دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 رجب 1441هـ/17-03-2020م, 11:02 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من الرسائل التفسيرية

مجلس مذاكرة القسم الثاني من الرسائل التفسيرية (2)



مادّة القسم:
تفسير الوصية الأولى لعبد العزيز الداخل حفظه الله.
تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} لابن تيمية رحمه الله.
تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لابن رجب الحنبلي رحمه الله.




السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.

المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
3: بيّن أنواع الهدى.





تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 رجب 1441هـ/21-03-2020م, 08:59 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات مجلس المذاكرة الرايع : القسم الثاني من الرسائل التفسيرية

السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسرون:
١- الاستدلال بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ومنها ما ورد في رسالة ابن تيمية في تفسير قوله تعالى {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
٢- استعمال المعاني اليلاغية في تقريب المعنى المراد ومنها قول الشيخ عبدالعزيز "ولفظ الهبوط له أثر لا يخفى على النفس المؤمنة والقلوب المخبتة؛ فتحنّ إلى ما كان عليه الأبوان من القرب والتكريم، والعيش الكريم، والسلامة من الأنكاد واللأواء."
٣- استعمال المعاني اللغوية للالفاظ والحروف ومنها ما ذكر ابن رجب الحنبلي في معنى (ما) في قوله تعالى {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}.
٤- الاستدلال بالشواهد الشعرية ومنها ما ورد في رسالة ابن رجب الحنبلي عن ابن مالك في المراد ب(ما) قول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت خطيب
٥- حصر الاقوال الواردة عن السلف في المعنى المراد ومن ذلك ما ذكر ابن تيمية في تفسير قوله تعالى {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} قوله " قال كثيرٌ من السّلف والخلف: إنّها منسوخةٌ بقوله: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها} كما نقل ذلك عن ابن مسعودٍ وأبي هريرة وابن عمر وابن عبّاسٍ في روايةٍ عنه والحسن والشّعبيّ وابن سيرين وسعيد بن جبيرٍ وقتادة وعطاءٍ الخراسانيّ والسدي ومحمّد بن كعبٍ ومقاتلٍ والكلبيّ وابن زيدٍ." ثم اورد القول الاخر بآنها غير منسوخة مع ذكر من قال به من السلف.

السؤال الثاني:
المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟

يقول الله تعالى {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه} وهذا فيه دليل على ان الله يحاسب العبد على ماهمٌ به ولكن الله قد عفا لهذه الامة وهم المؤمنون حقا الذين لم يرتابوا عما حدثت به انفسها مالم تتكلم به او تعمل كما ورد في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم (أنّ الّذي يهمّ بالحسنة تكتب له، والّذي يهمّ بالسّيّئة لا تكتب عليه حتّى يعملها) فالمؤمن اذا ترك السيئة لله كتبت له حسنه فاذا أبدى ما في نفسه من الشر بقول او فعل صار من الافعال التي يستحق به الذم والعقاب وإن اخفى ذلك وكان متضمناً لترك الايمان بالله والرسول كان معاقباً على ذلك الا ان يكون من دواعي الوسوسة فاذا كرهه العبد ونفاه كان كرهه ونفيه صريح الايمان .

2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.

المسألة الاولى : إثبات الخشية للعلماء في قوله تعالى {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} وذلك أن خصوصية {إن} تفيد التوكيد {ما} كافٌه على قول الجمهور.
المسألة الثانية: اثبات عدم الخشية لغير العلماء وذلك من صيغة {إنّما} وأنها تفيد الحصر ودلالتها عليه معلوم بالاضطرار من لغة العرب, كما يُعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنهي وغير ذلك كما أن {ما} وهي الكافه اذا دخلت على الحروف افادت معناً زائداً كما اثبت ذلك ابن مالك في دخولها على الباء وانها احدثت معنى التقليل واقل ما يقال عن {ما} أنها تقوي التوكيد الحاصل من {إن} وتثيت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصة ثبوتا لا بشاركه فيه غيره واختصاصه به, كما أن إستعمال {إن} المكفوفة ب {ما} استعملت للحصر فصارت حقيقة عرفية فيه واللفط يصير له بالاستعمال معنى غير ما يفتضيه اصل الوضع وهكذا يقال في الاستثناءوهذا شبيه بنقل اللفظ من المعنى الخاص الى العام اذا صار حقيقة عرفية فيه كقولهم "لا أشرب له شربة ماء" كما يبين ان الحصر لم ينتف عن {إنما} كما ذكره البعض انها جاء فيها وفي مثلها ب "إلا" مثل قوله صلى الله عليه وسلم (لا ربا الا في النسيئة) وقال (إنما الربا في النسيئة), وان من قال ان {ما} موصولية فهي تفيد الحصر من ناحية اخرى فيكون تقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء".
المسآلة الثالثة: نفي العلم عن غير أهل الخشية فمن جهة الحصر ايضاً فإن الحصر المطرد هو حصر الاول في الثاني وقد يكون حصر الثاني في الاول فيكون الحصر من الطرفين فيكونان متلازمين كما بيُن ذلك ابن تيمية وذكره ابن رجب ومثله قوله تعالى {إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب}.

3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
إن المخالف لهدى الله لفي خطر عظيم وذلك ان الهدي الذي ينفع صاحبه وينجيه هو الهدي الذي يكون مصدره من الله وكل هدى ليس من الله فهو ضلال لا يعدو ان يكون اتباعاً للظن وما تهوى الانفس كما قال تعالى {إن يتّبعون إلا الظنّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربّهم الهدى} كما يستفاد من قوله نعالى {قلنا اهبطوا منها جميعاً فإمّا يأتينّكم منّي هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} أن من لم يتبع هدى الله فهو عرضة للهم والحزن وقال تعالى {قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعض عدوٌّ فإمّا يأتينّكم منّي هدًى فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى} فضمن لمن اتبع هداه ان لا يضل عن الصراط المستقيم ولا يشقى في الدنيا والاخرة وأنما يلحق المسلم من الشقاء لمخالفته هدى الله في بعض أمره فيجد مغبة العصيان حتي يرجع الى ربه ويحسن الانابة اليه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 رجب 1441هـ/21-03-2020م, 11:19 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 705
افتراضي

الإجابة:
السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] :بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم:
تفسير الوصيّة الأولى
- البدء بمقدمة تشويقية تبين مقصد الرسالة الأساسي .
- التفسير اللغوي البلاغي مثل ما جاء في الرسالة : "قلنا اهبطوا" القائل هو الله تعالى، والضمير إذا عاد إلى مفرد وصيغ بصيغة الجمع فهو للتعظيم .
- استخدام التفاسير التي تذكر أقوال الصحابة بالأسانيد مثل ما جاء في لرسالة: قال ابن جرير رحمه الله: (وذلك وإن كان خطابًا من اللّه جلّ ذكره لمن أهبط حينئذ من السّماء إلى الأرض، فهو سنّة اللّه في جميع خلقه).
- تفسير القرآن بالقرآن مثل ما جاء في الرسالة: وكل هدى ليس من الله فهو ضلال؛ لا يعدو أن يكون اتّباعاً للظنّ والهوى؛ كما قال الله تعالى: {إن يتّبعون إلا الظنّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربّهم الهدى.
- الاستشهاد والاستدلال بالأحاديث مثل ما جاء في الرسالة: ومصداق ذلك في الحديث القدسي الذي رواه أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه جلّ وعلا أنّه قال: [يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم] أخرجه الإمام مسلم.
- استخراج الفوائد كما جاء في الرسالة: وهذا يفيدنا فائدة جليلة في منهجنا في الحياة وتعاملنا مع الأحداث، وكيف نصنع فيما نبتلى به من الفتن والمحن وتقلّبات الأمور ومكائد الأعداء،...
- اضافة أقوال العلماء مثل: قال ابن تيمية رحمه الله: (فقد .....) ووقال ابن القيّم: (فليتأمّل......).
- بيان اللطائف اللغوية مثل : وفي قوله: {فلا خوف عليهم} ولم يقل ؛ فلا يخافون؛ فيه لطيفة؛ وهي أنّه قد يخافون لكن لا خوف عليهم؛ بمعنى أنّهم لن يصيبهم ما يضرّهم؛ فكلّ ما يصيبهم فهو خير لهم؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عجبا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إنْ أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له، وإنْ أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له». رواه مسلم من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه.
تفسير قول الله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...} لشيخ الإسلام ابن تيمية
- التفسير لأسباب النزول من كتب الحديث مثل ما جاء في الرسالة: (قد ثبت في صحيح مسلمٍ عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: لمّا أنزل اللّه: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه} اشتدّ ذلك....).
- بيان الناسخ والمنوسخ مثل : (ولهذا قال كثيرٌ من السّلف والخلف: إنّها منسوخةٌ بقوله: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها} كما نقل ذلك عن ابن مسعودٍ وأبي هريرة وابن عمر وابن عبّاسٍ..).
- الترجيح بين الأقوال مثل: (وبيّن بطلان قول هؤلاء الّذين يقولون إنّه يكلّف العبد ما لا يطيقه ويعذّبه عليه، وهذا القول لم يعرف عن أحدٍ من السّلف والأئمّة؛ بل أقوالهم تناقض ذلك، حتّى إنّ سفيان بن عيينة سئل عن قوله: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها} قال: إلّا يسرها ولم يكلّفها طاقتها، قال البغوي: وهذا قولٌ حسنٌ).
- توضيح المسائل العقدية في الآيات مثل: (وأمّا المعتزلة فعندهم أنّه يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء، وأولئك " المجبرة " في جانبٍ وهؤلاء في جانبٍ وأهل السّنّة وسطٌ.) ومثل:( ....وزعم جهمٌ ومن وافقه أنّه يكون مؤمنًا في الباطن... وأنّ مجرّد معرفة القلب وتصديقه يكون إيمانًا يوجب الثّواب يوم القيامة...).
- الاستدلال بقول الصحابة: (قال عمر: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.).
- الاستشهاد والاستدلال بالأحاديث مثل: (وفي حديث أبي هريرة الصّحيح في الثّلاثة الّذين أوّل من تسعّر بهم النّار في الّذي تعلّم وعلّم ليقال: عالمٌ قارئٌ، والّذي قاتل ليقال جريءٌ وشجاعٌ، والّذي تصدّق ليقال جوادٌ وكريمٌ،..),
- بيان الأحكام الفقهية في الآية مثل: (والجمهور ينازعون في هذا الفرق في ثبوت الوصف وفي تعلّق الحكم به؛ فإنّهم يقولون النّكاح ونحوه يقبل الفسخ، وكذلك العتق يقبل الفسخ عند الشّافعيّ وأحد القولين في مذهب أحمد حتّى إنّ المكاتب قد يحكمون بعتقه ..)
رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} للحافظ ابن رجب الحنبلي
- استخدام التفسير الإعراب لبيان المعنى مثل - فلا ريب فيه فإنّ صيغة "إنما" تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد. وأمّا "ما": فالجمهور على أنّها كافةٌ....
-إعطاء أمثلة من النصوص مثل - وقال: "ما تعدّون الرقوب فيكم؟ " قالوا: الرقوب من لا يولد له، قال: "الرقوب من لم يقدّم من ولده شيئا". وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الشديد بالصّرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس". وأمثال ذلك. فهذا كلّه نفيٌ لحقيقة الاسم.
-الاستدلال بقول الصحابة مثل - وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ".

