باسم الله
تلخيص درس العامّ والخاصّ من شرح منظومة الزمزمي
عناصر الدرس
● موضوع العقد الخامس
● أهمية مباحثه
● موضوع الدرس
● العام
•معنى العام
•أوّلا: العام الباقي على عمومه
مسألة: هل العام الباقي على عمومه عزيز كما يرى الناظم؟
•ثانيا: العام المخصوص
•ثالثا: العام الذي أريد به الخصوص
•الفروق بينهما
● الخاص
•معنى الخاص
•رابعا: ماخص منه بالسنة
مسألة: هل" كل حاجة تبيح المحرّم"؟
مسألة:هل يدخل التخصيص بالسنة في باب النسخ؟
• خامسا:ما خص به من السنة
•الأحاديث والآيات المخصِّصةِ لها
_____________________
التفصيل:
●موضوع العقد الخامس.
يتناول العقد الخامس من منظومة الزمزميّ مباحث المعاني المتعلقة بالأحكام وهي أربعة عشر نوعاً.
●أهمية مباحثه.
معرفة معاني الألفاظ وفهمها له أثر كبير في فهم ما جاء في الكتاب والسنة من أحكام ، ومن ثمَّ العملُ بها.
●موضوع الدرس.
يتناول درس (العامّ والخاصّ) الأنواع الخمس الأولى من العقد الخامس: العامّ بأنواعه الثالث ، والخاصّ بنوعيْه.
●العام.
•معنى العام.
العام ما شمل شيئين فصاعدا ، من غير حصر وهو على ثلاثة أنواع:
• أولا: العام الباقي على عمومه.
معناه: هو العامُّ الذي لم يدخل فيه تخصيص فبقيَ على عمومه ،و وَرَد في موضعين فقط على حسب الناظم :
في قوله تعالى :
{وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ، وكذاقوله:
{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}.
توضيح:(شيء) لفظٌ عامّ يشمل كل الكليّات والجزئيات، فلا يغيب عن علم الله عزّ وجلّ شيء.
مسألة: هل العام الباقي على عمومه عزيز كما قال الناظم؟
يرى ابن تيمية أن العام الباقي على عمومه كثيرٌ في القرآن ، فحصر النّاظم له في هذين الموضعين رأيٌ غيرُ سديدٍ.
مثال: قوله تعالى :
{ولا يظلم ربك أحد}، وكذا قوله:
{وما ربّك بظلاّم للعبيد}،ومثله كثير.
• ثانيا: العام المخصوص.
معناه : اللفظ العامّ الذي يراد منه جميع الأفراد ثم بعد ذلك يورِد ما يخرج بعضهم عن هذا العموم.
مثاله: قوله تعالى :
{إنّ الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}.
توضيح: الإنسان لفظٌ يراد به الجنس (عام)، خُصِّص منه بالاستثناء (الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
•ثالثا: العام الذي أريد به الخصوص.
معناه: اللفظ العامُّ الذي لا يراد منه جنسُ أفراده إنّما يراد منه بعضهم.
مثاله: قوله تعالى:
{الذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم...}الآية .
توضيح: (النّاس) الأولى عامٌّ يراد بها خاص (نعيم ابن مسعود) ،و(النّاس)الثانية يراد بها خاص (أبو سفيان ومن معه).
•الفروق بينهما.
لنعتبر المثالين المواليين:
المثال الأول:{إنّ الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}.
المثال الثاني:{الذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم ...}الآية.
الفرق الأوّل:إطلاق العام المخصوص حقيقة وإطلاقه على الذي أريد به الخصوص مجاز.
توضيح:
في المثال الأول :يستثنى من الخسران من بني الإنسان الذين آمنوا وعملوا الصالحات حقيقةً.
في المثال الثاني :النّاس أطلقت على واحد وعلى جماعة مجازاً.
الفرق الثاني :قرينة العام المخصوص لفظية والعام الذي أريد به الخصوص قرينته عقلية.
توضيح:
في المثال الأول :كل جنس الإنسان في خسر إلا من خصّهم الإستثناء
[ الاستثناء ] ؛ فقرينة التخصيص هنا لفظية :(إلاّ) .
بينما في المثال الثاني : قرينة التخصيص تعرف بالعقل ؛ إذ أنّه لا يعقل أن يجمع الناس كلهم للنّبي صلى الله عليه وسلم.
الفرق الثالث:يجوز للعام الذي أريد به الخصوص أن يكون واحدا، ولا يصح هذا مع العام المخصوص وهذا معنى قول الناظم (والثاني لهذا فاقد ).
توضيح :
في المثال الأول:المستثنى من الخسر لا يمكن أن يكون واحدا ؛ إذ أن المستثنى إذا تعدى النصف كان باطلا.
في المثال الثاني:النّاس عام أريدَ به واحد.
●الخاص.
•معنى الخاص.
ضدّ العام أي ما لا يتناول شيئين فصاعدا .
•رابعا: ماخص منه بالسنة.
معناه: هو رفع جزئي للحكم الوارد في نصٍ من الكتاب بنص من السنة الصحيحة أو ما هو بمنزلتها.
مثاله: تخصيص قوله تعالى:
{وأحلّ الله البيع وحرّم الرّبا} بقوله صلى الله عليه وسلم :
((إلا العاريا)).
توضيح: العرية أن يحتاج الرجل إلى تمر رطب يأكله وأولاده ، ولا يكون عنده ما يشتري به إلاّ تمرا يابسا ،
فالعرية ربا ، لكنها مستثناة من بيع المزابنة ، وتقتصر الإباحة على ما ورد به الشرع وهو خمسة أوسق فما دونها وأبيحت لأنّها حاجة .
مسألة: هل" كل حاجة تبيح المحرّم"؟ [ هذه مسألة فقهية تؤخر في نهاية التلخيص كمسألة استطرادية ]
العرية مع كونها ربا خصّت من التحريم بتخصيص من السنة ؛ فلا يجوز أن يتجاوز ما حرم الله إلا بنص أو ضرورة ، مهما كانت شدة الحاجات ؛ فليست كل حاجة تبيح المحرّم.
مسألة: هل يدخل التخصيص بالسنة في باب النسخ؟
هذا قول أبي حنيفة وغيره وقد أشار إليه الناظم بقول (من قد منعا) ، فهو يرى أن الرفع الجزئي للحكم هو نوع من إلغاء الحكم ، لأنّ الكتاب أقوى من السنة ،والمرفوع يقاوم بقوة النص، لذا كان التخصيص والنسخ عنده باب واحد.
والصحيح: أن التّخصيص نسخ الحكم عن أفراد، والنسخ أشد منه لأنه رفع للحكم عن جميع المحكوم به عليهم .
•خامسا:ما خص به من السنة.
معناه: تخصيص نص من السنة الصحيحة بنص من الكتاب ، وجاء في أربعة مواضع كما ذكر الناظم،
مع ملاحظة أنّ هذا الحصر بحاجة إلى استقراء تامّ.
•الأحاديث والآيات المُخصِّصة لها.
الأول: آية
{ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها ..} خصّت حديث
((ما أبين من حي فهو كميتته)).
توضيح :تخصيص الأصواف والأوبار والأشعار بالطهارة لأنّها في حكم المتصل بالبهيمة.
الثاني:آية
{حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }خّصت حديث
((أمرتُ أن أقاتل النّاس حتى يقولوا لا إله إلا الله)).
توضيح: تخصيص (معطو الجزية ) بإخراجهم ممّن نصّ الحديث على قتالهم.
الثالث: آية
{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}خصّت أحاديث النّهي عن الصلوات في الأوقات الخمسة.
توضيح: تخصيص الحديث بالمحافظة على الصلوات ولوكان في وقت نهي.
الرابع: الآية
{إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها} خّصت حديث
(( لا تحلّ الصدقة لغني)).
توضيح: تخصيص الغنّي العامل على الزكاة بقدر منها.