دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ذو الحجة 1433هـ/5-11-2012م, 03:31 PM
سهيلة سهيلة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 172
افتراضي

.........تتمة التلخيص لدروس اداب الطالب مع نفسه
3- ملازمة خشية الله تعالى
قال الامام احمد : " اصل العلم خشية الله تعالى "
1- العالم يجب ان يعمل بعلمه

4-من ثمرات الخشية دوام المراقبة و هي الادب الرابع من اداب الطالب مه نفسه
1-السير الى الله بين الخوف و الرجاء

5- خفض الجناح و نبذ الخيلاء و الكبرياء
1- التحلي بالعفاف اي العفة عما في ايدي الناس و العفة عما يتعلق بالنظر الى الحرام
2- التحلي بالحلم فلا يعجل العقوبة لمن اساء اليه
3- التحلي بالصبر و احتساب الاجر
4- التواضع للحق متى بان له و استقر
5- التواضع للخلق فلا يزدريهم او يحتقرهم
6- التحلي بالسكون و الوقار و الابتعاد عن الخفة
7- الخيلاء هي الاعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن
8- الحذر من داء الجبابرة و هو الكبر " الكبر بطر الحق و غمط الناس"

6- القناعة و الزهادة
1- الزهد بالحرام و الابتعاد عن حماه
2- الزهد اعلى مقاما من الورع

  #2  
قديم 22 ذو الحجة 1433هـ/6-11-2012م, 03:31 PM
سهيلة سهيلة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 172
افتراضي

الادب السابع التحلي برونق العلم
رونق العلم هم الاداب و الاخلاق الحسنة
تجنب اللعب و العبث و التبذل في المجالبس

8- التحلي بالمروءة
و المروءة هي فعل ما يجمله و يزينه و اجتناب ما يدنسه و يشينه
9- التمتع بخصال الرجولة
10 هجر الترف
اي تجنب الاسترسال في التنعم و الرفاهية
البذاذة هي عدم التنعم و الترفه و هي صفة محمودة عكس البذاءة و هي صفة مذمومة
11- الاعراض عن مجالس اللهو
12- الاعراض عن الهيشات
و الهيشات او الهوشات جمه هوشة هي مجالس السوق و مافيها من شتم و لغط و سب و قتال
13 التحلي بالرفق اي باللين
14- التامل
15- الثبات و التثبت
و الثبات معناه الصبر و المصابرة اما التثبت فهو تحري صحة الخبر او الحكم
الفصل الثاني
كيفية طلب العلم و تلقيه تتطلب امورا ست
1- حفظ مختصر فيه
2- ضبطه على شيخ متقن
3-عدم الالشتغال بالمطولات
4- عدم الانتقال من مختصر الى اخر
5- اقتناص الفوائد و الضوابط العلمية
6-جمع النفس للطلب و الترقي فيه

  #3  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 10:46 AM
omabdullah
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

المقدمه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تم تقييد كتابه هذه الحليه عام 1408 هجريه

سمات اهل الإسلام
• التحلي بمحاسن الآداب
• مكارم الأخلاق
• الهدي الحسن
• السمت الصالح
  • الشيخ يعتمد في اسلوبه البلاغات اللغويه
  • اسلوب الالتفات من الغيبه الي الحضور والعكس يحث علي الاهتمام
جاءت هذه الرساله حتي تكشف المندسين بين طلبه العلم خشيه ان يردوهم ويبعثرو مسيرتهم وهم لا يشعرون وجاءت ايضا لتوضح سمات اهل الإسلام واهميه التحلي بها وحتي تنهض هذه الأمه لابد لطالب العلم ان يتحلي بآداب طلب العلم ويتخلي عن آفاته


العلم هو اثمن درة في تاج الشرع المطهر

  #4  
قديم 8 محرم 1434هـ/21-11-2012م, 01:05 PM
أريج أريج غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 4
افتراضي

المقدمه
فى مسار طالب العلم لابد أن ينتبه إلى سيره فلا يغالى ولا يتهااون
ولا يجادل لينتصر لنفسه , وليتذكر دائما أنه تعلم لينصر دين الله
العلم لا يصل إليه إلا المتحلى بأخلاقه المتخلى عن آفاته
هذه الآداب: درجات صاعده إلى السنه فالوجوب , ونواقضدها دركات هابطه إلى الكراهه فالتحريم
*تنويه.. ليس كل من ترك المسنونات يكون قد وقع فى المكروهات
وإنما ينظ إن تضمن تركه إساءه مع المعلم أو زملائه فهذا يكون مكروها
"لا يستقيم أن نقوا أن كل من ترك مسنونا فقد وقع فى مكروه , أو من ترك واجبا فقد وقع فى المحرم . على سبيل الإطلاق , بل يقيد هذا "
"""""
الفصل الاول
آداب الطالب فى نفسه

1- العلم عباده
نية طالب العلم: رفع الجهل عن نفسه وعن غيره
شرط العباده
- إخلاص النيه لله سبحانه وتعالى قال تعال"وما أمروا إلا ليعدوا الله مخلصين له الدين حنفاء"
لاشيء يحطم العلم مثل الرياء رياء شرك ورياء إخلاص ومثل السمعه
# بما يكون الاخلاص فى طلب العلم؟
تنوى بذلك امتثال أمر الله
تنوى بذلك حفظ شريعة الله
تنوى بذلك حماية الشريعه والدفاع عنها
تنوى بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم

  #5  
قديم 11 محرم 1434هـ/24-11-2012م, 01:03 PM
أبو يوسف الأرناؤوطي أبو يوسف الأرناؤوطي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 6
افتراضي

السلام عليكم ..

تلخيص الدرس الأول :

العلم عبادة من أجل العبادات و كان قرينا للجهاد في قوله تعالى :"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"

شروط العلم نفس شروط العبادة .. و هي :
1- إخلاص النية لله سبحانه و تعالى .. و يكون في عدة أمور :
أ - نية امتثال أمر الله في طلب العلم .
ب - نية حفظ شريعة الله .
ج - نية حماية الشريعة و الدفاع عنها .
د - نية اتباع الشريعة .

2 - محبة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم .. و ذلك بإتباع ما جاء به النبي و هذا لا يتأتى إلا بتعلمه .

  #6  
قديم 13 محرم 1434هـ/26-11-2012م, 12:40 AM
أبو يوسف الأرناؤوطي أبو يوسف الأرناؤوطي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 6
افتراضي

السلام عليكم ...

تلخيص الدرس الثاني :

طالب العلم يجب أن يسعى لإتباع منهج السلف في العقيدة و العبادات و المعاملات و الرقائق و غير ذلك من الأمور .
و يجب ترك الجدال و المراء للانتصار للنفس أو مع المعاند الغير راغب في الحق .
و يجب الابتعاد عن علم الكلام لأنه مضيعة للوقت و قد يوصل صاحبه للضلال و العياذ بالله , و من الضلالات التي وقع فيها أهل الكلام تقسيمهم لنصوص الصفات :
1- قسم أقره العقل فيقبلونه.
2- قسم نفاه العقل فيردونه و كأن عقولهم معيار معتبر لقياس ما جاء به الشرع !.
3- قسم لم يثبته العقل و لم ينفيه و إختلفوا في حكمه .

و بعض المتأخرين قسم أهل السنة إلى قسمين : (مفوضة و مؤولة) و هذا كلام فاحش الغلط و شديد الخطأ لأن المؤولة و المفوضة كلتاهما على ضلال و ليسوا من أهل السنة .. فالمؤولة هم من يؤولون الصفات عن معناها الأصلي دون دليل .. و المفوضة هم من يقولون لا ندري ما معنى هذه الصفات مع أنها باللغة العربية .
أما أهل السنة يؤمنون بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل .

  #7  
قديم 20 محرم 1434هـ/3-12-2012م, 11:14 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي التفقه بتخريج الفروع على الأصول


30- التفقه بتخريج الفروع على الأصول :


1- من وراء الفقه : التفقه ، ومعتمله هو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية.
و في حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أنّ رسول الله قال : «نضر الله امرؤ سمع مقالتي فحفظها، ووعاها ، فأداها كما سمعها ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» ، قال: «نضر الله.. » نضر بمعنى : حسنه ، ومنه قوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة) (سورة القيامة: 22). أي : حسنة.
«التفقه» يعني طلب الفقه و هو إدراك أسرار الشريعة ، وكم من إنسان عنده علم كثير ولكنه ليس بفقيه ، ولهذا حذر ابن مسعود رضي الله عنه من ذلك فقال: «كيف لكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم» ، فالفقيه هو العالم بأسرار الشريعة وغاياتها وحكمها.

2- الفقه هو استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة ، و الأدلة هي القرآن والسنة.

3- وطريق استنباط الأحكام من القرآن والسنة هو طريق الصحابة ، فما كانوا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلمونها ، وما فيها من العلم والعمل.
مثال التفقه : أنّ العلماء اتخذوا الحكم بأنّ أقل مدة الحمل ستة أشهر منقوله تعالى : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (سورة الأحقاف:15).
ومن قوله : (وفصاله في عامين) (سورة لقمان: 14). فإنّ ثلاثين شهرا ، عامان وستة أشهر ، فإذا كان حمله وفصاله (ثلاثون شهرا) وفي الآية الآخرى (في عامين) لزم أن يكون الحمل أقله ستة أشهر.

4- التفقه حصيلة وإنتاج التفكر فإنّ الله سبحانه وتعالى دعا عباده في غير ما آية من كتابه إلى التحرك بإجالة النظر العميق في (التفكر) في ملكوت السموات والأرض ، وإلى أن يمعن النظر في نفسه ، وما حوله ، فتحا للقوى العقلية على مصراعيها ، وحتى يصل إلى تقوية الإيمان ، وتعميق الأحكام ، والانتصار العلمي : (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) (سورة البقرة: 219).

5- تحل بالنظر والتفكر ، والفقه والتفقه ، لعلك أن تتجاوز من مرحلة الفقيه إلى (فقيه النفس) كما يقول الفقهاء ، وهو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية ، أو (فقيه البدن) كما في اصطلاح المحدثين ، ففقه النفس هو صلاح القلب والعقيدة السليمة ومحبة الخير للمسلمين وما أشبه ذلك هذا ينبني عليه فقد البدن : معرفة هذا القول حلال أم حرام ، هذا الفعل حلال أم حرام.

6- أما فقه الواقع الذي علق عليه بعض الناس العلم ، وقالوا : من لم يكن فقيها للواقع فليس بعالم ، ونسوا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» ، ثم غفلوا عن كون الإنسان يشتغل بفقه الواقع أنّ ذلك يشغله عن فقه الدين ، بل ربما يشغله عن الاشتغال بالتعبد الصحيح ، عبادة الله وحده وانصراف القلب إلى الله والتفكر في آياته الكونية والشرعية ، والحقيقة أنّ انشغال الشباب بفقه الواقع صد لهم عن الفقه في دين الله ، لأنّ القلب إذا امتلأ بشيء امتنع عن الآخر.

7- انشغال الإنسان بالفقه في الدين وتحقيق العبادة والدين والإخلاص خيرا له من البحث عن الواقع ، وربما يتلقى فقه الواقع من روايات ضعيفة أو موضوعة في وسائل الإعلام المسموعة أو المقرؤة أو المرئية أو يبني ما يظنون فقه واقع على تقديرات وتخمينات يقدرها الإنسان ، ثم يقول هذا فعل لهذ ا، ويعلل بتعليلات قد تكون بعيدة من الواقع ، أو ينظر إلى أشياء خطط لها أعداؤنا من قبل على واقع معين ، تغير الواقع وزال بالكلية فبقيت هذه الخطط لا شيء.

8- لا بد لطالب العلم من أصول يرجع إليها ، والأصول الثلاثة : الأدلة من القرآن والسنة والقواعد والضوابط المأخوذة من الكتاب والسنة.

9- أن يكون لدى الإنسان علم بالقواعد والضوابط حتى ينزل عليها الجزئيات ، و الفرق بين القاعدة والضابط : أن الضابط يكون لمسائل محصورة معينة.والقاعدة أصل يتفرع عليه أشياء كثيرة. فالضابط أقل رتبة من القاعدة ، كما يدل ذلك اللفظ ، الضابط يضبط الأشياء ويجمعها في قالب واحد. والقاعدة أصل تفرع عنه الجزيئات.

10- من أهم ما يكون للإنسان أن يجعل نظره أي فكره يتجول بتخريج الفروع على الأصول حتى يتمرن ، لأنّ بعض الناس قد يحفظ القاعدة كما يحفظ الفاتحة ولكن لا يعرف أن يخرج عليها ، وهذا لا شك نقص في التفكير.

11- أجمع النظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام وهذا مهم عند أهل الحديث ، يأتي مثلا نص ظاهره الحكم بكذا لكن إذا تأملت في هذا النص وجدته مخالفا للقواعد العامة من الشريعة فلا بد أن نرجع إلى القواعد ، ويحكم على هذا بما تقتضيه الحاجة ، وذلك لأنّ الشريعة إنما جاءت لجلب المصالح الدينية والدنيوية ولدرء المفاسد أو تقليلها ، سواء كانت المفاسد دينية أو دنيوية ، ولهذا تجد أنّ الله عز وجل يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة شرعا وقدرا.

12- الأدلة هي القرآن والسنة والقياس الصحيح ، و أما المصالح الذين يدعون أنها – مصالح مرسلة – إن كان الشرع قد شهد لها أنها مصالح مرسلة فهي من الشرع داخلة في عموم الشرع : كتاب أو سنة قياس كان أو إجماع ، وإن لم تكن فيها مصالح شرعية فهي باطلة فاسدة الاعتبار ، وحينئذ لا تؤصل أصلا ، دليلا ندين الله بالتعبد به بدون دليل من القرآن والسنة ، لأنّ كونك تؤصل أصلا يعني أنك تبني دينك على هذا ، و لأنه لو قلنا باعتبار المصالح المرسلة كل واحد يدعي أنّ هذه المصلحة وأصل النزاع الذي أمر الله فيه بالرد إلى الكتاب والسنة أصله أنّ كل واحد يرى أن كل ما عليه مصلحة ، وربما يماري ليكون قوله المقبول.

13- نجد من القرآن والسنة دفع الضرر كثير ، قال الله تعالى : (ولا تقتلوا أنفسكم)(سورة النساء: 29). وهذه الآية تعم قتل النفس مباشرة بأن ينتحر الإنسان أو فعل ما يكون سببا للهلاك ، ولهذا استدل عمرو بن العاص رضي الله عنه بهذه الآية على التيمم خوفا من البرد ، مع أنّ البرد قد لا يميت الإنسان ، ولكن قد يكون سببا لموته استدل بها ، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وضحك.

14- كل الدين يسر ، لكن اليسر هوما تيسر باعتبار العموم ، ومع ذلك إذا حصل للإنسان ما يقتضي التيسير وجد الباب مفتوحا
: «صل قائما..». إذا هذا تيسير ، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الدين يسر ولا يشاد الدين أحدا إلا غلبه» ، وكان إذا بعث البعوث يقول : «يسروا لا وتعسروا ، بشروا ولا تنفروا ، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» ، وبناء على ذلك يتعمد الإنسان فعل العبادة على الوجه الأيسر و هو الأقرب إلى مقاصد الشريعة.
مثال : لو أنّ رجلا في البرد حانت صلاة الفجر وعنده ماء ، أحدهما ساخن والآخر بارد ، الصواب أن يتوضأ بالماء الساخن حتى يوافق مراد الله الشرعي ، حيث قال : (يريد الله بكم اليسر) (سورة البقرة: 185) ، لأنّ إسباغ الوضوء على المكاره ليس المراد منه أن يتقصد الإنسان ما يكره. المراد إذا لم يكن الوضوء إلا بمكروه يتوضأ به ، و كذلك هو الموافق للشريعة بالإجماع.

15- جلب التيسير هو الموافق لروح الدين ، من هنا نرى أنه إذا اختلف عالمان في رأي ، ولم يتبين لنا الأرجح من قولهما لا من حيث الدليل ، ولا من حيث الاستدلال ، ولا من حيث المستدل ، وأحدهما أشد من الثاني ، فنتبع ما كان أوفق للشرع.

16- هذه الأمة اتبعت سنن من كان قبلها في مسألة الحيل ، وأشد الناس حيلا ومكرا هم اليهود ، وهذه الأمة فيها من تشبه باليهود وتحايلوا على محارم الله ، و الحيلة في الشرع والاصطلاح : هي التوصل إلى إسقاط واجب أو انتهاك محرم بما ظاهره الإباحة .
مثال :رجل تزوج بمطلقة صاحبه ثلاثا ، ورآه محزونا عليها فذهب وتزوجها من أجل أن يحللها للزوج الأول- الذي هو صاحبه- ليس له غرض في المرأة ، وإنما يريد أن يجامعها ليلة ثم يدعها ، نقول : هذا تحيل على محرم ، لأنّ هذه المرأة لا تحل لزوجها الأول الذي طلقها ثلاثا وأراد أن يحللها له ، ولهذا جاء في الحديث بما هو أهل له حيث سمي «التيس المستعار».

17- سد الذرائع ، الذرائع جمع ذريعة ، وهي الوسيلة ، والفرق بينها وبين الحيلة : أنّ فاعل الحيلة قد قصد التحيل ، وفاعل الذريعة لم يقصد ، ولكن فعله يكون ذريعة إلى الشر والفساد.

18- وهكذا هديت لرشدك أبدا ، عليك التفقه كما أسلفت في نصوص الشرع ، والتبصر فيما يحف أحوال التشريع ، والتأمل في مقاصد الشريعة ، فإن خلا فهمك من هذا ، أو نبا سمعك ، فإنّ وقتك ضائع ، وإنّ اسم الجهل عليك لواقع. وهذه الخلة بالذات هي التي تعطيك التمييز الدقيق ، والمعيار الصحيح ، لمدى التحصيل والقدرة على التخريج ، فالفقيه هو من تعرض له النازلة لا نص فيها فيقتبس لها حكما وينزل الأحكام عليها ، وليس من يقرأ النصوص ، والبلاغي ليس من يذكر لك أقسامها وتفريعاتها ، لكنه من تسري بصيرته البلاغية في كتاب الله ، فيخرج من مكنون علومه وجوهها ، وإن كتب أو خطب نظم لك عقدها. وهكذا في العلوم كافة.


  #8  
قديم 21 محرم 1434هـ/4-12-2012م, 04:55 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل - الأمانةُ العلْمِيَّةُ

31- اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل:

1- لا تفزع إذا لم يفتح لك في علم من العلوم ، فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير ، ومنهم من صرح بذلك كما يعلم من تراجمهم ، ومنهم : الأصمعي في علم العروض ، والرهاوي المحدث في الخط ، وابن الصلاح في المنطق ، وأبو مسلم النحوي في علم التصريف ، والسيوطي في الحساب ، وأبو عبيدة ، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو الحسن القطيعي ، وأبو زكريا يحيي بن زياد الفراء ، وأبو حامد الغزالي ، خمستهم لم يفتح لهم بالنحو.


2- لا بد للطالب مضاعفة الرغبة ، و الفزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- كثيرا ما يقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالى : «اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني». فيجد الفتح في ذلك ،
وهذا من باب التوسل بأفعال الله ، والتوسل بأفعال الله جائز ، لأن التوسل جائز وممنوع ، وإن شئت فقل : مشروع وغير مشروع ، التوسل إلى الله بأسماءه وصفاته وأفعاله من المشروع ، وكذلك التوسل إلى الله تعالى بذكر شكوى الحال وأنه مفتقر إليه ، والتوسل إلى الله بالإيمان به ، والتوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح ، والتوسل إلى الله تعالى بدعاء من يرجي استجابة دعاءه.


32 - الأمانةُ العلْمِيَّةُ :

1_ من أهم ما يكون في طالب العلم أن يكون أمينا في علمه ، فيكون أمينا في نقله ، وأمينا في وصفه. إذا وصف الحال فليكن أمينا لا يزيد ولا ينقص ، وإذا نقل فليكن أمينا في النقل لا يزيد ولا ينقص وكثير من الناس تنقصه هذه الأمانة ، فتجده يصف من الأحوال ما يناسب رأيه ويحذف الباقي ، وينقل من أقوال أهل العلم، بل ومن النصوص ما يوافق رأيه ويحذف الباقي فيكون كالذي قال :
ما قال ربك ويل للأولى سكروا = بل قال ربك ويل للمصلينا

2- عدم الأمانة لا شك أنه حجر عثرة وأنه تدليس على العلم ، لأنّ الواجب النقل بأمانة والوصف بأمانة ، وما يضرك إذا كان الدليل على خلاف ما تقول ، فإنه يجب عليك أن تتبع الدليل وأن تنقله للأمة حتى يكونوا على بصيرة من الأمر ، ومثل هذه الحال يوجب أن يكون الإنسان فاسقا لا يوثق له بخبر ولا يقبل له نقل لأنه مدلس.




  #9  
قديم 21 محرم 1434هـ/4-12-2012م, 06:47 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي الصدق

33- الصدق :

1- قال الأوزاعي- رحمه الله تعالي- : «تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم» ، وقال وكيع- رحمه الله تعالى- : «هذه الصنعة لا يرتفع فيها إلا صادق».

2- الصدق قريب من مسألة الأمانة العلمية ، لأن الأمانة العلمية تكون بالصدق ، والصدق كما قال : عنوان الوقار ، وشرف النفس ، ونقاء السريرة ، فعليك بالصدق ، ولو كنت تتخيل أنه يضرك فاصبر ، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.

3- لا تقل إن الله حرم هذا وهو لم يحرمه ، ولا أوجب هذا وهو لم يوجبه ، ولا قال فلان كذا وهو لم يقله. بل تجنب هذا كله ، وكان الإمام أحمد – رحمه الله – وغيره من الأئمة لا يصرحون بالتحريم إلا ما جاءت النصوص به ، وإلا فإنك تجد الإمام أحمد يقول : أكره كذا ، لا يعجبني ، لا تفعل . وما أشبه ذلك ، ولهذا كان الصدق فرض عين :

- استثنى بعض العلماء ما جاء عن طريق التورية ، ولكن لا حاجة للاستثناء ، لأن التورية صدق باعتبار ما في نفس القائل ، كمثل قول إبراهيم عليه السلام للملك الجبار هذه أختي ، وهذا ليس بالكذب.

- و استثنى بعض العلماء أيضا ما جاء في الحديث أنه لا يجوز الكذب إلا في ثلاث : في الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث المرأة لزوجها وحديث الرجل لزوجته ، ولكن بعض العلماء يقول : إن هذا محمول على التورية ، وليس على الحقيقة.

4- الصدق لا شك أنه سبيل واحد ، والكذب سبل ، وهكذا الهداية والضلالة ، الهداية سبيلها واحد ، والضلالة سبل متفرقة. قال الله تعالى : (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (سورة الأنعام:153). وأما قوله: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)(سورة المائدة:16). فقد جمعها باعتبار تنوع الشرائع... صلاة ، زكاة ، صيام ، حج ، بر ، صلة ، صدقة- وما أشبه ذلك فجمعها باعتبار وتوحيدها باعتبار آخر.

5- الكذب ضروب وألوان متعددة ، ويتعدد بتعدد أغراضه فهو يجمعها ثلاثة :

الأول : كذب المتملق : وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد ، كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعا فيصفه بالاستقامة ، وهذا من النفاق العلمي: إذا حدث كذب والعياذ بالله.

الثاني : كذب المنافق: وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع ، ومنه قوله تعالى : (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله ) ، وكونه رسول الله مطابق للواقع دليله قوله : (والله يعلم إنك لرسوله) ، لكن شهادتهم هذه مخالفة لاعتقادهم ، لأنّ الله قال : (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) (سورة المنافقون:1).

الثالث : كذب الغبي: بما يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد ، وهو أن يقول الشيء ما ليس فيه لغباءه ، فيقول مثلا عن أهل الكلام أنهم هم العقلاء ، وأنهم أهل العلم والحكمة ، أما أهل السنة فهم أغبياء يفوضون النصوص ولا يعرفون لها معنى ، ولهذا عبر شيخ الإسلام- رحمه الله- في كتابه الفتوى الحموية ، عبر بهذا الوصف فقال : «قال بعض الأغبياء : طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم».

6- من يوهم الناس و يتسرع في الرقي إلى العلو بما يلفقه وأنه عنده علم واسع ، وأنه عبقري ، وأنه في كل فن له يد وما أشبه ذلكلا شك أن هذا غلط عظيم لأنه :
- من الكذب.
- فيه خيانة الناس وإيهامهم بخلاف الواقع.
- وفيه أيضا التغرير بالنفس ، أن الإنسان يزهو بنفسه حتى يحجمها ويكبرها وهي دون ذلك.

- أنه من مكائد الشيطان ، فالواجب عليك أن تعرف قدر نفسك وأن لا تنزلها فوق منزلتها ، ثم إن القول في مسائل الدين أخطر ما يكون لأنه قول على الله بلا علم ، وقد قال الله عز وجل : (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (سورة الأعراف: 33).

7- الإنسان إذا تطلع إلى السمعة فقط ونزل فوق منزلته فسرعان ما ينكشف ، ثم إن النية في طلب العلم يجب فيها الإخلاص لله عز وجل ، ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أن من طلب علما وهو مما يبتغي به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة. وأن من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليجاري به العلماء فليتبوء مقعده من النار» ، فالمسألة خطيرة ، ولا سيما العلوم الشرعية. وذكر ثلاث مضار لهذا :

أولا : فقد الثقة في القلوب ، فإذا تبين أنه قال عن جهل ؛ ما يثق الناس به وينصرفون إلى غيره.

ثانيا : ذهاب عملك وانحسار القبول.

ثالثا : أن لا تُصدّق ولو صَدَقت.



  #10  
قديم 21 محرم 1434هـ/4-12-2012م, 07:21 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي جُنَّةُ طالِبِ العلْمِ - المحافظة على رأس مال (ساعات عمرك)

34-جُنَّةُ طالِبِ العلْمِ :

جُنَّةُ العالِمِ ( لا أَدْرِي ) ويَهْتِكُ حِجابَه الاستنكافُ منها ، وقولُه: يُقالُ ..... وعليه ؛ فإن كان نِصْفُ العلْمِ ( لا أَدْرِي ) ؛ فنِصْفُ الجهْلِ ( يُقالُ ) و( أَظُنُّ ) .فالإنسان يجب عليه إذا لم يعلم أن يقول: لا أعلم ولا يضره هذا، بل يزيده ثقة بقوله.

35- المحافظة على رأس مال (ساعات عمرك) :

1- الوقت الوقت للتحصيل ، فكن حلف عمل لا حلف بطالة بطر ؛ وحلس معمل لا حلس تله وسمر ، فالحفظ على الوقت، بالجد والاجتهاد، وملازمة الطلب ، ومثافنة الأشياخ ، والاشتغال بالعلم قراءة وإقراء ، ومطالعة وتدبر وحفظا وبحثا، لا سيما في أوقات شرخ الشباب ، ومقتبل العمر ، ومعدن العافية ، فاغتنم هذه الفرصة الغالية ، لتنال رتب العلم العالية ، فإنها «وقت جمع القلب ، واجتماع الفكر»، لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة والترؤسولهذا قال عمر رضي الله عنه : «تفقهوا قبل أن تسودوا» لأن الإنسان إذا ساد كثرت المشاكل ، وكثرت أفكاره وتفرقت وتمزقت عزائمه ، ولذلك اجتهد ما دمت في زمن الإمهال ، واعمل ، وابحث ، واجعل بطون الكتب هي مرئياتك حتى تعتاد على هذا ، واعلم أنك إذا اعتدت على هذا- يعني على الجد والاجتهاد- صار طبيعة لك بحيث لو أنك إذا كسلت يوما من الأيام في الرحلة فإنك تستنكر هذا وتجد الفراغ.

2- إذا كثرت العيال وكثرت المشاغل ألهتك لأن الإنسان بشر ، والطاقة محدودة ، فما دمت متفرغا فلتكن متفردا ، ولا تظن بهذا ألا تطلب العيال والنكاح ، بل إن النكاح قد يكون من أسباب الراحة إذا وافق الإنسان فيه ويسرت له امرأة صالحة.

3- إياك وتأمير التسويف على نفسك ، فلا تسوف لنفسك بعد الفراغ من كذا ، وبعد (التقاعد) من العمل هذا... وهكذا ، بل البدار قبل أن يصدق عليك قول أبي الطحان القيني :
حنتني حانيات الدهر حتى = كأني خاتل أدنو لصيد
قصير الخطو يحسب من رآني = ولست مقيدا أني بقيد

4- لابد من انتهاز الفرصة وألا نضيع الأوقات واعلم أنك إذا اعتدت على تضييع الوقت ، عجزت بعد ذلك عن الحرص عليه وعن الانتفاع به ، لأنك تكون قد اعتدت على الكسل. ما دمت نشيطا فاحرص ، لأن هناك فرقا بين العجز والكسل. الكسل ضعف في الإرادة ، والعجز ضعف في البدن ، وضعف البدن لا حيلة فيه ، لكن الإرادة هي التي يستطيع الإنسان يعود نفسه على الهمة العالية كييستغل.



  #11  
قديم 21 محرم 1434هـ/4-12-2012م, 10:54 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي من إجمامُ النفْسِ إلى المناظرة بلا مماراة


36- إجمامُ النفْسِ :

1- يجب أن نعلم أن إجمام النفس وإعطاءها شيئا من الراحة حتى تنشط في المستقبل وحتى تستريح بعض الراحة ، والنفس إذا جعلتها دائما في جد لا بد أن تمل وتسأم ، و هذا من الأمور الشرعية التي دل عليها قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه). وهذا الحديث هو الميزان الحقيقي الذي تطمئن إليه النفس لا ما روي عن عمر ولا عن علي وغيرهما.

2- الحكمة الحقيقية من النهي عن التطوع المطلق في بعض الأوقات ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام : أن الشمس إذا طلعت فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار وكذلك إذا غربت يسجدون لها. فهم يسجدون لها استقبالا ، ويسجدون لها وداعا ، أما وقت الزوال فإنّ الحكمة فيه : أنه الوقت التي تسجر فيه جهنم فيلحق النفس من التعب في الحر لا سيما في أيام الصيف ما ينهى أن يصلي الإنسان فيه. وليس هذا القيل الذي قيل معارضا للحديث لكنه من جملة الحكمة ، والله أعلم.

37 – قراءةُ التصحيحِ والضبْطِ :

1- لا بد إتقان العلم وضبطه ومحاولة الرسوخ في القلب ، لأن ذلك هو العلم ، ولا بد أن يكون على شيخ متقن والإتقان يكون في كل فن بحسبه ، قد نجد رجلا متقنا في الفرائض مثلا غير متقن في أحكام الصلاة ، ونجد رجلا متقنا في علوم العربية غير عارف بالعلوم الشرعية وآخر بالعكس ، فخذ من كل عالم ما يكون متقنا فيه ما لم يتضمن ذلك ضررا .

2- فهذا الحافظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَه اللهُ تعالى قَرَأَ ( صحيحَ البخاريِّ ) في عشرةِ مجالسَ ، كلُّ مجلِسٍ عشرُ ساعاتٍ ، و(صحيحَ مسلِمٍ ) في أربعةِ مجالسَ في نحوِ يومينِ وشيءٍ من بُكْرَةِ النهارِ إلى الظهْرِ وانتهى ذلك في يومِ عَرَفَةَ ،وانتهى ذلك في يومِ عَرَفَةَ ، وكان يومَ الجمُعَةِ سنةَ 813 هـ ، وقرأَ ( سُنَنَ ابنِ ماجهْ ) في أربعةِ مجالِسَ ، و ( مُعجَمَ الطبرانيِّ الصغيرَ ) في مَجلِسٍ واحدٍ ، بينَ صَلَاتَي الظهْرِ والعَصْرِ ، وشيخُه الفَيروزآباديُّ قَرَأَ في دِمَشْقَ ( صحيحَ مُسْلِمٍ ) على شيخِه ابنِ جَهْبَلَ قِراءةَ ضَبْطٍ في ثلاثةِ أيَّامٍ .

38- جَرْدُ الْمُطَوَّلَاتِ :

1- جرد المطولات قد يكون فيه مصلحة للطالب وقد يكون فيه مضرة :

- فإذا كان الطالب مبتدئا ، فإن جرد المطولات له هلكة ، كرجل لا يحسن السباحة يرمي نفسه في البحر ، لو أن رجلا بدأ بالعلم من الآن ونقول له اذهب راجع المغني وراجع شرح المهذب وراجع الحاوي الكبير... وراجع كذا وعددت له من الكتب الموسعة. هذا معناه أنك أهلكته ، رميته في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج.

- وإن كان عند الإنسان العلم وأراد أن يتبحر ويتوسع فهنا نقول: عليك بالمطولات ، و من أجل أن يكسب فوق علمه الذي عنده ، فهذا قد يكون حسن.

2- أما كتابة «بلغ» فهذا طيب إنك إذا راجعت كتابا فاكتب عند المنتهى «بلغ» لتستفيد فائدتين:

الأولى : ألا تنسى ما قرأت ، لأن الإنسان ربما ينسى فلا يدري هل بلغ هذه الصفحة أم لا؟ وربما يفوته بعض الصفحات إذا ظن أنه قد تقدم في المطالعة.

والثانية : أن يعلم الآتي بعدك الذي يقرأ هذا الكتاب أنك قد أحصيته وأكملته فيثق به أكثر.

39- حسن السؤال :

1- من آداب طالب العلم :

أولا : أن يكون عنده حسن سؤال، حسن إلقاء مثل أن يقول : أحسن الله إليك ما تقول في كذا ، وإن لم يقل هذه العبارة فليكن قوله رقيقا بأدب.

الثاني : حسن الاستماع ، أما أن تقول : يا شيخ أحسن الله إليك ماذا تقول في كذا وكذا.. وانتظر.

الثالث : صحة الفهم للجواب ، وهذا أيضا يفوت بعض الطلبة ، تجده إذا سأل وأُجِيب يستحيي أن يقول ما فهمت.

2- من سوء أدب بعض الناس بعدما يستمع للجواب يقول : لكن قال الشيخ الفلاني كذا وكذا.. في وسط الحلقة. هذا ، معنى هذا أنك لم تقتنع بجوابه ، ومعنى هذا إثارة البلبلة بين العلماء.
وإن كان لا بد فيقول : قال قائل... ثم يورد ما قاله الشيخ فلان لأن أحدا لا يفهم إذا قال إن قال قائل أنه أراد بذلك جواب شيخ آخر.
أحسن منه أن تقول (فإن قال قائل) ، لأنك إذا قلت : ما رأيك في الفتوى بكذا- وهي خلاف ما أفتاك به- فيعني إنك تريد أن تعارض فتواه بفتوى آخر ، لكن هي أحسن من قولك : قال الشيخ الفلاني كذا.

3- وللعلم ست مراتب :

الأول : حسن السؤال ، إذا دعت الحاجة إليه أما إذا لم تدع الحاجة إليه فلا تلق السؤال، أو ظن أن غيره يحتاج إلى السؤال قد يكون مثلا هو فاهم الدرس ، ولكن فيه مسائل صعبة يحتاج إلى بيانها إلى بقية الطلبة ، بل من أجل حاجة غيره ، والسائل من أجل حاجة غيره كالمعلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها. قال : «هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم».

الثاني : حسن الاتصال الانصات للاستماع.

الثالث : حسن الفهم.

الرابع : الحفظ ، وهذا الحفظ ينقسم إلى قسمين: قسم غريزي يهبه الله لمن يشاء ، فتجد الإنسان يمر عليه المسألة والبحث فيحفظه ولا ينساه ، وقسم آخر كسبي ، بمعنى أن يمرن الإنسان نفسه على الحفظ ويتذكر ما حفظ ، فإذا عود نفسه تذكر ما حفظ ، سهل عليه الحفظ.

الخامسة : التعليم ، والذي أرى أن تكون هي السادسة وأن العمل بالعلم قبل السادسة ، فيعمل بالعلم ليصلح نفسه قبل أن يبدأ بإصلاح غيره ثم بعد ذلك يعلم الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم :«ابدأ بنفسك ثم بمن تعول». فالعمل به قبل تعليمه ، بلى قد تقول أن تعليمه من العمل به ، لأن من جملة العمل بالعلم أن تفعل ما أوجب الله عليك فيه من بثه ونشره.

40- المناظرة بلا مماراة :

1- المناظرة والمناقشة تشحذ الفهم وتعطي الإنسان قدرة على المجادلة. والمجادلة في الحق مأمور بها كما قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125) ، فإذا تمرن الإنسان على المناظرة والمجادلة حصل على خير كثير ، وكم من إنسان جادل بالباطل فغلب صاحب الحق لعدم قدرته على المجادلة.

2- و المجادلة نوعان :

الأولى : مجادلة المماراة ، يماري بذلك السفهاء ويجادل الفقهاء ويريد أن ينتصر قولُه فهذه مذمومة ، ولهذا عندما سأل أهل العراق ابن عمر رضي الله عنهما عن دم البعوضة. وهل يجوز قتل البعوضة؟! قال : سبحان الله !! أهل العراق يقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتون يسألون عن دم البعوضة!! هذه مجادلة ولا شك ، فالمجادل الذي يريد الانتصار لنفسه فتجده لو بان الحق ، وكان ظاهر الحق مع خصمه يورد إيرادات ، ومثل هذا عليه خطر أن لا يقبل قلبه الحق ، لا بالنسبة للمجادلة مع الآخر ، لكن حتى في خلوته ، ربما يورد لشيطان عليه هذه الإيرادات.قال الله تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) (سورة الأنعام:110).

والثاني : لإثبات الحق وإن كان عليه ، فهذه محمودة مأمور بها. وعلامة المجادلة الحقة أن الإنسان إذا بلغه الحق اقتنع وأعلن الرجوع إليه .


  #12  
قديم 25 محرم 1434هـ/8-12-2012م, 12:59 AM
أبو يوسف الأرناؤوطي أبو يوسف الأرناؤوطي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 6
افتراضي

السلام عليكم

ملخص الدرس الثالث

مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى

قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }
قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى )
الفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تكون من عظم المخشي والخوف من ضعف الخائف
نقل عن علي رضي الله عنه قوله : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ )

  #13  
قديم 26 محرم 1434هـ/9-12-2012م, 07:01 PM
أبو يوسف الأرناؤوطي أبو يوسف الأرناؤوطي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 6
افتراضي

السلام عليكم

ملخص الدرس الرابع

دوام المراقبة

(المسلم يكون سائرا بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر)

مراقبة الله في كل الأمور و احتساب النية في كل طاعة يفعلها و في كل معصية يتركها
و يتم تغليب الرجاء في حالة المرض و الهمة بالطاعة , و يتم تغليب الخوف و الخشية في حالة الصحة و الهمة بالمعصية .

  #14  
قديم 28 محرم 1434هـ/11-12-2012م, 08:13 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي من علامات العلم النافع إلى إعجامُ الكتابةِ

الفصل السادس
التحلي بالعمل

44- من علامات العلم النافع:

أولا : العمل به: وهذا بعد الإيمان ، أن تؤمن بما علمت ثم تعمل إذ لا يمكن العمل إلا بإيمان ، فإن لم يوفق الإنسان لذلك ، بأن كان يعلم الأشياء ولكن لا يعمل بها فعلمه غير نافع هو ضار لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «القرآن حجة لك أو عليك».

ثانيا : كراهية التزكية ، والمدح ، والتكبر على الخلق : وهذه ابتلي به بعض الناس ، فيزكي نفسه ويرى أن ما قاله هو الصواب وأن غيره إذا خالفه فهو مخطأ وما أشبه ذلك ، كذلك يحب المدح. كذلك التكبر على الخلق ، بعض الناس- والعياذ بالله – إذا آتاه الله علما تكبر.

ثالثا : تكاثر تواضعك كلما ازددت علما : ينبغي كلما ازددت علما أن تزداد تواضعا.

رابعا : الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا : يعني لا تحاول أن تكون رئيسا لأجل علمك ، لا تحاول أن تجعل علمك مطية إلى نيل الدنيا، فإن هذا يعني أنك جعلت الوسيلة غاية، والغاية وسيلة.

خامسا : هجر دعوى العلم : معناها: لا تدعي العلم. لا تقول أنا العالم.ومتى كان في المجلس تصدر المجلس ، وإذا أرد أحد أن يتكلم يقول : اسكت أنا أعلم منك.

سادسا : إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس، تنزها عن الوقوع بهم: أن يسيء الظن بنفسه لأنها ربما تغره وتأمره بالسوء فلا يحسن الظن بالنفس، وكلما أملت عليه أخذ بها ، أما قوله : «إحسانه بالناس» فهذا يحتاج إلى تفصيل : الأصل إحسان الظن بالناس وإنك متى وجدت محملا حسنا للكلام غيرك فأحمله عليه ولا تسىء الظن ، لكن إذا علم عن شخص من الناس أنه محل لإساءة الظن ، فهنا لا حرج أن تسيء الظن من أجل أن تحترس منه .


45- زكاة العلم :

زكاة العلم تكون بأمور:

1- منها : نشر العلم ، كما يتصدق الإنسان بشيء من ماله ، فهذا العالم يتصدق بشيء من علمه ، وصدقة العلم أبقى دواما لأنه ربما كلمة من عالم تسمع ينتفع بها فئام من الناس وما زلنا الآن ننتفع بأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه ، ولم ننتفع بدرهم واحد من الخلفاء الذين كانوا في عهده.كذلك العلماء تنتفع بكتبهم وعلومهم، فهذه زكاة. وهذه الزكاة لا تنقص العلم بل تزيده ،
وكذلك صدقة العلم أقل كلفة ومؤنة.

2- ومنها : العمل به لأن العمل به دعوة إليه بلا شك ، وكثير من الناس يتأسون بالعالم وبأعماله ، أكثر مما يتأسون بأقواله.

3- ومنها : ما قاله المؤلف أن يكون صداعا للحق. وهذا من جملة النشر ، ولكن النشر قد يكون في حال السلامة والأمن على النفس ، وقد يكون في حالة الخطر ، فيكون صداعا بالحق.

4- ومنها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هو عارف بالمعروف وعارف بالمنكر ، ثم قائم بواجبه نحو هذه المعرفة ، موازنا بين المصالح والمضار. لأنه قد يكون من الحكمة ألا تنهى حسب ما تقتضيه المصلحة ، فالإنسان ينظر إلى المصالح والمضار.

46- عزة العلماء :

1- صيانة العلم وتعظيمه وحماية جنابه ، لا شك أنه عز وشرف ، فإنّ الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس، وعن بذل نفسه فهو أشرف له وأعز.

2- كون الإنسان لا يسعى به إلى أهل الدنيا ولا يقف على أعتابهم ولا يبلغه إلى غير أهله وإن عظم قدره فيه تفصيل :
- فإذا سعيت به إلى أهل الدنيا وكانوا ينتفعون بذلك فهذا خير ، فإذا دخل على هؤلاء وجلس وتحدث ، ووجد وجوها تهش ، وأفئدة تطمئن ، ووجد منهم إقبالا ، فها هنا يجب أن يفعل وهو داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم وأخذ يحدثهم ، موقف الساخر المتململ ، فهنا لا ينبغي أن يهدي العلم إلى هؤلاء ، لأنه إهانة له وإهانة لعلمه.

3- متع بصرك وبصيرتك بقراءة التراجم والسير لأئمة مضوا ، تَرَ فيها بذل النفس في سبيل هذه الحماية ، لا سيما من جمع مثلا في هذا، مثل كتاب «من أخلاق العلماء» لمحمد سليمان – رحمه الله تعالى - وكتاب «الإسلام بين العلماء والحكام» لعبد العزيز البدري – رحمه الله تعالى- وكتاب «مناهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» لفاروق السامرائي.
ومن أحسن ما رأيت في هذا كتاب «روضة العقلاء» للبستي ، كتاب عظيم على اختصاره ، فيه فوائد عظيمة ومآثر كريمة للعلماء المحدثين وغيرهم .

47- صيانة العلم :

1- إن بلغت منصبا فتذكر أنّ حبل الوصل إليه طلبك للعلم ، فبفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم ، أو الفتيا، أو القضاء..وهكذا ، فأعط العلم قدره وحظه من العمل به وإنزاله منزلته. فالإنسان يصون علمه ، فلا يجعله مبتذلا ، بل يجعله محترما معظما ، فلا يلين في جانب من لا يريد الحق ، بل يبقى طورا شامخا ثابتا ، وأما أن يجعله الإنسان سبيلا إلى المداهنة وإلى المشي فوق بساط الملوك وما أشبه ذلك ، فهذا أمر لا ينبغي.

2- احذر مسلك من لا يرجون لله وقارا ، الذين يجعلون الأساس (حفظ المنصب) ، فيطوون ألسنتهم عن قول الحق ، ويحملهم حب الولاية على المجاراة فالواجب قول الحق ، لكن قول الحق قد يكون في مكان دون مكان ، والإنسان ينتهز الفرصة فلا يفوتها ، ويحذر الذلة فلا يقع فيها ولهذا قال : «بحكمة ودراية وحسن سياسة» فلا بد أن الإنسان يكون عنده علم ومعرفة وسياسة، بحيث يتكلم إذا كان للكلام محل، ويسكت إذا كان ليس للكلام محل.

3- الدليل :
قوله وفي الحديث «احفظ الله يحفظك» يعني: احفظ حدود الله كما قال الله تعالى في سورة التوبة : ( والحافظون لحدود الله) (سورة التوبة: 112). فلا ينتهكونها بفعل محرم، ولا يضيعونها بترك واجبوقوله «يحفظك» يعني في دينك ودنياك وفي أهلك ومالك. فإن قال قائل : إننا نرى بعض الحافظين لحدود الله يصيبهم ما يصيبهم. فنقول : هذا زيادة في تكفير سيئاتهم ورفعة درجاتهم ، ولا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة»

4- قاعدة مهمة : وهي أن الإنسان إذا أصبح عاطلا عن قلادة الولاية ، وقوله : «فلا بأس، فإنه عزل محمدة لا عزل مذمة ومنقصة» و هذا ليس على عمومه ، لأنّ من الناس من يعزل عزل محمدة وعزة لكونه يقوم بالواجب عليه من الملاحظة والنزاهة ، لكن يضيق على من تحته فيحفرون له حتى يقع ، وهذا كثير مع الأسف ، ومن الناس من يعزل لأنه قد تبين أنه ليس أهلا للولاية ، فهل هذا العزل عزل محمدة أم عزل مذمة؟ عزل مذمة لا شك.

48- الْمُداراةُ لا الْمُداهَنَةُ :

الفرق بين المداهنة والمداراة :

المداهنة : أن يرضى الإنسان بما عليه قبيله ،
و يترك خصمه على ما هو عليه ولا يحاول إصلاحه يقول ما دام أنت ساكت عني فأنا أسكت عنك.

وأما المداراة :
فهو أن يعزم بقلبه على الإنكار عليه ، لكنه يداريه فيتألفه تارة ، ويؤجل الكلام معه تارة أخرى ، وهكذا حتى تتحقق المصلحة ، فا
لمداراة يراد بها الإصلاح لكن على وجه الحكمة والتدرج في الأمور.

49- الغرام بالكتب:

1- شرف العلم معلوم لعموم نفعه ، وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس ، وظهور النقص بقدر نقصه ، وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله ولهذا :

احرص على كتب الأمهات الأصول ككتب السلف ، فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف و المؤلفات الحديثة لأنّ بعض المؤلفين حديثا ليس عنده علم راسخ ،
ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية ، لا سيما كتب المبتدعة ، فإنها سم ناقع.

2- جمع الكتب مما ينبغي لطالب العلم أن يهتم به ، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم ، فإذا كان الإنسان قليل الراتب فليس من الخير ولا من الحكمة أن يشتري كتبا كثيرة يلزم نفسه بغرامة قيمتها ، فإن هذا من سوء التصرف.

50- قوام مكتبتك:

عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال ، والتفقه في علل الأحكام ، والغوص على أسرار المسائل ، ومن أجلها كتب الشيخين : شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن قيم الجوزية
رحمهما الله تعالى ، وكذلك كتب الحافظ ابن عبد البر و الحافظ ابن قدامة و الإمام الحافظ النووي و الحافظ الذهبي و الحافظ ابن كثير و الحافظ ابن رجب و الحافظ ابن حجر و الحافظ الشوكاني و الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى و كتب علماء الدعوة ومن أجمعها «الدرر السنية» و العلامة الصنعاني والعلامة صديق حسن خان القنوجي و العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله تعالى.

51- التعامل مع الكتاب:

التعامل مع الكتاب يكون بأمور :

الأول : معرفة موضوعه ، حتى يستفيد الإنسان منه لأنه يحتاج إلى التخصص.

الثاني : أن تعرف مصطلحاته ، وهذا في الغالب يكون في المقدمة ، لأن معرفة المصطلحات يحصل بها في الواقع أنك تحفظ أوقات كثيرة ، وهذا يفعله الناس في مقدمات الكتب ، فمثلا : نعرف أن صاحب بلوغ المرام إذا قال : متفق عليه ، يعني رواه البخاري ومسلم ، لكن صاحب المنتقى إذا قال : متفق عليه في الحديث يعني أنه رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم

الثالث : معرفة أسلوبه وعباراته ، ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرأ لا سيما من الكتب العلمية المملوءة علما ، تجد أنك تمر بك العبارات تحتاج إلى تأمل وتفكير في معناها ، لأنك لم تألفها فإذا كررت هذا الكتاب ألفته ، وانظر مثلا إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، الإنسان الذي لا يتمرن على كتبه يصعب أن يفهمها لأول مرة ، لكن إذا تمرن عرفها بسر وسهولة.

الرابع : ما يتعلق بأمر خارجي عن التعامل مع الكتاب ، وهو التعليق بالهوامش أو بالحواشي ، فهذا أيضا مما يجب لطالب العلم أن يغتنمه ، وإذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح أو دليل أو إلى تعليق ويخشى أن ينساها فإنه يعلقها، إما بالهامش وهو الذي على يمينه أو يساره وإما بالحاشية، وهي التي تكون بأسفل.

الخامس : إذا كان الكتاب فيه فقه مذهب من المذاهب ورأيت أنه يخالف المذهب في حكم هذه المسألة ، فإنه من المستحسن أن تقيد المذهب في الهامش أو الحاشية حتى تعرف أن الكتاب خرج عن المذهب ، ولا سيما إذا كان المذهب أقوى مما ذهب إليه صاحب الكتاب.

52- ومنه:

إذا حزت كتابا ، فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا ، أو قراءة لمقدمته ، وفهرسه ، ومواضع منه ، أما إن جعلته مع فنه في المكتبة و لم تجرده مراجعة ولو مرورا فإنك لا تدري ما فيه من الفوائد والمسائل ، فربما مر زمان وفات العمر دون النظر فيه ، وهذا مجربوالله الموفق.

53- إعجامُ الكتابةِ :

يقول أعجم الكتابة ومعناه : أزل عجمته بإعرابه وتشكيله ونقطه ، حتى لا يُشْكِل وذلك بأمورٍ :

أولاً : وضوحُ الخطِّ .

ثانيا : رَسْمُه على ضَوْءِ قواعدِ الرسْمِ ( الإملاءِ ) .


  #15  
قديم 29 محرم 1434هـ/12-12-2012م, 06:55 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي من حِلْم اليَقَظَةِ إلى احذر الجدل البيزنطي

الفصلُ السابعُ
الْمَحاذِيرُ
54- حِلْمُ اليَقَظَةِ :


إيَّاك و ( حِلْمَ اليَقَظَةِ ) ، ومنه بأن تَدَّعِيَ العلْمَ ؛ وتنصب نفسك عالما مفتيا وأنت لا علم عندك ؛ لأن هذا من السفه في العقل والضلال في الدين ، ولهذا قال : «فإن فعلت فهو حجاب كثيف عن العلم» ، لأن الإنسان إذا فعل هذا ، يقول خلاص أنا صرت عالم لا أحتاج إلى ان أطلب العلم فينحجب عن العلم بهذا الاعتقاد الباطل.


55- احْذَرْ أن تكونَ ( أبا شِبْرٍ ) :

فقد قيلَ : العلْمُ ثلاثةُ أَشبارٍ ، مَن دَخَلَ في الشبْرِ الأَوَّلِ تَكَبَّرَ ؛ وَمَنْ دَخَلَ في الشبْرِ الثاني تَواضَعَ ، ومَن دَخَلَ في الشبْرِ الثالثِ عَلِمَ أنه ما يَعْلَمُ .


56- التصدر قبل التأهل :

هذا أيضا مما يجب الحذر منه ، أن يتصدر الإنسان قبل أن يكون أهل للتصدر ؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلا على أمور :

الأول : إعجابه بنفسه ، حيث تصدر فهو يرى نفسه علم الأعلام.

الثاني : أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته بالأمور ، وإذا الناس رأوه متصدرا ، أوردوا عليه من المسائل ما يبين عواره.

الثالث : إنه إذا تصدر قبل أن يتأهل ، لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم .

الرابع : أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق ، لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره ، وإن كان معه الحق كان هذا دليلا على أنه ليس بأهل في العلم.


57- التَّنَمُّرُ بالعِلْمِ :

- كثيرا ما يأتي إنسان يكون بحث مسألة بحثا دقيقا جيدا، ثم يباغت العلماء بمثل هذا ، وهذا لا شك أنه كما قال الشيخ حفظه الله تنمّر، لكنه من مفلس ، لكن ما دواء هذا؟ نقول : أعرب قول الشاعر، أو اقسم هذه المسألة الفرضية ، يتبين أنه ليس عنده شيء ، ومن قاتلك بسكين فقاتله بسيفك ، وهذا واقع كثير من العلماء الآن ومن طلبة العلم ، يكون له اختصاص في شيء معين مثل أن يدرس كتاب النكاح مثلا ويحقق فيه. لكن لو تخرج به إلى كتاب البيع -الذي هو قبل باب النكاح في الترتيب عند الفقهاء- لن تجده عنده شيئا ، كثير من الناس الآن يتنمر في الحديث ، ثم لو تسأله عن آية من كتاب الله ما أجاب.

- و الحاصل أن الإنسان يجب أن يكون أديبا مع من هو أكبر منه ، يجب أن يتأدب ، وإذا كان من هو أكبر منه أخطأ في هذه المسألة ، فالخطأ يجب أن يبين لكن بصيغة لبقة أو ينتظر حتى يخرج مع هذا العالم ويمشي معه ويتكلم معه بأدب ، والعالم الذي يتقي الله إذا بان له الحق فإنه سوف يرجع إليه وسوف يبين للناس أنه رجع.

58- تحبير الكاغد :

- كما يكون الحذر من التأليف الخالي من الإبداع في مقاصد التأليف الثمانية ، والذي نهايته «تحبير الكاغد» ، فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته ، واكتمال أهليتك ، والنضوج على يد أشياخك ، فإنك تسجل به عارا ، وتبدي به شنارا.

- أما الاشتغال بالتأليف النافع لمن قامت أهليته ، واستكمل أدواته ، وتعددت معارفه ، وتمرس به بحثا ، ومراجعة ، ومطالعة ، وجردا لمطولاته ، وحفظا لمختصراته ، واستذكارا لمسائله ، فهو من أفضل ما يقوم به النبلاء من الفضلاء ، ولا تنس قول الخطيب:«من صنف، فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس».


59- موقفك من وهم من سبقك :

موقف الإنسان من وهم من سبقه أو من عاصره له جهتان :


الجهة الأولى :

1- التصحيح وهذا أمر واجب ، ويجب على كل إنسان عثر على وهم إنسان- ولو كان من أكابر العلماء في عصره- أو فيمن سبقه- يجب عليه أن ينبه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ ، لأن بيان هذا الوهم أمر واجب ، ولا يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال بالباطل ، لأن احترام الحق أولى من مراعاته.

2- التصريح بذكر قائل الخطأ أو الوهم ، ينظر فيه إلى المصلحة :

- قد يكون من المصلحة ألا يصرح ، كما لو كان يتكلم عن عالم مشهور في عصره ، موثوق عند الناس محبوب إليهم. فيقول: قال فلان كذا وكذا خطأ ، فإن العامة لا يقبلون منه شيئا بل يسخرون به، ويقولون : من أنت حتى ترد على فلان ، ولا يقبلون الحق.

- وقد يكون هذا الرجل- الذي توهم متبوعا يتبعه شرذمة من الناس ، وليس له قدر في المجتمع ، فحينئذ يصرح ، لئلا لا يغتر الناس به ، فيقول : قال فلان كذا وكذا وهو خطأ.


الجهة الثانية :

1- في موقف الإنسان من وهم من سبقه أو من عاصره أن يقصد بذلك بيان معايبه لا إظهار الحق من الباطل ، وهذه إنما تقع من إنسان حاسد- والعياذ بالله- يتمنى أن يجد قولا ضعيفا أو خطأ لشخص ما ، فينشره بين الناس.

2- يجب أن يكون قصدك الحق في بيان وهم من سبقك ، ومن كان قصده الحق وفق للقبول ، أما من كان قصده أن يظهر عيوب الناس ، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في بيت أمه.


3- إذا ظفرت بوهم عالم فلا تفرح به للحط منه ولكن التمس العذر له وصحح الخطأ.

4- المنصف الذي يتكلم بالعدل ويتتبع أقوال العلماء يعلم أنه ما في عالم إلا وله أوهام وأخطاء ، ولا سيما المكثر الذي يكثر الكتابة والفتوى ، وما يشغب بهذا ويفرح به للتنقص ، إلا متعالم يريد أن يطب زكاما فيحدث به جذاما.

5- في الحقيقة لا يفرح بخطأ العالم للتنقص إلا إنسان معتدي لا متعالي معتدي يريد العدوان على الشخص نفسه ، ويريد العدوان على العلم الصحيح ، لأن الناس إذا وجدوا هذا العالم أخطأ في مسألة ضعف قوله ، أو ضعفت قوة قوله عندهم حتى في المسائل الصحيحة.


60- دفع الشبهات :

- أوصى شيخ الإسلام ابن تيمية تلميذه ابن القيم قال : «لا تجعل قلبك كالإسفنجة يشرب ويقبل كل ما ورد عليه، ولكن اجعله زجاجة صافية تبين ما وراءها ولا تتأثر بما يرد عليها» ، فاجتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غيرك ، فالشبه خطافة ، والقلوب ضعيفة ، وأكثر من يلقيها حمالة الحطب- المبتدعة- فتوقهم.

- لا تورد على نفسك الشبهات ، لا سيما في أمور الغيب المحضة ، لأن العقل بحار فيها ما يدركها ، فدعها على ظاهرها ولا تتكلم فيها ، قل سمعنا وآمنا وصدقنا ، وما وراءنا أعظم مما نتخيل ، فهذا مما ينبغي لطالب العلم أن يسلكه ، إلا إن كان الإيراد قويا أو كان هذا الإيراد قد أورد من قبل فحينئذ يبحث الإنسان.

61- احذر اللحن :

- اللحن معناه: الميل سواء كان في قواعد التصريف أو في قواعد الإعراب ، قواعد الإعراب يمكن الإحاطة بها ، فيعرف الإنسان القواعد ويطبق لفظه أو كتابته عليها ، قواعد التصريف هي المشكلة ، أحيانا يأتي الميزان الصرفي على غير قياس ، يأتي سماعيا بحتا ، وحينئذ لا يخلو إنسان في الغلط فيه.

- فعليك بأن تعدل لسانك وأن تعدل بنانك ، وأن لا تكتب إلا بعربية ، ولا تنطق إلا بعربية ، فإن عدم اللحن جلالة وصفاء لون ووقوف على ملامح المعاني لسلامة المباني ، كلما سلم المبنى اتضح المعنى.

- عن عمر رضي الله عنه قال :«تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة». هذه يقولها في عهده ، يأمر بتعلم العربية خوفا من أن تتغير بلسان الأعاجم بعد الفتوحات ، وبناء على ذلك : كلما كان الإنسان أعلم بالعربية صار أكبر مروءة وأكثر.

- قال: «وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن
». واللحن قليل في ذلك الوقت ، ومع ذلك يضربونهم عليه ، أما اليوم فعلى الأقل بالنسبة للتلاميذ إذا أخطأ الإنسان في العربية فرد عليه حتى لا يكون أخطأ ، ويظن أن سكوتك يدل على صحة ما نطق به.

62- الإجهاضُ الفكريُّ :

احْذَر ( الإجهاضَ الفِكْرِيَّ ) ؛ بإخراجِ الفِكرةِ قبلَ نُضُوجِها يعني كأن امرأة وضعت حملها قبل أن يتم ، فلا تتعجل في إخراج شيء حتى يتبين لك ، لا سيما إذا كان هذا الشيء الذي أنت تريد أن تخرجه مخالفا لقول أكثر العلماء أو مخالفا لما تقتضيه الأدلة الأخرى الصحيحة.

63- الإسرائيلياتُ الجديدةُ :

احْذَر الإسرائيليَّاتِ الجديدةَ في نَفَثَاتِ المستشرقين من يهودَ ونَصَارَى ؛ وهي الأفكار الدخيلة التي دخلت على المسلمين بواسطة اليهود والنصارى ، فهي ليست إسرائيليات إخبارية ، بل إسرائيليات فكرية دخل على كثير من الكتاب الأدبيين وغير الأدبيين ، منها ما يتعلق بالمعاملات، ومنها ما يتعلق بالعبادات ، فهي أشدُّ نِكايةً وأعظَمُ خَطَرًا من الإسرائيليَّاتِ القديمةِ.

64- احذر الجدل البيزنطي :

- أي الجدل العقيم ، أو الضئيل ، الذي لا فائدة منه ، أو الجدل الذي يؤدي إلى التنطع في المسائل والتعمق فيها بدون أن يكلفنا الله ذلك ، فدع هذا الجدل واتركه ، لأنه لا يزيدك إلا قسوة في القلب وكراهة للحق ، فقد كان البيزنطيون يتحاورون في جنس الملائكة والعدو على أبواب بلدتهم حتى داهمهم.

- هدي السلف : الكف عن كثرة الخصام والجدال ، وأن التوسع فيه من قلة الورع ، كما قال الحسن إذا سمع قوما يتجادلون : «هؤلاء ملوا العبادة ، وخف عليهم القول ، وقل ورعهم ، فتكلموا». رواه أحمد في «الزهد»، وأبو نعيم في «الحلية».

- أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق ، ويكون جدل مبني على السماحة وعدم التنطع فهذا أمر مأمور به. قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125).


  #16  
قديم 4 صفر 1434هـ/17-12-2012م, 06:58 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي من لا طائفِيَّةَ ولا حِزبيَّةَ يُعْقَدُ الولاءُ والبَرَاءُ عليها إلى نَوَاقِضُ هذه الْحِلْيَةِ


65- لا طائفِيَّةَ ولا حِزبيَّةَ يُعْقَدُ الولاءُ والبَرَاءُ عليها :


1- هذا فصل مهم ، وهو وجوبتخلي طالب العلم عن الطائفية والحزبية ، بحيث يعقد الولاء والبراء على طائفة معينة أو على حزب معين ، فإن هذا لا شك خلاف منهج السلف ، السلف الصالح ليس عندهم حزبية كلهم حزب واحد ، كلهم ينضمون تحت قول الله تعالى : (هو سماكم المسلمين من قبل) (سورة الحج: 78) ، فلا حزبية ولا تعدد ولا موالاة ولا معاداة إلا على حسب ما جاء في الكتاب والسنة.

- مثال : من الناس من يتحزب إلى طائفة معينة ، يقرر منهجها ويستدل عليه بالأدلة التي قد تكون دليل عليه ، وقد تكون دليل له ويحامي دونه ، ويضلل من سواه حتى ولو كانوا أقرب إلى الحق منها ويأخذ بمبدأ : من ليس معي فهو عليَّ ، وهذا مبدأ خبيث ، هناك وسط بين أن يكون لك أو عليك ، وإذا كان عليك في الحق فليكن عليك فإنه في الحقيقة معك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» ، ونصر الظالم أن تمنعه من الظلم ، فلا حزبية في الإسلام. ولذلك لما ظهرت الأحزاب في المسلمين تنوعت الطرق وتفرقت الأمة ، وصار بعضهم يضلل بعضا ويأكل لحم أخيه ميتا.

- مثال آخر : يكون بعض الناس طالب علم عند شيخ من المشايخ ، ينتصر لهذا الشيخ بالحق وبالباطل ، وما في سواه يضلله ويبدعه ويرى أنه- شيخه- العالم المصلح ، ومن سواه إما جاهل وإما مفسد ، وهذا غلط كبير ، خذ الحق من أي إنسان ، وإذا استروحت نفسك لشخص من الناس فالزم مجلسه ، لكن لا يعني ذلك أن تكون معه على الحق والباطل ، وأن تضلل من سواه وتزدريهم أو ما أشبه ذلك فإن هذا غلط.


2- ثلاثة أشياء لا بد منها : صدق الطلب ، العمل به، الدعوة ، فكن طالبا للعلم عاملا به ، داعيا إلى الحق. أما مجرد أن تحشر العلوم ولا ينتفع الناس بعلمك ، فهذا نقص كبير.

3- ادع إلى الله على طريقة السلف و هي التي أرشدهم الله إليها بقوله : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125). لين في موضع اللين ، وشدة في موضع الشدة.

4- من مضيعة للوقت أن بعض الناس يكون ولاجا خراجا في الجماعات ، بينما تجده منضما إلى قوم أو فئة ، اليوم تجده خارجا منها ووالجا في جهة أخرى ، فهذا دليل على أن الإنسان ليس له قاعدة يبني عليها حياته.

5- الواجب على الإنسان أن يكون مختارا ما هو أنسب في العلم والدين ويستمر عليه لا
أن يكون الإنسان نهابا بين الفرق والطوائف ، يأخذ من هذا ، ومن ثم لا يستقر على رأي ، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : «من بورك له في شيء فليلزمه» ، وهذه في الحقيقة قاعدة لمنهاج المسلم يجب أن يسير عليها.

6-ينبغي أن يكون طالب علم على الجادة يقفوا الأثر ، ويتبع السنن ، يدعوا إلى الله على بصيرة عارفا لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم
، وأن يدع الأهواء والأفكار الواردة على الإسلام والتي هي في الحقيقة دخيلة على الإسلام وبعيدة الوضوح.


66- نَوَاقِضُ هذه الْحِلْيَةِ :

احْذَرْ هذه الآثامَ وأخواتِها واقْصُرْ خُطاكَ عن جميعِ الْمُحَرَّمَاتِ والْمَحارِمِ فإن فعلتَ وإلا فاعْلَمْ أنك رَقيقُ الدِّيانةِ خَفيفٌ لَعَّابٌ مُغْتَابٌ نَمَّامٌ فأَنَّى لك أن تكونَ طالبَ عِلْمٍ ، يُشارُ إليك بالبَنانِ ، مُنَعَّمًا بالعِلْمِ والعمَلِ :

1- إفشاء السر محرم : لأنه خيانة للأمانة ، فإذا استكتمك الإنسان حديثا فلا يحل لك أن تفشيه لأي أحد كان ، قال العلماء : وإذا حدثك الإنسان بحديث والتفت فقد استأمنك ، فهو أمانة وسر ، فلا يجوز أن تفشيه حتى وإن لم يقل لا تخبر أحدا.

2- ونقل الكلام من قوم إلى آخرين : وهذه هي النميمة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة قتات». أي : نمام فهي من كبائر الذنوب.

3- والصلف واللسانة : الصلف: يعني التشدد في الشيء ، يكون الإنسان غير لين لا بمقاله ولا بحاله ، بل هو صلت ولسن ، يعني عنده بيانا يبدي به الباطل ويخفي به الحق.

4- كثرة المزاح : ولم يقل المزاح لأن المزاح في الكلام ، كالملح في الطعام إن أكثرت منه فسد الطعام ، فكثرة المزاح تذهب الهيبة ، وتنزل مرتبة طالب العلم ، أما المزاح القليل الذي يقصد به إدخال السرور على صاحبك فهو من السنة ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.

5- الدخول في حديث بين اثنين : فإن بعض الناس إذا رأى اثنين يتحدثان ، دخل بينهما وهذا كالمتسلق للجدار ، لم يأت البيوت من أبوابها ، ولهذا كان من آداب حاضر صلاة الجمعة ألا يفرق بين اثنين كما جاءت به السنة ، فالتفريق بين اثنين في الكلام وفي الحديث من خوارم المروءة.

6-الحقد : والحقد يعني الكراهية والبغضاء ، فإن بعض الناس إذا رأى أن الله أنعم على غيره نعمة حقد عليه ، مع أن هذا الذي أنعم عليه لم يتعرض له بسوء ، فلا يجوز للإنسان أن يحقد على أخيه المسلم ، ولا سيما أن يكون سبب الحقد ما من الله عليه من النعمة سواء دينيا أو دنيويا.

7- الحسد :
من أخلاق اليهود ، وبئس الخلق خلق الحسد ، الحسد قيل هو: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره ، يتمنى فقره إذا كان أنعم الله عليه بالمال ، ونسيانه وجهله إذا كان أنعم الله عليه بالعلم ، وفقد أولاده وعقم زوجته إذا كان الله من عليه بالأولاد وما أشبه ذلك.

ومضار الحسد إحدى عشرة وهي :

1- أنه من كبائر الذنوب.
2- أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. والحديث ضعيف.
3- أنه من أخلاق اليهود.
4- أنه ينافي الإخوة الإيمانية.
5- أنه فيه عدم الرضا بقضاء الله وقدره.
6- أنه سبيل للتعاسة.
7- الحاسد متبع لخطوات الشيطان.
8- يورث العداوة والبغضاء بين الناس.
9- قد يؤدي إلى العدوان على الغير.
10- فيه إزدراء لنعمة الله على الحاسد.
11- يشغل القلب عن الله.

8- سوء الظن : أن يظن بغيره ظنا سيئا ، فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة ، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به ، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم ، قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) (سورة الحجرات: 12).

9- الحذر من مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة
أو تخدش الدين ، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك.
ومن ذلك مجالسة المبتدعة لأن المقام مقام تعليم :

أولا: لأننا نخشى من شره ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا» . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.
ثانيا: أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه.
ثالثا: إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة ، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين.

10- نقل الخطى إلى المحارم : يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة ، فإن هذا من خوارم هذه الحلية ، يعني: ينبغي للإنسان أن ينزل منزلتها وألا يدنسها بالأخلاق ، لأن طالب العلم شرفه الله تعالى بالعلم وجعله قدوة ، حتى إن الله تعالى رد أمور الناس عند الإشكال إلى العلماء ، فقال : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (سورة النحل: 43).

خاتمة : فهذه الحلية لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم وينبغي للإنسان أن يحرص عليها ويتبعها ، لكن لا يعني ذلك أن يقتصر عليها بل هناك كذلك كتب أخرى صنفت في آداب العلم ما بين قليل وكثير ومتوسط ، وأهم شيء أن الإنسان يترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم ويمشي عليها ، فهي الحلية الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها ، كما قال سبحانه وتعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) (سورة الأحزاب: 21) ، نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال ، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه.

  #17  
قديم 24 صفر 1434هـ/6-01-2013م, 11:23 PM
مصعب ابوادريس الطريفي مصعب ابوادريس الطريفي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: السودان
المشاركات: 5
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

لقد جمعت تلخيص وترتيب متن حلية طالب العلم بشرحه للشيخ ابن عثيمين

في ملف واحد

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc تلخيص وترتيب متن حلية طالب العلم بشرحه للشيخ ابن عثيمين.doc‏ (555.5 كيلوبايت, المشاهدات 6)
  #18  
قديم 3 ربيع الأول 1434هـ/14-01-2013م, 03:15 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد امريكي
ابو البراء محمد امريكي ابو البراء محمد امريكي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: usa
المشاركات: 88
افتراضي مجلس مذاكرة حلية طالب العلم بطريقة التلخيص

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العلمين و اما بعد:


المقدمة
المؤلف هو فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله ابو زيد رحمه الله. اسم الكتاب: حلية طالب العلم. و الكلمة: حلية من الفعل حلو يحلو الحلا. و الحلية: كالحلي و الجمع حِلى وحُلى. الليث: الحَلْيُ كلّ حلية حليت بها امرة أو سيفًا و نحوَه و الجمع حثلِيٌّ . قال الله تعالى . وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ
سورة الأعراف

قد قصد المصانف رحمه الله باسم الكتاب : آداب و اخلاق طالبه العلم.
التحلي بمحاسن الأداب.
إن طالب العلم لا فائدة فيه إلا بالأخلاق الفاضلة. و قال المصانف رحمه الله :
"متقدمة الى الترقي و النضوج في أفعدة شباب الامة مجدها و يمها المجدد لحياتها"
المصانف رحمه الله كان من اكابر العلماء من المعروفين و مع لجنة الفتوى.
كان الشيخ غريزة في اللغة العربية و يستفيد الإنسان منها. قال الله تعالي: وَكَذَ‌ٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ
سورة الرعد
قال الشافعي فيما رواه السلفى بإسناد معروف إلى محمد بن عبدالله بن عبدالحكم قال:
سمعة محمد بن ادرس الشافعي يقول اللسان الذي اختاره الله عز و جل سان العرب فأنزل به كتابه العزيز و جعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه و سلم و لهذا تقول: بنبغي لكل احد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى.
ثم قال البلغاء النحو في الكلام كالملح في الطعام.


تلخيص الفصل الأول
1- العلم عبادة ...

= شرط العبادة :
1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى . لقوله تعالى :
( وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) سورة البينة .
2- الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة محبة الله تعالى ومحبة رسولة صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفو الأثر للمعصوم . قال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )
= بمايكون الإخلاص في طلب العلم ؟
في أمور :
1- الأمر الأول : أن تنوي بذلك امتثال أمر الله .
2- الأمر الثاني : أن تنوي بذلك حفظ شريعته .
3- الأمر الثالث : أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها .
4- الأمر الرابع : أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
ولايمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة .
= الكلمات :
1- الطبوليات : المسائل التي يراد بها الشهره وسميت طبوليات : لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين , فهذا إذا جاء بمسأله غريبة عن الناس واشتهرت عنه كأنها صوت الطبل .
2- الصره : يعني من السلطان : لما أعطاه سلب فهم القرآن
( لهذا يتحرز السلف من عطايا السلطان )


- كن على جادة السلف الصالح :

1- أهم مايكون أن الإنسان يكون على طريقة السلف الصالح في جميع أبواب الدين من ( التوحيد والعبادات والمعاملات ) وغيرها .
2- يترك الجدال والمراء : لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق
الصواب ويحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط .
3- يترك مايرد على ذهنه من الإيرادات فلا يتنطع ويجعل علمه سهلاً ميسراً .

مثال :الأعرابي يأتي ببعيره يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مسائل الدين ثم ينصرف
بدون مشقه لأنه ليس عنده إلا التصديق أما النقاش والمراء والجدال يضر الإنسان .

= أهل السنة والجماعة :
قول شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :
( هم نقاوة المسلمين وهم خير الناس للناس )

= المتأخرين قالوا :
إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين : 1- مفوضه و 2- مؤولة
وجعلوا 1- الأشاعره و 2- والماتريدية وأشباههم من أهل السنة , وجعلوا
المفوضة هم السلف (( فأخطئوا في فهم السلف وفي منهجهم ))

وقال في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية :
إن القول بالتفويض من أشر أقوال أهل البدع والإلحاد .


