تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) }
تفسير قوله تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلينظر الإنسان إلى طعامه}. فيه امتنانٌ الغرض من الآية وفيه استدلالٌ بإحياء النّبات من الأرض الهامدة على إحياء الأجسام بعدما كانت عظاماً باليةً وتراباً متمزّقاً الإستدلال فى الآية ). [تفسير القرآن العظيم: 8/323]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ أرشدَهُ تعالى إلى النظرِ والتفكرِ في طعامِهِ، وكيفَ وصلَ إليهِ بعدمَا تكررتْ عليهِ طبقاتٌ عديدةٌ، ويسرهُ لهُ، الغرض من الآية فقالَ: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(24-{فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}؛ أَيْ: لِيَنْظُرْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ طَعَامَهُ الَّذِي جَعَلَهُ سَبَباً لِحَيَاتِهِ؟ الغرض من الآية ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أنّا صببنا الماء صبًّا}. أي: أنزلناه معنى صببنا من السّماء على الأرض المراد بصببنا الماء). [تفسير القرآن العظيم: 8/323]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا} أي: أنزلنَا المطرَ على الأرضِ بكثرةٍ). المراد بصببنا الماء[تيسير الكريم الرحمن: 911]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ شققنا الأرض شقًّا}. أي: أسكنّاه فيها، فدخل في تخومها وتخلّل في أجزاء الحبّ المودع فيها فنبت وارتفع وظهر على وجه الأرض سبب تشقق الأرض ). [تفسير القرآن العظيم: 8/323-324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ} للنباتِ سبب تشقق الأرض {شَقًّا (26)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(26 -{ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا}؛ أَيْ: شَقَقْنَاهَا بالنَّباتِ الخارجِ مِنْهَا بِسَبَبِ نُزُولِ الْمَطَرِ شَقًّا بَدِيعاً لائِقاً بِمَا يَخْرُجُ مِنْهُ فِي الصِّغَرِ والكِبَرِ وَالشَّكْلِ والهَيْئَةِ سبب تشقق الأرض ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأنبتنا فيها حبًّا (27) وعنباً وقضباً}. فالحبّ: كلّ ما يذكر من الحبوب المراد بالحب ). [تفسير القرآن العظيم: 8/324] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَنْبَتْنَا فِيهَا} أصنافَاً مصنفةً مِنْ أنواعِ الأطعمةِ اللذيذةِ، والأقواتِ الشهيةِ {حُبًّا} وهذا شاملٌ لسائرِ الحبوبِ على اختلافِ أصنافِهَا المراد بالحب ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(27 - {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} يَعْنِي الحبوبَ الَّتِي يُتَغَذَّى بِهَا، المراد بالحب وَالْمَعْنَى: أَنَّ النَّباتَ لا يَزَالُ يَنْمُو وَيَتَزَايَدُ إِلَى أَنْ يَصِيرَ حَبًّا تعلق الآية بما قبلها ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأنبتنا فيها حبًّا (27) وعنباً وقضباً}. فالحبّ: كلّ ما يذكر من الحبوب، والعنب معروفٌ، والقضب: هو الفصفصة التي تأكلها الدّوابّ رطبةً،المراد بالقضب ويقال لها: القتّ. المراد بالقضب أيضاً، قال ذلك ابن عبّاسٍ وقتادة والضّحّاك والسّدّيّ، وقال الحسن البصريّ: القضب: العلف المراد بالقضب ). [تفسير القرآن العظيم: 8/324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَعِنَباً وَقَضْباً}وهوَ القتُّ المراد بالقضب ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(28 -{وَعِنَباً وَقَضْباً}القَضْبُ:هُوَ القَتُّ الرَّطْبُ الَّذِي تُعْلَفُ بِهِ الدَّوَابُّ المراد بالقضب ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وزيتوناً}. وهو معروفٌ، وهو أدمٌ، وعصيره أدمٌ ويستصبح به ويدّهن به، المراد بالزيتون {ونخلاً}. يؤكل بلحاً بسراً ورطباً وتمراً ونيئاً ومطبوخاً، ويعتصر منه ربٌّ وخلٌّ المراد بالنخل ). [تفسير القرآن العظيم: 8/324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً}وخصّ هذهِ الأربعةَ لكثرةِ فوائدهَا ومنافعهَا سبب تخصيص هذه النباتات الأربعة ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
تفسير قوله تعالى: (وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وحدائق غلباً}. أي: بساتين، معنى حدائق قال الحسن وقتادة: {غلباً}: نخلٌ غلاظٌ كرامٌ.المراد بغلبا
وقال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: الحدائق: كلّ ما التفّ واجتمع.معنى حدائق
وقال ابن عبّاسٍ أيضاً: {غلباً}: الشّجر الّذي يستظلّ به.المراد بغلبا
وقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {وحدائق غلباً}. أي: طوالٌ.المراد بغلبا
وقال عكرمة: {غلباً} أي: غلاظ الأوساط.المراد بغلبا
وفي روايةٍ: غلاظ الرّقاب، ألم تر إلى الرّجل إذا كان غليظ الرّقبة قيل: واللّه إنّه لأغلب. رواه ابن أبي حاتمٍ، وأنشد ابن جريرٍ للفرزدق:
عوى فأثار أغلب ضيغميًّا = فويل ابن المراغة ما استثارا المراد بغلبا ). [تفسير القرآن العظيم: 8/324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَحَدَائِقَ غُلْباً}أي: بساتينَ معنى حدائق فيها الأشجارُ الكثيرةُ الملتفةُ). المراد بغلبا[تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(30 - {وَحَدَائِقَ غُلْباً}: النَّخْلُ الغُلْبُ: هِيَ النَّخْلُ الْكِرَامُ الغِلاظُ الْجُذُوعِ المراد بغلبا ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وفاكهةً وأبًّا}. أمّا الفاكهة: فهو ما يتفكّه به من الثّمار، المراد بفاكهة قال ابن عبّاسٍ: الفاكهة: كلّ ما أكل رطباً، المراد بفاكهة والأبّ: ما أنبتت الأرض ممّا تأكله الدّوابّ ولا يأكله النّاس.المراد بالأب
وفي روايةٍ عنه: وهو الحشيش للبهائم.المراد بالأب
وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو مالكٍ: الأبّ: الكلأ.المراد بالأب
وعن مجاهدٍ والحسن وقتادة وابن زيدٍ: الأبّ للبهائم كالفاكهة لبني آدم.المراد بالأب
وعن عطاءٍ: كلّ شيءٍ نبت على وجه الأرض فهو أبٌّ.المراد بالأب
وقال الضّحّاك: كلّ شيءٍ أنبتته الأرض سوى الفاكهة فهو أبٌّ.المراد بالأب
وقال ابن إدريس عن عاصم بن كليبٍ، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ: الأبّ: نبت الأرض ممّا تأكله الدّوابّ ولا يأكله النّاس.المراد بالأب
ورواه ابن جريرٍ من ثلاث طرقٍ عن ابن إدريس، ثمّ قال: حدّثنا أبو كريبٍ وأبو السّائب قالا: حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا عبد الملك، عن سعيد بن جبيرٍ قال: عدّ ابن عبّاسٍ وقال: الأبّ: ما أنبتت الأرض للأنعام، هذا لفظ أبي كريبٍ. المراد بالأب
وقال أبو السّائب: ما أنبتت الأرض ممّا يأكل النّاس وتأكل الأنعام. المراد بالأب
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: الأبّ: الكلأ والمرعى. وكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة وابن زيدٍ وغير واحدٍ. المراد بالأب
وقال أبو عبيدٍ القاسم بن سلاّمٍ: حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا العوّام بن حوشبٍ، عن إبراهيم التّيميّ قال: سئل أبو بكرٍ الصّدّيق رضي اللّه عنه عن قوله تعالى: {وفاكهةً وأبًّا}. فقال: أيّ سماءٍ تظلّني وأيّ أرضٍ تقلّني إن قلت في كتاب اللّه ما لا أعلم.فائدة
وهذا منقطعٌ بين إبراهيم التّيميّ والصّدّيق.
فأمّا ما رواه ابن جريرٍ حيث قال: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا ابن أبي عديٍّ، حدّثنا حميدٌ، عن أنسٍ قال: قرأ عمر بن الخطّاب: {عبس وتولّى}. فلمّا أتى على هذه الآية: {وفاكهةً وأبًّا}. قال: قد عرفنا الفاكهة فما الأبّ؟ فقال: لعمرك يابن الخطّاب، إنّ هذا لهو التّكلّف. فهو إسنادٌ صحيحٌ. فائدة
وقد رواه غير واحدٍ عن أنسٍ به، وهو محمولٌ على أنّه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه وإلاّ فهو وكلّ من قرأ هذه الآية يعلم أنّه من نبات الأرض؛ لقوله: {فأنبتنا فيها حبًّا وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلباً وفاكهةً وأبًّا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/324-325]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}الفاكهةُ: ما يتفكهُ فيهِ الإنسانُ، من تينٍ وعنبٍ وخوخٍ ورمانٍ، وغيرِ ذلكَ. المراد بفاكهة
والأبُّ: ما تأكلهُ البهائمُ والأنعامُ، المراد بالأب ولهذا قالَ: {مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَِنْعَامِكُمْ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(31 -{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} الأَبُّ: كُلُّ مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ مِمَّا لا يَأْكُلُهُ النَّاسُ وَلا يَزْرَعُونَهُ مِنَ الكَلأِ وَسَائِرِ أنواعِ المَرْعَى المراد بالأب ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {متاعاً لكم ولأنعامكم}. أي: عيشةً المراد بمتاعا لكم ولأنعامكم في هذه الدّار إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/325]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَِنْعَامِكُمْ} التي خلقَها اللهُ وسخرهَا لكمْ، المراد بمتاعا فمَنْ نظرَ في هذهِ النعمِ، أوجبَ لهُ ذلكَ شكرَ ربِّهِ، وبذلَ الجهدِ في الإنابةِ إليهِ، والإقبالِ على طاعتهِ، والتصديقِ بأخبارِهِ المستفاد من الآية وتعلقها بما قبلها). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) }
تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {الصّاخّة}: اسمٌ من أسماء يوم القيامة، عظّمه اللّه وحذّره عباده. المراد بالصاخة قال ابن جريرٍ: لعلّه اسمٌ للنّفخة في الصّور.المراد بالصاخة وقال البغويّ: {الصّاخّة}. يعني صيحة يوم القيامة، سمّيت بذلك؛ لأنّها تصخّ الأسماع أي: تبالغ في إسماعها حتّى تكاد تصمّها). المراد بالصاخة[تفسير القرآن العظيم: 8/325]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (33-42) {فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)} أي: إذا جاءتْ صيحةُ القيامةِ، التي تصخُّ لهولِهَا الأسماعُ، وتنزعجُ لها الأفئدةُ يومئذٍ، مما يرى الناسُ مِنَ الأهوالِ وشدةِ الحاجةِ لسالفِ الأعمالِ المراد بالصاخة ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(33 - {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} يَعْنِي صَيْحَةَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّتِي تَصُخُّ الآذانَ؛ أَيْ: تُصِمُّهَا فَلا تَسْمَعُ المراد بالصاخة ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يفرّ المرء من أخيه (34) وأمّه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه}. أي: يراهم ويفرّ منهم ويبتعد عنهم؛ المراد بيفر لأنّ الهول عظيمٌ والخطب جليلٌ.سبب الفرار
قال عكرمة: يلقى الرّجل زوجته فيقول لها: يا هذه، أيّ بعلٍ كنت لك؟ فتقول: نعم البعل، كنت. وتثني بخيرٍ ما استطاعت؛ فيقول لها: فإنّي أطلب إليك اليوم حسنةً واحدةً تهبينها لي لعلّي أنجو ممّا ترين. فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكنّي لا أطيق أن أعطيك شيئاً، أتخوّف مثل الذي تخاف.سبب الفرار
قال: وإنّ الرّجل ليلقى ابنه فيتعلّق به فيقول: يا بنيّ، أيّ والدٍ كنت لك؟ فيثني بخيرٍ، فيقول: يا بنيّ إنّي احتجت إلى مثقال ذرّةٍ من حسناتك لعلّي أنجو بها ممّا ترى. فيقول ولده: يا أبت، ما أيسر ما طلبت! ولكنّي أتخوّف مثل الّذي تتخوّف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً. سبب الفرار يقول اللّه تعالى: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه}.
وفي الحديث الصّحيح في أمر الشّفاعة أنّه إذا طلب إلى كلٍّ من أولي العزم أن يشفع عند اللّه في الخلائق يقول: نفسي نفسي، لا أسأله اليوم إلاّ نفسي. حتّى إنّ عيسى ابن مريم يقول: لا أسأله اليوم إلاّ نفسي لا أسأله مريم التي ولدتني. ولهذا قال تعالى: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه}. قال قتادة: الأحبّ فالأحبّ والأقرب فالأقرب من هول ذلك اليوم الغرض من هذا الترتيب ). [تفسير القرآن العظيم: 8/325-326]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَفِرُّ الْمَرْءُ}مِنْ أعزِّ الناسِ إليهِ، وأشفقهمْ لديهِ سبب إختيار المولى لهذه القرابات{مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ} أي: زوجتهِ المراد بصاحبته {وَبَنِيهِ} وذلكَ لأنَّهُ {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ سبب الفرار} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(34 –36 -{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} وهؤلاءِ أَخَصُّ القَرَابَةِ وَأَوْلاهُم بالحُنُوِّ والرَّأْفَةِ، سبب إختيار المولى لهذه القرابات فَالْفِرَارُ مِنْهُمْ لا يَكُونُ إِلاَّ لِهَوْلٍ عَظِيمٍ، وَخَطْبٍ فَظِيعٍ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}. أي: هو في شغلٍ، شاغلٌ عن غيره، المراد بشأن يغنيه قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، حدّثنا الوليد بن صالحٍ، حدّثنا ثابتٌ أبو زيدٍ العبادانيّ، عن هلال بن خبّابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((تحشرون حفاةً عراةً مشاةً غرلاً)). قال: فقالت زوجته: يا رسول اللّه، أويرى بعضنا عورة بعضٍ؟! قال: (({لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه})). أو قال: ((ما أشغله عن النّظر)).المراد بشأن يغنيه
وقد رواه النّسائيّ منفرداً به عن أبي داود، عن عارمٍ، عن ثابت بن يزيد، وهو أبو زيدٍ الأحول البصريّ أحد الثّقات، عن هلال بن خبّابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ به.
وقد رواه التّرمذيّ عن عبد بن حميدٍ، عن محمّد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، عن هلال بن خبّابٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((تحشرون حفاةً عراةً غرلاً)). فقالت امرأةٌ: أيبصر أو يرى بعضنا عورة بعضٍ؟! قال: ((يا فلانة، {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه})).المراد بشأن يغنيه
ثمّ قال التّرمذيّ: وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد روي من غير وجهٍ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما.
وقال النّسائيّ: أخبرني عمرو بن عثمان، حدّثنا بقيّة، حدّثنا الزّبيديّ، أخبرني الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((يبعث النّاس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلاً)). فقالت عائشة: يا رسول اللّه فكيف بالعورات؟ فقال: (({لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه})). انفرد به النّسائيّ من هذا الوجه.المراد بشأن يغنيه
ثمّ قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أزهر بن حاتمٍ، حدّثنا الفضل بن موسى، عن عائذ بن شريحٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: سألت عائشة رضي اللّه عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللّه بأبي أنت وأمّي، إنّي سائلتك عن حديثٍ فتخبرني أنت به، قال: ((إن كان عندي منه علمٌ)). قالت: يا نبيّ اللّه كيف يحشر الرّجال؟ قال: ((حفاةً عراةً)). ثمّ انتظرت ساعةً فقالت: يا نبيّ اللّه، كيف يحشر النّساء؟ قال:((كذلك حفاةً عراةً)). قالت: واسوأتاه من يوم القيامة! قال: ((وعن أيّ ذلك تسألين؟ إنّه قد نزل عليّ آيةٌ لا يضرّك كان عليك ثيابٌ أو لا يكون)).
قالت: أيّة آيةٍ يا نبيّ اللّه؟ قال: (({لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه})).المراد بشأن يغنيه
وقال البغويّ في تفسيره: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشّريحيّ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثّعلبيّ، أخبرني الحسين بن محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا ابن أبي أويسٍ، حدّثنا أبي، عن محمّد بن أبي عيّاشٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن سودة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((يبعث النّاس حفاةً عراةً غرلاً قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان)). فقلت: يا رسول اللّه، واسوأتاه! ينظر بعضنا إلى بعضٍ؟! فقال: ((قد شغل النّاس: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه})). المراد بشأن يغنيه هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه جدًّا، وهكذا رواه ابن جريرٍ، عن أبي عمّارٍ الحسين بن حريثٍ المروزيّ، عن الفضل بن موسى به، ولكن قال أبو حاتمٍ الرّازيّ: عائذ بن شريحٍ ضعيفٌ، في حديثه ضعفٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/326-327]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} أي: قَدْ أشغلتهُ نفسهُ، واهتمَّ لفكاكِهَا، ولمْ يكنْ لهُ التفاتٌ إلى غيرِهَا المراد بشأن يغنيه ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(37 -{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}: يَشْغَلُهُ عَن الأقرباءِ وَيَصْرِفُهُ عَنْهُمْ، وَيَفِرُّ عَنْهُمْ؛ حَذَراً من مُطَالَبَتِهِمْ إِيَّاهُ بِمَا بَيْنَهُمْ؛ وَلِئَلاَّ يَرَوْا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ المراد بشأن يغنيه ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجوهٌ يومئذٍ مسفرةٌ (38) ضاحكةٌ مستبشرةٌ}. أي: يكون الناس هنالك فريقين: "وجوهٌ مسفرةٌ" أي: مستنيرةٌ معنى مسفرة ). [تفسير القرآن العظيم: 8/327]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تعلق الآية بما قبلها فحينئذٍ ينقسمُ الخلقُ إلى فريقينِ: سعداءَ وأشقياءَ، فأمَّا السعداءُ، أصحاب الوجوه المسفرة فوجوههم [يومئذٍ] {مُسْفِرَةٌ} أي: قدْ ظهرَ فيها السرورُ، والبهجةُ، المراد بمسفرة منْ مَا عرفُوا من نجاتهِمْ، وفوزِهمْ بالنعيمِ سبب سفور وجوه السعداء، {ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(38 -{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ}: مُشْرِقَةٌ مُضِيئَةٌ، معنى مسفرة وَهِيَ وُجُوهُ الْمُؤْمِنِينَ؛ أصحاب الوجوه المسفرة لأَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا إِذْ ذَاكَ مَا لَهُمْ من النَّعِيمِ وَالْكَرَامَةِ سبب سفور وجوه السعداء ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ضاحكةٌ مستبشرةٌ} أي: مسرورةٌ فرحةٌ، معنى ضاحكة من سرور قلوبهم قد ظهر البشر على وجوههم، معنى مستبشرة وهؤلاء أهل الجنّة عود الضمير الغائب ). [تفسير القرآن العظيم: 8/327]
تفسير قوله تعالى: (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ (40) ترهقها قترةٌ}. أي: يعلوها وتغشاها معنى ترهقها قترةٌ. أي: سوادٌ.معنى قترة
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا سهل بن عثمان العسكريّ، حدّثنا أبو عليٍّ محمّدٌ مولى جعفر بن محمّدٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((يلجم الكافر العرق ثمّ تقع الغبرة على وجوههم)) قال: فهو قوله: {ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ}.المراد بالآية
وقال ابن عبّاسٍ: {ترهقها قترةٌ}. أي: يغشاها سواد الوجوه المراد بالآية ). [تفسير القرآن العظيم: 8/327]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوُجُوهٌ} الأشقياءِ عود الضمير الغائب{يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(40 -{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}؛ أَيْ: غُبَارٌ وَكُدُورَةٌ؛ معنى غبرة لِمَا تَرَاهُ مِمَّا أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهَا مِنَ الْعَذَابِ سبب الغبرة والقترة على وجوههم ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ (40) ترهقها قترةٌ}. أي: يعلوها وتغشاها قترةٌ. أي: سوادٌ.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا سهل بن عثمان العسكريّ، حدّثنا أبو عليٍّ محمّدٌ مولى جعفر بن محمّدٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((يلجم الكافر العرق ثمّ تقع الغبرة على وجوههم)) قال: فهو قوله: {ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ}.
وقال ابن عبّاسٍ: {ترهقها قترةٌ}. أي: يغشاها سواد الوجوه). [تفسير القرآن العظيم: 8/327] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({تَرْهَقُهَا} أي: تغشاهَا معنى ترهقها {قَتَرَةٌ} فهي سوداءُ مظلمةٌ مدلهمةٌ، معنى قترة قدْ أيستْ مِنْ كلِّ خيرٍ، وعرفَتْ شقَاءَهَا وهلاكَهَا سبب الغبرة والقترة على وجوههم ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(41 -{تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}؛ أَيْ: يَغْشَاهَا معنى ترهقها سَوَادٌ وَكُسُوفٌ وَذِلَّةٌ وَشِدَّةٌ قترة ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {أولئك هم الكفرة الفجرة}. أي: الكفرة قلوبهم، متعلق الكفرة الفجرة في أعمالهم، متعلق الفجرة كما قال: {ولا يلدوا إلاّ فاجراً كفّاراً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/327]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أُولَئِكَ}الذينَ بهذا الوصفِ عود الضمير فى أولئك{هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} أي: الذينَ كفرُوا بنعمةِ اللهِ، متعلق الكفرة وكذبوا بآياتِ اللهِ، وتجرؤوا على محارمِهِ. المراد بالكفرة الفجرة
نسألُ اللهَ العفوَ والعافيةَ، إنَّه جوادٌ كريمٌ [والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ] ). [تيسير الكريم الرحمن: 911-912]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(42 -{أُولَئِكَ} يَعْنِي أَصْحَابَ الوُجُوهِ المُغْبَرَّةِ، عود الضمير فى أولئك{هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} الْفَجَرَةُ: هُم الْفَاسِقُونَ الْكَاذِبُونَ المراد بالفجرة ). [زبدة التفسير: 585]