الإجابة:
السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] :بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم:
تفسير الوصيّة الأولى
- البدء بمقدمة تشويقية تبين مقصد الرسالة الأساسي .
- التفسير اللغوي البلاغي مثل ما جاء في الرسالة : "قلنا اهبطوا" القائل هو الله تعالى، والضمير إذا عاد إلى مفرد وصيغ بصيغة الجمع فهو للتعظيم .
- استخدام التفاسير التي تذكر أقوال الصحابة بالأسانيد مثل ما جاء في لرسالة: قال ابن جرير رحمه الله: (وذلك وإن كان خطابًا من اللّه جلّ ذكره لمن أهبط حينئذ من السّماء إلى الأرض، فهو سنّة اللّه في جميع خلقه).
- تفسير القرآن بالقرآن مثل ما جاء في الرسالة: وكل هدى ليس من الله فهو ضلال؛ لا يعدو أن يكون اتّباعاً للظنّ والهوى؛ كما قال الله تعالى: {إن يتّبعون إلا الظنّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربّهم الهدى.
- الاستشهاد والاستدلال بالأحاديث مثل ما جاء في الرسالة: ومصداق ذلك في الحديث القدسي الذي رواه أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه جلّ وعلا أنّه قال: [يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم] أخرجه الإمام مسلم.
- استخراج الفوائد كما جاء في الرسالة: وهذا يفيدنا فائدة جليلة في منهجنا في الحياة وتعاملنا مع الأحداث، وكيف نصنع فيما نبتلى به من الفتن والمحن وتقلّبات الأمور ومكائد الأعداء،...
- اضافة أقوال العلماء مثل: قال ابن تيمية رحمه الله: (فقد .....) ووقال ابن القيّم: (فليتأمّل......).
- بيان اللطائف اللغوية مثل : وفي قوله: {فلا خوف عليهم} ولم يقل ؛ فلا يخافون؛ فيه لطيفة؛ وهي أنّه قد يخافون لكن لا خوف عليهم؛ بمعنى أنّهم لن يصيبهم ما يضرّهم؛ فكلّ ما يصيبهم فهو خير لهم؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عجبا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إنْ أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له، وإنْ أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له». رواه مسلم من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه.
تفسير قول الله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...} لشيخ الإسلام ابن تيمية
- التفسير لأسباب النزول من كتب الحديث مثل ما جاء في الرسالة: (قد ثبت في صحيح مسلمٍ عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: لمّا أنزل اللّه: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه} اشتدّ ذلك....).
- بيان الناسخ والمنوسخ مثل : (ولهذا قال كثيرٌ من السّلف والخلف: إنّها منسوخةٌ بقوله: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها} كما نقل ذلك عن ابن مسعودٍ وأبي هريرة وابن عمر وابن عبّاسٍ..).
- الترجيح بين الأقوال مثل: (وبيّن بطلان قول هؤلاء الّذين يقولون إنّه يكلّف العبد ما لا يطيقه ويعذّبه عليه، وهذا القول لم يعرف عن أحدٍ من السّلف والأئمّة؛ بل أقوالهم تناقض ذلك، حتّى إنّ سفيان بن عيينة سئل عن قوله: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها} قال: إلّا يسرها ولم يكلّفها طاقتها، قال البغوي: وهذا قولٌ حسنٌ).
- توضيح المسائل العقدية في الآيات مثل: (وأمّا المعتزلة فعندهم أنّه يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء، وأولئك " المجبرة " في جانبٍ وهؤلاء في جانبٍ وأهل السّنّة وسطٌ.) ومثل:( ....وزعم جهمٌ ومن وافقه أنّه يكون مؤمنًا في الباطن... وأنّ مجرّد معرفة القلب وتصديقه يكون إيمانًا يوجب الثّواب يوم القيامة...).
- الاستدلال بقول الصحابة: (قال عمر: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.).
- الاستشهاد والاستدلال بالأحاديث مثل: (وفي حديث أبي هريرة الصّحيح في الثّلاثة الّذين أوّل من تسعّر بهم النّار في الّذي تعلّم وعلّم ليقال: عالمٌ قارئٌ، والّذي قاتل ليقال جريءٌ وشجاعٌ، والّذي تصدّق ليقال جوادٌ وكريمٌ،..),
- بيان الأحكام الفقهية في الآية مثل: (والجمهور ينازعون في هذا الفرق في ثبوت الوصف وفي تعلّق الحكم به؛ فإنّهم يقولون النّكاح ونحوه يقبل الفسخ، وكذلك العتق يقبل الفسخ عند الشّافعيّ وأحد القولين في مذهب أحمد حتّى إنّ المكاتب قد يحكمون بعتقه ..)
رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} للحافظ ابن رجب الحنبلي
- استخدام التفسير الإعراب لبيان المعنى مثل - فلا ريب فيه فإنّ صيغة "إنما" تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد. وأمّا "ما": فالجمهور على أنّها كافةٌ....
-إعطاء أمثلة من النصوص مثل - وقال: "ما تعدّون الرقوب فيكم؟ " قالوا: الرقوب من لا يولد له، قال: "الرقوب من لم يقدّم من ولده شيئا". وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الشديد بالصّرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس". وأمثال ذلك. فهذا كلّه نفيٌ لحقيقة الاسم.
-الاستدلال بقول الصحابة مثل - وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ".
السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء :
القلب هو المسئول عن الجوارح كما جاء في الأثر قال أبو هريرة: (القلب ملك الأعضاء والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبثت جنوده) ، وجاء في حديث النّعمان بن بشيرٍ المتّفق عليه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (إنّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب)، والأعمال نوعان :
-أعمال قلبية وهي قائم عليها القلب.
-أعمال الجوارح من صلاة وزكاة وصيام وأساس القيام بها إرادة القلب والنية ولذلك لا تقبل صلاة غير العاقل لأنه لا يقصد ما يقوله ويفعله والله تعالى يحاسب بما كسبت القلوب ، قال تعالى " ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم " .
وإرادة القلب تأتي من العلم بجزاءات الأعمال فمن كان على علم ويقين بالآخرة والجنة والنار ،عمل قلبه وتتبعه جوارحه بطاعة الله.
والله أعلم
2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
التلازم بين العلم الصحيح والخشية :
قال تعالى : "إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء "، ففي الآية حصر الخشية من الله على العلماء وذلك لأن العلم الصحيح يوجب الخشية لله تعالى وأن الخشية تقتضي وجود العلماء ولذلك أخشى الناس الأنبياء ومن بعدهم العلماء ثم كل بحسبه.
وبذلك فسّرها السلف..فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".،وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه، وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا، وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
قال تعالى:" أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون "،وذلك :
- العالم بأسماء الله وصفاته وأفعاله عز وجل هذا موجب لخشية هذا العالم ، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني ".،ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً".، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"..
-العلم بالأحكام وما يترتب على طاعة الله من وعد بالجنة وما يترتب على المعصية من الوعيد بالنار يوجب الخشية من الله تعالى والعلماء أكثر علما .
-أن من علم الأحكام علم جازم لم تدركه الغفلة ولم يقع في المعاصي خوفا من الله تعالى فالخشية خوف مع علم وأيضا كان حريصا على ما ينفعه من طاعة الله تعالى.
-العالم العلم الصحيح يعلم أن لذة الذنب زائلة وأن ألم المعصية دائم .
والله أعلم
3: بيّن أنواع الهدى.
أنواع الهدى:
- هدى البيان والإرشاد كما في قوله تعالى:" قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "، والبيان يكون بما تقوم به الحجة من إرسال تارسل والكتب ، قال تعالى " رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمً" ،والتذكير الذي يوعظ به المرء من أقدار مؤلمة وآيات كونية و العبر والآيات التي نراها في الآفاق وفي أنفسنا وما يرى من عقوبات المخالفين و الأمثال التي يضربها الله للناس والوصايا التي يوصي الله بها الناس وواعظ الله في قلب كل مؤمن.
- هدى التوفيق قال تعالى:"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم"، وهذا خاص بعباده المؤمنين.
والله أعلم