- ملازمة خشية الله تعالى :
( الخشية أعظم من الخوف , ولكن قد يقال : خافِ الله تعالى .
لقوله تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )
وهنا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس .
= العالم الرباني : ( الذي يعمل بعلمه هو الذي يصدق عليه أنه عالم رباني
لأنه يربي نفسه أولاً وغيره ثانياً )
= إذا لم يعمل بعلمه أورث الفشل في العلم وعدم البركة والنسيان
أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدى .
قال تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى ) ويزيده تقوى . ولهذا قال :
( وآتاهم تقواهم )
= إذا عمل بعلمه ورثه الله علم مالم يعلم .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( هتف العلم بالعمل فإن أجاب وإلا إرتحل )
المعنى : يدعوه فإن أجاب وإلا إرتحل , وهذا واضح لأنك إذا عملت بالعلم
تذكرته كلما عملت .
مثال : رجل عرف صفة الصلاة من السنه وصار يعمل بها كلما صلى هل ينسى
ماعلم ؟ لاينسى . لأنه تكرر , لكنه لو ترك العمل به نسي .


- دوام المراقبة :

( دوام المراقبة من ثمرات الخشية )
قول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: ( يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما

للمسلم كالجناحين للطائر )

هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء ؟ أم يغلب جانب الخوف؟ أم يغلب جانب الرجاء ؟
هناك رأي للإمام أحمد رحمه الله : ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً
فأيهما غلب أهلك صاحبه .
وهناك آراء لعلماء آخرين .
ورأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
وأن أقرب الأقوال في ذلك أنه إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيئة فليغلب جانب الخوف هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة
= إذا قال قائل :
تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء , أو
يكون رجاء المفلسين ؟
الإجابة : الأول
مثال : إنسان يعصي الله دائماً وأبداً ويقول : رحمة الله واسعة . هذا غلط .
لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لابد أن يكون هناك سبب ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن . إلا كان مجرد أمنيه , والتمني كما يقول عامة أهل نجد :
التمني رأس مال المفاليس .


- خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء :

( تحلي طالب العلم بآداب النفس من عفه وحلم وصبر وتواضع )

= التواضع للحق :

بمعنى : أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبتغ سواه بديلاً .

= التواضع للخلق :
فكم من طالب فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه ولاتحقرن شيئا .
= سكون الطائر من الوقار :
المعنى : أن يبتعد طالب العلم عن الخفه سواء في المشية أو في معاملة الناس وألا
يكثر من القهقهه التي تميت القلب وتُذهب الوقار .
= الخيلاء : إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن كما جاء في الحديث:
( من جر ثوبة خيلاء ..) إلخ الحديث الشريف.
الإعجاب : يكون في القلب فقط , فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء .
= فإياك والخيلاء فإنه نفاق وكبرياء :
نفاق : فلإن الإنسان يظهر أكبر من حجمه الحقيقي , وهكذا المنافق يظهر
بمظهر المخلص الناصح وهو ليس كذلك .
= تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للكبر :
فسره بأجمع تفسير وأبينه وأوضحه فقال عليه الصلاة والسلام :
( الكبر بطر الحق وغمط الناس )
بطر الحق : رد الحق .
غمط الناس : يعني احتقارهم وازدرائهم .
= العلم حرب للفتى المتعالي :
يعني : أن الفتى المتعالي لايمكن أن يدرك العلم لأن العلم حرب له .
= كالسيل حرب للمكان العالي :
كالمكان العالي ينفض عنه السيل يميناً ويساراً وشمالاً ولايستقر عليه .


- القناعة والزهادة :

(( حقيقة الزهد )) كأنه أراد بالزهد هنا الورع .




= فهناك فرق بين الورع والزهد :

الفرق الذي بينهما : المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع فالورِع لايتحاشاها , والزاهد يتحاشاها ويتركها لأنه يريد إلا ماينفعه في الآخرة .


= لوقيل أوصيت أعقل الناس يصرف إلى الزهاد لكنه ليس على الإطلاق ( لماذا ؟ ) :

لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العرف .

فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ماأوصى به , وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صُرف إليهم .



- التحلي برونق العلم (حسن السمت والهدي الصالح ) :

= يستجاز من المزاح بيسيره وطريفه والذي لايخرج عن حد الأدب وطريقة العلم
فأما فاحشه وسخيفه وماأوغر منه الصدور وجلب الشر فإنه مذموم .

هذا من أحسن ماقيل في آداب طالب العلم أن يتجنب اللعب والعبث

إلا ماجاءت به الشريعة كاللعب برمحه وسيفه وفرسه لأن ذلك يعينه على الجهاد
في سبيل الله وكذلك في وقتنا الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة هذه لابأس بها .
= المحدث الملهم :
الذي يلهمه الله عزوجل وكأنه يحدث بالوحي .
= من تزين بما ليس فيه شانه الله :
المعنى : إذا تزين الإنسان بأنه طالب علم وقام يضرب الجبلين بعضهما ببعض
وكلما جاءته مسأله شمر عن أكمامه وقال أنا صاحبه : هذا حلال وهذا حرام
ولكن يأتيه طالب علم صغير يقول : أخبرنا عن كذا فإذا بالله يفضحه ويبين
أنه ليس بعالم , وكذلك من تزين بعباده وأظهر للناس أنه عابد فلا بد أن يكشفه الله



- التحلي بالمروءة :

= المروءة عند الفقهاء :

هي فعل مايجمله ويزينه واجتناب مايدنسه ويشينه .

= كرم الخلق :

أن يكون الإنسان دائماً متسامحاً في مواضع التسامح , ويأخذ بالعزم في موضع
العزيمة ( ولهذا جاء الدين الإسلامي وسطاً بين التسامح الذي لاتضيع به الحقوق
وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور ) .
= إفشاء السلام :
نشرة وإظهاره .
هل نظهر السلام على كل أحد ؟
لا , على من يستحق أن يُسلم عليه , يُسلم على المسلم وإن كان عاصياً وإن
كان زانياً وإن كان شارب خمر وإن كان سارقاً وإن كان فاسقاً وإن كان مرابياً .
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )
لكن : إذا فعل المؤمن منكراً عظيماً يخشى منه أن يتفتت المجتمع الإسلامي
حينئذ يكون هجره واجباً إن نفع الهجر .
الحاصل : إفشاء السلام الأصل فيه أنه عام لكل أحد من المسلمين إلا من
جاهر بمعصية وكان من المصلحة أن يُهجر فليهجر .
= السلام على غير المؤمنين :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لاتبدأوا واليهود والنصارى بالسلام )
فيحرم علينا أن نبدأ باليهود والنصارى بالسلام .
= قوله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) :
فإذا قالوا : السلام عليكم , نقول : وعليكم السلام ( صراحة )
= هل يستثنى من السلام الطلبة بعضهم مع بعض يعني الطالب
لايفشي السلام مع إخوانه وزملائه وأصدقاءه لأن الخواطر طيبة والقلوب
سليمة فلاحاجة للسلام يغني مافي القلوب عن التعبير ؟
هذا الإستثناء باطل فالطلبة فيما بينهم أحق الناس بإفشاء السلام .
= تنكب خوارم المروءة :
أي : أبعد عن خوارم المروءة في طبع أوقول أوعمل , وحاول أن تكون طباعك
ملائمة للمروءة ( ومن مرن نفسه على الأخلاق الحميدة صارت كأنها من طباعه وغرائزه )
= خلة : خصلة .
= الرياء : أن يرائي الناس بأن يتكلم في العلوم أمامهم حتى يقال أنه عالم فيقال أنه عالم .
= البطر : رد الحق . وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء أو لمذهب من المذاهب .
= الخيلاء : نتيجة العجب يعني : يظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم .
ومن ذلك : أن يكون للعلماء في بلد ما زي خاص في اللباس , فيأتي هذا الإنسان
البادئ بالعلم فيلبس لباس كبار العلماء ليظن الظان أنه من كبار العلماء ( هذا خيلاء )
= غشيان مواطن الريب : أي التي تكون محل الشك فيه وفي مروءته وأخلاقه
يتجنبها ( رحم الله امرءاً كف الغيبة عن نفسه )



- التمتع بخصال الرجولة :

= إذا كانت الشجاعة هي الإقدام في محل الإقدام لزم أن تسبق برأي وتفكير
وحنكة :
( فلابد من رأي , لإن الإقدام في غير رأي تهور , وتكون نتيجته على عكس
مايريده هذا المقدم , كذلك أيضاً : شدة البأس في الحق : بحيث يكون قوياً
فيه صابراً على مايحصل من أذى أوغيره في جانب الحق )
= البذل في المعروف :
البذل : يشمل بذل المال والجاه والعلم .( كل مايبذل للغير لكن في سبيل المعروف)
( والبذل في سبيل المنكر فهو منكر )
( والبذل فيما ليس بمعروف ولا منكر قد يكون من إضاعة للمال )

10- هجر الترفه :

= لاتسترسل في التنعم والرفاهية :

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن كثرة الإرفاه لإن الإسترسال
في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر بالإحتفاء أحياناً .
= وإياكم وزي العجم :
هذه جملة تحذيرية : لأن العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية
- إن وردت في مطلوب فهي إغراء .
- وإن وردت في محذور فهي : تحذير .
مثال : أن تقول للشخص :
الأسد الأسد : هذا تحذير .
وإن قلت :
الغزال الغزال : هذا إغراء .
= المراد بالعجم :
كل ماسوى العرب , فيدخل فيه الأوربيون والشرقيون في آسياء وغيرهم , لكن
المسلم من العجم التحق بالعرب حكماً لانسباً لإنه إقتدى بمن بعث في الأميين
رسولا .
= اخشوشنوا : فهو من الخشونة التي ضد الليونة والتنعم .
= قول الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله : ( يعبر لغيرك عن تقويمك في الإنتماء والتكوين والذوق ) :
لإن كل إنسان قد يزن من لاقاهم بحسب ماعليهم من اللباس كما أنه يزن بالنسبة لحركاته وكلامه وأقواله وخفته ورزانته كذلك في اللباس .
= حكم اللباس الإفرنجي :
حكم لبسه : التحريم , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم )
= اللباس الإفرنجي :
هو المختص بهم بحيث لايلبسه غيرهم , بحيث إذا رآه الرائي قال : إن لابسه من
الإفرنج .
( وأما ماكان شائعاً بين الإفرنج وغير الإفرنج فهذا لايكون بالتشبه ,لكن قد
يحرم من جهه أخرى , مثل أن يكون حريراً بالنسبة للرجال , أو قصيراً
بالنسبة للنساء أو ماأشبه ذلك ) .

11- الإعراض عن مجالس اللغو :



= اللغو نوعان :

الأول : لغو ليس فيه فائدة ولامضرة :فلاينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة .
والثاني : لغو فيه مضرة : فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر وحرام .
= جنايتك على العلم وأهله عظيمة :
فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة أما كون جنايته على نفسه فالأمر ظاهر يعني لو رأينا طالب علم جلس مجالس اللهو واللغو والمنكر فجنايته على نفسه واضحة لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟ لأن الناس يقولون هؤلاء طلبة العلم هؤلاء العلماء هذا نتيجة العلم وما أشبه ذلك فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره .

12- الإعراض عن الهيشات :

= الهيشات : يعني بذلك هيشات الأسواق كما جاء في الحديث التحذير منها


لأنها تشمل على لغط وسب وشتم .
= الهيشة : الفتنة وأم حُبين ( وهي دويبة تشبه الخنفساء )
13- التحلي بالرفق :
هذا من أهم الأخلاق لطالب العلم سواء كان طالب أم مطلوب .
فالرفق كماقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله
وماكان الرفق في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه )
لكن : لابد أن يكون رفيق من غير ضعف أما أن يكون رفيقاً يمتهن ولايؤخذ
بقوله ولايهتم به فهذا خلاف الحزم .
فيكون رفيقاً في مواضع الرفق وعنيفاً في مواضع العنف ولاأحد أرحم بالخلق من الله عزوجل ومع ذلك قال : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائه جلده
ولاتأخذكم بهما رأفه في دين الله )

14- التأمــل :

= التأمل : يراد بذلك التأني , وألا تتكلم حتى تعرف فيما تتكلم , ولاتتعجل إلاإذا دعت الحاجة إلى ذلك .
= تأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد :
أي عند تذاكر غيرك في شيء وتناظره , فاختر القالب المناسب للمعنى المراد .
= وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لايحتمل وجهين:
وكذلك أيضا في الجواب وهو أهم أن السؤال يسهل على المسئول أن يستفهم من السائل ماذا يريد ؟ أريد كذا وكذا فيتبين الأمر لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل إنسان يفسر هذا الكلام ب بما يريده ويناسبه .

15 - الثبات والتثبت :

= التثبت : وهو التثبت فيما ينقل من أخبار والتثبت فيما يصدر منك من أحكام .
= الأخبار إذا نقلت لابد أن تتثبت أولاً :
هل صحت عمن نقلت إليه أولا ؟ ثم إذا صحت فلاتحكم حتى تتثبت في الحكم
ربما يكون الخبر مبنياً على أصل انت تجهله فتحكم بأنه خطأ والواقع أنه ليس بخطأ
( كيف العلاج في هذه الحال ؟ )
العلاج بأن تتصل بمن نُسب إليه الخطأ وتقول : نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح ؟ ثم تناقشه , فقد يكون إستنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لاتدري ماسبب هذا المنقول , ويقال : إذا عرف السبب بطل العجب .
= الثبات والتثبت : هذان شيئان متشابهان لفظاً ومختلفان في المعنى .
= فالثبات : معناه الصبر والمصابره وألا يمل أويضجر وألا يأخذ من كل كتاب نتفه أو يفلي القطعة ثم يتركه لأن هذا هو الذي يضر الطالب يقطع عليه الأيام بلا فائدة إذا لم يثبت على شيء تجده مرة في الآجرومية ومرة في متن القطر ومرة في الألفية وفي المصطلح مرة وفي النخبة ومرة في ألفية العراقي ويتخبط في الفقه مرة في زاد المستقنع ومرة في عمد الفقه مرة في المغنى مرة في شرح المهذب وهكذا يقامر في الكتاب وهم جرا هذا في الغالب أنه لا يحصل على ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصول وتحصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة بعد أخرى لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم أثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو راجع وأثبت بالنسبة للشيوخ أيضا الذين تتلقى عنهم لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ كل شهر عند شيخ قرر أولا من ستتلقى منه العلوم ثم إذا قررت ذلك فاثبت ولا تجعل كل شهر أو كل أسبوع لك شيخا ولا فرق بين أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه وشيخا أخر في النحو وتستمر معه في النحو وشيخا أخر في العقيدة والتوحيد وتستمر معه المهم أن تستمر لا أن تتلون.


  #19  
قديم 3 ربيع الأول 1434هـ/14-01-2013م, 05:00 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد امريكي
ابو البراء محمد امريكي ابو البراء محمد امريكي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: usa
المشاركات: 88
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العلمين و اما بعد:


المقدمة
المؤلف هو فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله ابو زيد رحمه الله. اسم الكتاب: حلية طالب العلم. و الكلمة: حلية من الفعل حلو يحلو الحلا. و الحلية: كالحلي و الجمع حِلى وحُلى. الليث: الحَلْيُ كلّ حلية حليت بها امرة أو سيفًا و نحوَه و الجمع حثلِيٌّ . قال الله تعالى . وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ
سورة الأعراف

المصنف رحمه الله قد قصد باسم الكتاب : آداب و اخلاق طالبه العلم.
التحلي بمحاسن الأداب.
إن طالب العلم لا فائدة فيه إلا بالأخلاق الفاضلة و أن القول : الرِّفق فإن الرفق لا يكنْ في شيء إلا زانة و لا يُنزع من شيء إلا شانه " اخرجه الإمام أحمد في المسند 206-6 الطبعة الميمنية.
و قال المصنف رحمه الله :
"متقدمة الى الترقي و النضوج في أفعدة شباب الامة مجدها و يمها المجدد لحياتها"

المصنف رحمه الله كان من اكابر العلماء من المعروفين و مع لجنة الفتوى.
كان الشيخ غريزة في اللغة العربية و يستفيد الإنسان منها. قال الله تعالي: وَكَذَ‌ٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ
سورة الرعد
قال الشافعي فيما رواه السلفى بإسناد معروف إلى محمد بن عبدالله بن عبدالحكم قال:
سمعة محمد بن ادرس الشافعي يقول اللسان الذي اختاره الله عز و جل سان العرب فأنزل به كتابه العزيز و جعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه و سلم و لهذا تقول: بنبغي لكل احد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى.
ثم قال البلغاء النحو في الكلام كالملح في الطعام.

قال المصنف رحمه الله :

اقتباس:
لا بُدَّ لهذه النَّواةِ المبارَكَةِ من السَّقْيِ والتَّعَهُّدِ في مَساراتِها كافَّةً ؛ نَشْرًا للضماناتِ التي تَكُفُّ عنها العِثارَ والتعَثُّرَ في مَثانِي الطلَبِ والعمَلِ ؛ من تَمَوُّجَاتٍ فِكرِيَّةٍ وعَقَدِيَّةٍ ، وسُلوكيَّةٍ ، وطائِفِيَّةٍ وحِزْبِيَّةٍ .
و شرح هذا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : وأن تعرف أن المقصود إقامة دين الله لا الانتصار للغيرة وثورة النفس ومعلوم أنه إذا كان هذا هو المقصود أعني الانتصار لدين الله فإن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول هذا المقصود ولو بالمهادنة إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
قال الله عز و جل : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ.

قال الامام مالك رحمه الله
اقتباس:
:لايصلح هذه الأمة إلا ما أصلح أولها
و قال الإمام البربهاري رحمة الله عليه قال في شرح السنة : فمن السنة لزوم الجماعة فمن رغب غير الجماعة و فارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه و كان ضالاً مضلا. ثُمّ قال البربهاري الجمعة : "هم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم و رحمهم الله أجمعين و هم أهل السنة و الجماعة "
فقال الخذيفة رضي الله عنه : تلزم جماعة المسلمين و إمامهم - قال- فإن لم يكنْ لهم جماعة و امام" - قال: تعتزل تلك الفرق. قال الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظ الله في شرح السنة : فالجماعة لا تكون إلا بأمرين:
الإمر الأول أن يكون منهجها الكتاب و السنة ليس منهجها مذهب فلان ولا قول ُ فُلانٍ بل الكتاب و السنة إلى اخر هذا القول.


  #20  
قديم 8 ربيع الأول 1434هـ/19-01-2013م, 08:04 PM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد امريكي
ابو البراء محمد امريكي ابو البراء محمد امريكي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: usa
المشاركات: 88
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الثالث: اشرح العبارات التالية: (6 درجات)
أ‌) "من تزيَّن بما ليس فيه شانه الله"
ب‌) "مَن رامَ العلْمَ جُملةً ، ذَهَبَ عنه جُمْلَةً" .
ج) "من دخل في العلم وحده خرج منه وحده"

من رام العلم جملة ذهب عن جملة:
إذا اراد الإنسان أن يأخذ العلم جميعًا فإنه يفوته العلم جميعًا لا بد ان تأخذ العلم شيئًا فشيئًاكسلم تصعد عليه من الأرض إلأى السطح لأنه يحتاج مرونة وجدو ثبات و تدرج. لا ينبغي أن تأخذ العلم عن طريق الكتب فقط لا بد أن يكونَ لك شيخًا معتمدًا لديه من الأمانة و الإتقان و الإتقان و لهذا قيل: من كان دليله كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه.

  #21  
قديم 12 ربيع الأول 1434هـ/23-01-2013م, 11:16 PM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد امريكي
ابو البراء محمد امريكي ابو البراء محمد امريكي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: usa
المشاركات: 88
افتراضي

آداب الزمالة
أحذر قرين السوء:

عليك باختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير وإياك من جليس السوء" فالمرء على دين خليله "

• قاعدة فقهية : " الدفع أسهل من الرفع " لأبن رجب .
• أي الوقاية أسهل من العلاج لأن الدفع ابتعاد الشر وأسبابه لكن إذا نزل الشر صار من الصعب أن يدفعه .


* تقسيم الصديق في أدق المعايير :
1) صديق منفعة : هو الذي يصادقك ما دام ينتفع بك بمال ونحوه فإذا انقطع الانتفاع فهو عدوك ولا يعرفك هذا عدو لا صديق .
2) صديق لذة : لا يصادقك إلا لأنه يتمتع بك في المحادثات والمأنسات هذا ضياع وقت لا أحد ينتفع من الأخر .
3) صديق فضيلة : يحملك على ما يزين وينهاك عن ما يشين ويفتح لك أبواب الخير ويدلك عليه وإذا زللت ينهاك على الوجه الذي لا يخدش كرامتك.


. كبر الهمة في طلب العلم.
كبر الهمة تجعل صاحبها حريص على إتباع الكتاب و السنة معرضاً عن آراء الناس.
• من أهم الهمم لطالب العلم أن يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمه .
• أن يرى أنه واسطة بين الله عز وجل وبين العباد في تبليغ الشرع .
• المؤمن كيس فطن لا تلهه الآمال لكن ينظر الأعمال ويترقب النتائج . والآمال : هي أن يتمنى الإنسان الشيء دون السعي في أسبابه
• من أهمها ألا يكون متشوقا لما في أيدي لناس لأن إذا تشوقت ومنوا عليك " ملكوك " .
اليد العليا خير من اليد السفلى , فالعليا هي المعطية والسفلى الآخذة .

النَّهْمَة في الطلب .
فقيمة كل امرئ ما يحسنه إذا كان الإنسان يحسن الفقه والشرع صار له قيمة .
" ابذل الوسع " يعني الطاقة في التدقيق ولا تأخذ بظواهر النصوص وعمومها دون تدقيق .

الرحلة للطلب .
الأشرطة تغني عن الرحلة لكن الرحلة أكبر فائدة لأن يكتسب فيها الإنسان من العالم من: علمه وأدبه وأخلاقه .

حفظ العلم كتابةً .
ينبغي أن نقيد كل فائدة تسمع أمناً من ضياعها وتعرضها للنسيان. وللعلماء مؤلفات عدة في هذا من أحسنها " بدائع الفوائد " لابن قيم فيه فائدة جمة . وأيضاً ينبغي أن يكون له مفكرة يكتب ويدون الفوائد.
ومما ينبغي تقييده هو مراجع الفائدة ( من اسم الكتاب ورقم الصفحة والمجلد ثم يكتب على ما نقله اسم "نقل" حتى لا يختلط بغيره ) فهذا يساعد على سهولة الرجوع إليها و حتى لا تفوت ما لم تبلغ قراءته منها.
إذا أجتمع لديك مجموعة من الفوائد فالأولى ترتيبها في مذكرة وأفضلها على حسب ( ألف باء ....).

حفظ الرعاية .
بالعمل والإتباع
* ينبغي الإخلاص في الطلب وأن ينبغي به وجه الله ب أن ينوي:
1. امتثال أمر الله تعالى.
2. الوصول إلى ثواب الطلب.
3. حماية الشريعة والذَّب عنها.
4. رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
فمن لم يبتغي به وجه الله لم يجد عرف الجنة .
ولقد جاء الوعيد لمن طلب العلم ليجاري به العلماء أو يماري به السفهاء.
فنحن بطلب العمل الدنيوي ننوي منفعة الخلق " فلا نطلب العلم للمفاخرة والمباهاة أو صرف أوجه الناس إلينا فهذه نيات سيئة .
ينبغي للإنسان أن يتبع آثار النبي ظاهراَ وباطناً و يوظف السنن على نفسه.
معنى الرعاية : أن يفقه الحديث ويعمل به ويبينه للناس فيدعوا إليه فينبغي لطالب العلم تحري إتباع الرسول والإقتداء به .
الرواية:أن يتقن حفظ الحديث دون معرفة المعنى.


تعاهد المحفوظات .
حتى لا ينسى العلم فمن لم يتعاهد الشجرة بالماء تموت وتذبل " علم الأصول " هذا هو العلم أوصيكم به كثيرا .

التفقه بتخريج الفروع على الأصول .
الفقه هو إدراك أسرار الشريعة مع الأدلة وغايتها وحكمها حتى يستطيع أن يرد الفروع الشاردة إلى الأصول الموجودة .
* مراتب العلم :
1) العلم .
2) الفهم.
3) التفكير .
4) التفقه .
* أنواع الدلالات ثلاثة :
1) دلالة مطابقة : دلالة اللفظ في جميع معناه .
2) دلالة التضمن : دلالته على بعض معناه .
3) دلالة الالتزام : دلالته على لازمٍ خارج . وهذا الذي يختلف فيه الكثير من الناس .
* إذا لابد لطالب العلم من أصول يرجع إليها والأصول ثلاثة :
1) الأدلة من القرآن .
2) من السنة .
3) القواعد والضوابط المأخوذة من الكتاب والسنة .
* ما الفرق بين القواعد والضوابط :
القواعد : أصل يتفرع عليه أشياء كثيرة .
الضوابط : يكون لمسائل محصورة معينة فالضابط أقل رتبة من القاعدة فالضابط يضبط الأشياء ويجعلها في قالب واحد.
فلابد أن الإنسان يجعل نظره أي فكره يتجول بتخريج الفروع على الأصول حتى يتمرن .


* ما الفرق بين الحيلة والذريعة :
الحيلة : أن فاعلها قد قصد التحايل : وهو التوصل إلى إسقاط واجب أو انتهاك محرم بما ظاهره الإباحة " .
الذريعة : هي الوسيلة . وهي نفس الحيلة و لكن فاعل الحيلة يقصد التحايل أما فاعل الذريعة لم يقصد ولكن فِعْله يكون ذريعة إلى الشر .








اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل .
إن عجزت عن فن فألجأ إلى الله تعالى بالدعاء و الانكسار بين يديه.

الأمانة العلمية .
أن تكون أمين في علمك ونقلك ووصفك .. فإذا نقل طالب العلم لا يزيد ولا ينقص ولا ينقل ما يوافق رأيه و يحذف الباقي فهذا هو المراء و الجدال.

الصدق .
الصدق قريب من الأمانة العلمية فهو عنوان الوقار وشرف النفس ونقاء السريرة فالصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة . والرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا .
* أنواع الكذب :
1. كذب تملق : ما يخالف الواقع و الاعتقاد .
2. كذب المنافق : ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع.
3. كذب الغبي : ما يخالف الواقع و يطابق الاعتقاد .
ومما لا ينبغي أن يجيب الإنسان لكل ما سأل بما يعرف وما لا يعرف وما يحمله على هذا إلا طلب العلو , يطلب الصيت و السمعة و التفوق على الأقران وهذا سرعان ما ينكشف ويؤدي إلى تعريه من ثلاث معان :
1. فقد الثقة بالقلوب.
2. ذهاب علمه وانحدار القبول.
3. أن لا يصدقه أحد ولو صدق.

أستثنى العلماء ما جاء عن طريق التورية و لا حاجة لاستثناء لأن:
التورية : هي صدق باعتبار ما في نفس القائل . مثل قول إبراهيم عليه السلام للملك الجبار هذه أختي.
استثنى العلماء أنه لا يجوز الكذب إلا في ثلاث حالات :
1) الحرب .
2) الإصلاح بين الناس .
3) حديث المرأة لزوجها وحديث الرجل لزوجته . أيضا عن طريق التورية .


جُنَّة طالب العلم .
أن الإنسان يجب عليه إذا لم يعلم أن يقول لا أعلم . ونصف الجهل أن يقول ( أظن ) فبعض العوام من يقول " أظن هذا حلال " فهذا من الجهل .


المحافظة على رأس مالك "ساعات عمرك ".
تعود على البحث والعمل واجتهد ما دمت في زمن الإمهال .
إياك والتسويف على نفسك .
العجز : هو ضعف في البدن .
الكسل : هو ضعف في الإرادة .



إجمام النفس .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (( إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه )) أخرجه أحمد (199/2) . هذا هو الميزان الحقيقي الذي تطمئن به النفس فلا بد من إعطاء النفس شيء من الراحة حتى تنشط في المستقبل ولا بأس أن تقرأ في الثقافة العامة وكتب الحكمة تكون ترويحاً عن النفس من الملل و السأم.
* وضع عطل مثل يوم الخميس و الثلاثاء أو يوم الجمعة ترويحاً عن النفس حتى تنشط.


. قراءة التصحيح والضبط .
إتقان العلم وضبطه ومحاولة الرسوخ في القلب يكون على شيخ متقن فخذ من كل عالم ما يكون متقنناً فيه ما لم يتضمن ذلك ضرراً.

جرد المطولات .
فبالنسبة للمبتدأ ربما فيه مضرة كرجل لا يحسن السباحة يرمي نفسه في البحر أما إذا كان عنده علم ويريد أن يكتسب فوق علمه الذي عنده فهذا حسن.
يستحسن للطالب أن يكتب كلمة " بلغ " عندما يقف عن مراجعة الكتاب . فهذا فيه فائدتين :
1) أن لا تنسى ما قرأت .
2) أن يعلم الآتي بعدك أنك قد أحصيته وأكملته فيثق به أكثر .



حسن السؤال.
1. لابد أن يكون عندك حسن سؤال وإلقاء مثل أن تقول " أحسن الله إليك ما تقول في كذا "
2. حسن الاستماع .
3. صحة الفهم للجواب : فلا يمنعك الحياء بأن تقول ما فهمت .ولا ينبغي أن تقول للشيخ قال الشيخ الفلاني كذا وكذا .. فهذا من سوء الأدب واستبدلها في " ما رأيك في الفتوى كذا ... " .
أجعل سؤالك تفقها لا تسأل تعنتاً " أي طلب المشقة على السائل " .

* العلم 6 مراتب :
1) حسن السؤال .
2) حسن الإنصات والاستماع .
3) حسن الفهم .
4) الحفظ .
5) العمل به .
6) تعليمه .



المناظرة بلا مماراة .
فالمماراة نقمة و المناظرة في الحق نعمة.
و المناظرة و المناقشة تشحذ الفهم و تعطي الإنسان قدرة على المجادلة .
فإذا تمرن الإنسان على المناظرة و المجادلة حصل له خير كثير وكم من مجادل في الباطل غلب صاحب الحق لعدم قدرة صاحب الحق على المجادلة.
* المجادلة نوعان :
1. مجادلة مماراة: يماري بذلك السفيه ويجادل الفقيه ويريد أن ينتصر قوله . فهذه مذمومة.
2. المجادلة الحقة : لإثبات الحق وإن كان على نفسه فهذه محمودة مأمور بها . وعلامتها أنه إذا بلغه الحق امتنع وأعلن الرجوع.

مذاكرة العلم .
هناك مذاكرة مع:
1. النفس : تجلس في مكانك جلسة واحدة تقلب في الكتب بالاستذكار ومحاولة ترجيح ما قيل لبعض المسائل.
2. الغير: يختار من إخوانه من يكون معه من الطلبة يعينه على طلب العلم.
ولكن إياك والشغب والصلت مع من تذاكر من إخوانك لأن هذا لا يفيد ولأنه إذا أشتد الغضب بينكما ضاع الحق و الفائدة .


طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها .
فهو كالطائر بهما .
فيكون القرآن والسنة جناحان يطير بهما و الجناح الأصل هو القرآن .

استكمال أدوات كل فن .
إذا أردت أن تكون طالب علم في فن معين فلا بد أن تكون مستكملاً أدوات ذلك الفن.
فمثلا في الفقه بين الفقه وأصوله والحديث بين الرواية والدراية وهكذا ...

  #22  
قديم 4 ربيع الثاني 1434هـ/14-02-2013م, 04:45 PM
خديجه ام البراء خديجه ام البراء غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 36
افتراضي

قيد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408
تلخيص الدرس الاول
آداب الطالب في نفسه
1. العلم عبادة
أصل الأصول في هذه "الحلية" بل ولكل أمر مطلوب علمك بأن العلم عبادة
وعليه، فإن شرط العبادة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، لقوله:
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية.


2-كن على جادة السلف الصالح:
كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها

3- ملازمة خشية الله تعالى:
التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى؛ محافظاً على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالاً على الله بعلمك وسمتك وعلمك، متحلياً بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح.

4- دوام المراقبة:
التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.

5- خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء:
تحل بآداب النفس، من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق، وسكون الطائر، من الوقار والرزانة، وخفض الجناح، متحملاً ذل التعلم لعزة العلم، ذليلا للحق.

6-واحذر داء الجبابرة:
(الكبر)، فإن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عصى لله به ، فتطاولك على معلمك كبرياء، واستنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء، وتقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان.
العلم حرب للفتى المعالي كالسيل حرب للمكان العالي

7- القناعة والزهادة:
التحلي بالقناعة والزهادة، وحقيقة الزهد (2):”الزهد بالحرام، والابتعاد عن حماه، بالكف عن المشتهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس”.

8- التحلي برونق العلم:
التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.


9-التمتع بخصال الرجولة:
تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.
.
10-هجر الترفه:
لا تسترسل في (التنعم والرفاهية)، فإن ”البذاذة من الإيمان” ، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
.

11-الإعراض عن الهيشات:
التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط، وهذا ينافي أدب الطلب.

12-التحلي بالرفق:
التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة.
13-التأمل:
التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”.
وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟
14-الثبات والتثبت:
تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.

  #23  
قديم 4 ربيع الثاني 1434هـ/14-02-2013م, 04:52 PM
خديجه ام البراء خديجه ام البراء غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 36
افتراضي

تلخيص الفصل الثاني
كيفية الطلب والتلقي
1-كيفية الطلب ومراتبه:
“من لم يتقن الأصول، حرم الوصول” ، و ”من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة” ، وقيل أيضاً:”ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم” .
أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
1- حفظ مختصر فيه.
2- ضبطه على شيخ متقن.
3- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4- لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
5- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
6- جمع النفس للطلب والترقي فيه
2-تلقي العلم عن الأشياخ:
الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب

  #24  
قديم 4 ربيع الثاني 1434هـ/14-02-2013م, 05:01 PM
خديجه ام البراء خديجه ام البراء غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 36
افتراضي

تلخيص الفصل الثالث
أدب الطالب مع شيخه
رعاية حرمة الشيخ:
بما أن العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من العثار والزلل، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب
تنبيه مهم
أعيذك بالله من صنيع الأعاجم، والطرقية، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع، من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام، كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد

وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري (م سنة 1380 هـ) رحمه الله تعالى في ”البصائر"؛ فإنه فائق السياق .
رأس مالك – أيها الطالب – من شيخك:
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله، أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد، لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى وكل من ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة، فإنه إنما صار شيخاً جليلاً بتلك، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه.
نشاط الشيخ في درسه:
يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه،

التلقي عن المبتدع:
احذر ”أبا الجهل” المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة، يحكم الهوى ويسميه العقل، ويعدل عن النص،وهل العقل إلا في النص؟! ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح، ويقال لهم أيضاً: ”أهل الشبهات” ، و ”أهل الأهواء”، ولذا كان ابن المبارك رحمه الله تعالى يسمى المبتدعة: ”الأصاغر”.

  #25  
قديم 6 ربيع الثاني 1434هـ/16-02-2013م, 11:35 AM
رشيد لعناني رشيد لعناني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 688
افتراضي

تلخيص حليــــــة طالـــــــــب العلـــــــــــــم
للشيخ بكر بنُ عبدِ اللهِ أبو زيد

العلم واسطة العقد و أهم شيء يمكن أن يحرص عليه المرء، لكن لا بد له من آداب.
لقد تَوَارَدَتْ مُوجباتُ الشرْعِ على أنَّ التَّحَلِّيَ بمحاسِنِ الآدابِ ، ومَكارمِ الأخلاقِ ، والْهَدْيِ الحسَنِ ، والسمْتِ الصالِحِ: سِمَةُ أهلِ الإسلامِ وأنَّ العِلْمَ – وهو أَثْمَنُ دُرَّةٍ في تَاجِ الشرْعِ الْمُطَهَّرِ – لا يَصِلُ إليه إلا الْمُتَحَلِّي بآدابِه ، الْمُتَخَلِّي عن آفاتِه.
و منه آدابِ حَمَلَةِ القرآنِ الكريمِ ، وآدابِ الْمُحَدِّث وآدابِ الْمُفْتِي وآدابِ القاضي ، وآدابِ الْمُحْتَسِبِ ، وهكذا .
الفصلُ الأوَّلُ : آدابُ الطالبِ في نفسِه/ العلْمُ عِبادةٌ :

1-إخلاصُ النِّيَّةِ للهِ سبحانَه وتعالى ، لقولِه :{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ...} الآيةَ .وفي الحديثِ الفَرْدِ المشهورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ... )) الحديثَ .
وعن سفيانَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ :( كُنْتُ أُوتِيتُ فَهْمَ الْقُرْآنِ ، فَلَمَّا قَبِلْتُ الصُّرَّةَ سُلِبْتُهُ ) و عنه أيضا ( مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي )
2. ( مَحَبَّةُ اللهِ تعالى ومَحَبَّةُ رسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وتَحقيقُها بتَمَحُّضِ المتابَعَةِ وقَفْوِ الأثَرِ للمعصومِ .قال اللهُ تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } وبالجُملةِ فهذا أَصلُ هذه ( الْحِلْيَةِ )، ويَقعانِ منها مَوْقِعَ التاجِ من الْحُلَّةِ .
كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ
كنْ على طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ
ابن تيمية: ( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ . فالْزَم السبيلَ { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } .
مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى :
التَّحَلِّي بعِمارةِ الظاهِرِ والباطِنِ بخشْيَةِ اللهِ تعالى: مُحافِظًا على شعائرِ الإسلامِ وإظهارِ السُّنَّةِ ونَشرِها بالعَمَلِ بها والدعوةِ إليها دَالًّا على اللهِ بعِلْمِكَ وسَمْتِكَ وعَمَلِكَ مُتَحَلِّيًا بالرجولةِ والمساهَلَةِ والسمْتِ الصالحِ .ومِلاكُ ذلك خَشيةُ اللهِ تعالى ، ولهذا قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى :( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى )
ولا يَغِبْ عن بَالِكَ أنَّ العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا ولا يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ . سَمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ )
دوامُ الْمُراقَبَةِ :
التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى في السرِّ والعَلَنِ سائرًا إلى ربِّك بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ .
خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ : مُتَحَمِّلًا ذُلَّ التعلُّمِ لعِزَّةِ العِلْمِ ذَليلًا للحَقِّ .
فإنَّ الكِبْرَ والحرْصَ والحسَدَ أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ به ، فتَطَاوُلُكَ على مُعَلِّمِكَ كِبرياءُ، واستنكافُكَ عَمَّن يُفيدُك مِمَّنْ هو دونَك كِبرياءُ، وتَقصيرُك عن العمَلِ بالعِلْمِ حَمْأَةُ كِبْرٍ وعُنوانُ حِرمانٍ .
العلْمُ حربٌ للفَتَـى الْمُتَعَالِـي *** كالسيْلِ حرْبٌ للمكانِ الْعَالِي
التواضع لله عز وعلا أو الوقوف عند الحق و التحاكم إليه و التواضع للخلق نبذ الخيلاء و الكبرياء و خفض الجانب للناس و التواضع يعرف بنقيضه الذي هو الكبر أصل الشرور كلها. و الكبر"بطر الحق و غمط الناس" عدم الالتفات إلى الحق و الإعراض عنه و امتهان الناس و الضحك منهم.
القناعة و الزهادة
حقيقةُ الزهْدِ ( الزهْدُ بالحرامِ والابتعادُ عن حِمَاهُ ، بالكَفِّ عن الْمُشتَبِهَاتِ وعن التَّطَلُّعِ إلى ما في أيدي الناسِ ) . ه فليكنْ مُعْتَدِلًا في مَعاشِه بما لا يُشِينُه بحيثُ يَصونُ نفسَه ومَن يَعولُ ولا يَرِدُ مَواطِنَ الذلَّةِ والْهُونِ .
التَّحَلِّي برَوْنَقِ العِلْمِ : ُحسْنِ السمْتِ ، والْهَدْيِ الصالحِ ، من دَوامِ السكينةِ والوَقارِ والخشوعِ والتواضُعِ ولزومِ الْمَحَجَّةِ بعِمارةِ الظاهِرِ والباطنِ والتَّخَلِّي عن نواقِضِها .

( مَنْ أَكْثَرَ مِن شيءٍ عُرِفَ به ) وعن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ : ( جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه )
عمر: ( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ )
تَحَلَّ بِالْمُرُوءَةِ : من مَكارِمِ الأخلاقِ وطَلاقةِ الوَجْهِ ، وإفشاءِ السلامِ وتُحَمُّلِ الناسِ والأَنَفَةِ من غيرِ كِبرياءَ والعِزَّةِ في غيرِ جَبَرُوتٍ والشهامةِ في غيرِ عَصَبِيَّةٍ والْحَمِيَّةِ في غيرِ جَاهليَّةٍ . فالخصال الحميدة و الفضائل و الآداب الرفيعة لا غنى لطالب العلم عنها و خوارمها نواقض الأدب من غشيان لمواطن الريب و تقصد الفتن و الهيشات و الجدال العقيم و مماراة السفهاء و غيرها.
التمَتُّعُ بخِصَالِ الرجولةِ :
تَمَتَّعْ بِخِصالِ الرجولةِ من الشجاعةِ وشِدَّةِ البَأْسِ في الحقِّ ومَكارِمِ الأخلاق
ترك التنعم: عمر/ ( وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا .... ). فازْوَرَّ عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ الأَوْهَامِ ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانك. الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ والناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك.
الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ : لا تَطَأْ بِساطَ مَن يَغْشُونَ في نادِيهم الْمُنْكَرَ ، ويَهْتِكُون أستارَ الأَدَبِ مُتَغَابِيًا عن ذلك ، فإنْ فعَلْتَ ذلك فإنَّ جِنايَتَكَ على العِلْمِ وأَهْلِه عظيمةٌ .
الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ :التَّصَوُّنُ من اللَّغَطِ والْهَيْشَاتِ ، فإنَّ الغَلَطَ تحتَ اللَّغَطِ ، وهذا يُنافِي أَدَبَ الطَّلَبِ . و منه قصة الشيخ باب بن أحمد "ليس في الهيشات قود": ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء وإلا شانه)) لكن لا بد أن يكون الإنسان رفيقا من غير ضعف. يكون رفيقا في مواضع الرفق وعنيفا في مواضع العنف
التأمُّلُ : التَّحَلِّي بالتأمُّلِ. فإنَّ مَن تَأَمَّلَ أَدْرَكَ ، وقيلَ : ( تَأَمَّلْ تُدْرِكْ ) .
لا تضع قدمك إلا حيث علمت السلامة. لا تطلق العبارة على وجه يؤخذ عليك.
الثبات و التثبت فالثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ولا يضجر وألا يأخذ من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك،لا يحصل علما، ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصولا. التثبت فيما ينقل من الأخبار والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام.
يعين الطالب على الثبات الصبر على الطلب و ملازمة شيخ متقن ينير له الطريق و العض على المختصرات قبل المطولات و الابتعاد عن الطبوليات و معرفة الاصول_القواعد التي تبنى عليها مئات المسائل_ و عدم الضجر فالعلم لا ينال براحة الأجسام.
من صبر على الطلب و لزم شيخا ربانيا متقنا و داوم على العلم دون سآمة و حفظ المختصرات و برع في فهم الأصول التي تبنى عليها الفروع و تجشم عناء السهر لأجل العمل تنقيحا و دراسة و قتل المسائل بحثا و لزم السؤال فإنما دواء العي السؤال هذا بإذن الله ينبت بعد اشتداد العود و يصير عالما ذا بال.(من ثبت نبت)
الفصل الثاني: كيفيَّةُ الطلَبِ ومَراتِبُه : ( مَن لم يُتْقِن الأصولَ ، حُرِمَ الوُصولَ ) ( ومَن رامَ العلْمَ جُملةً ، ذَهَبَ عنه جُمْلَةً ) وقيلَ أيضًا : ( ازدحامُ العِلْمِ في السمْعِ مَضَلَّةُ الفَهْمِ ) .الأصول: القواعد والضوابط من مثل (المشقة تجلب التيسير) (( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )) اختر المشايخ ذوي الإتقان و الأمانة. لابد من التدرج. المختصرات أولا
الآجرومية/الألفية/زاد المستنقع في الفقه/متن عمدة الأحكام في الحديث/ بلوغ المرام أحسن منه/الأسماء و الصفات (العقيدة الواسطية)
مراحل الطلب
تلَقِّي العِلْمِ عن الأشياخِ : مَن لم يُشَافِهْ عالِمًا بأصُولِهِ***فيَقِينُه في الْمُشكِلاتِ ظُنُونُ
الفصلُ الثالثُ أدَبُ الطالبِ مع شيخِه. رعايةُ حُرْمَةِ الشيخِ : خُذْ بِمَجَامِعِ الآدابِ مع شيخِك في جلوسِك معه ، والتحَدُّثِ إليه ، وحسْنِ السؤالِ والاستماعِ و استئذانه إذا أراد أن ينتقل إلى شيخ آخر.
من آداب طالب العلم مع شيخه:
1: رعاية حرمته
2: عدم العبث بأي شيء أمامه
3: عدم مناداته باسمه مجردا
الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة/ وهي تَختلِفُ من شيخٍ إلى آخَرَ فافْهَمْ .
التلقي عن المبتدع: إحذر صاحب الجهل. أمَّا الأَخْذُ عن عُلماءِ السنَّةِ فالْعَق العَسَلَ ولا تَسَلْ .
ومن النُّتَفِ الطريفةِ أنَّ أبا عبدِ الرحمنِ الْمُقْرِئَ حَدَّثَ عن مُرْجِئٍ ، فقيلَ له : لِمَ تُحَدِّثُ عن مُرْجِئٍ ؟ فقالَ : ( أَبيعُكم اللحمَ بالعِظامِ ) . الجلوس مع المبتدع فيه مفسدتان عظيمتان:
الأولى: اغتراره بنفسه فيحسب أنه على حق.
الثانية: اغترار الناس به، فيتواردون عليه ويتلقون منه.

الفصل الرابع: أدَبُ الزَّمَالةِ
وقول الشيخ بكر وفقه الله : الناس كأسراب القطا سبق أن هذا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو حقيقة فالناس يتبع بعضهم بعضا. ( الدفع أسهل من الرفع ) هذه قاعدة فقهية ذكرها ابن رجب رحمه الله في القواعد الفقهية أن الدفع أسهل من الرفع وفي معناها قول الأطباء : الوقاية أسهل من العلاج. يعني العزلة: احذف العين: تكون زلة، والثاني من غير زاي الزهد: علة، يعني احذف الزاي تكون علة، إذا لا بد من علم ولا بد من زهد، قبل أن ينعزل الإنسان عن الناس. لا بد من صديق فضيلة يحملك على ما يزين وينهاك عن ما يشين ويفتح لك أبواب الخير ويدلك عليه وإذا زللت نبهك على وجه لا يخدش كرامتك.
الفصل الخامس: آداب الطالب في حياته العلمية:
من أهم همم طالب العلم أن يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمه
الأمر الجلل كِبَرُ الْهِمَّةِ في العِلْم. ولا تَغْلَطْ فتَخْلِطْ بينَ كِبَرِ الْهِمَّةِ والكِبْرمن علو الهمة وكبرها ألا يكون الإنسان مستشرفاً لما في أيدي الناس . إذا كان الإنسان عادم الماء لو وهب له الماء لم يلزمه قبوله بل يعدل إلى التيمم خوفاً من المنة مع أن الوضوء بالماء فرض للقادر عليه , ولهذا فرق الفقهاء رحمهم الله بين أن تجد من يبيعه ومن يهديه
النهمة في طلب العلم
وقوله :«ما ترك الأول للآخر» إما تكون «ما» نافية أو استفهامية فإن كانت «نافية» فالمعنى: ما ترك الأول للآخر شيئا. وإن كانت «استفهامية» فيكون المعنى: أي شيء ترك الأول للآخر؟ و هذا مثبط بخلاف كم ترك الأول للآخر، فالمعنى: ما أكثر ما ترك الأول للآخر هذا مشجع. قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحْسِنُه ) وقد قِيلَ : ليس كلمةٌ أحَضَّ على طَلَبِ العلْمِ منها هذا غير صحيحِ فمن الآيات ما هو أحض ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) و قول الحبيب (ص) «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».
الرحلة للطلب: من لم يكن له رحلة في طلب العلم فلن يرحل إليه وتأتي الناس إليه. إحذر من يفضل «علم الخرق» على «علم الورق». الصوفية يدعون أن الله يخاطبهم ويوحي إليهم، وأنه يزورهم ويزورونه وهذا من خرافاتهم.
حفظ العلم كتابة: تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع، وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج. لكن احذر أن تكتب على كتابك على هامشه أو بين سطوره، كتابة تطمس الأصل. وللعلماء مؤلفات عدة في هذا، منها :«بدائع الفوائد»، لابن القيم، و«خبايا الزوايا» للزركشي، ومنها: كتاب «الإغفال»، و«بقايا الخفايا»، وغيرها.
ومنها أيضا «صيد الخاطر» لابن الجوزي،. الحفظ يضعف، والنسيان يعرض. فلا بد من تقييد العلم بالكتاب.
حفظ الرعاية: حفظ العلم بالاتباع وليحذر أن يجعله سبيلا إلى نيل الأعراض، وطريقا إلى أخذ الأعواض، كما أشار إلى ذلك الخطيب البغدادي. يمكن للإنسان أن يريد الشهادة في الكلية مع إخلاص النية وذلك أن يريد الوصول إلى منفعة الخلق. وقد جاء الوعيد فيمن طلب ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء. ومعنى «رعاية» أن يفقه الحديث ويعمل به ويبينه للناس
تَعَاهُدُ المحفوظاتِ : تَعاهَدْ عِلْمَك من وَقتٍ إلى آخَرَ ؛ فإنَّ عَدَمَ التعاهُدِ عُنوانُ الذهابِ للعِلْمِ مهما كان . «تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها». عدم التعاهد سبب للنسيان، وليس عنوان الذهاب للعلم، لأن عنوان الشيء يكون بعد الشيء. وسبب الشيء يكون قبل الشيء. (خيرُ العلومِ ما ضُبِطَ أَصْلُه ، واسْتُذْكِرَ فَرْعُه ) يعني كأنه يرد على القواعد والأصول وأنا أحثكم دائما عليهما عليكم بالقواعد والأصول لأن المسائل الفقهية المتفرعة كتلاقط الجراد من أرض صحراء تضيع عليك لكن الذي عنده علم بالأصول هذا هو العالم من فاتته الأصول فاته الوصول.
– التَّفَقُّهُ بتخريجِ الفروعِ على الأُصولِ : «التفقه» يعني طلب الفقه، والفقه ليس العلم. بل هو إدراك أسرار الشريعة. الفقه هو استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة. أعني التفقه-، أن العلماء اتخذوا الحكم بأن أقل مدة الحمل ستة أشهر من قوله تعالى :(وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (سورة الأحقاف:15). المراتب، أولا- العلم، ثم الفهم، ثم التفكير، ثم التفقه.
وأنواع الدلالة ثلاثة:
دلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الالتزام. فدلالة اللفظ على جميع معناه، دلالة مطابقة. ودلالته على بعض معناه، دلالة تضمن. ودلالته على لازم خارج، هذه دلالة التزام. الضابط يكون لمسائل محصورة معينة. والقاعدة أصل يتفرع عليه أشياء كثيرة.
«وأصولها المطردة كقواعد المصالح الشرعية».«وجلب التيسير» كل الإسلام تيسير، لكن هل اليسر هوما تيسر على كل شخص بعينه أو باعتبار العموم؟ باعتبار العموم. الأحوط؟ هل هو الأشد على بني آدم أم هو الموافق للشرع؟ الثاني.... ما كان أوفق للشرع. والحيلة: أصلها حولة من حال يحول. هذا في اللغة.
أما في الشرع والاصطلاح: هي التوصل إلى إسقاط واجب أو انتهاك محرم بما ظاهره الإباحة .( «التيس المستعار»)«سد الذرائع» الذرائع جمع ذريعة، وهي الوسيلة. والفرق بينها وبين الحيلة: أن فاعل الحيلة قد قصد التحيل. وفاعل الذريعة لم يقصد، ولكن فعله يكون ذريعة إلى الشر والفساد. فالفقيه هو من تعرض له النازلة لا نص فيها فيقتبس لها حكما. والبلاغي ليس من يذكر لك أقسامها وتفريعاتها، لكنه من تسري بصيرته البلاغية في كتاب الله، مثلا، فيخرج من مكنون علومه وجوهها
- اللجوءُ إلى اللهِ تعالى في الطَّلَبِ والتحصيلِ : ( اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ آدَمَ وإبراهيمَ عَلِّمْنِي ، ويا مُفَهِّمَ سليمانَ فَهِّمْنِي. فيَجِدُ الْفَتْحَ في ذلك ) . التوسل إلى الله بأسماءه وصفاته وأفعاله من المشروع، وكذلك التوسل إلى الله تعالى بذكر شكوى الحال وأنه مفتقر إليه، والتوسل إلى الله بالإيمان به، والتوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، والتوسل إلى الله تعالى بدعاء من يرجي استجابة دعاءه.كل هذا مشروع.
الأمانةُ العلْمِيَّةُ : إذا وصف أو نقل فليكن أمين. وما يضرك إذا كان الدليل على خلاف ما تقول، فإنه يجب عليك أن تتبع الدليل وأن تنقله للأمة حتى يكونوا على بصيرة من الأمر.الأمين الذي تحلى بأسنى ففضيلة هو الذي يتتبع الحق فيتبعه و لا يتطلع لنصر آرائه. يعني هذا هو الذي يدعو جهابذة أهل العلم إلى نقد الرجال ليبينوا أحوالهم وأنه رجل يتبع الهوى ولا يريد الهدى.
الصدق: قالَ الأوزاعيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( تَعَلَّمِ الصدْقَ قبلَ أن تَتَعَلَّمَ العِلْمَ ) /وقالَ وَكيعٌ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( هذه الصَّنْعَةُ لا يَرتفِعُ فيها إلا صادقٌ ) . وكان الإمام أحمد – رحمه الله – وغيره من الأئمة لا يصرحون بالتحريم إلا ما جاءت النصوص به، وإلا فإنك تجد الإمام أحمد يقول: أكره كذا، لا يعجبني ، لا تفعل . الكذب أنواع ثلاثة كذب المتملق(يخالف الواقع والاعتقاد)/المنافق(يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع)/الغبي(يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد). مما قاله عبد الله بن مسعود:«إن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم».
1- فقد الثقة في القلوب. 2. - ذهاب عملك وانحسار القبول.3- أن لا تصدق ولو صدقت.
-جُنَّةُ طالِبِ العلْمِ : جُنَّةُ العالِمِ ( لا أَدْرِي ) ويَهْتِكُ حِجابَه الاستنكافُ منها ، وقولُه: يُقالُ ..... وعليه ؛ فإن كان نِصْفُ العلْمِ ( لا أَدْرِي ) ؛ فنِصْفُ الجهْلِ ( يُقالُ ) و( أَظُنُّ )
المحافَظَةُ على رأسِ مالِك ( ساعاتِ عمرك ولهذا قال عمر رضي الله عنه :«تفقهوا قبل أن تسودوا» وليكن بحثك مركزا، بحيث لا تقطف من كل زهرة جزءا، اجعل بحثك مركزا الأهم فالأهم، حتى يكون لك ملكة تستطيع أن تخرج المسائل على القواعد والفروع على الأصول. وإياك وتأمير التسويف على نفسك. لكن المؤمن- والحمد لله- ما دام عقله باقيا وقلبه ثابتا، فإن بلغ هذا المبلغ من العجز البدني، فالقلب حاضر يستطيع أن يشغل وقته بذكر الله عز وجل والتفكير في آياته،الكسل ضعف في الإرادة، والعجز ضعف في البدن،
-إجمامُ النفْسِ : وقالُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى في حِكْمَةِ النهيِ عن التَّطَوُّعِ في مُطْلَقِ الأوقاتِ :( بل في النهيِ عنه بعضَ الأوقاتِ مصالِحُ أُخَرُ من إِجمامِ النفوسِ بعضَ الأوقاتِ ، من ثِقَلِ العِبادةِ ؛ كما يُجَمُّ بالنوْمِ وغيرِه ، ولهذا قالَ مُعاذٌ : إني لأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي ، كما أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي ... ) ونَجِدُ ذلك في كُتُبِ آدابِ التعليمِ ، وفي السِّيَرِ ، ومنه على سبيلِ الْمِثالِ : ( آدابُ المعَلِّمِينَ ) لسُحْنونٍ ( ص 104 ) ، ( والرسالةُ الْمُفَصَّلَةُ ) للقابسيِّ ( ص135-137 ) ، ( والشقائقُ النُّعْمانيَّةُ ) ( ص20) وعنه في : ( أَبْجَدِ العلومِ ) ( 1/195-196 ) ، وكتابِ ( أَلَيْسَ الصبْحُ بقريبٍ ) للطاهرِ ابنِ عاشورٍ ، ( وفتاوَى رَشيد رِضَا ) (1212) و( مُعْجَمِ البِلدانِ ) ( 3/102) و ( فتاوى شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ )
إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه)أفضل في الاستدلال)
قراءةُ التصحيحِ والضبْطِ : فهذا الحافظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَه اللهُ تعالى قَرَأَ ( صحيحَ البخاريِّ ) في عشرةِ مجالسَ ، كلُّ مجلِسٍ عشرُ ساعاتٍ ، ( وصحيحَ مسلِمٍ ) في أربعةِ مجالسَ في نحوِ يومينِ وشيءٍ من بُكْرَةِ النهارِ إلى الظهْرِ وانتهى ذلك في يومِ عَرَفَةَ ، وكان يومَ الجمُعَةِ سنةَ 813 هـ ، وقرأَ ( سُنَنَ ابنِ ماجهْ ) في أربعةِ مجالِسَ ، و ( مُعجَمَ الطبرانيِّ الصغيرَ ) في مَجلِسٍ واحدٍ ، بينَ صَلَاتَي الظهْرِ والعَصْرِ .
وشيخُه الفَيروزآباديُّ قَرَأَ في دِمَشْقَ ( صحيحَ مُسْلِمٍ ) على شيخِه ابنِ جَهْبَلَ قِراءةَ ضَبْطٍ في ثلاثةِ أيَّامٍ . خذ من كل عالم ما يكون متقنا فيه ما لم يتضمن ذلك ضررا. قراءة التصحيح هي أن يقابل نسخته على أصل موثوق يصححه عليه أو يقرأه على شيخ متقن ليصحح له قراءته ، وأما الضبط فهو أن يعنى بضبط المفردات الغريبة والأعلام وكيف ضبطها بالشكل.
جَرْدُ الْمُطَوَّلَاتِ : إذا كان الطالب مبتدئا، فإن جرد المطولات له هلكة. أما كتابة «بلغ» فهذا طيب إنك إذا راجعت كتابا فاكتب عند المنتهى «بلغ» لتستفيد فائدتين:
الأولى- ألا تنسى ما قرأت، لأن الإنسان ربما ينسى فلا يدري هل بلغ هذه الصفحة أم لا؟ وربما يفوته بعض الصفحات إذا ظن أنه قد تقدم في المطالعة.
والفائدة الثانية- أن يعلم الآتي بعدك الذي يقرأ هذا الكتاب أنك قد أحصيته وأكملته فيثق به أكثر.
حُسْنُ السؤالِ قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وقيلَ : إذا جَلَسْتَ إلى عالِمٍ ؛ فسَلْ تَفَقُّهًا لا تَعَنُّتًا ) وقالَ أيضًا : (حسن السؤال/ حسن الإنصات والاستماع/ حسن الفهم/ الحفظ/ التعليم/ وهي ثمرته، العمل به ومراعاة حدوده/
الحفظ نوعان غريزي أو وهبي و الآخر كسبي. من الأولى أن تكون الخامسة هي السادسة.الدليل: ابدأ بنفسك ثم بمن تعول.
الْمُناظَرَةُ بلا مُمَارَاةٍ : المناظرة والمناقشة تشحذ الفهم وتعطي الإنسان قدرة على المجادلة. والمجادلة في الحق مأمور بها. المجادلة نوعان: مجادلة المماراة و المجادلة الحقة. قال الله تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) (سورة الأنعام:110). وقال الله تعالى: (فإن تولوا فأعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) (سورة المائدة:49).
مُذاكَرَةُ العِلْمِ : المذاكرة نوعان: مذاكرة مع النفس. ومذاكرة مع الغير. لكن إياك والشغب والصلف. «فإن كانت مع قاصرٍ في العِلْمِ ، باردِ الذهْنِ ؛ فهي داءٌ ومُنافَرَةٌ ».
طالبُ العلْمِ يَعيشُ بينَ الكتابِ والسُّنَّةِ وعلومِها :
فهما له كالْجَناحينِ للطائرِ ، فاحْذَرْ أن تكونَ مَهيضَ الْجَناحِ . أيضا لا تهمل كلام العلماء ولا تغفل عنه، لأن العلماء أشد منك رسوخا في العلم. كونك تأخذ مباشرة بما ترجح عندك والجمهور على خلافه هذا لا ينبغي أبدا . الحذر من مخالفة الجمهور.
ومخالفة القواعد في الشريعة الإسلامية.
استكمالُ أدواتِ كلِّ فَنٍّ : فمثلا في الفقه إذا كنت تريد أن تكون عالما بالفقه، فلا بد أن تقرأ الفقه وأصول الفقه لتكون متبحرا فيه. هنا استدل بقول الله تعالى :(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) (سورة البقرة: 121). والمراد بالتلاوة هنا: التلاوة اللفظية، والتلاوة المعنوية، والتلاوة العملية. وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية» يعني بذلك الرواية في أسانيد الحديث ورجال الحديث. والدراية في فهم معناه.
الفصلُ السادسُ التَحَلِّي بالعَمَلِ

التَحَلِّي بالعَمَلِ
العمل به: وهذا بعد الإيمان، أن تؤمن بما علمت ثم تعمل إذ لا يمكن العمل إلا بإيمان. « القرآن حجة لك أو عليك « ولم يقل: لا لك ولا عليك فالعلم إما نافع أو ضار. من علامات العلم النافع كراهية التزكية، والمدح، والتكبر على الخلق. ازدياد التواضع كلما زاد العلم و الهرب من حرب الترؤس والشهرة والدنيا، هجر دعوى العلم، إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس، تنزها عن الوقوع بهم.
زكاةُ العِلْمِ : أن تكون صادعًا بالحَقِّ ، أمَّارًا بالمعروفِ ، نَهَّاءً عن الْمُنْكَرِ مُوازِنًا بينَ الْمَصالِحِ والْمَضَارِّ ، ناشرًا للعِلْمِ ، نافعا وبَاذْلاِ للجاهِ ، والشفاعةِ الحسَنَةِ للمسلمينَ في نوائِبِ الحقِّ والمعروفِ .و في هذا نشر للعلم قولا باللسان وكتابة بالبنان.
عزة العلماء: صيانة العلم وتعظيمه، وحماية جناب عزه وشرفه. احذر أن يتمندل بك الكبراء، أو يمتطيك السفهاء، فتلاين في فتوى أو قضاء، أو بحث، أو خطاب... ولا تسع به إلى أهل الدنيا، ولا تقف به على أعتابهم، ولا تبذله إلى غير أهله وإن عظم قدره كما جاء عند الشيخ بكر لكن عند الشيخ ابن عثيمين الأمر فيه نظرفالعلم يصرف حتى للكبراء و الرؤساء و الوجهاء إذا كانوا ممن يحترمون العلم و يعرفون الفضل لأهله، "إذا سعيت به إلى أهل الدنيا وكانوا ينتفعون بذلك فهذا خير، وهو داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم وأخذ يحدثهم، موقف الساخر المتململ، فهنا لا ينبغي أن يهدي العلم إلى هؤلاء، لأنه إهانة له وإهانة لعلمه." و أمثال هذه المعاني الجميلة في "روضة العقلاء" للبسني و "سير أعلام النبلاء" للذهبي.
صِيانةُ العِلْمِ : أن الإنسان يصون علمه، فلا يجعله مبتذلا، بل يجعله محترما. والإنسان ينتهز الفرصة فلا يفوتها، ويحذر الذلة فلا يقع فيها. فلا بد أن الإنسان يكون عنده علم ومعرفة وسياسة، بحيث يتكلم إذا كان للكلام محل، ويسكت إذا كان ليس للكلام محل. ( والحافظون لحدود الله) (سورة التوبة: 112). فلا ينتهكونها بفعل محرم، ولا يضيعونها بترك واجب.و هنا وقفة عند قول الله (ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم) سورة آل عمران: 77 فالله لا يغيب عن نظره شيء، لكن النظر، نظران:نظر خاص، ونظر عام. كذلك المعرفة: معرفة خاصة، ومعرفة عامة. والمراد هنا المعرفة الخاصة. يقال: عالم، ولا يقال عارف. (بالنسبة إلى الله). المعرفة تكون للعلم اليقيني والظني وأنها- أي معرفة- انكشاف بعد خفاء. وأما العلم فليس كذلك. المراد بالمعرفة هنا: أن الله تعالى يزداد عناية لك ورحمة بك، مع علمه بأحوالك- عز وجل.
- ما الفرق بين المداهنة والمداراة ؟ وما الذي يُقصد بكل منهما ؟
المداهنة الموافقة على وجه عار عن الحكمة و منه الدهن حتى تتيسر الأمور و هذا مذموم شرعا لأنك مع هذه الموافقة قد تبيع دينك بدنياك و كثرة الموافقة كما قيل تولد المنافقة.المداراة استعمال الحكمة دون دهن أوتضييع للدين و هذا محمود شرعا و كما قيل "دارهم ما دمت في دارهم و أرضهم ما دمت في أرضهم و جارهم ما دمت في جوارهم بطبيعة الحال دون تنازل عن الثوابث أو المبادئ.
الغرام بالكتب: جمع الكتب مما ينبغي لطالب العلم أن يهتم به، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم واحرص على كتب الأمهات، الأصول، دون المؤلفات الحديثة. قوام مكتبتك: ثم عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال، والتفقه في علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.
التعامل مع الكتب يكون بمعرفة الموضوع والمصطلحات و الأسلوب و العبارات ثم نصيحة أخيرة إذا حزت كتابا، فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا، أو قراءة لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه.
إعجامُ الكتابةِ يكون بوضوح الخط و مراعاة قواعد الإملاء وفي هذا مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ من أَهَمِّها : ( كتابُ الإملاءِ ) لحسين والي . ( قواعدُ الإملاءِ ) لعبدِ السلامِ محمد هارون) .
من المحاذير التي ينبغي على طالب العلم أن يتجنبها :
أ‌- المحذور الأول أن يكون أبا شبر وهو أن يدرك شبرا من العلم فيحسب أنه لا أحد يدانيه أو يضاهيه و أنه تربع على قنة العلم فمن حاز الشبر الأول تكبر و من حاز الشبر الثاني تواضع و من أدرك الشبر الثالث علم أنه لا يعلم.
ب‌- المحذور الثاني أن يتصدر قبل أن يتأهل وهو أن يتصدر للعلم و الفتوى و غيرها و هو لم ينضج بعد فهذا أقرب لهلاكه و عطبه.
ت‌- المحذور الثالث الإجهاض الفكري وهو أن يخرج الشيء قبل أوانه و نضجه فيحيد بالتالي عن عين الرمية و من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
التنمر من النمر و هو أخو الأسد أي يحفظ طالب العلم مسألة أو مسألتين فيستأسد على الناس يظهر لهم أنه قد علا كعبه في العلم و أنه لا يشق له غبار و ربما أربك حتى بعض العلماء و شككهم في أنفسهم لأن العالم لا يعرف كل شيء.يكشف عوار هذا بأن تخرجه من هاتين المسألتين إلى باب أو كتاب آخر فيبهت في الحال.
تحبير الكاغد و الكاغد هو القرطاس الذي يكتب فيه وهو كناية عن التأليف و له مقاصد ثمانية:
اختراع معدوم 2- أو جمع مفترق 3- أو تكميل ناقص 4- أو تفصيل مجمل 5- أو تهذيب مطول 6- أو ترتيب مخلط 7- أو تعيين مبهم 8- أو تبيين خطأ .
قال جمال الدين القاسمي في قواعد التحديث: (كذا عدها أبو حيان ويمكن الزيادة فيها.
والكلام في حصر مقاصد التأليف مبني على الاستقراء والسبر والتقسيم، وأصولها أربعة كما ذكر ابن فارس في كتابه الصاحبي في فقه اللغة: (وإنما لنا فيه اختصار مبسوط أو بسط مختصر، أو شرح مشكل، أو جمع متفرق)
وبعضهم حاول حصرها في سبعة، وبعضهم في ثمانية ، وأوصلها بعضهم إلى سبعة عشر مقصداً كما فعل ذلك صديق حسن خان في أبجد العلوم.
قال ابن حزم - كما في مجموع رسائله - : (وإنما ذكرنا التآليف المستحقة للذكر، والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلف عاقل إلا في أحدها، وهي:
- إما شيء لم يسبق إليه يخترعه. أو شيء ناقص يتمه. أو شيء مستغلق يشرحه. - - - أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه. أو شيء متفرق يجمعه. أو شيء مختلط يرتبه. - - - أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه. و إن لم يتبع المرء هذه النصائح من علمائنا الأجلاء أضاع العمر فيما لا ينفع و الله المستعان.
موقفك من وهم من سبقك: التصحيح وهذا أمر واجب لأن احترام الحق أولى من مراعاته. فأنت في وهم من سبقك يجب أن يكون قصدك الحق، ومن كان قصده الحق وفق للقبول، أما من كان قصده أن يظهر عيوب الناس، فإن من تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في بيت أمه. : (إذا ظفرت بوهم لعالم فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط). والحقيقة إني أقول: لا تفرح به إطلاقا. من كثر كلامه، كثر سقطه. ومن قل كلامه، قل سقطه.
دفع الشبهات:
لا تجعل قلبك كالإسفنجة تتلقى ما يرد عليها، فاجتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غيرك، فالشبه خطافة، والقلوب ضعيفة، وأكثر من يلقيها حمالة الحطب- المبتدعة- فتوقهم. اترك الإيرادات وامش على الظاهر فهو الأصل. لذلك أنصح نفسي وإياكم ألا توردوا هذا على أنفسكم، لا سيما في أمور الغيب المحضة، لأن العقل بحار فيها، ما يدركها، فدعها على ظاهرها ولا تتكلم فيها.
احذر اللحن: اللحن معناه: الميل سواء كان في قواعد التصريف أو في قواعد الإعراب. عندك جموع التكسير، تحتاج إلى ضبط. عندك أبنية المصادر تحتاج إلى ضبط. عن عمر رضي الله عنه قال :«تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة. قد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن.
احْذَر ( الإجهاضَ الفِكْرِيَّ ) ؛ بإخراجِ الفِكرةِ قبلَ نُضُوجِها .
أنك لا تتعجل من حين ما يتبين لك شيئا تخرجه، لا سيما إذا كان هذا الشيء الذي أنت تريد أن تخرجه مخالفا لقول أكثر العلماء. ليست إسرائيليات إخبارية، بل إسرائيليات فكرية و منه إنكار التعدد.
احذر الجدل البيزنطي:
أي الجدل العقيم، أو الضئيل لا يزيدك إلا قسوة في القلب وكراهة للحق. أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق، ويكون جدل مبني على السماحة، وعدم التنطع. فهذا أمر مأمور به. قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125)
كان الناس يتجادلون: أيما خلق أولا: الدجاجة أم البيضة؟.قال الحسن، إذا سمع قوما يتجادلون. «هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم، فتكلموا
لا طائفِيَّةَ ولا حِزبيَّةَ يُعْقَدُ الولاءُ والبَرَاءُ عليها : تخلي طالب العلم عن الطائفية والحزبية (هو سماكم المسلمين من قبل) (سورة الحج: 78). من ليس معي فهو علي. خذ الحق من أي إنسان، وإذا استروحت نفسك لشخص من الناس فالزم مجلسه، لكن لا يعني ذلك أن تكون معه على الحق والباطل، وأن تضلل من سواه وتزدريهم أو ما أشبه ذلك
اطلب العلم واطلب العمل. لا تكن خراجا ولاجا في الجماعات. هذا مضيعة للوقت. يجب أن نكون أمة واحدة، وإن اختلفنا في الرأي. عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:«من بورك له في شيء فليلزمه" فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه، فيعرفون به دون غيره من الأعمال، فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة. العبودية المطلقة أن يعبد الإنسان ربه على حسب ما تقتضيه الشريعة. مرة من المصلين، ومرة من الصائمين، ومرة من المجاهدين ومرة من المتصدقين حسب ما تقتضيه المصلحة، ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم هكذا حاله، لا تكاد تراه صائما إلا وجدته صائما ولا مفطرا إلا وجدته مفطرا، ولا قائما إلا وجدته قائما. «فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها»، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا يتقيد برسم ولا إشارة، ولا اسم ولا بزي، ولا طريق وضعي اصطلاحي، بل إن سئل عن شيخه؟ قال: الرسول. وعن طريقه؟ قال: الاتباع. وعن خرقته؟ قال: لباس التقوى. وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة. هؤلاء الذين لهم مراسم معينة، ولهم طقوس معينة، وأشكال معينة، هؤلاء لا شك أنهم ينقطعون عن الله عز وجل بحسب ما معهم. يتعبد بالرياضة» المراد: الرياضة القلبية على زعمهم، فتجدهم منعزلين عن الناس، بعيدين عن الناس، لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ولا يتعلمون ظنا منهم أن هذا هو الخير، ولكنهم في الواقع ضلوا، الخير أن تتبع الخير حيث ما كان.
نَوَاقِضُ هذه الْحِلْيَةِ : من أَعْظَمِ خَوارِمِها الْمُفْسِدَةِ لنظامِ عِقْدِها :
إفشاءَ السرِّ(لأنه خيانة للأمانة) / ونَقْلَ الكلامِ من قومٍ إلى آخرين(هذه هي النميمة)َ/ والصلَفَ واللسانَة(التشدد في الشيء و عنده بيانا يبدي به الباطل ويخفي به الحق.(َ/ وكثرةَ الْمِزاح تذهب الهيبةِ/ والدخولَ في حديثٍ بينَ اثنين كالمتسلق للجدار، لم يأت البيوت من أبوابها.ِ / الحقْدَ/الحسَد تمني زوال نعمة الله على غيره./سوءَ الظنِّ/مُجالَسَةَ المبتَدِعةِ/ نَقْلَ الْخُطَى إلى الْمَحَارِمِ بكرُ بنُ عبدِ اللهِ أبو زَيْدٍ25/10/1408 هـ
ومضار الحسد إحدى عشرة وهي:
1- أنه من كبائر الذنوب. 2- أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.( والحديث ضعيف) . 3- أنه من أخلاق اليهود. 4- أنه ينافي الأخوة الإيمانية. 5- أنه فيه عدم الرضا بقضاء الله وقدره. 6- أنه سبيل للتعاسة. 7- الحاسد متبع لخطوات الشيطان. 8- يورث العداوة والبغضاء بين الناس. 9- قد يؤدي إلى العدوان على الغير.
فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم. لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بناء على وهم كاذب لا حقيقة له.
مجالسة المبتدعة: نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا. تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله. إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة. بل إن بعض العلماء يقول يتجنب حتى الخطى إلى أمر ينتقده الناس فيه، كما لو ذهب طالب العلم إلى ميع النساء.
10-فيه إزدراء لنعمة الله على الحاسد. 11- يشغل القلب عن الله.

هذا ما تيسر إعداده فله الحمد و الشكر

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجلس مذاكرة حلية طالب العلم بطريقة السؤال والجواب ريم الحربي منتدى الإعداد العلمي 351 3 ربيع الثاني 1435هـ/3-02-2014م 01:23 PM
جمع وتصنيف أعمال مذاكرة الطلاب في حلية طالب العلم ساجدة فاروق منتدى الإعداد العلمي 7 9 ذو القعدة 1431هـ/16-10-2010م 11:25 AM


الساعة الآن 08:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir