بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
لا حرج أن يكون في نفسك سوء ظن به لكن مع ذلك يجب أن تحقق , عليك أن تحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم لأن بعض الناس قد يسئ الظن بشخص ما بناءا على وهم كاذب لا حقيقة له فالواجب إذا أسأت الظن بشخص سواءً من طلبة العلم أو غيرهم الواجب إذا أسأت الظن أن تنظر هل هناك قرائن واضحة تسوغ لك سوء الظن فلا بأس وأما إذا كان مجرد أوهام فإنه لا يحل لك أن تسئ الظن بمسلم ظاهره العجا قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن" ولم يقل كل الظن لأن بعض الظنون لها أصل ولها مبرر "إن بعض الظن إثم" وليس كل الظن فالظن الذي يحصل في العدوان على الغير هذا لا شك أنه إثم والظن الذي لا مستند له هو أيضا إثم وأما إ ذا كان له مستند فلا بأس أن تظن الظن السيئ طيب ذكرنا أن المنافقين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا يسيئون الظن بالمؤمنين إذا تصدق الغني بكثير قالوا هذا مرائي وإذا تصدق الفقير بقليل قالوا إن الله لغني عن صاع هذا . فيلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم فالواجب إحسان الظن متى أمكن ذلك طيب إذا سمعت من أخيك شيئا يتحدث فيه عنك أو عن غيرك وهو يحتمل السوء والحسن فعلى أي نحمله على الحسن على الحسن متى وجدت لكلمة أخيك معنى حسن فاحملها عليه وإما إذا لم تجد فالإنسان لا يكلف إلا ما يقدر عليه
9 - مجالسة المبتدعة و ليته عمم مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة سواء كان ذلك لابتذاء أو سوء أخلاق أو لانحطاط رتبتهم عند المجتمع أو ما أشبه ذلك فينبغي لطالب العلم أن يكون متنزه مترفعا عن مجالسة من تخرم مجالستهم المروءة أو تخدش الدين لكن كأنه خص ذلك بالمبتدعة لأن المقام مقام تعليم فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقه في اللسان وسحر في البيان فإنه لا يجوز أن يجلس إليه لأنه مبتدع لماذا لا يجوز؟
أول : لأننا نخشى من شره لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاول " إن من البيان لسحر " قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته
ثانيا : فيه تشجيعا لهوى المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلانا وفلانا من الأشراف والوجهاء والعيان فإنه هذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعه وغرورا في نفسه
ثالثا:إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين فإن الناس إذا رأوك تذهب إلى صاحب البدعة سوف يتهمونك وإن لم يتبين هذا إلا بعد حين ولهذا ينبغي لطالب العلم بل يجب عليه أن يتجنب الجلوس إلى أهل البدع فإن قال قائل إذا كنت أجلس إليهم أتلقى عندهم علما لا علاقة له بالبدعة كعلم النحو مثلا علم البلاغة فماذا نقول
نقول وعلم النحو وعلم البلاغة قد يكون فيه بلاء ربما يقول في يد الله عز وجل اليد أي النعمة وهو رجل فصيح بليغ لأن اليد تطلق ويراد بها النعمة
ثم يستشهد بقول المتنبي وكم لظلام الليل عندك من يد تحدث أن المانوية تكذب
المانوية : طائفة من المجوس يقولون أن الظلمة لا يأتي فيها خير أبدا الظلمة كلها شر ولا تخلق إلا شرا
فيقول إنك أنت تسدي إلينا الهدايا والمعروف في الليالي مما يدل على كذب من ؟ المانوية فيقول هذا المبتدع الذي عنده طلاقه في اللسان وسحر في البيان يقول المراد بقوله تعالى"بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء" أي نعمتان فيغر الناس وهذا المثال موجود في البلاغة كذلك أيضا يأتي في النحو يقول يجوز حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقاما ويطنب في تفسير هذا المعنى يقول ومثاله في القرآن قول الله تعالى "وجاء ربك والملك صفا صفا " أي وجاء أمر ربك وفي السنة "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول من يدعوني فأستجيب له " أي وينزل أمر ربك هو دارس نحو صاحب العقيدة يريد أن يقلقل لها مكانة في العلوم مهما كان لذلك احذر أن تجلس صاحب بدعة ولو في ا لفنون التي لا علاقة لها ببدعته لأنه لابد أن يدس السم في إيش ؟..... في العسل أو في الدسم لا بأس المهم أن لابد
وقلنا أن الأولى أن يقال جانب مجالسة كل من تخل مجالسته بالمروءة أو بالدين كذلك نقل الخطى إلى المحارم كذلك مما يخرم هذه الحلية نقل الخطى إلى المحارم يعني أن يمشي الإنسان إلى المواد المحرمة فإن هذا من خوارم المروءة إذ أن الذي ينبغي لطالب العلم أن يتجنب هذا بل إن بعض العلماء يقول يتجنب حتى الخطى إلى أمر ينتقضه الناس فيه كما لو ذهب طالب العلم إلى مبيع النساء . النساء لها أسواق للبيع وذهب طالب العلم إلى أسواق النساء هل هذا مما يحمد عليه أو مما يذم عليه؟ نعم مما يذم عليه يقال فلان طالب العلم يروح إلى أسواق النساء حتى لو قال أنا أذهب إلى أسواق النساء لأشتري لأهلي من هذه الأثواب مثلا التي تباع بالأسواق قلنا وكل من يشتري عنك أما أنت طالب علم ينتقد عليك هذا الفعل ويقتدي بك من نيته سيئة ربما يأتي إلى هذه الأسواق من نيته سيئة ثم إذا قيل له في ذلك يقول رأيت فلانا في هذه الأسواق فالحاصل أن الخطى إلى المحارم مما يخرم حلية طالب العلم وإذا كان النبي صلى الله عليه ولم قال " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " كذلك نقول فليفعل خيرا أو ليصمت لأن المعنى واحد
كمل نثر الكتاب
يقول الشيخ "" فاحذر هذه الآثام وأخواتها واقصر خطاك عن جميع المحرمات والمحارم فإن فعلت و إلا فاعلم أنك رقيق الديانة خفيف لعاب مغتاب نمام فأنى لك أن تكون طالب علم يشار إليه بالبنان منعما بالعلم والعمل " يعني ينبغي للإنسان أن ينزل نفسه منزلته وأن لا يدنسها بالأخلاق لأن طالب العلم شرفه الله تعالى بالعلم وجعله أسوة وقدوة حتى أن الله تعالى رد أمور الناس عند الإشكال إلى من ؟ إلى العلماء فقال "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وقال تعالى" وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوه ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " فالحاصل أنك يا طالب العلم محترم فلا تنزل بنفسك إلى ساحة الذل و الضعف بل كن كما ينبغي أن تكون
نعم .... " سدد الله الخطى ومنح الجميع التقوى وحسن العاقبة في الآخرة والأولى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "
آمين جزاه الله خيرا هذه الحلية لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم ولا شك أنه ينبغي على الإنسان أن يحرص عليها ويتتبعها ولكن لا يعني ذلك أن يقتصر عليها بل هناك أيضا كتب أخرى صنفت في آداب طالب العلم ما بين قليل وكثير ومتوسط وأهم شيء أن الإنسان يترسم خطا النبي صلى الله عليه وسلم ويمشي عليها فهي الحلية الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها كما قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا"
نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه