مشاركة قديمة في إعداد المفسر ومعلومات مأخوذة من تطبيقات تلخيس درووس التفسير
مع التعليقات العامة على إجابات مجلس مذاكرة تفسير سورة الفاتحة
مجلس مذاكرة القسم الأول في تفسير"سورة الفاتحة"
أجوبة أسئلة المجموعة الرابعة :
المجموعة الرابعة:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- أحسنتِ
أ: اهدنا: أرشدنا ودلنا، ووفقنا، ذكر ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.
ب: الصراط المستقيم
معنى الصراط المستقيم لغة:
- الصّراط المستقيم: هو الطّريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. ذكره ابن كثير عن ابن جرير، وذكره الأشقر.
- وكذلك في لغة جميع العرب، فمن ذلك قول جرير بن عطية الخطفي:
أمير المؤمنين على صراطٍ ** إذا اعوجّ الموارد مستقيم
- ثم تستعير العرب الصّراط فتستعمله في كل قول وعمل، وصف باستقامة أو اعوجاج، فتصف المستقيم باستقامته، والمعوج باعوجاجه. قاله ابن جرير، وأورده ابن كثير.
السؤال الثاني: استخلص المسائل فقط التي ذكرها المفسّرون في تفسيرهم لقوله تعالى:- أحسنتِ
{اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
تفسير قوله تعالى: {اهدنا الصراط }
القراءات:
●القراءات في كلمة {الصراط} ك
المسائل التفسيرية:
●مناسبة الآية لما قبلها ك
●الحكمة من استعمال صيغة الجمع في قوله: {اهدنا} ك
●دلالة الآية على أدب الدعاء ك
●المراد بالهداية في الآية ك س ش
●معنى {الصراط} لغة ك
●المراد ب{الصراط المستقيم} ك س ش
●كيف يحتاج المسلم لسؤال الهداية وهو متصف بها؟ ك
●شهود منة الله على العبد في أمره بهذا الدعاء في كل صلاة س
تفسيرقوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }
القراءات:
· القراءات في كلمة {غير} ك
· مسألة الإخلال بتحرير الضاد. ك
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لماقبلها. ك س
· المرادبـ{الذين أنعمت عليهم}. ك س ش
· المراد من {غير}. ك
· المراد بـ {المغضوب عليهم}. ك س ش
· المراد بـ {الضالين}. ك س ش
· العلة من وصف اليهود بالمغضوب عليهم، والنصارى بالضالين. ك ش
· الحكمة من التأكيد بـ {لا}. ك
المسائل اللغوية:
●تعدّي لفظ الهداية بنفسه وبالحرف. ك
السؤال الثالث: اذكر مع الترجيح الأقوال الواردة في تفسير:- أحسنت رائع
المراد بــ {الصراط المستقيم}
قال ابن كثير: (اختلفت عبارات المفسّرين من السلف والخلف في تفسير الصّراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول صلى الله عليه وسلم).
ومن هذه الأقوال:
القول الأول: أنه كتاب الله
- عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضياللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:(الصراط المستقيم كتاب اللّه). رواه ابن أبي حاتم وابن جريرٍ، وذكره ابن كثير.
- وعن عليٍّ مرفوعا: (وهو حبل اللّه المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصّراط المستقيم).رواه أحمد والترمذيٍ، وذكره ابن كثير.
- قال ابن كثير:(وقد روي هذا موقوفا على عليّ، وهو أشبه، واللّه أعلم).
- وعن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، قال: (الصراط المستقيم: كتاب الله)،رواه سفيان الثوريٍ، وذكره ابن كثير
القول الثاني: أنه الإسلام.
- عن ابن عبّاسٍ، قال:(قال جبريل لمحمّد، عليهما السّلام: قل: يا محمد،{اهدنا الصّراط المستقيم}.يقول: اهدنا الطّريق الهادي، وهو دين اللّه الّذي لا عوج فيه).رواه الضحاك
- وعن النّوّاس بن سمعان،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (ضرب اللّه مثلا صراطا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط،فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك،لا تفتحه؛فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ). رواه احمد وابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ والتّرمذيّ والنّسائي، وذكره ابن كثير والأشقر.
- وعن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اهدنا الصّراط المستقيم}قال: "ذاك الإسلام". ذكره ابن كثير.
- وكذا روي عن ابن مسعودٍ، وجابر وابن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قالوا: "هو الإسلام". كما ذكر ابن كثير.
القول الثالث: أنه الحق
- قال مجاهدٌ: {اهدنا الصّراط المستقيم}، قال: "الحقّ".ذكره ابن كثير.
وقال: وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدم.
- قال السعدي: هوَ الطريقُ الواضحُ الموصلُ إلى اللهِ وإلى جنتِهِ، وهو معرفة الحق والعمل به.
القول الرابع: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه
- عن عاصمٍ الأحول، عن أبي العالية:{اهدنا الصّراط المستقيم}قال: "هو النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وصاحباه من بعده".
- قال عاصم: فذكرنا ذلك للحسن، فقال: "صدق أبو العالية ونصح".رواه ابن أبي حاتم وابن جرير، وذكره ابن كثير.
القول الراجح في المراد بالصراط المستقيم في الآية: نلخص هذا القول ونصوغه بعبارة جامعة مختصرة :بقولنا :جميع الأقوال متلازمة يجمعها المتابعة لله ورسوله/ذكر ذلك ابن كثير.
- قال ابن كثير:(كل هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر؛ فقد اتبع الحق،ومن اتّبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد).
- وعن أبي وائل، عن عبداللّه، قال: (الصّراط المستقيم الّذي تركنا عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم). رواه الطبراني
ولهذا قال الإمام أبو جعفر بن جرير، رحمه الله: ((والّذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي -أعني{اهدنا الصّراط المستقيم} -أن يكون معنيّا به: وفّقنا للثّبات على ما ارتضيته ووفّقت له منأنعمت عليه من عبادك، من قولٍ وعمل، وذلك هو الصّراط المستقيم؛لأنّ من وفّق لما وفق له من أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرّسل، والتّمسّك بالكتاب، والعمل بما أمره اللّه به، والانزجار عمّا زجره عنه، واتّباع منهاج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومنهاج الخلفاء الأربعة، وكلّ عبدٍ صالح، وكلّ ذلك من الصّراط المستقيم).
السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:{الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} أحسنت جدا بذكرك المسائل ،لكن يجب الاختصار بلغتك وأسلوبك دون نسخ
تفسير قوله تعالى:{الرحمن الرحيم}.
· مناسبة الآية لما قبلها:
لما كان في اتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته، ذكره الأشقر.
· معنى {الرحمن} و{الرحيم}:
الرّحمن الرّحيم: اسمانِ دالاّن على أنّه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كلّ شيء، وعمّت كلّ حيّ وكتبها للمتّقين المتبعين لأنبيائه ورسله، فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومَنْ عَداهُمْ فلهم نصيب منها.ذكره السعدي.
وهما اسمان مشتقّان من الرّحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشدّ مبالغة من رحيم، ومعناه: أنه انتهى إلى غاية الرحمة، وذلك لأن بناء (فعلان) من أبنية ما يبالغ في وصفه.ذكر ذلك ابن كثير والأشقر.
والدّليل على أنّه مشتقٌّ:ما جاء في حديث عبد الرّحمن بن عوفٍ، أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "قال اللّه تعالى: أنا الرّحمن خلقت الرّحم وشققت لهااسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعت" رواه التّرمذيّ وصحّحه، وقال القرطبي: وهذا نصٌّ في الاشتقاق فلا معنى للمخالفة والشّقاق.ذكر ذلك ابن كثير.
وعن ابن عبّاسٍ قال:(الرّحمن: الفعلان من الرّحمة، وهو من كلام العرب)رواه ابن جرير، ذكره ابن كثير.
وعن الحسن قال:(الرّحمن اسمٌ لايستطيع النّاس أن ينتحلوه، تسمّى به تبارك وتعالى).رواه ابن أبي حاتم، ذكره ابن كثير.
وعنه قال:(الرّحمن اسمٌ ممنوعٌ). رواه ابن جرير، ذكره ابن كثير.
الفرق بين{الرحمن} و{الرحيم}:
ومما ورد في الأثر من التفريق بين معنيهما أربع أقوال:
القول الأول:هما بمعنى واحد كندمان ونديمٍ، ولكن أحدهما أبلغ من الآخر، وهو اختيار القرطبي نقلا عن أبي عبيد، ذكر ذلك ابن كثير وقال: وفي كلام ابن جريرٍ ما يفهم حكاية الاتّفاق على هذا.
قال ابن عبّاسٍ: (هما اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر)، أي أكثر رحمةً، ذكره ابن كثير.
القول الثاني:الرحمن بجميع خلقه، فهو اسم عام في جميع أنواع الرحمة التي يختصّ به اللهتعالى ، والرحيم بالمؤمنين، رواه ابن جرير عن العرزميّ، ذكره ابن كثير.
واستدلوا لهذا:
بقوله تعالى: {ثمّ استوى على العرشالرّحمن}، وبقوله: {الرّحمن على العرش استوى}،
قالوا: فذكر الاستواء باسمه الرّحمن ليعمّ جميع خلقه برحمته،
وقال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} فخصّهم باسمه الرّحيم،
قالوا: فدلّ على أنّ الرّحمن أشدّ مبالغةً في الرّحمة لعمومها في الدّارين لجميع خلقه، والرّحيم خاصّةٌ بالمؤمنين.
القول الثالث:الرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة، كما جاء ذلك في أحاديث مرفوعة أنكر رفعها بن جرير، ذكره ابن كثير.
القول الرابع:أنّه لمّا تسمّى غيره تعالى بالرّحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى، روى ابن جريرٍ عن عطاء الخرساني معناه. ذكره ابن كثير.
القول الخامس:الرحمن عبرانيّ، والرحيم عربيّ، وهذا القول نُسب للمبرد، وقال فيه النحاس: (هذا القول مرغوب عنه)، ذكره ابن كثير.
· السر في الابتداء بلفظ الجلالة {الله}قبل {الرحمن}:
بدأ باسم اللّه، ووصفه بالرّحمن؛ لأنّه أخصّ وأعرف من الرّحيم؛ لأنّ التّسمية أوّلا إنّما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخصّ، ذكره ابن كثير.
· السر في عدم الاكتفاء باسم{الرحمن} مع كونه أشمل:
أنه لما تسمى غيره تعالى بالرحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى. كذا رواه ابن جرير عن عطاء الخرساني معناه. ووجّهه بذلك، ذكره ابن كثير.
· إنكار المشركين لاسم الله {الرحمن}.
قال القرطبي: وإنكار العرب لاسم الرّحمن لجهلهم باللّه وبما وجب له.
ولهذا قال كفّار قريشٍ يوم الحديبية لمّا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعلي:"اكتب {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}"، فقالوا: لا نعرف الرّحمن ولا الرّحيم. رواه البخاريّ، وفي بعض الرّوايات: لا نعرف الرّحمن إلّا رحمن اليمامة. ذكر ذلك ابن كثير.
· {الرحمن} من الأسماء المختصه به سبحانه وتعالى:
واسمه تعالى الرّحمن خاصٌّ به لم يسم به غيره، ذكره ابن كثير والأشقر، وزاد بن كثير: ( كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، ولمّا تجهرم مسيلمة الكذّاب وتسمّى برحمن اليمامة كساه اللّه جلباب الكذب وشهر به؛ فلا يقال إلّا مسيلمة الكذّاب، فصار يضرب به المثل في الكذب بين أهل الحضر من أهل المدر، وأهل الوبر من أهل البادية والأعراب).
· عقيدة السلف في أسماء الله تعالى وصفاته:
القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها،الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات، فيؤمنون مثلا بأنّه رحمنرحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم، فالنعم كلّها أثر مِنْ آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء، يقال في العليم:إنّه عليم ذو علم يعلم به كلّ شيء، قدير ذو قدرة يقْدر علىكلّ شيء، ذكره السعدي.
· أقسام أسماء الله الحسنى من حيث جواز التسمية بها:
من أسمائه تعالى ما يسمّى به غيره، ومنها ما لا يسمّى به غيره،
كاسم اللّه والرّحمن والخالق والرّزّاق ونحو ذلك، ذكره ابن كثير.
تفسير قول الله تعالى : {مالك يوم الدين}.
· القراءات في قوله تعالى { مالك يوم الدين}:
قرأ بعض القرّاء: {ملك يوم الدّين} ذكرها ابن كثير والأشقر، ورجحها الزمخشري لأنها قراءة أهل الحرمين، ذكر ذلك ابن كثير.
وقرأ آخرون: {مالك}. ذكرها ابن كثير والأشقر.
وكلاهما صحيحٌ متواترٌ في السّبع.
ويقال: مليكٌ أيضًا،
وأشبع نافعٌ كسرة الكاف فقرأ: "ملكي يوم الدّين"
وقد رجّح كلًّا من القراءتين مرجّحون من حيث المعنى، وكلاهما صحيحةٌ حسنةٌ،
وحكي عن أبي حنيفة أنّه قرأ "ملك يوم الدّين" على أنّه فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ، وهذا شاذٌّ غريبٌ جدًّا.
وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئًا غريبًا عن ابن شهابٍ: أنّه بلغه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرءون: {مالك يوم الدّين} وأوّل من أحدث "ملك" مروان. قلت: مروان عنده علمٌ بصحّة ما قرأه، لم يطّلع عليه ابن شهابٍ، واللّه أعلم. قاله ابن كثير.
وقد روي من طرقٍ متعدّدةٍ أوردها ابن مردويه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرؤها: {مالك يوم الدّين}، ذكره ابن كثير.
· الفرق بين {ملك} و {مالك}:
مالك مأخوذٌ من الملك، قالهابن كثير.
فـ{المَلِك} صفة لذاته، و{المالك} صفة لفعله.ذكره الأشقر.
· معنى مالك في قوله تعالى {مالك يوم الدين}:
المالك: هو من اتصف بصفة المالك التي من آثارها أنّه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات. ذكره السعدي.
قال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: «{مالك يوم الدّين} يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معه حكمًا، كملكهم في الدّنيا». قال: « ويوم الدّين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلّا من عفا عنه». وكذلك قال غيره من الصّحابة والتّابعين والسّلف، وهو ظاهرٌ.
وحكى ابن جريرٍ عن بعضهم أنّه ذهب إلى تفسير {مالك يوم الدّين} أنّه القادر على إقامته، ثمّ شرع يضعفه. ذكر ذلك ابن كثير.
· معنى الدين:
الدين: هو الجزاء والحساب، ذكره ابن كثير والأشقر، ذكر السعدي معناه.
واستدل ابن كثير بقوله تعالى: {يومئذٍ يوفّيهم اللّه دينهم الحقّ}، وقال: {أئنّا لمدينون} أي: مجزيّون محاسبون،
وفي الحديث: «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» أي: حاسب نفسه لنفسه؛ كما قال عمر رضي اللّه عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتأهّبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}».
· المقصود بيوم الدين:
يوم القيامة والجزاء، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
عن قتادة قال: (يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم)، ذكره الأشقر.
· المقصود بـ {مالك يوم الدين}:
هواللّه عزّ وجلّ، قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، ذكره ابن كثير.
· السر في إضافة {مالك ليوم الدين}:
وأضاف الملك ليومِ الدين، لأن في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق، حتى إنّه يستوي في ذلك اليوم الملوك والرعايا والعبيد والأحرار، كلّهم مذعنون لعظمته خاضعون لعزّته، منتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خصّه بالذكر، وإلاّ فهو المالك ليومِ الدين ولغيره من الأيام، كما قال: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النّبأ: 38] وقال تعالى: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلا همسًا}[طه: 108]، وقال: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ}[هودٍ: 105].
خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي.
· حكم التسمية باسم {الملك}:
والملك في الحقيقة هو اللّه عزّ وجلّ؛ قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعًا أخنع اسمٍ عند اللّه رجلٌ تسمّى بملك الأملاك ولا مالك إلّا اللّه، وفيهما عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماء بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟»، وفي القرآن العظيم: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} فأمّا تسمية غيره في الدّنيا بملكٍ فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى: {إنّ اللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا}، {وكان وراءهم ملكٌ}، {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا} وفي الصّحيحين: «مثل الملوك على الأسرّة».ذكره ابن كثير.
[ إذا قرأتم في رأس السؤال : فسّر باختصار ، فالمطلوب محاكاة أسلوب الأشقر في التفسير بذكر خلاصة ما ورد في مسائل الآية بعبارات مختصرة ، ويمكن الاقتصار على القول الراجح ، والتعبير بأسلوبكم ، حتى تتدربوا على حسن الصياغة ]
السؤال الخامس:
أ: ما معنى قول القاريء بعد الفاتحة: (آمين)؟ وما حكم تأمين المأموم؟
ومعناه: اللّهمّ استجب،
وحكمه:
يستحبّ لمن قرأ الفاتحة أن يقول بعدها: آمين،
قال الشافعية وغيرهم: ويستحبّ ذلك لمن هو خارج الصّلاة، ويتأكّد في حقّ المصلّي، وسواءٌ كان منفردًا أو إمامًا أو مأمومًا، وفي جميع الأحوال، بخلاف المالكية الذين قالوا هو للمأموم دون الإمام، ورُد عليهم بما سيأتي من الأحاديث.
والدّليل:
لما جاء في الصّحيحين، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وما رواه الإمام أحمد وأبو داود، والتّرمذيّ، عن وائل بن حجرٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} فقال: «آمين»، مدّ بها صوته، ولأبي داود: رفع بها صوته، وقال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ. وروي عن عليٍّ، وابن مسعودٍ وغيرهم.
وعن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} قال: «آمين» حتّى يسمع من يليه من الصّفّ الأوّل، رواه أبو داود، وابن ماجه، وزاد: يرتجّ بها المسجد، والدّارقطنيّ وقال: هذا إسنادٌ حسنٌ.
ذكر ذلك ابن كثير.
ب: اذكر فضل التأمين بعد قراءة الفاتحة.
فضل التأمين: ما ذكره ابن كثير.
أولا: مغفرة الذنوب.
لما جاء في الصّحيحين، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
ولمسلمٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال أحدكم في الصّلاة: آمين، والملائكة في السّماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
قيل: بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزّمان، وقيل: في الإجابة، وقيل: في صفة الإخلاص.
ثانيا: استجابة الله عز وجل لعبده.
ففي صحيح مسلمٍ عن أبي موسى مرفوعًا: «إذا قال -يعني الإمام-:{ولا الضّالّين}، فقولوا: آمين. يجبكم اللّه».
ثالثا: الدعاء بالاستجابة وهو عبادة أيضا.
قال جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: قلت: يا رسول اللّه، ما معنى آمين؟ قال: «ربّ افعل».
وقال الجوهريّ: «معنى آمين: كذلك فليكن»، وقال التّرمذيّ: «معناه: لا تخيّب رجاءنا»، وقال الأكثرون: «معناه: اللّهمّ استجب لنا»،
رابعا: ذكر لله جل وعلا.
وحكى القرطبيّ عن مجاهدٍ وجعفرٍ الصّادق وهلال بن كيسان: «أنّ آمين اسمٌ من أسماء اللّه تعالى»، وروي عن ابن عبّاسٍ مرفوعًا ولا يصحّ، قاله أبو بكر بن العربيّ المالكيّ.أحسنت من أفضل الإجابات على هذا السؤال
السؤال السادس: استدلّ لما يلي من خلال دراستك لسورة الفاتحة:-
إثبات الرسالة
وتضمنت إثبات الرسالة في قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم} لأنّ ذلكَ ممتنع بدون الرسالة. ذكره السعدي.
السؤال السابع: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير الآيات التالية:-
{اهدنا الصراط المستقيم}
· عظم شأن الدعاء؛ لمّا تضمنت الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن آية في الدعاء.
· أعظم ما يُسأل الله تعالى هو الهداية إلى الصراط المستقيم، ولذلك شرع لنا ذلك في الصلاة خمسون مرة فياليوم والليلة فرضا ونفلا.
· امتنان الله على عباده بأن جعل الهداية بيده سبحانه،ومنه تطلب، فالله تعالى هو الهادي سواء السبيل.
· أهل البدع وما يأتون به البدع والمخالفات لما كانعليه سلف الأمة هؤلاء ليسوا على الصراط المستقيم، فبقدر مخالفتهم انحرفوا عن استقامة الصراط.