دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات العقيدة > شرح ثلاثة الأصول وأدلتها

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 رمضان 1432هـ/3-08-2011م, 03:08 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي رسالة في أصول الدين

هذه رسالة وجيزة للشيخ محمد بن عبد الوهاب كتبها للعامة بطلب من الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود ، وهو أول من تلقب بالإمام.
ومما يستفاد من هذه الرسالة:
- تبسيط المعلومات للمخاطبين بما يناسب أفهامهم.
- كثير من رسائل الشيخ تدور حول هذه الأصول الثلاثة بتعليمها والاحتجاج لها وكشف ما يثار من الشبهات فيها.




طلب الأمير/ عبد العزيز بن محمد بن سعود، من الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، أن يكتب رسالة موجزة في أصول الدين، فكتب هذه، وأرسلها عبد العزيز إلى جميع النواحي، وأمر الناس أن يتعلموها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . أما بعد : فاعلموا وفقكم الله لمراضيه، وجنبكم طريق معاصيه، أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة : معرفة ثلاثة أصول، والعمل بهن .
الأصل الأول: في معرفة العبد ربه.
فإذا قيل لك: أيها المسلم من ربك ؟
فقل: ربي الله الذي رباني بنعمته، وخلقني من عدم إلى وجود، والدليل قوله تعالى : {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم} [مريم:36].
أو إذا قيل لك: بأي شيء عرفت ربك ؟
فقل: بآياته ومخلوقاته ؛ فأما الدليل على آياته، فهو قوله تعالى: {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون} [فصلت:37]، وأما الدليل على مخلوقاته فهو قوله تعالى : {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام} الآية [الأعراف:54] .
وإذا قيل لك: لأي شيء خلقك الله ؟
فقل: خلقني لعبادته وطاعته، واتباع أمره، واجتناب نهيه، فدليل العبادة، قوله تعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات:56]، ودليل الطاعة، قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [النساء:59] يعني كتاب الله، وسنة نبيه .
وإذا قيل لك: أي شيء أمرك الله به ؟ وأي شيء نهاك عنه ؟
فقل: أمرني بالتوحيد، ونهاني عن الشرك، ودليل الأمر قوله تعالى : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} [النحل:90]، ودليل النهي، قوله تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء:48]، {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} [المائدة:72] .

الأصل الثاني: في معرفة دين الإسلام .
فإذا قيل لك: ما دينك ؟
فقل: ديني الإسلام ؛ وهو: الاستسلام، والإذعان، والانقياد إلى طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والدليل قوله تعالى : {إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران:19] {ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران:85] .
وهو: مبني على خمسة أركان ؛ الأول: شهادة أن لا إله الا الله، وأن محمدا رسول الله . الثاني: إقام الصلاة . الثالث: إيتاء الزكاة . الرابع: صوم رمضان . الخامس: حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا ؛ والسبيل : الزاد والراحلة.
فدليل الشهادة، قوله تعالى : {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله هو العزيز الحكيم } [آل عمران:18]،
ودليل : أن محمدا رسول الله، قوله تعالى : {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [الأحزاب:40]،
ودليل الصلاة، قوله تعالى : {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} [النساء:103]،
ودليل : الزكاة، قوله تعالى : {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}[التوبة:103]،
ودليل: الصوم، قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} [البقرة:183].
وإذا قيل لك: الصيام شهر ؟
فقل: نعم ؛ والدليل، قوله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} [البقرة:185].
وإذا قيل: لك الصيام في الليل، أو في النهار ؟
فقل: في النهار والدليل قوله تعالى : {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة:187] .
ودليل الحج، قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} .
وإذا قيل لك: ما الإيمان ؟
فقل: هو أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره كله من الله، والدليل قوله تعالى {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} [البقرة:285]، ودليل القدر، قوله تعالى : {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر:49] .
وإذا قيل لك: ما الإحسان ؟
فقل: هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه، يراك، والدليل قوله تعالى : {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل:128].
وإذا قيل لك: منكر البعث كافر ؟
فقل: نعم ؛ والدليل، قوله تعالى : {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير} [التغابن:7] .

الأصل الثالث : في معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
فإذا قيل: لك من نبيك ؟
فقل: محمد صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من كنانة، وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل، بن إبراهيم، على نبينا، وعليه أفضل الصلاة والسلام .
وإذا قيل لك: من أول الرسل ؟
فقل: أولهم نوح، وآخرهم وأفضلهم : محمد صلى الله عليه وسلم والدليل قوله تعالى : {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء:163].
وإذا قيل لك: هل بينهم رسل ؟
فقل: نعم ؛ والدليل قوله تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل:36]
وإذا قيل لك: نبينا محمد بشر ؟
فقل: نعم ؛ والدليل قوله تعالى {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} الآية [الكهف:110] .
وإذا قيل لك: كم عمره ؟
فقل: ثلاث وستون سنة، منها : أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيا رسولا، نبىء بإقرأ، وأرسل بالمدثر، وخرج على الناس، فقال: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ؛ فكذبوه، وآذوه، وطردوه وقالوا : ساحر، كذاب، فأنزل الله عليه : {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} [البقرة:23].
وبلده مكة، وولد فيها، وهاجر إلى المدينة، وبها توفي، ودفن جسمه، وبقي علمه، وهو نبي لا يُعبَد، ورسول لا يُكذَّب، بل يُطَاع، ويتبع، صلوات الله وسلامه عليه والحمد لله رب العالمين .



[الدرر السنية:1/134-139]


  #2  
قديم 4 رمضان 1432هـ/3-08-2011م, 03:17 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

وله أيضا رحمه الله تعالى :


إذا قيل لك: من ربك ؟
فقل: ربي الله
فإذا قيل لك: ايش معنى الرب ؟
فقل: المعبود، المالك، المتصرف
فإذا قيل لك: ايش أكبر ما ترى من مخلوقاته ؟
فقل: السماوات والأرض.
فإذا قيل: لك ايش تعرفه به؟
فقل: أعرفه بآياته، ومخلوقاته
وإذا قيل لك: ايش أعظم ما ترى من آياته ؟
فقل: الليل، والنهار والدليل على ذلك، قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] .
فإذا قيل لك: ايش معنى الله ؟
فقل معناه: ذو الألوهية، والعبودية على خلقه أجمعين .
فإذا قيل لك: لأي شيء الله خلقك ؟
فقل: لعبادته .
فإذا قيل لك: ايش عبادته ؟
فقل: توحيده، وطاعته .
فإذا قيل لك: ايش الدليل على ذلك ؟
فقل: قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] .
فإذا قيل لك: ايش أول ما فرض الله عليك ؟
فقل: كفر بالطاغوت، وإيمان بالله ؛ والدليل على ذلك قوله : {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256].
فإذا قيل لك: ايش العروة الوثقى ؟
فقل: لا إله إلا الله
ومعنى (لا إله): نفي. و(إلا الله): إثبات .
فإذا قيل لك: ايش أنت نافٍ ؟ وايش أنت مثبت ؟
فقل: نافٍ جميع ما يعبد من دون الله، ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له .
فإذا قيل لك: ايش الدليل على ذلك ؟
فقل: قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} هذا دليل النفي، ودليل الإثبات {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} [الزخرف: 26-27].
فإذا قيل لك: ايش الفرق: بين توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية ؟
فقل: توحيد الربوبية، فعل الرب مثل الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة ،وإنزال المطر، وإنبات النباتات، وتدبير الأمور.
وتوحيد الإلهية: فعل العبد، مثل الدعاء، الخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والرغبة، والرهبة، والنذر، والاستغاثة، وغير ذلك من أنواع العبادة .
فإذا قيل لك: ايش دينك ؟
فقل: ديني الإسلام، وأصله، وقاعدته أمران:
- الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
- والثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه وتكفير من فعله.
وهو بني على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت مع الاستطاعة .
- ودليل الشهادة، قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [آل عمران: 18].
- ودليل أن محمدا رسول الله؛ قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] .
- والدليل على إخلاص العبادة، والصلاة، والزكاة، قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
- ودليل الصوم، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
- ودليل الحج، قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97].
وأصول الإيمان ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، وباليوم الأخر، وبالقدر خيره وشره .
والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك .
فإذا قيل لك: من نبيك ؟
فقل: محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل على نبينا، وعليه أفضل الصلاة والسلام، بلده مكة، وهاجر إلى المدينة ؛ وعمره: ثلاث وستون سنة؛ منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيا رسولا، نبيء بإقرأ، وأرسل بالمدثر .
فإذا قيل لك: والناس إذا ماتوا يبعثون ؟
فقل: نعم، والدليل، قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ} [طه: 55] والذي ينكر البعث: كافر ؛ والدليل قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7] .

وقال: فان قيل: فما الجامع لعبادة الله وحده ؟
قلت: طاعته بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
فإن قيل: فما أنواع العبادة، التي لا تصلح إلا لله ؟
قلت: مِنْ أنواعها: الدعاء، والاستعانة، والاستغاثة، وذبح القربان، والنذر والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والمحبة والخشية، والرغبة والرهبة، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية .
- ودليل الدعاء، قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
وقوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} إلى قوله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14]
- ودليل الاستعانة ودليل الاستغاثة، قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال:9] .
- ودليل الذبح، قوله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام :162-163]، قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
- ودليل النذر، قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان: 7]
- ودليل الخوف، قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175]
- ودليل الرجاء، قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]
- ودليل التوكل، قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]
- ودليل الإنابة، قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر: 54]
- ودليل المحبة، قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165] .
- ودليل الخشية، قوله تعالى: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44].
- ودليل الرغبة، والرهبة، قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90]
- ودليل التأله، قوله تعالى: {وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]
- ودليل الركوع، والسجود، قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]
- ودليل الخشوع، قوله تعالى : {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} الآية [آل عمران: 199] ونحوها؛ فمن صرف شيئا من هذه الأنواع لغير الله، فقد أشرك بالله غيره .

فإن قيل: فما أجل أمر أمر الله به ؟
قيل: توحيده بالعبادة، وقد تقدم بيانه؛ وأعظم نهي نهى الله عنه، الشرك به، وهو : أن يدعو مع الله غيره، أو يقصده بغير ذلك، من أنواع العبادة؛ فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله: فقد اتخذه ربا، وإلها، وأشرك مع الله غيره، أو يقصده بغير ذلك، من أنواع العبادة . وقد تقدم من الآيات ما يدل على أن هذا هو الشرك، الذي نهى الله عنه، وأنكره على المشركين، وقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116]، وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72] وصلي الله على محمد.




[الدرر السنية:139-146]


  #3  
قديم 4 رمضان 1432هـ/3-08-2011م, 03:12 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي


جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ، واستفدت من قول الشيخ الإمام رحمه الله في قوله (إيش..) تنويع أسلوب الخطاب ومراعاة المدعويين فيه، حيث أن الشيخ الإمام/ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-قد تكلم بلغة العامة لتبسيط مسائل العقيدة وإفهامه لهم ولا يظهر في هذه الرسائل علو أسلوبه مثل ما يظهر في بعض كتاباته الأخرى، وهذا يدل على ربانية العلم والعمل والدعوة، والله أعلم.

لدي استفسار شيخنا الفاضل حول استدلال الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-كما في الرسالة الأولى عند قوله: [ أمرني بالتوحيد، ونهاني عن الشرك، ودليل الأمر قوله تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) ]. الإشكال: ما محل وجه الإستدلال بالآية على المسألة ؟ وبارك الله فيكم.

  #4  
قديم 4 رمضان 1432هـ/3-08-2011م, 10:52 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

مستنده تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لهذه الآية بأن العدل هو شهادة أن لا إله إلا الله
وقد أوضح وجه الدلالة ابن جرير في تفسيره بقوله: (القول في تأويل قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) }
يقول تعالى ذكره: إن الله يأمر في هذا الكتاب الذي أنزله إليك يا محمد بالعدل، وهو الإنصاف ، ومن الإنصاف: الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته، والشكر له على إفضاله، وتولي الحمد أهله. وإذا كان ذلك هو العدل ، ولم يكن للأوثان والأصنام عندنا يد تستحقّ الحمد عليها، كان جهلا بنا حمدها وعبادتها، وهي لا تُنعِمُ فتُشْكَر ، ولا تَنفع فتُعْبَد، فلزمنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولذلك قال من قال: العدل في هذا الموضع شهادة أن لا إله إلا الله) ا. هـ.
وفي الآية أقوال أخرى، ولا شك أن التوحيد أعظم العدل وأحسنه كما أن الشرك أعظم الظلم وأقبحه؛ فالعدل أن يعبد العبد من خلقه، ويشكر من رزقه؛ فالعدل في هذا الباب العظيم أولى ما يدخل من معاني العدل في هذه الآية.
ولكن لما كان الخطاب موجهاً للعامة فالاستدلال لهم بما هو أبين وأوضح دلالة أجود كقوله تعالى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه} ومما يدل على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً }.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رسالة, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir