دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #301  
قديم 1 جمادى الآخرة 1433هـ/22-04-2012م, 03:03 PM
فهد الدوسري فهد الدوسري غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 62
افتراضي

تكملة تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم


الفصل ُالسابعُ: الْمَحاذِيرُ


54- حِلْمُ اليَقَظَةِ :
إيَّاك و(حِلْمَ اليَقَظَةِ ) ، ومنه بأن تَدَّعِيَ العلْمَ لِمَا لم تَعْلَمْ ، أو إتقانَما لم تُتْقِنْ ، فإن فَعَلْتَ ؛ فهو حِجابٌ كَثيفٌ عن الْعِلْمِ .

55- احْذَرْ أن تكونَ ( أبا شِبْرٍ) :
فقد قيلَ : العلْمُ ثلاثةُ أَشبارٍ ، مَن دَخَلَ في الشبْرِ الأَوَّلِ ؛ تَكَبَّرَ ؛ وَمَنْ دَخَلَ في الشبْرِ الثاني ؛تَواضَعَ ، ومَن دَخَلَ في الشبْرِ الثالثِ ؛ عَلِمَ أنه ما يَعْلَمُ .
هل هذه الأخيرة - أن ترى نفسك جاهلا -محمودة أم لا؟ لا، ما دام الله قد فتح عليك وكنت عالما حقا، فاعتبر نفسك عالما؛ لأنك إذا رأيت نفسك جاهلا فاعلم أنك لن تقدم على عزم في الفتيا مثلا، ولهذا تجد بعض طلبةالعلم لا يعطيك جزما يقول: الذي يظهر... أو يحتمل .

56- التَّصَدُّرُ قبلَ التأَهُّلِ :
احْذَرِ التَّصَدُّرَ قبلَ التأَهُّلِ ؛ فهو آفةٌ في العِلْمِ والعَمَلِ . وقد قيلَ : مَن تَصَدَّرَ قبلَ أَوانِه ؛ فقد تَصَدَّى لِهَوَانِهِ .
والتصدر قبل التأهل يحمل على أمور:
1- إعجابه بنفسه.
2- عدم فقهه ومعرفته بالأمور.
3- لزمه في الغالب أن يقول على الله ما لا يعلم.
4- فإنه في الغالب لا يقبل الحق، لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره، وإن كان معه الحق كان هذا دليلا على أنه ليس بأهل في العلم.


57- التَّنَمُّرُ بالعِلْمِ : أي: أن يجعل الإنسان نفسه نمراً.
احْذَرْ ما يَتَسَلَّى به الْمُفْلِسُونَ من العِلْمِ ، يُراجِعُ مسألةً أو مسألتين، فإذا كان في مَجلسٍ فيه مَن يُشارُ إليه ؛ أثارَ البحثَ فيهما ؛ ليُظْهِرَ عِلْمَه ، وكم في هذا من سَوْأَةٍ ، أقَلُّها أن يَعلمَ أنَّ الناسَ يَعلمونَ حقِيقَتَه .

58- تحبير الكاغد:
كما يكون الحذر من التأليف الخالي من الإبداع، فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته، واكتمال أهليتك، والنضوج على يد أشياخك، فإنك تسجل به عاراً وتبدى به شناراً. ولا تنس قول الخطيب: “من صنف، فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس”.

59- موقفك من وهم من سبقك:
إذا ظفرت بوهم لعالم، فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط، فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام لا سيما المكثرين منهم.
صواب العبارة :«إذا ظفرت بوهم عالم فلا تفرح به للحط منه ولكن التمس العذر له وصحح الخطأ».

60- دفع الشبهات:
لا تجعل قلبك كالإسفنجة تتلقى ما يرد عليها، فاجتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غيرك، فالشبه خطافة، والقلوب ضعيفة.

61- احذر اللحن:
ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني، كلما سلم المبنى اتضح المعنى.
فعن عمر رضي الله عنه أنه قال: "تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة". وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن.
اللحن معناه: الميل سواء كان في قواعد التصريف أو في قواعد الإعراب.

62- الإجهاض الفكري:
احذر (الإجهاض الفكري)؛ بإخراج الفكرة قبل نضوجها.

63- الإسرائيليات الجديدة:
احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين؛ فهي أشد نكاية وأعظم خطراً من الإسرائيليات القديمة؛ فإن هذه قد وضح أمرها ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الموقف منها، ونشر العلماء القول فيها، أما الجديدة المتسربة إلى الفكر الإسلامي فهي شر محض، وبلاء متدفق، وقد أخذت بعض المسلمين عنها سِنة، وخفض الجناح لها آخرون، فاحذر أن تقع فيها.
يريد بهذا الأفكار الدخيلة التي دخلت على المسلمين بواسطة اليهود والنصارى، فهي ليست إسرائيليات إخبارية، بل إسرائيليات فكرية.

  #302  
قديم 1 جمادى الآخرة 1433هـ/22-04-2012م, 03:04 PM
فهد الدوسري فهد الدوسري غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 62
افتراضي

تكملة تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم

64- احذر الجدل البيزنطي:
أي الجدل العقيم، أو الضئيل-الذي لا فائدة منه-، إذ هو:
1- يصد عن السبيل.
2- ويقسي القلب.
وهدي السلف: الكف عن كثرة الخصام والجدال، وأن التوسع فيه من قلة الورع؛ كما قال الحسن إذ سمع قوماً يتجادلون: "هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم، فتكلموا".
أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق، ويكون جدل مبني على السماحة، وعدم التنطع. فهذا أمر مأمور به. قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125).

65- لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها:
يا طالب العلم ؛ اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى الله تعالى على طريقة السلف، ولا تكن خراجاً ولاجاً في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة، فالإسلام كله لك جادة ومنهجاً، والمسلمون جميعهم هم الجماعة، وإن يد الله مع الجماعة، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام.

نواقض هذه الحلية:
اعلم أن من أعظم خوارمها المفسدة لنظام عقدها:
1 – إفشاء السر، وهو محرم؛ لأنه خيانة للأمانة.
2 – و نقل الكلام من قوم إلى آخرين. وهذه هي النميمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قتات). أي: نمام.
3 – و الصلف واللسانة. الصلف: يعني التشدد في الشيء، يكون الإنسان غير لين لا بمقاله ولا بحاله. واللسن يعني عنده بيانا يبدي به الباطل ويخفي به الحق.
4 – و كثرة المزاح. فكثرة المزاح تذهب الهيبة، وتنزل مرتبة طالب العلم. أما المزاح القليل الذي يقصد به إدخال السرور على صاحبك فهو من السنة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.
5 – و الدخول في حديث بين اثنين.
6 – و الحقد. يعني الكراهية والبغضاء.
7 – و الحسد. قيل هو: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره، وقال شيخ الإسلام رحمه الله:«الحسد كراهة نعمة الله على غيره». يعني ما يتمنى زوالها.
8 – و سوء الظن. فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم.
9 – و مجالسة المبتدعة. وليته عمم: مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك.
فلا يجوز مجالسة المبتدعة لأمور:
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن من البيان لسحرا) . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.
ثانيا- أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه.
ثالثا- إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين.
10- و نقل الخطى إلى المحارم. يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة.

  #303  
قديم 13 رجب 1433هـ/2-06-2012م, 04:20 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي فوائد من حلية طالب العلم

فوائد من حلية طالب العلم

أصل الحلية
:

1-
العلْمُ عِبادةٌ :
قال جل وعلا: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} الشاهد { لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) فإذا رزقك الله الفقه في دينه فاستبشر خيرا لأن الله تعالى أراد بك خيرا.

2- شَرْطُ العِبادةِ :

أ-
إخلاصُ النِّيَّةِ للهِ سبحانَه وتعالى: لقولِه تعالى :{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ...} الآيةَ
عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ... )) الحديثَ .

أقوال السلف في وجوب التحلي الإخلاص:

- قال سُفيان بنِ سَعيدٍ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي ) .
- عن عمرَ بنِ ذَرٍّ أنه قالَ لوالدِه : يا أبي ! ما لَكَ إذا وَعَظْتَ الناسَ أَخَذَهم البُكاءُ ، وإذا وَعَظَهم غيرُك لا يَبكونَ ؟ فقال : يا بُنَيَّ ! لَيْسَت النائحةُ الثَّكْلَى مثلَ النائحةِ المسْتَأْجَرَةِ .


ما هوالإخلاص في طلب العلم؟ الإخلاص في طلب العلم :


- أن تنوي بذلك امتثال أمر الله في قولِه تعالى :{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}.
- أن تنوي حفظ شريعة اللهوحمايتها والدفاع عنها.
- أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


الواجب تخلية النِّيَّة من: حبِّ الظهورِ - والتفوُّقِ على الأقرانِ - وجَعْلِه سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيمٍ أو سُمْعَةٍ أو طَلَبِ مَحْمَدَةٍ أو صَرْفِ وُجوهِ الناسِ إليك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا ،لم يجد عرف الجنة يوم القيامة))

حكم عطايا السلطان: الواجب التّورع عن عطايا السلطان فهم لا يعطون هذه الأموال إلا :
- لشراء دين العلماء بدنياهم - قد تكون أموال السلاطين مأخوذة من غير حلها.
- يجوز أخذ هدية السلطان لغير هذه الأغراض قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمر:(( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك)).


حكم طلب العلم لأجل الشهادة :فإن كنت تريد من هذه الشهادة أن ترتقي مرتقى دنيويا فالنية فاسدة أما إن كنت تريد أن ترتقي إلى مرتقى تنفع الناس به فهذه نية طيبة يعني ما تنافي الإخلاص.


ب- الإتِّباع : الْخَصْلَةُ الجامعةُ لِخَيْرَي الدنيا والآخِرةِ ( مَحَبَّةُ اللهِ تعالى ومَحَبَّةُ رسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وتَحقيقُها بتَمَحُّضِ المتابَعَةِ وقَفْوِ الأثَرِ للمعصومِ.
- لأن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه.
- أنّ كل حركات
الإنسان مبنية على المحبة لأن الإرادة لا تقع من شخص عاقل إلا بشيء يرجو نفعه أو دفع ضرره.
- المحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عز وجل وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله كيف قال الله تعالى :
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } صارت نتيجتهم الكفر لأنهم كرهوا ما أنزل الله

- الإنسان كلما أحب شخصا حاول أن يكون مثله في خصاله فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه

3- الوصية بتقوى الله

قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }

- تفرقون به بين الحق والباطل وبين الضار والنافع وبين الطاعة والمعصية وبين أولياء الله وأعداء الله إلى غير ذلك
- وتارة يحصل هذا الفرقان بواسطة العلم يفتح الله على الإنسان من العلوم وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله
- وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يعطيه الله تعالى في قلبه من الفراسة فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها فتكون موافقة للصواب

  #304  
قديم 13 رجب 1433هـ/2-06-2012م, 07:42 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ

كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ

1- أن الإنسان يكون على طريق السلف الصالح في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.

2- ترك الجدال والمراء لأنه :

أ- هو الباب الذي يقفل طريق الصواب.

ب- يحمل المرء على أن يتكلم لينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده إما أن ينكره، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله.

ج- ترك من شأنه الجدال والمراء إذا ترك الحق وكان الحق واضحا و (فر منه فرراك من الأسد).



3- ترك الخوض في علم الكلام لأنه :

أ- مضيعة للوقت لأنهم يتكلمون في أشياء من أوضح الأشياء.

ب- يصد الناس عن الحق وعن المنهج السلفي الوسط الميسر.

ج- هو الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات إلا علم الكلام.

د- علم الكلام له نتائج سيئة وتطويل بلا فائدة وتشكيك فيما هو متيقن وإرباك للأفكار وهجر للآثار.

و- علم الكلام فيه تنطع و العلم سهل ميسر يعني الأعرابي يجيء ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين وينصرف بدون مناقشة.

ن-كثير من علماء الكلام الكبار أقروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز ورجعوا إلى الفطرة الأولى لما علموا من علم الكلام.

ي- قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية : وأكثر من يخاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله.

قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا ) اهـ.

4- طريق النجاة:

أ- لزوم سبيل ( أهلِ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ .

قال تعالى :{ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } .

ب- مطالعة الكتب المؤلفة في منهج السلف كسير أعلام النبلاء وغيرها حتى نعرف طريقهم ونسلك هذا المنهج القويم .

  #305  
قديم 13 رجب 1433هـ/2-06-2012م, 08:57 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى

مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى

مما ينبغي لطالب العلم لُزُوم خَشيةِ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ فإنَّ خيرَ الْبَرِيَّةِ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى، وما يَخشاهُ إلا عالِمٌ، إِذَنْ فخيرُ البَرِيَّةِ هو العالِمُ.

1- خشية الله: هي الخوف المبني على العلم والتعظيم فالإنسان إذا علم الله عز وجل حق العلم وعرفه حق المعرفة فلا بد أن يقوم في قلبه خشية الله
ولهذا قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }.
قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى ).

2- الفرق بين الخشية والخوف : قال العلماء : والفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تكون من عظم المخشي والخوف من ضعف الخائف
وإن لم يكن المخوف عظيما فالحاصل أن الخشية أعظم من الخوف ولكن قد يقال خَفِ الله { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } وهذا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس .

3- خشية الله من أسباب العمل بالعلم وثمرة له :

أ- العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا ولا يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ .
قال عليُّ بنَ أبي طالبٍ رضي الله عنه : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ .
وهذا اللفظُ بنَحوِه مَرْوِيٌّ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .

ب- وجوب العمل بالعلم لأنّ :

- من أول تسعر بهم النار يوم القيامة قال الناظم :
وعالم بعلمه لم يعملن = معذب من قبل عباد الوثن.

- عدم العمل بالعلم يورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه } بعدها ؟ { ونسوا حظا مما ذكروا به } وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي.

- عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدى قال الله تعالى: { والذين اهتدوا زادهم هدى } ويزيده تقوى ولهذا قال: { وآتاهم تقواهم }.

- العمل بالعلم يورث الإنسان علم ما لم يعلم .

  #306  
قديم 13 رجب 1433هـ/2-06-2012م, 09:51 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي دوامُ الْمُراقَبَةِ

دوامُ الْمُراقَبَةِ

1- فمن المهم دوام المراقبة لله وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائما يعبد الله كأنه يراه يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يتوضأ ويقول من توضأ نحو وضوئي هذا كمال المراقبة.

2- مسألة: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء أو يغلب جانب أحدهما على الآخر؟

- الإمام أحمد رحمه الله يقول : ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه.

- قول آخر: عند الهم بالطاعة يُغلَّب جانب الرجاء إنك إذا فعلتها قبل الله منك ورفعك بها درجات وعند الهم بالمعصية يُغلَّب جانب الخوف حتى لا تقع فيها.

- قول آخر: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء لأنالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه )) ولأنه إذا غلَّب في حال المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوت من رحمة الله في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم: إن الشباب والفراغ والجدة = مفسدة للمرء أي مفسدة

- الراجح : والذي أرى أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال وأن أقرب الأقوال في ذلك أنه إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيء فليغلب جانب الخوف هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة.

- الرجاء وإحسان الظن بالله لابد أن يكون مع إحسان العمل : يعني إنسان مثلا يعصي الله دائما وأبدا ويقول رحمه الله واسعة هذا غلط لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبب ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن.

فائدة :
قال ابن القيم رحمه الله
:وأما الأماني فإنها رؤوس أموال المفاليس أخرجوها في قالب الرجاء وتلك أمانيهم وهي تصدر من قلب تزاحمت عليه وساوس النفس فاظلم من دخانها فهو يستعمل قلبه في شهواتها وكلما فعل ذلك منته حسن العاقبة والنجاة وإحالته على العفو والمغفرة والفضل وأن الكريم لا يستوفي حقه ولا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة ويسمي ذلك رجاء وإنما هو وسواس وأماني باطلة تقذف بها النفس إلى القلب الجاهل فيستريح إليهاقال تعالى:{ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} فإذا ترك العبد ولاية الحق ونصرته ترك الله ولايته ونصرته ولم يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا وإذا ترك ولايته ونصرته تولته نفسه والشيطان فصارا وليين له ووكل نفسه فصار انتصاره لها بدلا من نصرة الله ورسوله فاستبدل بولاية الله ولاية نفسه وشيطانه وبنصرته نصرة نفسه هواه فلم يدع للرجاء موضعا فإذا قالت لك النفس أنا في مقام الرجاء فطالبها بالبرهان وقل هذه أمنية فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين فالكيس يعمل أعمال البر على الطمع والرجاء والأحمق العاجز يعطل أعمال البر ويتكل على الأماني التي يسميها رجاء والله الموفق

  #307  
قديم 13 رجب 1433هـ/2-06-2012م, 11:33 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ

خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ

أ- ينبغي على طالب العلم أن يتحلى :

1- بالعفة:
لأن المقام يقتضي هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم .

2- بالحلم: فلا يعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد.

3- بالصبر: على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه فليصبر وليحتسب.

4- التواضع للحق وكذلك للخلق: يتواضع للحق بمعنى أنه متى بان له الحق خضع له، ولم يبغ بدله، وكذلك للخلق فكم من طالب فتح على معلمه أبوابا ليست على بال منه ولا تحقرن شيئا.

5- تحمل ذل التعلم لعزة العلم . هذا يعني : أنك لو أذللت نفسك للتعلم فإنما تطلب عزها بالعلم.

ب- الحذَرْ من نَواقِضَ هذه الآدابِ: فإنَّها مع الإثْمِ تُقيمُ على نَفْسِكَ شاهدًا على أنَّ في العَقْلِ عِلَّةً ، وعلى حِرمانٍ من العلْمِ والعملِ به.

1- ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء كان في مشيته أو في تعامله مع الناس وألا يكثر من القهقهة التي تميت القلب وتذهب الوقار.

2- الحذر من الخيلاء :

- سبب الخيلاء:يحصل للإنسان في كل نعمة أنعم الله بها على العبد ربما يحصل عنده خيلاء مثل:طالب العلم - كثير المال - سديد الرأي .

- الخيلاء هي الإعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن كما جاء في الحديث (( من جر ثوابه خيلاء )
).

- الخيلاءكبرياء و نفاق لأن الإنسان يظهر بمظهر أكبر من حجمه الحقيقي وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص الناصح وهو ليس كذلك.

- الإعجاب يكون بالقلب فقط فإن ظهرت آثاره على الجوارح فهو خيلاء .

ومن دقيقِه ما أَسنَدَه الذهبيُّ في تَرجمةِ عمرِو بنِ الأسودِ العَنْسِيِّ الْمُتَوَفَّى في خِلافةِ عبدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوانَ رَحِمَه اللهُ تعالى : أنه كان إذا خَرَجَ من المسجدِ قَبَضَ بيمينِه على شِمالِه فُسِئَل عن ذلك ؟ فقال : مَخافةَ أن تُنافِقَ يَدِي
قلتُ : يُمْسِكُها خَوفًا من أن يَخْطُرَ بيدِه في مِشيتِه ، فإنَّ ذلك من الْخُيلاءِ. اهـ .


3- الحذر من داء الجبابرة وهو الكبر وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس))
وبطر الحق: هو ردُّ الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم وازدرائهم.

علامات الكبرياء :

- التطاول على معلمك: التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالأفعال، قد يمشي مع معلمه وهو يتبختر، ويقول فعلت وفعلت.

- استنكافك عمن يفيدك من علومه كبرياء: وهذا أيضاً يقع لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم يستنكف ولا يقبل.

- التقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان، نسأل الله العافية .

  #308  
قديم 14 رجب 1433هـ/3-06-2012م, 12:44 AM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي القناعةُ والزَّهادةُ

القناعةُ والزَّهادةُ

1- التحلي بالقناعة يعني أن يقتنع بما أتاه الله عزوجل ولايطلب أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين هذا خطأ بل عليك بالقناعة فإنها خير زاد للمسلم

2- الزهد أعلى مقاماً من الورع لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة.

3- الفرق الذي بينهما المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع فالورِع لا يتحاشاها والزاهد يتحاشاها ويتركها لأنه لا يريد إلا ما ينفعه في الآخرة.

4- ويُؤْثَرُ عن الإمامِ الشافعيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى :( لو أَوْصَى إنسانٌ لأَعْقَلِ الناسِ صُرِفَ إلى الزهَّادِ )
معنى كلام الشافعي:
لو قال أحد في الوصية : أوصيت لأعقل الناس لصرف إلى الزهاد لأن الزهاد هم أعقل الناس حيث تجنبوا ما لا ينفعهم في الآخرة.
وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العرف فإذا كان أعقل الناس في عرفنا هم الزهاد صرف لهم وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صرف إليهم .


5- وعن مُحَمَّدِ بنِ الحسَنِ الشيبانيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى لَمَّا قِيلَ له : أَلَا تُصَنِّفُ كتابًا في الزهْدِ ؟ قال : ( قد صَنَّفْتُ كِتابًا في البُيوعِ ) .
يعني: (الزاهدُ مَن يَتَحَرَّزُ عن الشُّبُهاتِ والمكروهاتِ في التجاراتِ وكذلك في سائرِ الْمُعاملاتِ والْحِرَفِ) اهـ .

6- وقد كان شيخُنا مُحَمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ الْمُتَوَفَّى في السابع عشر من شهر ذي الحجة عام 1393هـ رَحِمَه اللهُ تعالى متَقَلِّلًا من الدنيا وقد شاهَدْتُه لا يَعرِفُ فِئاتِ العُملةِ الوَرَقِيَّةِ وقد شافَهَنِي بقولِه :
( لقد جِئْتُ من البلادِ – شِنقيطَ – ومعي كَنْزٌ قلَّ أن يُوجدَ عندَ أحدٍ وهو ( القَناعةُ )، ولو أرَدْتُ المناصِبَ لعَرَفْتُ الطريقَ إليها ولكني لا أُوثِرُ الدنيا على الآخِرةِ ولا أَبْذُلُ العلْمَ لنَيْلِ المآرِبِ الدُّنيويَّةِ ) فرَحِمَه اللهُ تَعَالَى رَحمةً واسعةً آمِينَ .

  #309  
قديم 24 رجب 1433هـ/13-06-2012م, 11:41 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
Arrow التَّحَلِّي برَوْنَقِ العِلْمِ

التَّحَلِّي برَوْنَقِ العِلْمِ

1- التَّحَلِّي بـ ( رَوْنَقِ العِلْمِ ) حُسْنِ السمْتِ ، والْهَدْيِ الصالحِ ، عن ابنِ سيرينَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ : ( كَانُوا يَتَعَلَّمُون الْهَدْيَ كما يَتَعَلَّمُون العِلْمَ )
قال الخطيبُ في ( الجامِعِ ) : ( يَجِبُ على طالبِ الحديثِ أن يَتَجَنَّبَ : اللعِبَ ، والعَبَثَ ، والتبَذُّلَ في المجالِسِ بالسُّخْفِ والضحِكِ والقَهْقَهَةِ وكثرةِ التنادُرِ وإدمانِ الْمِزاحِ والإكثارِ منه ، فإنما يُستجازُ من الْمِزاحِ بيَسيرِه ونادِرِه وطَريفِه والذي لا يَخْرُجُ عن حدِّ الأَدَبِ وطَريقةِ العلمِ ، فأمَّا متَّصِلُه وفاحِشُه وسخيفُه وما أَوْغَرَ منه الصدورَ وجَلَبَ الشرَّ فإنه مَذمومٌ وكثرةُ الْمِزاحِ والضحِكِ يَضَعُ من القدْرِ ويُزيلُ الْمُروءةَ ) اهـ .

هذا من أحسن ما قيل في آداب طالب العلم

أ- أن يتجنب اللعب والعبث , إلا ما جاءت به الشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه , لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله, وكذلك في الوقت الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة, هذا لا بأس به كذلك ،
العبث هو أن يفعل فعلا لا داعي له , أو يقول قولا لا داعي له.

ب- أن يتجنب التبذل في المجالس ، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، لا سيما عند عامة الناس فإن ذلك يذهب الهيبة من قلوب الناس، فلا يهابونك ولا يهابون العلم الذي تأتي به، أما عند أصحابك وأقرانك فالأمر أهون.

جـ- أن يتجنب ذكر الطعام والنساء في المجالس : عن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ : ( جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه)مثل أن يقول الرجل أكلت البارحة أكلا حتى ملأت البطن وما أشبه ذلك، أو يتكلم بما يتعلق بالنساء يصبح يحدث الناس بما فعل مع أهله ، فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل .

2- أن يتجنب التزين بما ليس فيه : في كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في القَضاءِ : ( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ ) .
يشمل هذا :

أ- إذا تزين الإنسان بأنه طالب علم : كلما أتته مسألة من مسائل العلم شمر عن أكمامه , وقال أنا صاحبها , هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا فرض كفاية وهذا فرض عين وهذا يشترط فيه كذا وكذا وهذا ليس له شروط وقام يفصل ويجمل ، ولكن يأتيه طالب علم صغير , ويقول أخبرني عن كذا , فإذا بالله يفضحه ويبين أنه ليس بعالم .

ب- إذا تزين الإنسان بأنه عابد : تزين بعبادة وأظهر للناس أنه عابد ، فلا بد أن يكشفه الله عز وجل لا بد أن ينكشف ، أعاذنا الله وإياكم من الرياء .
ومهما تكن عند امرئ من خليقة = وإن خالها تخفى على الناس تعلم .
ومهما يكتم الناس فالله يعلمه، وسيفضح من لا يعمل لأجله .

مسألة :


أشكل على بعض العلماء وصف النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمحدَّث , حيث قالوا أن هذا يقتضي أن عمر أفضل الصحابة, لأنه قال :((إن يكن فيكم محدثون فعمر)) .الجواب من أوجه :

أ- ما أجاب به شيخ الإسلام بن تيمية قوله :(ومع هذا فالصديق أكمل منه فإن الصديق كمل في تصديقه للنبي فلا يتلقى إلا عن النبي، والنبي معصوم، والمحدَّث كعمر يأخذ أحيانا عن قلبه ما يلهمه ويحدَّث به، لكن قلبه ليس معصوما؛ فعليه أن يعرض ما أُلقي عليه على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله، وإن خالفه رده، ولهذا قد رجع عمر عن أشياء، وكان الصحابة يناظرونه ويحتجون عليه فإذا بينت له الحجة من الكتاب والسنة رجع إليها وترك ما رآه، والصديق إنما يتلقى عن الرسول لا عن قلبه، فهو أكمل من المحدث، وليس بعد أبي بكر صديق أفضل منه، ولا بعد عمر محدَّث أفضل منه). ا.هـ

ب-من رأى تصرف أبو بكر رضي الله عنه في مواقع الشدة , يعلم أنه أقرب إلى الصواب من عمر .
ففي كتاب الصلح , الذي وقع بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقريش , وراجع عمر فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وأجابه , ثم راجع أبا بكر , فأجابه بما أجابه به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم حرفا بحرف .
وفي قتال أهل الردة , وكذلك في تنفيذ جيش أسامة بن زيد , وكذلك في تثبيت الناس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم , كل هذا يدل على أن أبا بكر أصوب رأيا من عمر .

جـ-
كثرة تلقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه أعلم الناس بحال النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة ملازمته له صيفا وشتاء ، ليلا ونهارا، سفرا وإقامة لكنه لم يتفرغ ليجلس إلى الناس ليحدثهم بما رواه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .




  #310  
قديم 29 رجب 1433هـ/18-06-2012م, 01:50 AM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي تَحَلَّ بِالْمُرُوءَةِ

تَحَلَّ بِالْمُرُوءَةِ

1- المروءة هي : فعل ما يجمله ويزينه ، واجتناب ما يدنسه ويشينه ، وإن لم يكن من العبادات ،ومن المروءة :

أ- مكارم الأخلاق
هي : أن يتخلق الإنسان بالأخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والإحسان ، فيأخذ بالحزم في موضع الحزم ، وباللين واليسر في موضع اللين واليسر.ولهذا جاء الدين الإسلامي وسطاً بين التسامح الذي تضيع به الحقوق ، وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور .

ب- طلاقة الوجه : من مكارم الأخلاق وتكون على حسب الحال، ليكن سيمتك طلاقة الوجه تجذب الناس إلى نفسك ، ويحبك الناس، ويستطيعون أن يفضوا إليك ما يخفونه من أسرارهم ،لكن إذا اقتضت الحال أن لا تطلق الوجه ، فافعل . ولهذا لا يلام الإنسان على العبوسة لوماً مطلقا ، ولا يمدح على تركها مدحا مطلقا .

جـ- إفشاء السلام :
إفشاء السلام الأصل فيه أنه عام لكل أحد من المسلمين وإن فعل المسلم منكرا،لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن -أو قال أخاه- فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) . ويكون هجر المسلم واجبا بشرطين :

- إذا
جاهر بالمعصية وكان المنكر عظيما يخشى منه أن يتفتت المجتمع الإسلامي .

- إذا نفع الهجر
وحصل به مصلحة عظيمة.

- أما غير المسلمين فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام )).
فيحرم علينا أن نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم بالسلام ، و إن سلموا نرد عليهم
نقول : عليكم السلام صراحة،لقول الله تعالى :(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .
ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما أمر أن نقول : وعليكم لأنهم يقولون السام عليكم ،كما جاء ذلك مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر قال إن اليهود أو قال أهل الكتاب يقولون السام عليكم فإذا سلموا فقولوا وعليكم .

2- اجتناب خورام المروءة :

ينبغي اجتناب خورام المروءة في الطبع أو القول أو العمل : فحاول أن تكون طباعك ملائمة للمروءة.ومن خوارم المروءة :

- العُجب :
أن يعجب الإنسان بنفسه،فإذا استنبط فائدة قال : هذه الفائدة ما شاء الله أنا استنبطتها وما يستنبطها أكبر عالم
ورأى نفسه كبيرا وانتفخ.

- الرياء :
أن يرائي الناس بأن يتكلم في العلوم أمامهم حتى يروا أنه عالم فيقال : هذا عالم .

- البطر:يغمط الآخرين ويحتقرهم ويرد الحق الذي معهم لأنه خلاف ما يرى وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء .

- الخيلاء : نتيجة العجب ، يعني يُظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم ،
كمن تزيا بزي خاص بالعلماء في بلد ما وليس بعالم.

- غِشْيَان مواطن الريب يعني : المواطن التي تكون محل الشك فيه وفي مروءته وأخلاقه . وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطهر الخلق ، قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها ، قال : إنها صفية فكيف بغيره .فالحاصل أنك لا تثق بنفسك وتقول إن الناس لن يظنوا بي شيئا ، فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة ، لكن الشيطان يلقي في قلوبهم الشر، حتى يتهموك بما أنت منه برئ .

- الأنفة من غير كبرياء
يعني : أن يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعته عند الناس لكن بدون كبرياء.

- العزة في غير الجبروت : أن يكون عزيز النفس قويا لكن من غير جبروت ، بمعنى أن لا يذل أمام خصمه ،عند المناظرة أو غير المناظرة.

- الشهامة في غير عصبية : واضحة أن يكون الإنسان شهما معتزا بنفسه لكن من غير عصبية.

- الحمية في غير جاهلية : أن يكون عند الإنسان حمية وغيرة لكن في الحق لا في الجاهلية .

ينظر للفائدة : كتاب معالم في طريق الطلب للشيخ عبد العزيز السدحان ص 167- 170

  #311  
قديم 29 رجب 1433هـ/18-06-2012م, 01:29 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي التمَتُّعُ بخِصَالِ الرجولةِ

التمَتُّعُ بخِصَالِ الرجولةِ

التمتع بخصال الرجولة : التمتع بخصال الرجولة من المروءة ، ومنها :

- الشجاعة
: الإقدام في محل الإقدام و يلزم من ذلك أن تسبق برأي وتفكير وحنكة لأن الإقدام في غير رأي تهور.

ولهذا قال المتنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان = هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس حرة = بلغت من العلياء كل أمال

- شدة البأس في الحق : بحيث يكون قويا فيه صابرا على ما يحصل من أذى أو غيره في جانب الحق.

- البذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال : و يشمل بذل المال والجاه والعلم وغيره ، أما البذل في سبيل المنكر فهو منكر ، والبذل فيما ليس بمعروف ولا منكر قد يكون من إضاعة الوقت أو من إضاعة المال .



  #312  
قديم 29 رجب 1433هـ/18-06-2012م, 09:17 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي هَجْرُ التَّرَفُّهِ

هَجْرُ التَّرَفُّهِ

أ- لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ ) فإنَّ ( البَذاذةَ من الإيمانِ ) ، هذه النصيحة تقال لطالب العلم ولغير طالب العلم:


- لأن الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقد كان ينهى عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا.


- الإنسان الذي يعتاد الرفاهية قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية ، فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك أنه ضرر عليه كبير .


- ولأنّ البَذاذةَ من الإيمانِ
:ومعنى ذلك أنّ عدم التنعم والترفه من الإيمان.


- ش
رح وَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه : ( وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا ....


العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية . فإن وردت في مطلوب فهي إغراء ، وإن وردت في محذور فهي تحذير.وهذه الجمله تحذيرية.


وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ المعنى :أحذركم مع التنعم يعني أن تكونوا مع التنعم , التنعم باللباس وبالبدن وكل شيء، والمراد بذلك كثرته .لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه ، من الأمور المحمودة بلا شك .ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي ، فهو مذموم .


وزِيَّ العَجَمِ: سواء كان ذلك في الحلية كشكل الشعر شعر الرأس أو اللحيةأو كان باللباس ، فإننا منهيون عن زي العجم ، و المراد بالعجم كل ما سوى العرب ، لكن المسلم من العجم التحق بالعرب حكما لا نسبا ، لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا، صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


تَمَعْدَدُوا: معد بن عدنان هذا أعلى أجداد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد عدنانفكأنه يقول: اتركوا زي العجم وعليكم بزي العرب (معد بن عدنان).


اخشوشنوا : الخشونة ضد الليونة والتنعم .وكل هذه وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه ، لو أن الناس عملوا بها ، لكان في هذا خير كثير .


ب- طالب العلم واللباس:

1- الأصل في لباس طالب العلم : أن يأخُذَ من اللِّباسِ ما يَزينُه ولا يَشينُه لأن :

- الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ.


- الناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك
لأنَّ كيفِيَّةَ اللُّبْسِ تُعْطِي للناظِرِ تَصنيفَ اللابسِ من : الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو التصابِي وحُبِّ الظهورِ
فاللباس يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق لأن كل إنسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس، كما أنه يزنه بالنسبة لحركاته وكلامه وأقواله ، وخفته ورزانته.

- فإذا تلاقَى مَلْبَسُك وكيفيَّةُ لُبْسِك بما يَل
تَقِي مع شَرَفِ ما تَحْمِلُه من العِلْمِ الشرعيِّ كان أَدْعَى لتعظيمِك والانتفاعِ بعلْمِك ، بل بِحُسْنِ نِيَّتِك يكونُ قُرْبَةً إنه وسيلةٌ إلى هِدايةِ الْخَلْقِ للحَقّ
.

- فلا يَجْعَلْ طالب العلم نفسه مَقالًا لقائلٍ ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ فالإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه ولا يأتي بما يكون هزءا في حقه ، لأنه مأمور بأن يدفع الغيبة عن نفسه ((رحم الله امرءا كف الغيبة عن نفسه))

- ففي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أَحَبُّ إليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ ) . أي : ليَعْظُمَ في نفوسِ الناسِ فيَعْظُمَ في نفوسِهم ما لَدَيْهِ من الْحَقِّ فالتجمل في اللباس مما يحبه الله عز وجل .

2- ومما ينبغي الحذرمنه :


- الحذر من التأنق في اللباس وإن كان مباحا : فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس وعليه فازْوَرَّ عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ الأَوْهَامِ ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانكَ.
وكما قال شيخ الإسلام أيضا كلام مهم: الناس كأسرابِ الْقَطَا ، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ . وهذا صحيح ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتقاطرون عليه فما تلبث أن يسع الناس كلهم .

- الحذرمن لباس التصابي : بأن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان ، من رقيق الثياب وما أشبه ذلك من الأمور التي لا ينبغي للإنسان أن يمارسها .

- الحذر من اللباس الإفرنجي : فإن حكمه التحريم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم)) .
والمراد المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم ، وأما ما كان شائعا بين الناس ، من الإفرنج وغير الإفرنج ، فهذا لا يكون من التشبه ، لكن قد يحرم من جهة أخرى مثل أن يكون حريرا بالنسبة للرجال ، أو قصيرا بالنسبة للنساء أو ما أشبه ذلك .

- الحذرمن اللباس المشوه : كما يفعله بعض الناس ، إظهارا للزهد . تجد ثوبه يشق ويتسخ يقول: دعه، ما يهتم به يقول لا يهم أنا مآلي للتراب والأرض تأكل الكفن وتوسخ الجسد ، الإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه.


  #313  
قديم 29 رجب 1433هـ/18-06-2012م, 09:42 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ

الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ

أ- اللغو نوعان:

- لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة،
فلا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة.

- لغو فيه مضرة فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم ، ولا شك أن المجالس التي تشتمل على المحرم لا يجوز للإنسان أن يجلس فيها لأن الله تعالى يقول: { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم }

ومن جلس مجلسا فيه منكر
وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر ، و له في ذلك حالتان :

- إن استقامت الحال فهذا المطلوب.

- وإن لم تستقم وأصروا على منكرهم فالواجب أن ينصرف خلافا لما يتوهمه بعض العامة يقول: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( فإن لم يستطع فبقلبه )) وأنا كاره لهذا المنكر في قلبي وهو جالس مع أهله فيقال له: لو كنت كارها له حقًا ما جلست معهم لأن الإنسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا إذا كان مكرها، أما شيء تكرهه وتجلس باختيارك فإن دعواك كراهته ليست بصحيحة.

ب- الجلوس في مجالس المنكر له جناياتان:

- جناية على نفسه ، يعني لو رأينا طالب علم يجلس مجالس اللهو واللغو والمنكر فجنايته على نفسه واضحة وعظيمة.

- جناية على العلم وأهله :فالناس يقولون: هؤلاء طلبة العلم، هؤلاء العلماء، هذا نتيجة العلم، وما أشبه ذلك فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره.

  #314  
قديم 30 رجب 1433هـ/19-06-2012م, 11:41 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ إلى التأمُّلُ

الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ

من أَدَب الطَّلَبِ التَّصَوُّن من اللَّغط والْهَيْشَاتِ يعني بذلك هيشات الأسواق كما جاء في الحديث التحذير منها لأنها تشتمل على لغط وسب وشتم.

التحَلِّي بالرِّفْقِ

1- من أهم الأخلاق لطالب العلم سواء أكان طالبا أم معلما الرفق كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء وإلا شانه)).

2- الرفق المطلوب أن يكون الإنسان رفيقا من غير ضعف أما أن يكون رفيقا يمتهن ولا يأخذ بقوله ولا يهتم به فهذا خلاف الحزم لكن يكون رفيقا في مواضع الرفق وعنيفا في مواضع العنف ولا أحد أرحم من الخلق من الله عز وجل ومع ذلك يقول الله تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
لو أن الإنسان عامل ابنه بالرفق في كل شيء حتى فيما ينبغي فيه الحزم ما استطاع أن يربيه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر )) ، ولكل مقام مقال .

3- إذا دار الأمر بين الرفق أو العنف فالأفضل الرفق، فإن تعين العنف صار هو الحكمة .

4-
ومن الرفق اجتناب الكلمة الجافية والفعلة الجافية ، فإنّ الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة، ولهذا قال الله تعالى لموسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} .

التأمُّلُ

ال
تأمُّل ويراد به التأنّي ويكون في :

1- التأني
عند الجواب ، ولا تتعجل إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك وبحسب ما تقتضيه الحال ولهذا يقولون: لا تضع قدمك إلا حيث علمت السلامة يعني : الإنسان يخطو ويمشي لا يضع قدمه حتى يعرف أين يضع قدمه ، ولهذا قال الشاعر الناظم :

قد يدرك المتأني بعض حاجته = وقد يكون مع المستعجل الزلل
وربما فات قوم جل أمرهم = مع التأني وكان الرأى لو عجلوا

2- إذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر أو أتعجل فالأفضل التأني لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لن ترد لكن ما دمت لم تقل ولم تفعل فأنت حر تملك، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت )).

3- التحرز في العبارة والأداء
دون أن تشق على نفسك ، أو تدعي أنك حاذق : لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليك بل تحرز إما بقيود تضيفها إلى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه إلى العموم وإما بشرط تقول إن كان كذا أو ما أشبه ذلك .

4- التَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ فتَختارُ القالَبَ المناسِبَ للمعنى الْمُرادِ يعني : إذا كنت تذاكر غيرك في شيء وتناظره فاختر القالب المناسب للمعنى المراد.

5- التَأَمَّلْ عندَ سؤالِ السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ وكذلك أيضا في الجواب وهو أهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل: ماذا يريد ؟ أريد كذا وكذا فيتبين الأمر لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل إنسان يفسر هذا الكلام بما يريد وبما يناسبه.



  #315  
قديم 1 شعبان 1433هـ/20-06-2012م, 04:22 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ

الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ

1- الثبات في طلب العلم معناه الصبر والمصابرة عى طلب العلم ويشمل أمرين :

أ- فلا يأخذ طالب العلم من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك،
و هذا هو الذي يضر الطالب و يقطع عليه الأيام بلا فائدة ، وهذا الطالب في الغالب لا يحصل علما، ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصولا.

مثال : تجد طالب العلم مرة في الآجرومية ومرة في متن القطر ومرة في الألفية، في المصطلح: مرة في النخبة، ومرة في ألفية العراقي،وهكذا .

ب- الثبات بالنسبة للشيوخ أيضا الذين تتلقى عنهم لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ كل شهر عند شيخ قرر أولا من ستتلقى العلم عنده، ثم إذا قررت ذلك فاثبت في الطلب عند ذلك الشيخ ، ولا فرق بين أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه وشيخا آخر في النحو وتستمر معه في النحو وشيخا آخر في العقيدة والتوحيد، وتستمر معه، المهم أن تستمر لا أن تتذوق وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة وجلس عندها سبعة أيام طلقها وذهب يطلب أخرى، هذا يبقى طول دهره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل له أولاد في الغالب.

2- التَّثَبُّت :هذا أهم ما يكون من الآداب لطالب العلم .

ويكون على ثلاث مراحل :

أ- التثبت فيما ينقل من الأخبار
أولا هل صحت عمن نقلت إليه أو لا .

ب- التثبت فيما يصدر منك من الأحكام .

جـ-ثم إذا صح الخبر فلا تحكم، فربما يكون الخبر الذي سمعته يكون مبنيا على أصل تجهله أنت فتحكم بأنه خطا والواقع أنه ليس بخطأ.

- علاج هذا الأمر : أن تتصل بمن نسب إليه الخبر وتقول نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح ثم تناقشه فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لا تدري ما سبب هذا المنقول، ويقال: إذا علم السبب بطل العجب.


- سبب التثبت : التثبت فيما ينقل عن الغير أمر مهم لأن الناقلين تارة تكون لهم إرادات سيئة ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه قصدا وعمدا وتارة لا يكون عندهم إرادات سيئة لكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به.



  #316  
قديم 2 شعبان 1433هـ/21-06-2012م, 04:17 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي

كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي

كيفيَّةُ الطلَبِ ومَراتِبُه

أ- من لم يتقن الأصول حرم الوصول : وقيل بعبارة أخرى: من فاته الأصول حرم الوصول، لأن الأصول هي العلم والمسائل فروع، كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك.

الأصول هي : القواعد والضوابط ، تبني على أصول من الكتاب والسنة وتبني على قواعد وضوابط مأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة ترجع إليها أحكام الكتاب والسنة.
مثلاً : (المشقة تجلب التيسير) هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة، من الكتاب من قوله تعالى :
{ وما جعل عليكم في الدين من حرج } من السنة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمران ابن حصين: ((صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب )).

هذا أصل لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل.

ب- من رام العلم جملة ذهب عنه جملة : إذا أراد الإنسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا، لا بد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا كسلم تصعد إليه من الأرض إلى السقف فالعلم يحتاج مرونة وصبر وثبات وتدرج .

جـ- التحام العلم في السمع مضلة الفهم :
الإنسان إذا ملأ سمعه مما يسمع أو ملأ بصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه
فيضل فهمه .

د- التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ : اختيار المشايخ ذوي الإتقان وأيضا نضيف إلى الإتقان وصف آخر وهو الأمانة، لأن الإتقان قوة والقوة لابد فيها من أمانة {إن خير من استأجرت القوي الأمين} ربما يكون العالم عنده إتقان وعنده سعة علم وعنده قدرة على التقريب وعلى التقسيم وعلى كل شيء لكن ليس عنده أمانة فربما أضلك من حيث لا تشعر.

و لأنّ الأخذ عن الشيوخ فيه ثلاث فوائد عظيمة :

الفائدة الأولى : قصر المدة.

والفائدة الثانية : قلة التكلف.

والفائدة الثالثة : أن ذلك أحرى بالصواب؛ لأن هذا الشيخ قد علم وتعلم ورجح وفهم فيعطيك الشيء ناضجا و يمرنك على المراجعة والمطالعة.


ضرر التحصيل الذاتي : لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي يعني أن تقرأ الكتب فقط دون أن يكون لك شيخ معتمد ولهذا قيل: (من دليله كتابه خطؤه أكثر من صوابه) أو: (غلب خطأه صوابه).

أَخْذُ الطلَبِ بالتدَرُّجِ : الدليل قولُ الله تعالى :{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } .
قوله: { لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً }.
المعروف أن نزل لما ينزل شيئا فشيئا، وأن أنزل لما نزل جملة واحدة ، فقال الذين كفروا: (لولا نزل) ولم يقولوا (لولا أنزل) علينا القرآن جملة واحدة باعتبار أنّ واقع القرآن أنه منزل شيئا فشيئا.

فأمامَك أمورٌ لا بُدَّ من مُراعاتِها في كلِّ فنٍّ تَطْلُبُه :

أولا : حفظ مختصر فيه :

مثلا : إذا كنت تطلب النحو فاحفظ مختصرا فيه إن كنت مبتدأ فلا أرى أحسن من متن الآجرومية لأنه واضح وجامع وحاصر وفيه بركة، ثم متن الألفية ألفية ابن مالك لأنها خلاصة علم النحو كما قال هو نفسه:


أحصى من الكافية الخلاصة = كما اقتضى فنا بلا خصاصة

ثانيا : ضبطه
وشرحه على شيخ متقن :

أ- لأن المقصود ضبطه وتحقيق ألفاظه.

ب- شرح هذا المتن على شيخ متقن و يجب أن يضاف إلى الإتقان صفة أخرى وهي الأمانة لأن هذه من أهم ما يكون وأنتم تعلمون أن ذكر القوة والأمانة في القرآن متعدد لأن عليهما مدار العمل فقدقال العفريت من الجن
{ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } وقالت
ابنة صاحب مدين : { يا أبت استئجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } وقال الله تعالى في وصف جبريل: {ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين}

الثالث : عدم الاشتغال بالمطولات: وهذه مهمة جدا لطالب العلم أن يبدأ بإتقان المختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنه ثم إذا من الله عليه فليشتغل بالمطولات ولهذا قال: عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصل ذلك العلم .

الرابع : لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب فهذا من باب الضجر: وهذه آفة عظيمة تقطع على الطالب طلبه وتضيع عليه أوقاته، كل يوم له كتاب بل كل ساعة له كتاب ، فإذا عزمت على أن يكون قرارك الكتاب الفلاني فاستمر في قراءته ، فإذا كان هناك موجب كما لو لم تجد أحد يدرسك في هذا المختصر ورأيت شيخا موثوقا في إتقانه وأمانته يدرس مختصر آخر فهذا ممكن لا حرج عليك أن تنتقل من هذا إلى هذا.

خامسا : اقتناص الفوائد والضوابط العلمية : هذا أيضا من أهم ما يكون لطالب العلم

أ- الحرص على اقتناص الفوائد وضبطها بالكتابة :
التي لا تكاد تطرأ على الذهن،
والتي يندر ذكرها والتعرض لها،
و التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، لا تقل هذا أمر معلوم عندي ولا حاجة أن أقيده أنا إن شاء الله ما أنساه فإنك سرعان ما تنسى.

ب- الحرص على الاهتمام بالضوابط ومن الضوابط ما يذكره الفقهاء تعليلا للأحكام فإن كل التعليلات للأحكام الفقهية تعتبر ضوابط لأنها تنبني عليها الأحكام.
مثلا :
إذا شك في طهارة الماء من نجاسته فإنه يبني على اليقين هذه على كل حال تعتبر حكما وتعتبر ضابطا أيضا ، فإذا ما شك في نجاسة طاهر فهو طاهر، أو في طهارة نجس فهو نجس لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان.

سادسا: جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه ، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ .ثلاثة أمور

أ- أن يجمع الإنسان نفسه للطلب فلا يشتتها يمينا ويسارا يوما يطلب العلم ثم يوم يفكر يقول أفتح مكتبة وهكذا.

ب- أن يجمع نفسه على الترقي فيه فكر فيما وصل إليه علمك من المسائل والدلائل حتى تترقى شيئا فشيئا واستعن بمن تثق به من زملائك.

جـ- الإنسان يكون عنده شغف شديد تتحرق نفسه لينال ما فوق المنزلة التي هو فيها حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ.


مسْأَلةُ الْخَلْط في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَر لِطَالِبِ العِلْم :

- الْخَلْط في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَر؛ فهذا يَختلِفُ باختلافِ المتعلِّمينَ في الفَهْمِ والنشاطِ ، فالناس يختلفون في الفهم والاستعداد فقد يكون سهلا على المرء أن يجمع بين علمين وقد يكون من الصعب أن يجمع بين علمين ،كل إنسان طبيب نفسه فإذا رأى من نفسه قدرة وقوة فلا بأس أن يجمع بين علمين.

- تقديم تعليم العربية على القرآن يكون مسلما به بالنسبة لمن لا ينطق العربية وذلك لأنه لا يمكن أن يعرف القرآن إلا إذا تعلم العربية .

- من كان عربيا فليس من المُسَلَّم أن نقول تعلم العربية بمعنى: لابد للعربي من تقديم
القرآن على الشعر والحساب.

- ذِكْرَ الْمُختصراتِ فالْمُطَوَّلَاتِ التي يُؤَسَّسُ عليه الطلَبُ والتلَقِّي لدى المشايخِ تَختَلِفُ غالبًا من قُطْرٍ إلى قُطْرٍ باختلافِ الْمَذاهِبِ وما نَشأَ عليه عُلماءُ ذلك الْقُطْرِ من إتقانِ هذا المختَصَرِ والتمَرُّسِ فيه دونَ غيرِه.
مثلا : قد يكون الإنسان في بلد ينتحلون مذهب الشافعي ستجد العلماء يدرسون أو يبنون أصول تدريسهم على كتب الشافعي، في بلد ينهج فيه أهله مذهب الإمام أحمد تجد العلماء يدرسون كتب هذا المذهب وهلم جرا .

- الحالُ هنا تَختلِفُ من طالبٍ إلى آخَرَ باختلافِ القرائحِ والفهومِ وقُوَّةِ الاستعدادِ وضَعْفِه ، وبُرودةِ الذِّهْنِ وتَوَقُّدِه،
وكذلك كثرة المشاغل وقلتها.



  #317  
قديم 3 شعبان 1433هـ/22-06-2012م, 11:33 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي مراحل الطلب مع برنامج لطالب العلم من الحلية

مراحل الطلب

- التركيز على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله غالب المتأخرين يركزون عليهما ، وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يحثنا على قراءتهما ، لأن فيهما من التحقيق والتحرير والتقعيد ما لا يوجد في غيرهما. وتحس وأنت تقرأ بأن كلامهما ينبع من القلب ، ولهذا يؤثر في زيادة الإيمان .وأما تمثيله بتاريخ ابن جرير وابن كثير ، فهذا أيضا عند المراجعة لا بأس ، أما كون الإنسان يجعله قراءة يقرؤها فهذا طويل ربما يقطع عليه وقتا كثيرا .

- قراءة كتب أئمة الدعوة ، المراد بهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وبنوه وأحفاده ، ومن تتلمذ عليهم .

- الاعتماد على هذه المتون الأصيلة لا على المذكرات ، لأن المذكرات قد يكون واضعها ممن لا يعرف من هذا الفن إلا معرفة سطحية ، فتجده يلتمس كلمات من هذا وكلمات من هذا ، ولا يكون الكلام محررا متناسقا ، لكن هذه الكتب القديمة الأصيلة محررة متناسقة مخدومة.

- الإعتماد على الحفظ هو الأصل ، علم بلا حفظ يزول ويضيع سريعًا .

ينبغي للعالم والمتعلم أن يكون خاليا من
الزَّغَلِ والشوائبِ والكَدَرِ، بل ينبغي أن يكون صافيا ، بحيث يكون المعلم يريد بذلك إيصال العلوم إلى الطلاب دون الاستعلاء عليهم أو إظهار علمه عليهم أو ما أشبه ذلك .

وينبغي للتلميذ
أن يكون واثقا مطمئنا إلى ما يقوله معلمه، لأنه إذا كان يتعلم منه يقول أنا أتعلم الآن ولكن إذا خرجت أبحث عن عالم آخر فكأنه لم يأخذ عن هذا العالم أخذ واثق .لكن إذا أخذ عن العالم أخذ مستفيد واثق ، ثم بعد ذلك إذا كبر وترعرع في العلم وصار عنده ملكة ، فلا مانع أن يخالف شيخه فيما يرى أن الصواب في خلافه .

وقالَ الحافظُ عثمانُ بنُ خُرَّزَاذَ (المتوفى سنة 282 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى : ( يَحتاجُ صاحبُ الحديثِ إلى خَمْسٍ ، فإن عُدِمَتْ واحدةٌ فهي نَقْصٌ : يَحتاجُ إلى عَقْلٍ جَيِّدٍ ، ودِينٍ ، وضَبْطٍ ، وحَذَاقَةٍ بالصِّناعةِ مع أَمانَةٍ تُعْرَفُ منه. (قلتُ: أي الذهبيُّ : ( الأمانةُ جزءٌ من الدينِ ، والضبْطُ داخلٌ في الْحِذْقِ ، فالذي يَحتاجُ إليه الحافظُ أن يكونَ تَقِيًّا ، ذَكِيًّا ، نَحْوِيًّا ، لُغَوِيًّا ،زَكِيًّا ، حَيِيًّا ، سَلَفِيًّا يَكفِيه أن يَكتُبَ بيَدَيْهِ مِئَتَي مُجَلَّدٍ، ويُحَصِّلَ من الدواوينِ الْمُعْتَبَرَةِ خَمْسَ مِئَةِ مُجَلَّدٍ وأن لايَفْتُرَ من طلَبِ العِلْمِ إلى الْمَمَاتِ بِنِيَّةٍ خالِصَةٍ ، وتوَاضُعٍ وإلافلا يَتَعَنَّ ) اهـ.

شرح كلام الذهبي رحمه الله تعالى:

- الأمانة جزء من الدين .فتدخل في العقل والدين.

- والضبط داخل في الحفظ ، حذق الشيء بمعنى فهمه وأدركه جيدا.

- يحتاج إلى أن يكون تقيا ، والتقوى هي فعل أوامر الله واجتناب نواهيه لأن به تكون الوقاية من عذاب الله.

- ذكيا يعني ليس غبيا ، بأن يكون عنده فطنة وكم من إنسان حافظ وليس بذكي ، وبعض الناس بالعكس ذكاءه متوقد لكن ليس عنده حافظة .

- نحويا لغويا : النحوي هو الذي يعتني بالإعراب والبناء وهذا يختص بأواخر الكلمات، اللغوي يدخل فيه من تعلم علم الصرف وعلم مفردات اللغة ، وعلى هذا فلا بد من مراجعة كتب النحو : كتب الصرف وكتب اللغة كالقاموس ولسان العرب وغير ذلك .

- زكيا تقيا : الزكي والتقي معناهما متقارب ، فإن ذكرا فينبغي أن يحمل التقي على من ترك المحرمات والزكي على من قام بالمأمورات .

- حييّا : لكن بشرط : أن لا يمنعه حياؤه من طلب العلم والحق ، ولهذا قال بعضهم : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر . قالت أم سليم للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (إن الله لا يستحي من الحق ، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟) قال : ((نعم إذا هي رأت الماء)).

- سلفيا : يعني يأخذ بطريقة السلف في العقيدة والأدب والعمل والمنهج وفي كل شيء لأن السلف هم صدر هذه الأمة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )).

- يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد ونعزي أنفسنا بأن المجلدات عندهم قليلة ، أي قد تكون خمسين صفحة عندهم مجلدا ، فإن كان هذا هو المراد فلعل الله أن يعيننا عليه ، وإن كان المراد بالمجلد أنه ستمائة صفحة ، فالواحد منا لو يبقى ليلا ونهارا ما أظنه يكتب مائتي مجلد .

- ويُحَصِّلَ من الدواوينِ الْمُعْتَبَرَةِ خَمْسَ مِئَةِ مُجَلَّدٍ، على كل حال هم يقولون على قدر حالهم ونقول : الله المستعان .

- طالب العلم يجب أن لا يفتر
عن طلب العلم إلى الممات ، لأنه إذا عود نفسه الفتور والكسل اعتاد ذلك ، ومن طلب العلا سهر الليالي
ويقال : أعط العلم كلك تدرك بعضه ، وأعطه بعضك يفتك كله .
العلم يحتاج إلى تعب وعناء .

- الإنسان إذا ترعرع في العلم سهل عليه أن يعلم أشياء قد لا تكون في بطون الكتب .لا سيما مع النية الخالصة وإرادة الحق والحكم بشرع الله فإن الله تعالى يهبه علما لا يطرأ على باله ،وكثيرا ما نقف عند مسألة من المسائل في الكتب في مظانها ولا نجدها، ثم إذا فكرنا في آية من كتاب الله أو في حديث من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدنا الحل ، لأن بركة القرآن والسنة لا يضاهيها أي بركة .

- التواضع هذا من أهم ما يكون ، لأن التواضع خلق من الأخلاق العظيمة التي قال الله تعالى فيها لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : { وإنك لعلى خلق عظيم } فأعظم الناس تواضعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه أشرفهم مقاما عند الله ورتبة،
، أسأل الله أن يرزقني وإياكم التواضع للحق وللخلق .

- (وإلا فلا يتعن) ، يعني لا يتعب نفسه إن لم يتصف بهذا فلا يتعب نفسه ، ولكن نقول عفا الله عنك يا ذهبي، ارجع إلى قول الله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم }ولنعامل الناس بما يمكن أن يقوموا به ، وإلا لنفر الناس ، لو قلنا للطالب يكفيك أن تكتب مائتي مجلد بيديك، هذه كفاية ، والأكمل خمسمائة أو ستمائة ، وله يكفيك أن يكون عندك من الدواوين خمسمائة مجلد ، والأكمل ألف مجلد، يعني لو قلنا للطالب هكذا لثقل عليه الطلب ، لكن نقول: يكفيك أن تكتب بيديك ما تقدر عليه بشرط أن يكون عندك حرص ونشاط في طلب العلم ، والله الموفق .


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar برنامج لطالب العلم.rar‏ (15.8 كيلوبايت, المشاهدات 32)
  #318  
قديم 4 شعبان 1433هـ/23-06-2012م, 09:35 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي تلقي العلم عن الأشياخ

تلقي العلم عن الأشياخ

- الأصلُ في الطلَبِ أن يكونَ بطريقِ التلقينِ والتلَقِّي عن الأساتيذِ وملازمة الأشياخِ .

فوائد الأخذ عن الأشياخ :

الفائدة الأولى : قصر المدة بدلا من أن يذهب طالب العلم يقلب في بطون الكتب وينظر ما هو القول الراجح ،
يعطيك الشيخ القول الراجح .

الفائدة الثانية : سرعة الإدراك والفهم ، لأن الإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يدرك ويفهم بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ في الكتب ، وربما يفهم ما كتب على وجه خطأ غير صحيح .

الفائدة الثالثة : الرابطة بين طالب العلم ومعلمه ، فيكون ارتباط بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر .

بيان أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب وضرر التحصيل من الكتب : و هذه الأضراركلُّها مُعَوِّقَةٌ عن العِلْمِ وقد استراحَ المتعلِّمُ من تَكَلُّفِها عندَ قراءتِه على الْمُعَلِّمِ ، ومنها :

- التصحيفُ العارضُ من اشتباهِ الحروفِ مع عَدَمِ اللفظِ ، وقدكانوا فيما سبق يكتبون بلا نقط فيخطئ الإنسان ، فمثلاً ربما تجد كلمة ( بز ): اشتريت بزا بصاع من تمر بدون مقابضة ، إذا لم يكن فيها نقطه ( برا ) ، ومعلوم أنك إذا اشتريت برا بتمر بدون مقابضة فالبيع غير صحيح ، فتختلف الأحكام باختلاف النقط.قالَ الصَّفَدِيُّ : ولهذا قالَ العُلماءُ : لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا مُصْحَفِيٍّ ؛ يعني : لا تَقرأ القُرآنَ على مَن قَرأَ من الْمُصْحَفِ ولا الحديثَ وغيرَه على مَن أَخَذَ ذلك من الصُّحُفِ ) اهـ ، وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما إذا كان فيها بيان , كالموجود الآن من المصاحف والحمد لله فهو واضح ما فيه إشكال ،يعني معناه أن الإنسان يلحق كلمة غير مكتوبة ظنا منه أن المعنى لا يتم إلا بها فيقرأ ما ليس مكتوبا.

- الغلَطُ بزَوَغَان البصَر يعني: يزيغ بصر الإنسان فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها لا سيما إذا كان الكتاب ليس جيدا.

- قِلَّةُ الْخِبرةِ بالإعرابِ أو فَساد الموجودِ منه وإصلاح الكتابِ فإذا قرأ مثلا: (وكلم اللهُ موسى تكليما) وهو إنسان لا يعرف الإعراب والكلمة ما شكلت، ربما يقول: (وكلم اللهَ موسى تكليما) فيختلف المعنى اختلافا عظيما.

- كتابةُ ما لا يُقْرَأُ وقِراءةُ ما لا يُكْتَبُ يريد به أن من الألفاظ ما ينطق ولا يكتب ويصعب ضبطه بالوصف ولا يمكن تحصيله إلا بالتلقي من الشيخ سماعاً ، ومثال ذلك: الروم والإشمام والإشباع والإدغام ومنها ما يكتب ولا ينطق كواو عمرو وألف واو الجماعة وغيرها.

- مَذهبُ صاحبِ الكِتابِ ربما يكون مذهبه مذهب معتزلي أو جهمي أو غيره وأنت لا تدري.

- سُقْمُ النَّسْخِ ورَداءةِ النقْلِ.

- إدماجُ القارئ مواضِعَ المقاطعِ معناه : أن الكلمة لا بد أن تقف عليها ، فيأتي القارئ ليقرأ الكتاب فيقرأها مع ما بعدها فيختلف المعنى .

- خلْطُ مَبادئِ التعليمِ
بحيث لا يميز بعضها عن بعض , بمعنى أن الكاتب قد لا يكون متقناً فيغلط هذا مع هذا , والمبتدئ لا يعرف.

- ذِكْرُ ألفاظٍ مُصْطَلَحٍ عليها في تلك الصناعةِ وهو لا يدري مثلا : تأتيك كلمة في المصطلح ( معضل، منقطع ) إذا لم يكن عنده علم أشكل عليه هذا الشيء .

- من الضرر الحاصل ما قاله الأوزاعيُّ : كان هذا العِلْمُ كَرِيمًا يَتَلقاهُ الرجالُ بينَهم فلمَّا دَخَلَت الكُتُبِ ؛ دَخَلَ فيه غيرُ أَهْلِه .

- وكذلك قيلَ : ( مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه ، خَرَجَ وَحْدَه ) أي : مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِ بلا شيخٍ ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ ، إذ العلْمُ صَنعةٌ ، وكلُّ صَنعةٍ تَحتاجُ إلى صانعٍ ، فلا بُدَّ إِذَنْ لتَعَلُّمِها من مُعَلِّمِها الحاذِقِ .هذا صحيح وقد قيل : إن من كان دليله كتاباً خطأه أكثر من صوابه .هذا فهو الغالب بلا شك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريساً ولا سيما إذا لم يكن عنده من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتماداً كاملاً على الله عزوجل ويدأب ليلا ونهارا ويحصل من العلم ما يحصل وإن لم يكن له شيخ .

- الدليلُ المادِّيُّ أن القراءة على الأشياخ أفضل من القراءة من الكتب أنك تَرَى آلافَ التراجِمِ والسِّيَرِ على اختلافِ الأزمانِ ومَرِّ الأعصارِ وتَنَوُّعِ المعارِفِ ، مشْحُونةً بتَسميةِ الشيوخِ والتلاميذِ ومُسْتَقِلٌّ من ذلك ومُسْتَكْثِرٌ .

شعر في أفضلية القراءة على الأشياخ :

ولبعضِهم :
مَن لم يُشَافِهْ عالِمًا بأصُولِهِ = فيَقِينُه في الْمُشكِلاتِ ظُنُونُ

يعني إذا وردت المشكلة وقال الحكم كذا وكذا يقيناً فهو ظن حتى يقول أنا عالم .


وكان أبو حَيَّانَ كثيرًا ما يُنْشِدُ:
يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتُبَ تَهْـدِي= أَخَـا فَهْـمٍ لإدراكِ العلـومِ
وما يَدْرِي الْجَهولُ بأنَّ فيهـا = غوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيـمِ
إذا رُمْتَ العلومَ بغيـرِ شيـخٍ = ضَلَلْتَ عن الصراطِ المستقيـمِ
وتَلْتَبِسُ الأمورُ عليـك حتـى= تصيرَ أَضَلَّ من ( تُومَا الحكيمِ

ترجيح الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله:

قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله :

وهذه المسألة حصل فيها إفراط وتفريط، والحق هو التوسط والاعتدال.

فمن غلا وأفرط لم يصحح للطالب أن يتلقى علماً إلا عن طريق السماع من الأشياخ.
ومن فرَّط وتساهل حث الطالب على التلقي من الكتب مباشرة بلا منهج علمي ولا إشراف من شيخ.

والطريقة الأولى : خطأ وتشدد وحرمان للطالب من الاستفادة من كتب أهل العلم ، وتطويل مملّ لأمد التحصيل عليه حتى تمضي عليه مدة نهمته في الطالب وهو مقتصر على السماع لا يبحث ولا يقرأ وإنما يتلقى العلم بالتلقين كالصبيان ، وينتظر فراغ الشيخ له حتى يعطيه النزر اليسير من وقته أو يجمعه مع جماعة من الطلاب فيلقي عليهم الدرس، وقد يكون لدى الشيخ من الأخطاء ما لا يتفطن له الطالب إلا بالبحث والقراءة والدراسة الجادة وعرض كلام الشيخ على كلام الشراح الآخرين والموازنة بينها حتى يحذق فهم الباب الذي يدرسه وتزول عنه الإشكالات العارضة.
والطريقة الثانية : مضيعة للطالب ومظنة للانحراف في الفهم والمنهج لأن التلقي المباشر من الكتب بلا عالم يشرف عليه ويوجهه ويجيبه على ما يشكل عليه ويرتب له درجات التعلم حتى يشتد عوده في العلم فيضبط الأصول ويفهم المسائل بالدلائل ثم ينطلق في القراءة في كتب أهل العلم انطلاق الماهر الحاذق البصير بما يأتي وما يذر. فمن ضيع الإشراف في أول طلبه لم تؤمن عليه مخاطر الانحراف والخطأ في الفهم والمنهج، ومن تشدد واقتصر على السماع فرط في علم كثير، وضيع على نفسه أوقاتاً كثيرة.


  #319  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 04:37 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي آداب الطالب مع شيخه

آداب الطالب مع شيخه

إعلم أنه لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب لتأمن من العثار والزلل ، فعليك إذن بالتحلي برعاية حرمته ، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق ومن رعاية حرمة الشيخ :

1_ أن يعتبر الطالب شيخه معلما مربيا ، معلما يلقي إليه العلم ، مربيا يلقي إليه الآداب ، والتلميذ إذا لم يثق بشيخه في هذين الأمرين فإنه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة لأن :

- الشيخ المفروض فيه أنه لن يجلس للتعليم إلا وهو يرى أنه أهل لذلك.


- ولأنّ التلميذ أيضا لم يأت إلى هذا الشيخ إلا وهو يعتقد أنه أهل.


- و لأن الطالب إذا كان ل
يس واثقا كل الثقة من هذا الشيخ الذي قرأ عليه سوف يبني علمه على شفا جرف هار ، فلذلك يضيع عليه الوقت و التحصيل.

2_ فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف و من الإحترام إلقاء السلام عليه فلا تمرّ عليه مر السحاب.

3_ اجلس جلسة المتأدب
مع شيخك يعني مثلا : لا تمد رجليك ولا يديك ولا تجلس متكئا لا سيما في مكان الطلب .

4_ لا تتحدث إلى شيخك و كأنما تتحدث مع قرينك ، تحدث إليه تحدث الابن إلى أبيه باحترام و تواضع.

5_ حسن السؤال: ومنه الإستئذان في السؤال - السؤال بهدوء ورفق كأن يقول
مثلا : أحسن الله إليك شيخنا وما أشبه ذلك.

6_ حسن الاستماع بحيث يكون قلبك وقالبك متجها إلى معلمك ، لا تكن جالسا ببدنك سائرا بقلبك في غير الدرس فيفوت عليك خير كثير.

7_ حسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب ، لا بد إذا تصفحت الكتاب يكون برفق أولا والثاني رفقا بالكتاب لئلا يتمزق.

8_ ترك التطاول أمامه و التطاول ليس أمرا محسوسا مدركا بالحس الظاهر ، لكن النفس تشعر بأن هذا السائل متطاول .

9_ ترك المماراة معه يعني مجادلة الشيخ ، الشيء الذي يمكن إيراده وهو إيراد صحيح أي : يورد ليزيل الإشكال فهذا لابأس به ، أما أن يصل إلى المماراة لا.

10_ لا ينبغي للطالب أن يتقدم بين يدي الشيخ بكلام أو مسير .

11_ إكثار الكلام عند الشيخ ، فالمجالس تختلف إذا كان مجلس علم ومجلس جد فلا تكثر الكلام ، لكن إذا كان مكان نزهة فهذا لا بأس أن يأتي أحد ويكثر الكلام ويوسع صدر الشيخ وصدر الحاضرين.

12_ مداخلة في حديث الشيخ ودرسه بكلام منك معناها أن : الشيخ يتكلم ، مستمر في كلامه فتأتي أنت و تقطع كلامه ، هذا لا يصح لا في الدرس ولا خارج الدرس لأنه من سوء الأدب.

13_ الإلحاح عليه في الجواب ، مثلا : إذا سأل الشيخ وقال له الشيخ انتظر ، أعاد قال : انتظر أعاد ، هذا غلط إذا قال : انتظر، فانتظر حتى يقول لك هو: ما سؤالك ولا تلح عليه.

14_ تجنب الإكثار من السؤال ، لأن بعض الناس يحب الإكثار من السؤال وقد يكون في غير موضوع الدرس ، لا سيما مع شهود الملأ فإن هذا يوجب لك الغرور وللشيخ الملل.

15_ لا تُنادِي شيخك باسمِه مجَرَّدًا ، أو مع لَقَبِه كقولِك : يا شيخَ فلان ! بل قلْ : يا شيخي ! أو يا شَيْخَنَا ! فلا تُسَمِّه ؛ فإنه أَرْفَعُ في الأَدَبِ ، قل: أحسن الله إليك وما أشبه ذلك ، فباب الطلب يجب أن يكون أشد في الاحترام.

16_ لا تخاطِبْ شيخك بتاءِ الخِطابِ
لأن فيه إشعار بأنك لم ترض قوله يعني مثلا لا تقول : أنت قلت كذا وكذا، قلت في الدرس الماضي كذا وكذا ، فتقول مثلا : قلنا كذا وكذا، مر علينا في كذا وكذا.

17_ لا تُنادِي شيخك من بُعْدٍ من غيرِ اضطرارٍ كأن يكون الشيخ في آخر الشارع وتقول يا فلان يا فلان ، إلا إذا كان هناك ضرورة بحيث يكون عليه خطر ، أمامه أشياء يخاف عليه منها فهنا لا بأس أن تناديه من بعيد.

- الدليل : ما ذَكَرَه اللهُ تعالى من الدَّلالةِ على الأَدَبِ مع مُعَلِّمِ الناسِ الخيرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قولِه :
{لا تجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا... } الآيةُ .

هذه الآية للعلماء في تفسيرها قولان :
القول الأول : لا تنادوه باسمه ،كما ينادي بعضكم بعضا ، فتكون دعاء مضافة إلى المفعول.
القول الثاني : لا تجعلوا دعاؤه إياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم أن تجيبوه , وأن تمتثلوا أمره وتجتنبوا نهيه , بخلاف غيره ، فتكون دعاء مضافة إلى الفاعل .
و بناء على القاعدة التفسيرية أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا منافاة بينهما فإنها تحمل على المعنيين.

- و كذلك كما لا تقول لأبيك من النسب يا فلان ، فكذلك أبوك في العلم لا تقل له يا فلان .

18_ التزامْ تَوقيرَ المجلِسِ و أن تبدي السرور من الدرس والإفادة به وأن ترتقبه بفارغ الصبر ، أما أن تتململ مرة تقلب الكتاب ومرة تخطط بالأرض و ما أشبه ذلك فهذا معناه الملل.

19_
موقف طالب العلم من خطأ شيخه و هذا مما يجب التزام الأدب فيه :

أ- لا ينبغي للإنسان أن يسقط الشيخ من عَيْنِه إذا بدا له خطأٌ أو وَهْمٌ منه ، فإنه سَبَبٌ لحِرْمَانِكَ من عِلْمِه ، أما لو كان كثير الخطأ ، كل ما يتكلم به خطأ فهنا لا ينبغي أن يكون شيخا ، هذا ينبغي أن يكون متعلما قبل أن يكون معلما.

ب- لا يجوز لك أن تسكت على خطأ شيخك لأن هذا ضرر عليك وعليه ، فإنك إذا نبهته على الخطأ وانتبه أصلح الخطأ .كذلك الوهم قد يتوهم ، قد يسبق لسانه إلى كلمة لا يريدها فلا بد من التنبيه.

ج- قد تقتضي الحال أن تنبه الشيخ في الدرس ، إذا كان يسجل للشيخ فإذا لم يصلح الخطأ في حينه نشر هذا العلم على خطأ ، أما لو كان المسألة ليس يسمع هذا الوهم أو هذا الخطأ إلا الطلاب ، فإن من الأليق أن لا تنبه الشيخ في مكان الدرس ، بل إذا خرج تلتزم الأدب معه و تمشي معه وتقول مثلا : سمعت كذا وكذا فلا أدري أوهمت أنا في السمع أم أن الشيخ أخطأ ؟.

20_ احْذَرْ أن تمارِسَ امتحانِ الشيخِ على القُدرةِ العِلمِيَّةِ والتَّحَمُّلِ مما يُضْجِرُه فبعض الناس يقصد امتحان الشيخ ، فيأتي بأسئلة معضلة ويراوغ فيها.

21_ إذا بدا لك أن تنتقل أو تتعلم من شيخ آخر علما آخر غير ما تتعلمه عند شيخك فإنه من الأدب أن تستأذن منه لأنه :

- أدعى لحرمة الشيخ و أملك لقلبه في محبتك و العطف عليك.

- قد يكون عند شيخك من العلم عن هذا الشيخ الذي تريد أن تذهب إليه ما ليس عندك فينصحك و يبين لك.

- إذا أراد الأنسان أن يسافر مثلا ويعرف من شيخه أنه يتفقد الطلاب فينبغي أن يؤذنه ، ويقول إنني سأسافر ، حتى لا ينشغل قلب الشيخ أو يتهمك بالخمول والكسل والملل وما أشبه ذلك.

22_ على طالب العلم أن يحذر من صَنيعِ الأعاجِمِ ، والطُّرُقِيَّةِ ، والْمُبتدِعَةِ الخَلَفِيَّةِ ، من الخُضوعِ الخارِجِ عن آدابِ الشرْعِ ومن ذلك :

- لحْسُ الأيدِي
لحس الأيدي أن يخرج الإنسان لسانه ويلحس اليد لكن تقبيل الأيدي لا بأس به ما لم يخرج إلى حد الإفراط والزيادة.

- الانحناءُ عندَ السلامِ هذا خلق ذميم ينهى عنه لأنه ورد النهي عن ذلك .


- تَقبيلٌ الأكتافِهذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا بكل حال مثلا : عندما يأتي الإنسان من سفر فلا بأس أن يقبل جبهته وهامته وكذلك أكتافه ، لأنه لا يضر إلا إذا اقتضى ذلك انحناءه .

- القبْضُ على اليمينِ باليمينِ والشمالِ عندَ السلامِ ؛ كحالِ تَوَدُّدِ الكِبارِ للأَطفالِهذا لا نرى فيه بأسا فإن ابن مسعود رضي الله عنه قال : علمني النبي صلى الله عليه وسلم التشهد وكفي بين كفيه .وإذا اعتاد الناس أن يفعلوا ذلك عند السلام فلا حرج لأنه ليس فيه نهي و هو من باب إظهار الشفقة والإكرام . وإن كانت المصافحة باليد مع اليد فقط.

- استعمالُ الألفاظِ الرَّخوةِ المتخاذِلَةِ : سَيِّدِي ، مَوْلاي ، ونحوِها من أَلفاظِ الخَدَمِ والعَبيدِ هذه ليس لها داعي ، والحقيقة أن الشيخ سيد بالنسبة لتلميذه لكن لا ينبغي أن يتخاذل أمامه ، حتى يقول سيدي أو يقول مولاي ولكن مع ذلك هو جائز من حيث الشرع ، إلا أنه يقال بالنسبة للعبد المملوك يقوله لسيده المالك ، كما جاء في الحديث (وليقل سيدي ومولاي).

رأسُ مالِك – أيُّها الطالِبُ – من شَيْخِكَ

الواقع أن التلقي والتلقين هو الأصل لأن التلميذ لم يأت للشيخ من أجل أن يتعلم منه الأخلاق فقط ، بل من أجل أن يتعلم العلم أولا ثم الأخلاق ثانيا ، ففي الحقيقة أن التلقي والتلقين أمر مقصود ، كما أن الاقتداء به في أخلاقه أمر مقصود أيضا .

1_ القدوةُ بصالحِ أخلاقِه وكريمِ شمائِلِه إذا كان شيخك على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فهنا اجعله قدوة لك ، لكن قد يكون الشيخ على خلاف ذلك أو عنده نقص في ذلك ، ففي مثل هذا لا تقتدي به.

2_ لا تُقَلِّدْ شيخك بصوتٍ ونَغَمَةٍ
لأن بعض الناس يملكه الحب لشيخه أو لغيره من الناس حتى يبدأ بتقليد صوته ونغمته .

3_ لا تقلد شيخك في المِشْيَةِ إلاّ إذا كانت مشية الشيخ كمشية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاقتد بها ، لا لأن الشيخ قدوتك ولكن لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك.

4_ لا تقلد شيخك في الحركة فقد تكون من بعض المعلمين حركة ممقوتة ، لكن إذا كانت حركة الشيخ تبين المراد أو تبين ما في النفس من انفعال تنشط الطالب فهذه لا بأس بها لأنك تجد فرقا بين معلم تكون له حركات تنبئ عن المعنى وعما في نفسه من إحساسات ، وبين معلم يسرد لك الحديث سردا .

5_ لا تقلد شيخك في الهيئة إلا إذا كانت هيئته حسنة ، قد يكون مثلا الشيخ لا يبالي بالهيئة الجميلة، وبالثياب الحسنة فهذا لا تقلده ، وقد يكون الشيخ مراعي المروءة في ذلك ويستعمل ما يجمله عند الناس ويزينه فهنا لا بأس أن تقلده ، فمتابعة الشيخ في أمر محمود لا يعد سقوطا .

نشاطُ الشيخِ في دَرْسِه

وفي هذا أدب للطالب وأدب للمعلم :

1- أما أدب الطالب :

أن يكون له همة وقوة في الاستماع إلى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا ، ولا يظهر للشيخ أنه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة ، أو تقليب الأوراق تارة أو ما أشبه ذلك .

2_ أما أدب المعلم :

فينبغي للمعلم أن لا يلقي العلم لا بين الطلبة ولا بين عامة الناس إلا وهم متشوقون له ، حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة فقبلته ، وأما أن يكره أو يفرض نفسه فهذا أمر لا ينبغي.

أولا : لأن الفائدة تكون قليلة.

ثانيا : ربما يقع
في قلب السامع الذي أكره على الاستماع
كراهة إما للشخص وإما لما يلقيه الشخص وكلا الأمرين مذموم ، وأمرهما أن يكره ما يلقيه الشخص .

قالَ الخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( حقُّ الفائدةِ أن لا تُسَاقَ إلا إلى مُبْتَغِيهَا ، ولا تُعْرَضَ إلا على الراغبِ فيها ، فإذا رَأَى الْمُحَدِّثُ بعضَ الفُتورِ من المستَمِعِ فليسكُتْ ، فإنَّ بعضَ الأُدباءِ قالَ : نَشاطُ القائلِ على قَدْرِ فَهْمِ الْمُسْتَمِعِ ) .

ثم ساقَ بسَنَدِه عن زيدِ بنِ وَهْبٍ قال : ( قالَ عبدُ اللهِ : حَدِّث القوْمَ ما رَمَقوكَ بأبصارِهم ، فإذا رأيتَ منهم فَترَةً فانْزِعْ ). اهـ .


  #320  
قديم 10 شعبان 1433هـ/29-06-2012م, 09:31 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة

الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة


تختلف الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة من شيخ لآخر ، بعضهم سريع وبعضهم يملي إملاءً ، وبعضهم يلقي إلقاءً ، وبعضهم لا يستحق أن يكتب ما يقول ، لكن مثل هذا لا يضيع الإنسان وقته بالجلوس إليه ، والكلام في شيخ يأتي الإنسان إليه ليستفيد.وللكتابة عن الشيخ أدب وشرط :

أدب الكتابة عن الشيخ :

لا بد أن
تستأذن من الشيخ أنك ستكتب وإذا كنت تريد أن تسجل أخبره بأنك سوف تسجل ، لأن الشيخ ربما لا يرضى أن تكتب عنه شيئاً كما يوجد في بعض المشايخ الآن لا يرضى لأحد أن يكتب عنه شيئا أو ينقل عنه بواسطة التسجيل .


شرط الكتابة عن الشيخ :

وأما الشرط فتشير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه حتى يتبين للقارئ ، لأنك لو لم تشر إلى هذا لظن القارئ أن الشيخ أملاه عليك إملاءً ، وهناك فرق بين الإملاء وبين كتابة الدرس الذي يلقيه الشيخ بدون أن يشعر أو ما يسمى بالتقرير ، لأن الإملاء سوف يكون محرراً ومنقحاً كأن الشيخ كتبه بيده ، لكن التقرير يلقي الكلام هكذا مرسلاً ربما يتداخل بعضه مع بعض وربما يقول كلمة سهواً وغير ذلك.


  #321  
قديم 4 رمضان 1433هـ/22-07-2012م, 02:18 PM
ابو ريان مروان ابو ريان مروان غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 99
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه مادتي فى التلخيص وقد اعتمدت على نفسي فى التلخيص وعلى بعض المراجع الخاص اما شرح الشيخ العثيمين فإنى اعتمدت عليه فى الحواشي فقط ( ليلعم الجميع انى قمت بعمل ملف Word وكتبت فيه التلخيص و وضعت الحواشي للشيخ العثيمين والشيخ عبد العزيز الداخل فقط ) واما ما سانقله هنا هو ما سأقوم بحفظه فقط والحواشي هى لمزيد من الفهم علما انى لن انقل الحواشي لانها موجودة اصلا اما فى الشرح واما فى اجابات شيخنا عبد العزيز الداخل

******************

افتتح الشيخ رحمه الله تعالى هذه الرسالة بحمد الله تبارك وتعالى على الصحوة الاسلامية و اليقظة العلمية التى شهدها العالم الاسلامي انذآك مما جعله ينصح اخوانه من طلبة العلم فى هذه الرسالة لتكون عونا ومرجعا لهم
وتحدث الشيخ عن مكارم الاخلاق و الاداب العامة على انها صفات اهل الاسلام عامة وليست صفات طلاب العلم خاصة كما نبه الشيخ عن حلق العلم الشرعية وبركتها
ويلتمس من هذه المقدمة قوة الشيخ فى البلاغة و المصطلحات التى يستعملها فرحمه الله رحمة واسعة


******************

ارجوا من الاخوة تنبيه ان كان هناك اخطاء او تقصير فى مادة ما

  #322  
قديم 10 رمضان 1433هـ/28-07-2012م, 04:01 PM
ابو ريان مروان ابو ريان مروان غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 99
افتراضي تلخيص حلية طالب العلم ( ابو ريان مروان ) القسم الاول



اعلم رحمك الله ان العلم عبادة ولا تتحقق العبادة الا بشرطين اثنين

ومن السنة عن امير المؤمنين ابى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراة ينكحها فهرجته الى ما هاجر اليه .رواه البخارى ومسلم
تعريف النية
لغة : القصد وهو عزم القلب على شيئ
اصطلاحا :العزم على فعل شيئ تقربا لله تعالى ومحلها القلب و التلفظ بها ليس شرطا
وتعتبر النية ميزان الاعمال الباطنة.
وعن سفيان الثوري رضى الله عنه قال: ماعالجت شيئا اشد علي من نيتي[2]
فإن فقد العلم اخلاص النية انتقل من افضل الطاعات الى احط المخالفات ولا شيء يحطم العلم مثل الرياء رياء شرك او رياء اخلاص
تعريف الرياء
لغة: استرآه اريته خلاف ما انا عليه
اصطلاحا: هو إظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها لا ابتغاءا لوجه الله بها
الفرق بين رياء الشرك ورياء الاخلاض
رياء الشرك: هو فعل الطاعة من اجل الناس
رياء الاخلاص: هو ترك الطاعة خشية الرياء

2-متابعة ومحبة الله ورسوله: فمتابعة ماجاء به النبى عليه الصلاة والسلام هى محبة لله عزوجل والدليل قوله تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ:
فطاعته فيما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر جزائهما محبة من الله المعين وغفران من رب العالمين
وتعتبر متابعة النبى صلى الله عليه وسلم ميزان الاعمال الظاهرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] قال الشيخ العثيمين رحمه الله :الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور:
1- أن تنوي بذلك امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك فقال:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}وحث سبحانه وتعالى على العلم والحث على الشيء يستلزم محبته والرضا به والأمر به.
2- أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم والحفظ في الصدور ويكون كذلك بالكتابة كتابة الكتب
3- أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما حميت الشريعة ولا دافع عنها أحد ولهذا نجد مثلا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم الذين تصدوا لأهل البدع وبينوا بطلان بدعهم نرى أنهم حصلوا على خير كثير.
4- أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة ، هذه أمور أربع كلها يتضمنها قولنا أنه يجب الإخلاص لله في طلب العلم .

[2] مثل هذا الكلام الذي يرد عن السلف يجب أن نحسن الظن به وأنهم لا يريدون بذلكمدح أنفسهم وإنما يريدون بذلك حث الناس على إخلاص النية والبعد عن الرياءوما أشبه ذلك وإلا لكان هذا تزكية للناس واضحة والله عز وجل يقول:{ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}لكن السلف رحمهم الله لعلمنا بمقامهم وإخلاصهم يجب أن نحمل ما ورد عنهم مما يحتمل هذا المعنى الفاسد أن نحمله على المعنى الصحيح.


  #323  
قديم 10 رمضان 1433هـ/28-07-2012م, 04:05 PM
ابو ريان مروان ابو ريان مروان غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 99
افتراضي لخيص حلية طالب العلم ( ابو ريان مروان ) القسم الاول

اعلم رحمك الله ان النبى صلى الله عليه وسلم هو خير من وطئت قدماه هذه الارض وان اصحابه رضى الله عنهم الذين اصطفاهم الله لصحبته هم المؤمنون بالله حق الايمان وافضل الخلق اجمعين حضروا التنزيل وعلموا اسبابه وفهموا مقاصد الرسول وادركوا مراده وعرفوا من سنته ما علمنا وجهلنا فمن تبع طريقهم وسلك مسلكهم وترك علم الكلام[1] والجدال و الخوض فيه فهو سلفي على جادة الطريق من اهل السنة والجماعة و الدليل قوله تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسائت مصيرا: فمن اتبع غير سبيلهم فهو خارج عنهم الى يوم الدين ولان طريقهم اسلم واعلم واحكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية : وأكثر من يخاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله وهذا هو الذي يخاف عليه في كل علم يخاف من الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب عز وجل وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماما ويحكم العقل ولهذا كان من قواعدهم أن ما جاء في النصوص من صفات الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أقره العقل فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع
القسم الثاني: نفاه العقل فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه
القسم الثالث: ما لم يرد العقل بنفيه ولا إثباته (قال بعهم شرط الاثبات دلاله العقل
وقال بعضهم شرط قبوله الا يرده العقل
وقال بعضهم اذا لم يثبته العقل ولم ينفه فالواجب علينا التوقف فيه


  #324  
قديم 10 رمضان 1433هـ/28-07-2012م, 04:06 PM
ابو ريان مروان ابو ريان مروان غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 99
افتراضي لخيص حلية طالب العلم ( ابو ريان مروان ) القسم الاول

قال الشيخ بكر بن عبد الله ابو زيد
العالم لا يعد عالما الا اذا كان عاملا بعلمه ولا يعمل العالم بعلمه الا اذا لزمته خشية الله

الفرق بين الخوف و الخشية و التقوى

الخوف : من ضعف الخائف وتالم النفس خوفا من العقاب
التقوى : ان يجعل العبد بينه وبين غضب الله تعالى وعذابه وقاية بإمتثال اوامره واجتناب نواهيه
الخشية : اعلى واخص من الخوف وهى حالة تحصل بالعلم عند الشعور بعظمة الخالق وهيبته

  #325  
قديم 10 رمضان 1433هـ/28-07-2012م, 04:07 PM
ابو ريان مروان ابو ريان مروان غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 99
افتراضي لخيص حلية طالب العلم ( ابو ريان مروان ) القسم الاول

دوامُ الْمُراقَبَةِ:
وهى عبادة القلوب وطريق الاحسان وهو ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك سائرا الى ربك بين الخوف و الرجاء فيغلب الانسان جانب الخوف فى حال المعصية وتغليب جانب الرجاء فى حال الطاعة مع تقديم الاسباب لذلك لا افراط ولا تفريط انما وسطية واعتدال

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجلس مذاكرة حلية طالب العلم بطريقة السؤال والجواب ريم الحربي منتدى الإعداد العلمي 351 3 ربيع الثاني 1435هـ/3-02-2014م 01:23 PM
جمع وتصنيف أعمال مذاكرة الطلاب في حلية طالب العلم ساجدة فاروق منتدى الإعداد العلمي 7 9 ذو القعدة 1431هـ/16-10-2010م 11:25 AM


الساعة الآن 03:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir