مجلس المذاكرة الرابع
مهارة "تحرير أقوالالمفسّرين"
المجموعةالثالثة:
1: المراد باليوم الموعود فيقوله تعالى: (والسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ (1) والْيَوْمِ المَوْعُودِ (2)) البروج.
2: معنى "نصب" في قوله تعالى: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِسِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) ) المعارج.
3: المراد بالطاغيةفي قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُفَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) ) الحاقة.
التطبيق الأول
المراد باليوم الموعود فيقوله تعالى: (والسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ (1) والْيَوْمِ المَوْعُودِ (2)) البروج.
الأقوال الواردة في المراد باليوم الموعود:
1: ما ورد في تفسير ابن كثير: أنه يوم القيامة.
2: ما ورد في تفسيرالسعدي: أنه يوم القيامة.
3: ما ورد في تفسيرالأشقر: أنه يوم القيامة.
جمع أدلّة كل قول.
1- أدلّة ابن كثير:
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ، حدّثنا عبيد اللّه، يعني ابن موسى، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن أيّوب بن خالد بن صفوان بن أوسٍ الأنصاريّ، عن عبد اللّه بن رافعٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (({واليوم الموعود}: يوم القيامة، {وشاهدٍ}: يوم الجمعة، وما طلعت شمسٌ ولا غربت على يومٍ أفضل من يوم الجمعة، وفيه ساعةٌ لا يوافيها عبدٌ مسلمٌ يسأل اللّه فيها خيراً إلاّ أعطاه إيّاه، ولا يستعيذ فيها من شرٍّ إلاّ أعاذه، {ومشهودٍ}: يوم عرفة)).
وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة من طرقٍ، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيف الحديث، وقد روي موقوفاً على أبي هريرة، وهو أشبه
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، سمعت عليّ بن زيدٍ ويونس بن عبيدٍ يحدّثان عن عمّارٍ مولى بني هاشمٍ، عن أبي هريرة، أمّا عليٌّ فرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأمّا يونس فلم يعد أبا هريرة، أنّه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}. قال: يعني الشّاهد: يوم الجمعة، ويومٌ مشهودٌ: يوم القيامة
وقال أحمد أيضاً: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن يونس: سمعت عمّاراً مولى بني هاشمٍ يحدّث، عن أبي هريرة أنّه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}. قال: الشّاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة، والموعود: يوم القيامة
فقد روي عن أبي هريرة أنّه قال: {اليوم الموعود}: يوم القيامة. وكذلك قال الحسن وقتادة وابن زيدٍ، ولم أرهم يختلفون في ذلك وللّه الحمد
ثمّ قال ابن جريرٍ حدّثنا محمّد بن عوفٍ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عيّاشٍ، حدّثني أبي، حدّثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اليوم الموعود: يوم القيامة، وإنّ الشّاهد: يوم الجمعة، وإنّ المشهود: يوم عرفة، ويوم الجمعة ذخره اللّه لنا تفسير القرآن العظيم: 8/364-365] (م
2- أدلة السعديّ:
3- أدلّة الأشقر:
إسناد كل قول إلى قائله.
الأول: ذكره ابنكثير.
الثاني: ذكره السعدي.
الثالث: ذكره الأشقر.
النظرفي الأقوال، وبيان مدى اتفاقها واختلافها.
أقوال المفسّرينالثلاثة متفقة.
خلاصة أقوال المفسّرين في هذه المسألةكالتالي:
●المراد باليوم الموعود في قوله تعالى: (والسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ (1) والْيَوْمِ المَوْعُودِ (2)) البروج.
المراد باليوم الموعودهو يوم القيامة، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدل له ابن كثير بقول ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ، حدّثنا عبيد اللّه، يعني ابن موسى، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن أيّوب بن خالد بن صفوان بن أوسٍ الأنصاريّ، عن عبد اللّه بن رافعٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (({واليوم الموعود}: يوم القيامة، {وشاهدٍ}: يوم الجمعة، وما طلعت شمسٌ ولا غربت على يومٍ أفضل من يوم الجمعة، وفيه ساعةٌ لا يوافيها عبدٌ مسلمٌ يسأل اللّه فيها خيراً إلاّ أعطاه إيّاه، ولا يستعيذ فيها من شرٍّ إلاّ أعاذه، {ومشهودٍ}: يوم عرفة)).
وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة من طرقٍ، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيف الحديث، وقد روي موقوفاً على أبي هريرة، وهو أشبه
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، سمعت عليّ بن زيدٍ ويونس بن عبيدٍ يحدّثان عن عمّارٍ مولى بني هاشمٍ، عن أبي هريرة، أمّا عليٌّ فرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأمّا يونس فلم يعد أبا هريرة، أنّه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}. قال: يعني الشّاهد: يوم الجمعة، ويومٌ مشهودٌ: يوم القيامة
وقال أحمد أيضاً: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن يونس: سمعت عمّاراً مولى بني هاشمٍ يحدّث، عن أبي هريرة أنّه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}. قال: الشّاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة، والموعود: يوم القيامة
فقد روي عن أبي هريرة أنّه قال: {اليوم الموعود}: يوم القيامة. وكذلك قال الحسن وقتادة وابن زيدٍ، ولم أرهم يختلفون في ذلك وللّه الحمد
ثمّ قال ابن جريرٍ حدّثنا محمّد بن عوفٍ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عيّاشٍ، حدّثني أبي، حدّثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اليوم الموعود: يوم القيامة، وإنّ الشّاهد: يوم الجمعة، وإنّ المشهود: يوم عرفة، ويوم الجمعة ذخره اللّه لنا تفسير القرآن العظيم: 8/364-365] (م
التطبيقالثاني
معنى "نصب" في قوله تعالى: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِسِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) ) المعارج.
·بالنظر إلى الأقوال الواردةفي معنى "نصب" نجد أن هناك اتفاقا وتباينا.
·حاصل الأقوال الواردة فيمعنى "نصب" خمسة أقوال: علم وغايةٍ والشيئ المنصوب والصّنم ثم شيءٍ مَنصوبٍ (علَمٍ أو رَايةٍ).
·الأقوالالواردة في معنى "نصب" في قوله تعالى: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) ورد في المراد بالرجع خمسةأقوال:
القولالأول:علم وهو قول ابن عباس، ومجاهد والضحاك. ذكر ذلك عنهم ابن كثير، وذكر هذا القول كذلك قاله السعديّ والأشقر.
القول الثاني: غاية وهو قول أبو العالية ويحى بن كثير، أى غاية يسعون إليها ذكره ابن كثير.
القول الثالث: الصنم، وهو قول مجاهدٍ، ويحيى بن أبي كثيرٍ، ومسلمٍ البطين وقتادة، والضّحّاك، والرّبيعبن أنسٍ، وأبي صالحٍ، وعاصم بن بهدلة، وابن زيدٍ، وغيرهم أي: كأنّهم في إسراعهم إلى الموقف كما كانوا في الدّنيا يهرولون إلى النّصب إذا عاينوه يوفضون، يبتدرون، أيّهم يستلمه أوّل وهو عن قراءة الحسن البصريّ: (نُصُبٍ)بضمّ النّون والصّادّ كما ذكر ابن كثير.
القولالرابع:المنصوب قرأ الجمهور: "نَصْبٍ" بفتح النّون وإسكان الصّاد، وهو مصدرٌ بمعنى المنصوب ذكره ابن كثير
القول الخامس: رَايةٍ ذكره الأشقر.
·بيان نوعالأقوال من حيث الاتفاق والتباين:
الأقوال الخمسة بين بعضها تقارب، وبين بعضها تباين،نلاحظ أن الأقوال الخمسة يمكن اختصارها في ثلاثة أقوال فقط:
القول الأول والثانى والخامس جميعها بمعنى العَلَم أى الدليل
والقول الثالث بمعنى الصنم
والقول الرابع بمعنى المنصوب
·خلاصة أقوال المفسّرين في هذه المسألةكالتالي:
معنى "نصب" في قوله تعالى: ((يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِسِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن معنى نصب العلم أى الدليل وهو قول ابن عباس، ومجاهد والضحاك. ذكر ذلك عنهم ابن كثير وبمعنى غاية وذكر ذلك بن كثير عن أبو العالية ويحى بن كثير وبمعنى راية وذكر ذلك الأشقر.
القولالثاني: أن معنى نصب الصنم وهو قول مجاهدٍ، ويحيى بن أبي كثيرٍ، ومسلمٍ البطين وقتادة، والضّحّاك، والرّبيعبن أنسٍ، وأبي صالحٍ، وعاصم بن بهدلة، وابن زيدٍ، وغيرهم أي: كأنّهم في إسراعهم إلى الموقف كما كانوا فيالدّنيا يهرولون إلى النّصب إذا عاينوه يوفضون، يبتدرون، أيّهم يستلمه أوّل وهو عن قراءة الحسن البصريّ: (نُصُبٍ)بضمّ النّون والصّادّ كما ذكر ابنكثير.
القول الثالث: أن معنى نصب المنصوب وهو عن قرآءة الجمهور: "نَصْبٍ" بفتح النّون وإسكان الصّاد، وهو مصدرٌ بمعنى المنصوب ذكره ابن كثير.
التطبيقالثالث
المراد بالطاغيةفي قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُفَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) ) الحاقة.
·بالنظر إلى الأقوال الواردةفي المراد بالطاغية نجد أن هناك اتفاقاوتباينا.
·حاصل الأقوال الواردة فيالمراد بالطاغية سبعة أقوال: الصيحة والزلزلة والذنوب والطغيان وعاقر الناقة والصيحة العظيمة الفظيعة والصيحة التى جاوزت الحد.
·الأقوالالواردة في المراد بالطاغية في قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) ورد في المراد بالطاغية سبعةأقوال:
القولالأول:الصيحة وهو قول قتادة واختاره بن جرير وذكره عنهم بن كثير
القول الثاني: الزلزلة وهو قول آخر لقتادة ذكره عنه بن كثير
القول الثالث: الذنوب وهو قول الربيع بن أنس ومجاهد وذكره عنه بن كثير
القولالرابع:الطغيان وهو قول بن زيد وأستدل بقوله تعالى (كذبت ثمود بطغواها) وذكره عنه بن كثير
القول الخامس: عاقر الناقة وهو قول السدي وذكره عنه بن كثير
القول السادس:الصيحة العظيمة الفظيعة ذكره السعدي
القول السابع: الصيحة التى جاوزت الحد ذكره الأشقر
·بيان نوعالأقوال من حيث الاتفاق والتباين:
الأقوال السبعة بين بعضها تقارب، وبين بعضها تباين،نلاحظ أن الأقوال السبعة يمكن اختصارها في خمسة أقوال فقط:
القول الأول والسادس والسابع جميعها بمعنى الصيحة
والقول الثانى: الزلزلة
القول الثالث: الذنوب.
القولالرابع: الطغيان
القول الخامس: عاقر الناقة
·خلاصة أقوال المفسّرين في هذه المسألةكالتالي:
المراد بالطاغية في قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) على خمسة أقوال:
القول الأول: المراد بالطاغية الصيحة وهو قول قتادة واختاره بن جرير وذكره عنهم بن كثير وذكره أيضا السعدي والأشقر.
القول الثانى: الزلزلة وهو قول قتادة وذكره عنه بن كثير.
القول الثالث: الذنوب وهو قول الربيع بن أنس ومجاهد وذكره عنه بن كثير.
القول الرابع: الطغيان وهو قول بن زيد وأستدل بقوله تعالى (كذبت ثمود بطغواها) وذكره عنه بن كثير.
القول الخامس: عاقر الناقة وهو قول السدي وذكره عنه بن كثير.