الفصل الثالث:أدب الطالب مع شيخه
يجب رعاية حُرمةِ الشيخ
*قوله:(بما أن العلم لايؤخذ ابتداء من الكُتُب) أي أنه يرى لابد من القراءة على
شيخ بل لابد من شيخ تُتقن عليه مفاتيح الطلب لتأمن من العثار والزلل.
*من آداب طالب العلم مع شيخه التحلي برعاية حُرمته , وأن يعتبر شيخه مُعلماً
مُربياً يلقي إليه العلم,
مُربياً يُلقي إليه الآداب والتلميذ إذا لم يثق بشيخه في هذين الأمرين
فإنه لن يستفيد منه الفائدة المُرجوة ,
*قوله:(خذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه)
اجلس جلسة المُتأدب يعني لاتمد رجليك ولايديك لأن هذا سوء أدب
ولاتجلس مُتكئاً لاسيما في مكان الطلب,
أما إذا كنت في مكان جلوس عادي فالأمرأهون ولاتتحدث إلى شيخك وكأنما تتحدث مع
قرينك تحدث إليه تحدث الإبن إلى أبيه باحترام وتواضع.
*قوله:(حسن السؤال والإستماع)
يسأل برفق وهدوء وباسئذان,
ويكون قلبك وقالبك مُتجهاً إلى مُحدثك (مُعلمك)
لاتكن جالساً ببدنك سائراً بقلبك في غير الدرس,لأن هذا يفوت عليك خير
كثيروقتك يجب أن يكون مملوكاً للدرس.
*من حسن الأدب في(تصفح الكتاب)أمامه ومعه لابد إذا تصفحت الكتاب يكون برفق
تأدباً مع الشيخ ورفقاً بالكتاب لئلا يتمزق
ولهذا قال:أمامه ومع الكتاب
*ومن حسن الأدب ترك التطاول والمماراة
أمامه كذلك عدم التقدم عليه بكلام أو مسير
أو إكثار الكلام عنده فامجالس تختلف فإذا
كان مجلس جد وعلم فلاتكثرلكن إذا مكان
نزهة فهذا لابأس به أن يأتي أحد
ويكثرالكلام ويوسع صدر الشيخ وصدر
الحاضرين ليس فيه مانع,
كذلك المداخلة في حديثه وردسه بكلام منك
والمُداخلة معناها أن الشيخ يتكلم مُستمراً
في كلامه فتأتي أنت وتدخل في كلامه لتقطع الكلام,أو الإلحاح عليه في الجواب.
*تجنب الإكثار من السؤال لأن بعض الناس يحب الإكثارمن السؤال وقد يكون
في غير موضوع الدرس.
*قوله:(لاتكثر,لاسيما مع شهود الملأفإن هذا يوجب لك الغروروله الملل)
مثلاً في مجلس كبير تبدأ تسأل وتسأل ,
بعض الناس حتى إذا جلسوا على المائدة
أكثروا من الأسئلة على الشيخ .
*عدم المُناداة باسمه فلاتقل يامُحمد,
ياعبدالله أو مع لقبه مثل: ياشيخ علي ,
ياشيخ مُحمد أو ياشيخ
قل: أحسن الله إليك وماأشبه ذلك.
*لكل مقام مقال,وقع عن الصحابة أنهم
يسمون آباءهم فيقول ابن عمر:
قال عمر وماأشبه ذلك من الكلام
فيُقال: إن الخبر أهون من النداء
وباب الطلب يجب أن يكون أشد في الإحترام
*قوله:(ولاتخاطبه بتاء الخطاب)
يعني لاتقول: قلت كذا وكذا , أنت قلت
لأن هذا فيها إساءة أدب وفيها إشعار بأنك
لم ترض قوله والأفضل قول:
قلنا , مرعلينا
*قوله:(تناديه من بعد من غير اضطرار)
كأن يكون الشيخ في آخر الشارع وتقول
يافلان لايصلح .فمتى أناديه؟
إسرع إليه لتصل فإذا وصلت فلابأس
أما إذا كان هناك ضرورة بحيث يكون عليه
خطرهو فلابأس أن تناديه من بعيد,أو أنت مضطرإليه
قد تكون ضرورة له أو لمن ناداه .
*قوله تعالى:(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا )
هذه الآية للعلماء في تفسيرها قولان :
(1) لاتنادوه باسمه,كما ينادي بعضكم بعضا
وهذا ماساقه المؤلف أبو بكر
(2)لاتجعلوا دعاؤه إياكم كدعاء بعضكم
بعضا بل عليكم أن تجيبوه.
*قوله:(وكما لايليق أن تقول لوالدك ذي
الأبوة الطينية:(يافلان) أو:(ياوالدي فلان)
فلايجمل بك مع شيخك)
الأبوة الطينية:لاتقول لأبيك من النسب
يافلان فكذلك أبوك في العلم لاتقل له يافلان
*(والتزم توقير المجلس وإظهار
السرورمن الدرس والإفادة به)
أن تُبدي السرور من الدرس والإفادة به,
وأن ترتقبه بفارغ الصبر.
قوله:(وإذا بدا لك من الشيخ أو وهم
فلايسقطه ذلك من عينك فإنه سبب
لحرمانك من علمه ,ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً)
لايجوز لك أن تسكت على الخطأ لأن هذا
ضررعليك وعلى شيخك,
كذلك قد يتوهم, يسبق لسانه إلى كلمة لايريدها فلابد من التنبيه ولكن هل ينبهه
وقت الدرس أم بعد الإنتهاء من الدرس؟
قد تقتضي الحال أن تنبه في الدرس لأن
الآن أكثر طلبة العلم يسجلون فإن نشروا
العلم سينشر على خطأ فلابد من التنبيه,
أما لو كان المسألة ليس يسمع هذا الوهم أو
هذا الخطأ إلا الطلاب فإن من الأليق أن
لاتنبه الشيخ في مكان الدرس,إذن!
التنبيه على الخطأ والوهم حكمه واجب
ولابد منه لأن السكوت إضرار بالطالب وبالعلم.
ولاينبغي للإنسان أن يسقط الشيخ من عينه
بخطأ من ألف إصابة أما لو كان كثير
الخطأ فهنا لاينبغي أن يكون شيخاً بل
متعلماً قبل أن يكون مُعلماً.
*قوله:(واحذر أن تمارس معه مايضجره
ومنه مايسميه المُولدون:(حرب الأعصاب)
معناه:امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل.
فيأتي بأسئلة ويراوغ فيها
*إذا بدا لك الإنتقال من شيخ إلى آخرأوأن
تتعلم من شيخ آخر علماً غير ماتتعلمه فإنه
من الأدب أن تستأذن لأنه ادعى لحُرمته
وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك ثم
إنه قد يعلم عن هذا الشيخ الذي أنت تريد
الذهاب إليه مالاتعلمه أنت فينصحك ويحذرك منه,
كذلك أيضاً إذا أراد الإنسان أن يسافرمثلاً
ويعرف من شيخه أن يتفقد الطلاب وأنه
ينشغل قلبه إذا فقد أحداً ولاسيما إن كان من
الحريصين فينبغي أن تؤذنه.
*تحذير الشيخ من صنيع الأعاجم والطرقية
والمبتدعة الخلفية من الخضوع الخارج عن
آداب الشرع,من لحس الأيدي,لكن تقبيل
الأيدي لابأس به مالم يخرج إلى حد
الإفراط والزيادة,وتقبيل الأكتاف ليس
مذموماً على كل حال ولامحموداً بكل حال
والقبض على اليمين باليمين والشمال بالشمال لابأس فيه
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: علمني النبي صلى الله عليه
وسلم التشهد وكفي بين كفيه.
وهذا دليل أنه يجوز أن يقبض الكف بين كفين,
الإنحناء عن السلام خُلُق مذموم يُنهى عنه,
واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة سيدي مولاي هذه ليس لها داعي لكن
هو جائز من حيث الشرع .
*إذا كان شيخك على جانب كبير من
الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فاجعله قدوة لك,
لكن قد يكون على خلاف ذلك أو عنده نقص فلاتقتدي به.
أما التلقين والتلقي فهو ربح زائد لأن التلميذ
لم يأتِ للشيخ من أجل أن يتعلم منه الأخلاق
فقط بل من أجل أن يتعلم العلم أولاً ثم الأخلاق ثانياً .
*لاتقلد بصوت ونغمه ولامشيه وحركة هيئة بل يُقال:
إذا كان كمشية النبي عليه الصلاة والسلام فاقتدِ بها لكن
لا لأن الشيخ قدوتك وكذلك الحركة قد تكون من بعض
المُعلمين حركة ممقوتة لو تكلم بكلمة
تحرك جسده كله لاتقتدِ به في هذا لكن
حركة تبين المُراد أو تبين مافي النفس من
انفعال هذه لابأس بها وربما تنشط الطالب.
*أن يكون طالب العلم له همة وقوة في
الإستماع إلى الشيخ حتى ينشط الشيخ على
هذا ولايظهرللشيخ أنه قد مل وتعب بالإتكاء
تارة والحملقة تارة,
لذلك لاينبغي للشيخ أن يلقي العلم بين عامة
الناس والطلبة إلا وهم متشوقون له,وأما أن
يكره أو يفرض نفسه فهذا أمر لاينبغي
له:لأن الفائدة تكون قليلة وربما يقع في قلب
السامع الذي أكره على الإستماع هذه الكلمة
مثلاً يقع في قلبه كراهة إما للشخص وإما
لما يُلقيه الشخص وكلا الأمرين مُر,
نشاط القائل على قدرفهم المُستمع.