دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1443هـ/13-12-2021م, 11:55 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي

تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1443هـ/18-12-2021م, 08:50 PM
محمد حجار محمد حجار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 350
افتراضي

مجلس مذاكرة دروس أساليب التفسير
تطبيق على أسلوب التفسير المقاصدي



رسالة تفسيرية بعنوان من مقاصد قوله تعالى( إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ ‌هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا (20) وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ (22) )[المعارج: 19-22]


الحمد لله ، حمداً يوافي نعمه ، و يدفع نقمه ، و يكافؤ مزيده ، و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق ، و حبيب الحق ، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلَّم ، وعلى أله و صحابته الغُرِّ الميامين ، و التابعين و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
أما بعد .......
فمقاصد الأيات هي المعاني الظاهرة و الخفية التي تشتمل عليها الأيات و تدور حول الغايات و الأهداف من حُكم الله الشرعي و القدري و الجزائي و أثر ذلك الحُكم في تحصيل سعادة الإنسان إذا فهمه و تدبره و امتثله ، أو في شقاءه إن هو أعرض و أدبر عنه ، و المقصود أنَّ سعادة الإنسان و شقاءه مرتبط بالوقوف على تلك المقاصد و فهمها و العمل بمقتضاها

المقصد الإجمالي للأيات
في الأيات التي نحن بصددها يُلحَظُ مقصدٌ عامٌ حاصله تقريرٌ مؤكد لصفة الهلع في الإنسان و أنها طبيعة بشرية جَبَلَ الله الإنسانَ عليها و أثرها في الجزع و المنع ثمَّ بيانٌ لما امتن الله به على الإنسان بأن شرع له من الدين ما يعالج به هذه الصفة الذميمة فاستثنى من عموم لفظ الإنسان مجموعة من الناس وصفهم بالمصلين تعبيراً عن التزامهم بما شرع الله لأنَّ الصلاة عماد الدين كما ثبت فيما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلَّم ، ثمَّ فصَّل بذكر بعض صفات المصلين تأكيداً لالتزامهم بما شرع الله فاستحقوا أن يكونوا بمنأى عن تلك الصفة ، و في بيان هذا المقصد ما يحمل العاقل المتدبر على أن ينجو بنفسة من براثن تلك الصفة الذميمة و التي يشمل ضررها الفرد و المجمتمع فعلى مستوى الفرد يتبيَّن ضرر تلك الصفة بما يُعانيه الهَلوعُ من ألمٍ نفسيٍ نتيجة الجزع و الحرص ، فهو مضطربٌ دائمُ الخوف و القلق من أن يَنزِل به شرٌ فلا يقوى على دفعه أو أن يَفقِد خيراً لا يقدر على تعويضة فهو يمنعه ، و أمَّا على مستوى المجتمع فيتبيَّن ضرر الهلعِ بتقطُّع العلاقات و نشوء الصراعات بين الناس و التي مردها إلى الأنانية التي يُفتقدُ معها معاني التضحية و الإيثار و العطاء و يُغلَّب فيها المصلحة الفردية و إن أدَّت إلى الإضرار بالأخرين .

المقاصد الفرعية
يُلاحظ في الأيات أيضاً مقاصد فرعية منبثقة عن المقصد العام تجعله مفهوماً و مُدركاً ليستطيع الإنسان أن يمتثله و يهتدي بهداه و ينتفع به ، و من هذه المقاصد الفرعية
أولاً - الحكمة من خلق الإنسان هلوعاً : المتأمل في حكم الله الشرعي يجد بكل وضوح و بلا أدنى شك أنَّ خلق الإنسان مشتملاً على بعض الصفات الذميمة كالعجلة و الضعف و الهلع أو مُأهلاً لها إن لم يكن مشتملاً عليها على أقل تقدير هو مناط التكليف ، و ذلك لأنَّ الإنسان لو لم يكن كنوداً و ضعيفاً و عجولاً و هلوعاً إلى غير ذلك مما أثبته الله سبحانه من صفات الإنسان عموماً لسقط التكليف و لم يَعُد هناك حاجة له ، فالإنسان الذي لا يشتمل على صفاتٍ مذمومة لن يكون للتكليف أثر فيه ، إذ من المعلوم أنَّ في التكليف مشقة امتناع النفس عما فيه مضرة و لو كانت تهواه و حملها على امتثال الخير و لو كانت تكرهه
ثانياً – استشعار نعمة الله بإرسال الرسل و إنزال الكتب : عندما خلق الله سبحانه الإنسان هلوعاً أو مُؤهلاً لأن يكون هلوعاً لم يتركه هملاً بل أرسل إليه الرسل و أنزل إليه الكتب ليهتدي و يقتدي بهم فيعيش حياته متبصراً بما انطوت عليه نفسه من أهلية و قابلية للإنحراف و الضلال فيعمل على تزكيتها و تجنيبها مغبَّة الانسياق وراء شهوات نفسه بلا ضابط و لا رادع

العلاقة بين المقاصد
الناظرُ في كتاب الله سبحانه و سنة رسوله صلى الله عليه و سلَّم ، يُدرك و بكل وضوح ، أنَّ المقصد العام من هذه الأيات يندرج تحت المقصد العام من الوحي عموماً بنوعيه الكتاب و السنة ، و هو هداية الناس إلى ما ينفعهم في دنياهم و أخرتهم و تحذيرهم مما يضرهم فيهما ، و يتفرع عنه صوراً متعددة و مقاصد فرعية متنوعة تُفصِّل فيما تقتضيه الضرورة من تفصيل في درء المفاسد و جلب المصالح على صعيدي الدنيا و الأخرة ، و تُعرِض عن ما لا طائل من ذكره أو التفصيل فيه ، و يُدرك أيضاً أنَّ المقاصد الإلهية من حكمه الشرعي و القدري و الجزائي مترابطة فيما بينها بروابط في غاية الدقة و الإحكام فمنها ماهو أصل و منها ما هو فرع و منها ما هو سبب لغيره و ما هو مقصودٌ لذاته و منها ما هو كلي و منها ما هو جزئي ، إلى غير ذلك من أنواع المقاصد التي قصدها الشارع في حكمه بأنوعه الثلاث
و بعد .......
فإذا ما اجتهد العبد في تحرّي و تقصّي مقاصد أيات الله في كتابه رُجيَ له أن يتبيَّن مراد الله جلَّ و علا و حِكمته من حُكمه ، فاستعان بما يحدثه ظهور الحِكمةِ من تعظيمٍ و إجلالٍ و إكبارٍ لحُكم الله و بما تنطوي عليه الحِكمة من رحمة و رأفة و لطف فأقبل على ما استبان له من مراد الله في حُكمه الشرعي إمتثالاً و تطبيقاً ، فنال بذلك سعادة الدنيا و الأخرة
أسأل الله جلَّ في علاه أن يُعيننا على استكشاف مقاصد أيات كتابه و التبصّر ببيِّناته و الاهتداء بهِداياته ، إنَّه أكرم مسؤول و خير مأمول ، و صلى الله عليه و سلَّم الله على سيدنا محمد و على أله و صحبه أجمعين و أخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1443هـ/18-12-2021م, 10:30 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله -تعالى- :" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ(12) "


بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

في هذه الآيات المباركة ضرب الله مثلاً لعباده في غاية الأهمية يبين حقيقة أن القرابة بسبب أو نسب لا تنفع و لا تشفع لصاحبها يوم القيامة إذا فرّق بينهما الدين .

ففي قوله -تعالى- :" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) " .
ضرب الله مثلاً في نساء كافرات في بيوت أنبياء ، وهما امرأة نوح و امرأة لوط ، فكلّ منهما اقترفت ذنباً عظيماً وهو الخيانة ، والمأثور في تفسير خيانتهم أنها خيانة الدعوة وليست خيانة الفاحشة .
فامرأة نوح كانت تسخر من زوجها مع الساخرين وتقول عنه أنه مجنون .
أما عن خيانة امرأة لوط أنها كانت تدل القوم على ضيوفه وهي تعلم شأنهم مع ضيوفه .
فها هي امرأة نوح وكذلك امرأة لوط كانتا في صحبة نبيين رسولين ليلاً و نهاراً ، يعاشرانهما أشد العشرة والاختلاط و لم يوافقاهما على الإيمان ، و خانتاهما في الإيمان فلم يجدِ ذلك كله شيئاً ولا دفع عنهما محذوراً لكفرهما ، وقيل للمرأتين : "ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ " ، فلا كرامة ولا شفاعة في أمر الإيمان و الكفر .

والمثل الثاني في نساء مؤمنات وسط كفار، فقال -تعالى- :" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) " .
ضرب الله مثلاً لامرأتين صالحتين هما ، امرأة فرعون -آسيا بنت مزاحم- ، ومريم ابنة عمران .
فامرأة فرعون كانت مؤمنة بالله -تعالى- رغم عيشها في قصر فرعون الكافر ، فلم تمنعها مخالطتها به عن التمسك بدينها و إيمانها وتحمل أنواع الأذى طلباً لمرضاة الله -تعالى- ، فكانت بذلك مثلاً لسائر العالمين في الصبر والتحمل و التمسك بدين الله -تعالى- .
أما مريم ابنة عمران كانت كذلك مثلاً للتجرد لله -تعالى- منذ نشأتها ، فيذكر الله -تعالى- تطهرها وإيمانها الكامل وعفافها وانقيادها لأمره -سبحانه- حين أرسل الله لها جبريل -عليه السلام- و نفخ فيها بأمر الله ، فوصفها -تعالى- بالعلم والمعرفة ؛ لأن التصديق بكلمات الله يشمل كلمات الله الدينية والقدرية ، والتصديق بكتبه يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق ، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل ؛ ولهذا قال -تعالى- :" وكانت من القانتين " ، أي المطيعين لله ، المداومين على طاعته و خشيته . كما ذكره السعدي في تفسيره .
فها هي امرأة فرعون لم يصدّها طوفان الكفر الذي تعيش فيه في قصر فرعون عن طلب النجاة وحدها، و قد تبرأت من قصر فرعون ، طالبةً ربها بيتاً في الجنة ، وسألت ربها النجاة من فرعون وتبرأت من عمله مخافة أن يلحقها منه شيء .

هنا يتأكد لكل مسلم حقيقة أنّ الإيمان أعظم من كنوز الدنيا كلها و متاعها الزائل ، وهذه حقيقة لا يعقلها إلا من تمسك بدينه و حرص على تقوية إيمانه ، وطلب رضوان الله -تعالى- والدار الآخرة .

في هذه الآيات بيّن الله -تعالى- مكانة الصلة وأثرها على الفرد في ثلاثة أصناف للنساء:
- المرأة الكافرة : التي لها صلة برجل صالح وتتمثل في امرأه نوح وامرأة لوط .
- المرأة الصالحة : التي لها صلة برجل كافر وهي آسيا امرأة فرعون .
- المرأة العزباء : التي لا صلة بينها و بين أحد و هي مريم ابنة عمران .
فالأولى لا تنفعها صلتها ، والثانية لا تضرها صلتها ، و الثالثة لا يضرها عدم وجود الصلة شيئاً .

و هنا يتبيّن لمن يتأمل الآيات مبدأ التبعة الفردية بعد الأمر بوقاية النفس والأهل من النار ، و الذي يظهر جلياً في ما حدث في البيت النبوي مع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فهنّ أيضاً مسؤولات عن ذواتهن ولن يعفيهن من التبعة أنهن زوجات نبي و صالح من المسلمين ، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و أهل بيته خير قدوة تعلمنا الصواب و ترشدنا إلى ما هو خير وصلاح لنا .
-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين- .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الأولى 1443هـ/19-12-2021م, 05:07 PM
شريفة المطيري شريفة المطيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 190
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى : ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰتࣲ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا﴾ [الطلاق 12]


يخبرنا الله تعالى في هذه الآية العظيمة :
• أنه وحده سبحانه المتفرد بخلق العالم العلوي والسفلي ، فهو وحده من خلق السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن ومن بينهن،لا ما يعبده المشركون من الآلهة والأوثان التي لا تقدر على خلق شيء.
• أنه وحده سبحانه المتفرد بالأمر ، وأمر الله تعالى نوعين:
1)الأمر الشرعي :بالأمر والنهي من خلال الوحي ،وهي الشرائع والأحكام الدينية التي أوحاها إلى رسله لتذكير العباد ووعظهم
2)الأمر القدري: بالقضاء والقدر ، وهي الأوامر الكونية والقدرية التي يدبر بها الخلق
• وهذا الأمر مستمر بالنزول دائماً ، لذلك عبّر عنه ب(يتنزل) ولم يقل (ينزل) ، فالخلق جميعاً مقهورون بأمره القدري ، لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بأمره سبحانه ، فهو مدبر الأمور ، كما قال تعالى {يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمࣲ كَانَ مِقۡدَارُهُۥۤ أَلۡفَ سَنَةࣲ مِّمَّا تَعُدُّونَ }[السجدة 5]
• ثم ذكر الغاية المقصودة من الخلق والأمر وهي معرفة الله وعبادته ، ليعلموا إحاطة قدرته بالأشياء كلها، وإحاطة علمه بجميع الأشياء ،فإذا عرفوه بأوصافه المقدسة وأسمائه الحسنى وعبدوه وأحبوه وقاموا بحقه،
• ومعرفة كمال قدرته ، تقتضي العلم بأنه لا يتعذّر عليه شيء أراده، ولا يمتنع عليه أمر شاءه، إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون ، كل شيء طوع أمره وتحت تدبيره ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
• ومعرفة كمال علمه ، تقتضي العلم بأنه لا يعزُب عنه مثقالُ ذرّة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، أحاط علمه بالعالم السفلي والعلوي ، وبالماضي والحاضر والمستقبل ، فلا يخفى عليه شيء ، كما قال تعالى { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ مُحِيطࣱ } [هود 92]
• وهذا مستلزم لمعرفة أسماءه الحسنى وصفاته العليا وتوحيده ، وهذا أساس بناء الدين : وهو الإيمان بالله سبحانه وأسماءه وصفاته ، فهو ركن من أركان الدين ، وعليه تبنى مقامات الدين الرفيعة، قال ابن القيم : {من أراد علو بنيانه فعليه بتوثيق أساسه ، والأساس إن كان قوي حمل البنيان واعتلى عليه ،وإن كان الأساس ضعيف فلا يلبث أن يسقط البنيان، وهذا الأساس قوامه أمران : الأول صحة المعرفة بالله وأمره وأسماءه وصفاته ، والثاني تجريد الانقياد له ولرسوله }
والآية تدل على الأمر الأول ، فهو علم شريف ، حث الله تعالى على العناية به وتعلمه ، فكيف يستقيم أمر الخليقة بدون معرفة خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم ، وأنه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه
• وهو باعث على تعظيم ما شرع من الدين القويم ، ومنه تعظيم أحكام الطلاق التي ذكرت بالسورة وعدم الاستخفاف بها، والعلم بأن الله تعالى سيجازيه على عمله، في يوم يجمع فيه العباد ففريق في الجنة وفريق في السعير ،
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنان ، ونسأل الله أن يملأ قلوبنا بمعرفته ومحبته ويجعل جوارحنا مستعملة بطاعته وألسنتنا تلهج بذكره
والحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 جمادى الأولى 1443هـ/26-12-2021م, 12:03 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي


أوصيكم بارك الله فيكم بالعناية بالكتابة الإملائية الصحيحة وعلامات الترقيم والتوثيق غاية في الأهمية بالنسبة للتطبيق النهائي لهذا المستوى.
ومع ختام دورة أساليب التفسير نسأل الله أن تكون هذه الأساليب قد وصلت إليكم واستطعتم التمييز بينها والتطبيق عليها.
نفعكم الله بما تعلمتموه وتقبل منكم اجتهادكم وصبركم ورفعكم به الدرجات في الدنيا والآخرة .

1: محمد حجار.أ+
أحسنت بارك الله فيك.
- فاتك الوقوف على تفسير الآية الثالثة وهي قوله تعالى: (وإذا مسّه الخير منوعا)، فتفسرها وفقا للمقصد الذي ذكرت.

2:جوري المؤذن.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

3: شريفة المطيري.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
-عرضكِ للرسالة بصورة النقاط جعلها أقرب للأسلوب الاستنتاجي، يحسن أن تكون كما عرضها زملاءك، وقد أجدتِ في مضمونها.


وفقكم الله وبارك فيكم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 جمادى الآخرة 1443هـ/5-01-2022م, 10:22 AM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" وفقا للأسلوب المقاصدي
يخبر تعالى في هذه الآية عن عظمة القرآن ومدى تأثيره بوعده ووعيده في المتلقى، الذي ينبغي أن يكون معظما للقرآن، يخشع له قلبه ويتصدع عند سماعه، فلو أنزل هذا القرآن العظيم على جبل لصار هذا الجبل في حالة من الخشوع والتصدع يراها كل من يطالعه، هذا وهو جبل صلب غليظ قاسٍ فكيف يكون حال المؤمن وقلبه عند سماعه.
قال ابن عباس رضي الله عنه في الآية: "لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع" ذكره ابن كثير
وقد ورد عن أحد الصالحين أنه قال "إنما العلم الخشية" مستدلاً بقوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
وتلقى القرآن بخشية وخشوع له أعظم الأثر في قلب المؤمن ومن ثم على سلوكه فالسلوك مرآة الفكر، فما بالك بقلب وعى مواعظ القرآن وأنزلها على قلبه فرسخ فيه القرآن وانتفع صاحبه بمواعظه، فإن القرآن إذا أنزل على القلب أثمر أعظم ثمار الخشية من رب الأرباب قال تعالى في سورة الشعراء:"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وقال تعالى: "قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين"
هذا للقلب المؤمن الذي يخشى الله ويتخشع عند سماعه خلافا لمن خلا قلبه من خشية الله والعياذ بالله، بل ربما زاده القرآن خسرانا كما قال تعالى: " قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" وقال تعالى عن حال المنافقين مع سور القرآن" وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون"
وخلو القلب من خشية الله يورثه القسوة مما يدفعه إلى فعل كل قبيح، فأبعد القلوب عند الله هو القلب القاسي، قال تعالى منكرا على الكفار وحالهم عند سماع القرآن "فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون" سورة الانشقاق
وعاب تعالى عليهم قائلاً "أفلا يتدبرون القرآن" سورة النساء
بل أخبر تعالى أن من مقاصد إنزال القرآن وذكر الوعيد فيه هو تذكرة القلوب لتتعظ وتخشى الله فقال "وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا" سورة طه
وجاء سياق آية الحشر في نهايات السورة بعد الأمر بتقوى الله والنهي عن نسيانه، فمن أعظم الأسباب المعينة على تقوى الله وذكره تعالى هو اتباع هذا الكتاب والعمل به والتأدب والتخشع عند سماعه وتلاوته.
وقد جاء مطلع السورة الكلام عن إجلاء بني النضير وكيف قذف تعالى في قلوبهم الرعب وهذا حال كل قلب خلا عن خشية الله ما أضعفه وأوهنه وإن ركن لحصونه وسلاحه، تخونه نفسه وقلبه في أحرج اللحظات ثم الكلام عن المنافقين وعزمهم على نصر إخوانهم اليهود وأيضاً خانتهم قلوبهم الخاوية من خشية الله فخذلوهم، ثم حال من اتبع الشيطان حتى كفر فخذله الشيطان في الدنيا وسيخذله في الآخرة "فلا تلوموني ولوموا أنفسكم"
وهكذا حال كل قلب خلا من خشية الله فضربت عليه القسوة فهو أخذل ما يكون لصاحبه عند الحاجة لثبات قلبه
ووصف الله المتقين في كتابه في سورة الأنبياء "الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون" فهذه الخشية دفعتهم للعمل الصالح وتقوى الله.
وختم الله الآية بعد ضرب المثل بقوله "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" فضرب المثل يقرب الصورة ويوضحها في الذهن، وأمثال القرآن من أنفع الأمور لقلب المؤمن واستجلاب خشية الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يرزقنا خشيته وأن يعمر قلوبنا بمحبته وخشيته ومحبة كتابه.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 جمادى الآخرة 1443هـ/10-01-2022م, 08:40 AM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 429
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى:( عبس وتولى. أن جاءه الأعمى . ومايدريك لعله يزكى. أويذكر فتنفعه الذكرى).
بالأسلوب المقاصدي.

يبين تعالى في الآيات موقف النبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم مكتوم حين جاء يسأله عن دينه؛ فعبس النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه حيث كان مشغولا بدعوة كفار قريش للاسلام وتطلعه لاستجابتهم فعاتبه الله عز وجل مطلع هذه السورة،
والمقصد من الآيات: هو تذكير الداعية بأنه ينبغي له الاهتمام بمن أقبل عليه يسأله وانه مقدم على غيره لاسيما إن كان ذو حاجة أو مرض كالأعمى وغيره.

وفي التعبير بلفظ (عبس) بالفعل الماضي دلالة على أن العبوس كان شيء عارض له ولم يكن من صفاته المستمرة صلى الله عليه وسلم ؛ودلالةعلى بشريته.

وفي كلمة الأعمى دليل على أنه يجب الاهتمام بمن كان ذاحاجة ومرض فهو أولى من غيره؛ قال تعالى:( فأما اليتيم فلاتقهر وأماالسائل فلاتنهر).

وفي الآية دليل على صفات الداعية ومنها:الصبر ؛ض التواضع؛ البيان والارشاد ؛ قال تعالى:( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

وفيها بيان فضل العلم وسؤال العلماء قال تعالى:( فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون).
وأنه ينبغي على الانسان أن يحاسب نفسه ويرشدها إلى مايصلحها ؛ فالله بين لنا أن العلم طريق لتزكية النفس ؛
حيث سأل الأعمى عن دينه ليزكي بذلك نفسه ؛ قال تعالى:( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).
وفيها أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ؛ وأن الأولى بذلك الأسرة والأبناء ؛ لأن الله تعالى قال:( أو يذكر فتنفعه الذكرى) فقد يكون الانسان على دين وهدى ولكن يحتاج إلى التذكير ليرتفع إيمانه.

وفيها دلالة على أن الاولى الاشتغال بالفاضل على المفضول؛ فالأعمى رجل ذا دين أتى ليسأل فينتفع؛ودعوة كفار قريش تحتاج لجهد واقناع بالحجج ؛ فتقديم الراغب أولى من المعرض. والله أعلم .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 جمادى الآخرة 1443هـ/10-01-2022م, 01:14 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيزة أحمد مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" وفقا للأسلوب المقاصدي
يخبر تعالى في هذه الآية عن عظمة القرآن ومدى تأثيره بوعده ووعيده في المتلقى، الذي ينبغي أن يكون معظما للقرآن، يخشع له قلبه ويتصدع عند سماعه، فلو أنزل هذا القرآن العظيم على جبل لصار هذا الجبل في حالة من الخشوع والتصدع يراها كل من يطالعه، هذا وهو جبل صلب غليظ قاسٍ فكيف يكون حال المؤمن وقلبه عند سماعه.
قال ابن عباس رضي الله عنه في الآية: "لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع" ذكره ابن كثير
وقد ورد عن أحد الصالحين أنه قال "إنما العلم الخشية" مستدلاً بقوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
وتلقى القرآن بخشية وخشوع له أعظم الأثر في قلب المؤمن ومن ثم على سلوكه فالسلوك مرآة الفكر، فما بالك بقلب وعى مواعظ القرآن وأنزلها على قلبه فرسخ فيه القرآن وانتفع صاحبه بمواعظه، فإن القرآن إذا أنزل على القلب أثمر أعظم ثمار الخشية من رب الأرباب قال تعالى في سورة الشعراء:"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وقال تعالى: "قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين"
هذا للقلب المؤمن الذي يخشى الله ويتخشع عند سماعه خلافا لمن خلا قلبه من خشية الله والعياذ بالله، بل ربما زاده القرآن خسرانا كما قال تعالى: " قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" وقال تعالى عن حال المنافقين مع سور القرآن" وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون"
وخلو القلب من خشية الله يورثه القسوة مما يدفعه إلى فعل كل قبيح، فأبعد القلوب عند الله هو القلب القاسي، قال تعالى منكرا على الكفار وحالهم عند سماع القرآن "فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون" سورة الانشقاق
وعاب تعالى عليهم قائلاً "أفلا يتدبرون القرآن" سورة النساء
بل أخبر تعالى أن من مقاصد إنزال القرآن وذكر الوعيد فيه هو تذكرة القلوب لتتعظ وتخشى الله فقال "وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا" سورة طه
وجاء سياق آية الحشر في نهايات السورة بعد الأمر بتقوى الله والنهي عن نسيانه، فمن أعظم الأسباب المعينة على تقوى الله وذكره تعالى هو اتباع هذا الكتاب والعمل به والتأدب والتخشع عند سماعه وتلاوته.
وقد جاء مطلع السورة الكلام عن إجلاء بني النضير وكيف قذف تعالى في قلوبهم الرعب وهذا حال كل قلب خلا عن خشية الله ما أضعفه وأوهنه وإن ركن لحصونه وسلاحه، تخونه نفسه وقلبه في أحرج اللحظات ثم الكلام عن المنافقين وعزمهم على نصر إخوانهم اليهود وأيضاً خانتهم قلوبهم الخاوية من خشية الله فخذلوهم، ثم حال من اتبع الشيطان حتى كفر فخذله الشيطان في الدنيا وسيخذله في الآخرة "فلا تلوموني ولوموا أنفسكم"
وهكذا حال كل قلب خلا من خشية الله فضربت عليه القسوة فهو أخذل ما يكون لصاحبه عند الحاجة لثبات قلبه
ووصف الله المتقين في كتابه في سورة الأنبياء "الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون" فهذه الخشية دفعتهم للعمل الصالح وتقوى الله.
وختم الله الآية بعد ضرب المثل بقوله "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" فضرب المثل يقرب الصورة ويوضحها في الذهن، وأمثال القرآن من أنفع الأمور لقلب المؤمن واستجلاب خشية الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يرزقنا خشيته وأن يعمر قلوبنا بمحبته وخشيته ومحبة كتابه.
زادكِ الله علما ونفع بكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 جمادى الآخرة 1443هـ/10-01-2022م, 01:21 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الغامدي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى:( عبس وتولى. أن جاءه الأعمى . ومايدريك لعله يزكى. أويذكر فتنفعه الذكرى).
بالأسلوب المقاصدي.

يبين تعالى في الآيات موقف النبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم مكتوم حين جاء يسأله عن دينه؛ فعبس النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه حيث كان مشغولا بدعوة كفار قريش للاسلام وتطلعه لاستجابتهم فعاتبه الله عز وجل مطلع هذه السورة،
والمقصد من الآيات: هو تذكير الداعية بأنه ينبغي له الاهتمام بمن أقبل عليه يسأله وانه مقدم على غيره لاسيما إن كان ذو حاجة أو مرض كالأعمى وغيره.

وفي التعبير بلفظ (عبس) بالفعل الماضي دلالة على أن العبوس كان شيء عارض له ولم يكن من صفاته المستمرة صلى الله عليه وسلم ؛ودلالةعلى بشريته.

وفي كلمة الأعمى دليل على أنه يجب الاهتمام بمن كان ذاحاجة ومرض فهو أولى من غيره؛ قال تعالى:( فأما اليتيم فلاتقهر وأماالسائل فلاتنهر).

وفي الآية دليل على صفات الداعية ومنها:الصبر ؛ض التواضع؛ البيان والارشاد ؛ قال تعالى:( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

وفيها بيان فضل العلم وسؤال العلماء قال تعالى:( فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون).
وأنه ينبغي على الانسان أن يحاسب نفسه ويرشدها إلى مايصلحها ؛ فالله بين لنا أن العلم طريق لتزكية النفس ؛
حيث سأل الأعمى عن دينه ليزكي بذلك نفسه ؛ قال تعالى:( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).
وفيها أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ؛ وأن الأولى بذلك الأسرة والأبناء ؛ لأن الله تعالى قال:( أو يذكر فتنفعه الذكرى) فقد يكون الانسان على دين وهدى ولكن يحتاج إلى التذكير ليرتفع إيمانه.

وفيها دلالة على أن الاولى الاشتغال بالفاضل على المفضول؛ فالأعمى رجل ذا دين أتى ليسأل فينتفع؛ودعوة كفار قريش تحتاج لجهد واقناع بالحجج ؛ فتقديم الراغب أولى من المعرض. والله أعلم .
بارك الله فيك، أحسنتِ في مقدمتك ووقوفك على المقصد العام للآيات، لكن أكملتِ رسالتك بالأسلوب الاستنتاجي؛ حيث عوّلت على الدلالات المستنبطة من الآيات، وكان يحسن أن تكملي التفسير مما انطلقتِ في مقدمتك فتفسري قوله تعالى:( وما يدريك لعله يزكى* أو يذكر فتنفعه الذكرى) تباعا لذلك.
الدرجة: ج+

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 جمادى الآخرة 1443هـ/14-01-2022م, 06:55 PM
دانة عادل دانة عادل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة مقاصدية في قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعَلونَ ۝ كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقولوا ما لا تَفعَلونَ ۝ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصوصٌ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ .
أما بعد:
فإن الله تعالى عاتب بعض المؤمنين ووبخهم حين تمنوا معرفة أحبّ الأعمال وأفضلها لله تعالى ليقوموا بعملها فينالون بذلك مرضاته ومحبته، فلما عرفوها قصّروا عنها، فخالف قولهم فعلهم فعاتبهم الله تعالى، كما ورد عن ابن عباس: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله دلنا على أحبّ الأعمال إليه، فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه إيمان بالله لا شكّ فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقرّوا به؛ فلما نزل الجهاد، كره ذلك أُناس من المؤمنين، وشقّ عليهم أمره، فقال الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ﴾.
وإن من مقاصد الآيات الجليلة:
- تصديق الأقوال النابعة من القلب والإيمان بالأفعال الصحيحة، وأن يكون مقال المرء منطبقًا على فعاله، فلا يأمر الناس بشيء ويأتي بنقيضه، بل يبدأ به هو ثم يأمر غيره.
- ومن مقاصدها: الأمر بإيفاء الوعود التي يقطعها المرء على نفسه ولغيره فإن وعد بشيء وفى به، فمن صفات المنافقين وعلامتهم التي يميزون بها هي إخلاف الوعود ونقض العهود، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ : (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر ).
- في الآية مقصد خفي وهو: تعريض بالمنافقين الذين يظهرون الإيمان بألسنتهم وأشكالهم ويبطنون الكفر في دواخلهم ووجدانهم، ويقولون للمؤمنين: نحن منكم ومعكم ثم يخذلونهم بأفعالهم.
- ومنها: محبة الله عزوجل لمن يوافق قوله فعله، وتصديق قلبه بإقرار لسانه وعمل جوارحه، فقد امتدح تعالى الذين يقاتلون في سبيله صفوفًا مرصوصة.
- ومنها: محبة الله تعالى لوحدة الصفوف الإسلامية واجتماع القلوب على بعضها كما وصفه تعالى في مظهر المسلمين في المعارك يصطفون متساوين متحدين فيما بينهم فهذا توجيه لهم باتحاد صفوفهم وقلوبهم.
- ومنها: تربية القلوب المؤمنة على العمل بما يحبه الله تعالى وترك والابتعاد عن ما يحبه، فهو في بادئ الآيات وبخهم على ما لا ينبغي وقوعه منهم تعليمًا لهم بالمذموم ليجتنبوه أو تحذيرًا لمن وقع به أن يمتنع عنه، ثم بيّن لهم ما يحبه تعالى ليفعلوه ويداوموا عليه.
- ومنها: ترك تزكية النفس وألا يقول المر فعلت وفعلت وفعلت وهو لم يفعل.

والحمدلله رب العالمين..

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 جمادى الآخرة 1443هـ/15-01-2022م, 10:57 PM
هند محمد المصرية هند محمد المصرية غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 205
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى :
(وَأمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهى النَفْسَ عَنِ الهَوى﴾

الأسلوب المقاصدي.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، فالحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.
لا يخفى على احد أن من أهم مقاصد القرآن العظيم ، تزكية نفس المؤمن بتخليتها من الأخلاق الرذيلة وتحليتها بالأخلاق الفاضلة.وقد نجد هذا المقصد العظيم يظهر في قوله تعالى :
)وَأمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهى النَفْسَ عَنِ الهَوى﴾

فيقول ربنا تبارك وتعالى من خاف أن يقوم بين يدي الله عز وجل ، ولا شك أن من تذكر الوقوف بين يدي الله رق قلبه وخشع، وهنا جاءت الإضافة لتشريف ذلك المقام، فالعبد الذي يخاف حكم الله فيه يوم القيامة، عليه أن يتخلص من الرذائل، ويحرص على ما ينفعه.
ولعل من أهم الرذائل التي يجب أن يتخلص منها لتزكو نفسه هي : نهي هذه النفس عن اتباع الهوى.
والهوى هو : هو اتباع شهوات النفس وما جرى مجراها.
فالهوى هو الميل والمقصود به ميل النفس إلى الشئ فيفعله.
فعن ابن عباس قال في تفسير هذه الآية : خاف الله عند المعصية فانتهى عنها.
ولاشك أن الهوى سبب في وقوع الإنسان في المعصية، فتلك النفس الامارة بالسوء تلح عليه في اتباع هواها.
ولعل تزكية النفس تبدا بتجريد النفس عن الهوى، وطاعتها في كل ما تريد وتشتهي.
وكمال ابن عياض : أفضل الأعمال خلاف الهوى.
ولما لا والنفس جبلت على أن تشتهي وتطلب ، وغالب ما تشتيه في غير المشروع.
وحتى إن كان ما تطلبه مباحا، فعلى العبد أن يروض تلك النفس، ويحكم لجامها، حتى يتمكن منها فلا تغلبه.
ولو ان الإنسان أطاع نفسه في كل ما ترغب هلك.
فالنفس تهوى الراحة والشح ، فما أشدهما على المؤمن لو تملكا منه.
فعلى العبد ان ينظر في هواه فيخالفه، فإن كان نجى من اتباع الهوى الأنبياء والصديقين، فعلى كل من أراد أن يقتدي بهم ويهتدي بهداهم، أن يجاهد نفسه ويخالف هواه، فتحصل له التزكية.
وهو مقصد الآية ومرادها

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 جمادى الآخرة 1443هـ/20-01-2022م, 10:02 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانة عادل مشاهدة المشاركة
رسالة مقاصدية في قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعَلونَ ۝ كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقولوا ما لا تَفعَلونَ ۝ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصوصٌ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ .
أما بعد:
فإن الله تعالى عاتب بعض المؤمنين ووبخهم حين تمنوا معرفة أحبّ الأعمال وأفضلها لله تعالى ليقوموا بعملها فينالون بذلك مرضاته ومحبته، فلما عرفوها قصّروا عنها، فخالف قولهم فعلهم فعاتبهم الله تعالى، كما ورد عن ابن عباس: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله دلنا على أحبّ الأعمال إليه، فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه إيمان بالله لا شكّ فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقرّوا به؛ فلما نزل الجهاد، كره ذلك أُناس من المؤمنين، وشقّ عليهم أمره، فقال الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ﴾.
وإن من مقاصد الآيات الجليلة:
- تصديق الأقوال النابعة من القلب والإيمان بالأفعال الصحيحة، وأن يكون مقال المرء منطبقًا على فعاله، فلا يأمر الناس بشيء ويأتي بنقيضه، بل يبدأ به هو ثم يأمر غيره.
- ومن مقاصدها: الأمر بإيفاء الوعود التي يقطعها المرء على نفسه ولغيره فإن وعد بشيء وفى به، فمن صفات المنافقين وعلامتهم التي يميزون بها هي إخلاف الوعود ونقض العهود، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ : (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر ).
- في الآية مقصد خفي وهو: تعريض بالمنافقين الذين يظهرون الإيمان بألسنتهم وأشكالهم ويبطنون الكفر في دواخلهم ووجدانهم، ويقولون للمؤمنين: نحن منكم ومعكم ثم يخذلونهم بأفعالهم.
- ومنها: محبة الله عزوجل لمن يوافق قوله فعله، وتصديق قلبه بإقرار لسانه وعمل جوارحه، فقد امتدح تعالى الذين يقاتلون في سبيله صفوفًا مرصوصة.
- ومنها: محبة الله تعالى لوحدة الصفوف الإسلامية واجتماع القلوب على بعضها كما وصفه تعالى في مظهر المسلمين في المعارك يصطفون متساوين متحدين فيما بينهم فهذا توجيه لهم باتحاد صفوفهم وقلوبهم.
- ومنها: تربية القلوب المؤمنة على العمل بما يحبه الله تعالى وترك والابتعاد عن ما يحبه، فهو في بادئ الآيات وبخهم على ما لا ينبغي وقوعه منهم تعليمًا لهم بالمذموم ليجتنبوه أو تحذيرًا لمن وقع به أن يمتنع عنه، ثم بيّن لهم ما يحبه تعالى ليفعلوه ويداوموا عليه.
- ومنها: ترك تزكية النفس وألا يقول المر فعلت وفعلت وفعلت وهو لم يفعل.

والحمدلله رب العالمين..
بارك الله فيكِ.
أنتِ استخرجت المقاصد بأسلوب استنتاجي والمطلوب أن تفسري الآيات انطلاقا من مقصدها فتأتي عليها جميعها بالبيان والشرح.
تحتاجين إعادة صياغتها وتفسيرها بأكملها، سددكِ الله.



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 جمادى الآخرة 1443هـ/20-01-2022م, 10:07 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند محمد المصرية مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى :
(وَأمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهى النَفْسَ عَنِ الهَوى﴾

الأسلوب المقاصدي.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، فالحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.
لا يخفى على احد أن من أهم مقاصد القرآن العظيم ، تزكية نفس المؤمن بتخليتها من الأخلاق الرذيلة وتحليتها بالأخلاق الفاضلة.وقد نجد هذا المقصد العظيم يظهر في قوله تعالى :
)وَأمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهى النَفْسَ عَنِ الهَوى﴾

فيقول ربنا تبارك وتعالى من خاف أن يقوم بين يدي الله عز وجل ، ولا شك أن من تذكر الوقوف بين يدي الله رق قلبه وخشع، وهنا جاءت الإضافة لتشريف ذلك المقام، فالعبد الذي يخاف حكم الله فيه يوم القيامة، عليه أن يتخلص من الرذائل، ويحرص على ما ينفعه.
ولعل من أهم الرذائل التي يجب أن يتخلص منها لتزكو نفسه هي : نهي هذه النفس عن اتباع الهوى.
والهوى هو : هو اتباع شهوات النفس وما جرى مجراها.
فالهوى هو الميل والمقصود به ميل النفس إلى الشئ فيفعله.
فعن ابن عباس قال في تفسير هذه الآية : خاف الله عند المعصية فانتهى عنها.
ولاشك أن الهوى سبب في وقوع الإنسان في المعصية، فتلك النفس الامارة بالسوء تلح عليه في اتباع هواها.
ولعل تزكية النفس تبدا بتجريد النفس عن الهوى، وطاعتها في كل ما تريد وتشتهي.
وكمال ابن عياض : أفضل الأعمال خلاف الهوى.
ولما لا والنفس جبلت على أن تشتهي وتطلب ، وغالب ما تشتيه في غير المشروع.
وحتى إن كان ما تطلبه مباحا، فعلى العبد أن يروض تلك النفس، ويحكم لجامها، حتى يتمكن منها فلا تغلبه.
ولو ان الإنسان أطاع نفسه في كل ما ترغب هلك.
فالنفس تهوى الراحة والشح ، فما أشدهما على المؤمن لو تملكا منه.
فعلى العبد ان ينظر في هواه فيخالفه، فإن كان نجى من اتباع الهوى الأنبياء والصديقين، فعلى كل من أراد أن يقتدي بهم ويهتدي بهداهم، أن يجاهد نفسه ويخالف هواه، فتحصل له التزكية.
وهو مقصد الآية ومرادها
أحسنتِ وفقكِ الله، احرصي على ذكر المصادر وإثراء الرّسالة بالشواهد والآثار .
الدرجة:ب+

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 رجب 1443هـ/11-02-2022م, 08:49 PM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

رسالة تفسيرية في قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) }
بالأسلوب المقاصدي


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) }

هذا نهي من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين عن اتخاذ الكفار الذين حاربوهم وأخرجوهم من ديارهم من كفار أهل مكة أولياء فهؤلاء ما نقموا من المسلمين إلا إيمانهم بالله ولذلك قاتلوهم وقد ظاهروا وعاونوا
على إخراجهم فلقوا ما لقوا منهم، فلا بد ألا ينصروهم ولا يوالوهم ولا بد للمسلم أن يلتزم أمر ربه.
{أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} : بدل اشتمال من الموصوف أي: إنما ينهاكم الله عن أن تتولوهم، ذكره الألوسي والقنوجي.


وقد أكد الوعيد على موالاتهم فقال:{﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ }
أي الكاملون في الظلم، فتحقق وصف الظلم في من تولى الكفار المحاربين، والظالم من وضع الشيء في غير موضعه، وهؤلاء وضعوا الولاية في غير موضعها وهو موضع العداوة،
وظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بعصيانهم لأمر الله تعالى الذي أمر بعدم اتخاذ الكفار المحاربين أولياء، وقد ذكر هذا البيضاوي وأبي السعود والألوسي والشنقيطي .

وهذا يدلّ على خطورة الأمر وفي الحَصْرِ مِنَ المُبالَغَةِ ما لا يَخْفى كما ذكره الألوسي، فليس الأمر بالهين، وأيُّ ظلم بعد موالاة الفرد لأعداء أمته وأعداء الله ورسوله، كما ذكره الشنقيطي.
فكيف يوالي المسلم معاديا للمسلمين مقاتلا لهم يذيقهم شتى أنواع الأذية والعذاب.

والظلم المتعلق بتولي الكفار المحاربين للمسلمين على نوعين:
النوع الأول: ما يكون كفرا أكبرا مخرجا من الملة، وهو عندما يكون التولي كاملا تاما.
النوع الثاني: ما دون الأول وقد يكون غليظا بحسب التولي.
ذكر النوعين السعدي رحمه الله.

وهنا في الآية لم تقيد بلفظ "منكم" مما يدل على عموم الآية المهاجرين وغيرهم م المؤمنين، ذكره البقاعي.
والمقصود النهي عن اتخاذ الكفار المحاربين للمسلمين أولياء والتحذير من ذلك وبيان الوصف الذي لحق من قام بذلك، وهو وصف عظيم يدل على خطورة الأمر وعظم الإثم الذي يلحق صاحبه،
وكفى في الزجر عن هذا الفعل تذكر قول الله تعالى: { هم الظالمون} فليحذر العبد من ذلك، فإنّ موالاة الكفار المحاربين أمر لا ينبغي وقوعه من المسلم، فإنّ من تكلّف غير ما تدعو إليه الفطرة
ووالى الكفار المحاربين لا بد أن يتفقد دينه وأن يصلح ما أصابه من خلل قبل أن يـأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 21 رجب 1443هـ/22-02-2022م, 11:10 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا المناديلي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) }
بالأسلوب المقاصدي


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) }

هذا نهي من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين عن اتخاذ الكفار الذين حاربوهم وأخرجوهم من ديارهم من كفار أهل مكة أولياء فهؤلاء ما نقموا من المسلمين إلا إيمانهم بالله ولذلك قاتلوهم وقد ظاهروا وعاونوا
على إخراجهم فلقوا ما لقوا منهم، فلا بد ألا ينصروهم ولا يوالوهم ولا بد للمسلم أن يلتزم أمر ربه.
{أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} : بدل اشتمال من الموصوف أي: إنما ينهاكم الله عن أن تتولوهم، ذكره الألوسي والقنوجي.


وقد أكد الوعيد على موالاتهم فقال:{﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ }
أي الكاملون في الظلم، فتحقق وصف الظلم في من تولى الكفار المحاربين، والظالم من وضع الشيء في غير موضعه، وهؤلاء وضعوا الولاية في غير موضعها وهو موضع العداوة،
وظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بعصيانهم لأمر الله تعالى الذي أمر بعدم اتخاذ الكفار المحاربين أولياء، وقد ذكر هذا البيضاوي وأبي السعود والألوسي والشنقيطي .

وهذا يدلّ على خطورة الأمر وفي الحَصْرِ مِنَ المُبالَغَةِ ما لا يَخْفى كما ذكره الألوسي، فليس الأمر بالهين، وأيُّ ظلم بعد موالاة الفرد لأعداء أمته وأعداء الله ورسوله، كما ذكره الشنقيطي.
فكيف يوالي المسلم معاديا للمسلمين مقاتلا لهم يذيقهم شتى أنواع الأذية والعذاب.

والظلم المتعلق بتولي الكفار المحاربين للمسلمين على نوعين:
النوع الأول: ما يكون كفرا أكبرا مخرجا من الملة، وهو عندما يكون التولي كاملا تاما.
النوع الثاني: ما دون الأول وقد يكون غليظا بحسب التولي.
ذكر النوعين السعدي رحمه الله.

وهنا في الآية لم تقيد بلفظ "منكم" مما يدل على عموم الآية المهاجرين وغيرهم م المؤمنين، ذكره البقاعي.
والمقصود النهي عن اتخاذ الكفار المحاربين للمسلمين أولياء والتحذير من ذلك وبيان الوصف الذي لحق من قام بذلك، وهو وصف عظيم يدل على خطورة الأمر وعظم الإثم الذي يلحق صاحبه،
وكفى في الزجر عن هذا الفعل تذكر قول الله تعالى: { هم الظالمون} فليحذر العبد من ذلك، فإنّ موالاة الكفار المحاربين أمر لا ينبغي وقوعه من المسلم، فإنّ من تكلّف غير ما تدعو إليه الفطرة
ووالى الكفار المحاربين لا بد أن يتفقد دينه وأن يصلح ما أصابه من خلل قبل أن يـأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

والله أعلم.
أحسنتِ وفقكِ الله، مع أني وددت لو وقفت على الآية السابقة أيضا ولو بإيجاز لارتباطها الشديد بالآية ليكون التفسير أكمل، فيظهر المقصد أكثر.
الدرجة:أ


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 26 رجب 1443هـ/27-02-2022م, 11:10 AM
هاجر محمد أحمد هاجر محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 200
افتراضي

تفسير سورة العصر بالأسلوب المقاصدي
{والعصر * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
أقسم الله تعالى بالعصر ، ومجمل أغلب أقوال أهل التفسير في العصر ويطلق العصر على الصلاة المؤقتة بوقت العصر ،ويطلق العصر على مدة معلومة لوجود جيل من الناس 1
وقال الطاهر بن عاشور في تفسير" ويجوز أن يراد به عصر الاسلام لآنه خاتمة الأديان .،ومناسبة القسم بإرادة عصر الإسلام ظاهرة ،فإنها بينت حال الناس في عصر الإسلام بين من كفر به ومن آمن"1
فالأيات بينت أن الإنسان ومراد به جميع الناس ، كلهم في خسران، والخسارة ضد النجاة والفوز، فكل الناس في خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
فالناس بعد مجيء رسالة الإسلام على حالين:
إما مؤمنون وهم الذين آمنوا و عملوا الأعمال الصالحة وهم الذين لهم حسن العاقبة
وإما كافرون، والكفر وهو أعظم الخسر فالخسارة درجات يتفاوت فيها الناس
فمن آمن وصدق بالله وبرسوله لابد له من العمل الصالح، والعمل الصالح هو ما كان خالصاً لله تعالى وصواباً أي موافقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
وقرن الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر، وعطفه عليه من عطف الخاص على العالم بالصبر والتواصي بالحق من الأعمال الصالحة.
والتواصي أي أوصى بعضهم بعضاً ، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات يوصى بعضهم بعضاً بالحق أي إقامة الدين وبالصبر
والصبر :
لغة :نقيض الجزع ،وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه، والصبر: حبس النفس عن الجزع 2
معنى الصبر اصطلاحًا:
(الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره)4
فإقامة الدين والعمل الصالح لأبد له من الصبر ،منع النفس عن هواها والصبر جماع الأخلاق فكل ما يقبح وكل ما تكرهه النفس لابد للمرء من أن يصبر على تركه وعلى فعله
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له)5
والصبر إما على فعل الطاعات ، أو صبر عن المعصية فترك السيئات ، والابتعاد عنها لابد له من صبر ولا يكون الصبر إلا بمعرفة سوء عاقبة الشئ و معرفة عاقبة تركه
قال الطاهر بن عاشور : "والتخلق بالصبر ملاك فضائل الأخلاق كلها ، فإن الارتياض بالأخلاق الحميدة لا يخلو من حمل المرء نفسه على مخالفة شهوات كثيرة ، ففي مخالفتها تعب يقتضي الصبر عليه حتى تصير مكارم الأخلاق ملكة لمن راض نفسه عليها "6

وقال أبو حاتم: (الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات(7
فالصبر للمؤمن ضرورة لازمة لابد لهم منه ، ففي هذه الحياة الدنيا يبتلون بالشهوات و بالمكاره قال النبي صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) 5،فلا يمكن للمؤمن أن يجتازها الا بالصبر
والصبر كما هو ضرورة للمؤمن في خاصة نفسه فهو ضرورة لجماعة المؤمنين أن يصبروا على إنكار المنكرات وعلى الأمر بالمعروف ، وعلى إقامة الدين في الأرض .

لذلك جعل آجر الصابرون مضاعف مرتين قال تعالى ) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) وقوله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)
والصبر ورد ذكره في القرآن كثيراً ، فهو أكثر الأخلاق وروداُ في القرآن وذلك لأنه ركيزة لكل خلق ، والنبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق
فأمر الله في سورة العصر أن يتواصى المؤمنون بالصبر ويوصي بعضهم به بعض لأنه خلق لازم لهم في هذه الحياة ،فلا فالح لهم بدونه
فالإيمان والعمل الصالح وإقامة الحق والتواصي به كل ذلك لابد له من الصبر ، وبهذا كله تكون نجاة الإنسان في الدنيا وفوز في الآخرة، وهو مقصد هذه السورة

المراجع :
1 تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور سورة العصر
2 تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور سورة العصر
3- الصحاح للجوهري
4- رسالة ابن القيم لأحد اخوانه
5-الصبر والثواب لإبن ابي الدنيا
6-روضة العقلاء لابن حبان البستي
7- صحيح مسلم صفة الجنة







رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 شعبان 1443هـ/11-03-2022م, 08:20 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاجر محمد أحمد مشاهدة المشاركة
تفسير سورة العصر بالأسلوب المقاصدي
{والعصر * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
أقسم الله تعالى بالعصر ، ومجمل أغلب أقوال أهل التفسير في العصر العبارة ناقصة أو تحتاج لإعادة صياغة ويطلق العصر على الصلاة المؤقتة بوقت العصر ،ويطلق العصر على مدة معلومة لوجود جيل من الناس 1
وقال الطاهر بن عاشور في تفسير" ويجوز أن يراد به عصر الاسلام لآنه خاتمة الأديان .،ومناسبة القسم بإرادة عصر الإسلام ظاهرة ،فإنها بينت حال الناس في عصر الإسلام بين من كفر به ومن آمن"1
يحسن هنا أن نذكر الراجح من القول؛ فنعود لتفسير ابن جرير في معرفة القول الراجح في المسألة حيث قال أن العصر هو اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
فالأيات بينت أن الإنسان ومراد به جميع الناس ، كلهم في خسران، والخسارة ضد النجاة والفوز، فكل الناس في خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
فالناس بعد مجيء رسالة الإسلام على حالين:
إما مؤمنون وهم الذين آمنوا و عملوا الأعمال الصالحة وهم الذين لهم حسن العاقبة
وإما كافرون، والكفر وهو أعظم الخسر فالخسارة درجات يتفاوت فيها الناس
فمن آمن وصدق بالله وبرسوله لابد له من العمل الصالح، والعمل الصالح هو ما كان خالصاً لله تعالى وصواباً أي موافقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ذكر السعدي رحمه الله في تفسيره كيف يكون تفاوت الناس في الخسران
وقرن الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر، وعطفه عليه من عطف الخاص على العالم بالصبر والتواصي بالحق من الأعمال الصالحة.
والتواصي أي أوصى بعضهم بعضاً ، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات يوصى بعضهم بعضاً بالحق أي إقامة الدين وبالصبر
والصبر :
لغة :نقيض الجزع ،وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه، والصبر: حبس النفس عن الجزع 2
معنى الصبر اصطلاحًا:
(الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره)4
فإقامة الدين والعمل الصالح لأبد له من الصبر ،منع النفس عن هواها والصبر جماع الأخلاق فكل ما يقبح وكل ما تكرهه النفس لابد للمرء من أن يصبر على تركه وعلى فعله
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له)5
والصبر إما على فعل الطاعات ، أو صبر عن المعصية فترك السيئات ، والابتعاد عنها لابد له من صبر ولا يكون الصبر إلا بمعرفة سوء عاقبة الشئ و معرفة عاقبة تركه
قال الطاهر بن عاشور : "والتخلق بالصبر ملاك فضائل الأخلاق كلها ، فإن الارتياض بالأخلاق الحميدة لا يخلو من حمل المرء نفسه على مخالفة شهوات كثيرة ، ففي مخالفتها تعب يقتضي الصبر عليه حتى تصير مكارم الأخلاق ملكة لمن راض نفسه عليها "6

وقال أبو حاتم: (الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات(7
فالصبر للمؤمن ضرورة لازمة لابد لهم منه ، ففي هذه الحياة الدنيا يبتلون بالشهوات و بالمكاره قال النبي صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) 5،فلا يمكن للمؤمن أن يجتازها الا بالصبر
والصبر كما هو ضرورة للمؤمن في خاصة نفسه فهو ضرورة لجماعة المؤمنين أن يصبروا على إنكار المنكرات وعلى الأمر بالمعروف ، وعلى إقامة الدين في الأرض .

لذلك جعل آجر الصابرون مضاعف مرتين قال تعالى ) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) وقوله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)
والصبر ورد ذكره في القرآن كثيراً ، فهو أكثر الأخلاق وروداُ في القرآن وذلك لأنه ركيزة لكل خلق ، والنبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق
فأمر الله في سورة العصر أن يتواصى المؤمنون بالصبر ويوصي بعضهم به بعض لأنه خلق لازم لهم في هذه الحياة ،فلا فالح لهم بدونه
فالإيمان والعمل الصالح وإقامة الحق والتواصي به كل ذلك لابد له من الصبر ، وبهذا كله تكون نجاة الإنسان في الدنيا وفوز في الآخرة، وهو مقصد هذه السورة

المراجع :
1 تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور سورة العصر
2 تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور سورة العصر
3- الصحاح للجوهري
4- رسالة ابن القيم لأحد اخوانه
5-الصبر والثواب لإبن ابي الدنيا
6-روضة العقلاء لابن حبان البستي
7- صحيح مسلم صفة الجنة







أحسنتِ سددكِ الله وبارك فيك.
كان وقوفك على تفسير الصبر أكثر من وقوفك على المقصد العام للسورة فجعل الرسالة وكأن المقصود بها الحديث عن الصبر؛ فينبغي التنبه لذلك وفقك الله.
ثم وددت التنبيه على العناية بصياغة النص وقراءته وتصحيحه من الأخطاء قبل اعتماده.
سددكِ الله وبارك فيك
الدرجة: ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir