دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 26 جمادى الأولى 1436هـ/16-03-2015م, 02:19 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي تلخيص القسم الأول من عشريات ابن القيم: من المقدمة إلى الدرس الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

تلخيص القسم الأول من كتاب (عشريات ابن القيم): من المقدمة إلى الدرس الثاني: عشرة أسباب تعين على الصبر عن المعصية


تلخيص المقدمة
·سبب إعداد المصنف لهذه العشريّات
لتكرار ذكر ابن القيم الأسباب العشرة في كتبه، فهو يقسّم إلى عشرة، ويعدّد إلى عشرة، فأراد المصنف استكشافها وضمّ بعضها إلى بعض، رجاء أن ينتفع بها، وأن ينفع بها.
·أهمية هذه العشريات
- هي أول ما يقرؤه الطالب في علم السلوك.
- جمعها لأبواب متفرّقة فيه.
- جمع ابن القيم في كل باب منها خلاصة ما قيل فيه، وما فتح الله له به.
· من أئمة علم السلوك
من أحسنهم عنايةً بهذا العلم، وتأصيلًا لمسائله، وبيانًا لفوائده: الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي، المعروف بابن القيم رحمه الله.
· أهمية مصنفات ابن القيّم في علم السلوك
- تضمنت كتبه بيان بديع جامع، وتفصيل حسن رائع.
- عنايته بالدراسة الشاملة المستفيضة لكلّ بابٍ من أبوابه، مع حسن التلخيص لأقسامه ومسائله، وحل مشكلاته ومعضلاته، فيبيّن ويفصّل، ويصنّف ويقسّم.
- مع سلامة منهجه في الاعتقاد.
- تحريه العدل والإنصاف.
- وهو رحمه الله واسع الاطلاع كثير القراءة في علم السلوك، ومن ذلك أنه ذكر ثلاثين تعريفًا للمحبة من أقوال علماء السلوك واللغة مع بيان اشتقاقها وأصولها، وقد أحسن نقدها وتصنيفها في كتاب مدارج السالكين.
- هو صاحب نقد وتمحيص، فيجلّي الأقوال الحسنة، ويبيّن علل الأقوال الخاطئة.
· فضل علم السلوك
- يعرف به المؤمن معنى سلوك الصراط المستقيم، المفضي إلى رضوان الله تعالى وجنات النعيم.
- وبه يعرف السالك كيف يُحسن عبادة ربّه تعالى.
- وكيف يتقرّب إليه ويعظّم شأنه.
- وكيف يصلح قلبه ويُداوي علله.
- وكيف يُجاهد نفسه ويزكّيها.
- وكيف ينجو من كيد الشيطان الرجيم.
- وكيف يجاهد أعداءه من سائر الشياطين.
- وكيف يدافع العوارض والعوائق.
- وكيف يصنع في حال الابتلاء.
- وما سبيل خلاصه من آثار الذنوب وأخطارها.
الدرس الأول: عشرة أسباب تجلب محبة الله تعالى.
1: قراءةُ القرآن بالتدبر والتفهّم لمعانيه وما أُريدَ به.
2: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
3: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال.
4:
إيثارُ محابّه على محابّك عند غلَبَات الهوى.
5:
مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه لا محالة.

6: مشاهدة برِّه وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
7:
انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.
8:
الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه، والوقوف بين يديه متأدّبًا بأدب العبوديّة، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9:
مجالسةُ المحبين الصادقين، والتقاطُ أطايب ثمرات كلامهم.
10: مباعدةُ كلِّ سببٍ يحولُ بينَ القلب وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وَمَلاكُ ذلك كلِّه أمران:
- استعدادُ الرُّوحِ لهذا الشأن.
- وانفتاحُ عينِ البصيرةِ.

الدرس الثاني: عشرة أسباب تعين على الصبر عن المعصية
1: عِلْمُ العبدِ بقُبْحِها ورذالتها ودناءتها، وهذا السبب يحمِل العاقل على تركها ولو لم يُعَلَّقْ عليها وعيدٌ بالعذاب.
2: شَرَفُ النفس وزكاؤها وفضلها وأنَفَتها وحميَّتُها أن تختارَ الأسبابَ التي تحطُّهَا وتَضَعُ من قَدرِها.
3: الحياءُ من الله سبحانه.
4: خوفُ الله وخشيةُ عقابه، وهذا السببُ يقوَى بالعلم واليقين، ويضعُفُ بضَعْفِهما، قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.
5: محبة الله وهي أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه.

لطيفة يجب التنبُّه لها: وهي أن المحبَّة المجرَّدَةَ لا توجب هذا الأثر ما لم تقترن بإجلال المحبوب وتعظيمه؛ فإذا قارنها بالإجلال والتعظيم أوجبت هذا الحياء والطاعة.
فأعظم مواهب الله لعبده: أن يعمر قلبه بمحبته تعالى المقترنة بإجلاله وتعظيمه.
6: مراعاةُ نِعَمِهِ عليك وإحسانه إليك؛ فإنَّ الذنوب تزيلُ النِّعَم ولا بدَّ؛ قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
7: قِصَرُ الأملِ، وعلمُهُ بسرعةِ انتقالِهِ، وأنه كراكب قال في ظل شجرة ثم سار وتركها.
8: مجانبةُ الفضولِ في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس؛ فإنَّ قوَّةَ الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه الفضلات؛ فإنها تطلب لها مصرفا؛ ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد بطالتُه وفراغُه؛ فالنفس إن لم يشغلها بما ينفعها شغَلتْهُ بما يضرُّه ولا بد.
9: قوَّةُ العلمِ بسوءِ عاقبةِ المعصيةِ وَقُبْحِ أثَرِها والضررِ الناشيء، ومن ذلك:
- سواد الوجه
-ظلمة القلب وضيقه وغمِّه، وحزنه وأَلَمِه وانحصاره، وشدَّةِ قَلَقِهِ واضطرابه، وتمزُّقِ شَمْلِه وضعفه عن مقاومة عدوه، وتَعَرِّيهِ من زينته، والحَيرَةِ في أمرِه، ومرضه الذي إذا استحكم به فهو الموت ولا بدّ؛ فإن الذنوب تميت القلوب.
- ذلُّه بعدَ عِزِّه.
- أنه يصيرُ أسيراً في يدِ أعدائه بعد أن كان ملكا متصرفا يخافه أعداؤه.
- أنه يضعفُ تأثيرُه فلا يبقى له نفوذ في رعيته ولا في الخارج؛ فلا رعيته تطيعه إذا أمرَها، ولا ينفذ في غيرهم.
- زوالُ أمنِهِ وتبدّلِهِ به مخافة؛ فأخوف الناس أشدهم إساءة.
- زوالُ الأنسِ والاستبدالُ بهِ وحشةً، وكلما ازداد إساءة ازدادَ وحشة.
- زوالُ الرِّضا واستبداله بالسخط.
- زوالُ الطُّمَأنينةِ بالله والسكونِ إليه والإيواءِ عنده، واستبدالُهُ بالطَّرْدِ والبُعْدِ منه.
- وقوعُه في بئرِ الحسَرَاتِ؛ لأنه يعجز عن نيل جميع لذاته.
- فقرُهُ بعد غِنَاه؛ فإنَّه كان غنيًّا بما معه من رأس مالِ الإيمانِ، فإمَّا أن يسعى بتحصيل رأس مال آخر بالتوبة النصوح والجدّ والتشمير، وإلا فَقَدْ فاتَه ربحٌ كثير بما أضاعه مِن رأسِ ماله.
- نُقصانُ رزقه فإن العبدَ يحرم الرزق بالذنب يصيبه.
- ضعف بدنه.
- زوالُ المهابة والحلاوة التي لبسها بالطاعة؛ فتبدَّلَ بها مهانَة وحقارَة.
- حصول البُغْضَةِ والنُّفْرَةِ منه في قلوبِ الناس.

- ضياعُ أعَزِّ الأشياءِ عليهِ وأنفَسِها وأغلاها، وهو الوقتُ الذي لا عِوَض منه، ولا يعود إليه أبدا.
- طَمَعُ عدوِّهِ فيه وظفره به؛ حتى يصيرَ هو وليُّه دون مولاه الحقّ.
- الطَّبْعُ والرَّيْنُ على قلبه؛ قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
- أنه يحرم حلاوة الطاعة.
- أن تمنعَ قلبَه من ترحّله من الدنيا ونزوله بساحة القيامة؛ فيبقى القلب مشتتا مضيَّعا، فإذا نزل في ساحة الآخرة أقبلت إليه وفودُ التوفيقِ والعناية من كل جهة.
- إعراضُ الله وملائكته وعبادُه عنه؛ فإنَّ العبدَ إذا أعرض عن طاعة الله واشتغل بمعاصيه أعرضَ الله عنه؛ فأعرضت عنه ملائكتُهُ وعبادُه.
- أن الذنب يستدعي ذنبا آخر، ثم يقوى أحدهما بالآخر؛ فيستدعيان ثالثا، قال بعض السلف: (إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها).
- علمُه بفواتِ ما هو أحبُّ إليه وخيرٌ له منها من جنسها وغير جنسها؛ فإنه لا يجمع الله لعبده بين لذة المحرمات في الدنيا ولذة ما في الآخرة، كما قال تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}
- علمُهُ بأنَّ أعماله هي زاده ووسيلته إلى دار إقامته؛ فإن تزوَّدَ من معصية الله أوصله ذلك الزاد إلى دار العصاة والجناة، وإن تزود من طاعته وصل إلى دار أهل طاعته وولايته.
- علمه بأن عمله هو وليُّه في قبره، وأنيسُهُ فيه، وشفيعُه عند ربّه، والمخاصم والمحاجّ عنه؛ فإن شاء جعله له، وإن شاء جعله عليه.
- علمُهُ بأنَّ أعمالَ البرّ تنهضُ بالعبدِ وتقومُ به، وتصعد إلى الله به، وأعمال الفجور تهوي به وتجذبه إلى الهاوية وتجرُّه إلى أسفلِ سافلين قال الله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}، وقال تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء}.
- خروجه من حصن الله الذي لا ضيعة على من دخله فيخرج بمعصيته منه إلى حيث يصير نِهْبا للصوص وقطاع الطريق.
- أنه بالمعصية قد تعرَّضَ لِمَحْقِ بركته.
وبالجملة؛ فآثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبدُ علماً، وآثار الطاعة الحسنة أكثر من أن يحيطَ بها علما، فخير الدنيا والآخرة بحذافيره في طاعة الله، وشرُّ الدنيا والآخرة بحذافيره في معصيته.

