اللجوءُ إلى اللهِ تعالى في الطَّلَبِ والتحصيلِ
*إن عجزنت عن فن فالجأ إلى الله,
ومر علينا في خلاف الأدباء أن أحد أئمة النحو (إذا لم يكن الكسائي) فهو مثله طلب النحو وعجز عن إدراكه في يوم من الأيام رأى نملة تُريد أن تصعد بطعم لها من الجدار
فكلما صعدت سقطت وربما كل مرة تقول: أرفع قليلاً حتى اقتحمت العقبة وتجاوزته,
فقال:إذا كانت هذه تحاول وتفشل عدة مرات ولكنها استمرت حتى انتهى أمرها,فرجع إلى علم النحو وتعلمه حتى صارمن أئمته.
*على طالب العلم إن عجز ويئس التوسل بأفعال الله وهذا جائز واللجوء إليه والفزع إلى الله والإنكسار بين يديه
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً مايقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله:
(اللهم يامعلم آدم وإبراهيم علمني ,ويامُفهم سُليمان فهمني) فيجد الفتح في ذللك
فالتوسل إلى أسماء الله بأسماءه وصفاته وأفعاله مشروع,كذلك التوسل إلى الله بذكر شكوى وأنه مفتقر إليه,والتوسل إلى الله بالإيمان به,
والتوسل إلى الله بالعمل الصالح والتوسل إلى الله بدُعاء
من يرجي استجابة دعاءه كل هذا مشروع.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأمانةُ العلميةُ
*يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية في التحمل والطلب والعمل والبلاغ والأداء
*من أهم مايكون في طالب العلم أن يكون أميناً في علمه,في نقله,في وصفه فلايزيد ولاينقص,
وإذا نقل فليكن أميناً في النقل لايزيد ولاينقص ,فالبعض يصف من الأحوال مايناسب رأيه ويحذف الباقي,
وينقل من أقوال أهل العلم بل ومن النصوص مايُوافق رأيه ويحذف الباقي.
(هذا خطأ) ولايُوثق له بخبر ولايقبل له نقل لأنه مدلس
يجب أن تتبع الدليل وأن تنقله للأمانة حتى يكونوا على بصيرة من الأمر.
*قوله:(لاتخلو الطوائف المنتمية إلى العلوم من أشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأسنى فضيلة)
لأن طلب العلم يُؤدي بأسنى فضيلة,أي:بأعلاها
(أو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة)
وإنما يطلبون العلم من أجل نصرآرائهم فتجده يبحث في بطون الكتب ليجد شيئاً يقوي به رأيه,سواء كان خطأ أم صواباً
وهذا مراء وجدال
أما من يقلب بطون الكتب من أجل أن يعرف الحق فيصل إليه فلاشك هذا هو المنصف الأمين.
ـــــــــــ
الصِّدْقُ
معنى الصدقُ:إلقاء الكلام على وجه مُطابق للواقع والإعتقاد,
نقيضة الكذب يجمعها ثلاثة:
1_ كذب المتملق:وهو مايُخالف الواقع والإعتقاد كمن يتملق لمن يعرفه فاسقاً أو مُبتدعاً فيصفه بالإستقامة
2_ كذب المُنافق:وهو مايُخالف الإعتفاد ويُطابق الواقع كالمُنافق ينطق بمايقوله أهل السنة والهداية
3_كذب الغبي:بما يُخالف الواقع ويُطابق الإعتقاد كمن يعتقد صلاح صوفي مُبتدع فيصفه بالولاية
*الصدقُ قريب من الأمانة العلمية لأن الأمانة العلمية تكون بالصدق .
*قوله:(احذر أن تمرق من الصدق إلى المعاريض فالكذب ,وأسوأ مرامي هذا المروق(الكذب في العلم) لداء مُنافسة الأقران ,وطيران السمعة في الآفاق
أن بعض الناس يتسرع في الرقي إلى العلو ويُوهم الناس به أن عنده علم واسع,وهذا لاشك غلط عظيم
*قال عبدالله بن مسعود:
(إن من العلم أن تقول لما لاتعلم لاأعلم)
ذكر بعضهم أن قول القائل:(لاأعلم) هي نصف العلم
لكن في الواقع كما قال الشيخ ابن عثيمين العلم كله,
والإنسان إذا عرف بالتحري وأنه يقول بمالايعلم (لاأعلم) وثق الناس بقوله,
وماالذي يحمل الإنسان على أن يقول مثل هذا؟!
يحمله طلب العلو,وأن يكون فائقاً على الأقران أو طلب الصيت والشهرة بحيث يُقال العلامة,الفهامة وماأشبه ذلك وهذا لاشك من مكائد الشيطان
فالواجب عليك أن تعرف قدر نفسك ,ثم إن القول في مسائل الدين أخطر مايكون لأنه قول على الله بلاعلم,
قال الله تعالى:(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ
مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف 33
*قوله:(من تطلع إلى سمعة فوق منزلته فليعلم أن في المرصاد رجالاً يحملون بصائر نافذة وأقلاماً ناقدة ,
فيزنون السمعة بالأثر,فتتم تعريتك عن ثلاث معان:
1_ فقد الثقة في القلوب
2_ ذهاب عملك وانحسار القبول
3_أن لاتصدق ولو صدقت
*إن النية في طلب العلم يجب فيها الإخلاص ,
ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(أن من طلب علماً وهو ممايبتغي به وجه الله لايُريد إلا أن ينال عرضاً من الدُنيا لم يرح رائحة الجنة,وأن من طلب العلم
ليُماري به السُفهاء أو ليجاري به العلماء فليتبوء مقعده من النار)
*الصدقُ كما قال الشيخ فرض عين لافرض كفاية.
*قال الأوزاعي:(تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم)
*قال وكيع:(هذه الصنعة لايرتفع فيها إلا صادق)
ــــــــــــــ