1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
قال تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ".
كان لنزول هذه الآية سبب نزول فقال بعضهم: نـزلت في سائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أقريبٌ ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ وقيل سائل سأل أين ربنا؟ فأنـزل الله: " وإذا سألك عبادي عَني فأني قريبٌ أجيبُ" الآية.
وقيل لما نزلت: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر: 60]" قالوا: في أي ساعة؟ قال: فنـزلت: " وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب " إلى قوله: " لعلهم يَرُشدون ".
وجاءت الآية في ختام سياق آيات فرض الصيام في شهر رمضان وما فيه من ليلة عظيمة وهي لليلة القدر ، وجاء في الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول : بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " .
فضل الدعاء
إن أفضل الدعاء الثناء على الله وتحميده وتمجيده ، ثم يأتي بعده الدعاء المقترن بالعبادات كالصلاة والصوم والحج . وللدعاء أوقات وأماكن مفضل فيها الدعاء وترجى فيه الاستجابة كالدعاء بين الآذان والإقامة وكالدعاء في شهر رمضان وفي ليلة القدر.
وأفضل الدعاء ما تواطأ فيه القلب مع اللسان ، ولهذا كان تفضيل الثلث الأخير من الليل لخلو القلب عن الشواغل ولفضل الوقت بنزول الله جل وعلا بما يليق بجلاله إلى السماء الدنيل يقول هل من مستغفر فاستغفر له ، هل من داع فاستجيب له.
ومما يدل على فضل الدعاء ما جاء في القرآن ، قال تعالى:"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) " سورة البقرة ،وفي الحديث القدسي الصحيح : " يقول الله تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " ، وقال تعالى:" إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ" سورة فاطر، وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يعني : الذكر والتلاوة والدعاء . قاله غير واحد من السلف .
آداب الدعاء
آداب الدعاء كثيرة قال تعالى:" فَإِنِّي قَرِيبٌ "، يجب على الداعي أن يعلم أن الله قريب بعلمه وقدرته على إجابته لدعائه فهو أقرب إليه من حبل الوريد وذلك بعلمه فهو جل وعلا عال عن خلقه مستو على عرشه ، ولكن قريب منهم بقربه وقيوميته ، وجاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ، ولا نعلو شرفا ، ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير . قال : فدنا منا فقال : " يا أيها الناس ، اربعوا على أنفسكم ; فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته . يا عبد الله بن قيس ، ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " .
وقال تعالى:" أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ "، والله تعالى يجيب دعوة العبد ما لم يعجل ، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين "، فتكون الإجابة إما بما سأل أو بتكفير ذنب أو تؤجل له في الآخرة ، وجاء في الحديث عن أبي سعيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا : إذا نكثر . قال : " الله أكثر "، وعن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي " .
ومن آداب الدعاء ألا يعتدي في الدعاء بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل ، فعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل " . قيل : يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟ قال : " يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ، ويترك الدعاء " .
وقال تعالى:"وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (205) سورة الأعراف " ، فمن آداب الدعاء ، الدعاء بالجهر وخفية وكثرة التضرع والإلحاح وتحري الأزمنة الفاضلة ، وبينت الآية أن الغافلين لا يذكرون الله ، فإن من علامات عدم الغفلة كثرة ذكر الله والدعاء ، فعن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم الله أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل " .
وقوله تعالى :" فليستجيبوا " أي فليجيبوا لي بالطاعة وقيل أي ليستدعوا مني الإجابة وحقيقته فليطيعوني ( وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) لكي يهتدوا .
هناك آداب أخرى تتعلق بالدعاء منها ما يتعلق بطيب المطعم , كذلك استغلال الأزمنة الفاضلة, فقد وقع هذه الآية بين آيات الصيام.
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
هذه الآية جاءت في سياق الكلام عن كتابة الوصية وكان هذا قبل نزول آيات المواريث ،قال تعالى : "فمن بدله" ، الضمير هنا يعود على الإيصاء وهو أن يوصي الموصي من يثق به بوصيته ، فيكون المعنى أن الإثم يقع على من بدل الوصية بعد ما سمعها من الموصي أو بعد ما سمع أمر الله بإبلاغ الوصية، ويكون التبديل :
- بالزيادة
- بالنقص
- بالتحريف
- بالكتمان
وعلى هذا يكون أجر الوصية للميت وإثم التبديل على من بدل ، لأن الله سميع عليم لمن وصى ومن بدل.
المطلوب تحرير القول بذكر الأقوال وبيان الراجح.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
معنى إنزال القرآن في شهر رمضان ،على ثلاث أقوال:
- أي أنزل فرض الصيام وتعظيمه والحض عليه وهذا قول الضحاك.
- أي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم .
- أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة في 24 من رمضان وهذا قول بن عباس ، وقيل كل الكتب نزلت في شهر رمضان الزبور في أوله والتوراة في السادس منه والإنجيل في الثالث عشر من الشهر.
والقول الثالث هو الراجح وهو عليه جمهور المفسرين .
والله أعلم
ننسب الأقوال ونبين أدلتها
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
قيل عدد من أسباب النزول للآية:
منها أن العرب كانوا إذا تقاتلوا وقتل منهم عبدا يقتلوا به حرا وهذا قول الشعبي.
ومنها أن قبيلتين من الأنصار وقيل غيرهم قتل من كل منهم رجال ونساء وعبيد، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويؤدوا الديات الحر بالحر والأنثى بالأنثى والعبد بالعبد.
ومنها أن بني النضير غزت بنو قريظة وقهروهم فكان إذا قتل النضري القرظي لا يقتل به ويفادى ببمئة وسق تمر وإذا قتل القرظي النضري قتل به والدية مئتان ووسق من التمر.
فنزلت الآية تحث على القصاص حتى يعلم القاتل أنه يقتل فلا يقتل ،فيحافظ على نفسين.
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان الصوم قبل فرض الصيام في شهر رمضان عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ثلاث أيام من كل شهر وعاشوراء ، وكان على التخيير إن شاء صام وإن شاء أفطر وأطعم مسكينا ، وإن أطعم أكثر من مسكين فهو خير له وإن صام فهو أفضل.
فلما نزلت الآية :" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)" ، أثبت الصيام على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر ، وبقي حكم التخيير للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة الذين لا يستطيعون الصيام ، كما فعل أنس رضي الله عنه عندما كبر في السن.
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
المراد بالخيط الأبيض هو الفجر الساطع الذي يملأ الأفق وحقيقته بيان الليل من النهار أي يظهر بياض النهار.
والخيط الأسود من الفجر هو الفجر المعترض سواد الليل .
والله أعلم
جزاكم الله خير