مجلس مذاكرة حلية طالب العلم بطريقة التلخيص

[ابو ريان مروان]

خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ :

خفض الجناح : كناية عن التواضع وترك الارتفاع

الخيلاء[1]: التكبر و الاعجاب بالنفس

الكبرياء: العظمة والتجبر و الترفع عن الانقياد

الكبر: التعالي وهو ان يرى نفسه ارفع من الناس

الاعجاب : غالبا ما يكون فى النفس وان ظهر على صاحبه فهو خيلاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] نحصل في كل نعمة أنعم الله بها على العبد ربما يحصل عنده خيلاء والخيلاء هي الإعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن فالإعجاب يكون بالقلب فقط فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء

[ابو ريان مروان]

القناعةُ والزَّهادةُ :

القناعة لغة : الرضا بالقسمة

اصطلاحا: الرضى بما اعطى الله

الزهد هو تفريغ القلب من الدنيا وشهوتها وامتلاؤها بحب الله ومعرفته

الفرق بين الزهد و الورع

قال ابن القيم الزهد ترك ما لاينفع فى الآخرة و الورع ترك مايخشى ضرره فى الآخرة

وعلى طالب العلم ان يتحلى بهذه الصفات صفات اهل الخير و الصلاح فيؤثر الآخرة عن الدنيا فيربحهما معا ويروى عن الشافعى رحمه الله قوله : لو اوصى انسان لاعقل الناس صرف الى الزهاد

[ابو ريان مروان]

التَّحَلِّي برَوْنَقِ العِلْمِ :

عن الاحنف بن قيس قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه يا احنف من مزح استخف به ومن اكثر من شيئ عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه مات قلبه

فعلى طالب العلم ان يتحلى بسمت هادى وطبع لائق و الحرص على صفات العلم

ومهما تكن عند امرى من خليقة وان خالها تخفى عن الناس تعلم

ويتذكر قول الخليفة المحدث[1] عمر ابن الخطاب من تزين بما ليس فيه شانه الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] نص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله كما في الرد على المنطقيين: (فأما درجة السابقين الأولين كأبي بكر وعمر فتلك لا يبلغها أحد، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( قد كان في الامم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر )).
وفي حديث آخر : (( إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه ))
وقال علي: (كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر).
وفي الترمذي وغيره: (( لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ، ولو كان بعدي نبي ينتظر لكان عمر )).
ومع هذا فالصديق أكمل منه فإن الصديق كمل في تصديقه للنبي فلا يتلقى إلا عن النبي، والنبي معصوم، والمحدَّث كعمر يأخذ أحيانا عن قلبه ما يلهمه ويحدَّث به، لكن قلبه ليس معصوما؛ فعليه أن يعرض ما أُلقي عليه على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله، وإن خالفه رده، ولهذا قد رجع عمر عن أشياء، وكان الصحابة يناظرونه ويحتجون عليه فإذا بينت له الحجة من الكتاب والسنة رجع إليها وترك ما رآه، والصديق إنما يتلقى عن الرسول لا عن قلبه، فهو أكمل من المحدث، وليس بعد أبي بكر صديق أفضل منه، ولا بعد عمر محدَّث أفضل منه). ا.هـ

ومراده أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أكمل فهماً وعلماً ويقيناً من عمر بن الخطاب؛ فقوة يقينه وفهمه للكتاب والسنة بلغت منزلة أعلى من منزلة المحدَّث الملهم الذي يستدل على الحق بواسطة ما يلقى في روعه.
وقلوب المحدَّثين غير معصومة فقد يلقى فيها الحق وهو الغالب، وقد يكون معه ما يلقيه الشيطان ابتلاء وامتحاناً، فوجب أن يعرضوا ما ألقي في قلوبهم على نصوص الكتاب والسنة فما خالف النصوص رجعوا عنه، وما وافقها قبلوه.
ولذلك لما ارتد من ارتد من العرب وعزم أبو بكر على قتالهم قال له عمر : يا أبا بكر كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ودمه ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله )).
فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه.
قال عمر: فو الله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق).
أخرجه البخاري ومسلم.
فكان أبو بكر أكثر علماً وأحسن فهماً من عمر حتى رجع عمر إلى قوله، وهما من علماء الصحابة، بل نقل شيخ الإسلام اتفاق أهل العلم على أن أعلم هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.

[ابو ريان مروان]

تَحَلَّ بِالْمُرُوءَةِ :

وعلى طالب العلم ان يتحلى بالمروءة وما يحمل اليها من مكارم الاخلاق وطلاقة الوجه والى غير ذلك من الصفات الحميدة الى جاء بها الاسلام[1] كالانفة والعزة والشهامة

و المروءة هى الاداب الحسنة والاخلاق العالية

ويتجنب خوارم المروءة وما يقربه منها من قول وعمل[2] كاالكبرياء و الجبروت و العصبية

والخوارم هى كل فعل اوقول او حرفة يوجب فعلها اوتركها الذم فى عادات الناس واعرافهم المعتبرة شرعا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] شريعة التوراة تميل إلى الغلظة والشدة

[2] وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطهر الخلق , قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها , قال : إنها صفية . فكيف بغيره .

فالحاصل أنك لا تثق بنفسك وتقول إن الناس لن يظنوا بي شيئا , فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة , لكن الشيطان يلقي في قلوبهم الشر, حتى يتهموك بما أنت منه برئ , فتجنب مواطن الريب حتى تسلم من الريبة .

[ابو ريان مروان]

التمَتُّعُ بخِصَالِ الرجولةِ :

قال المتنبي

الرأي قبل شجاعة الشجعان = هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس حرة = بلغت من العلياء كل أمال

[ابو ريان مروان]

هَجْرُ التَّرَفُّهِ :

روي ابو داود عن ابى امامة بن ثعلبة الانصاري قال: ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا فقال الا تسمعون الا تسمعون ان البذاذة من الايمان ان البذاذة من الايمان . صححه الالبانى

والبذاذة عكس البذاءة وهى ترك الترف وترك التنعم فى البدن والملبس

والبذاءة هى التعبير عن الامور المستقبحة بالعبارات الصريحة

وكما جاء فى وصية المحدث عمر ابن الخطاب : واياكم والتنعم[1] وزي العجم[2] وتمعددوا[3] واخوشنوا[4]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] والمراد بذلك كثرته .
لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .

[2] وليس المراد بالعجم أمة إيران بل المراد بالعجم كل ما سوى العرب فيدخل فيه الأوربيون والشرقيون في آسيا وغيرها, كل من سوى العرب فهو عجم لكن المسلم من العجم التحق بالعرب حكما لا نسبا

[3] اتركوا زي العجم وعليكم بزي العرب (معد بن عدنان) اعلى اجداد الرسول

[4] فهو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم

[ابو ريان مروان]

التحَلِّي بالرِّفْقِ :

التزم الرفق فى القول مجتنبا الكلمة الجافية فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة وادلة الكتاب و السنة فى هذا متناثرة[1]


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] إذا دار الأمر بين الرفق أو العنف فما الأفضل ؟ الرفق، فإن تعين العنف صار هو الحكمة

الكلام اللين يغلب الحق البين، لا بد أن نفهم المراد يغلب الحق البين يعني أن تليين الكلام للخصم ولو كان الحق معه فإنه يتنازل عن حقه، وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق

[ابو ريان مروان]

التأمُّلُ :

التحلي بالتأمل فإن من تأمل ادرك وقيل تأمل تدرك

[ابو ريان مروان]

الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ :

تحل بالثبات و التثبت لا سيما فى الملمات و المهمات فإن من ثبت نبت [1]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] كاالتثبت فى الحكم ربما يكون الخبر الذي سمعته يكون مبنيا على أصل تجهله أنت فتحكم بأنه خطا والواقع أنه ليس بخطأ ويقال: إذا علم السبب بطل العجب

[ابو ريان مروان]

الفصلُ الثاني :
كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي

مَن لم يُتْقِن الأصولَ ، حُرِمَ الوُصولَ

ومَن رامَ العلْمَ جُملةً ، ذَهَبَ عنه جُمْلَةً

ازدحامُ العِلْمِ في السمْعِ مَضَلَّةُ الفَهْمِ

الامور التى يجب مراعتها فى طلب كل فن

-حفْظُ مُخْتَصَرٍ فيه

-ضبْطُه على شيخٍ متْقِنٍ

-عدَمُ الاشتغالِ بالْمُطَوَّلاتِ وتَفاريقِ الْمُصَنَّفاتِ

-لا تَنْتَقِلْ من مُخْتَصَرٍ إلى آخَرَ بلا مُوجِبٍ ، فهذا من بابِ الضَّجَرِ

-اقتناصُ الفوائدِ والضوابِطِ العِلْمِيَّةِ

-جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه

وكان من راي ابن العربي المالكى ان يقدم الطالب اللغة العربية و الشعر والحساب على قرآئة القرآن وتعقبه ابن خلدون على ان العوائد لا تساعد على هذا وان المقدم هو دراسة القرآن وحفظه

[ابو ريان مروان]

مراحل الطلب:

ففي التوحيد: ثلاثةُ الأصولِ وأَدِلَّتُها – القواعدُ الأربَعُ - كشْفُ الشُّبهاتِ - كتابُ التوحيدِ

أربَعَتُها للشيخِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ رَحِمَه اللهُ تعالى ، هذا في توحيدِ العِبادةِ

في توحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ: العقيدةُ الوَاسِطِيَّةُ[1] – الْحَمَوِيَّةُ – التَّدْمُرِيَّةُ[2]

ثلاثتُها لشيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى

فـ الطحاوِيَّةُ مع شَرْحِها

في النحوِ[3]: الآجُرُّومِيَّةُ[4] - مُلْحَةُ الإعرابِ للحَريريِّ - قَطْرُ النَّدَى لابنِ هِشامٍ - ألْفِيَّةُ ابنِ مالِكٍ مع شَرْحِها لابنِ عَقيلٍ[5]

في الحديثِ: الأربعينَ للنوويِّ[6] - عُمْدَةُ الأحكامِ للمَقْدِسِيِّ - بُلوغُ الْمَرامِ لابنِ حَجَرٍ [7]– الْمُنْتَقَى للمَجْدِ ابنِ تَيميةَ[8] فالدخولُ في قراءةِ الأمَّاتِ السِّتِّ[9] وغيرِها

في الْمُصطَلَحِ: نُخبَةُ الفِكَرِ لابنِ حَجَرٍ[10]- أَلْفِيَّةُ العِراقيِّ[11]

فى الفِقْهِ: آدابُ المشيِ إلى الصلاةِ للشيخِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ - زادُ المستَقْنِعِ للحَجَّاويِّ أو عُمْدَةُ الفِقْهِ - الْمُقْنِعُ للخِلافِ المذهبي - الْمُغْنِي للخِلافِ العالي ثلاثتُها لابنِ قُدامة[12]
َ

في أصولِ الفقهِ: الوَرَقَاتُ للجُوَيْن - رَوضةُ الناظِرِ لابنِ قُدامة[13]
َ

في الفرائضِ: الرَّحْبِيَّةُ ثم مع شُروحِها[14] - الفوائدُ الجلِيَّة[15]
ُ

في التفسير: تفسيرُ ابنِ كثيرٍ[16]

في أصولِ التفسير: الْمُقَدِّمَةُ لشيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ[17]

في السيرةِ النبوِيَّةِ: مُخْتَصَرُها للشيخِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ وأَصْلُها لابنِ هِشامٍ - زادِ الْمَعادِ لابنِ القَيِّمِ[18]

في لِسانِ العَرَبِ: العنايةُ بأشعارِها كـ المعلَّقَاتِ السبْعِ[19] - لقراءةُ في القاموسِ للفيروزآباديِّ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] من أخصب كتب العقيدة وأحسن كتب العقيدة وسميت الواسطية نسبة إلى واسط لأن بعض قضاتها قدم إلى الشيخ رحمه الله وطلب منه أن يكتب ملخصا في عقيدة السلف فكتب هذه العقيدة المباركة

[2] رسالتان أوسع من العقيدة الواسطية لكنها أجمع منهما

[3] النحو بابه من حديد وجوفه من قصب

[4] كتاب صغير في النحو لكنه مبارك وجامع، مقسم، سهل وأنا أنصح به كل مبتدئ في النحو أن يقرأها

[5] الافضل الآجرومية ثم ألفية ابن مالك

[6] هذا الكتاب طيب لأن فيه آدابا ومنهجا جيدا وقواعد مفيدة جدا في حديث واحد يمكن أن يبني الإنسان حياته عليه

[7] أرى أن يقتصر على بلوغ المرام لأن عمدة الأحكام داخلة في بلوغ المرام أكثر أحاديثه موجودة في بلوغ المرام

[8] المنتقى أكبر من بلوغ المرام بكثير لكنه أضعف منه من حيث بيان مرتبة الحديث لا يذكر رحمه الله بيان مرتبة الحديث

[9] ما هي الأمهات الست؟ البخاري، ومسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجة، وسميت أمهات لأنها مرجع الأحاديث ولهذا قال بعض العلماء: إذا رأيت حديثا في غير الأمهات فلا تحكم عليه حتى تحرره تخريجا لأن هذه الأمهات هي التي اشتهرت بين المسلمين وأخذوها وتلقوها بالقبول وإن كان فيها الضعيف وربما الموضوع أيضا، لكن اشتهرت واعتبرت عند المسلمين

[10] نخبة الفكر أظنها ثلاث صفحات تقريبا لكنها نخبة، يعني الإنسان إذا فهمها تماما وأتقنها تغني عن كتب كثيرة في المصطلح لأنها مضبوطة تماما وله طريقة غريبة في تأليفها وهي السبر والتقسيم

[11] ألفية العراقي مطولة لكن أرى أن الإنسان يقتصر على فهمها وأنه لا حاجة إلى حفظها ثم قد يكون هناك متون أهم منها

[12] لكن غيره ذكر أربعة وهي العمدة، ثم المقنع، ثم الكافي ثم المغني

[13] الورقات ورقات صغيرة لكن بعد هذا إلى روضة الناظر الفرق بينهما كبير لكن هناك كتب مختصرة في أصول الفقه وجيدة يمكن أن يعتمد الإنسان عليها وربما تغنيه أيضا عن روضة الناظر وأصول الفقه هي عبارة عن قواعد وضوابط يتوصل الإنسان بها إلى معرفة استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية

[14] الرحبية فهي للرحبي وشروحها متعددة لكن أرى أن البرهانية أحسن من الرحبية، البرهانية أجمع من الرحبية من وجه وأوسع معلوماتا من وجه آخر

[15] الفوائد الجلية للشيخ عبد العزيز بن باز

[16] هو جيد بالنسبة للتفسير بالآثر لكنه قليل الفائدة بالنسبة لأوجه الإعراب والبلاغة وخير ما قرأت في أوجه الإعراب والبلاغة (الكشاف) للزمخشري وكل من بعده فهم عيال عليه أحيانا تجد عبارة الزمخشري منقولة نقلا، لكن تفسير الزمخشري فيه بلايا من جهة العقيدة لأنه معتزلي

[17] كتاب مختصر جيد مفيد كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم لأن فيهما من التحقيق والتحرير والتقعيد ما لا يوجد في غيرهما

[18] لكن السيرة النبوية المختصرة والأصل مجرد تاريخ أما زاد المعاد فإنه تاريخ وفقه، فقه من السيرة قد يكون في التوحيد وقد يكون في الفقه في الأمور العملية

[19] من أجمع القصائد وأحسنها وأروعها اختارتها قريش لتعلق في الكعبة ولهذا تسمى المعلقات

[ابو ريان مروان]

تلَقِّي العِلْمِ عن الأشياخِ[1]:

مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه ، خَرَجَ وَحْدَه أي : مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِ بلا شيخٍ ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ
إذ العلْمُ صَنعةٌ ، وكلُّ صَنعةٍ تَحتاجُ إلى صانعٍ ، فلا بُدَّ إِذَنْ لتَعَلُّمِها من مُعَلِّمِها الحاذِقِ
وهنا اخطاء علي بن رضوان المصري فى نظرته الى تلقى العلم من بطون الكتب دون التلقى عن العلماء

ومن بين الاشياء التى تصد عن العلم فى الكتاب :-

1التصحيفُ العارضُ من اشتباهِ الحروفِ مع عَدَمِ اللفظِ[2]

2الغلَطِ بزَوَغَانِ البصَرِ[3]

3قِلَّةِ الْخِبرةِ بالإعرابِ[4]

4كتابةِ ما لا يُقْرَأُ وقِراءةِ ما لا يُكْتَبُ

5مَذهبِ صاحبِ الكِتابِ[5]

6سُقْمِ النَّسْخِ ورَداءةِ النقْلِ

7إدماجِ القارئِ مواضِعَ الْمَقاطِع

8خلْطِ مَبادئِ التعليمِ

ولهذا قالَ العُلماءُ : لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا من مُصْحَفِيٍّ [6]

فعلى طالب العلم مثافنة الاشياخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] فوائد التلقى عن المشائخ :

الفائدة الأولى :اختصار الطريق في مسائل الاخلاف

لفائدة الثانية :السرعة . يعني سرعة الإدراك يدرك بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ في الكتب

الفائدة الثالثة :الرابطة بين طالب العلم ومعلمه , فيكون ارتباط بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر

[2] كانوا فيما سبق يكتبون بلا نقط فيخطئ الإنسان

[3] يعني يزيغ بصره فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها لا سيما إذا كان الكتاب ليس جيدا

[4] الإعراب له أثر في تغيير المعنى

[5] ربما يكون مذهبه مذهب معتزلي أو جهمي أو غيره وأنت لا تدري

[6] قال الشيخ عبد العزيز الداخل المقصود بهذا الكلام أن طالب العلم يتلقى العلم بالمشافهة أي من أفواه المشايخ وليس من مجرد الكتب
فلا تأخذ العلم من صحفي أي ممن أخذ العلم من الصحف فقط فلم يجالس العلماء
ولا تأخذ العلم من مصحفي أي أخذ القرآن من مصحف ولم يأخذه من أفواه المشايخ

[ابو ريان مروان]

الفصلُ الثالثُ
أدَبُ الطالبِ مع شيخِه

بما أنَّ العِلْمَ لا يُؤْخَذُ ابتداءً من الكُتُبِ بل لا بُدَّ من شيخٍ تُتْقِنُ عليه مفاتيحَ الطلَبِ ؛ لتَأْمَنَ من العِثارِ والزَّلَلِ ؛ فعليك إذنْ بالتَّحَلِّي برعايةِ حُرْمَتِه ؛ فإنَّ ذلك عُنوانُ النجاحِ والفلاحِ والتحصيلِ والتوفيقِ ، فليكنْ شيخُك مَحَلَّ إجلالٍ منك وإكرامٍ وتقديرٍ وتَلَطُّفٍ ، فخُذْ بِمَجَامِعِ الآدابِ مع شيخِك في جلوسِك معه ، والتحَدُّثِ إليه

وحسْنِ السؤالِ[1] والاستماعِ[2] ، وحُسْنِ الأدَبِ في تصَفُّحِ الكتابِ أمامَه وتَرْكِ التطاوُلِ والمماراةِ[3] أمامَه ، وعدَمِ التقَدُّمِ عليه بكلامٍ أو مَسيرٍ أو إكثارِ الكلامِ عندَه ، أو مُداخَلَتِه في حديثِه ودَرْسِه بكلامٍ منك ، أو الإلحاحِ عليه في جَوابٍ ؛ متَجَنِّبًا الإكثارَ من السؤالِ ، لا سِيَّمَا مع شُهودِ الملإِ ، فإنَّ هذا يُوجِبُ لك الغُرورَ وله الْمَلَلَ

ولا تُنادِيهِ باسْمِه مُجَرَّدًا[4]ولا تُخاطِبْهُ بتاءِ الخِطابِ[5] ، أو تُنادِيهِ من بُعْدٍ من غيرِ اضطرارٍ والتَزِمْ تَوقيرَ المجلِسِ وإظهارَ السرورِ من الدَّرْسِ والإفادةِ به إذا بدا لك خطأٌ من الشيخِ ، أو وَهْمٌ فلا يُسْقِطُه ذلك من عَيْنِكَ فإنه سَبَبٌ لِحِرْمَانِكَ من عِلْمِه ، ومَن ذا الذي يَنْجُو من الخطأِ سالِمًا؟

أُعيذُك باللهِ[6] من صَنيعِ الأعاجِمِ ، والطُّرُقِيَّةِ ، والْمُبتدِعَةِ الْخَلَفِيَّةِ ، من الْخُضوعِ الخارِجِ عن آدابِ الشرْعِ ، من لَحْسِ الأيدِي ،
وتَقبيلِ الأكتافِ[7] والقبْضِ على اليمينِ باليمينِ والشمالِ عندَ السلامِ[8] ؛ كحالِ تَوَدُّدِ الكِبارِ للأَطفالِ ، والانحناءِ عندَ السلامِ ، واستعمالِ الألفاظِ الرَّخوةِ المتخاذِلَةِ : سَيِّدِي ، مَوْلَاي ، ونحوِها من أَلفاظِ الْخَدَمِ والعَبيدِ

قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : حقُّ الفائدةِ أن لا تُسَاقَ إلا إلى مُبْتَغِيهَا ، ولا تُعْرَضَ إلا على الراغبِ فيها ، فإذا رَأَى الْمُحَدِّثُ بعضَ الفُتورِ من المستَمِعِ فليسكُتْ ، فإنَّ بعضَ الأُدباءِ قالَ : نَشاطُ القائلِ على قَدْرِ فَهْمِ الْمُسْتَمِعِ[9]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الاستئذان عند السؤال

[2] بحيث يكون قلبك وقالبك متجها إلى محدثك لا تكن جالسا ببدنك سائرا بقلبك

[3] لمماراة يعني يجادل الشيخ

[4] الخبر أهون من النداء

[5] قلت كذا وكذا

[6] هذه الجملة يريد بها التحذير من هذا

[7] تقبيل الأكتاف هذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا بكل حال

[8] هذا أيضا لا نرى فيه بأسا فإن ابن مسعود رضي الله عنه , قال : علمني النبي صلى الله عليه وسلم التشهد وكفي بين كفيه اهــ هذا من باب إظهار الشفقة والإكرام

[9] قال الشيخ عبد العزيز الداخل: من يسأل عن علم وهو يعلم جواب السؤال فإنه يجب عليه بيان ذلك العلم وعدم كتمانه وفي السنن من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ).

[ابو ريان مروان]

الكتابةُ عن الشيخِ حالَ الدرْسِ والمذاكَرَةِ:

تختلف الكتابة من شيخ الى آخر ولهذا ادب وشرط فالادب الاستئذان والشرط الاشارة الى كتابته من درسه مسامعة[1]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] فرق بين كتابة التقرير وبين كتابة الإملاء لأن الإملاء سوف يكون محرراً ومنقحاً التقرير يلقي الكلام هكذا مرسلاً الإملاء كأنه كتبه بيده والتقرير ليس كذلك

[ابو ريان مروان]

التلَقِّي عن الْمُبْتَدِعِ:

احْذَرْ أبا الْجَهْلِ[1] المبْتَدِعَ الذي مَسَّهُ زَيْغُ العَقيدةِ ؛ وغَشِيَتْهُ سُحُبُ الْخُرافةِ ؛ يُحَكِّمُ الْهَوَى ويُسَمِّيهِ العَقْلَ[2] ، ويَعْدِلُ عن النَّصِّ[3] ، وهل العَقْلُ إلا في النصِّ ويَستمْسِكُ بالضعيفِ ويَبْعُدُ عن الصحيحِ[4] ويُقالُ لهم أيضًا أهلُ الشُّبُهَاتِ وأهلُ الأهواءِ ولذا كان ابنُ المبارَكِ رَحِمَه اللهُ تعالى يُسَمِّي المبتَدِعَةَ الأصاغِرَ

فيا أيُّها الطالِبُ ! إذا كنتَ في السَّعةِ والاختيارِ ؛ فلا تَأْخُذْ عن مُبْتَدِعٍ[5]

وكان من السلَفِ مَن لا يُصَلِّي على جَنازةِ مُبْتَدِعٍ[6]

وقال أبي عثمانَ إسماعيلَ بنِ عبدِ الرحمنِ الصابونيِّ ويَبْغَضُونَ أهْلَ البِدَعِ الذين أَحْدَثوا في الدِّينِ ما ليس منه[7]

ومُعاشَرَةِ السُّنِّيِّ للمُبتدِعِ تَزكيةً له لدَى الْمُبْتَدِئِ والعامِّيِّ [8]

والعامِّيُّ مُشْتَقٌّ من العَمَى ، فهو بِيَدِ مَن يَقودُه غالبًا[9]

أمَّا الأَخْذُ عن عُلماءِ السنَّةِ فالْعَق العَسَلَ ولا تَسَلْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] أبا الجهل يعني صاحب الجهل

[2] عقل لكنه عَقَلَهُم عن الهدى إلى اتباع الهوى

[3] لا يمكن لأي عقل صريح أي خالٍ من الشبهات والشهوات يخالف النقل الصريح , أبداً لكن العلة إما من النقل بحيث يكون غير صحيح , وإما من العقل بحيث يكون غير صريح أما مع صراحة العقل وصحة النقل فلا يمكن أن يوجد تعارض إطلاقا ولهذا ينعى الله سبحانه وتعالى عن المخالفين للرسل ينعى عليهم عقولهم , يقول : {أفلا يعقلون} {أفلا تعقلون} {لا يفقهون} وما أشبه ذلك

[4] وأكثر ما يكون هذا في الوعاظ والقصاص من أجل تهييج الناس ترغيبا أو ترهيبا

[5] لأن ذلك يوجب مفسدتين :
المفسدة الأولى :اغتراره بنفسه فيحسب أنه على حق .
والمفسدة الثانية :اغترار الناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه

[6] هذه على كل حال إذا كانت البدعة مكفرة فلا شك أن الصلاة عليه لا تجوز لقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنافقين : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }فهذا لا يصلى عليه أما إذا كانت غير مكفرة , فهذا ينظر فيما يترتب على ترك الصلاة عليه من المفسدة أو عدمها فإذا كان أهل السنة أقوياء وكان أهل البدعة في عنفوان دعوتهم فلا شك أن ترك الصلاة عليهم أولى , لأنه أهل السنة أقوى منهم وهؤلاء في عنفوان دعوتهم ربما إذا تركنا الصلاة عليهم يحصل بذلك ردع عظيم لهم .

[7] لا شك أن هذا أمر واجب، على كل مسلم أن يبغض من أحدث في دين الله ما ليس منه , لكن إذا كانت بدعته غير مكفرة فإنه يبغض من وجه ويحب من وجه آخر , لكن بدعته تبغض بكل حال

[8] البدعة هي التعبد لله عز وجل بغير ما شرع وبغير ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه من عقيدة أو قول أو فعل ولا يضلل حتى تقوم عليه الحجة , ويبين له أن هذه بدعة , فإن أصر حينئذ قلنا إن الرجل فاسق أو كافر حسب ما تقتضيه هذه البدعة

[9] فالظاهر هذا أنها من العموم، ويدل على هذا أنها تقرن في بعض الأحيان بالخاصة

فائدة فى كلمة القدرية

هم الذين ينفون القدر أنهم جعلوا للحوادث محدثين الحوادث الكونية التي من فعل الله أحدثها الله عز وجل والحوادث التي تكون من فعل العبد استقل بها العبد ولهذا سموا مجوسا لأنهم كالمجوس الذين يقولون: إن للحوادث خالقين , النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر

[ابو ريان مروان]

لم اراعي فى هذا التلخيص الضوابط التى وضعتها فى تلخيصي الاول
بل وضعت كل الفوائد مع بعضها بدون حاشية الا فى موضعين او ثلاث

الفصلُ الرابعُ
أدَبُ الزَّمَالةِ

احْذَرْ قَرينَ السَّوءِ

اعلم وفقك الله أنَّ العِرْقَ دَسَّاسٌ إذ الطَّبيعةُ نَقَّالَةٌ والطِّباعُ سَرَّاقَةٌ

قاعدة فقهية ذكرها ابن رجب الدفْعُ أسْهَلُ من الرفْعِ فى معناه قول الاطباء الوقاية خير من العلاج وتشير الى ان الوقاية اسهل من العلاج لان الدفع ابتعاد الشر لكن اذا نزل الشر صار من الصعب ان يدفعه

تَقسيمَ الصديقِ في أَدَقِّ الْمَعايِيرِ

صديقُ مَنْفَعَةٍ: هو الذى يصادقك من اجل الانتفاع بكـ من مال او جاه

صديقُ لَذَّةٍ: هو الذى يصادقك من اجل السهر و المرح وضياع الوقت و الانتفاع معدوم بينكما

صديقُ فَضيلةٍ: يحملك على ما يزين وينهاكم عما يشين ويفتح لك ابواب الخير ويدلك عليه واذا زللت نبهك على وجه لا يخدش كرامتك

[ابو ريان مروان]

الفصلُ الخامسُ
آدابُ الطالبِ في حياتِه العِلْمِيَّةِ

كِبَرُ الْهِمَّةِ في العِلْمِ

من اداب الطالب فى حياته العلمية كبر الهمة ومن اهم الهمم :-

- القيادة والامامة للمسلمين فى علمه

- ان يرى نفسه واسطة بين الله عزوجل وبين عباده فى تبليغ الشرع

- الحرص على اتباع الكتاب و السنة معرضا عن آراء الرجال فآراء الرجال يستعين بها على معرفة الحق

- ان يكون كيسا فطنا لا تلهه الامآل و الامآل: هي أن يتمنى الإنسان الشيء دون السعي في أسبابه

- ان لا يكون متشوقا لما فى ايدي الناس لأنك إذا تشوفت ومَنَّ الناسُ عليك ملكوك فعن عبد الله بن عمر ان رسول الله صى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى و اليد العليا المنفة و السلفى السائلة

ولا تَغْلَطْ فتَخْلِطْ بينَ كِبَرِ الْهِمَّةِ والكِبْرِ إنَّ بينَهما من الفَرْقِ كما بينَ السماءِ ذاتِ الرَّجْعِ والأرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ

فكبر الهمة إن الإنسان يحفظ وقته ويعرف كيف يصرفه ولا يضيع الوقت بغير فائدة

والكِبْرِ التعالى وهو ان يرى نفسه اعلى من الناس

[ابو ريان مروان]

النَّهْمَةُ في الطَّلَبِ :

النهمة = الهمة

اذا لم تستطع شيئا فدعه وفاجوزه الى ما تستطع

قيمة كل امرئ ما يحسنه وأشد كلمة في الحض على طلب العلم قول الله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

وقول النبي صلى الله عليه وسلم فى بقية الحديث وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ

احذر غلط القائل: ما ترك الأول للآخر. وصوابه: كم ترك الأول للآخر قوله :«ما ترك الأول للآخر» إما تكون «ما» نافية أو استفهامية فإن كانت «نافية» فالمعنى: ما ترك الأول للآخر شيئا. وإن كانت «استفهامية» فيكون المعنى: أي شيء ترك الأول للآخر؟

[ابو ريان مروان]

الرِّحْلَةُ للطَّلَبِ

من لم يكنْ رُحْلَةً لن يكونَ رُحَلَةً فمَن لم يَرْحَلْ في طَلَبِ العلْمِ للبحْثِ عن الشيوخِ ، والسياحةِ في الأَخْذِ عنهم ؛ فيَبْعُدُ تأَهُّلُه ليُرْحَلَ إليه

التجارب مكسور حرف الراء. والتجربة غلط ما هي لغة عربية

واحْذَر القُعودَ عن هذا على مَسْلَكِ الْمُتَصَوِّفَةِ البطَّالِينَ ، الذين يُفَضِّلُونَ علْمَ الْخِرَقِ على علْمِ الوَرَقِ

علم الورق معروف هو العلم الشرعي الموجود في بطون الكتب

علم الخرق فالخرق هي الملابس المرقعة والتي كانت شعار الصوفية الذين يقوم علمهم على المجاهدة والسياحة والذكر والتفكر

[ابو ريان مروان]

حفْظُ العلْمِ كتابةً :

تقييدَ العلْمِ بالكتابةِ أمانٌ من الضياعِ ، وقَصْرٌ لمسافةِ البحْثِ عندَ الاحتياجِ فاجْعَلْ لك كُناشًا لتقييدِ الفوائدِ والفرائدِ و أن ترتبها على ألف وباء فإنَّ الْحِفْظَ يَضْعُفُ ، والنسيانَ يَعْرِضُ ويقيد الطالب مراجع الفائدة من اسم كتاب ورفم الصفحة و المجلد ثم يكتب على مانقله "نقل" حتى لايختلط بغيره قالَ الشعبيُّ : إذا سَمِعْتَ شيئًا ؛ فاكْتُبْهُ ولو في الحائطِ

[ابو ريان مروان]

حِفْظُ الرِّعايةِ

ابْذُل الوُسْعَ في حِفْظِ العلْمِ ( حفْظَ رِعايةٍ ) بالعمَلِ والاتِّباعِ ولْيَتَّقِّ المفاخَرَةَ والْمُباهاةَ به وأن يكونَ قَصْدُه في طَلَبِ الحديثِ نَيْلَ الرئاسةِ واتِّخاذَ الأتباعِ وعَقْدَ المجالِسِ ؛ فإنَّ الآفَةَ الداخلةَ على العُلماءِ أَكْثَرُها من هذا الوجْهِ .

ولْيَجْعَلْ حِفْظَه للحديثِ حِفْظَ رعايةٍ لا حِفْظَ روايةٍ ؛ فإنَّ رُواةَ العُلومِ كثيرٌ ، ورُعاتَها قَليلٌ

رعايةٍ: هى فقه الحديث و العمل به وبيانه للناس

روايةٍ: اتقان حفظ الحديث دون معرفة المعنى

[ابو ريان مروان]

تَعَاهُدُ المحفوظاتِ :

عن ابنِ عمرَ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ رسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ :(( إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعْقَلَةِ ، إن عاهدَ عليها أَمْسَكَها وإن أَطْلَقَها ذَهَبَتْ )).رواه الشيخانِ ، ومالِكٌ في ( الْمُوَطَّأِ )

قالَ الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ رَحِمَه اللهُ (وإذا كان القرآنُ الْمُيَسَّرُ للذكْرِ يَذْهَبُ إن لم يُتَعَاهَدْ ؛ فما ظَنُّكَ بغيرِه من العلومِ المعهودةِ ؟! وخيرُ العلومِ ما ضُبِطَ أَصْلُه ، واسْتُذْكِرَ فَرْعُه)

[ابو ريان مروان]

التَّفَقُّهُ بتخريجِ الفروعِ على الأُصولِ

الفقه: هو استباط الاحكام الشرعية من الادلة العلمية القرآن و السنة

مراتب العلم : العلم – الفهم – التفكير – التفقه

انواع الدلالة:

دلالة مطابقة: دلالة اللفظ على جميع معناه

دلالة التضمن: دلالة اللفظ على بعض معناه

دلالة الالتزام: دلالته على لازم خارج وهو الذى يختلف فيه الكثير من الناس

فقيه نفس: من كان واسع قويا النفس و الادراك ذا ذوق فقهي سليم

فقيه بدن: من كان عالما بأحكام البدن

الفرق بين القاعدة الفقيهة والضابط الفقهي

القاعدة الفقهية: اصل يتفرع عنه اشياء كثيرة وتشمل ابوابا كثيرة

الضابط الفقهي: يكون لماسائل محصورا معينة وتختص بباب محدد

ومجال الضابط الفقهى اضيق من القاعدة الفقهية

المصالح المرسلة: هى المسائل النافعة للناس الضرورية لهم ولم يرد عن الشرع دليل بإعتباره او الغائه[1]

الفرق بين الحيلة والذريعة

الحيلة: ان فاعلها قصد التحايل وهو التوصل الى اسقاط واجب او انتهاك محرم بما ظاهره الاباحة

الذريعة: هى الوسيلة وهى نفس الحيلة لكن صحبها لم يقصد ويكون فعله ذريعة للشر

[1] إن كان الشرع قد شهد لها أنها مصالح مرسلة فهي من الشرع داخلة في عموم الشرع: كتاب أو سنة قياس كان أو إجماع، وإن لم تكن فيها مصالح شرعية فهي باطلة فاسدة الاعتبار، وحينئذ لا تؤصل أصلا

[ابو ريان مروان]

اللجوءُ إلى اللهِ تعالى في الطَّلَبِ والتحصيلِ :

لا تَفْزَعْ إذا لم يُفْتَحْ لك في علْمٍ من العلومِ ؛ فقد تَعاصَتْ بعضُ العُلومِ على بعضِ الأعلامِ المشاهيرِ ، ومنهم مَن صَرَّحَ بذلك كما يُعْلَمُ من تَرَاجِمِهم ومنهم :

الأَصْمَعِيُّ في عِلْمِ العَروضِ والرُّهاويُّ المحدِّثُ في الْخَطِّ

وابنُ صالحٍ في الْمَنْطِقِ

وأبو مسلِمٍ النحويُّ في عِلْمِ التصريفِ والسيوطيُّ في الْحِسابِ

وأبو عُبيدةَ ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الباقي الأنصاريُّ ، وأبو الحسَنِ القَطيعيُّ ، وأبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ زِيادٍ الفَرّاءُ ، وأبو حامدٍ الغزاليُّ ، خَمْسَتُهُم لم يُفْتَحْ لهم بالنحوِ .

فيا أيُّها الطالِبُ ! ضاعِف الرَّغبةَ ، وافْزَعْ إلى اللهِ في الدعاءِ واللجوءِ إليه والانكسارِ بينَ يَدَيْهِ .وكانَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، كثيرًا ما يَقولُ في دعائِه إذا اسْتَعْصَى عليه تفسيرُ آيةٍ من كتابِ اللهِ تعالى : ( اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ آدَمَ وإبراهيمَ عَلِّمْنِي ، ويا مُفَهِّمَ سليمانَ فَهِّمْنِي. فيَجِدُ الْفَتْحَ في ذلك ) .

[ابو ريان مروان]

الأمانةُ العلْمِيَّةُ :

من أهم ما يكون في طالب العلم أن يكون أمينا في علمه، فيكون أمينا في نقله، وأمينا في وصفه

وغير هذه الحال- أعني عدم الأمانة- يوجب أن يكون الإنسان فاسقا لا يوثق له بخبر ولا يقبل له نقل لأنه مدلس.

فتجده يصف من الأحوال ما يناسب رأيه ويحذف الباقي، وينقل من أقوال أهل العلم، بل ومن النصوص ما يوافق رأيه ويحذف الباقي فيكون كالذي قال:
ما قال ربك ويل للأولى سكروا = بل قال ربك ويل للمصلينا