10: وهو الجامع لهذه الأسباب كلها: ثباتُ شجرةِ الإيمانِ في القلبِ؛ فَصَبْرُ العبدِ عن المعاصي إنما هو بحسب قوَّةِ إيمانه.
فإذا قوي سراجُ الإيمانِ في القلبِ وأضاءَتْ جهاتُه كلُّها به، وأشرق نوره في أرجائه سرى ذلك النور إلى الأعضاء وانبعث إليها؛ فأسرعت الإجابة لداعي الإيمان، وانقادت له طائعة مذللة غير متثاقلة ولا كارهة.
·فصل: أسباب تعين على الصبر على الطاعة
- الصبر على الطاعة ينشأ من معرفة هذه الأسباب (الصبر عن المعصية).
- معرفة ما تجلبه الطاعة من العواقب الحميدة والآثار الجميلة.
- ومن أقوى أسبابها الإيمان والمحبة.

·
مسألة: وهي أيُّ الصبرينِ أفضل؟ صبرِ العبدِ عن المعصيةِ أم صبره على الطاعة؟

فطائفة قالت: الصبر عن المعصية أفضل.
وحجتهم:
- أن الصبر عن المعصية من وظائف الصديقين؛ كما قال بعض السلف: (أعمال البِرِّ يفعلها البَر والفاجر، ولا يقوى على ترك المعاصي إلا صديق).
- قالوا: ولأن داعيَ المعصيةِ أشدُّ من داعي تركِ الطاعةِ؛ فإن داعي المعصية إلى أمرٍ وجوديٍّ تشتهيه النفس وتلتذُّ به، والداعي إلى ترك الطاعة الكسل والبطالة والمهانة.
- قالوا: ولأن العصيان قد اجتمع عليه داعي النفس والهوى والشيطان وأسباب الدنيا وقرناء الرجل وطلب التشبه والمحاكاة وميل الطبع.
ورجحت طائفة: الصبر على الطاعة.
وحجتهم:
- أنَّ فعل المأمور أفضل من ترك المنهيات، واحتجت على ذلك بنحو من عشرين حجة.
- ولا ريب أنَّ فعلَ المأموراتِ إنَّما يتمُّ بالصبر عليها؛ فإذا كان فِعْلُها أفضلَ كان الصبرُ عليها أفضلَ.

وفصل النزاع في ذلك: أن هذا يختلف باختلاف الطاعةِ والمعصيةِ؛ فالصبرُ على الطاعة المعظَّمة الكبيرةِ -كالجهاد-أفضلُ من الصبر عن المعصيةِ الصغيرة الدنيَّة، والصبرُ عن المعصيةِ الكبيرةِ -ككبائر الإثم والفواحش-أفضلِ من الصبرِ على الطاعةِ الصغيرة. والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 02:55 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: بيان فضل طلب العلم

السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
من أوجه بيان فضل العلم:
الأول: أن العلم أصل معرفة الهدى، وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدارين، قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى}
الثاني: ومن فضائله أنه أصل كل عبادة؛ وبيان ذلك: أن كل عبادة يؤدّيها العابد لا تقبل منه إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدرًا من العلم.
الثالث: ومن فضائله أنه يعرّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويعرّفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته.
الرابع: ومن فضائله أن الله تعالى يحبّ العلم والعلماء، وقد مدحهم الله تعالى وأثنى عليهم في كتابه.
الخامس: ومن فضائله أن العلم يعرّف العبد بربّه جلّ وعلا، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وآثارها في الخلق والأمر، وهذه أعزّ المعارف، وأغلاها، وأعلاها، وأرفعها شأنًا، ولا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع.

السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً منالسنّة على فضل طلب العلم.
الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
والدليل من السنة: حديث أبي الدرداء مرفوعًا: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكبن وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر)). رواه أبو داود والترمذي.

السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة فيفضل طلب العلم.
من الكتب التي صنّفت في فضل طلب العلم:
-كتاب: (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة) لا بن القيم.
-كتاب: (فضل علم السلف على علم الخلف) لابن رجب.
-ومن ذلك ما أفرده بعض العلماء في كتبهم من الأبواب في بيان فضل العلم؛ كالبخاري أفرد في صحيحه كتابًا للعلم، ضمّنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والدارمي وغيرهم.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء علىصنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
قسّم الطحاوي علماء الشريعة إلى صنفين:
الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة، الذين تعلّموا الأحكام والسنن وعلّموها، الذين يُرحل إليهم في طلب العلم، وفقه مسائل الأحكام في العبادات، والمعاملات، والقضاء.
والصنف الآخر: أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد.
وهؤلاء قد دلّت الأدلّة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم، وكذلك هم في ميزان الشريعة من أهل العلم، وكذلك عدّهم الرعيل الأول والسلف الصالح من العلماء وإن كانوا لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وسبب ذلك ما قام في قلوبهم من الخشية والإنابة على الحقّ والهدى، الذي هو أصل العلم النافع.
وقد قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، وفي معنى {والذين لا يعلمون} وجهان للعلماء:
الأول: نفي حقيقته، أي الذين ليس لديهم علم.
الثاني: نفي فائدته؛ أي الذين لا ينتفعون بعلمهم.
وأصحاب الخشية والخشوع والإنابة هؤلاء قد حصّلوا صفو العلم وخلاصته، وذلك لما وفّقوا إليه من اليقين النافع، وحسن التذكّر والتفكّر والفهم والتبصّر، قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار به جهلًا" رواه ابن شيبة وغيره.
وهذا الصنف بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميّزون به بين الحقّ والباطل، والهدى والضلالة، يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم، ما هو من أعظم ثمرات العلم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا ويكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم}
لذا ينبغي لطالب العلم مع اشتغاله بطلب العلم الظاهر الذي هو التفقّه في أحكام الدين عقيدة وشريعة أن يحرص على صلاح قلبه بالعلم الباطن، فيعمر قلبه بخشية الله عزوجل، والإنابة إليه، واليقين به عزوجل؛ لأن هذا هو خالص العلم وأفضله، وأعلاه، وأجلّه قدرًا عند الله عزوجل.
ولأن أكثر ما يكون التقصير من طلاب العلم في هذا العلم الباطن، الذي هو خشية الله عزوجل والإنابة إليه، وهذا التقصير يكون له أثره في انتفاعهم بعلومهم، وأثره في عدم سلوكهم سبيل الهداية في كثير من الأمور.


السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلومالتي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها)) رواه مسلم.
والعلم الذي لا ينفع فسّر بتفسيرين:
-العلوم الضارّة.
-التفسير الآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة، لسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم.
والعلوم الضارّة:كالسحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تُخالف هُدى الشريعة، وفيها انتهاك لحرمات الله عزوجل، وقولٌ على الله بغير علم، واعتداء على شرعه، واعتداء على عباده.
وكل علمٍ كان مخالفًا للكتاب والسنة، بأن كان يصدّ عن طاعة الله، أو يزيّن معصية الله تعالى، أو يحسّن ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو يقبّح ما جاءت الشريعة بتحسينه، فهو علم غير نافع، وإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زخرف القول، فيحذر طالب العلم من القراءة في مثل هذه العلوم، خشية أن يفتن نفسه ويعرضها للشبهات التي تعلق بقلبه.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 4 شعبان 1436هـ/22-05-2015م, 01:22 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: علاج الفتور في طلب العلم


س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
الله تعالى أمرنا بإقامة الدّين، فقال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}
والدين لا يقوم إلا على أساس من العلم والإيمان، فبالعلم يُعرف هُدى الله عز وجل، وبالإيمان يُتّبع هذا الهُدى، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام الدين، وكان له الوعد من الله تعالى بالهداية والنصر، والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى قد كتب لأهل العلم والإيمان الرفعة والعزة والفضل العظيم في الدنيا والآخرة.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
النوع الأول: فتور طبيعي، تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من ضعف النفس، وهذا لا يُلام عليه الإنسان.
النوع الثاني: وهو الفتور الذي يُلام عليه العبد، ويكون سببه ضعف اليقين، وضعف الصبر.

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفهإلى الدنيا وملذاتها.
إن طلب العلم من أفضل الأعمال، وأحبّها إلى الله تعالى، وهذا لمن صحّت نيّته، فابتغى ثواب طلبه للعلم من الله تعالى.
وإنّ افتتان طالب العلم بالدنيا، وطلبه لعاجل متاعها، وما يحمله ذلك على الرياء، والعجب، وضعف العزيمة، والوهن، من الأسباب التي تؤدي إلى الضعف والفتور في طلبه للعلم، وربما الحرمان منه.
فينبغي لطالب العلم الحذر من هذه الأسباب؛ لما تؤدّي إليه من الآفات الخطيرة، فيتفقّد قلبه بين حينٍ وآخر، ويحرص على إخلاص القصد والنية لله تعالى في طلبه للعلم، وهذا ممّا يقوّي يقينه، وإذا حصل للمرء يقين ثابت بما جعله الله لطالب العلم من الثواب، والفضل، والرفعة في الدارين، فإن ذلك يحمله على الصبر، والثبات في طلبه للعلم؛ لأنه يعلم قيمة كل ساعة يقضيها في طلب العلم.

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
السبب الأول: ضعف اليقين.
الثاني: ضعف الصبر.
وهما من أعظم الأسباب، ولكلّ منهما آفات كثيرة، لها أسباب عديدة تؤدّي إلى الفتور.
وإذا ضعف اليقين والصبر، سلّط على الإنسان كيد الشيطان، ومكائد النفس الخفية، ولا سبيل للخلاص من ذلك؛ إلا بالإلحاح والدعاء لله تعالى، مع إخلاص التوجّه والقصد له سبحانه.
وهناك أسباب أخرى للفتور، تندرج تحت هذين السببين:
الثالث: العجب.
الرابع: الرياء.
وهذان الداءان الخطيران من علل النفس التي تمحق بركة العلم، وإنما ينتجان عن ضعف اليقين؛ لأن الذي يوقن بمراقبة الله عز وجل له، ويوقن بأن ثواب الله أعظم من كلّ شيء، فهذا اليقين يصرف عن قلبه الرياء والعجب.
الخامس: عواقب الذنوب؛ فالإنسان قد يقترف بعض الذنوب الخطيرة، التي قد يُعاقب عليها بحرمانه من فضل العلم وبركته، ومن تلك الذنوب: الوقيعة في الأعراض.
السادس: التفاخر على الأقران؛ لما يُخشى على صاحبه، ألّا يبارك في علمه.
السابع: تحميل النفس ما لا تطيق؛ وهذا قد يعرضها للانقطاع عن طلب العلم.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
-أعظم ما يُعالج به الفتور: تحصيل اليقين، وتحصيل الصبر.
وتحصيل العلاجات الأخرى هو تبعٌ لهذا العلاج.
واليقين هو أساس العلاج؛ لأن صاحب اليقين، يسهل عليه الصبر.
ومما يساعد على اكتساب اليقين: إقبال القلب على الله تعالى، وطلب الهدى.
وأما الصبر؛ فيُنال بالتصبّر، ففي الحديث: ((من يصبر يصبّره الله)).
-ومما يُعالج به الفتور أيضًا: تذكير النفس بفضل العلم وشرفه، وهذا مما يعين على إزالة الغفلة، وطول الأمل، الذي يؤدّي إلى الفتور.
-ومن ذلك أيضًا: الإعراض عن اللغو، وهو من أعظم أسباب الفلاح، وقد جعله الله تعالى بعد الصلاة مباشرة، فقال: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون}، وفي الآية تنبيه أن النفس تحتاج لغذاء يقوّيها، وإلى وقاية تحميها، والإعراض عن اللغو هو أصل الحماية؛ لأن كثير من الآفات قد تتسلّط على الإنسان لعدم إعراضه عن اللغو.
-ومن أسباب العلاج أيضًا: معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها مالا تطيق، فيحرص على الاجتهاد فيما يُطيقه، وما ييسّره الله تعالى له.
- ومنها أيضًا: الحذر من علل النفس الخفيّة.
التي من ضررها انها قد تمنع من مواصلة طلب العلم، وتذهب ببركته؛ كالعجب، والغرور، والمراء، والتعالي، واستكثار العلم، والتفاخر، ونحو ذلك.
-ومنها أيضًا: تنظيم الوقت، وتقسيم الأعمال إلى أقسام.
فينجز في كلّ وقت قدرًا من العمل، ويحصل له بتجزئة الأعمال، إنجاز أعمال كثيرة بإذن الله تعالى.
-ومنها أيضًا: اختيار صحبة صالحة، فهو ممّا يعينه على طلب العلم.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 7 رمضان 1436هـ/23-06-2015م, 04:05 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: بيان فضل طلب العلم
السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
من أوجه بيان فضل العلم:
الأول: أن العلم أصل معرفة الهدى، وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدارين، قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى}
الثاني: ومن فضائله أنه أصل كل عبادة؛ وبيان ذلك: أن كل عبادة يؤدّيها العابد لا تقبل منه إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدرًا من العلم.
الثالث: ومن فضائله أنه يعرّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويعرّفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته.
الرابع: ومن فضائله أن الله تعالى يحبّ العلم والعلماء، وقد مدحهم الله تعالى وأثنى عليهم في كتابه.
الخامس: ومن فضائله أن العلم يعرّف العبد بربّه جلّ وعلا، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وآثارها في الخلق والأمر، وهذه أعزّ المعارف، وأغلاها، وأعلاها، وأرفعها شأنًا، ولا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع.

السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً منالسنّة على فضل طلب العلم.
الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
والدليل من السنة: حديث أبي الدرداء مرفوعًا: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكبن وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر)). رواه أبو داود والترمذي.

السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة فيفضل طلب العلم.
من الكتب التي صنّفت في فضل طلب العلم:
-كتاب: (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة) لا بن القيم.
-كتاب: (فضل علم السلف على علم الخلف) لابن رجب.
-ومن ذلك ما أفرده بعض العلماء في كتبهم من الأبواب في بيان فضل العلم؛ كالبخاري أفرد في صحيحه كتابًا للعلم، ضمّنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والدارمي وغيرهم.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء علىصنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
قسّم الطحاوي علماء الشريعة إلى صنفين:
الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة، الذين تعلّموا الأحكام والسنن وعلّموها، الذين يُرحل إليهم في طلب العلم، وفقه مسائل الأحكام في العبادات، والمعاملات، والقضاء.
والصنف الآخر: أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد.
وهؤلاء قد دلّت الأدلّة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم، وكذلك هم في ميزان الشريعة من أهل العلم، وكذلك عدّهم الرعيل الأول والسلف الصالح من العلماء وإن كانوا لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وسبب ذلك ما قام في قلوبهم من الخشية والإنابة على الحقّ والهدى، الذي هو أصل العلم النافع.
وقد قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، وفي معنى {والذين لا يعلمون} وجهان للعلماء:
الأول: نفي حقيقته، أي الذين ليس لديهم علم.
الثاني: نفي فائدته؛ أي الذين لا ينتفعون بعلمهم.
وأصحاب الخشية والخشوع والإنابة هؤلاء قد حصّلوا صفو العلم وخلاصته، وذلك لما وفّقوا إليه من اليقين النافع، وحسن التذكّر والتفكّر والفهم والتبصّر، قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار به جهلًا" رواه ابن شيبة وغيره.
وهذا الصنف بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميّزون به بين الحقّ والباطل، والهدى والضلالة، يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم، ما هو من أعظم ثمرات العلم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا ويكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم}
لذا ينبغي لطالب العلم مع اشتغاله بطلب العلم الظاهر الذي هو التفقّه في أحكام الدين عقيدة وشريعة أن يحرص على صلاح قلبه بالعلم الباطن، فيعمر قلبه بخشية الله عزوجل، والإنابة إليه، واليقين به عزوجل؛ لأن هذا هو خالص العلم وأفضله، وأعلاه، وأجلّه قدرًا عند الله عزوجل.
ولأن أكثر ما يكون التقصير من طلاب العلم في هذا العلم الباطن، الذي هو خشية الله عزوجل والإنابة إليه، وهذا التقصير يكون له أثره في انتفاعهم بعلومهم، وأثره في عدم سلوكهم سبيل الهداية في كثير من الأمور.


السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلومالتي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها)) رواه مسلم.
والعلم الذي لا ينفع فسّر بتفسيرين:
-العلوم الضارّة.
-التفسير الآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة، لسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم.
والعلوم الضارّة:كالسحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تُخالف هُدى الشريعة، وفيها انتهاك لحرمات الله عزوجل، وقولٌ على الله بغير علم، واعتداء على شرعه، واعتداء على عباده.
وكل علمٍ كان مخالفًا للكتاب والسنة، بأن كان يصدّ عن طاعة الله، أو يزيّن معصية الله تعالى، أو يحسّن ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو يقبّح ما جاءت الشريعة بتحسينه، فهو علم غير نافع، وإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زخرف القول، فيحذر طالب العلم من القراءة في مثل هذه العلوم، خشية أن يفتن نفسه ويعرضها للشبهات التي تعلق بقلبه.
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .
إجابتك جيدة ، والتنسيق متميز ، بارك الله فيكِ .
وبالنسبة للسؤال الخامس ، لو حررت العناصر هكذا :

العلم منه نافع وغير نافع :
والعلم الذي لا ينفع فسر بتفسيرين :
الأول : العلوم الضارة [السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تخالف هدى الشريعة ، وفيها انتهاك لحرمات الله ، وقول على الله بغير علم ، واعتداء على شرعه واعتداء على عباده] فكل ذلك من العلوم الضارة .
والثاني : عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها : بسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم .
والعلوم التي لا تنفع كثيرة ، ومن أبرز علاماتها : مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة ، فكل علم تجده يصد عن طاعة الله ، أو يزين معصية الله ، أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه ، أو العكس فهو غير نافع وإن زخرفه أصحابه وادعوا فيه ما ادعوا .

خطر الانشغال بها وضرر تعلمها :
الفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة في ما لا ينفع ، فيعرض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم ، وقد قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .

لكانت أجود وأفضل تحريرا .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 7 رمضان 1436هـ/23-06-2015م, 05:30 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: علاج الفتور في طلب العلم


س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
الله تعالى أمرنا بإقامة الدّين، فقال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}
والدين لا يقوم إلا على أساس من العلم والإيمان، فبالعلم يُعرف هُدى الله عز وجل، وبالإيمان يُتّبع هذا الهُدى، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام الدين، وكان له الوعد من الله تعالى بالهداية والنصر، والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى قد كتب لأهل العلم والإيمان الرفعة والعزة والفضل العظيم في الدنيا والآخرة.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
النوع الأول: فتور طبيعي، تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من ضعف النفس، وهذا لا يُلام عليه الإنسان.
النوع الثاني: وهو الفتور الذي يُلام عليه العبد، ويكون سببه ضعف اليقين، وضعف الصبر.

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفهإلى الدنيا وملذاتها.
إن طلب العلم من أفضل الأعمال، وأحبّها إلى الله تعالى، وهذا لمن صحّت نيّته، فابتغى ثواب طلبه للعلم من الله تعالى.
وإنّ افتتان طالب العلم بالدنيا، وطلبه لعاجل متاعها، وما يحمله ذلك على الرياء، والعجب، وضعف العزيمة، والوهن، من الأسباب التي تؤدي إلى الضعف والفتور في طلبه للعلم، وربما الحرمان منه.
فينبغي لطالب العلم الحذر من هذه الأسباب؛ لما تؤدّي إليه من الآفات الخطيرة، فيتفقّد قلبه بين حينٍ وآخر، ويحرص على إخلاص القصد والنية لله تعالى في طلبه للعلم، وهذا ممّا يقوّي يقينه، وإذا حصل للمرء يقين ثابت بما جعله الله لطالب العلم من الثواب، والفضل، والرفعة في الدارين، فإن ذلك يحمله على الصبر، والثبات في طلبه للعلم؛ لأنه يعلم قيمة كل ساعة يقضيها في طلب العلم.

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
السبب الأول: ضعف اليقين.
الثاني: ضعف الصبر.
وهما من أعظم الأسباب، ولكلّ منهما آفات كثيرة، لها أسباب عديدة تؤدّي إلى الفتور.
وإذا ضعف اليقين والصبر، سلّط على الإنسان كيد الشيطان، ومكائد النفس الخفية، ولا سبيل للخلاص من ذلك؛ إلا بالإلحاح والدعاء لله تعالى، مع إخلاص التوجّه والقصد له سبحانه.
وهناك أسباب أخرى للفتور، تندرج تحت هذين السببين:
الثالث: العجب.
الرابع: الرياء.
وهذان الداءان الخطيران من علل النفس التي تمحق بركة العلم، وإنما ينتجان عن ضعف اليقين؛ لأن الذي يوقن بمراقبة الله عز وجل له، ويوقن بأن ثواب الله أعظم من كلّ شيء، فهذا اليقين يصرف عن قلبه الرياء والعجب.
الخامس: عواقب الذنوب؛ فالإنسان قد يقترف بعض الذنوب الخطيرة، التي قد يُعاقب عليها بحرمانه من فضل العلم وبركته، ومن تلك الذنوب: الوقيعة في الأعراض.
السادس: التفاخر على الأقران؛ لما يُخشى على صاحبه، ألّا يبارك في علمه.
السابع: تحميل النفس ما لا تطيق؛ وهذا قد يعرضها للانقطاع عن طلب العلم.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
-أعظم ما يُعالج به الفتور: تحصيل اليقين، وتحصيل الصبر.
وتحصيل العلاجات الأخرى هو تبعٌ لهذا العلاج.
واليقين هو أساس العلاج؛ لأن صاحب اليقين، يسهل عليه الصبر.
ومما يساعد على اكتساب اليقين: إقبال القلب على الله تعالى، وطلب الهدى.
وأما الصبر؛ فيُنال بالتصبّر، ففي الحديث: ((من يصبر يصبّره الله)).
-ومما يُعالج به الفتور أيضًا: تذكير النفس بفضل العلم وشرفه، وهذا مما يعين على إزالة الغفلة، وطول الأمل، الذي يؤدّي إلى الفتور.
-ومن ذلك أيضًا: الإعراض عن اللغو، وهو من أعظم أسباب الفلاح، وقد جعله الله تعالى بعد الصلاة مباشرة، فقال: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون}، وفي الآية تنبيه أن النفس تحتاج لغذاء يقوّيها، وإلى وقاية تحميها، والإعراض عن اللغو هو أصل الحماية؛ لأن كثير من الآفات قد تتسلّط على الإنسان لعدم إعراضه عن اللغو.
-ومن أسباب العلاج أيضًا: معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها مالا تطيق، فيحرص على الاجتهاد فيما يُطيقه، وما ييسّره الله تعالى له.
- ومنها أيضًا: الحذر من علل النفس الخفيّة.
التي من ضررها انها قد تمنع من مواصلة طلب العلم، وتذهب ببركته؛ كالعجب، والغرور، والمراء، والتعالي، واستكثار العلم، والتفاخر، ونحو ذلك.
-ومنها أيضًا: تنظيم الوقت، وتقسيم الأعمال إلى أقسام.
فينجز في كلّ وقت قدرًا من العمل، ويحصل له بتجزئة الأعمال، إنجاز أعمال كثيرة بإذن الله تعالى.
-ومنها أيضًا: اختيار صحبة صالحة، فهو ممّا يعينه على طلب العلم.
بارك الله فيكِ ، جواب جيد - وإن كان مختصرا عن الكرم المعتاد منكم - ، ولو حررنا الإجابة في السؤال الأول ، وعنصرناها فقلنا :
  • - بيان ذلك من القرآن : .... .
  • - بيان ذلك من السنة : ..... .
  • - بيان ذلك من الواقع والتاريخ : ..... .
لكان أجود تحريرا وأتم إجابة .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 06:40 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة محاضرة (خطر التعالم والتحذير من المتعالمين)

السؤال الأول: بيّن معنى التعالم واذكر مظاهره.
التعالم: هو ادعاء العلم والتظاهر به.
فالتعالم من معاني صيغة (تفاعل) في اللغة: هو إظهار خلاف الباطن، ومنه قولهم: تماوت، تمارض، ... الخ.
والمتعالم: هو الجاهل الذي يدّعي العلم والمعرفة، ويتظاهر بهما، ويتلبس بلبلس أهل العلم، ويتحدث بلسانهم، وربما استعمل شيئا من أدواتهم وعباراتهم.
وأهل العلم يميزون المتعالم، ويحذرون من جهله وخطره، ويتصدون لخطئه ويبينونه.
مظاهر التعالم: منها:
1: التوصية بوصايا منهجية تعليمية خاطئة، فليس لهم من التمكن في التخصص ما يؤهلهم لإصدار هذه الوصايا، فيضلون طلاب العلم المبتدئين بهذه الوصايا.
2: الفتوى بغير علم؛ والتسرع إليها.
3: نقد الكتب والرجال؛ والتكلم فيهم بغير علم، وبغير تثبت.
4: التصدّر للوعظ والتذكير من غير تأهل؛ فيتجاوزون النقول والأخبار الصحيحة إلى إيراد الأحاديث الضعيفة، والأخبار الواهية.
5: التصدر للتدريس، وهم ليسوا بأهل لذلك.
6: التصدر للتأليف، وتحقيق الكتب، من دون اكتمال الأداة العلمية لذلك.
7: استغلال مواضع الحاجة عند العامة، فيدخلون عليهم من هذه المواضع، ثم يستغلون ذلك للتصدر.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 6 محرم 1438هـ/7-10-2016م, 10:55 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة محاضرة (خطر التعالم والتحذير من المتعالمين)

السؤال الأول: بيّن معنى التعالم واذكر مظاهره.
التعالم: هو ادعاء العلم والتظاهر به.
فالتعالم من معاني صيغة (تفاعل) في اللغة: هو إظهار خلاف الباطن، ومنه قولهم: تماوت، تمارض، ... الخ.
والمتعالم: هو الجاهل الذي يدّعي العلم والمعرفة، ويتظاهر بهما، ويتلبس بلبلس أهل العلم، ويتحدث بلسانهم، وربما استعمل شيئا من أدواتهم وعباراتهم.
وأهل العلم يميزون المتعالم، ويحذرون من جهله وخطره، ويتصدون لخطئه ويبينونه.
مظاهر التعالم: منها:
1: التوصية بوصايا منهجية تعليمية خاطئة، فليس لهم من التمكن في التخصص ما يؤهلهم لإصدار هذه الوصايا، فيضلون طلاب العلم المبتدئين بهذه الوصايا.
2: الفتوى بغير علم؛ والتسرع إليها.
3: نقد الكتب والرجال؛ والتكلم فيهم بغير علم، وبغير تثبت.
4: التصدّر للوعظ والتذكير من غير تأهل؛ فيتجاوزون النقول والأخبار الصحيحة إلى إيراد الأحاديث الضعيفة، والأخبار الواهية.
5: التصدر للتدريس، وهم ليسوا بأهل لذلك.
6: التصدر للتأليف، وتحقيق الكتب، من دون اكتمال الأداة العلمية لذلك.
7: استغلال مواضع الحاجة عند العامة، فيدخلون عليهم من هذه المواضع، ثم يستغلون ذلك للتصدر.
التقدير: (أ+)
أحسنتِ، بارك الله فيكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir