ويكون المعنى : على ما أنتم عليه أيها الكفار من اختلاطكم بالمؤمنين
تخريج قول قتادة :
رواه ابن جرير وعبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : حتى يميز الكافر من المؤمن
ورواه ابن أبي حاتم عن عن محمد بن يحيى عن العباس عن يزيد عن سعيد عن قتادة قال : يعنى الكفار يقول : لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة .
تخريج قول السدي
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أحمد عن أسباط عن السدي قال : قالوا : إن كان محمد صادقا فليخبرنا بمن يؤمن بالله به منا ومن يكفر فنزلت الآية حتى يخرج المؤمن من الكافر .

القول الثالث : الخطاب للكفار والمنافقين ، كأنه قيل : ما كان الله ليذر أولادكم الذين حكم عليهم بالإيمان على أنتم عليه من الشرك حتى يفرق بينكم وبينهم ، وقيل : كانوا يستهزءون بالمؤمنين سرا ، فقال : لا يدعكم على ما أنتم عليه من الطعن فيهم والاستهزاء ، ولكن يمتحنكم لتفتضحوا ويظهر نفاقكم . و قاله ابن عباس
تخريج قول ابن عباس :
رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : على ما أنتم عليه : من الكفر .

القول الرابع : الخطاب للؤمنين والمنافقين ، وهو قول الزمخشري في الكشاف ، كأنه قيل : ما كان الله ليذر المخلصين منكم مختلطين ببعضكم حتى يميز أهل الإخلاص والنافق بالوحي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بإخباره بأحوالكم . وقال الزمخشري : ويجوز أن يراد لا يترككم مختلطين حتى يميز الخبيث من الطيب بالتكاليف التي لا يصبر عليها إلا المخلص كالجهاد والإنفاق في سبيل الله .

الدراسة والترجيح
رجح ابن جرير القول الأول أن الخطاب للمؤمنين فقال : والتأويل الأول أولى بتأويل الآية ، لأن الآيات قبلها في ذكر المنافقين وهذه في سياقها ، فكونها بأن تكون فيهم أشبه منها بأن تكون في غيرهم .
كما اختاره الثعالبي في تفسيره فقال : أي ما كان ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين ، وهذا تفسير مجاهد وغيره .
وقال القرطبي : الخطاب للؤمنين هو قول أكثر أهل المعاني .
وقال الواحدي في الوجيز : أي من التباس المنافق من المؤمن ، ففعل هذا يوم أحد .
قال ابن عاشور : المخاطب المسلمون كلهم باعتبار من فيهم من المنافقين .
واختار الزجاج القول الثاني أن الخطاب للكفار الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : تخبرنا بأن الإنسان في النار حتى إذا صار من أهل ملتك قلت إنه من أهل الجنة فنزلت الآية .
والراجح
أن يمكن الجمع بين ذلك كله ، كما جمع بينهم ابن كثير في تفسيره فقال : قال مجاهد : ميز بينهم يوم أحد ، وقال قتادة : ميز بينهم بالجهاد والهجرة ، وقال السدي : يخرج المؤمن من الكافر .
فوضح من استشهاد ابن كثير أن الآية تخاطب المؤمنين والكفار والمنافقين ، وأنه لابد أن يعقد الله سبحانه سببا من المحنة يُظهر فيه وليه ويفتضح فيه عدوه ، ويعرف المؤمن الصابر والمنافق الفاجر كما قال ابن كثير رحمه الله .

2: فسّر بإيجاز قول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
بعد أن واسى الله سبحانه وتعالى نبيه عن تكذيب قومه له بأن وضح له أن كثيرا من الرسل قبله قد كذبوا ولاقوا من أقوامهم الشدائد والعنت كما لقيت ، زاده هنا في الآية تسلية أخرى وهي أنهم وكل ما عندهم منته إلى غاية ، وأنهم سيجازون على أعمالهم يوم القيامة كاملا كما سيجازون في الدنيا أيضا.
قال تعالى : (كل نفس ذائقة الموت) : يخبر الله سبحانه أن كل نفس ستذوق طعم مفارقة البدن وتحس به فهو وحده الحي الذي لا يموت والإنس والجن والملائكة كلهم يموتون ، وفي ذلك إشارة إلى أن النفس لا تموت بموت البدن ، كما فيه إشارة إلى أنه مهما طال العمر سيموت الإنسان ويرجع إلى ربه ليوفيه حسابه.
قال تعالى : (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) أي تعطون جزاء أعمالكم كاملا وافيا يوم القيامة ، وفي ذكر التوفيه إشارة إلى أن بعض الأعمال سواء خيرا أو شرا قد تصل إليهم في الدنيا جزاء أعمالهم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران) رواه الترمذي والطبراني .
وقوله : (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) : أي فمن خلص من العذاب ونجى ووصل إلى الجنة فقد فاز ووصل إلى غايته وهي رضوان رب العباد سبحانه ، وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها) .
وقوله : (وما الحيوة الدنيا إلا متاع الغرور) فيه تصغير لشأن الدنيا وتحقير لأمرها ، فما هذه الحياة التي نحن فيها ونتمتع بملذاتها الحسية من مأكل ومشرب ، أو المعنوية من جاه وسلطان إلا متاع الغرور لأن صاحبها الحريص عليها دائما مغرورا مخدوعا بها ، تشغله عن السعادة الحقيقية في الآخرة .
قال قتادة : هي متاع متروكة أوشكت والله الذي لا إله إلا هو أن تضمحل عن أهلها ، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم ، ولا قوة إلا بالله .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir