الإجابة:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
الإجابة:
الصدق هو نقيض الكذب ويكون في القول والعمل والحال.
صدق العمل أن يطابق عمله ما عزم على فعله، ويلزم أن يكون ما عزم على عمله هو على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وصدق الحال أن يكون حاله مطابق للصراط المستقيم قاصدا رضا الله صدقا.
قال تعالى:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} ؛ فالصدق هنا هو الثبات على ما يحبه الله من التزام عهده والوفاء به، وأداء ما أمر الله به.
والله أعلم
س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
الإجابة:
التوكل
معنى التوكل
التوكل هو إيكال الأمر إلى الوكيل، أي تفويض الأمر إليه، والاعتماد عليه في تحصيل هذا الأمر
أنواع التوكل:
التوكل على الله يكون في الأمور الدنيوية والدينية فيشمل التوكل كل أمور العبد، وقسم بن القيم التوكل إلى نوعين:
- توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
- التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه.
وفي الحديث القدسي:"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أَكْسِكُم"، بدأ الله تعالى في التوكل عليه بالأمر الديني ثم الدنيوي.
ويكون تحقيق التوكل بأمرين:
- صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به.
- اتباع هدى الله عز وجل، وذلك بفعل ما يهدي إليه من الأسباب بفعل الأوامر واجتناب النواهي.
مثال ذلك مؤمن آل فرعون حين أخذ بالأسباب ودعا قومه ثم فوض أمره إلى الله - قال الإمام الشنقيطي: (وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} دليل واضح على أن التوكل الصادق على الله وتفويض الأمور إليه سبب للحفظ والوقاية من كل سوء).
فالتوكل على الله في تحقيق عبوديته جل وعلا-وهو أعظم أنواع التوكل- أَمَرَ الله معه ببذل الأسباب والقيام بأعمال العبادة كما أرشد الله عباده وهداهم، قال تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}.
والله أعلم
س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
الإجابة:
قال تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}"، وأسباب الخشية:
- محبة الله جل وعلا، فالصدق في محبة الله تعالى يحمل على الخشية ، فيؤدي ذلك إلى خوفهم من أن يقعوا في الذنوب التي لا يكلم الله فاعليها ولا ينظر إليهم، لخشيتهم من حرمانهم من رؤية ربهم العلي العظيم.
- الرجاء إن من صدق الرجاء أن يحمل العبد على الخشية من فوات ثواب الله عز وجل وفضله العظيم.
- الخوف يحمل على خشية التعرض لسخط الله وعقابه.
والله أعلم
س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .
الإجابة:
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد:
قال السلف خير الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، روي عن سفيان بن عيينة أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل.
فبهديه يُميّز الزهد الصحيح من الزهد الفاسد. ، وزهده صلى الله عليه وسلم وسط بين الغلو والجفاء، ومن أمثلة زهده صلى الله عليه وسلم ما روي عن أنس رضي الله عنه:
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا.
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» رواه أحمد والبخاري ومسلم.
ومنه ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص: زوَّجني أبي امرأةً من قريش، فلما دخلتْ عليَّ جعلتُ لا أنحاش لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟
قالت: خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا
فأقبل علي، فعذَمني، وعضَّني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت، وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال لي: «أتصوم النهار؟»
قلت: نعم.
قال: «وتقوم الليل؟»
قلت: نعم
قال: «لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». رواه أحمد
وقالت عائشة رضي الله عنها: دخلت علي خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وكانت عند عثمان بن مظعون قالت: فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها، فقال لي: (( يا عائشة، ما أبذّ هيئة خويلة؟))
قالت: فقلت: يا رسول الله، امرأة لا زوج لها، يصوم النهار، ويقوم الليل؛ فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها وأضاعتها.
قالت: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون فجاءه، فقال: ((يا عثمان، أرغبةً عن سنتي؟!" فقال: لا والله يا رسول الله، ولكن سنَّتك أطلب.
قال: ((فإني أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان، فإنَّ لأهلك عليك حقاً، وإنَّ لضيفك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، فصم وأفطر، وصل ونم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خبر طويل وفيه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورا، وعند رأسه أُهُباً معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فبكيت؛ فقال: «ما يبكيك؟»
فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون لهما الدنيا، ولك الآخرة».
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده، فلما استيقظ جعلت أمسح عنه، وأقول: يا رسول الله، ألا آذنتني قبل أن تنام على هذا الحصير فأبسط لك عليه شيئا يقيك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لي وللدنيا! وما للدنيا ولي! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فيء، أو ظل شجرة ثم راح وتركها.
والله أعلم
س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
الإجابة:
أنواع الصبر ثلاثة:
1- الصبر على طاعة الله – قال تعالى:" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ "، فالصبر على الطاعة والمواظبة عليها هو أول أنواع الصبر ويغفل عنها الناس.
2- الصبر عن معصية الله فيما نهى عنه – وهو حبس النفس عن المعصية وأن يخالف هواه إذا كان في غير ما أحل الله، ويعين على ذلك ما ذكره بن القيم رحمه الله من العلم بقبح الذنب وعظم من أذنب في حقه فيستحي من الله، وأن يحافظ على النعم فالمعصية تذهب النعم، محبة الله ورجاء رحمته والخوف والخشية من عذابه، تزكية وتطهير النفس، والتعلم عن حقيقة الدنيا والعمل للآخرة، والخوف من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة وترك فضول النوم والطعام والشراب والملبس وترك المرء ما لا يعنيه والحياء من الله يجمع ذلك كله.
3- الصبر على المصائب المقدرة على العبد بغير اختياره، قال تعالى:" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"، والصبر يكون على ما هو مرض أو مصاب لا يد لأحد فيه وإما أن يكون أذية من إنسان قريب أو بعيد فيجب الصبر على الإثنين وإن كان الصبر على أذية الخلق أصعب.
والمسلم مأمور بالصبر على الثلاث أنواع قال تعالى:" وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ "،وحكم الله تعالى كوني وشرعي فالنوع الأول والثاني وهما فعل المأمورات وترك المحرمات هو الحكم الشرعي والنوع الثالث هو الحكم القدري.
والصبر عن المعاصي أفضل من الصبر على المصائب، لأن المعاصي تكون باختيار العبد، والمصائب لا اختيار له فيها.
حكم الصبر:
§ الصبر على النوع الأول والثاني واجب مثل الصلاة والزكاة وصوم رمضان والحج.
§ الصبر على النوع الثالث يدون تسخط واجب وحزن القلب ودمع العين ليس من الجزع إذا كان القلب مؤمناً بقضاء الله مسلماً لأمره.
§ الصبر على الطاعات المستحبة فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه وهو مندوب.
§ الصبر عن المكروهات فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه وهو مندوب.
§ الرضا بالمصيبة فهو مستحب على الصحيحوالتأذي الطبيعي من المصيبة وقد اختلف في حكمه على قولين: واجب ومستحب، وصاحبه موقن بأن الله يستحق الرضا في كل الأحوال ويعلم أن الله عليم بخفايا الأمور حكيم في أفعاله فيكون على يقين أن ما أصابه هو في حقيقته خير وإن كان مؤلما.
والله أعلم
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
الإجابة:
الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب كثيرة جدا جدا، أذكر بعضها:
« أن علم السلوك وهو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، والتعلم عن أمراض القلوب وعلاجها.
« السالك في الصراط المستقيم له مقصد يقصده، ومنهج يسير عليه، وله عدو يتربص به، وعوارض تعرض له، ويحتاج إلى ما يحفزه إلى المسارعة في السير، وإلى معالجة آفات نفسه، ومدافعة عدوه، وهو موعود بالثواب العظيم إن سار مهتدياً على الصراط المستقيم، ومتوعد بالعذاب الأليم إن ضل عن الصراط.
« التعلم عن معنى الأبدال.
« بيان أهمية أعمال القلوب.
« بيان أن أول وصية وصى الله بها المكلفين عند بدء هذه الحياة الدنيا هي الوصية باتباع هداه جلَّ وعلا، وقد وعد الله من اتبع هداه بوعد كريم وضمان عظيم لا يتخلف أبداً، وهذا الوعد باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
« قال الله تعالى:{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}.
« بيان أن العبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.
« التعلم عن الهدى والرشاد.
« أن القلوب تحيا وتموت، وتستنير وتظلم، وتصح وتمرض، وتلين وتقسو، وتصلح وتفسد، وتفقه وتعمى، وغير ذلك من الأحوال التي تعتريها، وللقلوب أحوال أخرى من الطمأنينة والسكينة، والطهارة والزكاة، والخشية والخشوع، وغيرها من الأحوال التي تختص بالقلوب، وفقه هذه الأحوال والتعلم عن أسبابها وأحكامها وآثارها يعين على فقه أعمال القلوب والبصيرة بالمخارج منها، والشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها.
« أن القلوب على أنواع:
1. فمنها قلب حيّ صحيح.
2. ومنها قلب مريض.
3. ومنها قلب ميّت.
« أن القلوب منها الصالح ومنها الفاسد وأسباب صلاح وفساد القلوب.
« كيفية تزكية القلوب.
« أن القلب يتقلب وأنه سمي القلب قلبا لتقلبه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الله ثبات القلب على الإيمان.
« التعرف على أعمال القلوب المرضية من الجهل والعي، والشك والارتياب، الغل والحسد، الحرص والشح، والعجب والكبر، والشهوة والغضب، والغفلة والقسوة، والهوى والوهن.
« التعرف على العشق وعلاجه.
« التعرف على الغضب وعلاجه.
« المحبة، وبيان أنها أصل أعمال القلوب وبيان أنواعها وما هو واجب وما هو لا يجوز.
« أن المحبة والخوف والرجاء من العبادة، وهي لا تكون إلا لله عز وجل.
« التعلم عن الصدق والإخلاص عملان جليلان من أعمال القلوب، بل لا تصح أعمال القلوب إلا بهما، إذ هما الفرقان بين النفاق والإيمان، وحد الامتياز بين الفائزين والخاسرين، وعليهما مدار الدين.
« التعلم عن حال الصادقين.
« التعلم عن التوكل وأنواعه وأقسام الناس في التوكل.
« التعلم عن الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة.
« التعلم عن الخشية والتوبة والإنابة.
« التعلم عن الزهد والورع.
« التعلم عن الصبر وأنواعه وأحكامه.
« التعلم عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادات القلبية.
والله أعلم
جزاكم الله خير ونفع الله بكم