لفصلُ الخامسُ
آدابُ الطالبِ في حياتِه العِلْمِيَّةِ
اقوال في التَّحَلِّي بكِبَرِ الْهِمَّةِ :
1. مرْكَزِ السالِبِ والموجِبِ في شَخْصِك
2. الرقيبِ على جوارِحِك
3. خَيْرًا غيرَ مَجذوذٍ
4. لتَرْقَى إلى دَرجاتِ الكَمالِ
5. فيُجْرِيَ في عُروقِك دَمَ الشَّهَامةِ
6. والرَّكْضَ في مَيدانِ العِلْمِ والعَمَلِ
7. فلا يَراكَ الناسُ وَاقِفًا إلا على أبوابِ الفضائلِ ولا باسطًا يَدَيْكَ إلا لِمُهِمَّاتِ الأمورِ
8. سْلُبُ منك سَفاسِفَ الآمالِ والأعمالِ
9. ويَجْتَثُّ منك شَجرةَ الذُّلِّ والهوانِ والتمَلُّقِ والْمُداهَنَةِ فَكَبِيرُ الْهِمَّةِ ثابتُ الْجَأْشِ ، ولا تُرْهِبُهُ المواقِفُ ، وفاقِدُها جَبانٌ رِعديدٌ ، تُغْالِقُ فَمَه الفَهَاهَةُ
مثال على ان الشرع يدعو للعو في الهمه :
اباحةُ التيَمُّمِ للمُكَلَّفِ عندَ فَقْدِ الماءِ وعدَمُ إلزامِه بقَبولِ هِبَةِ ثَمَنِ الماءِ للوُضوءِ ؛ لما في ذلك من الْمِنَّةِ التي تَنالُ من الْهِمَّةِ مَنَالًا
إذا كان الإنسان عادم الماء لو وهب له الماء لم يلزمه قبوله بل يعدل إلى التيمم خوفاً من المنة مع أن الوضوء بالماء فرض للقادر عليه , ولهذا فرق الفقهاء رحمهم الله بين أن تجد من يبيعه ومن يهديه .
فقالوا :
1. من يبيعه اشتر منه وجوباً لأنه لا منة له , حيث أنك تعطيه العوض
2. .ومن أهدى عليك لا يلزمك قبوله . من أجل أن منته تقطع رقبتك ,
3. ولكن إذا كان الذي أهدى الماء لا يمن عليك به , بل يرى أنك أنت المان عليه بقبوله , أو من جرت العادة بأنه لا منة بينهم مثل الأب مع ابنه , والأخ المشفق مع أخيه وما أشبه ذلك .فهنا ترتفع العلة , وإذا ارتفعت العلة ارتفع الحكم .
أحاديث تدل على أن العناية بالمقصود قبل كل شيء وهو من علو الهمه :
عتبان بن مالك جاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بيته ليصلي في مكان يتخذه عتبان مصلى فواعده النبي عليه الصلاة والسلام فأعد لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طعاما وأخبر الجيران بذلك فخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما وصل البيت أخبره عتبان بما صنعه ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال أرني المكان الذي تريد أن أصلي فيه فأراه المكان وصلى قبل أن يأكل الطعام وقبل أن يجلس إلى القوم لأنه جاء لغرض فلا تشتغل عن الغرض الذي تريده بأشياء لا تريدها من الأصل لأن هذايضيع عليك الوقت وهو من علو الهمة.
مثال على مسلوب الهمه :
1. من تلهيه الآمال :وهي أن يتمنى الإنسان الشيء دون السعي في أسبابه
موقف المؤمن من الامال:
فإن المؤمن كيس فطن لا تلهه الآمال , بل ينظر الأعمال ويرتقب النتائج
وأما من تلهيه الآمال ويقول : إن شاء الله أقرأ هذا , أراجع هذا , الآن أستريح وبعد ذلك أراجع
أو تلهيه الآمال بما يحدث للإنسان أحياناً , يتصفح الكتاب من أجل مراجعة مسألة من المسائل ثم يمر به في الفهرس أو في الصفحات مسائل تلهيه عن المقصود الذي من أجله فتح الكتاب ليراجع وهذا يقع كثيراً , فينتهي الوقت وهو لم يراجع المسألة التي من أجلها صار يراجع هذا الكتاب أو فهرس هذا الكتاب فإياك والآمال المخيبة .
الفرق بين كبر الهمه وكبر النفس
كبر الهمة:
إن الإنسان يحفظ وقته ويعرف كيف يصرفه ولا يضيع الوقت بغير فائدة , وإذا جاءه إنسان يرى أن مجالسته فيها إهمال وإلهاء عرف كيف يتصرف .
كبر النفس :
فهو الذي يحتقر غيره ولا يرى الناس إلا ضفادع ولا يهتم وربما يصعر وجهه وهو يخاطبهم فكما قال الشيخ بكر: بينهما كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع .
متعلقات علو الهمه /
1. ان يكون من اهم همم طالب العلم ان يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمه , ويشعر أن هذه درجة هو يرتقي إليها درجة درجة حتى يصل إليها , وإذا كان كذلك فسوف يرى أنه واسطة بين الله عز وجل وبين العباد في تبليغ الشرع , هذه مرتبة ثانية , وإذا شعر بهذا الشعور فسوف يحرص غاية الحرص على اتباع ما جاء في الكتاب والسنة معرضاً عن آراء الناس , إلا أنه يستأنس بها ويستعين بها على معرفة الحق
2. ان لا تكون متشوفاً لما في أيدي الناس , لأنك إذا تشوفت ومَنَّ الناسُ عليك ملكوك؛ لأن المنة ملك للرقبة في الواقع.لو أعطاك الإنسان قرشاً لوجد أن يده أعلى من يدك كما جاء في الحديث : ( اليد العليا خير من اليد السفلى)واليد العليا هي المعطية , والسفلى هي الآخذة , لا تبسط يدك للناس ولا تمد كفك إليهم.
3. أن العناية بالمقصود قبل كل شيء وهو من علو الهمه
4. ان الشر ع يدعو الى علو الهمه بالابتعاد عن كل ما يجعل الناس يمنون عليك ولو كنت مضطرا مثل فقد الماء
ملخص :
ان علو الهمه يحقق لطالب العلم :
1. الرقي للكمال
2. الشهامه
3. الركض في ميدان العمل والعلم
4. يجعله ثابت الجاش
5. لاترهبه الموافق
6. يسلب منه سفاسف الامال والاعمال
7. يجتث منه الذل والهوان والمداهنه
مسلوب الهمه
1. جبان رعديد
2. تغلق فمه الفهاهه