8 - اللباس
وأما قوله: اللباس على كذا وجه، فاللباس: هو الغطاء، إذا غطيت شيئا وغشيته فقد ألبسته.
[تحصيل نظائر القرآن: 33]
1- التخليط: فإنما صار اللباس، «تخليطا» في هذا المكان، فهو أن الحق قائم ظاهر في كل أمر، فإذا جاء العبد بالباطل فغشاه وغطاه بقول أو فعل: فقد خلط الحق بالباطل، وألبس الحق باطلا.
2- السكن: وإنما صار اللباس «سكنا» في مكان آخر، لأن الليل إذا غطى الخلق غشاهم بظلمته، وسكنت النفوس.
3- السكن النسبة للنساء: وإنما صار اللباس «سكنا في مكان»، لأن الشهوة هائجة في الرجال بحريقها وشررها ودخلنها، فإذا وجد الرجل النساء: صار وجوده إياها لباسا له، لأنه قد غطى ذلك الشرر والحريق والدخان الهائج من شهوته بوجود هذه المرأة وغشيانها.
4- الثياب: وإنما صار اللباس «الثياب» في مكان آخر، لأنه يغطى الجسد ويغشيه.
[تحصيل نظائر القرآن: 34]
5- العمل الصالح: وإنما صار اللباس «العمل الصالح» في مكان آخر، لأن العمل السيئ قد شان جوارحه وجلدة وجهه وبشرته، فإذا عمل العمل الصالح: غطى نور هذا الفعل ذلك الشين، وغشاه، فاستنارت الجوارح والجلدة، وصار طريا، وعاد إليه ماء وجهه، بعد أن كان قد علاه المعاصي ودنسها.