دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شعبان 1443هـ/13-03-2022م, 09:38 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة أعمال القلوب

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة أعمال القلوب

اختر مجموعة واحدة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

المجموعة الثانية:
س1: هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.
س2: ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
س3: بيّن ثمرات الخشية.
س4: ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟

س5: هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟


المجموعة الثالثة:
س1: بم يُنال الصدق؟
س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.
س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟
س4: ما هي فضائل الزهد .

س5: بيّن مراتب الشكر.
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 شعبان 1443هـ/19-03-2022م, 06:23 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بم يُنال الصدق؟

يُنال الصدق باليقين، وإذا حلّ اليقين بالقلب قاد إلى الصدق في القول والعمل والحال، وبيان ذلك: أن اليقين يورث في القلب قوة العلم حتى يصل بالمرء إلى علم اليقين، والذي يورث شدة التصديق، فتجد صاحب اليقين أشد الناس تصديقا بالأمر والنهي والبعث والجزاء، وهذا يقوده إلى صدق القول وصدق الحال، نسأل الله الكريم من فضله.
وممّا يعين على تحقيق الصدق، مطالعة أخبار الصادقين، ومجالستهم، واقتفاء آثارهم، والاقتداء بهم.
والتفكر بآيات الصدق والأحاديث المؤدية إلى الصدق، والعمل بها، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
كما أن النصيحة لله ولرسوله مما ينال به الصدق، كما أنها من آثاره.

س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.
1- المشركون، وهم الذين أشركوا بالله تعالى في عبادة التوكل، وهم كفار خارجون عن ملة الإسلام، قال تعالى:(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)، وقال تعالى: (ألا تتخذوا من دوني وكيلا).
2- الذين لم يصرفوا هذه العبادات لغير الله جل وعلا؛ لكنهم لم يحققوا شروط التوكل، وفرطوا في واجباته؛ إما بضعف اعتماد القلب على الله لغلبة الغفلة والتعلق بالأسباب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وحده، أو بالتفريط في الأسباب الواجبة، وهؤلاء عصاة الموحدين، وهم أصحاب الكبائر من المسلمين.
فأما الاعتماد على الأسباب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله فهو شرك أصغر.
3- الذين حققوا التوكل، بتفويض الأمر إلى الله تعالى، وبذل الأسباب، وهؤلاء هم المؤمنون، ثم هم على درجات متفاضلة بحسب ما يقوم في قلوبهم من أعمال العبادة، وبحسب ما يتبعونه من هدى الله.

س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟
لأنهم أهل إقبال على الله تعالى، وحرص على العبادات التي تقربهم إلى الله، فيسعى الشيطان في إفسادها عليهم، أو عرقلة سيرهم، بخلاف أهل المعاصي، فإنهم بعيدون عن مراضي الرحمن، واقعون في مراضي الشيطان، فلا حاجة للتعرض لهم.
ويدفع شره بالاستعاذة بالله تعالى، ومعرفة مداخله ووساوسه، واتخاذه عدوا.

س4: ما هي فضائل الزهد ؟
1- أنه سبب لمحبة الله تعالى ورضاه، قال تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ...} الآية، وقال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ}، فسبب ضلال الكفار إيثارهم الدنيا على الآخرة، وهذا من أسباب مقت الله لهم.
2- أنه دواء ناجع لكثير من أمراض القلوب وآفات الأعمال.
3- أنه من أسباب السعادة والراحة في الدنيا والآخرة.
4- أنه من علامات إرادة الله الخير بعبده، فعن محمد بن كعب القرظي قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة).
5- أن فيه نجاة من الذل الحاصل بالطمع في الدنيا.
6- أنه يفتح على العبد عين البصيرة، فيرى حقيقة الدنيا، وحقيقة الآخرة، ويسعى لتقديم صالح الأعمال، والانشغال بما ينفع في الآخرة، والترقي في مراقي تزكية النفس.

س5: بيّن مراتب الشكر.
المرتبة الأولى: الشكر عند تلقي النعمة:
1- فرحا بها، ومعرفة لقدرها، وتعظيما لها في النفس، قال تعالى:{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
2- الاعتراف بفضل الله تعالى فيما أنعم، إقرارا في القلب، ونطقا باللسان، قال تعالى( وأما بنعمة ربك فحدث).
3- حمد الله تعالى على نعمه التي لا تحصى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» رواه مسلم وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
4- الرضا بالنعمة ، فلا يعيبها، ولا يزدريها.
المرتبة الثانية: شكر أداء حقّ النعمة:
1- أن يعرف حقّ الله تعالى في تلك النعمة من العلم والعمل والحال؛ فيؤدّيه لله مخلصاً له في ذلك، سليم القلب، طيّب النفس.
2- أن يحفظ تلك النعمة بما أمر الله أن تُحفظ به، وفي مستدرك الحاكم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعلم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها)) وأصله في صحيح مسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: ((لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل))
مع التفكر فيها وتذكرها دائما، فلا يعتادها فيملها أو ينساها.
3- أن لا يقابل النعمة بالمعصية، وأن لا يستعملها في معصية الله.
4- أن يقابل إحسان الله تعالى إليه، بإحسان العمل، فيقدم بين يدي النعمة عملا صالحا يشكر به ربه على نعمته، قال تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا).

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
- استفدت أن مدار القبول والجزاء، والنجاة، ورفعة الدرجات، مبني على أعمال القلوب.
- أن الإنسان بحاجة إلى المجاهدة، والمحاسبة، والإلحاح بالدعاء أن يصلح الله له قلبه ويحفظ له عمله، ويتقبل منه، وأن يوفقه ويأخذ بناصيته للبر والتقوى، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين.
- حاجة الإنسان إلى التوحيد، وهي أصل أعمال القلوب ومبناها، فلا ينفك عن مدارسته ومذاكرته، وصحبة أهله.
- أنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالله، والموفق من وفقه الله، والسعيد من فتح الله عليه في هذه الأعمال، وجنبه أهواء النفس، وزلاتها.
- أن العبرة ليست بالمظاهر، والأعمال ليست بكثرة الظاهر، فرب عمل ظاهره الصلاح لكنه يردي صاحبه لذهاب الصدق، وفقدان الإخلاص.
- الترغيب في الإكثار من عبادات الخفاء، والحرص عليها ما أمكن.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 شوال 1443هـ/8-05-2022م, 10:51 AM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 705
افتراضي

الإجابة:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
الإجابة:
الصدق هو نقيض الكذب ويكون في القول والعمل والحال.
صدق العمل أن يطابق عمله ما عزم على فعله، ويلزم أن يكون ما عزم على عمله هو على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وصدق الحال أن يكون حاله مطابق للصراط المستقيم قاصدا رضا الله صدقا.
قال تعالى:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} ؛ فالصدق هنا هو الثبات على ما يحبه الله من التزام عهده والوفاء به، وأداء ما أمر الله به.
والله أعلم

س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
الإجابة:
التوكل
معنى التوكل
التوكل هو إيكال الأمر إلى الوكيل، أي تفويض الأمر إليه، والاعتماد عليه في تحصيل هذا الأمر
أنواع التوكل:
التوكل على الله يكون في الأمور الدنيوية والدينية فيشمل التوكل كل أمور العبد، وقسم بن القيم التوكل إلى نوعين:
- توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
- التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه.
وفي الحديث القدسي:"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أَكْسِكُم"، بدأ الله تعالى في التوكل عليه بالأمر الديني ثم الدنيوي.
ويكون تحقيق التوكل بأمرين:
- صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به.
- اتباع هدى الله عز وجل، وذلك بفعل ما يهدي إليه من الأسباب بفعل الأوامر واجتناب النواهي.
مثال ذلك مؤمن آل فرعون حين أخذ بالأسباب ودعا قومه ثم فوض أمره إلى الله - قال الإمام الشنقيطي: (وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} دليل واضح على أن التوكل الصادق على الله وتفويض الأمور إليه سبب للحفظ والوقاية من كل سوء).
فالتوكل على الله في تحقيق عبوديته جل وعلا-وهو أعظم أنواع التوكل- أَمَرَ الله معه ببذل الأسباب والقيام بأعمال العبادة كما أرشد الله عباده وهداهم، قال تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}.
والله أعلم

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
الإجابة:
قال تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}"، وأسباب الخشية:
- محبة الله جل وعلا، فالصدق في محبة الله تعالى يحمل على الخشية ، فيؤدي ذلك إلى خوفهم من أن يقعوا في الذنوب التي لا يكلم الله فاعليها ولا ينظر إليهم، لخشيتهم من حرمانهم من رؤية ربهم العلي العظيم.
- الرجاء إن من صدق الرجاء أن يحمل العبد على الخشية من فوات ثواب الله عز وجل وفضله العظيم.
- الخوف يحمل على خشية التعرض لسخط الله وعقابه.
والله أعلم

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .
الإجابة:
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد:
قال السلف خير الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، روي عن سفيان بن عيينة أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل.
فبهديه يُميّز الزهد الصحيح من الزهد الفاسد. ، وزهده صلى الله عليه وسلم وسط بين الغلو والجفاء، ومن أمثلة زهده صلى الله عليه وسلم ما روي عن أنس رضي الله عنه:
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا.
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» رواه أحمد والبخاري ومسلم.
ومنه ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص: زوَّجني أبي امرأةً من قريش، فلما دخلتْ عليَّ جعلتُ لا أنحاش لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟
قالت: خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا
فأقبل علي، فعذَمني، وعضَّني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت، وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال لي: «أتصوم النهار؟»
قلت: نعم.
قال: «وتقوم الليل؟»
قلت: نعم
قال: «لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». رواه أحمد
وقالت عائشة رضي الله عنها: دخلت علي خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وكانت عند عثمان بن مظعون قالت: فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها، فقال لي: (( يا عائشة، ما أبذّ هيئة خويلة؟))
قالت: فقلت: يا رسول الله، امرأة لا زوج لها، يصوم النهار، ويقوم الليل؛ فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها وأضاعتها.
قالت: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون فجاءه، فقال: ((يا عثمان، أرغبةً عن سنتي؟!" فقال: لا والله يا رسول الله، ولكن سنَّتك أطلب.
قال: ((فإني أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان، فإنَّ لأهلك عليك حقاً، وإنَّ لضيفك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، فصم وأفطر، وصل ونم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خبر طويل وفيه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورا، وعند رأسه أُهُباً معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فبكيت؛ فقال: «ما يبكيك؟»
فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون لهما الدنيا، ولك الآخرة».
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده، فلما استيقظ جعلت أمسح عنه، وأقول: يا رسول الله، ألا آذنتني قبل أن تنام على هذا الحصير فأبسط لك عليه شيئا يقيك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لي وللدنيا! وما للدنيا ولي! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فيء، أو ظل شجرة ثم راح وتركها.
والله أعلم

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
الإجابة:
أنواع الصبر ثلاثة:
1- الصبر على طاعة الله – قال تعالى:" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ "، فالصبر على الطاعة والمواظبة عليها هو أول أنواع الصبر ويغفل عنها الناس.
2- الصبر عن معصية الله فيما نهى عنه – وهو حبس النفس عن المعصية وأن يخالف هواه إذا كان في غير ما أحل الله، ويعين على ذلك ما ذكره بن القيم رحمه الله من العلم بقبح الذنب وعظم من أذنب في حقه فيستحي من الله، وأن يحافظ على النعم فالمعصية تذهب النعم، محبة الله ورجاء رحمته والخوف والخشية من عذابه، تزكية وتطهير النفس، والتعلم عن حقيقة الدنيا والعمل للآخرة، والخوف من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة وترك فضول النوم والطعام والشراب والملبس وترك المرء ما لا يعنيه والحياء من الله يجمع ذلك كله.
3- الصبر على المصائب المقدرة على العبد بغير اختياره، قال تعالى:" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"، والصبر يكون على ما هو مرض أو مصاب لا يد لأحد فيه وإما أن يكون أذية من إنسان قريب أو بعيد فيجب الصبر على الإثنين وإن كان الصبر على أذية الخلق أصعب.
والمسلم مأمور بالصبر على الثلاث أنواع قال تعالى:" وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ "،وحكم الله تعالى كوني وشرعي فالنوع الأول والثاني وهما فعل المأمورات وترك المحرمات هو الحكم الشرعي والنوع الثالث هو الحكم القدري.
والصبر عن المعاصي أفضل من الصبر على المصائب، لأن المعاصي تكون باختيار العبد، والمصائب لا اختيار له فيها.
حكم الصبر:
§ الصبر على النوع الأول والثاني واجب مثل الصلاة والزكاة وصوم رمضان والحج.
§ الصبر على النوع الثالث يدون تسخط واجب وحزن القلب ودمع العين ليس من الجزع إذا كان القلب مؤمناً بقضاء الله مسلماً لأمره.
§ الصبر على الطاعات المستحبة فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه وهو مندوب.
§ الصبر عن المكروهات فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه وهو مندوب.
§ الرضا بالمصيبة فهو مستحب على الصحيحوالتأذي الطبيعي من المصيبة وقد اختلف في حكمه على قولين: واجب ومستحب، وصاحبه موقن بأن الله يستحق الرضا في كل الأحوال ويعلم أن الله عليم بخفايا الأمور حكيم في أفعاله فيكون على يقين أن ما أصابه هو في حقيقته خير وإن كان مؤلما.
والله أعلم

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
الإجابة:
الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب كثيرة جدا جدا، أذكر بعضها:
« أن علم السلوك وهو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، والتعلم عن أمراض القلوب وعلاجها.
« السالك في الصراط المستقيم له مقصد يقصده، ومنهج يسير عليه، وله عدو يتربص به، وعوارض تعرض له، ويحتاج إلى ما يحفزه إلى المسارعة في السير، وإلى معالجة آفات نفسه، ومدافعة عدوه، وهو موعود بالثواب العظيم إن سار مهتدياً على الصراط المستقيم، ومتوعد بالعذاب الأليم إن ضل عن الصراط.
« التعلم عن معنى الأبدال.
« بيان أهمية أعمال القلوب.
« بيان أن أول وصية وصى الله بها المكلفين عند بدء هذه الحياة الدنيا هي الوصية باتباع هداه جلَّ وعلا، وقد وعد الله من اتبع هداه بوعد كريم وضمان عظيم لا يتخلف أبداً، وهذا الوعد باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
« قال الله تعالى:{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}.
« بيان أن العبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.
« التعلم عن الهدى والرشاد.
« أن القلوب تحيا وتموت، وتستنير وتظلم، وتصح وتمرض، وتلين وتقسو، وتصلح وتفسد، وتفقه وتعمى، وغير ذلك من الأحوال التي تعتريها، وللقلوب أحوال أخرى من الطمأنينة والسكينة، والطهارة والزكاة، والخشية والخشوع، وغيرها من الأحوال التي تختص بالقلوب، وفقه هذه الأحوال والتعلم عن أسبابها وأحكامها وآثارها يعين على فقه أعمال القلوب والبصيرة بالمخارج منها، والشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها.
« أن القلوب على أنواع:
1. فمنها قلب حيّ صحيح.
2. ومنها قلب مريض.
3. ومنها قلب ميّت.
« أن القلوب منها الصالح ومنها الفاسد وأسباب صلاح وفساد القلوب.
« كيفية تزكية القلوب.
« أن القلب يتقلب وأنه سمي القلب قلبا لتقلبه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الله ثبات القلب على الإيمان.
« التعرف على أعمال القلوب المرضية من الجهل والعي، والشك والارتياب، الغل والحسد، الحرص والشح، والعجب والكبر، والشهوة والغضب، والغفلة والقسوة، والهوى والوهن.
« التعرف على العشق وعلاجه.
« التعرف على الغضب وعلاجه.
« المحبة، وبيان أنها أصل أعمال القلوب وبيان أنواعها وما هو واجب وما هو لا يجوز.
« أن المحبة والخوف والرجاء من العبادة، وهي لا تكون إلا لله عز وجل.
« التعلم عن الصدق والإخلاص عملان جليلان من أعمال القلوب، بل لا تصح أعمال القلوب إلا بهما، إذ هما الفرقان بين النفاق والإيمان، وحد الامتياز بين الفائزين والخاسرين، وعليهما مدار الدين.
« التعلم عن حال الصادقين.
« التعلم عن التوكل وأنواعه وأقسام الناس في التوكل.
« التعلم عن الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة.
« التعلم عن الخشية والتوبة والإنابة.
« التعلم عن الزهد والورع.
« التعلم عن الصبر وأنواعه وأحكامه.
« التعلم عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادات القلبية.
والله أعلم
جزاكم الله خير ونفع الله بكم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 05:00 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المشري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: بم يُنال الصدق؟

يُنال الصدق باليقين، وإذا حلّ اليقين بالقلب قاد إلى الصدق في القول والعمل والحال، وبيان ذلك: أن اليقين يورث في القلب قوة العلم حتى يصل بالمرء إلى علم اليقين، والذي يورث شدة التصديق، فتجد صاحب اليقين أشد الناس تصديقا بالأمر والنهي والبعث والجزاء، وهذا يقوده إلى صدق القول وصدق الحال، نسأل الله الكريم من فضله.
وممّا يعين على تحقيق الصدق، مطالعة أخبار الصادقين، ومجالستهم، واقتفاء آثارهم، والاقتداء بهم.
والتفكر بآيات الصدق والأحاديث المؤدية إلى الصدق، والعمل بها، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
كما أن النصيحة لله ولرسوله مما ينال به الصدق، كما أنها من آثاره.
[الاستعانة بالله-سبحانه- وطلب الهداية منه مع صدق اللجوء إليه والإقبال عليه, كذلك كثرة الذكر والتذكر]
س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.
1- المشركون، وهم الذين أشركوا بالله تعالى في عبادة التوكل، وهم كفار خارجون عن ملة الإسلام، قال تعالى:(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)، وقال تعالى: (ألا تتخذوا من دوني وكيلا).
2- الذين لم يصرفوا هذه العبادات لغير الله جل وعلا؛ لكنهم لم يحققوا شروط التوكل، وفرطوا في واجباته؛ إما بضعف اعتماد القلب على الله لغلبة الغفلة والتعلق بالأسباب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وحده، أو بالتفريط في الأسباب الواجبة، وهؤلاء عصاة الموحدين، وهم أصحاب الكبائر من المسلمين.
فأما الاعتماد على الأسباب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله فهو شرك أصغر.
3- الذين حققوا التوكل، بتفويض الأمر إلى الله تعالى، وبذل الأسباب، وهؤلاء هم المؤمنون، ثم هم على درجات متفاضلة بحسب ما يقوم في قلوبهم من أعمال العبادة، وبحسب ما يتبعونه من هدى الله.

س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟
لأنهم أهل إقبال على الله تعالى، وحرص على العبادات التي تقربهم إلى الله، فيسعى الشيطان في إفسادها عليهم، أو عرقلة سيرهم، بخلاف أهل المعاصي، فإنهم بعيدون عن مراضي الرحمن، واقعون في مراضي الشيطان، فلا حاجة للتعرض لهم.
ويدفع شره بالاستعاذة بالله تعالى، ومعرفة مداخله ووساوسه، واتخاذه عدوا.
[اختصرت]
س4: ما هي فضائل الزهد ؟
1- أنه سبب لمحبة الله تعالى ورضاه، قال تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ...} الآية، وقال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ}، فسبب ضلال الكفار إيثارهم الدنيا على الآخرة، وهذا من أسباب مقت الله لهم.
2- أنه دواء ناجع لكثير من أمراض القلوب وآفات الأعمال.
3- أنه من أسباب السعادة والراحة في الدنيا والآخرة.
4- أنه من علامات إرادة الله الخير بعبده، فعن محمد بن كعب القرظي قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة).
5- أن فيه نجاة من الذل الحاصل بالطمع في الدنيا.
6- أنه يفتح على العبد عين البصيرة، فيرى حقيقة الدنيا، وحقيقة الآخرة، ويسعى لتقديم صالح الأعمال، والانشغال بما ينفع في الآخرة، والترقي في مراقي تزكية النفس.

س5: بيّن مراتب الشكر.
المرتبة الأولى: الشكر عند تلقي النعمة:
1- فرحا بها، ومعرفة لقدرها، وتعظيما لها في النفس، قال تعالى:{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
2- الاعتراف بفضل الله تعالى فيما أنعم، إقرارا في القلب، ونطقا باللسان، قال تعالى( وأما بنعمة ربك فحدث).
3- حمد الله تعالى على نعمه التي لا تحصى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» رواه مسلم وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
4- الرضا بالنعمة ، فلا يعيبها، ولا يزدريها.
المرتبة الثانية: شكر أداء حقّ النعمة:
1- أن يعرف حقّ الله تعالى في تلك النعمة من العلم والعمل والحال؛ فيؤدّيه لله مخلصاً له في ذلك، سليم القلب، طيّب النفس.
2- أن يحفظ تلك النعمة بما أمر الله أن تُحفظ به، وفي مستدرك الحاكم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعلم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها)) وأصله في صحيح مسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: ((لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل))
مع التفكر فيها وتذكرها دائما، فلا يعتادها فيملها أو ينساها.
3- أن لا يقابل النعمة بالمعصية، وأن لا يستعملها في معصية الله.
4- أن يقابل إحسان الله تعالى إليه، بإحسان العمل، فيقدم بين يدي النعمة عملا صالحا يشكر به ربه على نعمته، قال تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا).

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
- استفدت أن مدار القبول والجزاء، والنجاة، ورفعة الدرجات، مبني على أعمال القلوب.
- أن الإنسان بحاجة إلى المجاهدة، والمحاسبة، والإلحاح بالدعاء أن يصلح الله له قلبه ويحفظ له عمله، ويتقبل منه، وأن يوفقه ويأخذ بناصيته للبر والتقوى، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين.
- حاجة الإنسان إلى التوحيد، وهي أصل أعمال القلوب ومبناها، فلا ينفك عن مدارسته ومذاكرته، وصحبة أهله.
- أنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالله، والموفق من وفقه الله، والسعيد من فتح الله عليه في هذه الأعمال، وجنبه أهواء النفس، وزلاتها.
- أن العبرة ليست بالمظاهر، والأعمال ليست بكثرة الظاهر، فرب عمل ظاهره الصلاح لكنه يردي صاحبه لذهاب الصدق، وفقدان الإخلاص.
- الترغيب في الإكثار من عبادات الخفاء، والحرص عليها ما أمكن.
أحسنت نفع الله بك
ب+

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 05:06 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
الإجابة:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
الإجابة:
الصدق هو نقيض الكذب ويكون في القول والعمل والحال.
صدق العمل أن يطابق عمله ما عزم على فعله، ويلزم أن يكون ما عزم على عمله هو على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وصدق الحال أن يكون حاله مطابق للصراط المستقيم قاصدا رضا الله صدقا.
قال تعالى:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} ؛ فالصدق هنا هو الثبات على ما يحبه الله من التزام عهده والوفاء به، وأداء ما أمر الله به.
والله أعلم

س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
الإجابة:
التوكل
معنى التوكل
التوكل هو إيكال الأمر إلى الوكيل، أي تفويض الأمر إليه، والاعتماد عليه في تحصيل هذا الأمر
أنواع التوكل:
التوكل على الله يكون في الأمور الدنيوية والدينية فيشمل التوكل كل أمور العبد، وقسم بن القيم التوكل إلى نوعين:
- توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
- التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه.
وفي الحديث القدسي:"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أَكْسِكُم"، بدأ الله تعالى في التوكل عليه بالأمر الديني ثم الدنيوي.
ويكون تحقيق التوكل بأمرين:
- صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به.
- اتباع هدى الله عز وجل، وذلك بفعل ما يهدي إليه من الأسباب بفعل الأوامر واجتناب النواهي.
مثال ذلك مؤمن آل فرعون حين أخذ بالأسباب ودعا قومه ثم فوض أمره إلى الله - قال الإمام الشنقيطي: (وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} دليل واضح على أن التوكل الصادق على الله وتفويض الأمور إليه سبب للحفظ والوقاية من كل سوء).
فالتوكل على الله في تحقيق عبوديته جل وعلا-وهو أعظم أنواع التوكل- أَمَرَ الله معه ببذل الأسباب والقيام بأعمال العبادة كما أرشد الله عباده وهداهم، قال تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}.
والله أعلم

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
الإجابة:
قال تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}"، وأسباب الخشية:
- محبة الله جل وعلا، فالصدق في محبة الله تعالى يحمل على الخشية ، فيؤدي ذلك إلى خوفهم من أن يقعوا في الذنوب التي لا يكلم الله فاعليها ولا ينظر إليهم، لخشيتهم من حرمانهم من رؤية ربهم العلي العظيم.
- الرجاء إن من صدق الرجاء أن يحمل العبد على الخشية من فوات ثواب الله عز وجل وفضله العظيم.
- الخوف يحمل على خشية التعرض لسخط الله وعقابه.
والله أعلم

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .
الإجابة:
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد:
قال السلف خير الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، روي عن سفيان بن عيينة أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل.
فبهديه يُميّز الزهد الصحيح من الزهد الفاسد. ، وزهده صلى الله عليه وسلم وسط بين الغلو والجفاء، ومن أمثلة زهده صلى الله عليه وسلم ما روي عن أنس رضي الله عنه:
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا.
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» رواه أحمد والبخاري ومسلم.
ومنه ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص: زوَّجني أبي امرأةً من قريش، فلما دخلتْ عليَّ جعلتُ لا أنحاش لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟
قالت: خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا
فأقبل علي، فعذَمني، وعضَّني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت، وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال لي: «أتصوم النهار؟»
قلت: نعم.
قال: «وتقوم الليل؟»
قلت: نعم
قال: «لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». رواه أحمد
وقالت عائشة رضي الله عنها: دخلت علي خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وكانت عند عثمان بن مظعون قالت: فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها، فقال لي: (( يا عائشة، ما أبذّ هيئة خويلة؟))
قالت: فقلت: يا رسول الله، امرأة لا زوج لها، يصوم النهار، ويقوم الليل؛ فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها وأضاعتها.
قالت: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون فجاءه، فقال: ((يا عثمان، أرغبةً عن سنتي؟!" فقال: لا والله يا رسول الله، ولكن سنَّتك أطلب.
قال: ((فإني أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان، فإنَّ لأهلك عليك حقاً، وإنَّ لضيفك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، فصم وأفطر، وصل ونم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خبر طويل وفيه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورا، وعند رأسه أُهُباً معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فبكيت؛ فقال: «ما يبكيك؟»
فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون لهما الدنيا، ولك الآخرة».
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده، فلما استيقظ جعلت أمسح عنه، وأقول: يا رسول الله، ألا آذنتني قبل أن تنام على هذا الحصير فأبسط لك عليه شيئا يقيك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لي وللدنيا! وما للدنيا ولي! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فيء، أو ظل شجرة ثم راح وتركها.
والله أعلم

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
الإجابة:
أنواع الصبر ثلاثة:
1- الصبر على طاعة الله – قال تعالى:" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ "، فالصبر على الطاعة والمواظبة عليها هو أول أنواع الصبر ويغفل عنها الناس.
2- الصبر عن معصية الله فيما نهى عنه – وهو حبس النفس عن المعصية وأن يخالف هواه إذا كان في غير ما أحل الله، ويعين على ذلك ما ذكره بن القيم رحمه الله من العلم بقبح الذنب وعظم من أذنب في حقه فيستحي من الله، وأن يحافظ على النعم فالمعصية تذهب النعم، محبة الله ورجاء رحمته والخوف والخشية من عذابه، تزكية وتطهير النفس، والتعلم عن حقيقة الدنيا والعمل للآخرة، والخوف من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة وترك فضول النوم والطعام والشراب والملبس وترك المرء ما لا يعنيه والحياء من الله يجمع ذلك كله.
3- الصبر على المصائب المقدرة على العبد بغير اختياره، قال تعالى:" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"، والصبر يكون على ما هو مرض أو مصاب لا يد لأحد فيه وإما أن يكون أذية من إنسان قريب أو بعيد فيجب الصبر على الإثنين وإن كان الصبر على أذية الخلق أصعب.
والمسلم مأمور بالصبر على الثلاث أنواع قال تعالى:" وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ "،وحكم الله تعالى كوني وشرعي فالنوع الأول والثاني وهما فعل المأمورات وترك المحرمات هو الحكم الشرعي والنوع الثالث هو الحكم القدري.
والصبر عن المعاصي أفضل من الصبر على المصائب، لأن المعاصي تكون باختيار العبد، والمصائب لا اختيار له فيها.
حكم الصبر:
§ الصبر على النوع الأول والثاني واجب مثل الصلاة والزكاة وصوم رمضان والحج.
§ الصبر على النوع الثالث يدون تسخط واجب وحزن القلب ودمع العين ليس من الجزع إذا كان القلب مؤمناً بقضاء الله مسلماً لأمره.
§ الصبر على الطاعات المستحبة فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه وهو مندوب.
§ الصبر عن المكروهات فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه وهو مندوب.
§ الرضا بالمصيبة فهو مستحب على الصحيحوالتأذي الطبيعي من المصيبة وقد اختلف في حكمه على قولين: واجب ومستحب، وصاحبه موقن بأن الله يستحق الرضا في كل الأحوال ويعلم أن الله عليم بخفايا الأمور حكيم في أفعاله فيكون على يقين أن ما أصابه هو في حقيقته خير وإن كان مؤلما.
والله أعلم

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
الإجابة:
الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب كثيرة جدا جدا، أذكر بعضها:
« أن علم السلوك وهو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، والتعلم عن أمراض القلوب وعلاجها.
« السالك في الصراط المستقيم له مقصد يقصده، ومنهج يسير عليه، وله عدو يتربص به، وعوارض تعرض له، ويحتاج إلى ما يحفزه إلى المسارعة في السير، وإلى معالجة آفات نفسه، ومدافعة عدوه، وهو موعود بالثواب العظيم إن سار مهتدياً على الصراط المستقيم، ومتوعد بالعذاب الأليم إن ضل عن الصراط.
« التعلم عن معنى الأبدال.
« بيان أهمية أعمال القلوب.
« بيان أن أول وصية وصى الله بها المكلفين عند بدء هذه الحياة الدنيا هي الوصية باتباع هداه جلَّ وعلا، وقد وعد الله من اتبع هداه بوعد كريم وضمان عظيم لا يتخلف أبداً، وهذا الوعد باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
« قال الله تعالى:{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}.
« بيان أن العبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.
« التعلم عن الهدى والرشاد.
« أن القلوب تحيا وتموت، وتستنير وتظلم، وتصح وتمرض، وتلين وتقسو، وتصلح وتفسد، وتفقه وتعمى، وغير ذلك من الأحوال التي تعتريها، وللقلوب أحوال أخرى من الطمأنينة والسكينة، والطهارة والزكاة، والخشية والخشوع، وغيرها من الأحوال التي تختص بالقلوب، وفقه هذه الأحوال والتعلم عن أسبابها وأحكامها وآثارها يعين على فقه أعمال القلوب والبصيرة بالمخارج منها، والشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها.
« أن القلوب على أنواع:
1. فمنها قلب حيّ صحيح.
2. ومنها قلب مريض.
3. ومنها قلب ميّت.
« أن القلوب منها الصالح ومنها الفاسد وأسباب صلاح وفساد القلوب.
« كيفية تزكية القلوب.
« أن القلب يتقلب وأنه سمي القلب قلبا لتقلبه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الله ثبات القلب على الإيمان.
« التعرف على أعمال القلوب المرضية من الجهل والعي، والشك والارتياب، الغل والحسد، الحرص والشح، والعجب والكبر، والشهوة والغضب، والغفلة والقسوة، والهوى والوهن.
« التعرف على العشق وعلاجه.
« التعرف على الغضب وعلاجه.
« المحبة، وبيان أنها أصل أعمال القلوب وبيان أنواعها وما هو واجب وما هو لا يجوز.
« أن المحبة والخوف والرجاء من العبادة، وهي لا تكون إلا لله عز وجل.
« التعلم عن الصدق والإخلاص عملان جليلان من أعمال القلوب، بل لا تصح أعمال القلوب إلا بهما، إذ هما الفرقان بين النفاق والإيمان، وحد الامتياز بين الفائزين والخاسرين، وعليهما مدار الدين.
« التعلم عن حال الصادقين.
« التعلم عن التوكل وأنواعه وأقسام الناس في التوكل.
« التعلم عن الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة.
« التعلم عن الخشية والتوبة والإنابة.
« التعلم عن الزهد والورع.
« التعلم عن الصبر وأنواعه وأحكامه.
« التعلم عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادات القلبية.
والله أعلم
جزاكم الله خير ونفع الله بكم
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 شوال 1443هـ/23-05-2022م, 05:14 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.
الإخلاص لغة: هو التصفية والتنقية. قال أبو منصور الأزهري: (وخَلَصَ الشَّيْءُ يخلُصُ خُلُوصاً وخلاصا، وخَلَّصْتُه أَنا تخليصاً إِذا صفيته من كدر أَو درن).
وشرعا: هو تخليص الأعمال من الشرك بالله، وإفراد الله وحده بالعبادة. قال الخليل بن أحمد: (الإخلاصُ: التوحيد لله خالصاً، ولذلك قيل لسورة "قل هو الله أحد" سورة الإخلاص، وأخْلصتُ لله ديني: أمحضتُه وخَلَص له ديني).
فمما سبق نعلم أن الإخلاص عبادة قلبية، يجب فيها تحقق شرطي قبول العمل: الإخلاص والمتابعة، فمن حقق الإخلاص ولم يتابع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو متبع لهواه لم يكن إخلاصه ممدوحا، فالإخلاص والمتابعة متلازمان.
ويتفاضل المخلصون فيها، فيزداد الإخلاص بأمرين، هما:
1) قوة الاحتساب وتصفية العمل من شوائب ما يقدح فيه، فيحسن في إخلاصه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات). فبتفاضل النية يتفاضل العمل. فنرى الرجلان يعملان العمل الواحد فيثيب الله الأول ثوابا عظيما بل يدخله الجنة به، ولا يكون للثاني ذات الوزن في ميزان حسناته.
2) الاستكثار من العبادات، فالعبادات التي يخلص فيها صاحبها، تزيده إخلاصا.
وبالجمع بينهما تزداد محبة العبد لصاحبهما، وحال الناس فيها كحالهم في سائر العبادات، فمن أتى بأصله فقد حقق مرتبة الإسلام، ومنهم من علا وارتفع بتحقيقه للدرجة الأعلى فقد حقق اليقين والإيمان، ومنهم من وصل إلى درجة الإحسان.

س2: ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
الاستعانة هي طلب الإعانة على تحصيل نفع يرجى حصوله، ويكون بالقلب والقول والعمل.
والاستعانة تشمل الاستعاذة والاستغاثة، وهي على قسمين، هما:
القسم الأول: استعانة العبادة: وهي التي تقوم معها عبادات قلبية: كالمحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب، فلا يجوز صرفها لغير الله، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك. ودليله قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين"، حيث قدم المعمول مما يفيد الحصر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا استعنت فاستعن بالله). رواه الترمذي وقال حديث حسن. والاستعانة ملازمة للعبادة، فكل عابد مستعين، حيث لم يعبده إلا ليستعين به على جلب النفع ودفع الضر.
القسم الثاني: استعانة التسبب: وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا. فليس فيها معاني تعبدية، وحكمها بحسب حكم السبب والغرض، فإن كان الغرض مشروعا والسبب مشروعا كانت مشروعة وإلا فلا، لذك فهي على أقسام:
أ‌. الاستعانة المشروعة: وهي بذل الأسباب المشروعة لتحقيق المطالب المشروعة.
حكمها إما الوجوب وإما الاستحباب، بحسب المأمور به. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة"، فالصبر والصلاة من أسباب الاستقامة على الدين، فهي استعانة واستعاذة تسبب، ومثلها الاستعاذة بملجأ أو معاذ هو من أسباب عدم الوقوع في الفتن، وكذلك الاستعانة على إعفاف النفس بالكسب الطيب والزواج، والاستعانة على دفع المرض بالدواء وغيرها، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم جواز تعلق القلب بالسبب لئلا يدخل في شرك الأسباب.
ب‌. الاستعانة الغير مشروعة: هي الاستعانة على تحقيق غرض محرم، كمن يستعين بالحيل المحرمة على الكسب غير المشروع.
أما فائدة معرفة هذا التقسيم:
فهو لئلا يقع العبد بالشرك وهو لا يشرك، فإن إيمان العبد وتوحيده هو رأس ماله، وعليه مدار الفوز والخسارة في الآخرة، فمعرفة أن الاستعانة والاستغاثة والاستعاذة هي من العبادات القلبية، يجعل العبد لا يصرفها لغير الله، وإلا فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة، وذلك كشأن عباد القبور والأولياء، فإنهم يقوم الشرك في قلوبهم فيصرفون الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة بأوليائهم.
وكذلك لئلا يتعلق العبد بالسبب فيدخل في دائرة شرك الأسباب، وأيضا لئلا يتخذ سببا محرما أو غرضا محرما فيستحق عليه العقاب.

س3: بيّن ثمرات الخشية.
الخشية: هي شدة الخوف المبني على العلم، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف وإن كان بينهما تقارب في المعنى.
ومتى حلت الخشية في القلب حلت البركة في حال العبد وفي علمه وفي عمله، فيزداد العبد تعرضا لفضل الله، على قدر ازدياد حظه منها.
ومن ثمرات الخشية:
1) تحقيق الإنابة إلى الله. وهي الثمرة الأعظم.
2) أنها سبب عظيم لتدبر القرآن وفهمه وحسن التذكر والاعتبار وما يلحقه من بركات.
3) أنها تعين على المسارعة إلى الخيرات، والانتهاء عن المحرمات.
4) أنها تهذب النفس وتزكيها، وتخلصها من علل وأدواء لا حصر لها، فتزهد العبد في الدنيا، وتعين على المراقبة والمحاسبة.
5) أنها تحجز النفس عن الانبساط المذموم، لاسيما في دعوى المحبة، فمحبة الله مصحوبة بخشيته سبحانه.
وكما هو الحال في العبادات كلها، فإن بعض الطوائف قد ضلت في هذا الباب، فادعت محبة الله من غير خشية، قال ابن تيمية: (الحب المجرد تنبسط النفوس فيه حتى تتوسع في أهوائها إذا لم يزعها وازع الخشية لله حتى قالت اليهود والنصارى: "نحن أبناء الله وأحباؤه"، ويوجد في مدّعي المحبة من مخالفة الشريعة ما لا يوجد في أهل الخشية، ولهذا قرن الخشية بها في قوله: "هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلو"، وكان المشايخ المصنفون في السنة يذكرون في عقائدهم مجانبة من يكثر دعوى المحبة والخوض فيها من غير خشية لما في ذلك من الفساد الذي وقع فيه طوائف من المتصوفة).

س4: ما هي حقيقة الزهد؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟
الزهد الصحيح هو أن يزهد القلب فيما زهّد الله فيه، فينصرف إلى ما رغّب الله فيه.
وحقيقة الزهد هي ليست في مشابهة الزهاد في لباسهم لسببين، هما:
1) لأن الزهد عمل قلبي، وليس في الهيئة الظاهرة.
2) أنه ليس هناك هيئة واحدة للزهاد في اللباس والمعاش، حيث قد يشتبه حال الغني الزاهد بحال الفقير العاجز، وكلاهما مصيب لحقيقة الزهد.
- فمن صبر عن الحرام فاجتنبه، وشكر على الحلال فأدى حقه بالزكاة والنفقة فلم يشح به فهو زاهد:
** قال أيّوب بن حسّان الواسطي، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت الزّهريّ وقد سأله رجلٌ فقال: يا أبا بكرٍ من الزّاهد؟ قال: (الّذي لا يغلب الحرام صبره، ولا يمنع الحلال شكره). وقال أيّوب بن حسّان: سمعت ابن عيينة يقول: (ما سمعت في الزّهد قطّ شيئًا أحسن من هذا). رواه البيهقي في الزهد الكبير.
- وإن السبب الحامل عليه هو قصر الأمل لاشتغال القلب بالآخرة ومعرفة حقارة الدنيا.
** وقال سفيان الثوري: (الزّهد في الدّنيا قصر الأمل، وليس بلبس الصّوف). رواه ابن أبي شيبة.
- وإن من أرفع أنواع الزهد هو الزهد فيما يفتن القلوب عن الإخلاص، فمتى صحّ الإخلاص استقام الزهد.
** وقال الأوزاعي: (الزّهد في الدّنيا ترك المحمدة). رواه ابن أبي شيبة
قال ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: "الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة".
وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها.
أما علل الزهد:
1) مخالفة السنة في الزهد، وهو الزهد البدعي الفاسد المردود على صاحبه.
قال ابن مسعود: (اقتصاد في سنة، خير من اجتهاد في بدعة).
2) اشتغال القلب بحظوظ النفس الدنيوية من الزهد، فيتزهد في اللباس والمعاش بهدف أن يعظم شأنه به.
قال ابن القيم: أفضل الزهد إخفاء الزهد، وأصبعه الزهد في الحظوظ.
3) رؤية زهد النفس والعجب بها، وازدراء من لم يزهد.
4) تسمية العجز والكسل والبطالة زهدا، وهذا باطل، المحمول على كلمة الزهد هو الرغبة في الآخرة، والعمل لها.
قال ابن تيمية: (كثيرا ما يشتبه الزهد بالكسل والعجز والبطالة عن الأوامر الشرعية، وكثيرا ما تشتبه الرغبة الشرعية بالحرص والطمع والعمل الذي ضل سعي صاحبه).
5) الزهد البارد، وهو أن يكون في بعض ما ينفع في الآخرة مع تيسره، وسببه الجهل.
6) اعتقاد التلازم بين الزهد والفقر، وهذا خطا، فالزهد عمل قلبي يشترك فيه الغني والفقير.
7) تسمية اليأس من الدنيا وذمها زهدا، فإذا يئس من الدنيا بعد طلبه لها، عدّ نفسه من الزاهدين.

س5: هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
الأصل والأولى هو سؤال الله العافية.
** فعلى فرض صحة هذا الحديث: قال أبو مسعود سعيد بن إياس الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر. فقال: (قد سألت البلاء فسل الله العافية). قال: ومر برجل يقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: (قد استجيب لك فسل).رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، والترمذي وحسّنه، والبزّار، وغيرهم.
** وحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً: (سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية).

وأما إذا وقع ما يحتاج معه إلى الصبر، فإن سؤال الله الصبر لا حرج فيه، قال تعالى: "وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ". فقد احتاجوا للصبر فسألوه الله فأثنى عليهم الله.، ومثله في بقية أنواع الصبر: فمن أصابه البلاء، أو وجد في نفسه ميلا إلى المعصية، أو تكاسلا عن الطاعة، فله أن يسأل الله الصبر.
• ومما يجب أن يعلم، أن الصبر لا ينال إلا بمنة الله وتوفيقه، قال تعالى: "واصبر وما صبرك إلا بالله".
ومن الأسباب المعينة على الصبر، فأصولها خمسة، هي:
1) الاستعانة بالله والتوكل عليه.
2) التبصر بفضل الصبر إجمالا وتفصيلا، واليقين بحسن عاقبته، فكلما ازداد العبد بصيرة بأنواعه وتفاصيله، ازداد يقينا وامتثالا.
- فيتبصر بفضل أداء الطاعة فيقدم على أدائها، قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن تخلف المنافقين عن صلاة الفجر والعشاء: (ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا). ثقلت عليهم الصلاة لضعف بصيرتهم.
- ويتبصر بخطر المعصية من بغض الله لها إلى سوء عاقبتها فيحذر منها.
- ويتبصر بفضل الصبر على البلاء من محبة الله لأهلها إلى الثواب الجزيل لأهله فيصبر بل ربما يرتقي إلى الرضا والشكر.
3) أن يُحبّب الإيمان في القلب ويزين فيه، فيحب ما يحبه الله ويبغض ما أبغضه، فسيسهل عليه الصبر، لأنه عمل قلبي، لذلك يسهل الصبر على القلب الصحيح بخلاف القلب المريض بالشهوات أو الشبهات.
4) التصبُّر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله).
5) التأسي بأهل الصبر، لاسيما من كانت لهم في القلب محبة عظيمة، فستحمله نفسه على مشابهتهم وسلوك سبيلهم. قال تعالى: "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل".

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
إن من نعم الله علينا أن علمنا بأعمال القلوب التي هي محل نظر الرب، وعليها مدار الفوز والخسارة في الآخرة، وبصلاحها تصلح الأعمال، وبفسادها تفسد. فالحمد لله من قبل ومن بعد، والشكر موصول لشيخنا الفاضل المبارك على هذه الدورة المباركة التي أكسبتنا الفوائد الجمة، منها:
1) تعرفنا على علم السلوك وفضله، وما يتعلق به من أصول وفروع، وعناية أهل العلم به، والتأليف به، وطبقات الأئمة فيه وألقابهم.
2) التعرف على الأصول الجامعة لأعمال القلوب، والغاية التي خلق لها العبد، التي جعلتنا نزيد اهتماما بهذا العلم.
3) التعرف على العبادة التي خلق لأجلها العباد بتفاصيلها، وأنواعها، ودرجات تحقيقها.
4) التعرف على هذه المضغة التي بين جنبينا، والتي أتى علينا حين من الدهر لم نعرها انتباها، فعرفنا أنواع القلوب، وكيف تحيا؟ وكيف نزكيها؟ ولزوم باب الله ليثبت الله قلبه على دينه.
5) التعرف على أخطر أمراض القلوب لئلا نقع فيها، والسعي جاهدين لنكون من أصحاب القلوب الحية اللينة، والاجتهاد في تطهيرها من الأدران والامراض.
6) التعرف على أصول عبادات القلوب بالتفصيل: المحبة والخوف والرجاء، وكيف نتوازن بها لئلا نقع في الغلو أو الجفاء.
7) التعرف على أهم عبادات القلوب، ومنها: الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل، وكيف نوحد الله تعالى في عباداتنا كلها، والحذر من الوقوع في الشرك الأكبر المخرج من الملة.
8) التعرف على الصدق ولزومه لنصل للبر الموصل للجنة.
9) التعرف على التوكل بتفاصيله، ودرجات الناس فيه، علّنا ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
10) التعرف على الاستعانة، وكيف نحقق "إياك نعبد وإياك نستعين"؟
11) التعرف على الفرق بين الخشية والإنابة بتفاصيلهما، والفرق بين الخوف والخشية، ولماذا يكثر تعرض الشيطان لأهل الإنابة دون غيرهم.
12) التعرف أكثر على حقارة الدنيا، والحذر من الوقوع في شراكها وفتنها، وأن نزهد فيها، ونتورع عن كثير من المباحات لئلا نرعى حول الحمى فنوشك أن نقع فيها.
13) التعرف على التلازم بين الصبر والشكر، والأسباب المعينة لنيل أعلى مراتبهما.
14) اليقين بأن أسمى غايات العبد في هذه الحياة الدنيا هي أن يستمر في مجاهدة نفسه، ومخالفة هواه، والتمسك بحبل الله، والانكباب على العلم، والاستعانة بالله، والتضرع إليه، والتوكل عليه، أن يصل سالما لجنات النعيم، يسلم مما يقدح في عباداته، لينال أعلى درجات الجنة، ورضوان الله الذي هو أعظم نعيم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 شوال 1443هـ/26-05-2022م, 09:28 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.
الإخلاص لغة: هو التصفية والتنقية. قال أبو منصور الأزهري: (وخَلَصَ الشَّيْءُ يخلُصُ خُلُوصاً وخلاصا، وخَلَّصْتُه أَنا تخليصاً إِذا صفيته من كدر أَو درن).
وشرعا: هو تخليص الأعمال من الشرك بالله، وإفراد الله وحده بالعبادة. قال الخليل بن أحمد: (الإخلاصُ: التوحيد لله خالصاً، ولذلك قيل لسورة "قل هو الله أحد" سورة الإخلاص، وأخْلصتُ لله ديني: أمحضتُه وخَلَص له ديني).
فمما سبق نعلم أن الإخلاص عبادة قلبية، يجب فيها تحقق شرطي قبول العمل: الإخلاص والمتابعة، فمن حقق الإخلاص ولم يتابع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو متبع لهواه لم يكن إخلاصه ممدوحا، فالإخلاص والمتابعة متلازمان.
ويتفاضل المخلصون فيها، فيزداد الإخلاص بأمرين، هما:
1) قوة الاحتساب وتصفية العمل من شوائب ما يقدح فيه، فيحسن في إخلاصه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات). فبتفاضل النية يتفاضل العمل. فنرى الرجلان يعملان العمل الواحد فيثيب الله الأول ثوابا عظيما بل يدخله الجنة به، ولا يكون للثاني ذات الوزن في ميزان حسناته.
2) الاستكثار من العبادات، فالعبادات التي يخلص فيها صاحبها، تزيده إخلاصا.
وبالجمع بينهما تزداد محبة العبد لصاحبهما، وحال الناس فيها كحالهم في سائر العبادات، فمن أتى بأصله فقد حقق مرتبة الإسلام، ومنهم من علا وارتفع بتحقيقه للدرجة الأعلى فقد حقق اليقين والإيمان، ومنهم من وصل إلى درجة الإحسان.

س2: ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
الاستعانة هي طلب الإعانة على تحصيل نفع يرجى حصوله، ويكون بالقلب والقول والعمل.
والاستعانة تشمل الاستعاذة والاستغاثة، وهي على قسمين، هما:
القسم الأول: استعانة العبادة: وهي التي تقوم معها عبادات قلبية: كالمحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب، فلا يجوز صرفها لغير الله، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك. ودليله قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين"، حيث قدم المعمول مما يفيد الحصر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا استعنت فاستعن بالله). رواه الترمذي وقال حديث حسن. والاستعانة ملازمة للعبادة، فكل عابد مستعين، حيث لم يعبده إلا ليستعين به على جلب النفع ودفع الضر.
القسم الثاني: استعانة التسبب: وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا. فليس فيها معاني تعبدية، وحكمها بحسب حكم السبب والغرض، فإن كان الغرض مشروعا والسبب مشروعا كانت مشروعة وإلا فلا، لذك فهي على أقسام:
أ‌. الاستعانة المشروعة: وهي بذل الأسباب المشروعة لتحقيق المطالب المشروعة.
حكمها إما الوجوب وإما الاستحباب، بحسب المأمور به. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة"، فالصبر والصلاة من أسباب الاستقامة على الدين، فهي استعانة واستعاذة تسبب، ومثلها الاستعاذة بملجأ أو معاذ هو من أسباب عدم الوقوع في الفتن، وكذلك الاستعانة على إعفاف النفس بالكسب الطيب والزواج، والاستعانة على دفع المرض بالدواء وغيرها، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم جواز تعلق القلب بالسبب لئلا يدخل في شرك الأسباب.
ب‌. الاستعانة الغير مشروعة: هي الاستعانة على تحقيق غرض محرم، كمن يستعين بالحيل المحرمة على الكسب غير المشروع.
أما فائدة معرفة هذا التقسيم:
فهو لئلا يقع العبد بالشرك وهو لا يشرك، فإن إيمان العبد وتوحيده هو رأس ماله، وعليه مدار الفوز والخسارة في الآخرة، فمعرفة أن الاستعانة والاستغاثة والاستعاذة هي من العبادات القلبية، يجعل العبد لا يصرفها لغير الله، وإلا فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة، وذلك كشأن عباد القبور والأولياء، فإنهم يقوم الشرك في قلوبهم فيصرفون الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة بأوليائهم.
وكذلك لئلا يتعلق العبد بالسبب فيدخل في دائرة شرك الأسباب، وأيضا لئلا يتخذ سببا محرما أو غرضا محرما فيستحق عليه العقاب.

س3: بيّن ثمرات الخشية.
الخشية: هي شدة الخوف المبني على العلم، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف وإن كان بينهما تقارب في المعنى.
ومتى حلت الخشية في القلب حلت البركة في حال العبد وفي علمه وفي عمله، فيزداد العبد تعرضا لفضل الله، على قدر ازدياد حظه منها.
ومن ثمرات الخشية:
1) تحقيق الإنابة إلى الله. وهي الثمرة الأعظم.
2) أنها سبب عظيم لتدبر القرآن وفهمه وحسن التذكر والاعتبار وما يلحقه من بركات.
3) أنها تعين على المسارعة إلى الخيرات، والانتهاء عن المحرمات.
4) أنها تهذب النفس وتزكيها، وتخلصها من علل وأدواء لا حصر لها، فتزهد العبد في الدنيا، وتعين على المراقبة والمحاسبة.
5) أنها تحجز النفس عن الانبساط المذموم، لاسيما في دعوى المحبة، فمحبة الله مصحوبة بخشيته سبحانه.
وكما هو الحال في العبادات كلها، فإن بعض الطوائف قد ضلت في هذا الباب، فادعت محبة الله من غير خشية، قال ابن تيمية: (الحب المجرد تنبسط النفوس فيه حتى تتوسع في أهوائها إذا لم يزعها وازع الخشية لله حتى قالت اليهود والنصارى: "نحن أبناء الله وأحباؤه"، ويوجد في مدّعي المحبة من مخالفة الشريعة ما لا يوجد في أهل الخشية، ولهذا قرن الخشية بها في قوله: "هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلو"، وكان المشايخ المصنفون في السنة يذكرون في عقائدهم مجانبة من يكثر دعوى المحبة والخوض فيها من غير خشية لما في ذلك من الفساد الذي وقع فيه طوائف من المتصوفة).

س4: ما هي حقيقة الزهد؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟
الزهد الصحيح هو أن يزهد القلب فيما زهّد الله فيه، فينصرف إلى ما رغّب الله فيه.
وحقيقة الزهد هي ليست في مشابهة الزهاد في لباسهم لسببين، هما:
1) لأن الزهد عمل قلبي، وليس في الهيئة الظاهرة.
2) أنه ليس هناك هيئة واحدة للزهاد في اللباس والمعاش، حيث قد يشتبه حال الغني الزاهد بحال الفقير العاجز، وكلاهما مصيب لحقيقة الزهد.
- فمن صبر عن الحرام فاجتنبه، وشكر على الحلال فأدى حقه بالزكاة والنفقة فلم يشح به فهو زاهد:
** قال أيّوب بن حسّان الواسطي، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت الزّهريّ وقد سأله رجلٌ فقال: يا أبا بكرٍ من الزّاهد؟ قال: (الّذي لا يغلب الحرام صبره، ولا يمنع الحلال شكره). وقال أيّوب بن حسّان: سمعت ابن عيينة يقول: (ما سمعت في الزّهد قطّ شيئًا أحسن من هذا). رواه البيهقي في الزهد الكبير.
- وإن السبب الحامل عليه هو قصر الأمل لاشتغال القلب بالآخرة ومعرفة حقارة الدنيا.
** وقال سفيان الثوري: (الزّهد في الدّنيا قصر الأمل، وليس بلبس الصّوف). رواه ابن أبي شيبة.
- وإن من أرفع أنواع الزهد هو الزهد فيما يفتن القلوب عن الإخلاص، فمتى صحّ الإخلاص استقام الزهد.
** وقال الأوزاعي: (الزّهد في الدّنيا ترك المحمدة). رواه ابن أبي شيبة
قال ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: "الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة".
وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها.
أما علل الزهد:
1) مخالفة السنة في الزهد، وهو الزهد البدعي الفاسد المردود على صاحبه.
قال ابن مسعود: (اقتصاد في سنة، خير من اجتهاد في بدعة).
2) اشتغال القلب بحظوظ النفس الدنيوية من الزهد، فيتزهد في اللباس والمعاش بهدف أن يعظم شأنه به.
قال ابن القيم: أفضل الزهد إخفاء الزهد، وأصبعه الزهد في الحظوظ.
3) رؤية زهد النفس والعجب بها، وازدراء من لم يزهد.
4) تسمية العجز والكسل والبطالة زهدا، وهذا باطل، المحمول على كلمة الزهد هو الرغبة في الآخرة، والعمل لها.
قال ابن تيمية: (كثيرا ما يشتبه الزهد بالكسل والعجز والبطالة عن الأوامر الشرعية، وكثيرا ما تشتبه الرغبة الشرعية بالحرص والطمع والعمل الذي ضل سعي صاحبه).
5) الزهد البارد، وهو أن يكون في بعض ما ينفع في الآخرة مع تيسره، وسببه الجهل.
6) اعتقاد التلازم بين الزهد والفقر، وهذا خطا، فالزهد عمل قلبي يشترك فيه الغني والفقير.
7) تسمية اليأس من الدنيا وذمها زهدا، فإذا يئس من الدنيا بعد طلبه لها، عدّ نفسه من الزاهدين.

س5: هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
الأصل والأولى هو سؤال الله العافية.
** فعلى فرض صحة هذا الحديث: قال أبو مسعود سعيد بن إياس الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر. فقال: (قد سألت البلاء فسل الله العافية). قال: ومر برجل يقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: (قد استجيب لك فسل).رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، والترمذي وحسّنه، والبزّار، وغيرهم.
** وحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً: (سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية).

وأما إذا وقع ما يحتاج معه إلى الصبر، فإن سؤال الله الصبر لا حرج فيه، قال تعالى: "وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ". فقد احتاجوا للصبر فسألوه الله فأثنى عليهم الله.، ومثله في بقية أنواع الصبر: فمن أصابه البلاء، أو وجد في نفسه ميلا إلى المعصية، أو تكاسلا عن الطاعة، فله أن يسأل الله الصبر.
• ومما يجب أن يعلم، أن الصبر لا ينال إلا بمنة الله وتوفيقه، قال تعالى: "واصبر وما صبرك إلا بالله".
ومن الأسباب المعينة على الصبر، فأصولها خمسة، هي:
1) الاستعانة بالله والتوكل عليه.
2) التبصر بفضل الصبر إجمالا وتفصيلا، واليقين بحسن عاقبته، فكلما ازداد العبد بصيرة بأنواعه وتفاصيله، ازداد يقينا وامتثالا.
- فيتبصر بفضل أداء الطاعة فيقدم على أدائها، قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن تخلف المنافقين عن صلاة الفجر والعشاء: (ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا). ثقلت عليهم الصلاة لضعف بصيرتهم.
- ويتبصر بخطر المعصية من بغض الله لها إلى سوء عاقبتها فيحذر منها.
- ويتبصر بفضل الصبر على البلاء من محبة الله لأهلها إلى الثواب الجزيل لأهله فيصبر بل ربما يرتقي إلى الرضا والشكر.
3) أن يُحبّب الإيمان في القلب ويزين فيه، فيحب ما يحبه الله ويبغض ما أبغضه، فسيسهل عليه الصبر، لأنه عمل قلبي، لذلك يسهل الصبر على القلب الصحيح بخلاف القلب المريض بالشهوات أو الشبهات.
4) التصبُّر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله).
5) التأسي بأهل الصبر، لاسيما من كانت لهم في القلب محبة عظيمة، فستحمله نفسه على مشابهتهم وسلوك سبيلهم. قال تعالى: "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل".

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
إن من نعم الله علينا أن علمنا بأعمال القلوب التي هي محل نظر الرب، وعليها مدار الفوز والخسارة في الآخرة، وبصلاحها تصلح الأعمال، وبفسادها تفسد. فالحمد لله من قبل ومن بعد، والشكر موصول لشيخنا الفاضل المبارك على هذه الدورة المباركة التي أكسبتنا الفوائد الجمة، منها:
1) تعرفنا على علم السلوك وفضله، وما يتعلق به من أصول وفروع، وعناية أهل العلم به، والتأليف به، وطبقات الأئمة فيه وألقابهم.
2) التعرف على الأصول الجامعة لأعمال القلوب، والغاية التي خلق لها العبد، التي جعلتنا نزيد اهتماما بهذا العلم.
3) التعرف على العبادة التي خلق لأجلها العباد بتفاصيلها، وأنواعها، ودرجات تحقيقها.
4) التعرف على هذه المضغة التي بين جنبينا، والتي أتى علينا حين من الدهر لم نعرها انتباها، فعرفنا أنواع القلوب، وكيف تحيا؟ وكيف نزكيها؟ ولزوم باب الله ليثبت الله قلبه على دينه.
5) التعرف على أخطر أمراض القلوب لئلا نقع فيها، والسعي جاهدين لنكون من أصحاب القلوب الحية اللينة، والاجتهاد في تطهيرها من الأدران والامراض.
6) التعرف على أصول عبادات القلوب بالتفصيل: المحبة والخوف والرجاء، وكيف نتوازن بها لئلا نقع في الغلو أو الجفاء.
7) التعرف على أهم عبادات القلوب، ومنها: الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل، وكيف نوحد الله تعالى في عباداتنا كلها، والحذر من الوقوع في الشرك الأكبر المخرج من الملة.
8) التعرف على الصدق ولزومه لنصل للبر الموصل للجنة.
9) التعرف على التوكل بتفاصيله، ودرجات الناس فيه، علّنا ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
10) التعرف على الاستعانة، وكيف نحقق "إياك نعبد وإياك نستعين"؟
11) التعرف على الفرق بين الخشية والإنابة بتفاصيلهما، والفرق بين الخوف والخشية، ولماذا يكثر تعرض الشيطان لأهل الإنابة دون غيرهم.
12) التعرف أكثر على حقارة الدنيا، والحذر من الوقوع في شراكها وفتنها، وأن نزهد فيها، ونتورع عن كثير من المباحات لئلا نرعى حول الحمى فنوشك أن نقع فيها.
13) التعرف على التلازم بين الصبر والشكر، والأسباب المعينة لنيل أعلى مراتبهما.
14) اليقين بأن أسمى غايات العبد في هذه الحياة الدنيا هي أن يستمر في مجاهدة نفسه، ومخالفة هواه، والتمسك بحبل الله، والانكباب على العلم، والاستعانة بالله، والتضرع إليه، والتوكل عليه، أن يصل سالما لجنات النعيم، يسلم مما يقدح في عباداته، لينال أعلى درجات الجنة، ورضوان الله الذي هو أعظم نعيم.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 10:32 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.

نعم يتفاضل المخلصون في إخلاصهم، فالإخلاص عبادة كالعبادات، عبادة محلها القلب، بقدر قوة الإخلاص في القلوب بقدر تفاضل المخلصون.
بقدر ما قام في القلب من صدق توجه لله بالأعمال و تنقيتها مما يشوبها و يقدح في إخلاصها من رياء و عجب و شرك، بقدر ما كان الإخلاص في درجاته العلا.
فمدار الأمر على النية، إنما الأعمال بالنيات، من داخل قلبه نية نظرالناس عمله، ليس كمن خلص عمله لنظر ربه.
- عن عبد الله بن المبارك : رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ، وربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ.
و مما يعلي درجة المخلصون تزودهم بالاستكثار من العبادات؛ كل عبادة كانت خالصة لله هي مما يزداد بها العبد إخلاصًا.
فإتيان أصل العمل درجة، و التقوى درجة، و الإحسان في الإخلاص درجة، درجات العبودية هي درجات للمخلصين، فبتحقيق كل درجة للعبودية يحقق درجة الإخلاص، و بقدر ما كانت المتابعة في العمل بقدر علو درجة الإخلاص في القلب، فمن لازم الإخلاص المتابعة، كيف أخلص العمل لله و لا أتبع منهج الاتباع؟
س2: ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
أقسام الاستعانة
1- استعانة العبادة: هي استعانة العبد بغيره لجلب منفعة أو دفع مضرة مصحوبة بأعمال قلبية؛ كالمحبة و التعظيم، و الخوف و الرجاء، و الرغب و الرهب، و هذه الاستعانة بهذه الأعمال القلبية لا تُصرف إلا لله، و من كانت استعانته بغير الله من المخلوقين كذلك فقد أشرك شركًا أكبر، مخرج من الملة.
قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، في الآية حصر للاستعانة بالله،فإياك يا الله نستعين و لا نستعين بغيرك.
و قال صلى الله عليه و سلم: (وإذا استعنت فاستعن بالله)
2- استعانة التسبب؛ و هو الأخذ بالأسباب في طلب منفعة أو دفع مضرة، مع اعتقاد أنه سبب سخره الله رجاء حدوث المطلوب.
لا يملك لنفسه ضرًا و لا نفعًا، فلا يقوم في القلب أعمال تعبدية لا تصرف إلا لله.
و هذه الاستعانة لها أحكام حسب نوعها؛ فمنها ما هو مشروع: و هي الاستعانة بالأخذ بأسبا مشروعة، لتحقيق مطالب مشروعة،هذه واجبة و قد تكون مستحبة و ذلك بناء على المأمور،كالاستعانة بالصبر و الصلاة،فهما مما شرع الله كما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)، و يُستعان بهما للسير في الطريق المستقيم، و الوصول لمعالي الأمور مما يحبه الله و يرضاه، فعوائق الطريق كثيرة و ليس من سبيل إلا ما علمنا الله إياه نأخذ به سببًا.
و من الأسباب التي يستعين بها العبد و شُرعت له: الاستعانة بالكسب الطيب والزواج على إعفاف النفس ، والاستعانة بالدواء واختيار الطبيب الحاذق على دفع المرض.
و يحذر في هذه الاستعانة من تعلق القلب بالسبب أنه في ذاته قادر على النفع و الضر، فهذا من شرك الأسباب .
- و استعانة العبد لتحقيق ما لا يحبه الله و يرضاه، فهي غير جائزة لأنها إعانة على باطل.
و اختصار الكلام في حكم استعانة السبب: إذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة،وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة.
فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.
الفائدة من معرفة هذا التقسيم اتباعه، و الحذر من الوقوع في المحذور من شرك أكبر أو أصغر، فينتبه القلب و يعقل ما يفعل، فيتقي الله في عمله.
س3: بيّن ثمرات الخشية.
الخشية؛ علم و خوف يدفع للعمل و ينقي العمل و يباركه، كلما زاد نصيب العبد من الخشية كلما كان كثير العمل، مخلصه، كلما كان العبد منيبًا لربه، أوابًا، و هذا من أعظم ثمرات الخشية، و مقصودها الأعظم.
قال تعالى في سورة طه (إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (3) ، فالخشية سبب عظيم لحصول مقصود القرآن من التذكرة و الفهو و الاتعاظ بالقرآن، و ما يتبعه من عمل.
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
قال تعالى في سورة المؤمنون: (إنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) ما لهم (أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)،قال تعالى في سورة الأنبياء: (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) فالخشية مما يعين على المسارعة إلى الخيرات، مراقبة الله في السر و العلن فينتهون عن المحرمات.
قال الله تعالى في سورة عبس واصفًا عبد الله ابن أم مكتوم (وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ، وَهُوَ يَخْشَىٰ)، فخشيته الله سببًا للتزكية و السعي لتحقيقها، فتخلص القلب و النفس من أمراضهما؛ من شرك، و رياء و عجب و تعلق و غيرها من الأمراض التي سببها غفلة العبد عن ربه، و تعظيمه للدنيا في قلبه.
الخشية تعدل ميزان ما قام في قلب العبد في إقباله على ربه، فالعبد يقبل على ربه بجناحي الرجاء و الخوف، و الرجاء مبناه محبة الله و الخوف مبناها الخشية و التعظيم، و كلاهما مما لا يستغنى عنه العبد حتى يستطيع الاتزان في سيره على الطريق إلى ربه، فلا يرجو رجاءًا يهلكه و يصرفه عن الطاعة، و لا يخاف و يخشى خوفًا يقعده عن العمل أيسًا من رحمته.
س4: ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟
الزهد عمل قلبي؛ ليس باللباس و ظاهر الحال، فالزهد هو ترك ما زهد الله فيه رغبة فيما رغب الله فيه، قال ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: "الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة".
فنظر الزاهد على الآخرة، يسعى سعيها،علم حقيقة الدنيا، أنها دار ممر لا دار مقر، قال الجنيد عن الزهد: (استصغار الدّنيا ومحو آثارها من القلب)، فلا تشغله الدنيا عن سعيه، فيصبر عن الحرام و يصبر على الطاعة، و يشكر نعم الله و لا يصرفها إلا فيما يحب الله و يرضاه،و لا يرى هذه النعم إلا سبيلًا لمطلوبه الأكبر في الآخرة، جنة الخلد،فلا ينشغل بها و هي حلال و لا تفتنه فتصرفه عن نظر الآخرة، وقال الأوزاعي: (الزّهد في الدّنيا ترك المحمدة و لا يصرفه ذم و لا مدح عن غايته، فهو يعيش الدنيا للآخرة، -قال أبي موسى الدّيبلي في الزهد :لا تأيس على ما فاتك منها، ولا تفرح بما أتاك منها، وقال أبو سليمان الداراني: (الزّاهد حقًّا لا يذمّ الدّنيا، ولا يمدحها، ولا ينظر إليها، ولا يفرح بها إذا أقبلت، ولا يحزن عليها إذا أدبرت، فسعادته في طاعة تقربه لله و ليس في دنيا تُفتح عليه.
قال الزهري عن الزاهد:( الّذي لا يغلب الحرام صبره، ولا يمنع الحلال شكره)، فهو ترك الحرام و رغب في الحلال، و ذلك لله، فهو استعان بما أمره الله و رغب به و هو الصبر على ما حرمه؛ و يقع تحته كل ما هو حرام من وضع الشهوة في حرام، و رغب في الحلال فشكر الله بأداء حقه و ذلك كله لله.
- قال سفيان بن عيينة عن حد الزهد: أن يكون شاكرًا في الرّضا، صابرًا في البلاء، فإذا كان كذلك فهو زاهدٌ.قيل لسفيان: ما الشّكر؟ قال: أن يجتنب ما نهى اللّه عنه.
علل الزهد:
1- مخالفة السنّة في الزهد، وهو الزهد البدعي، زهد ليس فيه اتباع و ليس على نهج الرسول صلى الله عليه و سلم، و كل عمل ليس على ما كان عليه رسولنا الكريم فهو رد، ثبت في الصحيح أن رجالا قال أحدهم: أما أنا فأصوم لا أفطر وقال الآخر: أما أنا فأقوم لا أنام، وقال الآخر: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء فقال صلى الله عليه وسلم: (ما بال رجال يقول أحدهم كيت وكيت لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني)
و هذا الحديث فيه بيان سبب فساد هذا الفعل بأنه مخالف لسنته، صلى الله عليه و سلم.
و قد قال عبد الله بن مسعود: (اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة)
وقال أيضاً: (حقيقة المشروع منه: أن يكون بغضه وحبه وزهده فيه أو عنه تابعا لحب الله وكراهته، فيحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ويرضى ما يرضاه، ويسخط ما يسخطه، بحيث لا يكون تابعا لهواه؛ بل لأمر مولاه؛ فإن َّكثيرا من الزهاد في الدنيا أعرضوا عن فضولها، ولم يقبلوا على ما يحبه الله ورسوله، وليس هذا الزهد هو الذي أمر الله به؛ ولهذا كان في المشركين زهاد، وفي أهل الكتاب زهاد، وفي أهل البدع زهاد.
- طلب الدنيا بالزهد؛ كطلب تعظيم الناس له و تشريفه بينهم، فيلبس لباس من يتزهد و قلبه تعلق برؤية الناس زهده، قال أيوب: (لأن يستر الرجل زهده خير له من أن يظهره).
3- رؤية الزاهد عمله من الزهد، فيصيب قلبه العجب و الكبرياء، و يقابله احتقار غيره ممن لم ينزل منزلته من الزهد.
- قال يزيد بن عوانة: حدثني أبو شداد - شيخ من بني مجاشع أحسن عليه الثناء - قال: سمعت الحسن، وذُكر عنده الذين يلبسون الصوف، فقال: (ما لهم تفاقدوا - ثلاثا - أكنّوا الكبرَ في قلوبهم، وأظهروا لأحدهم أشدُّ التواضع في لباسهم، والله عجباً بكسائه من صاحب المطرف بمطرفه.
قال ابن القيم فيمما نقص الزهد: أن يشهد زهده ويلحظه ولا يفنى عنه بما زهد لأجله فهذا نقص أيضاً؛ فالزهد كله أن تزهد فى رؤية زهدك، وتغيب عنه برؤية الفضل ومطالعة المنة، وأن لا تقف عنده فتنقطع، بل أعرض عنه جاداً فى سيرك غير ملتفت إليه مستصغراً لحاله بالنسبة إلى مطلوبك، مع أن هذه العلة مطّردة فى جميع المقامات على ما فيها).
4- تلبيس ما يتصف به الناس من عجز وكسل وبطالة تسمية الزهد و هو أبعد ما يكون وصفًا لهم، فالمرغوب ترك الدنيا و التعلق بها و الإقبال بالعمل للآخرة،مع العمل على تحصيل ما يقيم قوته و حياته، و هذا لا يجتمع مع الكسل و العجز اللذان استعاذ منهما رسول الله صلى الله عليه و سلم.
- قال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعت أبا سليمان الدّارانيّ يقول: «ليس الزّاهد من ألقى غمّ الدّنيا واستراح منها، وإنّما تلك راحةٌ، وإنّما الزّاهد من ألقى غمّها وتعب فيها لآخرته).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:(كثيرا ما يشتبه الزهد بالكسل والعجز والبطالة عن الأوامر الشرعية، وكثيرا ما تشتبه الرغبة الشرعية بالحرص والطمع والعمل الذي ضلَّ سعي صاحبه).
5- الزهد البارد، وهو زهد السفيه الذي لا يعقل، يزهد في ما ينفعه في الآخرة مع قدرته و تيسر عمله له.
وقال ابن القيم مما يكون سببًا لنقص الزهد: أن يزهد فيما ينفعه منها، ويكون قوة له على سيره ومعونة له على سفره، فهذا نقص. فإن حقيقة الزهد هى أَن تزهد فيما لا ينفعك،
6-الاعتفاد بأن هناك تلازم بين الزهد و الفقر و هذ غير صحيح، فالزهد عمل قلبي ليس حكرًا على الفقير دون الغني، بل قد يكون الغني أكثر زهدًا بما قام في قلبه من الفقير، ذلك كما بين ابن تيمية فقال : لما كان الفقر مظنة الزهد طوعا أو كرها؛ إذ من العصمة أن لا تقدر، وصار المتأخرون كثيرا ما يقرنون بالفقر معنى الزهد، والزهد قد يكون مع الغنى، وقد يكون مع الفقر؛ ففي الأنبياء والسابقين الأولين ممن هو زاهد مع غناه كثير.
8-إطلاق الزهد على يأس أصاب القلب من الدنيا، و هذا يأس من إقبال الدنيا عليه، و ليس زهد من دنيا تقبل عليه، فلا يكون حامله على ترك الدنيا طلب الآخرة، بل يأسًا من تحصيل مطلوبه الدنيوي.
-قال ابن القيم في ذلك : أن يكون زهده مشوباً إما بنوع عجز أو ملالة وسآمة وتأَذية بها وبأَهلها، وتعب قلبه بشغله بها، ونحو هذا من المزهدات فيها، كما قيل لبعضهم: ما الذى أوجب زهدك في الدنيا؟ قال: قلة وفائها، وكثرة جفائها، وخسة شركائها؛ فهذا زهد ناقص، فلو صَفَتْ للزاهد من تلك العوارض لم يزهد فيها، بخلاف من كان زهده فيها لامتلاءِ قلبه من الآخرة، ورغبته فى الله وقربه، فهذا لا نقص في زهده ولا علة من جهة كونه زهداً.
س5: هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
-كل من أصابه بلاء، أو خشي أن يقارف معصية، أو أن يكسل عن طاعة؛ فله أن يسأل الله تعالى الصبر على ما يحبّ من ذلك، والعون على طاعته، قال الله تعالى: { وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)}
و لا يجوز سؤال الصبر عامة الحال؛ الذي الأولى فيه طلب العافية، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر. فقال: (قد سألت البلاء فسل الله العافية).
-و قال صلى الله عليه و سلم: أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف»، ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم». رواه البخاري
- وحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً: (سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية)). الحديث وقد تقدّم ذكره.
*الأسباب المعينة على الصبر:
خمسة أسباب:
1- قال الله تعالى: (واصبر وما صبرك إلا بالله)، الاستعانة بالله تعالى والتوكّل عليه في تحقيق الصبر إذ لا صبر إلا بالله.
2- نظر فضل الصبر الذي وعد الله به عباده الصابرين، نظر المبصر لحقائق الأمور و مآلاتها، فيرجو حسن العاقبة.
قال تعالى:( إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)، قال تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
تحقق معية الله للصابرين قال تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
فيصبر على كل أمر يحتاج صبر؛ طاعة ؛ لعلمه بحسن عاقبة المؤمنين المتقين المحسنين، ابتلاء؛ قال تعالى: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، للصابر ثلاث بشائر بشر الله بها فقال تعالى:( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
فيصبر على الابتلاء لعلمه بأن أمر المؤمن كله خير، فيرى تربية الله له فيها،من تمحيص و تنقية و تكفير للذنوب و علو الدرجات، فيصبر و يحتسب ، و يصبر عن كل معصية؛ لعلمه بخطورة المعاصي و سوء العاقبة و المنقلب للعاصي،كل ذلك رجاء ثواب الله عز و جل.
- - وقد قال نافع مولى ابن عمر: كان ابن عمر إذا جلس مجلساً لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن لجلسائه: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ... » فهذه ويجمعها البصيرة بأنّ الله مع الصابرين وأنّ الله يحبّ الصبر وأهله، وهذه المحبة والمعية الخاصة لها لوازمها وآثارها التي لا تتخلّف عنها، فمن اطمأنّ قلبه بها سهل عليه من الصبر ما لا يكاد يسهل على غيره.
3- من الأسباب المعينة على الصبر تزيين الإيمان في القلب ، و هذا من منة الله على عباده، يلزم من ذلك عمل يحبه الله و يرضاه و بعد عما حرم الله، فيحبب إليه الصبر على كل ذلك ، حبًا في الإيمان ، قال الله تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)}
قلب سلم محب للإيمان على فطرته يسهل عليه الصبر، غير من تشوهت فطرته و ناله من الشبهات و الأمراض ما ناله.
4- التصبّر، قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبَّر يصبره الله.
5- النظر لأهل الصبر من المبتلين و من أصحاب الهمم، كيف يصبرون على الطريق،فيتخذونهم قدوة لهم، قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
حوت هذه الدورة كلمات و معانٍ تكتب بماء الذهب ، بارك الله الشيخ، و نفع به الأمة
و هذه الفوائد من أهم الفوائد التي استفدتها و ليست جميعها.
*فوائد علمية معرفية و سلوكية:
1- أصول علم السلوك : تشمل البصائر و البينات و تشمل الطاعة و الامتثال، كلا الأصلين متلازمين، فلا طاعة دون بصائر و البصائر حجة على من لم يقم بالطاعة.
2- فروع علم السلوك تمثل مقصد السالك و منهجه الذي يتبعه؛ الصراط المستقيم،و العوارض التي تعرض له و العوائق و سبل مقاومتها و التخلص من أثرها و سلطانها.
3- عناية العلماء بعلم السلوك و اهتمامهم بتدوين الكتب، فيه دليل أهمية هذا العلم و مركزيته التي تحتاج إلى عناية من كل مسلم.
4- اختلاف طرق المحدثين في التأليف في هذا العلم، في تتبعه نرى الارتقاء من عموم الاهتمام إلى خصوصه، من علم تجمع فيه الآثار و الأحاديث و تصنف على شرط المصنف كالصحيحين، و كتاب الرقائق من سنن النسائي، إلى جمع وصايا الحكماء و الزهاد و العارفين من الأنبياء و الصحابة و التابعين و الأئمة المعروفين، كما كان من الإمام أحمد في كتابه الزهد، و ابن ابي شيبة في كتابه الزهد من مصنفه، إلى تصنيف الكتب على أبواب هذا العلم ؛ يجمع الأحاديث و الآثار و الأخبار و الوصايا ككتاب الزهد لابن المبارك.
5- طالب العلم يحتاج إلى معرفة طبقات أئمة هذا العلم و مصادره و يتطلع لسيرهم و أخبارهم.
6- من هم الأبدال؟ هم العاملون و العباد الصالحون يخلف بعضهم بعضًا، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره.
7- اهم سبل شفاء علل القلب تدبر القرآن والسنة و اتباع هديهما .
8- الجهل الأصلي فتنة لصاحبه، الجهل الذي يكون بعد إقامة الحجة و الإعراض عقوبة لصاحبه
9- شفاء القلب من الجهل يكون بالإنابة إلى الله و طلب العلم و حسن التصديق
10 - العي قد يقع للعالم في مسائل تشكل عليه، و ليس الأمر ببعيد عنه.
11 – الحرص المذموم على مرتبتين أولهما الحرص على المباحات حرص قلب متعلق أنزل المباحات فوق منزلتها، المنزلة الثانية ؛ الحرص الذي يدفع صاحبه لاكتساب الحرام و السير في ركب الباطل، و هي أشد من المنزلة الأولى.
12 – إذا انتشر الشح في قوم كان بينهم الشقاق و الخلاف، فتسود الفرقة.
13 - المحبة أصل الدين و أصل أعمال القلوب، هي عبادة لا تصح إلا بالإخلاص و الإخلاص سبب لها، و لا تقبل إلا بالاتباع و الاتباع سببه المحبة و سبب للمحبة.
14 – يكمل الإيمان بكمال المحبة.
15 –الإخلاص توحيد الطلب و الصدق توحيد المطلوب، من جمعهما فقد نصح لله و الرسول و هذا هو الإحسان بعينه
16 – اليقين مفتاح الصدق و الصدق دليل البر، من رزقهما رزق الخير الكثير
17 –من صدق الله صدقه وعده و أعطاه مطلوبه و هون عليه السبيل له، و كان له وليًا ناصرًا.
18 – وحشة غربة السائر في الطريق تروح برفقة الصادقين ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين)، في الدنيا و الآخرة.
19 –الأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص تخلص إلى أمرين: اليقين و الصبر
20 –الزهد أن لا ترغب فيما لا ينفع الآخرة، الورع أن تترك ما تخشى ضرره في الآخرة
21 – ترك المشتبهات من الورع ،يتركها خوف الضرر في الآخرة
22 – الزهد ليس خاص بالغني فقط، فزهد الفقير أن لا يحزن على ما فاته من أمر الدنيا
23 – أحاديث مشهورة و لا تصح في الزهد؛ مثل( ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس).
24 – للزهد ثلاثة أوجه: زهد العوام بترك الحرام، و زهد الخواص بترك الفضول من الحلال، و زهد العارفين و هو ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى.
25 – فقه الورع يقوم على أصول العلم و التقوى و الصبر.
26 - حاجة العبد لتعهد قلبه بالتزكية حاجته للماء والشراب، فبها يحيا قلبه كما يحيا جسده بالطعام و الشراب.
27 -الرضا باب البركة؛ قال صلى الله عليه وسلم (أن الله يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله له، بارك الله له فيه، و و سعه، و من لم يرض لم يبارك له).
28 - إذا أخر الله لعبده المؤمن أمنية وحاجة، فليعلم أن هذا التأخير خير، فالله يختار لعبده ما هو خير له، فيأتيه حين يأتيه وهو على حال الكمال وأفضل، فإذا أخر عنك شيء فاعمد لتطهير قلبك.
29 -على المؤمن التقي عند البلاء أن يرى سبيل الهدى الذي ينيره الله له ليتبعه، ويرى لطف الله في هذا البلاء
30 -صاحب القلب السليم يعرف متى أصيب قلبه بداء يصرفه عن الخير فلا يتأخر العبد عن مداواته، و تطهيره.
31- في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و أحاديثه و في قصص السلف و أقوالهم الخير الكثير، فهم القدوة التي يجب أن نقتدي بهم في تعهد القلوب و تزكيتها بكل خير عن كل شر.
في كتابة مثل هذه المواضيع:

1- عند عرض الموضوع نبدأ بمقدمة إجمالية ثم نفصل الكلام عما نتعهد بالكتابة.
2- الاستعانة بكلام العرب و أشعارهم في عرض الموضوع مما يثريه و يبين معاني الكلام و يقربه للأذهان.
3- ابن تيمية و ابن القيم مما أكثر الشيخ بارك الله فيه بالاستشهاد بكلامهم، دليل أنهم ممن كان لهم باع في هذا الباب و أبدعوا فيه و يُرجع إليهم فيه.
4- تخريج الأحاديث في الباب و بيان ضعيف ما يستشهد به مع ذكر ما هو أصح في هذا الباب.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 10:52 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.

نعم يتفاضل المخلصون في إخلاصهم، فالإخلاص عبادة كالعبادات، عبادة محلها القلب، بقدر قوة الإخلاص في القلوب بقدر تفاضل المخلصون.
بقدر ما قام في القلب من صدق توجه لله بالأعمال و تنقيتها مما يشوبها و يقدح في إخلاصها من رياء و عجب و شرك، بقدر ما كان الإخلاص في درجاته العلا.
فمدار الأمر على النية، إنما الأعمال بالنيات، من داخل قلبه نية نظرالناس عمله، ليس كمن خلص عمله لنظر ربه.
- عن عبد الله بن المبارك : رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ، وربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ.
و مما يعلي درجة المخلصون تزودهم بالاستكثار من العبادات؛ كل عبادة كانت خالصة لله هي مما يزداد بها العبد إخلاصًا.
فإتيان أصل العمل درجة، و التقوى درجة، و الإحسان في الإخلاص درجة، درجات العبودية هي درجات للمخلصين، فبتحقيق كل درجة للعبودية يحقق درجة الإخلاص، و بقدر ما كانت المتابعة في العمل بقدر علو درجة الإخلاص في القلب، فمن لازم الإخلاص المتابعة، كيف أخلص العمل لله و لا أتبع منهج الاتباع؟
س2: ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
أقسام الاستعانة
1- استعانة العبادة: هي استعانة العبد بغيره لجلب منفعة أو دفع مضرة مصحوبة بأعمال قلبية؛ كالمحبة و التعظيم، و الخوف و الرجاء، و الرغب و الرهب، و هذه الاستعانة بهذه الأعمال القلبية لا تُصرف إلا لله، و من كانت استعانته بغير الله من المخلوقين كذلك فقد أشرك شركًا أكبر، مخرج من الملة.
قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، في الآية حصر للاستعانة بالله،فإياك يا الله نستعين و لا نستعين بغيرك.
و قال صلى الله عليه و سلم: (وإذا استعنت فاستعن بالله)
2- استعانة التسبب؛ و هو الأخذ بالأسباب في طلب منفعة أو دفع مضرة، مع اعتقاد أنه سبب سخره الله رجاء حدوث المطلوب.
لا يملك لنفسه ضرًا و لا نفعًا، فلا يقوم في القلب أعمال تعبدية لا تصرف إلا لله.
و هذه الاستعانة لها أحكام حسب نوعها؛ فمنها ما هو مشروع: و هي الاستعانة بالأخذ بأسبا مشروعة، لتحقيق مطالب مشروعة،هذه واجبة و قد تكون مستحبة و ذلك بناء على المأمور،كالاستعانة بالصبر و الصلاة،فهما مما شرع الله كما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)، و يُستعان بهما للسير في الطريق المستقيم، و الوصول لمعالي الأمور مما يحبه الله و يرضاه، فعوائق الطريق كثيرة و ليس من سبيل إلا ما علمنا الله إياه نأخذ به سببًا.
و من الأسباب التي يستعين بها العبد و شُرعت له: الاستعانة بالكسب الطيب والزواج على إعفاف النفس ، والاستعانة بالدواء واختيار الطبيب الحاذق على دفع المرض.
و يحذر في هذه الاستعانة من تعلق القلب بالسبب أنه في ذاته قادر على النفع و الضر، فهذا من شرك الأسباب .
- و استعانة العبد لتحقيق ما لا يحبه الله و يرضاه، فهي غير جائزة لأنها إعانة على باطل.
و اختصار الكلام في حكم استعانة السبب: إذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة،وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة.
فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.
الفائدة من معرفة هذا التقسيم اتباعه، و الحذر من الوقوع في المحذور من شرك أكبر أو أصغر، فينتبه القلب و يعقل ما يفعل، فيتقي الله في عمله.
س3: بيّن ثمرات الخشية.
الخشية؛ علم و خوف يدفع للعمل و ينقي العمل و يباركه، كلما زاد نصيب العبد من الخشية كلما كان كثير العمل، مخلصه، كلما كان العبد منيبًا لربه، أوابًا، و هذا من أعظم ثمرات الخشية، و مقصودها الأعظم.
قال تعالى في سورة طه (إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (3) ، فالخشية سبب عظيم لحصول مقصود القرآن من التذكرة و الفهو و الاتعاظ بالقرآن، و ما يتبعه من عمل.
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
قال تعالى في سورة المؤمنون: (إنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) ما لهم (أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)،قال تعالى في سورة الأنبياء: (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) فالخشية مما يعين على المسارعة إلى الخيرات، مراقبة الله في السر و العلن فينتهون عن المحرمات.
قال الله تعالى في سورة عبس واصفًا عبد الله ابن أم مكتوم (وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ، وَهُوَ يَخْشَىٰ)، فخشيته الله سببًا للتزكية و السعي لتحقيقها، فتخلص القلب و النفس من أمراضهما؛ من شرك، و رياء و عجب و تعلق و غيرها من الأمراض التي سببها غفلة العبد عن ربه، و تعظيمه للدنيا في قلبه.
الخشية تعدل ميزان ما قام في قلب العبد في إقباله على ربه، فالعبد يقبل على ربه بجناحي الرجاء و الخوف، و الرجاء مبناه محبة الله و الخوف مبناها الخشية و التعظيم، و كلاهما مما لا يستغنى عنه العبد حتى يستطيع الاتزان في سيره على الطريق إلى ربه، فلا يرجو رجاءًا يهلكه و يصرفه عن الطاعة، و لا يخاف و يخشى خوفًا يقعده عن العمل أيسًا من رحمته.
س4: ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟
الزهد عمل قلبي؛ ليس باللباس و ظاهر الحال، فالزهد هو ترك ما زهد الله فيه رغبة فيما رغب الله فيه، قال ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: "الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة".
فنظر الزاهد على الآخرة، يسعى سعيها،علم حقيقة الدنيا، أنها دار ممر لا دار مقر، قال الجنيد عن الزهد: (استصغار الدّنيا ومحو آثارها من القلب)، فلا تشغله الدنيا عن سعيه، فيصبر عن الحرام و يصبر على الطاعة، و يشكر نعم الله و لا يصرفها إلا فيما يحب الله و يرضاه،و لا يرى هذه النعم إلا سبيلًا لمطلوبه الأكبر في الآخرة، جنة الخلد،فلا ينشغل بها و هي حلال و لا تفتنه فتصرفه عن نظر الآخرة، وقال الأوزاعي: (الزّهد في الدّنيا ترك المحمدة و لا يصرفه ذم و لا مدح عن غايته، فهو يعيش الدنيا للآخرة، -قال أبي موسى الدّيبلي في الزهد :لا تأيس على ما فاتك منها، ولا تفرح بما أتاك منها، وقال أبو سليمان الداراني: (الزّاهد حقًّا لا يذمّ الدّنيا، ولا يمدحها، ولا ينظر إليها، ولا يفرح بها إذا أقبلت، ولا يحزن عليها إذا أدبرت، فسعادته في طاعة تقربه لله و ليس في دنيا تُفتح عليه.
قال الزهري عن الزاهد:( الّذي لا يغلب الحرام صبره، ولا يمنع الحلال شكره)، فهو ترك الحرام و رغب في الحلال، و ذلك لله، فهو استعان بما أمره الله و رغب به و هو الصبر على ما حرمه؛ و يقع تحته كل ما هو حرام من وضع الشهوة في حرام، و رغب في الحلال فشكر الله بأداء حقه و ذلك كله لله.
- قال سفيان بن عيينة عن حد الزهد: أن يكون شاكرًا في الرّضا، صابرًا في البلاء، فإذا كان كذلك فهو زاهدٌ.قيل لسفيان: ما الشّكر؟ قال: أن يجتنب ما نهى اللّه عنه.
علل الزهد:
1- مخالفة السنّة في الزهد، وهو الزهد البدعي، زهد ليس فيه اتباع و ليس على نهج الرسول صلى الله عليه و سلم، و كل عمل ليس على ما كان عليه رسولنا الكريم فهو رد، ثبت في الصحيح أن رجالا قال أحدهم: أما أنا فأصوم لا أفطر وقال الآخر: أما أنا فأقوم لا أنام، وقال الآخر: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء فقال صلى الله عليه وسلم: (ما بال رجال يقول أحدهم كيت وكيت لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني)
و هذا الحديث فيه بيان سبب فساد هذا الفعل بأنه مخالف لسنته، صلى الله عليه و سلم.
و قد قال عبد الله بن مسعود: (اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة)
وقال أيضاً: (حقيقة المشروع منه: أن يكون بغضه وحبه وزهده فيه أو عنه تابعا لحب الله وكراهته، فيحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ويرضى ما يرضاه، ويسخط ما يسخطه، بحيث لا يكون تابعا لهواه؛ بل لأمر مولاه؛ فإن َّكثيرا من الزهاد في الدنيا أعرضوا عن فضولها، ولم يقبلوا على ما يحبه الله ورسوله، وليس هذا الزهد هو الذي أمر الله به؛ ولهذا كان في المشركين زهاد، وفي أهل الكتاب زهاد، وفي أهل البدع زهاد.
- طلب الدنيا بالزهد؛ كطلب تعظيم الناس له و تشريفه بينهم، فيلبس لباس من يتزهد و قلبه تعلق برؤية الناس زهده، قال أيوب: (لأن يستر الرجل زهده خير له من أن يظهره).
3- رؤية الزاهد عمله من الزهد، فيصيب قلبه العجب و الكبرياء، و يقابله احتقار غيره ممن لم ينزل منزلته من الزهد.
- قال يزيد بن عوانة: حدثني أبو شداد - شيخ من بني مجاشع أحسن عليه الثناء - قال: سمعت الحسن، وذُكر عنده الذين يلبسون الصوف، فقال: (ما لهم تفاقدوا - ثلاثا - أكنّوا الكبرَ في قلوبهم، وأظهروا لأحدهم أشدُّ التواضع في لباسهم، والله عجباً بكسائه من صاحب المطرف بمطرفه.
قال ابن القيم فيمما نقص الزهد: أن يشهد زهده ويلحظه ولا يفنى عنه بما زهد لأجله فهذا نقص أيضاً؛ فالزهد كله أن تزهد فى رؤية زهدك، وتغيب عنه برؤية الفضل ومطالعة المنة، وأن لا تقف عنده فتنقطع، بل أعرض عنه جاداً فى سيرك غير ملتفت إليه مستصغراً لحاله بالنسبة إلى مطلوبك، مع أن هذه العلة مطّردة فى جميع المقامات على ما فيها).
4- تلبيس ما يتصف به الناس من عجز وكسل وبطالة تسمية الزهد و هو أبعد ما يكون وصفًا لهم، فالمرغوب ترك الدنيا و التعلق بها و الإقبال بالعمل للآخرة،مع العمل على تحصيل ما يقيم قوته و حياته، و هذا لا يجتمع مع الكسل و العجز اللذان استعاذ منهما رسول الله صلى الله عليه و سلم.
- قال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعت أبا سليمان الدّارانيّ يقول: «ليس الزّاهد من ألقى غمّ الدّنيا واستراح منها، وإنّما تلك راحةٌ، وإنّما الزّاهد من ألقى غمّها وتعب فيها لآخرته).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:(كثيرا ما يشتبه الزهد بالكسل والعجز والبطالة عن الأوامر الشرعية، وكثيرا ما تشتبه الرغبة الشرعية بالحرص والطمع والعمل الذي ضلَّ سعي صاحبه).
5- الزهد البارد، وهو زهد السفيه الذي لا يعقل، يزهد في ما ينفعه في الآخرة مع قدرته و تيسر عمله له.
وقال ابن القيم مما يكون سببًا لنقص الزهد: أن يزهد فيما ينفعه منها، ويكون قوة له على سيره ومعونة له على سفره، فهذا نقص. فإن حقيقة الزهد هى أَن تزهد فيما لا ينفعك،
6-الاعتفاد بأن هناك تلازم بين الزهد و الفقر و هذ غير صحيح، فالزهد عمل قلبي ليس حكرًا على الفقير دون الغني، بل قد يكون الغني أكثر زهدًا بما قام في قلبه من الفقير، ذلك كما بين ابن تيمية فقال : لما كان الفقر مظنة الزهد طوعا أو كرها؛ إذ من العصمة أن لا تقدر، وصار المتأخرون كثيرا ما يقرنون بالفقر معنى الزهد، والزهد قد يكون مع الغنى، وقد يكون مع الفقر؛ ففي الأنبياء والسابقين الأولين ممن هو زاهد مع غناه كثير.
8-إطلاق الزهد على يأس أصاب القلب من الدنيا، و هذا يأس من إقبال الدنيا عليه، و ليس زهد من دنيا تقبل عليه، فلا يكون حامله على ترك الدنيا طلب الآخرة، بل يأسًا من تحصيل مطلوبه الدنيوي.
-قال ابن القيم في ذلك : أن يكون زهده مشوباً إما بنوع عجز أو ملالة وسآمة وتأَذية بها وبأَهلها، وتعب قلبه بشغله بها، ونحو هذا من المزهدات فيها، كما قيل لبعضهم: ما الذى أوجب زهدك في الدنيا؟ قال: قلة وفائها، وكثرة جفائها، وخسة شركائها؛ فهذا زهد ناقص، فلو صَفَتْ للزاهد من تلك العوارض لم يزهد فيها، بخلاف من كان زهده فيها لامتلاءِ قلبه من الآخرة، ورغبته فى الله وقربه، فهذا لا نقص في زهده ولا علة من جهة كونه زهداً.
س5: هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
-كل من أصابه بلاء، أو خشي أن يقارف معصية، أو أن يكسل عن طاعة؛ فله أن يسأل الله تعالى الصبر على ما يحبّ من ذلك، والعون على طاعته، قال الله تعالى: { وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)}
و لا يجوز سؤال الصبر عامة الحال؛ الذي الأولى فيه طلب العافية، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر. فقال: (قد سألت البلاء فسل الله العافية).
-و قال صلى الله عليه و سلم: أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف»، ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم». رواه البخاري
- وحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً: (سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية)). الحديث وقد تقدّم ذكره.
*الأسباب المعينة على الصبر:
خمسة أسباب:
1- قال الله تعالى: (واصبر وما صبرك إلا بالله)، الاستعانة بالله تعالى والتوكّل عليه في تحقيق الصبر إذ لا صبر إلا بالله.
2- نظر فضل الصبر الذي وعد الله به عباده الصابرين، نظر المبصر لحقائق الأمور و مآلاتها، فيرجو حسن العاقبة.
قال تعالى:( إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)، قال تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
تحقق معية الله للصابرين قال تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
فيصبر على كل أمر يحتاج صبر؛ طاعة ؛ لعلمه بحسن عاقبة المؤمنين المتقين المحسنين، ابتلاء؛ قال تعالى: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، للصابر ثلاث بشائر بشر الله بها فقال تعالى:( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
فيصبر على الابتلاء لعلمه بأن أمر المؤمن كله خير، فيرى تربية الله له فيها،من تمحيص و تنقية و تكفير للذنوب و علو الدرجات، فيصبر و يحتسب ، و يصبر عن كل معصية؛ لعلمه بخطورة المعاصي و سوء العاقبة و المنقلب للعاصي،كل ذلك رجاء ثواب الله عز و جل.
- - وقد قال نافع مولى ابن عمر: كان ابن عمر إذا جلس مجلساً لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن لجلسائه: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ... » فهذه ويجمعها البصيرة بأنّ الله مع الصابرين وأنّ الله يحبّ الصبر وأهله، وهذه المحبة والمعية الخاصة لها لوازمها وآثارها التي لا تتخلّف عنها، فمن اطمأنّ قلبه بها سهل عليه من الصبر ما لا يكاد يسهل على غيره.
3- من الأسباب المعينة على الصبر تزيين الإيمان في القلب ، و هذا من منة الله على عباده، يلزم من ذلك عمل يحبه الله و يرضاه و بعد عما حرم الله، فيحبب إليه الصبر على كل ذلك ، حبًا في الإيمان ، قال الله تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)}
قلب سلم محب للإيمان على فطرته يسهل عليه الصبر، غير من تشوهت فطرته و ناله من الشبهات و الأمراض ما ناله.
4- التصبّر، قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبَّر يصبره الله.
5- النظر لأهل الصبر من المبتلين و من أصحاب الهمم، كيف يصبرون على الطريق،فيتخذونهم قدوة لهم، قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
حوت هذه الدورة كلمات و معانٍ تكتب بماء الذهب ، بارك الله الشيخ، و نفع به الأمة
و هذه الفوائد من أهم الفوائد التي استفدتها و ليست جميعها.
*فوائد علمية معرفية و سلوكية:
1- أصول علم السلوك : تشمل البصائر و البينات و تشمل الطاعة و الامتثال، كلا الأصلين متلازمين، فلا طاعة دون بصائر و البصائر حجة على من لم يقم بالطاعة.
2- فروع علم السلوك تمثل مقصد السالك و منهجه الذي يتبعه؛ الصراط المستقيم،و العوارض التي تعرض له و العوائق و سبل مقاومتها و التخلص من أثرها و سلطانها.
3- عناية العلماء بعلم السلوك و اهتمامهم بتدوين الكتب، فيه دليل أهمية هذا العلم و مركزيته التي تحتاج إلى عناية من كل مسلم.
4- اختلاف طرق المحدثين في التأليف في هذا العلم، في تتبعه نرى الارتقاء من عموم الاهتمام إلى خصوصه، من علم تجمع فيه الآثار و الأحاديث و تصنف على شرط المصنف كالصحيحين، و كتاب الرقائق من سنن النسائي، إلى جمع وصايا الحكماء و الزهاد و العارفين من الأنبياء و الصحابة و التابعين و الأئمة المعروفين، كما كان من الإمام أحمد في كتابه الزهد، و ابن ابي شيبة في كتابه الزهد من مصنفه، إلى تصنيف الكتب على أبواب هذا العلم ؛ يجمع الأحاديث و الآثار و الأخبار و الوصايا ككتاب الزهد لابن المبارك.
5- طالب العلم يحتاج إلى معرفة طبقات أئمة هذا العلم و مصادره و يتطلع لسيرهم و أخبارهم.
6- من هم الأبدال؟ هم العاملون و العباد الصالحون يخلف بعضهم بعضًا، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره.
7- اهم سبل شفاء علل القلب تدبر القرآن والسنة و اتباع هديهما .
8- الجهل الأصلي فتنة لصاحبه، الجهل الذي يكون بعد إقامة الحجة و الإعراض عقوبة لصاحبه
9- شفاء القلب من الجهل يكون بالإنابة إلى الله و طلب العلم و حسن التصديق
10 - العي قد يقع للعالم في مسائل تشكل عليه، و ليس الأمر ببعيد عنه.
11 – الحرص المذموم على مرتبتين أولهما الحرص على المباحات حرص قلب متعلق أنزل المباحات فوق منزلتها، المنزلة الثانية ؛ الحرص الذي يدفع صاحبه لاكتساب الحرام و السير في ركب الباطل، و هي أشد من المنزلة الأولى.
12 – إذا انتشر الشح في قوم كان بينهم الشقاق و الخلاف، فتسود الفرقة.
13 - المحبة أصل الدين و أصل أعمال القلوب، هي عبادة لا تصح إلا بالإخلاص و الإخلاص سبب لها، و لا تقبل إلا بالاتباع و الاتباع سببه المحبة و سبب للمحبة.
14 – يكمل الإيمان بكمال المحبة.
15 –الإخلاص توحيد الطلب و الصدق توحيد المطلوب، من جمعهما فقد نصح لله و الرسول و هذا هو الإحسان بعينه
16 – اليقين مفتاح الصدق و الصدق دليل البر، من رزقهما رزق الخير الكثير
17 –من صدق الله صدقه وعده و أعطاه مطلوبه و هون عليه السبيل له، و كان له وليًا ناصرًا.
18 – وحشة غربة السائر في الطريق تروح برفقة الصادقين ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين)، في الدنيا و الآخرة.
19 –الأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص تخلص إلى أمرين: اليقين و الصبر
20 –الزهد أن لا ترغب فيما لا ينفع الآخرة، الورع أن تترك ما تخشى ضرره في الآخرة
21 – ترك المشتبهات من الورع ،يتركها خوف الضرر في الآخرة
22 – الزهد ليس خاص بالغني فقط، فزهد الفقير أن لا يحزن على ما فاته من أمر الدنيا
23 – أحاديث مشهورة و لا تصح في الزهد؛ مثل( ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس).
24 – للزهد ثلاثة أوجه: زهد العوام بترك الحرام، و زهد الخواص بترك الفضول من الحلال، و زهد العارفين و هو ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى.
25 – فقه الورع يقوم على أصول العلم و التقوى و الصبر.
26 - حاجة العبد لتعهد قلبه بالتزكية حاجته للماء والشراب، فبها يحيا قلبه كما يحيا جسده بالطعام و الشراب.
27 -الرضا باب البركة؛ قال صلى الله عليه وسلم (أن الله يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله له، بارك الله له فيه، و و سعه، و من لم يرض لم يبارك له).
28 - إذا أخر الله لعبده المؤمن أمنية وحاجة، فليعلم أن هذا التأخير خير، فالله يختار لعبده ما هو خير له، فيأتيه حين يأتيه وهو على حال الكمال وأفضل، فإذا أخر عنك شيء فاعمد لتطهير قلبك.
29 -على المؤمن التقي عند البلاء أن يرى سبيل الهدى الذي ينيره الله له ليتبعه، ويرى لطف الله في هذا البلاء
30 -صاحب القلب السليم يعرف متى أصيب قلبه بداء يصرفه عن الخير فلا يتأخر العبد عن مداواته، و تطهيره.
31- في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و أحاديثه و في قصص السلف و أقوالهم الخير الكثير، فهم القدوة التي يجب أن نقتدي بهم في تعهد القلوب و تزكيتها بكل خير عن كل شر.
في كتابة مثل هذه المواضيع:

1- عند عرض الموضوع نبدأ بمقدمة إجمالية ثم نفصل الكلام عما نتعهد بالكتابة.
2- الاستعانة بكلام العرب و أشعارهم في عرض الموضوع مما يثريه و يبين معاني الكلام و يقربه للأذهان.
3- ابن تيمية و ابن القيم مما أكثر الشيخ بارك الله فيه بالاستشهاد بكلامهم، دليل أنهم ممن كان لهم باع في هذا الباب و أبدعوا فيه و يُرجع إليهم فيه.
4- تخريج الأحاديث في الباب و بيان ضعيف ما يستشهد به مع ذكر ما هو أصح في هذا الباب.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 03:36 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
الصدق نقيض الكذب وهو أن تجمع همتك على إحسان العمل؛ ويكون الصدق في القول والعمل والحال.
- فصدق القول مطابقته لحقيقة المخبر عنه.
- وصدق العمل مطابقة أدائه لما عُزِم عليه وأريد منه؛ وهذا يستلزم صحة العزيمة واتباع الهدى.
- وصدق الحال مطابقته للهَدْي الصحيح.
فلفظ الصدق يوصف به الحديث، ويوصف به العمل، ويوصف به الحال.

س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
التوكل على الله نوعان
- توكل على الله في الأمور الدينية ( حصول ما يحبه الله من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه)
- توكل على الله في الأمور الدنيوية ( جلب المصالح الدنيوية ودفع المصائب والمكروهات)
وكلاهما مطلوب لكن التوكل على الله في أمور الدين أعظم وأنفع وأفضل بمراحل من التوكل في أمور الدنيا، ومتى ما حصل من العبد التوكل في أمور دينه كفاه الله سبحانه أمور دنياه تمام الكفاية، ومتى ما اقتصر على التوكل في أمور الدنيا كفاه أيضاً لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه.
قال تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أَكْسِكُم).
فبدأ بالتوكل في أمور الدين قبل أمور الدنيا، وبين أن جميع الأبواب مغلقة إلا من طريقه سبحانه مما يدل على وجوب التوكل عليه سبحانه الخالق المالك القادر على كل شيء والذي لا يخذل من توكل عليه { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}
قال ابن القيم: "أعظم التوكل التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول وجهاد أهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم"

توحقيق التوكل يكون بأمرين:
الأمر الأول: صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به جل وعلا وتعظيم الرغبة في فضله وإحسانه، وإفراده جل وعلا بما تقتضيه عبودية التوكل من العبادات العظيمة.
الأمر الثاني: اتباع هدى الله عز وجل، وذلك بفعل ما يهدي إليه من الأسباب، فيمتثل الأمر ويجتنب المنهي عنه ويحرص على بذل الأسباب التي أذن الله بها في جلب النفع ودفع الضر، وهذا ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم (لَوْ توكلْتُمْ على اللهِ حقَّ تَوَكُّلِه لَرَزَقَكُمْ كما يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِماصًا وتَرُوحُ بِطَانًا) فقد أخبر أنها تغدو وتبذل السبب
فمن أراد تحقيق التوكل عليه أن يجمع بين العبادة القلبية بالتوكل وبذل السبب

وَمَن فَقه هذا المعنى حق الفقه كان حريصاً على بذل الأسباب لأنها من هدى الله تعالى الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ولم يتعلق قلبه إلا بربه جل وعلا، لأنه هو وحده الذي بيده النفع والضر.
فإن العاجز هو الذي يقعد عن بذل الأسباب مع إمكانها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجز والكسل، فقرن بينهما.

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله ثلاثة وهي أصول العبادات القلبية وأركان العبادة وعليها مدارها ويندرج تحتها معان كثيرة:
1 /المحبة، التي تورث صاحبها الخوف من الحرمان من رضا الله ومحبته، والخوف مما توعد عليه بأنه لا يكلم ولا ينظر لمن ارتكب بعض الذنوب، وذلك لأن المحبة الصادقة تورث الشوق للقائه سبحانه
2/ الرجاء، الذي يحمل على الخشية من فوات ثواب الله.
3/ الخوف، الذي يحمل على خشية التعرض لسخط الله وعقابه.

والأصل الجامع لهذه الأصول الثلاثة والمغذي لها هو: العلم؛ فإذا صح العلم بالله وعظم في قلب العبد ازداد نصيبه من الخشية لمعرفته بما يستوجب محبةَ الله تعالى وخوفَه ورجاءَه.
قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} فمن كان بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه أعلم كان له أخشى وأتقى، إنما تنقص الخشية والتقوى بحسب نقص المعرفة بالله.
فالعلم الصحيح يهدي العبد إلى ربه جلَّ وعلا، وإذا اهتدى العبد إلى ربه وعرفه حق المعرفة خشيه، قال تعالى: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى }

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .

قال صلى الله عليه وسلم (خير الهدي هدي محمد ، وشرّ الأمور محدثاتها( فهديه صلى الله عليه وسلم هو أقوم الهدي في الزهد وغيره.
ولم يزل أهل العلم يعرضون الأمور على هذا الميزان الأعظم، فالنبي صلى الله عليه وسلم إمام الزاهدين، ولا يصحّ أن يأتي أحد من هذه الأمة أو غيرها بهدي في الزهد أحسن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فبهديه يُميّز الزهد الصحيح من الزهد الفاسد.
فزهده صلى الله عليه وسلم : وسط بين الغلوّ والجفاء، وفيه جمع بين إصلاح القلب، وإصلاح المجتمع المسلم.
- قال أنس بن مالك رضي الله عنه: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا.
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني(
- وكان عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول: (ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها)..
- وفي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه استنكر قلة ما وجد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فقال له صلى الله عليه وسلم ما يبكيك، فقال: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون لهما الدنيا، ولك الآخرة».
- وكان عليه الصلاة والسلام يقول: (ما لي وللدنيا! وما للدنيا ولي! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فيء، أو ظل شجرة ثم راح وتركها)

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
الصبر على ثلاثة أنواع، والمسلم مأمور بالصبر فيها جميعا وهي:
1. الصبر على طاعة الله
قال تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}.
2. الصبر عن معصية الله
3. الصبر على المصائب المقدرة على العبد بغير اختياره
قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
والصبر على المصائب نوعان:
1. نوع لا اختيار للخلق فيه، كالأمراض وغيرها، فهذه يسهل الصبر فيها، لأن العبد يدرك أنها من الله ولا دخل للناس فيها، فيصبر إما اضطرارا، وإما اختيارا.
2. نوع يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه ، فهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستشعر المؤذي لها، فتطلب الانتقام، وعاقبة هذا النوع من الصبر الخير والنصر والعز والأمن ومحبة الله والناس وزيادة العلم، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين
وقد اجتمعت أنواع الصبر كلها في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}. فحكم الله تعالى إما كوني وإما شرعي.
فالحكم الكوني هو القضاء والقدر، والصبر عليه يراد به الصبر على المصائب المقدرة.
والحكم الشرعي هو الأمر والنهي: فامتثال الأمر هو فعل الطاعات، واجتناب النهي هو ترك المعاصي.
والصبر عن المعاصي أفضل من الصبر على المصائب، لأن المعاصي تكون باختيار العبد، والمصائب لا اختيار له فيها.

ويعرف حكم الصبر بمعرفة أنواعه وهو كما يلي:
1: الصبر على الطاعات الواجبة واجب، والصبر على الطاعات المستحبة هو مستحب.
2: والصبر عن فعل المعاصي واجب، ويتأكد وجوبه في الصبر عن إتيان الكبائر، وأما الصبر عن المكروهات فهو مستحب.
3: و الصبر على المصائب المقدرة فهو واجب بحيث لا يجزع ولا يتسخط على الله، وأما الرضا بالمصيبة فهو مستحب على الصحيح، وأضاف ابن القيم للصبر المستحب الصبر عن مقابلة الجاني بمثل فعله.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

- مادة جامعة لأجمل ما قيل في أعمال القلوب بأسلوب سلس وإضافات كثيرة نافعة يسهل معها انتقاء الفوائد ونشرها.
- تعرفت على أهمية أعمال القلوب وما يتعلق بالتعرف عليها من طرق مجملة ومفصلة.
- تنبهت لأهمية الموضوع عموما وضرورة الاستزادة من هذا العلم وتعلمه وتعليمه.
- تعلمت من طريقة الجمع والتلخيص والشرح الكثير
- تعرفت على أمراض القلوب وشفاؤها
- تعرفت على أصول أعمال القلوب
- حصر الفوائد يطول فهي كثيرة جدا وقد حرصت على نشر ما تيسر منها أسأل الله أن يقبلها وينفع بها الكاتب والدارس وكل من كان له يد في وصولها إلينا.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 ذو القعدة 1443هـ/16-06-2022م, 03:04 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:

س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
الصدق نقيض الكذب وهو أن تجمع همتك على إحسان العمل؛ ويكون الصدق في القول والعمل والحال.
- فصدق القول مطابقته لحقيقة المخبر عنه.
- وصدق العمل مطابقة أدائه لما عُزِم عليه وأريد منه؛ وهذا يستلزم صحة العزيمة واتباع الهدى.
- وصدق الحال مطابقته للهَدْي الصحيح.
فلفظ الصدق يوصف به الحديث، ويوصف به العمل، ويوصف به الحال.

س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
التوكل على الله نوعان
- توكل على الله في الأمور الدينية ( حصول ما يحبه الله من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه)
- توكل على الله في الأمور الدنيوية ( جلب المصالح الدنيوية ودفع المصائب والمكروهات)
وكلاهما مطلوب لكن التوكل على الله في أمور الدين أعظم وأنفع وأفضل بمراحل من التوكل في أمور الدنيا، ومتى ما حصل من العبد التوكل في أمور دينه كفاه الله سبحانه أمور دنياه تمام الكفاية، ومتى ما اقتصر على التوكل في أمور الدنيا كفاه أيضاً لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه.
قال تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أَكْسِكُم).
فبدأ بالتوكل في أمور الدين قبل أمور الدنيا، وبين أن جميع الأبواب مغلقة إلا من طريقه سبحانه مما يدل على وجوب التوكل عليه سبحانه الخالق المالك القادر على كل شيء والذي لا يخذل من توكل عليه { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}
قال ابن القيم: "أعظم التوكل التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول وجهاد أهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم"

توحقيق [وتحقيق] التوكل يكون بأمرين:
الأمر الأول: صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به جل وعلا وتعظيم الرغبة في فضله وإحسانه، وإفراده جل وعلا بما تقتضيه عبودية التوكل من العبادات العظيمة.
الأمر الثاني: اتباع هدى الله عز وجل، وذلك بفعل ما يهدي إليه من الأسباب، فيمتثل الأمر ويجتنب المنهي عنه ويحرص على بذل الأسباب التي أذن الله بها في جلب النفع ودفع الضر، وهذا ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم (لَوْ توكلْتُمْ على اللهِ حقَّ تَوَكُّلِه لَرَزَقَكُمْ كما يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِماصًا وتَرُوحُ بِطَانًا) فقد أخبر أنها تغدو وتبذل السبب
فمن أراد تحقيق التوكل عليه أن يجمع بين العبادة القلبية بالتوكل وبذل السبب

وَمَن فَقه هذا المعنى حق الفقه كان حريصاً على بذل الأسباب لأنها من هدى الله تعالى الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ولم يتعلق قلبه إلا بربه جل وعلا، لأنه هو وحده الذي بيده النفع والضر.
فإن العاجز هو الذي يقعد عن بذل الأسباب مع إمكانها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجز والكسل، فقرن بينهما.

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله ثلاثة وهي أصول العبادات القلبية وأركان العبادة وعليها مدارها ويندرج تحتها معان كثيرة:
1 /المحبة، التي تورث صاحبها الخوف من الحرمان من رضا الله ومحبته، والخوف مما توعد عليه بأنه لا يكلم ولا ينظر لمن ارتكب بعض الذنوب، وذلك لأن المحبة الصادقة تورث الشوق للقائه سبحانه
2/ الرجاء، الذي يحمل على الخشية من فوات ثواب الله.
3/ الخوف، الذي يحمل على خشية التعرض لسخط الله وعقابه.

والأصل الجامع لهذه الأصول الثلاثة والمغذي لها هو: العلم؛ فإذا صح العلم بالله وعظم في قلب العبد ازداد نصيبه من الخشية لمعرفته بما يستوجب محبةَ الله تعالى وخوفَه ورجاءَه.
قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} فمن كان بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه أعلم كان له أخشى وأتقى، إنما تنقص الخشية والتقوى بحسب نقص المعرفة بالله.
فالعلم الصحيح يهدي العبد إلى ربه جلَّ وعلا، وإذا اهتدى العبد إلى ربه وعرفه حق المعرفة خشيه، قال تعالى: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى }

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .

قال صلى الله عليه وسلم (خير الهدي هدي محمد ، وشرّ الأمور محدثاتها( فهديه صلى الله عليه وسلم هو أقوم الهدي في الزهد وغيره.
ولم يزل أهل العلم يعرضون الأمور على هذا الميزان الأعظم، فالنبي صلى الله عليه وسلم إمام الزاهدين، ولا يصحّ أن يأتي أحد من هذه الأمة أو غيرها بهدي في الزهد أحسن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فبهديه يُميّز الزهد الصحيح من الزهد الفاسد.
فزهده صلى الله عليه وسلم : وسط بين الغلوّ والجفاء، وفيه جمع بين إصلاح القلب، وإصلاح المجتمع المسلم.
- قال أنس بن مالك رضي الله عنه: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا.
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني(
- وكان عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول: (ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها)..
- وفي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه استنكر قلة ما وجد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فقال له صلى الله عليه وسلم ما يبكيك، فقال: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون لهما الدنيا، ولك الآخرة».
- وكان عليه الصلاة والسلام يقول: (ما لي وللدنيا! وما للدنيا ولي! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فيء، أو ظل شجرة ثم راح وتركها)

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
الصبر على ثلاثة أنواع، والمسلم مأمور بالصبر فيها جميعا وهي:
1. الصبر على طاعة الله
قال تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}.
2. الصبر عن معصية الله
3. الصبر على المصائب المقدرة على العبد بغير اختياره
قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
والصبر على المصائب نوعان:
1. نوع لا اختيار للخلق فيه، كالأمراض وغيرها، فهذه يسهل الصبر فيها، لأن العبد يدرك أنها من الله ولا دخل للناس فيها، فيصبر إما اضطرارا، وإما اختيارا.
2. نوع يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه ، فهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستشعر المؤذي لها، فتطلب الانتقام، وعاقبة هذا النوع من الصبر الخير والنصر والعز والأمن ومحبة الله والناس وزيادة العلم، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين
وقد اجتمعت أنواع الصبر كلها في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}. فحكم الله تعالى إما كوني وإما شرعي.
فالحكم الكوني هو القضاء والقدر، والصبر عليه يراد به الصبر على المصائب المقدرة.
والحكم الشرعي هو الأمر والنهي: فامتثال الأمر هو فعل الطاعات، واجتناب النهي هو ترك المعاصي.
والصبر عن المعاصي أفضل من الصبر على المصائب، لأن المعاصي تكون باختيار العبد، والمصائب لا اختيار له فيها.

ويعرف حكم الصبر بمعرفة أنواعه وهو كما يلي:
1: الصبر على الطاعات الواجبة واجب، والصبر على الطاعات المستحبة هو مستحب.
2: والصبر عن فعل المعاصي واجب، ويتأكد وجوبه في الصبر عن إتيان الكبائر، وأما الصبر عن المكروهات فهو مستحب.
3: و الصبر على المصائب المقدرة فهو واجب بحيث لا يجزع ولا يتسخط على الله، وأما الرضا بالمصيبة فهو مستحب على الصحيح، وأضاف ابن القيم للصبر المستحب الصبر عن مقابلة الجاني بمثل فعله.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

- مادة جامعة لأجمل ما قيل في أعمال القلوب بأسلوب سلس وإضافات كثيرة نافعة يسهل معها انتقاء الفوائد ونشرها.
- تعرفت على أهمية أعمال القلوب وما يتعلق بالتعرف عليها من طرق مجملة ومفصلة.
- تنبهت لأهمية الموضوع عموما وضرورة الاستزادة من هذا العلم وتعلمه وتعليمه.
- تعلمت من طريقة الجمع والتلخيص والشرح الكثير
- تعرفت على أمراض القلوب وشفاؤها
- تعرفت على أصول أعمال القلوب
- حصر الفوائد يطول فهي كثيرة جدا وقد حرصت على نشر ما تيسر منها أسأل الله أن يقبلها وينفع بها الكاتب والدارس وكل من كان له يد في وصولها إلينا.

التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 4 ذو الحجة 1443هـ/3-07-2022م, 02:12 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بم يُنال الصدق؟
ليعلم العبد أن الصدق يُنال بسبب عظيم ألا و هو اليقين ؛ لأن اليقين السبيل إلى الصدق في القول و العمل و الحال ، و مما يدل على ذلك أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قام خطيباً على المنبر بعد وفاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بسَنة؛ فقال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقامي هذا عامَ الأوَّل ثم بكى أبو بكر.
ثم قال: "سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية، وعليكم بالصدق فإنه مع البرّ، وهما في الجنة، وإيَّاكم والكذب؛ فإنه مع الفجور، وهما في النار، ولا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله -عزَّ وجلَّ- " . كذلك على العبد الاستعانة بالله بأن يلتجأ إلى ربه بقلب صادق موقن خاشع بأن يهديه للحق ، و ان يعينه على الذكر و الشكر و حسن العبادة .


س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.
إن التوكل من العبادات القلبية العظيمة التي تُصرف لله -وحده- ، فمن أشرك فيها مع الله أحداً أو صرفها لغير الله فقد كفر . و دلالة ذلك قوله -تعالى- :" أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا " [الإسراء:2] . فيُعلم من ذلك أن الناس في التوكل ثلاثة أقسام ، و كل قسم له حكمه :
القسم الأول : الذين أشركوا في التوكل و صرفوه لغير الله ، فهم يتوكلون على أصنامهم أو ما يعبدونهم من دون الله كالأولياء و الشياطين و غيرهم في جلب النفع أو دفع الضر أو غيرها من الأمور . فأصحاب هذا القسم كفار مشركين خارجين من الملة .
القسم الثاني : الذين صرفوا التوكل لله لكن وقع خلل منهم في واجبات التوكل ففرطوا فيها و لم يحققوها؛ لضعف اعتماد قلوبهم على الله و غفلتهم و تعلقهم بالأسباب ، لكن اعتقادهم ثابت بأن الله -وحده- بيده النفع و الضر . فأصحاب هذا القسم هم عصاة الموحدين و أصحاب الكبائر من المسلمين .
القسم الثالث : الذين يتوكلون على الله حق التوكل ، فهم يفوضون أمرهم لله -تعالى- و قلوبهم معتمدة على الله -تعالى- و يبذلون الأسباب المشروعة . و أصحاب هذا القسم هم المؤمنين الأتقياء ، و يتفاضلون في ذلك تفاضلاً كبيراً كلّ بحسب ما يحمله في قلبه من عبادات عظيمة .


س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟
إن أكبر مطلب للشيطان هو صدّ المسلمين عن عبادة الله ، و لما كان أهل الإنابة مكثرين من الطاعات مقبلين على ربهم بالعبادة الخالصة لوجهه -سبحانه- ، كان الشيطان أكثر تعرضاً لهم مستغلاً كل وساوسه في محاولة صدّ أهل الإنابة عن الحق . و كما هو معلوم أن الشيطان يفرح إذا رأى تقصير المسلم و بعده عن الحق و اتباع هواه و يزيده إغراءً في الشبهات و الشهوات ليضله عن سبيل الله ، فإذا رأى المسلم أراد الرجوع إلى الله و الإنابة إليه -سبحانه- ، أغضبه ذلك و دفعه للتعرض إليه و صده عن ذلك .
فعلى كل عبد مسلم منيب إلى ربه أن يتسلح من وساوس الشيطان و يدفع شرّها بالالتجاء إلى الله و الاستعانة به -سبحانه- بالاستعاذة من شرور الشيطان ، كما قال -تعالى- :" وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [الأعراف:200] .
و أن يداوم على قراءة القرآن الكريم بتدبر و خشوع ، ففي دوام قراءة القرآن زيادة ليقين القلب و طمأنينته و وقايته من الآفات ، قال -تعالى- :" وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ " [الإسراء:82] .
كذلك عليه بالإكثار من الدعاء و الالتجاء إلى الله و سؤال الله الثبات على الحق ، كما قال -تعالى- :" رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ " [آل عمران:8] .


س4: ما هي فضائل الزهد .
إن للزهد فضائل عديدة جليلة دالة على عِظم هذا العمل القلبي ، الذي فلح و زكَى من وُفق إليه ، ومنها :
1- من أجلّ و أعظم الفضائل للزهد محبة الله -تعالى- للزاهد ؛ لأن الله -تعالى- يحب من عبده أن يؤثره على كل شيء ، وقد ذم -سبحانه- الكفار و المنافقين المؤثرين للحياة الدنيا على الآخرة ، فقال -تعالى- :" ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٖ شَدِيدٍ (2) ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ (3) " إبراهيم .
2- الزهد سلاح المؤمن و حصنه المنيع من أمراض القلوب التي تهلك المرء و تبعده عن الحق .
3- الزهد سبب من أسباب السعادة في الدنيا و الآخرة ، و لا شك أن السعادة من المطالب التي يرجوها و يبحث عنها كل عبد .
4- الزهد يقي العبد من أن يذل في طلب متاع الدنيا ، فهو يرفعه و يُعليه عن الطمع و التعلق بالدنيا .
5- الزهد يجعل العبد يدرك حقيقة الدنيا و السبب الحقيقي من خلقه ، فيستعد و يتأهب للقاء ربه بالاستزادة من الأعمال الصالحة و الرجوع إلى الله -تعالى- و الإنابة إليه .

س5: بيّن مراتب الشكر.
الشكر له مرتبتين ، و كل مرتبة تتحقق بعدة أمور ، وبيانها كالتالي :
المرتبة الأولى : الشكر عند تلقي النعمة ، و تتحقق هذه المرتبة بأربعة أمور و هي :
-أن يفرح العبد و يسعد بفضل الله الذي أوتيه و يعظمه و يقدره في نفسه ، قال -تعالى- :" قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ " [يونس:58] .
-أن يعترف العبد لربه بنعمته و فضله عليه ، و المسلم يومياً يقوم بذلك في أذكار الصباح و المساء عند الدعاء بـ "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" .
-أن يحمد العبد ربه على نعمته التي أنعم عليه بها ، و يثني عليه ، قال -تعالى- :" وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ " [الضحى:11] .
-أن يرضى العبد بالنعمة التي تفضل الله عليه بها فلا ينتقصها و لا يعيبها ، قال -تعالى- :" فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ " [الأعراف:144] .
فمن وفقه الله في تحقيق هذه الأمور فقد أدى نصف الشكر ، و نَعِمَ بمحبة الله له ؛ لأن الله -تعالى- يحب من عبده أن يحسن تلقي النعمة .

المرتبة الثانية : شكر أداء حق النعمة ، و تتحقق هذه المرتبة بأربعة أمور و هي :
-أن يعرف العبد حق ربه في النعمة من العلم و العمل و الحال ، فيُسارع في تأديته بإخلاص و طيب نفس .
-أن يحفظ العبد النعمة التي ينعم بها بما أمر الله أن تُحفظ به ، دل على ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لرجل من أصحابه :" لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل " .
-الحذر من مقابلة النعمة بالمعصية ، و يزداد حذراً من أن يقع في الأسوأ من ذلك و هو استعمال النعمة في معصية الله . بل عليه أن يستعمل النعمة في طاعة الله ، كما جاء في قوله -عليه الصلاة والسلام- :" لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها" متفق عليه. فمن أعطاه الله مالاً فعليه أن ينفقه في أوجه الخير ، ومن أعطاه الله علماً فعليه أن يسعى في تعليم هذا العلم .
- على العبد أن يعمل الصالحات شكراً لربه على نعمه ، فيقابل إحسان ربه بإحسان العمل الصالح ، قال -تعالى- :" ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ " [سبأ:13] .
فعند تحقيق العبد أمور كلّ من المرتبتين فإنه يُرجى له أن يكون من الشاكرين الذين تفتح لهم أبواب الخير بسبب شكرهم .


س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
أحمد الله وأشكره أن منّ علينا بدراسة دورة أعمال القلوب و سخّر لنا من يبينها لنا بأحسن البيان ، فهذه الدورة المباركة إنما هي بوابة خير كبيرة تفتح لنا آفاق واسعة في التدبر والتفكر في هذا القلب الذي بين أضلاعنا الذي يحتاج منا إلى رعاية ومعاهدة في كل حين -نسأل الله أن يعيننا على ذلك- . و استفدت من دراسة دورة أعمال القلوب عدة فوائد ، منها :
1- أن معرفة أحوال القلوب يعين على فقه أعمال القلوب ، فنتبصر السبيل لكيفية مداواة القلب وعلاجه حتى نسلم من تقلبه و فساده -بإذن الله- .
2- معرفة السبيل الصحيح لحياة القلب والحفاظ عليه حتى ننعم بقلب حي ينير حياتنا .
3- بعد معرفة أدواء القلوب يجب علينا الحذر من بوادر كل داء والمسارعة في العلاج والرجوع إلى الله قبل أن يتغلغل في القلب ويفسده .
4- تأثرت جداً بأسباب محبة الله و عرفت أنه إذا عرفت لماذا أحب الله -تعالى- فإنه السبيل المعين لي على محبة الله لي بفضله و كرمه .
5- كنت في حيرة وتساؤل دائماً فيما يخص كيف نعبد الله؟ هل بترجيح كفة الرجاء أم الخوف؟ والحمد لله الذي هداني لمعرفة الجواب الكافي الأمثل .
6- استوقفتني صفات الصادقين وعلو شأنهم ، واسأل الله أن يعيننا على التحلي بها والالتزام بها .
7- من المهم لنا أن نقرأ في سير السلف الصالح والتأسي بأخلاقهم وسمتهم ، وعنايتهم بقلوبهم و نفوسهم ، فمعرفة ما هم عليه من تمسك بالدين و الفهم الصحيح له و انشغالهم بالتقرب إلى الله ما يقشعر البدن و يبعث الحسرة في النفس على تقصيرها والعزم على تجديد النية و العمل الصالح .
8- كنت دائماً ما أسمع أقوال مختلفة عن حقيقة الزهد و كان بينها تباين شديد ، والحمد لله أن بين لي الجواب الحق المفصل في ذلك ، فتعلمت المعنى الحقيقي الصحيح للزهد وأن هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- يعلمنا الاعتدال بلا إفراط ولا تفريط . و استوقفتني مذاهب العلماء في الزهد و كيف أن اختلافهم لم يؤثر على دينهم أو اجتماع كلمتهم ، وهذا هو دين الإسلام السمح الذي يتحلى به السلف الصالح ، كما ورد في قول عبد الله بن عمران بن أبي فروة عن حال القاسم بن محمد بن أبي بكر و سالم بن عبدالله بن عمر و ما بينهما من اختلاف المذاهب في الزهد إلا أنهم متآلفين لا يعيب بعضهم على بعض .
9- في كل يوم تتأكد أهميه الصبر وأننا بحاجة إليه ، فعلينا الاعتناء به وسؤال الله -تعالى- أن يلهمنا الصبر في جميع أحوالنا .
10- نحن بحاجه إلى معاهدة قلوبنا و محاسبة أنفسنا و الالتفات إلى تقصيرنا والاجتهاد في إصلاح أنفسنا مستعينين بالله في ذلك ، و هذه الدورة المباركة بمثابة خارطة تسهل لنا الطريق و تنير لنا الدرب ، -فجزى الله شيخنا خير الجزاء- .



-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 ذو الحجة 1443هـ/16-07-2022م, 01:04 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: بم يُنال الصدق؟
ليعلم العبد أن الصدق يُنال بسبب عظيم ألا و هو اليقين ؛ لأن اليقين السبيل إلى الصدق في القول و العمل و الحال ، و مما يدل على ذلك أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قام خطيباً على المنبر بعد وفاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بسَنة؛ فقال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقامي هذا عامَ الأوَّل ثم بكى أبو بكر.
ثم قال: "سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية، وعليكم بالصدق فإنه مع البرّ، وهما في الجنة، وإيَّاكم والكذب؛ فإنه مع الفجور، وهما في النار، ولا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله -عزَّ وجلَّ- " . كذلك على العبد الاستعانة بالله بأن يلتجأ إلى ربه بقلب صادق موقن خاشع بأن يهديه للحق ، و ان يعينه على الذكر و الشكر و حسن العبادة .


س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.
إن التوكل من العبادات القلبية العظيمة التي تُصرف لله -وحده- ، فمن أشرك فيها مع الله أحداً أو صرفها لغير الله فقد كفر . و دلالة ذلك قوله -تعالى- :" أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا " [الإسراء:2] . فيُعلم من ذلك أن الناس في التوكل ثلاثة أقسام ، و كل قسم له حكمه :
القسم الأول : الذين أشركوا في التوكل و صرفوه لغير الله ، فهم يتوكلون على أصنامهم أو ما يعبدونهم من دون الله كالأولياء و الشياطين و غيرهم في جلب النفع أو دفع الضر أو غيرها من الأمور . فأصحاب هذا القسم كفار مشركين خارجين من الملة .
القسم الثاني : الذين صرفوا التوكل لله لكن وقع خلل منهم في واجبات التوكل ففرطوا فيها و لم يحققوها؛ لضعف اعتماد قلوبهم على الله و غفلتهم و تعلقهم بالأسباب ، لكن اعتقادهم ثابت بأن الله -وحده- بيده النفع و الضر . فأصحاب هذا القسم هم عصاة الموحدين و أصحاب الكبائر من المسلمين .
القسم الثالث : الذين يتوكلون على الله حق التوكل ، فهم يفوضون أمرهم لله -تعالى- و قلوبهم معتمدة على الله -تعالى- و يبذلون الأسباب المشروعة . و أصحاب هذا القسم هم المؤمنين الأتقياء ، و يتفاضلون في ذلك تفاضلاً كبيراً كلّ بحسب ما يحمله في قلبه من عبادات عظيمة .


س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟
إن أكبر مطلب للشيطان هو صدّ المسلمين عن عبادة الله ، و لما كان أهل الإنابة مكثرين من الطاعات مقبلين على ربهم بالعبادة الخالصة لوجهه -سبحانه- ، كان الشيطان أكثر تعرضاً لهم مستغلاً كل وساوسه في محاولة صدّ أهل الإنابة عن الحق . و كما هو معلوم أن الشيطان يفرح إذا رأى تقصير المسلم و بعده عن الحق و اتباع هواه و يزيده إغراءً في الشبهات و الشهوات ليضله عن سبيل الله ، فإذا رأى المسلم أراد الرجوع إلى الله و الإنابة إليه -سبحانه- ، أغضبه ذلك و دفعه للتعرض إليه و صده عن ذلك .
فعلى كل عبد مسلم منيب إلى ربه أن يتسلح من وساوس الشيطان و يدفع شرّها بالالتجاء إلى الله و الاستعانة به -سبحانه- بالاستعاذة من شرور الشيطان ، كما قال -تعالى- :" وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [الأعراف:200] .
و أن يداوم على قراءة القرآن الكريم بتدبر و خشوع ، ففي دوام قراءة القرآن زيادة ليقين القلب و طمأنينته و وقايته من الآفات ، قال -تعالى- :" وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ " [الإسراء:82] .
كذلك عليه بالإكثار من الدعاء و الالتجاء إلى الله و سؤال الله الثبات على الحق ، كما قال -تعالى- :" رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ " [آل عمران:8] .


س4: ما هي فضائل الزهد .
إن للزهد فضائل عديدة جليلة دالة على عِظم هذا العمل القلبي ، الذي فلح و زكَى من وُفق إليه ، ومنها :
1- من أجلّ و أعظم الفضائل للزهد محبة الله -تعالى- للزاهد ؛ لأن الله -تعالى- يحب من عبده أن يؤثره على كل شيء ، وقد ذم -سبحانه- الكفار و المنافقين المؤثرين للحياة الدنيا على الآخرة ، فقال -تعالى- :" ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٖ شَدِيدٍ (2) ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ (3) " إبراهيم .
2- الزهد سلاح المؤمن و حصنه المنيع من أمراض القلوب التي تهلك المرء و تبعده عن الحق .
3- الزهد سبب من أسباب السعادة في الدنيا و الآخرة ، و لا شك أن السعادة من المطالب التي يرجوها و يبحث عنها كل عبد .
4- الزهد يقي العبد من أن يذل في طلب متاع الدنيا ، فهو يرفعه و يُعليه عن الطمع و التعلق بالدنيا .
5- الزهد يجعل العبد يدرك حقيقة الدنيا و السبب الحقيقي من خلقه ، فيستعد و يتأهب للقاء ربه بالاستزادة من الأعمال الصالحة و الرجوع إلى الله -تعالى- و الإنابة إليه .

س5: بيّن مراتب الشكر.
الشكر له مرتبتين ، و كل مرتبة تتحقق بعدة أمور ، وبيانها كالتالي :
المرتبة الأولى : الشكر عند تلقي النعمة ، و تتحقق هذه المرتبة بأربعة أمور و هي :
-أن يفرح العبد و يسعد بفضل الله الذي أوتيه و يعظمه و يقدره في نفسه ، قال -تعالى- :" قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ " [يونس:58] .
-أن يعترف العبد لربه بنعمته و فضله عليه ، و المسلم يومياً يقوم بذلك في أذكار الصباح و المساء عند الدعاء بـ "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" .
-أن يحمد العبد ربه على نعمته التي أنعم عليه بها ، و يثني عليه ، قال -تعالى- :" وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ " [الضحى:11] .
-أن يرضى العبد بالنعمة التي تفضل الله عليه بها فلا ينتقصها و لا يعيبها ، قال -تعالى- :" فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ " [الأعراف:144] .
فمن وفقه الله في تحقيق هذه الأمور فقد أدى نصف الشكر ، و نَعِمَ بمحبة الله له ؛ لأن الله -تعالى- يحب من عبده أن يحسن تلقي النعمة .

المرتبة الثانية : شكر أداء حق النعمة ، و تتحقق هذه المرتبة بأربعة أمور و هي :
-أن يعرف العبد حق ربه في النعمة من العلم و العمل و الحال ، فيُسارع في تأديته بإخلاص و طيب نفس .
-أن يحفظ العبد النعمة التي ينعم بها بما أمر الله أن تُحفظ به ، دل على ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لرجل من أصحابه :" لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل " .
-الحذر من مقابلة النعمة بالمعصية ، و يزداد حذراً من أن يقع في الأسوأ من ذلك و هو استعمال النعمة في معصية الله . بل عليه أن يستعمل النعمة في طاعة الله ، كما جاء في قوله -عليه الصلاة والسلام- :" لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها" متفق عليه. فمن أعطاه الله مالاً فعليه أن ينفقه في أوجه الخير ، ومن أعطاه الله علماً فعليه أن يسعى في تعليم هذا العلم .
- على العبد أن يعمل الصالحات شكراً لربه على نعمه ، فيقابل إحسان ربه بإحسان العمل الصالح ، قال -تعالى- :" ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ " [سبأ:13] .
فعند تحقيق العبد أمور كلّ من المرتبتين فإنه يُرجى له أن يكون من الشاكرين الذين تفتح لهم أبواب الخير بسبب شكرهم .


س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
أحمد الله وأشكره أن منّ علينا بدراسة دورة أعمال القلوب و سخّر لنا من يبينها لنا بأحسن البيان ، فهذه الدورة المباركة إنما هي بوابة خير كبيرة تفتح لنا آفاق واسعة في التدبر والتفكر في هذا القلب الذي بين أضلاعنا الذي يحتاج منا إلى رعاية ومعاهدة في كل حين -نسأل الله أن يعيننا على ذلك- . و استفدت من دراسة دورة أعمال القلوب عدة فوائد ، منها :
1- أن معرفة أحوال القلوب يعين على فقه أعمال القلوب ، فنتبصر السبيل لكيفية مداواة القلب وعلاجه حتى نسلم من تقلبه و فساده -بإذن الله- .
2- معرفة السبيل الصحيح لحياة القلب والحفاظ عليه حتى ننعم بقلب حي ينير حياتنا .
3- بعد معرفة أدواء القلوب يجب علينا الحذر من بوادر كل داء والمسارعة في العلاج والرجوع إلى الله قبل أن يتغلغل في القلب ويفسده .
4- تأثرت جداً بأسباب محبة الله و عرفت أنه إذا عرفت لماذا أحب الله -تعالى- فإنه السبيل المعين لي على محبة الله لي بفضله و كرمه .
5- كنت في حيرة وتساؤل دائماً فيما يخص كيف نعبد الله؟ هل بترجيح كفة الرجاء أم الخوف؟ والحمد لله الذي هداني لمعرفة الجواب الكافي الأمثل .
6- استوقفتني صفات الصادقين وعلو شأنهم ، واسأل الله أن يعيننا على التحلي بها والالتزام بها .
7- من المهم لنا أن نقرأ في سير السلف الصالح والتأسي بأخلاقهم وسمتهم ، وعنايتهم بقلوبهم و نفوسهم ، فمعرفة ما هم عليه من تمسك بالدين و الفهم الصحيح له و انشغالهم بالتقرب إلى الله ما يقشعر البدن و يبعث الحسرة في النفس على تقصيرها والعزم على تجديد النية و العمل الصالح .
8- كنت دائماً ما أسمع أقوال مختلفة عن حقيقة الزهد و كان بينها تباين شديد ، والحمد لله أن بين لي الجواب الحق المفصل في ذلك ، فتعلمت المعنى الحقيقي الصحيح للزهد وأن هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- يعلمنا الاعتدال بلا إفراط ولا تفريط . و استوقفتني مذاهب العلماء في الزهد و كيف أن اختلافهم لم يؤثر على دينهم أو اجتماع كلمتهم ، وهذا هو دين الإسلام السمح الذي يتحلى به السلف الصالح ، كما ورد في قول عبد الله بن عمران بن أبي فروة عن حال القاسم بن محمد بن أبي بكر و سالم بن عبدالله بن عمر و ما بينهما من اختلاف المذاهب في الزهد إلا أنهم متآلفين لا يعيب بعضهم على بعض .
9- في كل يوم تتأكد أهميه الصبر وأننا بحاجة إليه ، فعلينا الاعتناء به وسؤال الله -تعالى- أن يلهمنا الصبر في جميع أحوالنا .
10- نحن بحاجه إلى معاهدة قلوبنا و محاسبة أنفسنا و الالتفات إلى تقصيرنا والاجتهاد في إصلاح أنفسنا مستعينين بالله في ذلك ، و هذه الدورة المباركة بمثابة خارطة تسهل لنا الطريق و تنير لنا الدرب ، -فجزى الله شيخنا خير الجزاء- .



-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 ذو الحجة 1443هـ/21-07-2022م, 02:28 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة أعمال القلوب

المجموعة الثالثة:

س1: بم يُنال الصدق؟

يُنال الصدق بتحقيق سببه ألا وهو اليقين ، وإذا حلَّ اليقين في القلب قاد إلى الصدق في القول والعمل والحال وذلك أن اليقين يثمر في قلبِ الموقِن قوَّة العلمِ حتى يكاد يستوي عنده الغيب والشهادة من قوة التصديق ، التصديق بالثواب ، والتصديق بالعقاب، فيكون في القلب من الرغبة والرهبة والخشية والإنابة ما يجعل القلب يعبد الله كأنّه يراه ومما يبيّن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين: (أثقلُ صلاة على المنافقين: صلاةُ العِشاء ، وصلاةُ الفجرِ ، ولو يعْلَمُونَ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوا) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. فلمَّا غاب عنهم اليقين بالثواب والعقاب هان عليهم ترك الصلاة، ولو كان هذا العلم يقينا في قلوبهم لأتوهما ولو حبواً ومما يعين على اكتساب اليقين إقبال القلب على الله وطلب الهدى منه جل وعلا، وكثرة الذكر والتذكر ، ومعاودة التفكر والتدبر ؛ حتى يكون العلم يقيناً يقرّ في القلب فيحيا به صاحبه، ويبصر به، ويمشي به، ويتكلم به، ويقوم به {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. فالعلم المراد هنا هو علم اليقين؛ وهو مستمد من التصديق الذي هو حقيقة الإيمان.

س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.

أحكام التوكل:
- التوكل عبادة من أجل العبادات فمن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك كافر خارج عن دين الإسلام .
- في الاعتماد على الأسباب من الأشخاص والأعمال وغيرها فإن كان في القلب نوع تعلق بالسبب وتذلل له مع اعتقاده أن النفع والضر بيد الله وحده؛ فهو شرك أصغر من شرك الأسباب.
- بذل السبب بلا تعلق قلبي بالمخلوق فهذا ليس بشرك، ويكون حكمه على حسب ما يترتب عليه فالاعتماد على الأسباب في أمر مباح حُكْمُه الإباحة، والاعتماد عليها في أمر محرم حُكْمُه التحريم.

أقسام الناس في التوكل:
- المشركون في التوكل وهم من صرف هذه العبادة لغير الله بحيث تراهم يتوكلون على آلهتهم التي يدعونها من دون الله في جلب النفع ودفع الضر والشفاعة وغيرها وهؤلاء كفار خارجون عن ملة الإسلام .
- المفرطون في وجبات التوكل من عصاة الموحدين وهم الذين لم يصرفوا هذه العبادات لغير الله جل وعلا؛ لكنهم وقعوا في التفريط في واجبات التوكل ولم يحققوه؛ إما بضعف اعتماد القلب على الله لغلبة الغفلة والتعلق بالأسباب على القلب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وحده، أو بالتفريط في الأسباب الواجبة وهم أصحاب الكبائر من المسلمين.
- المؤمنون المتوكلون وهو الذين حققوا التوكل على الله عز وجل؛ بتفويض الأمر إليه ، وبذل الأسباب التي هدى الله عز وجل إليها، وهم المؤمنين الأتقياء.

س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟

السبب في تعرّض الشيطان لأهل الانابة آن من لم يسلك شرع الله ومنهاجه فهو مقبل على هواه وهذا هو مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله.قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}
ويُدفع شره بالاستعاذة منه وقراءة القرآن فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلبَ الإيمانَ العظيم وتزيده يقينًا وطمأنينةً وشفاءً قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}وقال تعالى: {هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}.

س4: ما هي فضائل الزهد .

من فضائل الزهد:
- أنه سبب لمحبّة الله عزّ وجلّ؛ فإنّ السبب الجامع لبغض الله تعالى لمن أبغضه من الكفار والمنافقين والعصاة هو إيثار الحياة الدنيا على الآخرة، وهو نقيض الزهد، قال الله تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ...} الآية.
- أنّه دواء ناجع من كثير من أدواء القلوب وآفات الأعمال التي إذا سرت إليها أفسدتها أو أضعفتها.
- أنّه من علامات إرادة الله الخير بعبده قال موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة). رواه ابن المبارك في الزهد، ووكيع في الزهد واللفظ له.
- أنّه من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. قال محمد بن النضر الحارثي: كان محمد بن كعب يقول: (الدنيا دار فناء، ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء، وانتزعت من أيدي الأشقياء؛ فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأزهد الناس فيها أسعد الناس بها، هي المعذّبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دُوَل).
- أنه نجاة للعبد من الذلّ الحاصل بالطمع في الدنيا ومتاعها وتعلّق القلب بها قال سفيان الثّوريّ: (من زهد في الدّنيا ملكها، ومن رغب فيها عبدها، فمن شاء فليعش فيها ملكًا، ومن شاء فليعش فيها عبدًا). رواه الخطيب البغدادي في الزهد.
- أنه يفتح للعبد عين البصيرة لإقباله على الآخرة وإنابته إلى ربّه ومحاسبته لنفسه واستعداده للموت قبل نزوله، فيبصر بهذا الإقبال والنظر وتلك العناية بالآخرة والاستعداد لها بالأعمال الصالحة ما لا يبصره من اشتغل قلبه بالدنيا قال ابن القيم: (مفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا).

س5: بيّن مراتب الشكر.

لشكر النعم مرتبتان:
المرتبة الأولى: الشكر عند تلقي النعمة، ويتحقق بأربعة أمور:

- الفرح بفضل الله والابتهاج بعطائه، وتعظيم قدر النعمة في النفس كما دلّ عليه قول الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
- الاعتراف لله تعالى بنعمته، كما في الحديث :(أبوء لك بنعمتك علي).
- حمد الله تعالى على نعمته، وذكرها، والثناء على الله بنعمته، كما في قول الله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» رواه مسلم وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
- الرضا بنعمة الله، وأن لا يعيبها ولا يزدريها، كما دلّ عليه قول الله تعالى: {فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي العلاء بن الشخير قال: حدثني أحدُ بني سليم ولا أحسبه الا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه فمن رضي بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه ووسّعه، ومن لم يرضَ لم يبارك له)). إسناده صحيح، وجهالة اسم الصحابي لا تضرّ. وتلقّي نعمة الله بالشكر له أثر عظيم في رضا الله تعالى عن العبد ومحبّته إيّاه، فإنّ الله تعالى يُحبّ من عبده أن يُحسن تلقّي نعمته.

والمرتبة الثانية: شكر أداء حقّ النعمة، ويتحقق بأربعة أمور أيضاً:

- أن يعرف حقّ الله تعالى في تلك النعمة من العلم والعمل والحال؛ فيؤدّيه لله مخلصاً له في ذلك، سليم القلب، طيّب النفس.
- أن يحفظ تلك النعمة بما أمر الله أن تُحفظ به، وفي مستدرك الحاكم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تعلم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها) وأصله في صحيح مسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: (لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل).
- أن لا يقابل النعمة بالمعصية وفي هذا المعنى أحاديث؛ ومن أسوأ ما يقع من العبد أن يستعمل نعمة الله في معصيته.
- أن يقابل إحسان الله إليه بإحسان العمل، فيعمل عملا صالحا يشكر به ربه على نعمته، ولما كُلّم النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وقيامه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: (أفلا أكون عبدا شكورا)، وقال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور}.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب:
- أهمية العلوم القلبية وعلاقتها بعلم السلوك وأن أعمال القلوب من أجل أبواب علم السلوك، وأعظمها نفعاً.
- أن المراد بالسلوك هو سلوك الصراط المستقيم، وهو متضمن لما تحصل به الهداية للصراط المستقيم قصداً وقولاً وعملاً، وأن علم السلوك من أجلّ علوم الشريعة قدراً وهو مقصودها الأعظم.
- أن مرجع علم السلوك مصدرين أساسيين أولهما البصائر والبيانات القائم على العلم والمثمر لليقين والثاني إتباع الهدى القائم على الإرادة والعزيمة والمثمر للاستقامة والتقوى .
- من فروع علم السلوك :أعمال القلوب، تزكية النفس، مجاهدة الشيطان. حفظ الجوارح. الترغيب والترهيب.الزهد والورع وغيرها.
- أن للسلف الصالح ومن اتّبعهم بإحسان عناية بالغة بهذا العلم تعلّماً وترسّماً وتوصيةً وتأليفاً. وقد تضمنت دواوين السنة المعروفة كتباً في هذا العلم الجليل .
- أن معنى الأبدال هم العلماء العاملون والعباد الصالحون، يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره، ولذلك سموا بالأبدال والبدلاء وأما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد فلم يستعملها السلف، وهي من إحداث الصوفية.
- تعريف العبادة باعتبار أصل معناها الملازم لها وأنها على نوعين: عبادة كونية. وعبادة شرعية.
- أنه يجب أن يصاحب العبادة ثلاثة أمور حتى تسمى عبادة شرعية : الأول المحبة والثاني الانقياد والثالث التعظيم.
- معرفة أن لصحة العبادة شرطان: أحدهما: الإخلاص لله جل وعلا والثاني أن تكون على ما شرع الله عز وجل بما بينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
- معرفة أنواع و أحوال القلوب وما يعتريها من الصحة والمرض وأن لها علل وأدواء، ولهذه العلل شفاء. ومعرفة أسبابها وأحكامها وآثارها.
- معرفة أصناف أمراض القلوب من أمراض شكّ وريبة و أمراض غلظ وقسوة، و أمراض ضعف ووهن ومعرفة اصول هذه الأمراض وهي الجهل والعيّ، والشكّ والارتياب، والحرص والشحّ، والعُجْب والكِبْر، والغلّ والحسد، والشهوة والغضب، والغفلة والقسوة، والهوى والوَهَن.
- معرفة أن الشك والارتياب فهو أخطر أمراض القلوب، وشفاء هذه العلّة بالازدياد من اليقين، وسبيله تدبّر القرآن والتبصّر ببصائره، واتّباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والتفكّر والتذكّر.
- معرفة معنى المحبة الصحيحة بناء على التأصيل العلمي لها و معرفة فضائلها ودلائلها وأسبابها وآدابها ومعرفة أسباب الضلال في هذا الباب.
- معرفة أن الخوف عبادة من أجل العبادات، وأنه أصل التقوى ومعرفة أنواعه الثلاثة وموجباته وأثاره وثمراته وأقسام الناس فيه والفرق بين خوف العبادة وغيره من أتواع الخوف.
- معرفة المراد بخوف السر وأن المقصود به خوف التعبد، ويُمثل له بخوف عباد القبور والأولياء.
- معرفة حقيقة الرجاء ومنزلته وأقسامه والفرق بينه وبين التمني المذموم.
- معرفة أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء وأنها أصول العبادة.
- معرفة مسألة " أيهما يغلَّب الخوفُ أم الرجاء" واختلاف العلماد فيها وأن أرجحها أنفعها لقلب السالك، وأحسنها أثراً في صلاح أعماله وأن الأكمل اعتدال الرجاء والخوف.
- معرفة معنى الصدق وأنه يكون في القول العمل والحال ومعرفة فضله وبما يُنال وأحوال الصادقين.
- معرفة معنى الإخلاص وفضائله وعاقبته والاسباب المعينة على تحقيقه وتفاضل المخلصين.
- معرفة معنى التوكل ومنزلة التوكل على الله و انواعه وأقسام الناس فيه وأحكام المخالفين فيه.
- معرفة معنى الاستعانة، و درجات الناس في العبادة والاستعانة وكيفية تحقيق الاستعانة و أنواعها و أقسام الاستعانة وأحكامها.
- معرفة معنى الخشية وحقيقتها وأسبابها ودرجاتها وثمراتها وأحكام خشية غير الله تعالى.
- معرفة معنى الإنابة وأسبابها وثمراتها ودرجاتها وعلاقة التوكل بالانابة وتعرض الشيطان لأهلها وكيفية النجاة من كيده.
- معرفة الفرق بين الزهد والورع ومعنى الزهد و فضائله والاسباب المعينة عليه والتحذير من الزهد الفاسد.
- معرفة معنى الورع وفضائله والاسباب المعينة عليه ومذاهب العلماء فيه.
- معرفة معنى الصبر وأنواعه و منزلته والاسباب المعينة عليه .
- معرفة مسألة "أيهما آفضل المبتلى الصابر أم المعافى الشاكر" وأقوال السلف في ذلك.
- معرفة معنى الشكر ودرجاته ومراتبه والأسباب المعينة عليه.
- معرفة الفرق بين الحمد والشكر.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 ذو الحجة 1443هـ/21-07-2022م, 03:43 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة أعمال القلوب

المجموعة الثالثة:

س1: بم يُنال الصدق؟

يُنال الصدق بتحقيق سببه ألا وهو اليقين ، وإذا حلَّ اليقين في القلب قاد إلى الصدق في القول والعمل والحال وذلك أن اليقين يثمر في قلبِ الموقِن قوَّة العلمِ حتى يكاد يستوي عنده الغيب والشهادة من قوة التصديق ، التصديق بالثواب ، والتصديق بالعقاب، فيكون في القلب من الرغبة والرهبة والخشية والإنابة ما يجعل القلب يعبد الله كأنّه يراه ومما يبيّن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين: (أثقلُ صلاة على المنافقين: صلاةُ العِشاء ، وصلاةُ الفجرِ ، ولو يعْلَمُونَ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوا) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. فلمَّا غاب عنهم اليقين بالثواب والعقاب هان عليهم ترك الصلاة، ولو كان هذا العلم يقينا في قلوبهم لأتوهما ولو حبواً ومما يعين على اكتساب اليقين إقبال القلب على الله وطلب الهدى منه جل وعلا، وكثرة الذكر والتذكر ، ومعاودة التفكر والتدبر ؛ حتى يكون العلم يقيناً يقرّ في القلب فيحيا به صاحبه، ويبصر به، ويمشي به، ويتكلم به، ويقوم به {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. فالعلم المراد هنا هو علم اليقين؛ وهو مستمد من التصديق الذي هو حقيقة الإيمان.

س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.

أحكام التوكل:
- التوكل عبادة من أجل العبادات فمن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك كافر خارج عن دين الإسلام .
- في الاعتماد على الأسباب من الأشخاص والأعمال وغيرها فإن كان في القلب نوع تعلق بالسبب وتذلل له مع اعتقاده أن النفع والضر بيد الله وحده؛ فهو شرك أصغر من شرك الأسباب.
- بذل السبب بلا تعلق قلبي بالمخلوق فهذا ليس بشرك، ويكون حكمه على حسب ما يترتب عليه فالاعتماد على الأسباب في أمر مباح حُكْمُه الإباحة، والاعتماد عليها في أمر محرم حُكْمُه التحريم.

أقسام الناس في التوكل:
- المشركون في التوكل وهم من صرف هذه العبادة لغير الله بحيث تراهم يتوكلون على آلهتهم التي يدعونها من دون الله في جلب النفع ودفع الضر والشفاعة وغيرها وهؤلاء كفار خارجون عن ملة الإسلام .
- المفرطون في وجبات التوكل من عصاة الموحدين وهم الذين لم يصرفوا هذه العبادات لغير الله جل وعلا؛ لكنهم وقعوا في التفريط في واجبات التوكل ولم يحققوه؛ إما بضعف اعتماد القلب على الله لغلبة الغفلة والتعلق بالأسباب على القلب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وحده، أو بالتفريط في الأسباب الواجبة وهم أصحاب الكبائر من المسلمين.
- المؤمنون المتوكلون وهو الذين حققوا التوكل على الله عز وجل؛ بتفويض الأمر إليه ، وبذل الأسباب التي هدى الله عز وجل إليها، وهم المؤمنين الأتقياء.

س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟

السبب في تعرّض الشيطان لأهل الانابة آن من لم يسلك شرع الله ومنهاجه فهو مقبل على هواه وهذا هو مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله.قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}
ويُدفع شره بالاستعاذة منه وقراءة القرآن فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلبَ الإيمانَ العظيم وتزيده يقينًا وطمأنينةً وشفاءً قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}وقال تعالى: {هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}.

س4: ما هي فضائل الزهد .

من فضائل الزهد:
- أنه سبب لمحبّة الله عزّ وجلّ؛ فإنّ السبب الجامع لبغض الله تعالى لمن أبغضه من الكفار والمنافقين والعصاة هو إيثار الحياة الدنيا على الآخرة، وهو نقيض الزهد، قال الله تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ...} الآية.
- أنّه دواء ناجع من كثير من أدواء القلوب وآفات الأعمال التي إذا سرت إليها أفسدتها أو أضعفتها.
- أنّه من علامات إرادة الله الخير بعبده قال موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة). رواه ابن المبارك في الزهد، ووكيع في الزهد واللفظ له.
- أنّه من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. قال محمد بن النضر الحارثي: كان محمد بن كعب يقول: (الدنيا دار فناء، ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء، وانتزعت من أيدي الأشقياء؛ فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأزهد الناس فيها أسعد الناس بها، هي المعذّبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دُوَل).
- أنه نجاة للعبد من الذلّ الحاصل بالطمع في الدنيا ومتاعها وتعلّق القلب بها قال سفيان الثّوريّ: (من زهد في الدّنيا ملكها، ومن رغب فيها عبدها، فمن شاء فليعش فيها ملكًا، ومن شاء فليعش فيها عبدًا). رواه الخطيب البغدادي في الزهد.
- أنه يفتح للعبد عين البصيرة لإقباله على الآخرة وإنابته إلى ربّه ومحاسبته لنفسه واستعداده للموت قبل نزوله، فيبصر بهذا الإقبال والنظر وتلك العناية بالآخرة والاستعداد لها بالأعمال الصالحة ما لا يبصره من اشتغل قلبه بالدنيا قال ابن القيم: (مفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا).

س5: بيّن مراتب الشكر.

لشكر النعم مرتبتان:
المرتبة الأولى: الشكر عند تلقي النعمة، ويتحقق بأربعة أمور:

- الفرح بفضل الله والابتهاج بعطائه، وتعظيم قدر النعمة في النفس كما دلّ عليه قول الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
- الاعتراف لله تعالى بنعمته، كما في الحديث :(أبوء لك بنعمتك علي).
- حمد الله تعالى على نعمته، وذكرها، والثناء على الله بنعمته، كما في قول الله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» رواه مسلم وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
- الرضا بنعمة الله، وأن لا يعيبها ولا يزدريها، كما دلّ عليه قول الله تعالى: {فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي العلاء بن الشخير قال: حدثني أحدُ بني سليم ولا أحسبه الا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه فمن رضي بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه ووسّعه، ومن لم يرضَ لم يبارك له)). إسناده صحيح، وجهالة اسم الصحابي لا تضرّ. وتلقّي نعمة الله بالشكر له أثر عظيم في رضا الله تعالى عن العبد ومحبّته إيّاه، فإنّ الله تعالى يُحبّ من عبده أن يُحسن تلقّي نعمته.

والمرتبة الثانية: شكر أداء حقّ النعمة، ويتحقق بأربعة أمور أيضاً:

- أن يعرف حقّ الله تعالى في تلك النعمة من العلم والعمل والحال؛ فيؤدّيه لله مخلصاً له في ذلك، سليم القلب، طيّب النفس.
- أن يحفظ تلك النعمة بما أمر الله أن تُحفظ به، وفي مستدرك الحاكم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تعلم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها) وأصله في صحيح مسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: (لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل).
- أن لا يقابل النعمة بالمعصية وفي هذا المعنى أحاديث؛ ومن أسوأ ما يقع من العبد أن يستعمل نعمة الله في معصيته.
- أن يقابل إحسان الله إليه بإحسان العمل، فيعمل عملا صالحا يشكر به ربه على نعمته، ولما كُلّم النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وقيامه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: (أفلا أكون عبدا شكورا)، وقال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور}.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب:
- أهمية العلوم القلبية وعلاقتها بعلم السلوك وأن أعمال القلوب من أجل أبواب علم السلوك، وأعظمها نفعاً.
- أن المراد بالسلوك هو سلوك الصراط المستقيم، وهو متضمن لما تحصل به الهداية للصراط المستقيم قصداً وقولاً وعملاً، وأن علم السلوك من أجلّ علوم الشريعة قدراً وهو مقصودها الأعظم.
- أن مرجع علم السلوك مصدرين أساسيين أولهما البصائر والبيانات القائم على العلم والمثمر لليقين والثاني إتباع الهدى القائم على الإرادة والعزيمة والمثمر للاستقامة والتقوى .
- من فروع علم السلوك :أعمال القلوب، تزكية النفس، مجاهدة الشيطان. حفظ الجوارح. الترغيب والترهيب.الزهد والورع وغيرها.
- أن للسلف الصالح ومن اتّبعهم بإحسان عناية بالغة بهذا العلم تعلّماً وترسّماً وتوصيةً وتأليفاً. وقد تضمنت دواوين السنة المعروفة كتباً في هذا العلم الجليل .
- أن معنى الأبدال هم العلماء العاملون والعباد الصالحون، يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره، ولذلك سموا بالأبدال والبدلاء وأما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد فلم يستعملها السلف، وهي من إحداث الصوفية.
- تعريف العبادة باعتبار أصل معناها الملازم لها وأنها على نوعين: عبادة كونية. وعبادة شرعية.
- أنه يجب أن يصاحب العبادة ثلاثة أمور حتى تسمى عبادة شرعية : الأول المحبة والثاني الانقياد والثالث التعظيم.
- معرفة أن لصحة العبادة شرطان: أحدهما: الإخلاص لله جل وعلا والثاني أن تكون على ما شرع الله عز وجل بما بينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
- معرفة أنواع و أحوال القلوب وما يعتريها من الصحة والمرض وأن لها علل وأدواء، ولهذه العلل شفاء. ومعرفة أسبابها وأحكامها وآثارها.
- معرفة أصناف أمراض القلوب من أمراض شكّ وريبة و أمراض غلظ وقسوة، و أمراض ضعف ووهن ومعرفة اصول هذه الأمراض وهي الجهل والعيّ، والشكّ والارتياب، والحرص والشحّ، والعُجْب والكِبْر، والغلّ والحسد، والشهوة والغضب، والغفلة والقسوة، والهوى والوَهَن.
- معرفة أن الشك والارتياب فهو أخطر أمراض القلوب، وشفاء هذه العلّة بالازدياد من اليقين، وسبيله تدبّر القرآن والتبصّر ببصائره، واتّباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والتفكّر والتذكّر.
- معرفة معنى المحبة الصحيحة بناء على التأصيل العلمي لها و معرفة فضائلها ودلائلها وأسبابها وآدابها ومعرفة أسباب الضلال في هذا الباب.
- معرفة أن الخوف عبادة من أجل العبادات، وأنه أصل التقوى ومعرفة أنواعه الثلاثة وموجباته وأثاره وثمراته وأقسام الناس فيه والفرق بين خوف العبادة وغيره من أتواع الخوف.
- معرفة المراد بخوف السر وأن المقصود به خوف التعبد، ويُمثل له بخوف عباد القبور والأولياء.
- معرفة حقيقة الرجاء ومنزلته وأقسامه والفرق بينه وبين التمني المذموم.
- معرفة أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء وأنها أصول العبادة.
- معرفة مسألة " أيهما يغلَّب الخوفُ أم الرجاء" واختلاف العلماد فيها وأن أرجحها أنفعها لقلب السالك، وأحسنها أثراً في صلاح أعماله وأن الأكمل اعتدال الرجاء والخوف.
- معرفة معنى الصدق وأنه يكون في القول العمل والحال ومعرفة فضله وبما يُنال وأحوال الصادقين.
- معرفة معنى الإخلاص وفضائله وعاقبته والاسباب المعينة على تحقيقه وتفاضل المخلصين.
- معرفة معنى التوكل ومنزلة التوكل على الله و انواعه وأقسام الناس فيه وأحكام المخالفين فيه.
- معرفة معنى الاستعانة، و درجات الناس في العبادة والاستعانة وكيفية تحقيق الاستعانة و أنواعها و أقسام الاستعانة وأحكامها.
- معرفة معنى الخشية وحقيقتها وأسبابها ودرجاتها وثمراتها وأحكام خشية غير الله تعالى.
- معرفة معنى الإنابة وأسبابها وثمراتها ودرجاتها وعلاقة التوكل بالانابة وتعرض الشيطان لأهلها وكيفية النجاة من كيده.
- معرفة الفرق بين الزهد والورع ومعنى الزهد و فضائله والاسباب المعينة عليه والتحذير من الزهد الفاسد.
- معرفة معنى الورع وفضائله والاسباب المعينة عليه ومذاهب العلماء فيه.
- معرفة معنى الصبر وأنواعه و منزلته والاسباب المعينة عليه .
- معرفة مسألة "أيهما آفضل المبتلى الصابر أم المعافى الشاكر" وأقوال السلف في ذلك.
- معرفة معنى الشكر ودرجاته ومراتبه والأسباب المعينة عليه.
- معرفة الفرق بين الحمد والشكر.

والله أعلم.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18 صفر 1444هـ/14-09-2022م, 07:41 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
الصدق هو نقيض الكذب وهو وصف لما لا يتخلف تأثيره والاداة التي يطابق عملها لما صنعت له.
أما صدق العمل فهو مطابقة أداء العبد لما عزم عليه ويستلزم ذلك صحة العزيمة واتباع الهدى .
صدق الحال: مطابقته للهدي الصحيح.
س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
التوكل نوعان:
١- التوكل على الله في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية.أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
٢- التوكل على الله فيما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والدعوة إليه والجهاد.
أما تحقيق التوكل فيكون بأمرين:
١- صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وتعظيم الرغبة في إحسانه.
٢- اتباع هدى الله بفعل ما يهدي اليه من الاسباب بامتثال الامر واجتناب النهي.

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
هي أصول العبادات الثلاث:
١- محبة الله عز وجل فمحبته تحمل على الخوف من حرمان رضا الله او الوقوع في ذنب يكون عاقبته الحرمان من ثوابه..
٢-الرجاء: فصدق الرجاء يحمل العبد على الخشية من فوات ثواب الله.
٣- الخوف الصادق يحمل على الخشية من التعرض لسخط الله.

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .
هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو خير الهدي فكان وسطا بين الغلو والجفاء وفيه تحقيق للمقاصد الشرعية في حق الفرد وفي حق الأمة.
ففي حديث الثلاثة الذين تقالوا عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعللوها بأن الله غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.
ولما أخبر صلى الله عليه وسلم عن إهمال عثمان بن مظعون لحقوق أهله ومغالاته بالعبادة قال له : يا عثمان أرغبة عن سنتي؟ فقال عثمان : لا والله يا رسول الله لكن سنتك أطلب قال رسول الله: فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وأفطر وصل ونم.
وبين الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك زهده في الدنيا فقال (ما لي وللدنيا وما للدنيا ولي ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فيء أو ظل شجرة ثم راح وتركها..

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
أنواع الصبر ثلاثة:
الصبر على طاعة الله ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)
الصبر عن معصية الله واجتناب محرماته
الصبر على المصائب المقدرة على العبد بغير اختياره.( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات)
وهي على نوعين كما فصلها ابن تيمية:
نوع لا اختيار للخلق فيه كالامراض
ونوع يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه.
أما حكم الصبر فيتبع نوعه:
فالصبر على الطاعات الواجبة واجب كالصلاة .
والصبر على الطاعات المستحبة مستحب فيثاب فاعله ولا يأثم تاركه.
والصبر عن فعل المعاصي واجب وخاصة الكبائر أما الصبر عن المكروهات فهو مستحب يثاب تاركه ولا يأثم فاعله
أما المصائب على المصائب المقدرة فهو واجب فلا يجوز ان يجزع او يتسخط..
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
١- أن القلب هو سيد الأعضاء في الجسد وحاكم الجوارح فالواجب العناية به وبصلاحه حتى يصلح العمل.
٢- أن الأعمال القلبية هي أصل كل الأعمال فما صلحت نيته تقبله الله وأثاب عليه وما خبث او أشرك في نيته رده وأبطله.
٣- أن أعمال القلوب كأعمال الجوارح لها أسباب تزيد من قوتها او تضعفها بحسب مزاولتنا لسببها..فاصلاح القلوب ممكن بتعاطي أسباب الاصلاح.
٤- مطالعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسير السلف الصالح من المعينات على اصلاح القلب والجوارح.
٥-'أهمية العلم بدرجات الأعمال وخير الخيرين أو شر الشرين والعلم بثواب العمل او عقوبة الذنب كله يعين على العمل القلبي السليم.
٦- أن القلوب تتفاوت في حياتها وقوتها بمقدار تمكن الوحي فيها فمن أراد حياة قلبه فلا غنى له عن القرآن والسنة وتدبرهما.
٧- كثرة اعمال القلب وتنوعه وانها كلها لا بد وان تكون لله وحده لا شريك له.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 24 صفر 1444هـ/20-09-2022م, 06:50 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟
الصدق هو نقيض الكذب وهو وصف لما لا يتخلف تأثيره والاداة التي يطابق عملها لما صنعت له.
أما صدق العمل فهو مطابقة أداء العبد لما عزم عليه ويستلزم ذلك صحة العزيمة واتباع الهدى .
صدق الحال: مطابقته للهدي الصحيح.
اختصرت بعض الشيء

س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
التوكل نوعان:
١- التوكل على الله في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية.أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
٢- التوكل على الله فيما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والدعوة إليه والجهاد.
أما تحقيق التوكل فيكون بأمرين:
١- صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وتعظيم الرغبة في إحسانه.
٢- اتباع هدى الله بفعل ما يهدي اليه من الاسباب بامتثال الامر واجتناب النهي.

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
هي أصول العبادات الثلاث:
١- محبة الله عز وجل فمحبته تحمل على الخوف من حرمان رضا الله او الوقوع في ذنب يكون عاقبته الحرمان من ثوابه..
٢-الرجاء: فصدق الرجاء يحمل العبد على الخشية من فوات ثواب الله.
٣- الخوف الصادق يحمل على الخشية من التعرض لسخط الله.

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد .
هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو خير الهدي فكان وسطا بين الغلو والجفاء وفيه تحقيق للمقاصد الشرعية في حق الفرد وفي حق الأمة.
ففي حديث الثلاثة الذين تقالوا عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعللوها بأن الله غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.
ولما أخبر صلى الله عليه وسلم عن إهمال عثمان بن مظعون لحقوق أهله ومغالاته بالعبادة قال له : يا عثمان أرغبة عن سنتي؟ فقال عثمان : لا والله يا رسول الله لكن سنتك أطلب قال رسول الله: فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وأفطر وصل ونم.
وبين الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك زهده في الدنيا فقال (ما لي وللدنيا وما للدنيا ولي ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فيء أو ظل شجرة ثم راح وتركها..

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
أنواع الصبر ثلاثة:
الصبر على طاعة الله ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)
الصبر عن معصية الله واجتناب محرماته
الصبر على المصائب المقدرة على العبد بغير اختياره.( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات)
وهي على نوعين كما فصلها ابن تيمية:
نوع لا اختيار للخلق فيه كالامراض
ونوع يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه.
أما حكم الصبر فيتبع نوعه:
فالصبر على الطاعات الواجبة واجب كالصلاة .
والصبر على الطاعات المستحبة مستحب فيثاب فاعله ولا يأثم تاركه.
والصبر عن فعل المعاصي واجب وخاصة الكبائر أما الصبر عن المكروهات فهو مستحب يثاب تاركه ولا يأثم فاعله
أما المصائب على المصائب المقدرة فهو واجب فلا يجوز ان يجزع او يتسخط..
س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
١- أن القلب هو سيد الأعضاء في الجسد وحاكم الجوارح فالواجب العناية به وبصلاحه حتى يصلح العمل.
٢- أن الأعمال القلبية هي أصل كل الأعمال فما صلحت نيته تقبله الله وأثاب عليه وما خبث او أشرك في نيته رده وأبطله.
٣- أن أعمال القلوب كأعمال الجوارح لها أسباب تزيد من قوتها او تضعفها بحسب مزاولتنا لسببها..فاصلاح القلوب ممكن بتعاطي أسباب الاصلاح.
٤- مطالعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسير السلف الصالح من المعينات على اصلاح القلب والجوارح.
٥-'أهمية العلم بدرجات الأعمال وخير الخيرين أو شر الشرين والعلم بثواب العمل او عقوبة الذنب كله يعين على العمل القلبي السليم.
٦- أن القلوب تتفاوت في حياتها وقوتها بمقدار تمكن الوحي فيها فمن أراد حياة قلبه فلا غنى له عن القرآن والسنة وتدبرهما.
٧- كثرة اعمال القلب وتنوعه وانها كلها لا بد وان تكون لله وحده لا شريك له.
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 3 ربيع الأول 1444هـ/28-09-2022م, 03:05 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

٠⚪ المجموعة الثانية:

س1))* هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.

نعم لأن الإخلاص محله القلب ، الذي هو أشرف مواطن الإيمان ولايطلِعُ عليه إلا الرحمن وبزيادة الإخلاص ونقصانه يتفاوت المخلصون وهذه الزيادة تكون بأمرين :*
🔸️ أولا: الاحتساب الصادق وتنقية العمل من كل ما يكدره ويشوبه ، فالنية تعمل عملها في قبول العمل* أو ردِه وقوته* أو ضعفه ، كما قال عليه الصلاة
والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات ) فقد يعظم أجر العمل وهو صغير لصدق النية* ويقل أجر العمل العظيم لضعف النية وربما بطل العمل لفساد النية .
🔸️ ثانيا : كثرة العبادات الصالحات المقبولة ، تزيد العبد إخلاصا*
وقلنا العبادات المقبولة ، لأنها لاتكون كذلك حتى تكون على المتابعة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم* ونهجه .

س2))* ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
🔹️القسم الأول :* استعانة العبادة
تكون في القلب ، قوامها المحبة والخوف والرجاء رغبةً ورهبةً ،فهي عبادة لا تنبغي إلا لله تعالى فمتى صُرفت لغيره كان المستعين مشركا ، وقد عَلمَنا ربنا في كتابه : {إياك نعبد وإياك نستعين } فالتلازم بين العبادة والاستعانة لاينفك فنستعينه ربنا ومولانا وكذا نستغيثه تعبدا له وحده فهو القوي القادر ، ونعوذ به أن نزِل أو نضِل فنشرك مخلوقا فيما ليس الا لله وحده ، كما هو حال عُبّاد القبور والأولياء الذين قارفوا الشرك الأكبر وسقطوا في هاويته .

🔹️القسم الثاني : استعانة التسبب
هي الأخذ بالأسباب المشروعة رجاءَ تحصيل المنفعة ،مع تعلق القلب واعتقاده التام أن النفع والضر بيده وحده سبحانه ، وهي قسمين :
* الاستعانة المشروعة :
أن يبذل المستعين من الأسباب الجائزة المشروعة ليُحَصّل مايرجوه من المنافع المشروعة ، وبحسب الحال يكون حكمها ، فتارة تكون واجبة* وتارة تكون مستحبة ،* ومن أمثلة هذه الاستعانة* قوله عز من قائل :
{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
وأي أسباب أعظم من مطيّة الصبر* وعون الصلاة وعطاؤها ، فهما أصل خير الدنيا والآخرة ، ومن الأمثلة أيضا ، أن يأخذ* بأسباب النجاة من الفتن ومتى ماوجد معاذا له منها فليزمه كما نصّ على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم* قائلا في حديث عنه في الصحيحين :* (ومن وجد* ملجأ أو معاذا فليعذ به )
ونحوها من الأخذ بالاسباب المشروعة ،كالتدواي عند الوجع وتوخي الطبيب الماهر ، على أن لاتتعلق القلوب* بهذه الأسباب فتلج باب الشرك .

* الاستعانة الغير مشروعة
وهي تتعلق بتحصيل أغراض محرمة بأسباب محرمة مثل التحيّل وما في نحوه مما لايجوز .

🔸️الفائدة من هذا التقسيم في أنواع الاستعانة
* هذا التفصيل العلمي ، يقي المستعين من الوقوع في الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر .

*التأكيد على لب العقيدة وصميمها ، وأن النفع والضر بيده وحده سبحانه ومزيد
تعلق القلوب به رجاءً وخوفاً .

* يوجه المستعين* إلى وجوب طلب الاستعانة في حال من الأحوال ، ويبين له أنه يستحب له في حال آخر ، وأنها تحرم عليه في حالات ، وهذا هوالأمر و*
النهي الذي أمرنا بالوقوف عنده .

* قطع الطريق على أهل الغش والخيانة ومن في قلبه محبة الحرام ، فتظهر معاملاتهم على حقيقتها رغم ما يخادعون .

س3))* بيّن ثمرات الخشية.
هناك أثر مشهور - رأس الحكمة مخافة الله - فخشية الله دليل على الفهم الصحيح لحقيقة هذه الدنيا ومآلها ، خشية الله بركة في الحياة الأولى وسعادة في الأخرى ، فمن ثمرات الخشية وعطائها في الدنيا :

🔹️ التوبة والأوبة إلى الله تعالى وهي أعظم الثمار وأعلاها .

🔹️أنها عون ودافعٌ قوي لفهم كلام الله تعالى وحسن العظة والاعتبار* بمافيه.

🔹️أنها تقي أهلها الدنو من المعاصي وتحبب إليهم الطاعات والخيرات والسبق إليها .

🔹* هي ️تزكية للنفس والسمو بها، والتشافي من أدواء وعيوب كثيرة ، وهي عون على الزهد في الدنيا وترك الانشغال بما لا يعني وزجرالنفس عن هواها .

🔹️تقي الخشية من الوقوع في المحبة البدعية التى هي خلاف الهَدّىِ الصحيح ، فيتبسط أصحابها حتى يزول عنهم مقام التعظيم والخشية لله تعالى فيتلفظون بعبارات ويَدّعُون منازل زيّنها لهم الهوى والمخالفة ، كما يكون في ضُلّال الصوفية وكما ادعت يهود قديما : { نحن أبناء الله وأحباؤه }وهم في غضب الله يتخبطون .

س4 ))* ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟

🔸️ حقيقة الزهد : هو زُهد القلب فيما زهّد الله فيه وحثّ على تركه* وإقباله على ما رغبّ الله فيه ودعا إليه ، فيترك أمورا ، لينصرف إلى ماهو أولى وأحرى.

🔸️ علل الزهد التى تفسده :
*** 1) الزهد البدعي الذي هو مخالف للسنة مردودٌ على صاحبه فهو تُعبد
فاسد لفقده إحدى شرطي القبول وهو الإتباع ، كما قال* الصحابي عبد الله بن مسعود : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة .

2)* شهوة الجاه والظهور ، فيزهد في الظاهر في مأكل وملبس ونحوه ، والقلب
امتلأ برؤية الخلق* ومدحهم .

3) إعجاب المرء بزهده واحتقاره لغير الزاهدين ، فالمظهر زاهد* عابد، والمخبر
* معجب مزهو .

4) تسمية الأمور بغير مُسماها ، فالركون للكسل والراحة والبطالة مع ترك الواجب من النفقة على النفس ومن يعول ، تسمى زوراً ، زهدا .

5) الزهد البارد ،و الباعث عليه الجهل ، لان صاحبه يزهد فيما لا نفع فيه في الآخرة أو يُفوت عليه ماهو أنفع وأصلح .

6) الخطأ في اعتقاد لزوم الفقر مع الزهد ، مع أن الزهد عمل قلبي ، فقد كان يكون في الأنبياء والكبراء مع غناهم وسعة عيشهم .

7) ترك الدنيا بعد اليأس من تحصيل حظوظها ، وليس لإرادة وجه الله والدار الآخرة ، لان هذا ينافي حقيقة الزهد .

🔸️س5))* هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
يسأل العبد ربّه ومولاه العافية ، فقد تواترات الأحاديث والوصايا النبوية بلزوم سؤال الله العافية ، فعنه صلى الله عليه وسلم :
( أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكر مرفوعا : *
*( سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية ) فإذا جَدّ أمر وكان حال لابد من الصبر فيه ، كأن يُصاب ببلاء ،أو يخشى على نفسه من مقارفة المعاصي* ونحوها ،* سأل عندها ربّهُ الصبر والقوة بل يكون سؤال الصبر هنا محمودا ، فقد أثنى ربنا في كتابه عن طالوت ومن معه لما دعوه قائلين :
*{* وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }

🔹️ الأسباب المعينة على الصبر
1-* الاستعانة بالله أولا وآخرا فلا صبر* إلا بالله .
2 - المعرفة بفضيلة الصبر وعاقبة أمره المحمودة ، حتى تصير يقينا يدفع صاحبه إلى لزوم عتبات الصبر وترقب عطياه وهباته ،* فإن كانت الطاعات
أقبل عليها متصبرا لعلمه بمنزلتها عند الله* وجميل الثواب* عليها
وإن كانت المعاصي ، تجافى عنها* واصطبر على تركها ، خوفا من شؤمها ووبيل عاقبتها* ، أما في مواطن الاقدار والبلاء ، صبّر نفسه بما يناله أهل البلاء من عظيم الثواب ومعية الله* للصابرين ، وأن البلايا مكفرات* للخطايا مطهرات* للقلوب ، وأن انتظار الفرج من العبادة لله تعالى ..، وهذا ابن عمر كان لا يقوم من مجلسه حتى يدعو قائلا :
( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا )
3 -* حضور الإيمان في القلب وتزيّنُهُ ، وما يقتضيه من حبّ ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله ، عندها يصير الصبر قريبا هينا على صاحبه المؤمن
وهذه من علامات* سلامة القلب وخلوه من عوارض الشبهات والشهوات الصادّة عن الخير* . قال* الله تعالى ممتنا على المؤمنين:
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }

4 - تكلفُ الصبر* والاصطبار ، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ومن يتصبَّر يصبره الله ).

5 - النظر في أحوال الصابرين والاقتداء بهم وبجميل صبرهم ، له أثر كبير في التقوي على الصبر ، قال عزّ من قائل :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}*

س6))** ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

📝 الإيمان كله يقوم على ساق أعمال القلوب ، فمثل هذه الدورة المباركة ، تجديد لحقيقة الإيمان ، ونفض لغبار تراكم الرتابة والتعود في العبادات وغيرها .

📝 أدهشني هذا التفصيل وهذه التفاريع الدقيقة* ، وازدت تأكدا ان العلم كبير واسع ،وان الكلام بغير علم خطيئة .

📝 العلم الصحيح الذي هو على الجادة* ، يغشاه جمال وجلال ، بخلاف العلوم المدخولة* ،* المشوبة الضالة .

📝 هذه الدورة المباركة* لها تأثير كبير في حقيقة معرفة الله بأسمائه وصفاته
وهذه المعرفة العظيمة هي أول الدين وآخره .

📝 في صحيح الأحاديث والآثار* غُنية عن السقيم والضعيف والموضوع منها
فهاهي هذه الدورة قد ازدانت وحفلت بثلة منها* رسّخت لمعانيها ومقاصدها* دون الخروج عند حد العلم الصحيح* وهَدّي السلف وميراث النبوة الأبلج .

📝* لو أننا نتواصى فيما بيننا أن نطالع مثل هذه العلوم التى جاءت في الدورة* حينا بعد حين ، ونفرد لها مجالس خاصة ، فتكون مجالس ذكر* وتذكرة وتجديد* لمعاني الإيمان في القلوب ، فإن الإيمان يخلق ويبلى في الصدور .

* جزى الله شيخنا الكريم الفاضل* على هذا التأصيل و التقريب ، وثبتنا الله جميعا وختم لنا بخواتيم الإحسان
فلا يعيش المؤمن إلا خائف مشفق على إيمانه ، وقد اشتدت الفتن وتزينت الدنيا ، والله مولانا ونعم النصير .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 6 ربيع الأول 1444هـ/1-10-2022م, 09:26 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
٠⚪ المجموعة الثانية:

س1))* هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.

نعم لأن الإخلاص محله القلب ، الذي هو أشرف مواطن الإيمان ولايطلِعُ عليه إلا الرحمن وبزيادة الإخلاص ونقصانه يتفاوت المخلصون وهذه الزيادة تكون بأمرين :*
🔸️ أولا: الاحتساب الصادق وتنقية العمل من كل ما يكدره ويشوبه ، فالنية تعمل عملها في قبول العمل* أو ردِه وقوته* أو ضعفه ، كما قال عليه الصلاة
والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات ) فقد يعظم أجر العمل وهو صغير لصدق النية* ويقل أجر العمل العظيم لضعف النية وربما بطل العمل لفساد النية .
🔸️ ثانيا : كثرة العبادات الصالحات المقبولة ، تزيد العبد إخلاصا*
وقلنا العبادات المقبولة ، لأنها لاتكون كذلك حتى تكون على المتابعة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم* ونهجه .

س2))* ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
🔹️القسم الأول :* استعانة العبادة
تكون في القلب ، قوامها المحبة والخوف والرجاء رغبةً ورهبةً ،فهي عبادة لا تنبغي إلا لله تعالى فمتى صُرفت لغيره كان المستعين مشركا ، وقد عَلمَنا ربنا في كتابه : {إياك نعبد وإياك نستعين } فالتلازم بين العبادة والاستعانة لاينفك فنستعينه ربنا ومولانا وكذا نستغيثه تعبدا له وحده فهو القوي القادر ، ونعوذ به أن نزِل أو نضِل فنشرك مخلوقا فيما ليس الا لله وحده ، كما هو حال عُبّاد القبور والأولياء الذين قارفوا الشرك الأكبر وسقطوا في هاويته .

🔹️القسم الثاني : استعانة التسبب
هي الأخذ بالأسباب المشروعة رجاءَ تحصيل المنفعة ،مع تعلق القلب واعتقاده التام أن النفع والضر بيده وحده سبحانه ، وهي قسمين :
* الاستعانة المشروعة :
أن يبذل المستعين من الأسباب الجائزة المشروعة ليُحَصّل مايرجوه من المنافع المشروعة ، وبحسب الحال يكون حكمها ، فتارة تكون واجبة* وتارة تكون مستحبة ،* ومن أمثلة هذه الاستعانة* قوله عز من قائل :
{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
وأي أسباب أعظم من مطيّة الصبر* وعون الصلاة وعطاؤها ، فهما أصل خير الدنيا والآخرة ، ومن الأمثلة أيضا ، أن يأخذ* بأسباب النجاة من الفتن ومتى ماوجد معاذا له منها فليزمه كما نصّ على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم* قائلا في حديث عنه في الصحيحين :* (ومن وجد* ملجأ أو معاذا فليعذ به )
ونحوها من الأخذ بالاسباب المشروعة ،كالتدواي عند الوجع وتوخي الطبيب الماهر ، على أن لاتتعلق القلوب* بهذه الأسباب فتلج باب الشرك .

* الاستعانة الغير مشروعة
وهي تتعلق بتحصيل أغراض محرمة بأسباب محرمة مثل التحيّل وما في نحوه مما لايجوز .

🔸️الفائدة من هذا التقسيم في أنواع الاستعانة
* هذا التفصيل العلمي ، يقي المستعين من الوقوع في الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر .

*التأكيد على لب العقيدة وصميمها ، وأن النفع والضر بيده وحده سبحانه ومزيد
تعلق القلوب به رجاءً وخوفاً .

* يوجه المستعين* إلى وجوب طلب الاستعانة في حال من الأحوال ، ويبين له أنه يستحب له في حال آخر ، وأنها تحرم عليه في حالات ، وهذا هوالأمر و*
النهي الذي أمرنا بالوقوف عنده .

* قطع الطريق على أهل الغش والخيانة ومن في قلبه محبة الحرام ، فتظهر معاملاتهم على حقيقتها رغم ما يخادعون .

س3))* بيّن ثمرات الخشية.
هناك أثر مشهور - رأس الحكمة مخافة الله - فخشية الله دليل على الفهم الصحيح لحقيقة هذه الدنيا ومآلها ، خشية الله بركة في الحياة الأولى وسعادة في الأخرى ، فمن ثمرات الخشية وعطائها في الدنيا :

🔹️ التوبة والأوبة إلى الله تعالى وهي أعظم الثمار وأعلاها .

🔹️أنها عون ودافعٌ قوي لفهم كلام الله تعالى وحسن العظة والاعتبار* بمافيه.

🔹️أنها تقي أهلها الدنو من المعاصي وتحبب إليهم الطاعات والخيرات والسبق إليها .

🔹* هي ️تزكية للنفس والسمو بها، والتشافي من أدواء وعيوب كثيرة ، وهي عون على الزهد في الدنيا وترك الانشغال بما لا يعني وزجرالنفس عن هواها .

🔹️تقي الخشية من الوقوع في المحبة البدعية التى هي خلاف الهَدّىِ الصحيح ، فيتبسط أصحابها حتى يزول عنهم مقام التعظيم والخشية لله تعالى فيتلفظون بعبارات ويَدّعُون منازل زيّنها لهم الهوى والمخالفة ، كما يكون في ضُلّال الصوفية وكما ادعت يهود قديما : { نحن أبناء الله وأحباؤه }وهم في غضب الله يتخبطون .

س4 ))* ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟

🔸️ حقيقة الزهد : هو زُهد القلب فيما زهّد الله فيه وحثّ على تركه* وإقباله على ما رغبّ الله فيه ودعا إليه ، فيترك أمورا ، لينصرف إلى ماهو أولى وأحرى.

🔸️ علل الزهد التى تفسده :
*** 1) الزهد البدعي الذي هو مخالف للسنة مردودٌ على صاحبه فهو تُعبد
فاسد لفقده إحدى شرطي القبول وهو الإتباع ، كما قال* الصحابي عبد الله بن مسعود : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة .

2)* شهوة الجاه والظهور ، فيزهد في الظاهر في مأكل وملبس ونحوه ، والقلب
امتلأ برؤية الخلق* ومدحهم .

3) إعجاب المرء بزهده واحتقاره لغير الزاهدين ، فالمظهر زاهد* عابد، والمخبر
* معجب مزهو .

4) تسمية الأمور بغير مُسماها ، فالركون للكسل والراحة والبطالة مع ترك الواجب من النفقة على النفس ومن يعول ، تسمى زوراً ، زهدا .

5) الزهد البارد ،و الباعث عليه الجهل ، لان صاحبه يزهد فيما لا نفع فيه في الآخرة أو يُفوت عليه ماهو أنفع وأصلح .

6) الخطأ في اعتقاد لزوم الفقر مع الزهد ، مع أن الزهد عمل قلبي ، فقد كان يكون في الأنبياء والكبراء مع غناهم وسعة عيشهم .

7) ترك الدنيا بعد اليأس من تحصيل حظوظها ، وليس لإرادة وجه الله والدار الآخرة ، لان هذا ينافي حقيقة الزهد .

🔸️س5))* هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
يسأل العبد ربّه ومولاه العافية ، فقد تواترات الأحاديث والوصايا النبوية بلزوم سؤال الله العافية ، فعنه صلى الله عليه وسلم :
( أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكر مرفوعا : *
*( سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية ) فإذا جَدّ أمر وكان حال لابد من الصبر فيه ، كأن يُصاب ببلاء ،أو يخشى على نفسه من مقارفة المعاصي* ونحوها ،* سأل عندها ربّهُ الصبر والقوة بل يكون سؤال الصبر هنا محمودا ، فقد أثنى ربنا في كتابه عن طالوت ومن معه لما دعوه قائلين :
*{* وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }

🔹️ الأسباب المعينة على الصبر
1-* الاستعانة بالله أولا وآخرا فلا صبر* إلا بالله .
2 - المعرفة بفضيلة الصبر وعاقبة أمره المحمودة ، حتى تصير يقينا يدفع صاحبه إلى لزوم عتبات الصبر وترقب عطياه وهباته ،* فإن كانت الطاعات
أقبل عليها متصبرا لعلمه بمنزلتها عند الله* وجميل الثواب* عليها
وإن كانت المعاصي ، تجافى عنها* واصطبر على تركها ، خوفا من شؤمها ووبيل عاقبتها* ، أما في مواطن الاقدار والبلاء ، صبّر نفسه بما يناله أهل البلاء من عظيم الثواب ومعية الله* للصابرين ، وأن البلايا مكفرات* للخطايا مطهرات* للقلوب ، وأن انتظار الفرج من العبادة لله تعالى ..، وهذا ابن عمر كان لا يقوم من مجلسه حتى يدعو قائلا :
( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا )
3 -* حضور الإيمان في القلب وتزيّنُهُ ، وما يقتضيه من حبّ ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله ، عندها يصير الصبر قريبا هينا على صاحبه المؤمن
وهذه من علامات* سلامة القلب وخلوه من عوارض الشبهات والشهوات الصادّة عن الخير* . قال* الله تعالى ممتنا على المؤمنين:
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }

4 - تكلفُ الصبر* والاصطبار ، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ومن يتصبَّر يصبره الله ).

5 - النظر في أحوال الصابرين والاقتداء بهم وبجميل صبرهم ، له أثر كبير في التقوي على الصبر ، قال عزّ من قائل :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}*

س6))** ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

📝 الإيمان كله يقوم على ساق أعمال القلوب ، فمثل هذه الدورة المباركة ، تجديد لحقيقة الإيمان ، ونفض لغبار تراكم الرتابة والتعود في العبادات وغيرها .

📝 أدهشني هذا التفصيل وهذه التفاريع الدقيقة* ، وازدت تأكدا ان العلم كبير واسع ،وان الكلام بغير علم خطيئة .

📝 العلم الصحيح الذي هو على الجادة* ، يغشاه جمال وجلال ، بخلاف العلوم المدخولة* ،* المشوبة الضالة .

📝 هذه الدورة المباركة* لها تأثير كبير في حقيقة معرفة الله بأسمائه وصفاته
وهذه المعرفة العظيمة هي أول الدين وآخره .

📝 في صحيح الأحاديث والآثار* غُنية عن السقيم والضعيف والموضوع منها
فهاهي هذه الدورة قد ازدانت وحفلت بثلة منها* رسّخت لمعانيها ومقاصدها* دون الخروج عند حد العلم الصحيح* وهَدّي السلف وميراث النبوة الأبلج .

📝* لو أننا نتواصى فيما بيننا أن نطالع مثل هذه العلوم التى جاءت في الدورة* حينا بعد حين ، ونفرد لها مجالس خاصة ، فتكون مجالس ذكر* وتذكرة وتجديد* لمعاني الإيمان في القلوب ، فإن الإيمان يخلق ويبلى في الصدور .

* جزى الله شيخنا الكريم الفاضل* على هذا التأصيل و التقريب ، وثبتنا الله جميعا وختم لنا بخواتيم الإحسان
فلا يعيش المؤمن إلا خائف مشفق على إيمانه ، وقد اشتدت الفتن وتزينت الدنيا ، والله مولانا ونعم النصير .
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 23 ذو القعدة 1444هـ/11-06-2023م, 10:34 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟

الصدق نقيض الكذب، ويكون في القول والعمل والحال، فلفظ الصدق يوصف به الحديث والعمل والحال.

والصدق في العمل أن يكون مطابقا للعزم والإرادة، وهو مستلزم لصحة العزيمة واتباع الهدى.
أما الصدق في الحال فبأن يكون مطابقا للهدي الصحيح.

س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
التوكل نوعان:
الأول: التوكل على الله في أمور الدنيا، من جلب الحوائج والحظوظ أو دفع المكروهات والمصائب.
الثاني: التوكل على الله في أمور الدين، من أداء واجبات العبودية كطلب الهداية واليقين وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول والجهاد في سبيله والدعوة إليه، وهو توكل الرسل وخاصة أتباعهم.
وبينهما من الفضل ما لا يحصيه إلا الله، فمن توكل عليه في النوع الثاني حق التوكل كفاه النوع الأول تمام الكفاية، ومن توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه.

أما تحقيق التوكل فيكون بأمرين:
الأول: العبادة القلبية من صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به جل وعلا وتعظيم الرغبة في فضله وإحسانه، وإفراده جل وعلا بما تقتضيه عبودية التوكل من العبادات العظيمة.
الثاني: بذل الأسباب التي أذن الله بها في جلب النفع ودفع الضر والقيام بأعمال العبادة كما أرشد الله عباده وهداهم، وهذا هو مقتضى هداية الله تعالى وبيانه، وذلك بامتثال الأمر واجتناب المنهي عنه.
فمن جمع الأمرين: فقد حقق التوكل واتبع رضوان الله، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}، وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده}، وقال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبَّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}.

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
أسباب الخشية ثلاثة:
الأول: محبة الله جل وعلا، والشوق إلى لقائه
والثاني: الرجاء في فضل الله عز وجل وحسن ثوابه
والثالث: الخوف من سخط الله تعالى وعقابه
وبهذا تعود أسباب الخشية إلى أصول العبادات القلبية وأركانها الثلاثة: (المحبة والرجاء والخوف)
والأصل الجامع لهذه الأصول الثلاثة والمغذي لها هو: العلم، فإذا صح العلم بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه وعظم في قلب العبد زادت خشيته له وتقواه لمعرفته بما يستوجب محبة الله تعالى وخوفه ورجاءه، كما قال تعالى: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}.

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد.
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد وسط بين الغلو والجفاء، وفيه تحقيق للمقاصد الشرعية في حق الفرد والأمة، فهو إمام الزاهدين وبهديه يميز الزهد الصحيح من الفاسد، كما روى الخطيب البغدادي في الجامع عن سفيان بن عيينة أنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل».
والأحاديث من سيرته عليه السلام تشهد على هديه المستقيم ومنهجه القويم في الزهد الجامع بين إصلاح القلب وإصلاح المجتمع المسلم بلا شطط: كما في قصة الثلاثة الرهط الذين جاءوا إلى بيوت أزواج النبي، وكما في قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع زوجه.

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
أنواع الصبر المأمور بها المسلم ثلاثة، هي:
الأول: الصبر على الطاعة، كما قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.
والثاني: الصبر عن المعاصي، ويكون بحسب قوة الإيمان.
والثالث: الصبر على المصائب، وهي نوعان: نوع لا اختيار للخلق فيه كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية، والثاني أن يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه.
وقد اجتمعت أنواع الصبر كلها في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} فحكم الله تعالى إما كوني وهو القضاء والقدر وإما شرعي وهو الأمر والنهي.

حكم الصبر:
الأنواع الثلاثة السابق ذكرها من الصبر الواجب: فتشمل الصبر عن المحرمات والصبر على أداء الواجبات والصبر على المصائب التي لا صنع للعبد فيها.
أما الصبر المستحب (الذي يثاب فاعله ولا يأثم تاركه): فهو الصبر على الطاعات المستحبة والصبر عن المكروهات والصبر على مقابلة الجاني بمثل فعله
أو الرضا بالمصيبة.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
- أهمية علم السلوك وعظم نفعه، وغايته، وفروعه، وعناية العلماء به.
- درجات تحقيق العبودية، والفرق بين العبادة الشرعية والكونية.
- أحوال وأنواع القلوب، ومعرفة أسبابها وأحكامها.
- التعرف على أهم أمراض القلوب، وطرق العلاج منها
- أسباب محبة الله وآثارها وآدابها، وأنها أصل أعمال القلوب، والفرق بين المحبة الصحيحة والباطلة
- الفرق بين خوف العبادة والخوف الطبيعي
- تفاضل المخلصين، والأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص
- معنى التوكل وتحقيقه، وخطأ من عده من مقامات العامة
- الفرق بين الزهد والورع، وهدي النبي فيهما
- الأسباب المعينة على الصبر، وما لا يقدح فيه.
- الفرق بين الحمد والشكر

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 17 ذو الحجة 1444هـ/5-07-2023م, 01:47 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى الصدق، وكيف يكون الصدق في العمل والحال؟

الصدق نقيض الكذب، ويكون في القول والعمل والحال، فلفظ الصدق يوصف به الحديث والعمل والحال.

والصدق في العمل أن يكون مطابقا للعزم والإرادة، وهو مستلزم لصحة العزيمة واتباع الهدى.
أما الصدق في الحال فبأن يكون مطابقا للهدي الصحيح.

س2: اذكر أنواع التوكل، وكيف يكون تحقيقه؟
التوكل نوعان:
الأول: التوكل على الله في أمور الدنيا، من جلب الحوائج والحظوظ أو دفع المكروهات والمصائب.
الثاني: التوكل على الله في أمور الدين، من أداء واجبات العبودية كطلب الهداية واليقين وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول والجهاد في سبيله والدعوة إليه، وهو توكل الرسل وخاصة أتباعهم.
وبينهما من الفضل ما لا يحصيه إلا الله، فمن توكل عليه في النوع الثاني حق التوكل كفاه النوع الأول تمام الكفاية، ومن توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه.

أما تحقيق التوكل فيكون بأمرين:
الأول: العبادة القلبية من صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به جل وعلا وتعظيم الرغبة في فضله وإحسانه، وإفراده جل وعلا بما تقتضيه عبودية التوكل من العبادات العظيمة.
الثاني: بذل الأسباب التي أذن الله بها في جلب النفع ودفع الضر والقيام بأعمال العبادة كما أرشد الله عباده وهداهم، وهذا هو مقتضى هداية الله تعالى وبيانه، وذلك بامتثال الأمر واجتناب المنهي عنه.
فمن جمع الأمرين: فقد حقق التوكل واتبع رضوان الله، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}، وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده}، وقال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبَّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}.
[اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم]

س3: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
أسباب الخشية ثلاثة:
الأول: محبة الله جل وعلا، والشوق إلى لقائه
والثاني: الرجاء في فضل الله عز وجل وحسن ثوابه
والثالث: الخوف من سخط الله تعالى وعقابه
وبهذا تعود أسباب الخشية إلى أصول العبادات القلبية وأركانها الثلاثة: (المحبة والرجاء والخوف)
والأصل الجامع لهذه الأصول الثلاثة والمغذي لها هو: العلم، فإذا صح العلم بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه وعظم في قلب العبد زادت خشيته له وتقواه لمعرفته بما يستوجب محبة الله تعالى وخوفه ورجاءه، كما قال تعالى: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}.

س4: بين باختصار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد.
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد وسط بين الغلو والجفاء، وفيه تحقيق للمقاصد الشرعية في حق الفرد والأمة، فهو إمام الزاهدين وبهديه يميز الزهد الصحيح من الفاسد، كما روى الخطيب البغدادي في الجامع عن سفيان بن عيينة أنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل».
والأحاديث من سيرته عليه السلام تشهد على هديه المستقيم ومنهجه القويم في الزهد الجامع بين إصلاح القلب وإصلاح المجتمع المسلم بلا شطط: كما في قصة الثلاثة الرهط الذين جاءوا إلى بيوت أزواج النبي، وكما في قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع زوجه.
[وفقك الله؛ الكلام مجكل يحتاج إلى مزيد من التفصيل]

س5: ما هي أنواع الصبر؟ وما حكمه؟
أنواع الصبر المأمور بها المسلم ثلاثة، هي:
الأول: الصبر على الطاعة، كما قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.
والثاني: الصبر عن المعاصي، ويكون بحسب قوة الإيمان.
والثالث: الصبر على المصائب، وهي نوعان: نوع لا اختيار للخلق فيه كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية، والثاني أن يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه.
وقد اجتمعت أنواع الصبر كلها في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} فحكم الله تعالى إما كوني وهو القضاء والقدر وإما شرعي وهو الأمر والنهي.

حكم الصبر:
الأنواع الثلاثة السابق ذكرها من الصبر الواجب: فتشمل الصبر عن المحرمات والصبر على أداء الواجبات والصبر على المصائب التي لا صنع للعبد فيها.
أما الصبر المستحب (الذي يثاب فاعله ولا يأثم تاركه): فهو الصبر على الطاعات المستحبة والصبر عن المكروهات والصبر على مقابلة الجاني بمثل فعله
أو الرضا بالمصيبة.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
- أهمية علم السلوك وعظم نفعه، وغايته، وفروعه، وعناية العلماء به.
- درجات تحقيق العبودية، والفرق بين العبادة الشرعية والكونية.
- أحوال وأنواع القلوب، ومعرفة أسبابها وأحكامها.
- التعرف على أهم أمراض القلوب، وطرق العلاج منها
- أسباب محبة الله وآثارها وآدابها، وأنها أصل أعمال القلوب، والفرق بين المحبة الصحيحة والباطلة
- الفرق بين خوف العبادة والخوف الطبيعي
- تفاضل المخلصين، والأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص
- معنى التوكل وتحقيقه، وخطأ من عده من مقامات العامة
- الفرق بين الزهد والورع، وهدي النبي فيهما
- الأسباب المعينة على الصبر، وما لا يقدح فيه.
- الفرق بين الحمد والشكر
أحسنت نفع الله بك
حاول الاعتماد بشكل أكبر على أسلوبك الخاص
أ

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 3 رمضان 1445هـ/12-03-2024م, 05:53 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة أعمال القلوب
المجموعة الثانية :-
ج1:- تفاضل المخلصون في إخلاصهم :-
نعم يتفاضل المخلصون في إخلاصهم ، وذلك لأن الإخلاص عبادة قلبية ، فهو يتفاوت كما يتفاوت الإيمان ، فيزيد وينقص بحسب الأحوال والمواقف فيزيد الإخلاص بأمرين :
1- إحسان الإخلاص بقوة الاحتساب ، وتصفية العمل من الشوائب ، فيتفاضل العمل بتفاضل النية ،فبحسب النية وصدق التوجه لله بالعمل يزيد الإخلاص أو ينقص .
2- الاستكثار من العبادات ، فبقدر زيادة العبادات وصدق التوجه بها لله يزيد الإخلاص والإيمان ،وبقدر ذلك تزيد محبة الله للعبد ، كما أن من تفاضل الإخلاص مدى تجريد المتابعة للرسول عليه السلام ، لهذا يقترن الإخلاص بالمتابعة لقبول العمل ، كما أن الإخلاص يتفاضل بحسب اكتمال كيفية أداء العبادة متابعه لهدى النبي عليه السلام وسنته فإن الإخلاص والمتابعة متلازمان .

ج2:- أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة التقسيم:
هي على قسمين :
1- استعانة العبادة ، ويصحبها معان تعبدية تقوم في القلب كالمحبة والخوف والرجاء ، فهذه لا تصرف إلا لله ، وصرفها لغير الله شرك ، قال رسول الله " إذا استعنت فاستعن بالله " . وكذلك استعاذة وإستغاثة العبادة مثلها ، والاستعانة ملازمة للعبادة ، فكل عابد مستعين .
2- استعانة التسبب ، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب ، ومع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله ، فهذه ليس فيها معان تعبدية ،وهي على أقسام في حكمها حسب حكم السبب و الغرض منه ، ومنها الاستعانة المشروعة

وهي بذل الأسباب المشروعة لتحقيق المطالب المشروعة ، فهذه قد تكون واجبة أو مستحبة ومن أمثلتها : الاستعانة على إعفاف النفس بالكسب والزواج ، والاستعانة بالدواء على المرض ، لكن إن تعلق القلب بالسبب كتعلق المرض بالطبيب ،فهذا من شرك الأسباب ،
أما الاستعانة على تحقيق غرض محرم فغير جائز ، أي أن حكم استعانة التسبب بحسب حكم السبب وحكم العرض ، حلاً وحرمة.
والفائدة كما سبق التفريق بين الاستعانة الجائزة والمحرمة مما يدخل فيه الشرك.

ج3:- ثمرات الخشية :-
1- الإنابة إلى الله .
2- سبب عظيم لفهم القرآن وتدبره.
3- تعين في المسارعة إلى الخيرات .
4- تهذب النفس وتزكيها ، وتخلص من العلل والأهواء النفسية.
5- تحجز النفس عن الانبساط المذموم ، خاصة في دعوى المحبة ، فمحبه الله مصحوبة بإجلال وتعظيم .

ج4:- حقيقة الزهد ، والعلل التي توجب فساده .
حقيقة الزهد :- أن يزهد قلبك فيما زهَّد الله فيه ، لينصرف إلى الرغبة فيما رغب الله فيه ، فهو انصراف لما هو أولى ، وليس الزهد الحقيقي مشابهة الزهاد المعروفين في لباسهم وهيئتهم ، وذلك لأن الزهد عمل قلبي ، وكذا اختلاف الزهاد في أحوالهم ،
وسئل سفيان عن حده فقال :-
أن يكون شاكراً في الرضا ، صابرا في البلاء
والزهد الحقيقي اشتغال القلب بالآخرة ومعرفة حقيقة الدنيا ، وقال الأوزاعي : هو ترك المحمدة والحذر مما يفتن القلوب عن الإخلاص ،
وذكر ابن تيمية أن حقيقته :- ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة.
والعلل التي توجب فساده :
للزهد عللا توجب فساده ،ومنها :-

1- مخالفة السنة في الزهد ، وهو الزهد البدعي، لمخالفة هدى النبي في ذلك ،
2- اشتغال القلب بحظوط النفس الدنيوية من الزهد، فيتزهد ليعظم شأنه .
3- رؤية زهد النفس والعجب بها ، وازدراء من لا يزهد .
4- تسمية العجز والبطالة والكسل زهداً .
5- الزهد البارد ، وهو الزهد في بعض ما ينفع في الآخرة مع تيسره .
6- اعتقاد التلازم بين الزهد والفقر ، وإنما هو عمل قلبي يشترك فيه الغني والفقير .
7- تسمية اليأس من الدنيا وذمها زهداً ، فإذا طلب الدنيا ويئس ميها ذمها ،وعدّ نفسه زاهدا فيها .

ج5:-حكم سؤال الإنسان الصبر :-
عن معاذ بن جبل قال مرّ رسول الله - عليه السلام - برجل يقول : اللهم إني أسألك الصبر ، فقال : قد سألت البلاء ، فسل الله العافية ، وأما من وقع في أمر يحتاج معه إلى الصبر فإن سؤاله الصبر من الله لا حرج فيه ، قال تعالى " قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً " فهم في هذه الحال يحتاجون إلى الصبر ، وأثنى الله عليهم في ذلك ، فإن وقع إنسان في ضائقة أو تكاسل عن طاعة فله أن يسأل الله الصبر والعون على الطاعات .
الأسباب المعينة على الصبر :-
1- الاستعانة بالله والتوكل عليه في تحقيق الصبر

2- البصيرة بفضل الصبر إجمالاً وتفصيلا ، و اليقين بحسن العاقبة .
3- تزين الإيمان في القلب ، مما يجلب البركة ،لأنه أحب ما يحبه الله ..، فسهل عليه الصبر .
4- التصبر :- قال رسول الله " ومن يتصبر يصبره الله "
5- التأسي بأهل الصبر ، ومشابهتهم وسلوك سبيلهم، قال تعالى " فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل "

ج6:- أهم الفوائد من دراسة دورة أعمال القلوب :-
1- أن علم السلوك هو لب العلوم وروحها .
2-أن مجمل العلوم توصل لعلم السلوك .
3- أن أعمال القلوب تحدد سلوك الإنسان ووجهته .
4- أن عبادة القلب تجمع بين الاعتقاد وهو التصديق وعمل القلب من محبة وتوكل و…،
5- أن أصل الهدى هو العلم النافع .
6- أن القلوب تحيا بالعلم وتموت بالجهل .
7- أن التوحيد الخالص هو السبيل الوحيد لحياة القلب .
8- أن لحياة القلب علامات ظاهرة وباطنة .
9- أن لين القلب يتحقق بأسباب وينتفي بموانع.
10- أن القلوب تتصرف وتتقلب بحسب أحوالها .
11- الحذر من أمراض القلوب .
12- أن الصدق ينال بيقين القلب .
13- الحرص على تمثل صفات الصادقين من الهمة العالية في العبادة .
14- أن المخلصين يتفاضلون في إخلاصهم .
15- أن التوكل يتحقق باللجأ إلى الله و اتباع هدي القرآن والسنة .
16- أن الخشية تاج أعمال القلوب .
17- عظم عناية السلف بتحقيق الورع .
18- أن الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر .
19- الصبر في السراء أشد من الصبر في الضراء .
20- أن يحقق المسلم الأسباب المعينة على الشكر .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir