دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 3 ربيع الأول 1439هـ/21-11-2017م, 11:50 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق جمعة مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


تطبيق على أسلوب الحجاج

تفسير من سورة المنافقون من بداية السورة من قوله تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * أتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون * ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)

· في هذه الآيات من سورة المنافقون يفضح المولى تبارك وتعالى المنافقين ويبين كذبهم وللفهم الصحيح لمراده تعالى لهذه الآيات يجب علينا معرفة السبب وراء نزول هذه الآيات.

· جاء في تفسير القرطبي روى البخاري عن زيد بن أرقم قال: كنت مع عمي فسمعت أبي بن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا, وقال: لإن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل, فذكرت ذلك لعمى فذكر عمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم, فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه فحلفوا ما قالوا, فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني. فأصابني هم لم يصيبني مثله فجلست في بيتي فأنذل الله عز وجل: (إذا جاءك المنافقون) إلى قوله: (هم اللذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله) إلى قوله: (ليخرجن الأعز منها الأذل). فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال: (إن الله قد صدقك).

· ومن خلال معرفتنا لسبب نزول الآيات نجد أنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكثر المسلمون في المدينة وأعتز الإسلام بها صار أناس من أهلها من الأوس والخزرج يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليبقى جاههم وتحقن دماؤهم وتسلم أموالهم فذكر الله من أوصافهم ما فضحهم به وبين به كذبهم حتى يعرفون لكي يحذر العباد منهم ويكونوا منهم على بصيرة.

· وهذه الآيات أنزلها الله لفضح المنافقين وبيان كذبهم وعلى رأسهم رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول وقد سرد الله تعالى في هذه الآيات مجموعة من العبارات والحقائق التي فضح الله بها نفاق المنافقين وبين لرسوله ومن معه من المسلمين كم أن هؤلاء المنافقين كاذبون في دعواهم:

1. كما جاء في الآية الأولى: فقد وصفهم الله تعالى بالمنافقين وكم في هذا الوصف من التشنيع عليهم وفضح حقيقتهم التي كان يجهلها المسلمون وقت نزول هذه الآيات فقد كذبوا على رسول الله بقولهم وفعلهم ولكن كانت قلوبهم تقول الحقيقة ويعلم الله ما فيها ففضحهم لرسوله وللمسلمين فجاء بقوله تعالى (قالوا) توضيحا وبيانا وفضحا لما في قلوبهم فغدعائهم الإيمان ما هو إلا مجرد ادعاء قولي ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ولن يدخل فقد استحقوا أن لا يفتح الله قلوبهم للإيمان.
و
في هذه الآية أيضا: شهد المولى عز وجل على كذبهم ونفاقهم وهذه الشهادة من أعظم الشهادات في حق المنافقين وأكثرها بيانا لكذبهم حيث أستعمل الله فيها مجموعة من المؤكدات التي أكد الله بها كذبهم ونفاقهم فقوله تعالى (والله يشهد) وهذا أعظم المؤكدات وقوله (إن المنافقين) فإن هنا توكيدية تؤكد ما بعدها وهذا لزيادة التأكيد على كذب المنافقين ثم أكد بعد ذلك بمؤكد ثالث وهو اللام في (لكاذبون) واستعمال كل هذه المؤكدات يوضح كم يريد المولى تبارك وتعالى فضحهم وبيان حالهم من النفاق والكذب.

ومن ذلك يتضح ويظهر جليا رد المولى عز وجل على دعواهم بأنهم مسلمون وفضح لما تكنه صدورهم من الكفر والكيد للإسلام والمسلمين.

2. وفي الآية الثانية: يزيد الله في فضحهم وبيان حقيقتهم التي كانوا يخفونها فقال لرسوله صلى الله عليه وسلم أنهم يستخدمون الحلف والأيمان وقاية وترسا يتترسون به وبذلك صدوا غيرهم ممن لا يعلمون بحالهم عن سبيل الله حيث أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر وأقسموا على ذلك.

3. وفي الآية الثالثة: يتضح لنا كيف زاد المولى عز وجل في فضح حقيقتهم وبيان كذبهم وادعائهم فقال:

a) آمنوا: أي نطقوا بكلمة الشهادة وفعلوا كما يفعل من يدخل في الإسلام ولكن هذا الإسلام لم يعبر حلوقهم فلم يسلموا بقلوبهم ولا حتى بعقولهم فقط أدعوا الإسلام ونطقوه بألسنتهم مما يؤكد كذبهم وكفرهم واستحقاقهم لما أعده الله لهم من العذاب يوم القيامة.

b) ثم كفروا: أي ثم ظهر كفرهم بعد ذلك وتبين بما أطلع الله عليه المؤمنين من أقوالهم التي لم يستطيعوا كتمها في صدورهم وأفعالهم التي لم يتمكنوا من كبح جماح أنفسهم للقيام بها فظهر كفرهم وفضحوا على الملأ.

c) فطبع على قلوبهم: أي ختم الله عليهم بالكفر نتيجة إصرارهم عليه فصاروا بحيث لا يصل إليهم الإيمان وكان ذلك جزاء عادلا من المولى عز وجل لهم مؤكدا على استمرار كفرهم حتى يموتوا وذلك ما جنته أنفسهم لما قاموا به من الكذب على الله ورسوله والمسلمين وما كانوا يكيدون للإسلام والمسلمين حقدا وحسدا من عند أنفسهم.

ومن كل ما سبق من المؤكدات والحقائق والأدلة ما ثبت به نفاق المنافقين وكذبهم في حق الله ورسوله وكيدهم للإسلام والمسلمين وسعيهم لقتل الإسلام قبل أن ينتشر وينتمي إليه الكثير من الناس ولكن أتم الله نعمته على هذا الدين وعلى رسوله والمسلمون بأن فضح هؤلاء المنافقين وبين حقيقتهم وكذبهم فكان من الرسول والمسلمون أن أتخذوهم أعداء واحترسوا منهم كما ينبغي فلا يضرب الدين من اتجاههم مرة أخرى فاللهم أكشف لنا المنافقين وارزقنا القوة عليهم فلا يتحكموا في الدين وأهله وأنت أحكم الحاكمين.

المراجع :
جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ت (310هـ)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت ( 671هـ)
تفسير الطنطاوي ت (2010م)
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت (774هـ)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي ( 1376 هـ)
تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور (1973 م)

أحسنت استدراك الملحوظات، بارك الله فيك ونفع بك.
ما تحته خط، أخطاء إملائية ونحوية، أرجو تجنبها فيما يلي، ومنها :
- المصادر الخماسية والسداسية مثل : اتخذوا واستعمل ، همزتها همزة وصل وليست همزة قطع، وكذلك الأمر من الثلاثي مثل : " اكشف " همزته همزة وصل.
- " حتى " من أدوات نصب المضارع فنقول : " حتى يعرفوا ".
- قلت : " جاء في تفسير القرطبي ، روى البخاري ... " ماذا لو عدت إلى صحيح البخاري نفسه - إن كانت الرواية في الصحيح لأن البخاري له كتب عدة - وأتيت بالرواية من هناك، ونسبتها للمصدر الأصلي بدلا من المصدر الناقل، فهذا يقوي رسالتك أكثر.
التقويم : ب.
وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 3 ربيع الأول 1439هـ/21-11-2017م, 12:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب الجريدي مشاهدة المشاركة
. أسلوب الحجاج

{ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } { أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ }

بسم الله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله نبينا محمد و على أصحابه و أهله الطيبين، أما بعد فهذه آيات كريمة من سورة الطور و فيها حجج دامغة قوية من الله تعالى يلقنها لرسوله صلى الله عليه و سلم للرد على المشركين فيذكر له باطلهم ثم يدمغه بالحق بأحسن الطرق الواضحة التي لا يستطيعون الاعتراض عنها؛

فالكفار يشهدون بأن الله إله و يدعونه و لكنهم يشركون معه غيره، و يقولون كيف نعبد الله مباشرة فيجب علينا أن نجعل بيننا وسائط و هي الآلهة كما قال الله تعالى في سورة الزمر على لسان الكفار:" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"، ثم عبدوا هذه الآلهة من دون الله عز و جل،
فكيف يشرك بمن خلق و رزق و برأ و أنزل الكتب و الرسل ..
و جاءت الإجابة من الله للرد عليهم و تبكيتهم بالحجج الباهرة، فبدأ بتذكيرهم بحجة الخلق*أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ: هل خلقوا من غير خالق أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ: أم خلقوا أنفسهم
و هذا محال، فلا يمكن لشيء أن يخلق بدون خالق فهذا لا يستقيم مع نظام الكون لأن لكل شيء خالق، و لا يمكن للعبد أن يخلق نفسه إذ الواجد يجب أن يخلق قبل الموجود، .
فإن كنتم تعلمون و توقنون أن الله هو من خلقكم فهو إذا المستحق الوحيد للعبادة، فكيف تشركون معه غيره، فهذا من أعظم الجحود.

الحجة الثانية:
*أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ: طبعا لا لأنهم عاجزون على أدنى من ذلك، فهم يعجزون عن خلق ذبابة فما بالك بالخلق العظيم الذي هو السماوات و الأرضين.
*بَل لاَّ يُوقِنُونَ: أي هم يعلمون أن الله هو من خلقهم و خلق السماوات و الأرض -و الدليل قوله تعالى:"و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله"-و لكنهم يتخبطون في ظلمات جهلهم و غييهم فلا ينتفعون لا بالأدلة العلمية و لا العقلية.
و قال الإمام الطبري في تفسير{ بَلْ لا يُوقِنُونَ }، يقول: "لم يتركوا أن يأتمروا لأمر ربهم، وينتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى، لأنهم خلقوا السموات والأرض، فكانوا بذلك أرباباً، ولكنهم فعلوا، لأنهم لا يوقنون بوعيد الله وما أعدّ لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة".
و ذكر بن كثير حديثا في الصحيحين، حدثنا [ من قائل حدثنا ؟ البخاري أم مسلم ؟ ] سفيان عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية { أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَـٰلِقُونَ أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } كاد قلبي أن يطير، وكان أنذاك كافرا و كانت سببا في إسلامه.
فهذه الآيات حجج تبدد الكفر و الشك لدى من أراد الله له الهداية، فيا أيها المشرك من تدعي أن مع الله آلهة تعبدها ، فماذا فعلوا و أين آثارهم، ما بالكم لا تعقلون و لا تفقهون، فإن كان الله هو من خلقكم و هو من خلق السماوات و الأرض و ما بينهما، فكيف تتركون عبادة هذا الرب العظيم و تعبدون آلهة أنتم تصنعونها بأيديكم و هي لا تملك لكم ضرا و لا نفعا و لم تخلقكم و لم تخلق شيئا.


المراجع
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري
الكشاف للزمخشري
تفسير القرآن الكريم لابن كثير
فتح القدير للشوكاني
أيسر التفاسيرلأبو بكر الجزائري
تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان للسعدي
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.

أشارت عليكِ الأستاذة أمل بالرجوع لبعض المراجع لكن لم أجدكِ عدتِ إليها مثل تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور، إذا أن فيه توضيح جيد للشبهة والردود عليها.

وجعلتِ أصل الشبهة أنهم يشركون مع الله غيره ويحتجون بأن هذه الآلهة تقربهم إلى الله زلفى، واستدللتِ بالآيات على توحيد الله عز وجل، وهي حقًا تدل بلازم الأمر على توحيد الله بإقرارهم بتوحيد الربوبية، لكنها جاءت كذلك في رد شبهة المشركين وهي إنكارهم للبعث، وسياق آيات الطور في إقرار هذه الحقيقة؛ أن الله سيبعث عباده ويحاسبهم، إذ كان القسم في بداية السورة على قوله تعالى :{ إن عذاب ربك لواقع. ما له من دافع }، ومن يوقن بهذه الحقيقة يوحد الله عز وجل، فما جرأهم على الشرك بالله وهم يعلمون أنه خالقهم، إلا أنهم أنكروا أنه سيحاسبهم.

ويُستفاد هذا أيضًا من تفسير الطبري - الذي أوردتيه - لقوله تعالى :{ بل لا يوقنون }.



- ملحوظة أخرى : نقلتِ حديث جبير بن مُطعم عن تفسير ابن كثير، والأولى أن ترجعي إلى الصحيحين وتأتي بالحديث منهما ،وتكون النسبة للمصدر الأصلي - ما توفر لكِ - بدلا عن المصدر الناقل.


التقويم : ج+

وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir