المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى.
إن الأمة تحتاج إلى فهم كتاب الله ليفرقوا بين الحق والباطل وبين الهدى و الضلال ليخرجوا من الظلمات إلى النور. قال الله تعالى:}الر.كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.الله الذي له ما في السموات و ما في الأرض{.
فالأمة محتاج إلى فهم كتاب الله لأنه يساعدهم في الابتعاد عن الفتنة التي ضل بها طوائف كثيرة من الأمة. والأمة محتاج إلى فهم كتاب الله لأن العبد يعرف به الهدى و يبتعد نفسه من الضلالة التي تكون سببا خسران في الآخرة.و أيضا تحتاج الأمة إلى فهم كتاب الله ليجاهد الكفار بالقرآن لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جدا,وأنه يساعدهم في معاملة أعدائهم على اختلاف أنواعهم ويحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة. وأيضا في فهم كتاب الله تعالى سيعرف الأمة صفات المنافقين وعلاماتهم فيستطع أن يبتعدوا عنهم لأنهم يضلون المسلمون عن طريق الحق و يجملوا طريق النار كأنه طريق إلى الجنة, قال الله تعالى: }هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ.{(والأمة تحتاج أيضا إلى فهم القرآن ليفرقوا بين السنة والبدعة, وبين الحلال والحرام, والمنكرات.
إن الأمة تحاتج إلى فهم كتاب الله كما يحاتج من سيرشدهم إلى هذا العلم و الفهم, فيجب على طالب العلم أن يتعلم حاجات الأمة ليقوم بالدعوة إلى الله بطريق صحيح و يستطع أن يفعل ذلك إلا بما تعلموا من معامي القرآن,فإنهم يرشدوا الناس إلى معرفة الفرق بين الحق والباطل وبين الحرام والحلال و يبين لهم فتنة هذه الزمان والشبهات فيه. ويجب على طالبة العلم أن تجتهد أيضا في فهم كناب الله وتتعلم كيف تدعو بالقرآن لأن المرأة في المحيط النسائى قد تبصر ما لا تبصره كثير من الرجال أو أنهم لا يرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء.
فالأمة محتاج إلى فهم كتاب الله والاهتداء به لأنه ضرورة جدا ولا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله الذي بينه الله في كتابه, قال الله تعالى: }قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16{(
س2: بيّن سعة علم التفسير.
إن العلم التفسير معين على فهم كلام الله ومعرفة مراده ومن أوتي فهم القرآن فقد جاء بخير كثير. ففهم القرآن معين لا ينضب فعلى المفسر أن يتمكن من علوم كثيرة متنوعة ليفتح له بفهم القرآن أبوابا من العلم الذي كان يغفل عن غيره. فيحتاج المفسر إلى معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق, ويحتاج أيضا إلى معرفة أصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحوال النزول وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن والمبهمات وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسها المفسر شيئا فشيئا بتدرج تعلمه للتفسير.
فعلم التفسير من أوسع العلوم فمن أقبل عليه وأحسن العناية به فإنه يكتسب المعرفة الواسعة الحسنة بعلوم كثيرة أما الناس الذس يفوت عنهم شيء من علم التفسير فقد يفوت تفاوتا كبيرا. قال الله تعالى:} إِنَّ هَـذَاالْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.{
س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم في التفسير في صلاح القلب.
إن العلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها, وفصل الله في القرآن كل شيء, فمن ابتغي العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه. وقد روي أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه, فالاشتغال بالتفسير بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه و أهله وماله, قال الله تعالى: }كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب.{
ومن أثر الاشتغال بعلم التفسير أن فيه بيان الهدى الذي يحتاج إليه العبد في شؤون حياته اليومية. وأيضا يتعلم كيف يتخلص من كيد الشيطان و شر النفس وفتنة الدنيا وسائر الفتن التي تعترضه وأيضا ويساعدهم في معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم حتى يبتعدوا مهنم لأنهم سبب ضلال وجسران الأمة في الدنيا والآخرة وأيضا يتعلم كيف يهتدي نفسه على صراط المستقيم.
وعلم التفسير يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة, قال الله تعالى:} وَمَن يَعْتَصِم بالله فَقَدْ هُدِىَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ{,فكلما الناس أكثر نصيبه في فهم كلام الله، واتباعا لما بينه الله تعالى من الهدى، كان أعظم حظا من الهداية والعصمة من الضلالة.وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه", فعلى الناس الاشتغال بتلاوة القرآن والتفكر فيه وتدبر معانيه واستخراج كنوزا والفوائد ليعلم علما كثيرا مباركا وليتطبقه في حياتهم اليومية حتى يصيرون على الطريق المستقيم.
وقال الله تعالى: }مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{
فمن أراد الهداية فعليه بفهم القرآن, ومن أراد الرحمة فعليه بهدى القرآن, ومن أراد العلم فعليه بتدبر القرآن. فالاشتغال بعلم التفسير أثر عظيم على قلب الناس فيجب على الناس جميعا أن يتعلموه ليجنب نفسه من أمراض القلوب مثل الحقد, الغرور و التكبرو غيره ذلك. فقال الله تعلى:}أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها{.