(1) والمعنى في هذا يعني: لا تَظُنَّ أنَّ مَن ذَكَرْنَا عنهم أنَّهم مُوَافِقُونَ لنا في كلِّ شيءٍ، لكن نَنْقُلُ عنهم ما أصابوا فيه الحقَّ، وما وَافَقُوا فيه الحقَّ، وإذا وُجِدَ لفلانٍ أو فلانٍ أو فلانٍ أغلاطٌ فهي تُرَدُّ عليهم كما تُرَدُّ على غيرِهم.
فيَنْبَغِي لمَن نَقَلَ عن الشخصِ كلاماً حقًّا أنْ يَعْرِفَ أنَّه إذا قالَ قولاً آخرَ باطلاً فالباطلُ يُرَدُّ، يُقْبَلُ الحقُّ ممَّن جاءَ به، ويُرَدُّ الباطلُ على مَن جاءَ به. هذا هو المقصودُ، سواءٌ كانَ كَبيراً، أو مُتَوَسِّطاً، أو صغيراً، ما قالَه مِن الحقِّ قُبِلَ على العينِ والرأسِ؛ لأنَّه حقٌّ، وما قالَه مِن الباطلِ رُدَّ؛ لأنَّه باطلٌ، وإنْ كانَ مَن قالَه عظيماً، فالحقُّ فوقَ ذلك وأعْظَمُ.