:: بســــمـ الله الرحمنـ الرحيمـ::
.. والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..
~ يتبع تلخيص الفصل الأول من كتاب حلية طالب العلم~
6. القناعة والزهادة
القناعة من أهم الخصال التي يجب علي طالب العلم التحلي بها وهي بأن يقتنع بما أتاه الله من رزق,
من غير النظر الي كف صاحب المال وأصحاب المترفين.
والزهادة التي أشار عليها شيخنا أبو يزيد هي التحلي بالزهد, والزهد هنا يعني الإبتعاد عن ما لا ينفع في الآخرة.
فالزهاد هم أعقل الناس, فعن الإمام الشافعي رحمه الله تعالي : ( لو أُوصي إنسان لأعقلِ الناسِ صُرفَ الزهادِ) .
* * * *
7.التحلي برونق العلم
التحلي برونق العلم والسمت الصالح, ومعني السمت هو طريق أهل الخير والصلاح, وبذلك يكون
طالب العلم أسوة حسنة بتواضعه وخشوعه ووقاره ويجب علي طالب العلم أن يجتنب التبذل في المجالس كالضحك
كثيراً والعبث وذلك بقول ما لا داعي له واللعب الا بما جاءت به الشريعة كاللعب بالرمح أو الفرس
لغرض الجهاد في سبيل الله, أما القهقهة والمزاح كثيراً يُذهب هيبة طالب العلم وعلمه بين الناس.
وقال الأحنف بن قيسٍ : ( جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام, إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجهِ وبطنهِ)
فالتحدث عن ما أكل يعتبر من العبث و البوح بما فعل مع أهله يعتبر من أشر الناس عند الله عز وجل.
* * * *
8. التحلي بالمروءة
التحلي بالمروءة ومكارم الأخلاق وإفشاء السلام وطلاقة الوجه :
أ. التحلي بالمروءة تعني هو أن يفعل بما يزينه ويجمله وإجتناب ما يشينه ويدنسه
ب. ومكارم الأخلاق هي التحلي بالأحسان والعدل بأن يسلك ما تقتصيه الحال, فيأخذ بالحزم في موضع الحزم
وباللين واليسر في موضع اللين واليسر
ج. إفشاء السلام هو إطلاق السلام, ولكن فقط علي المسلم وإن كان عاصياً. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن- أو قال أخاه- فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا
وخيرهما من يبدأ بالسلام )
* ويجوز الهجر في حالة أن أخاه المؤمن فعل منكراً عظيماً بحيث يفتت المجتمع بمنكره, فهجره واجباً لو نفع.
د. طلاقة الوجه تعتبر من مكارم الأخلاق, بأن يكون المسلم بشوش الوجه, فيكسب محبة الناس له فيجذبهم إليه,
لا أن عبوس الوجه فينفر منه الناس بإجتنابهم في الحديثِ منعه !
* * * *
9. التمتع بخصال الرجولة
التحلي بخصال الرجولة من شجاعة وإقدام والشدة في البأس علي الحق والبذل في سبيل المعروف
فالشجاعة والإقدام عليها لابد أن يسبقها الرأي, عدا ذلك فهي تعتبر تهور وتكون النتيجة علي عكس
ما يقدمه. والشدة في البأس علي الحق وهي أن يكون إنسان علي حق مهما تلقي من أذي من الغير,
فعليه التحلي بالصبر في هذه الحالة والبذل في سبيل المعروف يكون بإي شئ ٍ لغرض المعروف,
كالبذل بالوقت في سبيل المعروف.
* * * *
10- هجر الترفه
وهو هجر الإسترسال في الرفاهيةِ والتنعم لسبب أنه مخالف لإرشاد الرسول صلي الله عليه وسلم, فهو ينهي
عن كثرة الرفاه والتنعم إلا فيما حلل الله. فالترفه والتنعم لديه أثار سلبية في حياة المسلم.
ومثال علي ذلك, كثرة جالساً أمام شاشة الكمبيوتر, وأثارها السلبية :
أ. كثرة الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر وتصفح الإنترنت في كل حين, فلو أستمر الشخص في التصفح يومياً,
أستصعب عليه البعد عن الإنترنت, وقد يسبب له الإبتعاد عن العالم الواقعي وإنعزاله عنه, فقد يصل به الحال الي عدم
معرفة كيفية معالجة الأمور واقعياً !
ب. يعتبر جلوسه لتصفح الإنترنت نوع من التنعم لأن ذلك ينعكس على صحته بالسمنة مثلا وقلة المشي وعدم الحركة, فهذا كله يعتبر من التنعم.
ولهذا كثرت الأمراض والعياذ بالله, الناس أصبحت مستسلمة للتكنولوجيا الحديثة في الواجبات الخاصة بالحياة, فأصبحوا يتنعموا بها, فقلت واجباتهم
فانعكس ذلك على صحتهم سلباً.
ويظهر الترفه أحياناً في صورة لباس الشخص, فالظاهر يعكس عن الباطن. فيجب علي طالب العلم وغيره من
المسلمين الإبتعاد عن التشبه بالكفار في طريقة لباسهم كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( من تشبه بقوم فهو منهم).
* * * *
11.الإعراض عن مجالس اللغو
الإعراض عن مجالس اللغو الذي قد يكون :
أ . لغو لا فيه مضره ولا منفعه: و نتيجته خسارة وقت طالب العلم
ب . لغو فيه مضره : وهو لغو كله منكر ولا يجوز لطالب العلم الجلوس حيث هذه المجالس لقوله تعالي :
( وقد نزل عليكم في الكتاب أن اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويتهزأبها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في
حديثٍ غيره إنكم اذا مثلهم). [ سورة النساء, آية 140]
وتكون نتيجة مجالسات اللغو المنكر هي :
1 . الجناية علي طالب العلم نفسه
2 . الجناية علي العلم وأهله لأنه لم يُمثل القدوة الحسنة عن أهل العلم
فالواجب اذن : هو أن ينهي عن المنكر أثناء المجالسة وإن استمروا في لغو المنكر فعليه الإنصراف
* * * *
12. الإعراض عن الهيشات
الهيشات تشمل السب واللغط والشتم الذي يجري في الأسواق وغيرها من الأماكن المُعرّضة لهذه الهيشات,
فطالب العلم لديه خياران في ذلك :
أ . الذهاب الي تلك الأسواق لأجل إختبار والتأكد من خبر سمِعهُ عن كذا وكذا, وهذا لا بأس به.
ب . الذهاب الي تلك الأسواق كعادة يمارسها يومياً لأجل الأريحة أو غيرها, وهذا يعتبر خطأ لأهانة نفسه أولا
وإهانة العلم ثانياً.
* * * *
13. التحلي بالرفق
علي طالب العلم والمعلم أن يجتب الكلمة الجافيّة , وعليه باللين من القول والفعل ولكن هذا بما يقتضي الحال ,
بمعني الرفق يكون وقت الرفق ومن دون ضعف, ويكون حازماً وقت الحزم لأن الرفق في القول والفعل
قد لا يكون الحكم في أمور الجد.
الكلام الليّن يغلب الحق البيّن
فهذي الجملة المتدوالة عامةً بين الناس لا تعني بأن الكلام الليّن يبطل الحق, بل تعني أن
الكلام الليّن قد يُلزم صاحب الحق بأن يتنازل عن حقه.
* * * *
14. التأمل
التأمل والتأني >>> الإستدراك وذلك بـــ :
عدم العجلة في القول : سواء في السؤال أو الجواب, لأنه اذا قال قول فهو محسوب عليه .
فالتحرص في القول لا بد منه مع تجنب الغموض بالعبارات المجمّلة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليقل خيراً أو يصمت)
عدم العجلة برد علي قولٍ ما : عند المناقشة مع أحدٍ ما, لا بد من التأمل فيما يقول أو يسأل لفهم معني
مراده علي الوجه الصحيح وبذلك تعلم أنك فهمت وبالتالي تقوم بالرد.
* فيجب علي الطالب التأني فيما يقول ليردك أولاً , وليعلم ما هو المردود ثانياً.
* * * *
15. الثبـــات والتثبــــت
الثبات : وهو أن يكون طالب العلم صابر بأن لا يمل ولا يضجر وبالتالي يجد نفسه متنقلاً بين كتاب وآخر
وبين شيخ وآخر وبين فن وآخر أثناء طلبه في العلم. فعليه بالثبات علي علم معيَن من شيخ معيّن. ولا بأس
بأن يداوم في إتصاله بين شيخ وآخر في حالة أن كل شيخ لأجل علم مختلف عن الآخر. كتررده بين شيخ
في الفقه وآخر في العقيدة .. وهكذا. ولكن أن يكون ذواقاً في أختياره بين المشايخ في علم واحد, فهذا فيه
مضره عليه والله المستعان.
التثبت : وهو التأكد من مصدر علمه ومصدر الكلام قبل نقله للعلم بين عامة الناس ويكون ذلك بــ :
أ . معرفة مصدر الخبر والعلم بصحته قبل الأخذ به.
ب . الرجوع الي من نُقل عنه الخبر وإعلامه بأنه نُسب إاليكَ كذا وكذا. ومناقشتهِ في الخبر للتأكد
من صحة فهمك والمعني الصحيح المُراد من الخبر.
,;, أنتهي تلخيص الفصل الأول بعون الله ,;,