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الثانية:
1:
بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء :
القلب هو المسئول عن الجوارح كما جاء في الأثر قال أبو هريرة: (القلب ملك الأعضاء والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبثت جنوده) ، وجاء في حديث النّعمان بن بشيرٍ المتّفق عليه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (إنّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب)، والأعمال نوعان :
-أعمال قلبية وهي قائم عليها القلب.
-أعمال الجوارح من صلاة وزكاة وصيام وأساس القيام بها إرادة القلب والنية ولذلك لا تقبل صلاة غير العاقل لأنه لا يقصد ما يقوله ويفعله والله تعالى يحاسب بما كسبت القلوب ، قال تعالى " ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم " .
وإرادة القلب تأتي من العلم بجزاءات الأعمال فمن كان على علم ويقين بالآخرة والجنة والنار ،عمل قلبه وتتبعه جوارحه بطاعة الله.
والله أعلم

2:
بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
التلازم بين العلم الصحيح والخشية :
قال تعالى : "إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء "، ففي الآية حصر الخشية من الله على العلماء وذلك لأن العلم الصحيح يوجب الخشية لله تعالى وأن الخشية تقتضي وجود العلماء ولذلك أخشى الناس الأنبياء ومن بعدهم العلماء ثم كل بحسبه.
وبذلك فسّرها السلف..فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".،وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه، وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا، وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
قال تعالى:" أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون "،وذلك :
- العالم بأسماء الله وصفاته وأفعاله عز وجل هذا موجب لخشية هذا العالم ، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني ".،ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً".، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"..
-العلم بالأحكام وما يترتب على طاعة الله من وعد بالجنة وما يترتب على المعصية من الوعيد بالنار يوجب الخشية من الله تعالى والعلماء أكثر علما .
-أن من علم الأحكام علم جازم لم تدركه الغفلة ولم يقع في المعاصي خوفا من الله تعالى فالخشية خوف مع علم وأيضا كان حريصا على ما ينفعه من طاعة الله تعالى.
-العالم العلم الصحيح يعلم أن لذة الذنب زائلة وأن ألم المعصية دائم .
والله أعلم

3:
بيّن أنواع الهدى.
أنواع الهدى:
- هدى البيان والإرشاد كما في قوله تعالى:" قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "، والبيان يكون بما تقوم به الحجة من إرسال تارسل والكتب ، قال تعالى " رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمً" ،والتذكير الذي يوعظ به المرء من أقدار مؤلمة وآيات كونية و العبر والآيات التي نراها في الآفاق وفي أنفسنا وما يرى من عقوبات المخالفين و الأمثال التي يضربها الله للناس والوصايا التي يوصي الله بها الناس وواعظ الله في قلب كل مؤمن.
- هدى التوفيق قال تعالى:"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم"، وهذا خاص بعباده المؤمنين.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1441هـ/22-03-2020م, 01:29 AM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
اجابة السؤال الأول
أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسر الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله في تفسير الوصية الأولى هي
1- الأسلوب النحو و الصرف في فائدة الحصر
2-الأسلوب العلمي في شرح معنى الهبوط و الحنين وفِي كثير من الاستشهادات
3- الأسلوب الوعظ و النصح و الارشاد في شرح {فإمّا يأتينّكم مني هدى} و في بيان نوع الهدى في واعظ الله في قلب كل مؤمن
4-استخدام المعنى اللغوي للالفاظ في الرسالة عامة
5-اُسلوب التفسير بالمأثور في تفسير معنى يأتيكم مني هدى
6-اُسلوب الفقه في الهدى و أنواعه و انواع البيان
7-الأسلوب التحليلي في تحليل الألفاظ في الوصية
أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسر الشيخ لابن تيمية رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} لابن تيمية رحمه الله.
1- التفسير بالمأثور حيث بدأ الشيخ رسالته بآيات من القران الكريم و بما ثبت في صحيح مسلم من حديث و من اقوال السلف
2- التفسير العقدي في تفسير قوله تعالى { فيغفر لمن يشاء } و في اخلاص العبادة لله
3-التفسير باستخدام المعنى اللغوي للألفاظ
4- أسلوب النحو و الصرف خاصة في تفسير
5- التفسير الفقهي المعاملات و الاحكام في إظهار او اخفاء الاعمال و في الاحكام التي يؤخذ الله بها عباده وشروط التكيف
6- تفسير في اعمال القلوب و الوعظ و الارشاد
7- التفسير التحليلي لألفاظ الاية
أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسر الشيخ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} هي :
1-أساليب مختلفة ففي اول التفسير استخدم اُسلوب النحو و الصرف في تاكيد و حصر الخشية على العلماء
2-كما استخدم الأسلوب الفقهي و القياس في حجية مفهوم الاية
3-التسلل التاريخي في ذكر الاقوال الواردة عن السلف في تفسير دلالة الاية على ان من يخشى الله و أطاعه و امتثل اوامره و اجتنب نواهيه فهو عالم انه لا يخشاه الا عالم و على نفي الخشية عن غير العلماء
4- استخدم الأسلوب الوعظ وهو عند استشهاده بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" في فضل العلماء
5- الأسلوب العقيدي عند بيانه ان العلم بتفاصيل امر الله و نهيه و التصديق الجازم بذلك و بما يترتب عليه من الوعد و الوعيد و الثواب و العقاب
6- الأسلوب العلمي في شرحه للسقوط من موضع عالٍ او في نهر مغرقٍ
7-استخدام المعنى اللغوي للالفاظ في الرسالة عامة
المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
1-من اعمال القلوب بغض الحق او اتباع الهوى وهذان العملان يؤديان يصاحبهما الى عدم سماع قول الحق و الإعراض عنه و بتالي الخسران المبين في الأخرة و ذلك يظهر في تفسير قوله تعالى ( ما كانوا يستطيعون السمع )
2-قال صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنّ الّذي يهمّ بالحسنة تكتب له، والّذي يهمّ بالسّيّئة لا تكتب عليه حتّى يعملها) فالهم يكون في القلب و يحاسب عليه او يعاقب العبد اذا ظهر اثر ذاك الهم على الجوارح بقول او فعل فتكون حينئذٍ من الاعمال التي يستحق عليها الذم و العقاب
3- بل ان اخفى العبد ماهو متضمناً بالايمان بالله و الرسول مثل الشك فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم او بغضه كان معاقبا على ما اخفى في نفسه من ذلك لانه ترك الايمان او ركن من أركانه و من ترك الايمان او ركنا من أركانه لن تسلم جوارحه من الأثر او الظلم لو على نفسه بارتكاب نقيض ما شك في نفسه من الايمان مثال تجد من شك في نفسه بعذاب الله و عقابه في الأخرة تجده يهون عليه الظلم و ارتكاب الآثام ذلك لان ليس على يقين بعذاب الله و عقابه، ولم يعمل بقول الله في الحديث ( يا عُبَّاد اني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
4- و ان مافي النفس مما يناقض محبة الله و التوكل عليه و الإخلاص له و الشكر له يعاقب العبد عليه لانها أمور واجبة تركها يؤثر على الجوارح فمن ضعف توكله على الله فقد صرف التوكل الى غير الله و من لم يخلص العمل لله وقع في الرياء وقد يقع في الشرك وصرفه عمل لله لغيره و العياذ بالله و استحق العذاب الأليم قال تعالى {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم}
5- و مما يدلنا على اثر اعمال القلوب على الجوارح ما روت عائشة رضي الله عنها مرفوعًا قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه}، فقال: (يا عائشة هذه معاتبة اللّه العبد ممّا يصيبه من النّكبة والحمّى حتّى الشّوكة والبضاعة يضعها في كمّه فيفقدها فيروع لها فيجدها في جيبه، حتّى إنّ المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التّبر الأحمر من الكير).
5- ومما يدل على تاثير أعمال القلوب على الجوارح ما جاء في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه و الذي فيه ( انما الاعمال بالنيات و انما لكل امرئ ما نوى ) و النية من اعمال القلوب و ان قصد بها ابتغاء و جه الله استحق الثواب و ان قصد غير ذلك و ان كان عمله جليلًا عظيمًا كالجهاد و تلاوة القران او طلب علم استحق من العقاب على قدر ما صرفه من النية و العمل لغير الله
6- بل جاء في حديث النّعمان بن بشيرٍ المتّفق عليه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (إنّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب) وهذا يدل ان القائد و المسؤول عن اعمال الجوارح - منها الوضوء و الاغتسال و الصلاة و افعال الحج و الطواف - هو القلب فالقلب هو الملك و الأعضاء جنود له فمتى ما صلح القلب صلحت الجنود و نجت من عذاب الأخرة و كان جزاؤها الحسنى
7- قال تعالى {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}فلم يأخذ الشرع العبد بما لم يعلمه القلب و يعقله العقل و لهذا كانت الاقوال في الشرع لا تعتبر الا من عاقل يعلم ما يقول ويقصده فإما المجنون و الطفل الذي لا يميز لأقواله غير معتبرة شرعا ولا يصح منه ايماناً و لا كفرا و لا عقد من العقود باتفاق المسلمين فلم تؤاخذ الجوارح بما لم يعقله عقل و لا قلب {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}
8- قال صلّى اللّه عليه وسلّم: (إنّ اللّه تجاوز لأمّتي عمّا حدّثت به أنفسها)هذا الحديث فيما حدثت به النفس و لم يظهر له اثر على الجوار من قول او فعل و انما هو فقط عزم قلبي فهذا قد عفى الله عنه لان ليس له تاثير من فعل او قول على الجوارح
2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
هناك تلازم بين العلم الصحيح و الخشية فقد دلت الاية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق و على نفيها عن غيرهم على اصح القولين و على نفي العلم عن غير اهل الخشية
فكلما زاد علم المرء الصحيح بالله تعالى زادت خشيته لله تعالى و كلما زادت خشية العبد لله تعالى تعالى دل ذلك لما لديه من علم صالحٍ بالله عز وجل و ذلك لدلالة صياغة " إنما " التي تقتضي تاكيد ثبوت المذكور
3: بيّن أنواع الهدى.
هدى الدلالة و الارشاد يكون بالبيان بالأنبياء و الرسل و الكتب
لقول ابو العالية الرياحي رحمه الله : (الهدى: الأنبياء والرسل والبيان). رواه ابن جرير.
و هدى التوفيق لمن اتبع هدى الله تعالى

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 رجب 1441هـ/22-03-2020م, 02:08 AM
حسن صبحي حسن صبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 213
افتراضي

السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] :
بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
1- بيان المقصد العام للآية .
2- استخدام اسلوب التفسير العلمى.
3- الأستدلال بالأدلة الشرعية .
4- السبر والتقسيم
5- بيان معانى مفردات الآية .
1- الأستدلال بالأدلة الشرعية .
2- السبر والتقسيم
3- الأستدلال بنظائر الآيات .
4- تخريج الأحاديث .
5- الترجيح بين الأقوال .
2- السبر والتقسيم
3- الأستدلال بنظائر الآيات .
4- جمع بين الأسلوب العلمى والأسلوب الحجاجى .
5- الاستدلال بعلوم اللغة.
السؤال الثاني:
المجموعة الأولى:
1-هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
هذه المسألة فيها قولان:
القول الأول : يُحاسب العبد على ما همّ به إذا كان عزمًا ، واستدلوا بقول النبى صلى الله عليه وسلم : (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النّار).
القول الثانى : لا يُحاسب العبد على ما همّ به من السيئات حتى يعمل بها ، وذلك لما الصّحيحين من حديث أبي هريرة وابن عبّاسٍ رضى الله عنهما، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (أنّ الّذي يهمّ بالحسنة تكتب له، والّذي يهمّ بالسّيّئة لا تكتب عليه حتّى يعملها).
والتّحقيق كما قال شيخ الأسلام ابن تيمية: أنّ الهمّة إذا صارت عزمًا فلا بدّ أن يقترن بها قولٌ أو فعلٌ؛ فإنّ الإرادة مع القدرة تستلزم وجود المقدور.
ولذلك لايؤاخذ العبد إلا إذا اجتمع فيه كسب القلب مع عمل الجوارح، فأمّا ما وقع في النّفس فإنّ اللّه تجاوز عنه ما لم يتكلّم به أو يعمل، وما وقع من لفظٍ أو حركةٍ بغير قصد القلب وعلمه فإنّه لا يؤاخذ به.
2-قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا) بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
قوله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}، هذه الآية فيها مسائل ثلاثة :
المسألة الأولى : دلالة هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق :
صيغة "إنما" تقتضي تأكد ثبوت المذكور (خشية العلماء لله ) بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد،وأمّا "ما": فالجمهور على أنّها كافةٌ.
المسألة الثانية : نفى الخشية عن غير العلماء على أصح القولين:
1- صيغة "إنما" تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}،وقوله: {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}، وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}، كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.
2- أن صيغة "إنما" من جعلها موصولةً فإنها تفيد الحصر أيضاً من جهةٍ أخرى، وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم .
3- الحصر في قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أن كل من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أن العالم من يخشى اللّه، وتفيد أن من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أن كل عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء .
المسألة الثالثة :نفي العلم عن غير أهل الخشية :
1- العلم له موجب وهو اتباعه ومقتضى وهو الاهتداء به، وضد العلم الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل، ، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه ، ومنه قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}.
2- أنه يسلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا، قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}.
3-بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
يستفاد من هذه الآية أن مخالفة هدى الله جلّ وعلا تعرض العبد لعقوبتين عظيمتين :
العقوبة الأولى: أن يفتتن المرء بما خالف فيه أمر الله ومنها :
1- تحبّب إليه المعصية وتزيّن في قلبه.
2 - يُشرب قلبه حب المعصية .
3- الإإزدياد فى الضلال والزيغ والبعد عن طريق الحقّ .
4- عدم الهداية لطريق النجاة.
العقوبة الثانية: أن يستحق المرء على مخالفته العذاب الأليم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 رجب 1441هـ/22-03-2020م, 02:56 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

: بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
1- الوصية
-علم والنحو والصرف كذكر لسبب ذكر الهدى بالاسم الظاهر في [ فمن تبع هداي ] وفي بيان إضافة الهدى إلي الله وذكره للطيفتان في قوله [ ولاهم يحزنون ]
-العلم بأحوال البشر وتاريخهم كقوله ان هذه الوصية تصلح لمن خوطب بها في ذلك الوقت ولمن اتى بعدهم إلى أن تطلع الشمس من مغربها
-علوم البلاغة كبيان الأسلوب البياني المحكم في قوله تعالى [ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] وبيانه للطيفة في قوله [ فلا خوف عليهم ] وأنه لم يقل سبحانه فلا يخافون
- علم السلوك ويتضح في قوله وهذا يفيدنا في منهجنا في الحياة وتعاملنا مع الأحداث وكيف نصنع فيما نبتلى به من الفتن وتقلبات الأمور
- العلم بمدلولات المفردات
- المعرفة بالسيرة النبوية واحوال الصحابة
المعرفة بمصطلح الحديث وذكره لما رواه الامام احمد والترمذي والنسائي
- علم العقيدة كبيانه لخطر مخالفة هدي الله تعالى وما يترتب عليه من عقوبة
الرسالة الثانية لابن تيمية
- المعرفة بأسباب النزول
- العلم بمطلح الحديث
- المعرفة بالناسخ والمنسوخ وذكره ما أقره السلف والخلف وذكر أقوالهم
- علم اللغة كالمعرفة بما يدل عليه لفظ ( النسخ ) و( درجة )
- علم الفقه وبيانه للاستطاعة في الشرع ومعنى النية
- علم العقيدة كحديثة عن مشيئة الله تعالى ورده على المعتزلة وعلى زعم جهم
-علم السلوك كقوله إذا ابدى العبد ما في نفسه من الشر بقول أو فعل صار من الأعمال التي يستحق عليها الذم والعقاب
- علم النحو كإعراب ( الوسع)
- علم مصلح الحديث وبيان الاحاديث الصحيحة والمرفوعة
- المعرفة بأقوال المفسرين وما جاء في المذاهب الأربعة
رسالة ابن رجب :
-علم النحو كالفرق بين ( ما )الزائدة الكافة و( ما النافية ) وإيراد أقوال النحوين فيها وايضاح القول الصحيح
- الإلمام بتفسير السلف للاية ابتداء بقول ابن عباس والتسلسل الي قول الامام احمد
- العلم بمصلح الحديث حينما بين ما هو حسن غريب وما هو يروى موقوفا
-علم السلوك ويتضح في قوله فالمؤمن يحتاج دائما في كل وقته غلي تجديد إيمانه وتقوية يقينه وطلب الزيادة في معارفه والحذر من أسباب الشك والريب والشبهة
-علم العقيدة كايراد القول الصحيح الذي عليه السلف وأئمة السنه في أنه يصح التوبة من بعض الذنوب والرد على المعتزلة
المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
لأعمال القلوب أثر بالغ على الجوارح فلقلب هو الأصل في جميع الأفعال والأقوال فما أمر الله به من الأفعال الظاهرة فلا بد فيه من معرفة القلب وقصده ، قال عليه الصلاة والسلام [ إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد الا وهي القلب فصلاحه وفساده يستلزم صلاح الجسد وفساده ، فالعبد المأمور المنهى إنما يعلم بالأمر والنهى قلبة ، ويقصد بالطاعة والامتثال القلب ، والأعمال الظاهرة كأفعال الصلاة من ركوع وسجود وافعال الحج وغيره فلابد للقلب أن يعلم بما يقوله ويقصده وإذا لم يعلم الفرد بما يقول لم يكن ذلك صادرا عن القلب بل يجرى مجرى اللغو ، فالشارع لم يرتب المؤاخذة إلا على ما يكسبه القلب من الأقوال والأفعال الظاهرة كما قال تعالى [ ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ]ولا يؤاخذ عل أقوال وأفعال لم يعلم بها القلب ولم يتعمدها وكذلك ما يحدث به المرء نفسه لم يؤاخذ منه إلا بما قاله أو فعله ، ومثال ذلك السكران فان أقواله هدر كالمجنون لا يقع بها طلاق ولا غيره لقوله تعالى [ حتى تعلموا ما تقولون ي وهذا ما دلت عليه النصوص وأقوال الصحابة .
أيضا ايمان القلب وحبه وتعظيمه لله وخوفه وإخلاص الدين له لا يتم شيء من المأمور به ظاهرا إلا بها ولو عمل اعمالا ظاهره بدون هذه كان منافقا .
2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية
إن التلازم بينهما يكون من وجوه :
1- أن العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته كالكبرياء والجبروت والعزة وغيرهما فإن ذلك يوجب خشيته سبحانه وعدم العلم بها يستلزم عدم الخشية وبهذا فسر ابن عباس الاية فقال [ يريد إنما يخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني ]ويشهد لهذا قوله عليه الصلاة والسلام [ إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية ] فالعلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته هو أصل العلم النافع الذي يمنع العبد من ارتكاب نهية والتفريط في أمره
2- أن العلم بتفاصيل أمر الله عزوجل ونهيه والتصديق الجازم بذلك واستحضار ما يترتب عليه من ثواب وعقاب واستحضار مراقبة الله ومقته للذنب وحضور الملائكة الكاتبين ، كل هذا يوجب الخشية والغفلة عن هذا يوقع في المعصية وكما في الأثر [ الإيمان يزيد وينقص ]فيزيد بتذكر الله وتوحيد وينقص بالغفلة والإعراض
3- أن تصور حقيقة المحبوب توجب طلبه وتصور حقيقة المخوف توجب الهرب منه فإذا أخبر بما هو محبوب أو مكروه له ولم يكذب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بأمور أخرى ن تصور ما أخبر به فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب
ان كثيرا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح فجهله هذا هو الذي جراه على الوقوع في الذنوب ولو كان عالما بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشية من عقابه
4- أن كل من علم علما تاما جازما بأن فعل شيء يضره ضررا راجحا لم يفعله فإن هذا خاصة العاقل فأكثر ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررا راجحا أو الظن أنها تنفعهم نفعا راجحا قال تعالى [ أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا]
5- أن لذات الذنوب لا نسبة لها إلي ما فيها من المفاسد والاحزان ولهذا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها وقد قيل [ من عقوبة الذنب الذنب بعده ] كما ان المذنب وإن عفي عنه فإنه يفوته اجر المحسنين
3: بيّن أنواع الهدى
الهدى هو البيان والإرشاد وهدى الله على أنواع وهي :
1- البيان الذي يقوم به الحجة وهو أجل الأنواع وأعظمها وهو البيان بالرسل والكتب وقد تكفل الله ببيانه للناس لتقوم به الحجة قال تعالى [ إن علينا بيانه ] وهذا هو هدى الدلالة والإرشاد وهو البيان الذي تقوم به الحجة ويستحق العقاب من خالفه
2- التذكير الذي يوعظ به المرء ومنه التذكير بالقران والسنة والتذكير بالايات الكونية قال ابن تيمية [ التذكر اسم جامع لكل ما أمر الله بتذكره ]
3- ومن البيان العبر والايات التي يراها المرء في الافاق وفي نفسه وما يشاهد من عقوبة المخالفين لهدي الله تعالى
4- ومن البيان الأمثال التي يضربها الله للناس فمن عقلها تبين له الهدى وانتفع بها قال تعالى [ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ]
5- ومن البيان الوصايا التي يوصي الله بها قال تعالى [ ذلكم و صاكم به لعلكم تذكرون ]
6- ومنه واعظ الله في قلب كل مؤمن والذي يذكره بعاقبة المعصية فيتركها حياء من الله وهو تذكير من الله لعبد المؤمن وهومن أنواع الهدى التي يهبها الله لعباده

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 رجب 1441هـ/22-03-2020م, 06:14 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
الإجابة :
الرسالة الأولى :
1- بيان مقصد الآية من الوصية باتباع الهدى .
2- تتبع مسائل الآية .
3- الوقفات التدبرية واستخراج الفوائد من بعض ألفاظ الآية .
4- الاستشهاد بنظائر الآية .
5- التقسيم والتشجير لبعض المسائل .
6- تخريج الأحاديث .
7- الاهتمام باللفتات البلاغية وأثرها على المعنى .
الرسالة الثانية :
1- بيان سبب نزول الآية .
2- ذكر أسانيد الآثار .
3- ذكر الخلاف في المسألة مع الترجيح .
4- التفصيل في سبب الترجيح .
5- إنشاء الأسئلة المنطقية والرد عليها .
6- جمع نظائر الشاهد من الآيات .
7- حسن التقسيم .
الرسالة الثالثة :
1- جمع الأقوال وبيان من قال بها وأدلة كل فريق .
2- استخراج الفوائد من الآية
3- الاهتمام باللغة وأقوال النحاة لبيان المعنى .
4- حسن التقسيم .
5- حسن الاستشهاد .
6- الترجيح .
7- ذكر نظائر الآية .

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
الإجابة :
همّ العبد أنواع :
1- الهمّ بالكفر وبغض الرسول وبغض ما جاء به ، يحاسب عليه وهو كفر موعود بالعذاب ، إلا إذا كان وسواسا والعبد يكرهه فهذا صريح الإيمان كما هو مصرّح به في الصحيح .
2- همّ المؤمن الذي لم يرتب بالحسنة وكان من عادته عمل الحسنات فإنه يؤجر عليها كما هو في الصّحيحين من حديث أبي هريرة وابن عبّاسٍ وروي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنّ الّذي يهمّ بالحسنة تكتب له، والّذي يهمّ بالسّيّئة لا تكتب عليه حتّى يعملها) .
3- همّ المؤمن الذي لم يرتب بالسيئة لا يحاسب عليها ما لم يعملها ، كما في الحديث السابق .


2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
الإجابة :
المسألة الأولى :
دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق . وهذا منطوق الآية التي جاءت بأسلوب الحصر بـ ( إنما ) الذي يفيد تأكيد ثبوت المذكور بعدها ، فحصر حدوث الخشية على العلماء من جملة العباد .
المسألة الثانية :
دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء . وهذا مأخوذ من صيغة ( إنما ) والجمهور على أن دخول ( ما ) على ( إن ) يفيد الحصر ، وهذا هو الصحيح وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس .
وقد اختلف العلماء هل أخذت دلالة النفي – نفي الخشية عن غير العلماء – بطريق المنطوق أم المفهوم .
فالأول على أن دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء ، وهو وقول أبي حامد وأبي الطيب من الشافعية والجرجاني من الحنفية .
والقول الثاني أن النفي بطريق المفهوم ، وهو قول كثير من الحنفية والمتكلمين .
وحدث خلاف آخر على دلالتها على النفي هل هو بطريق النص أم الظاهر ؟
فقالت طائفة : إنما تدل على الحصر ظاهرا ، حكاه الآمدي عن أبي بكر والغزالي وغيرهم من الفقهاء .
والقول الثاني : وهو ظاهر كلام كثير من العلماء أن دلالتها على النفي والإثبات كليهما بطريق النص ؛ لأنهم جعلوا ( إنما ) كالمستثنى والمستثنى منه سواء ، وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفي ومن النفي إثبات نصا لا محلا .
المسألة الثالثة :
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية . وهذا من جهة الحصر أيضا ، فإن الحصر قد يكون في الطرفين فيحصر الأول في الثاني ويحصر الثاني في الأول فيكونان متلازمان وقد ذكره أبو العباس ابن تيمية رحمه الله حيث قال: وكذلك الحصر في هذه الآية أعني قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} فتقتضي أن كل من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أن العالم من يخشى اللّه، وبيان الحصر الذي ذكره الشيخ - رحمه اللّه - في هذه الآيات أنّ قوله: {إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب} فيه الحصر من الطرفين، فإن اقتضى أن إنذاره مختصٌّ بمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فإن هذا هو المختصّ بقبول الإنذار، والانتفاع به فلذلك نفى الإنذار عن غيره، والقرآن مملوء بأنّ الإنذار إنما هو للعاقل له خاصةً .

3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
الإجابة :
مخالفة هدى الله جل وعلا فيه خطر من عقوبتين عظيمتين :
العقوبة الأولى : أن يفتتن بما خالف فيه ، فيُشرب حب هذه المعصية وتُزيّن في قلبه ، فيزداد ضلالا وزيغا وبعدا عن طريق الحق بقدر ما اكتسب من إثم المخالفة ، أو تسلط عليه فتنة في دينه لا يهتدي فيها لطريق النجاة .
العقوبة الثانية : أن يعذب على مخالفته عذابا أليما .
وقد دل على هاتين العقوبتين قوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) .
فقد يقدم الإنسان على معصية وليس له بها تعلق كبير ، ولو أنه تركها في البداية لأُثيب على الترك لله بأنواع من الثواب ، لكنه أصرّ وأعرض عن هدى الله فافتتن بها ، فعاودها حتى تعلق قلبه به وعسر عليه التخلص منها .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 شعبان 1441هـ/25-03-2020م, 02:18 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من الرسائل التفسيرية (2)


المجموعة الأولى:
1: محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: وخلاصة الأمر أن الهمّة إذا صارت عزما حوسب العبد عليها، ولو لم يقدر على إنفاذ ما عزم عليه.
ج3: يراجع جواب الأستاذ حسن صبحي لزيادة الفائدة.


2: حسن صبحي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أين يوجد السبر والتقسيم في الرسائل الثلاث؟
ج2: أحسنت، وفي المسألة الثالثة نحتاج لإثباتها من خلال التركيب اللغوي للآية، ولعلك قصدته في النقطة الثالثة في بيان المسألة الثانية، ويراجع في ذلك جواب الأستاذ محمد العبد اللطيف.


3: خليل عبد الرحمن ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: السؤال عن المحاسبة على الهمّ بالسيئات، ولا يصحّ أن يقال همّ بالكفر أو همّ بالبغض، لأن الهمّ هو أول الفعل، والكفر والبغض مشاعر واعتقادات قلبية، إلا إذا كان المقصود أفعال تصدّقها.
ج2: في المسألة الأولى دلّت الآية على إثبات الخشية للعلماء لأن "إن" تفيد التوكيد، و"ما" كافّة، فالمعنى: إن العلماء يخشون الله، فلا يدخل في إثبات هذه المسألة أسلوب الحصر.



المجموعة الثانية:
4: منى حامد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.




5: ميمونة التيجاني ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: ذكرتِ في النقطة الثامنة أن ما حدّثت به النفس عزم قلبي لا يؤاخذ العبد عليه، وهذا خطأ، فحديث النفس ليس عزما أبدا، والعزم هو البداية الحقيقية للفعل، والعبد مؤاخذ على ما عزم عليه، حتى لو لم يقدر على إنفاذه.
ج2: السؤال عن التلازم بين العلم والخشية، يعني لماذا كان العلم موجبا لخشية الله، وليس السؤال عن الدلالة اللغوية للآية على ذلك، وقد أفرد ابن رجب لهذه المسألة جزءا كبيرا من رسالته فليراجع.
ج3: الجواب مختصر.


6: مها عبد العزيز أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 شعبان 1441هـ/1-04-2020م, 07:35 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني

السؤال الأوّل: بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.

تنوعت أدوات التحرير في أيدي المفسرون بارك الله فيهم، ففي الوصية الأولى أخذت الرسالة الأسلوب الوعظي، واستعمل المفسر حفظه الله في كتابته للرسالة أقوال المفسرون، مثل ابن جرير رحمه الله عند بيانه المراد بالمخاطب في الآية، وفسر القرآن بالقرآن، وإدراجه للآيات التي تعضد تفسير الآية الكريمة، واستخدم اللغة العربية في بيان عود الضمير في الآية الكريمة، والإشارة إلى أسلوب الحصر في موضع آخر، وبيان المعاني للمفردات القرآنية، وفسر الآية بالسنة، واستدل بحديث الرسول على أن من بيان الهدى واعظ الله في قلب كل مؤمن، ولقد استعمل المفسر الأساليب البيانية عندما فسر قوله تعالى:" فلا خوف...."، وذكر اللطائف اللغوية في "لا خوف:، "ولا هم يحزنون".
وعند الانتقال إلى الرسالة الثانية لابن تيمية رحمه الله، نجد أن عند تفسير الآية: " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوع يحاسبكم به الله"، نجد أن في مستهل رسالته، ذكر أسباب النزول، وهو مبحث من مباحث علوم القرآن، واستدل بالسنة النبوية، في ذكر أسباب النزول، ثم ذكر الخلاف الذي وقع بين السلف فيما إذا كانت هذه الآية منسوخة أو لا، ثم ذكر فصل الخطاب، أي أنه رجح بين الأقوال، بذكر أن استعمال لفظ النسخ عند المتأخرين مختلف عن المتقدمين، ودلل على ذلك بآيات من القرآن فسرها السلف على العموم والإطلاق، ثم شرع المفسر رحمه الله في بيان هل يحاسب الله عباده عن حديث النفس، فهي من القضايا التي يستدل إلى حكمها بالاستنباط من الأدلة، وشرع في بيان المعاني، وبيان ان الخطاب كان على لغة العرب، وذكر الأقوال للفرق الأخرى كالمعتزلة في مسائل القدر، واستعمل المسائل العقائدية التي تتعلق بسابق علم الله، ومن عِلم الله بما فعله العبد، وعلمه أنه في استطاعته، وما لم يستطعه عليه العبد، وسابق علمه بأنه لن يستطيع، وهو في معرض تفسيره قد يذكر الأحكام الفقهية التي تظهر من تفسيره للآية.
وعند الحديث عن رسالة ابن رجب الحنبلي، نجد أن تفسيره في للآية ظهر فيها استعماله للغة العربية في ترجيحه للأقوال، وأنه ذكر أقوال السلف، والترجيح بين الأقوال من خلال علوم اللغة، وفسر الآية من خلال القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة، وأقوال السلف.


السؤال الثاني: :

المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
نعم يحاسب الله بما في النفوس، ولكنه لا يعاقب على حديث النفس العارض والوسوسة، إلا إذا اقترن العزم بالقول والفعل، فيعاقب العبد على الجوارح، ودليل المحاسبة من قوله تعالى: "إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"، ويحاسبكم؛ ذكر ابن عباس أنه بمعنى يخبركم، فيخبر أهل الإيمان بما حدثوا به أنفسهم، وأما أهل الشرك والريب؛ فيخبرهم بتكذيبهم بآيات الله ورسوله، ودليل أن الله تعالى عفا عن حديث النفس،ما لم يتبعه قول أو فعل؛ ورد من السنة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تجاوز عن أمتي عما حدثت به نفسها"، وهناك أيضا، الحديث الوارد عن العبد الذي يحاسبه الله تعالى وقد أسدل حجابه، فلم يسمع أحد من الخلائق من حديثهم شيئا، ثم جعله الله تعالى يقرأ كتابه، ثم عفا عنه، وعفو وكرم الله كان أوضح في تفسير قوله تعالى:" فمن اتبع هداي"، في بيان مقصد الهدى، وذلك لأن الله جعل على كل قلب مؤمن واعظ، كما في الحديث: " واعظ الله في قلب كل مسلم، ذلك الواعظ، الذي هو أوامر الله ونواهيه؛ الذي يذكر المؤمن بما يجب عليه فعله وما يجب عليه تركه‘ فإذا حدثته نفسه بعمل سيئة، ولم يفعلها لم تكتب عليه، أمر الله الملائكة أن تكتبها له حسنة، لأنه تركها استحياء من الله. خلاصة القول أن العفو عن حديث النفس، وليس العفو عن العزم.

2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.

أما الأول: فإن صيغة " إنما"، تقتضي التأكيد وتثبيت ما ذكر، لأن "إن" تفيد الخصوصية والتأكيد، وبينما "ما" فأجمع الجمهور على أنها كافة، ثم ذكر أقوال النحاة على أن "ما" هي زائدة وإذا دخلت على أخوات إن ؛ أن، ليت ولعل وكأن، تكفها عن العمل، وهنا إن مختصة بالإسم، فإذا دخلت عليها ما، كفت عملها وصارت تدخل الجملة الإسمية والجملة الفعلية، وذكر قول بعضهم بأن ما نزلت بلغة أهل الحجاز زمشابهتها في عمل ليس، وهناك من ذهب إلى أن ما مع هذه الحروف تفيد اسم مبهم يفيد التفخيم، ولقد أبطل هذا القول، فهي ما زائدة كافة لا نافية، وما الموصولة بمعنى الذي يخشى الله هم العلماء؛ والعلماء هنا خبر والعائد المستتر في يخشى.

أما الدلالة الثانية في نفي الخشية عن غير العلماء، إذا دخلت "ما" الكافة على "إن"، أفادت الحصر، وهذا الذي ذهب عليه أكثر العلماء، وختلفوا في دلالتها على النفي ، هل هي عن طريق المنطوق أم المفهوم؟ هناك من قال دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء كالغزالي، وهناك من قال أن دلالتها على المفهوم كالحنفية، وهو من المفهوم ظاهرا وليس نصا،وأن ورودها يفيد الحصر وهو الصواب، ودلالتها عليه معلوم بالضطرار من لغة العرب، مثل معاني الشرط والاستفهام والنهي، مثل قوله تعالى: إنما إلهكم إله واحد" فهي سيقت لنفي الشرك وإبطال الألوهية إلا الله، وأن "ما" الكافة بدخولها على الحروف، قد تثبت معنى زائدا مثل الباء الزائدة، فهي تفيد التقليل، وعندما تدخل على "الكاف" تفيد التعليل، وإذا دخلت على "إن" تفيد تقوية المعنى، وهناك أيضا استعمالها في الحصر، فصارت حقيقة عرفية، ومن المعلوم أن الكلام الخبري إما إثبات وإما نفي، وفي هذه الحالة فإن أدوات النفي تدل على انتفاء الإسم بانتفاء مسماه، وهو يظهر باقترانه بالقرائن اللفظية أو المجازية، وإذا كانت بمعنى الذي، فهي تفيد أيضا الحصر، فإن الموصول يقتضي العموم لتعريفه.

أما الدلالة الثالثة: وهي نفي العلم من غير أهل الخشبية، فنجد اللغة لها اليد الطولى في تفسير الآية، فالحصر المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهنا حصر الخشية في العلماء، وقد يكون الحصر من طرفين وهما متلازمين، كقوله تعالى:" إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب" ، فاتباع الذكر وخشية الله بالغيب؛ متلازمين، وعلى هذا فكل من خشي الله هو عالم.

3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
أقام الله الحجة على عباده بإرساله الرسل والكتب، ولقد تكفل الله بهذا، قال تعالى: " إن علينا للهدى"، وقال تعالى:" وإن علينا بيانه"، ثم أنذر من يخالف أوامره، حيث أن معرض لنوعين من العقوبة:
العقوبة الأولى: أن يفتتن بما خالف فيه، وتحبب إليه المعصية، ويتشربها قلبه؛ كما قال تعالى: "وأشربوا في قلبوبهم العجل بكفرهم" في حق بني إسرائيل.
العقوبة الثانية: العقاب، أي العذاب الشديد على مخالفته، وذلك مصداق قوله تعالى: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم".

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 شعبان 1441هـ/2-04-2020م, 09:32 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


رشا نصر أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وأوصيك بمراجعة كلام ابن تيمية في مسألة مؤاخذة العبد بالهمة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 رمضان 1441هـ/23-04-2020م, 07:34 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

السؤال الأوّل:
بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.

أولاً: تفسير الوصيّة الأولى:
-وضوح العبارة وسهولتها: {قلنا اهبطوا} مثال:(القائل هو الله تعالى، والضمير إذا عاد إلى مفرد وصيغ بصيغة الجمع فهو للتعظيم.)
-العناية بربط التفسير بالفوائد، كقوله: (والخطاب: لآدم وحواء وإبليس، وهذا أمر كونيّ قدّره الله على آدم وزوجه فسرى أثره على ذريّتهما من بعدهما، وسيبقى أثره إلى آخر يوم من أيام الحياة الدنيا.وقد زوّدهم الله عند هبوطهم بهذه -الوصيّة العظيمة التي تصلح لمن خوطب بها في ذلك الوقت، ولمن أتى بعدهم إلى أن تطلع الشمس من مغربها.)
-بالاستشهاد بأقوال المفسرين كقوله: قال ابن جرير رحمه الله: (وذلك وإن كان خطابًا من اللّه جلّ ذكره لمن أهبط حينئذ من السّماء إلى الأرض، فهو سنّة اللّه في جميع خلقه)ا.هـ.
-العناية بإبراز دلالة الألفاظ الوعظية: (ولفظ الهبوط له أثر لا يخفى على النفس المؤمنة والقلوب المخبتة؛ فتحنّ إلى ما كان عليه الأبوان من القرب والتكريم، والعيش الكريم، والسلامة من الأنكاد واللأواء،فتحنّ إليها كما يحنّ الفرع إلى أصله، والمرء إلى أهله)
-الاستشهاد بالأبيات الشعرية: (كما قال ابن القيّم رحمه الله تعالى:
فحي على جنـات عـدن فإنـهـا ... منازلك الأولى وفيها المخيــــم
ولكننا سبى العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننـــا ونســـلــــــــــم
-الاستشهاد بالآيات القرآنية : (فيقوده حرصه إلى الأخذ بما أخذ به أبواه من أسباب النجاة بالتوبة إلى الله، والإقرار بالذنب، وطلب العفو والمغفرة والهداية {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة}.{يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة}).
--الاستشهاد بالسنة: (بمعنى أنّهم لن يصيبهم ما يضرّهم؛ فكلّ ما يصيبهم فهو خير لهم؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عجبا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إنْ أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له، وإنْ أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له».)
-الاستشهاد بأقوال السلف:( وهدى الله على أنواع؛ كما قال أبو العالية الرياحي رحمه الله: (الهدى: الأنبياء والرسل والبيان))
-الربط بين معاني الآيات بنظائرها تحت معنى أو موضوع جامع ( تفسير البيان وأنواعه)
-استعمال اسلوب الترغيب والترهيب: (فضمن لمن اتّبع هداه أن لا يضلّ عن الصراط المستقيم، ولا يشقى في الدنيا ولا في الآخرة وكلما كان المرء أعظم حظا ونصيبا من هدى الله كان أبعد عن درك الشقاء، وأسلم من شرّته وآثاره) هذا ترغيب، والترهيب: (فمن خالف الهدى بعدما تبيّن له فهو على خطر من عقوبتين عظيمتين:العقوبة الأولى: أن يفتتن بما خالف فيه؛ فتحبّب إليه المعصية وتزيّن في قلبه، ويشرب حبّها؛ فيزداد ضلالاً وزيغاً ويبتعد عن طريق الحقّ بقدر ما اكتسب من إثم المخالفة، أو تسلّط عليه فتنة لا يهتدي فيها لطريق النجاة.والعقوبة الثانية: أن يعذّب على مخالفته عذاباً أليماً)
-العناية بالدلالات البلاغية:({فمن تبع هداي} أعاد ذكر الهدى بالاسم الظاهر دون الضمير مع قربه؛ تعظيماً لشأنه وتنويهاً بظهوره، فلم يقل: (فمن تبعه) ؛ بل ذكره في جواب الشرط بالاسم الظاهر)
-العناية بالمعاني البيانية وبمعاني الحروف:({فلا} الفاء هنا تفيد أن النتيجة سريعة الاقتضاء لمن امتثل شرطها، وهي بشرى عاجلة لمن يتّبع الهدى؛ بالسلامة مما يضرّه)
-ضرب الأمثلة لتقريب المعنى: (وهذا كما يأتي إليك الفَزِع من شيء يخافه فتقول له: لا خوف عليك؛ أي أنت في مأمن مما تخافه).

ثانياً: تفسير قول الله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...}.
-العناية بالتحرير العلمي وإسناد الأقوال إلى قائليها كقوله: (قال كثيرٌ من السّلف والخلف: إنّها منسوخةٌ بقوله: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها} كما نقل ذلك عن ابن مسعودٍ وأبي هريرة وابن عمر وابن عبّاسٍ في روايةٍ عنه والحسن والشّعبيّ وابن سيرين وسعيد بن جبيرٍ وقتادة وعطاءٍ الخراسانيّ والسدي ومحمّد بن كعبٍ ومقاتلٍ والكلبيّ وابن زيدٍ.)
-العناية بتحرير الأقوال وايراد الخلاف بحصر الأقوال ثم توجيهها، ثم الجمع بينها،كقوله: (ونقل عن آخرين أنّها ليست منسوخةً بل هي ثابتةٌ في المحاسبة على العموم فيأخذ من يشاء ويغفر لمن يشاء، كما نقل ذلك عن ابن عمر والحسن واختاره أبو سليمان الدّمشقيّ والقاضي أبو يعلى وقالوا: هذا خبرٌ والأخبار لا تنسخ.)، وقوله:(فإنّ قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم} الآية إنّما تدلّ على أنّ اللّه يحاسب بما في النّفوس لا على أنّه يعاقب على كلّ ما في النّفوس.)، ( وبهذا التّفصيل تزول شبهٌ كثيرةٌ ويحصل الجمع بين النّصوص فإنّها كلّها متّفقةٌ على ذلك)
-حشد الأمثلة لتعزيز المعنى: (لفظ " النّسخ " مجملٌ، فالسّلف كانوا يستعملونه فيما يظنّ دلالة الآية عليه من عمومٍ أو إطلاقٍ أو غير ذلك، كما قال من قال: إنّ قوله: {اتّقوا اللّه حقّ تقاته} و{وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده} نسخ بقوله: {فاتّقوا اللّه ما استطعتم})
-العناية ببيان العقائد الصحيحة والرد على أهل الضلال بالأدلة ومناقشة أقوالهم بما يقضي بطلانها، مثل الرد على الأشاعرة ومناقشتهم في إنكار الحكمة:(قوله: {لمن يشاء} يقتضي أنّ الأمر إليه في المغفرة والعذاب لا إلى غيره، ولا يقتضي أنّه يغفر ويعذّب بلا حكمةٍ ولا عدلٍ كما قد يظنّه من يظنّه من النّاس، حتّى يجوّزوا أنّه يعذّب على الأمر اليسير من السّيّئات مع كثرة الحسنات وعِظمها،)، ( وإذا قيل: فيلزم أن يكون قادرًا على تغيير علم اللّه لأنّ اللّه علم أنّه لا يفعل فإذا قدر على الفعل قدر على تغيير علم اللّه، قيل: هذه مغلطةٌ؛)
-الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث وأقوال السلف والشواهد الشعرية، وأقوال أهل اللغة:
مثال على استشهاده بالآيات: (وإن كان قصده رياء النّاس استحقّ العقاب، كما قال تعالى: {فويلٌ للمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون * الّذين هم يراءون})
وبالسنة: (عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (إذا أراد اللّه بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدّنيا وإذا أراد بعبده الشّرّ أمسك عنه العقوبة بذنبه حتّى يوافيه بها يوم القيامة)
وبقول السلف:(دلّت هذه الآية على أنّه سبحانه يحاسب بما في النّفوس، وقد قال عمر: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.)
والشعر:
قول أهل اللغة: قال ابن الأنباريّ في قوله:({ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به} أي لا تحمّلنا ما يثقل علينا أداؤه وإن كنّا مطيقين له على تجشّمٍ وتحمّلٍ مكروهٍ.)

ثالثاً: رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
-الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث وأقوال السلف والشواهد الشعرية:
مثال على استشهاده بالآيات: ولهذا كان الشيطان يزيّن السيئات ويأمر بها، ويذكر ما فيها من المحاسن التي يظنّ أنها منافع لا مضارّ كما أخبر اللّه عنه في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى ))
وبالسنة: العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.-ثم قال-
ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً".
وبقول السلف: العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني ".
والشعر، قوله: وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
فواعجبًا كيف يُعصى الإله ....... أم كيف يجحده الجاحد
وللّه في كلّ تحريكةٍ ....... وتسكينةٍ أبدًا شاهد
وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ ....... تدل على أنه واحد
-استشهاده بأقوال النحويين : (قال جمهور النحاة: هي الزائدة التي تدخل على إنّ وأنّ وليت ولعلّ وكأن فتكفها عن العمل)
-العناية بالدلالات اللغوية والتوسع فيها وكذلك البلاغية: كقوله ( فإنّ صيغة "إنما" تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد).
-ذكر النظائر: ( وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.
ويقال أيضًا: إنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل كما قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}.)
-العناية بذكر الأقوال والجمع بينها: (على الوجه الأول يستلزم الخشية العلم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف، كما تقدّم.
وعلى الوجوه الأخر تكون الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره.ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام وخواصّ الصديقين )
-الأسلوب الوعظي: (وهذا بابٌ واسعٌ جدًّا، والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى، كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة)
-العناية بالنكات : (وهاهنا نكتةٌ حسنةٌ، وهي أنّ قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} قد عُلم أنه يقتضي ثبوت الخشية للعلماء، لكن هل يقتضي ثبوتها لجنس العلماء، كما يقال: إنما يحج المسلمون، أو: لا يحج إلا مسلم، فيقتضي ثبوت الحجّ لجنس المسلمين لا لكلّ فرد فردٍ منهم، أو يقتضي ثبوت الخشية لكلّ واحدٍ من العلماء؟
هذا الثاني هو الصّحيح، وتقريره من جهتين..)
-الاعتماد على الدلالات الأصولية: (وأمّا من قال: إنّ الاستثناء ليس لإثبات النقيض بل لرفع الحكم إما مطلقًا أو في الاستثناء من الإثبات وحده كما يذكر عن الحنفية وجعلوه من باب المفهوم الذي ينفونه، فهو يقول ذلك في "إنّما" بطريق الأولى، فظهر بهذا أنّ المخالف في إفادتها الحصر هو من القائلين بأنّ دلالتها على النفيّ بالمفهوم وهم قسمان,,)
المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟

قال النبى صلى الله عليه وسلم : (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النّار)، وقال عليه الصلاة والسلام ( (أنّ الّذي يهمّ بالحسنة تكتب له، والّذي يهمّ بالسّيّئة لا تكتب عليه حتّى يعملها)، وعليه فإن الذي يهم بعمل لا يحاسب به إلا إذا صار عزماً واقترن به قولٌ أو فعل فإذا اجتمع فيه كسب القلب مع عمل الجوارح يؤاخذ به العبد وهو معنى حديث (إذا التقى المسلمان بسيفيهما..)
2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.

أولاً إثبات الخشية للعلماء:
دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء بصيغة (إنما) لأن (إنّ) تفيد التوكيد، و(ما) كافة وزائدة، وهذا يقتضي تأكد ثبوت الخشية لهم لأن العلماء متفقون على دلالة الصيغة التأكيدية
وأما نفي الخشية عن غير العلماء:
من صيغة (إنما) أيضاً، وذلك بدخول ما على إن وهذا يفيد الحصر، فيخرج غير العلماء من الحكم وهو هنا الخشية، فدل على أن غير العلماء لا خشية لهم
نفي العلم عن غير أهل الخشية:
هو أيضاً من خلال صيغة (إنما) التي تفيد الحصر، والحصر كما أفاد نفي الخشية عن غير العلماء بحيث حصر الأول في الثاني، وفي هذا الحصر أيضاُ حصر الطرفين فيحصر الثاني في الأول، فكما يفيد أن الخشية منفية عن غير أهل العلم فيفيد أن العلم منفي عن غير أهل الخشية، ويؤيد هذا أقوال السلف:
عن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا، وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: "من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك، وما حكم من لم يؤمن بك".
ويشهد له قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون).
ويبين ذلك من عدة وجوه:
أن العلم بالله تعالى وبأسمائه وماله من صفات الجلال، يوجب خشيته فمن لم يعلم بذلك لم يخش كخشية من علم.ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا".
ذلك إذا جهل أوامره ونواهيه وحكمه وأحكامه وقدره، كيف يتأتى له خشية؟ لأن الخشية سببها العلم بتلك الأمور وهي التي تكون تلك الخشية، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا أعلمكم بالله وأخشاكم منه)، لأن العلم ينور بصيرته ويرقق قلبه ويقربه إلى الله ويرى بنور الله ومن جهل وعده ووعيده وتفاصيل ثوابه وعقابه لن يخشى الله أيضا، ولو علمها بتفاصيلها لأورثه ذلك خشية،
أن من علم علماً جازماً بعاقبة أمرِ ما وضرر ما فيه، انصرف عنه ولم يعمله وهذا هو تصرف العقلاء وهو أثر العلم، ولذا فأصل ما يوقع في السيئات هو الجهل
و من الناس من يعرف الحرام لكن تغلبه هواه لأنه لا يملك علماً أقوى من ذلك الهوى فيتغلب عليه الهوى ويقع في الذنب، لما ينقصه من معرفة مقدار عظمة ذلك الذنب وجهل عظمة من عصى وتفاصيل العاقبة فيقع في المحذور بجهله وقلة علمه، وبهذا يكون فقد العلم مستلزماً لفقد الخشية، فهما متلازمين كالسبب للمسبب وكعلاقة العمل الباطن القلبي للعمل الظاهر لا يمكن إيجاد أحدهما بدون أثر الآخر.
3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
من خالف هدى الله تعالى فهو على خطر وستحلقه عقوبتين عظيمتين:
لأولى: الفتنة بأن يفتتن بما خالف فيه؛ فيحب المعصية وتزيّن في قلبه، ويشرب حبّها؛ فيزداد ضلالاً وزيغاً ويبتعد عن طريق الحقّ بقدر ما اكتسب من إثم المخالفة، أو تسلّط عليه فتنة لا يهتدي فيها لطريق النجاة.
والعقوبة الثانية: أن يعذّب على مخالفته عذاباً أليماً، ويبين هذا قول الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 5 رمضان 1441هـ/27-04-2020م, 11:58 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


آسية أحمد أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 ذو الحجة 1441هـ/7-08-2020م, 01:21 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
تفسير الوصية الأولى لعبد العزيز الداخل حفظه الله.
- ذكر مضمون الآية اجمالا ثم التفصيل.
- تبيين الضمائر ومرجعها.
- استعمال الشعر .
- معاني الكلمات.
- بيان نوع الاسلوب من ترغيب أو ترهيب .
- استخراج القواعد العامة.
- الاهتمام بالأمثال.
- بيان مقاصد الآيات.
- الاستفادة من كلام الله وتطبيقه في الحياة.
- التفسير بالحديث
- نقل أقوال العلماء.
- بيان اللطائف.
- الاستدلال بالآيات ( التفسير القرآني ).
تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} لابن تيمية رحمه الله.
- اسباب النزول.
- الناسخ والمنسوخ.
- القواعد الأصولية من الدلالات ومناط الحكم..
- استعمال المنطق والرد على الفرق الضالة.
- استعمال اسلوب السؤال ثم اتباعه بالاجابة.وهو اسلوب علمي مثمر.
- ايراد مسائل عقدية. والتفصيل فيها
- استنباط المسائل.
- الجمع بين النّصوص.
- التفسير بالقرآ ن والسنة.
- الاستفاضة في الرد على المخالف بالأدلة القاطعة والنصوص المفحمة.
تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لابن رجب الحنبلي رحمه الله.
- دلالة الآية عامة ثم التفصيل .
- الحكم العام للآية ثم الاستدلال على الحكم من الآية حكما حكما.
- الدلالة العميقة للحروف في لغة العرب.
- الاستنباط الدقيق .
- دلالة المفهوم والمنطوق .
- بيان اللوازم والمقتضيات الداخلة في الآية.
- حشد الأدلة على الآية الدالة على ما يوافقها .
- علوم الآية ومايتعلق بها.
- التفسير باقوال السلف.
السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
أعمال القلوب نوعان:
النوع الأول: عملٌ ظاهرٌ على الجوارح، وهو لا يكون إلّا بعلم القلب وإرادته فالقلب هو الأصل فيه، كالوضوء وأفعال الصّلاة من القيام والرّكوع والسّجود وأفعال الحجّ من الوقوف والطّواف، وإن كانت أقوالًا فالقلب أخصّ بها فلا بدّ أن يعلم القلب وجود ما يقوله أو بما يقول ويقصده.
ولهذا كانت الأقوال في الشّرع لا تعتبر إلّا من عاقلٍ يعلم ما يقول ويقصده والقلب هو الملك الّذي تصدر الأقوال والأفعال عنه، والشّارع لم يرتّب المؤاخذة إلّا على ما يكسبه القلب من الأقوال والأفعال الظّاهرة كما قال: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم.

النّوع الثّاني: ما يكون باطنًا في القلب، كالإخلاص والإيمان والتّوكّل والخوف ، هذا النّوع تعلّقه بالقلب ظاهرٌ ، وهذا النّوع هو أصل النّوع الأوّل وهو أبلغ في الخير والشّرّ من الأوّل فلا يتمّ شيءٌ من المأمور به ظاهرًا إلّا بها، ولو خلت الأعمال منه كان صاحبها منافقًا ، وهي أشرف من فروعها قال تعالى: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم} .
فالّذي عليه السّلف والأئمّة أنّه لا بدّ من ظهور ما في القلب على الجوارح، فمن قال إنّه يصدّق الرّسول ويحبّه ويعظّمه بقلبه ولم يتكلّم قطّ بالإسلام ولا فعل شيئًا من واجباته بلا خوفٍ فهذا لا يكون مؤمنًا في الباطن؛ وإنّما هو كافرٌ. وذلك أنّ الجسد تابعٌ للقلب فلا يستقرّ شيءٌ في القلب إلّا ظهر موجبه ومقتضاه على البدن.
وكذلك المعاصي التي تستلزم كفر الباطن أشد و أقبح.
والخلاصة:
القلب هو الأصل في جميع الأفعال والأقوال، فما أمر اللّه به من الأفعال الظّاهرة فلا بدّ فيه من معرفة القلب وقصده وما أمر به من الأقوال.
والمنهيّ عنه من الأقوال والأفعال إنّما يعاقب عليه إذا كان بقصد القلب، وأمّا ثبوت بعض الأحكام كضمان النّفوس والأموال إذا أتلفها مجنونٌ أو نائمٌ أو مخطئٌ أو ناسٍ فهذا من باب العدل في حقوق العباد ليس هو من باب العقوبة.

2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
ومما يبيّن أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية وجوه:
إحداها: أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً".
الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه ومشاهدته ومقته لعاصيه، وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية وفعل المأمور وترك المحظور، فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تجديد إيمانه وتقوية يقينه وطلب الزيادة في معارفه والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة.

الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه، فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أن تصوّره لذلك ليس تامًّا.
الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه، لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح.
الخامس: من خاصة العاقل، أن نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل.
الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة، فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك.
الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجا أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرّد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ.
وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها من الهموم أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات ما يساوي جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك وتفوته الحياة الطيبة.
فالعلم مستلزم للخشية من هذه الوجوه كلّها.
وأما بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي معه العلم.
فإن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به، وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل

3: بيّن أنواع الهدى.
الأنبياء والرسل والكتب والبيان
وأمّا البيان فهو معنى جامع لأنواع:
- فمنه البيان الذي تقوم به الحجّة، وهو كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي شرحه.
- ومنه التذكير الذي يوعظ به المرء؛ فيذكّره بما كان يعرفه من الهدى، وهذا التذكير له أنواع كثيرة؛ فمنه التذكير بالقرآن، ومنه التذكير بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وبأقوال الصالحين ووصاياهم، ومنه واعظ الله في قلب كلّ مؤمن.
- ومنه التذكير ببعض الأقدار المؤلمة كما قال الله تعالى: { أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عام مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون}.
- ومنه التذكير بالآيات الكونية، كما قال الله تعالى: { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارًا وسبلًا لعلّكم تهتدون (15) وعلامات وبالنّجم هم يهتدون (16) أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكّرون (17)}
ومن البيان: العبر والآيات التي يراها المرء في الآفاق وفي نفسه، وما يرى من عقوبات المخالفين لهدى الله، والسعيد من وعظ بغيره، وقد قال الله تعالى: {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النذير}.
ومن البيان أيضاً: الأمثال التي يضربها الله للناس.
ومن البيان: الوصايا التي يوصي الله بها، كما قال الله تعالى: {ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكّرون} ؛ فإنّ من أعظم مقاصد الوصايا: التذكر.
ومن أنواع بيان الهدى: واعظ الله في قلب كلّ مؤمن

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 ذو الحجة 1441هـ/12-08-2020م, 11:03 AM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] :
بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
نقل أقوال السلف و المفسرين السابقين والخلاف بينهم ثم الترجيح
ذكر الفوائد من الآية
بيان معاني الكلمات
ذكر نظائر الآيات
الاهتمام بالجانب اللغوي والنواحي الإعرابية
تصديق معنى الآية بالأحاديث والآثار
بيان بعض الجوانب الأصولية مثل ..السبب المانع الشرط

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
قولان لأهل العلم :
1- لا يؤاخذ به
2-يؤاخذ به إن كان عزما
والصواب والله أعلم أنه يحاسب إن كان العزم قولا أو فعلا.لأن هذا لم يعد عزما فقط بل عزما مع فعل المقدور
2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
المسألة الأولى : إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق
لصيغة إنما حيث أنها تقتضي ثبوت المذكور بالاتفاق لأن إن تفيد التأكيد وما كافة أو زائدة أو اسم مبهم أو نافية أو بمعنى الذي
المسألة الثانية :نفي الخشية عن غير العلماء
لأن إن إذا دخلت عليها ما الكافة أفادت الحصر
والخلاف هل تفيد النفي بالمنطوق كما قال القاضي وابن المني وموفق الدين
أم المفهوم كما قال القاضي في رواية وابن عقيل وغبرهم
ثم إنهم اختلفوا عل الدلالة على النفي هل هي بطريق النص كما قال كثير من العلماء ،أم بظاهر النص ؟
أم المسألة الثالثة : نفي العلم عن غير أهل الخشية :
فلإفادة الحصر
فقد حصر الأول في الثاني وهي الخشية في العلماء
وحصر الثاني في الأول ذكره ابن تيمية فيكون الحصر من الطرفين

فكل من خشي الله فهو عالم
وتقتضي أن العالم من يخشى الله

3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
(يقول الله تعالى فمن تبع هداي فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون ) فعذا أثر اتباع الهدى و يتبين منه خطر مخالفة الهدى فمن لم يتبع هدى الله كان عرضة للخوف والحزن
وهو في ضلال وشقاء في الدنيا والآخرة لأن الله تعالى قال في حق من يتبع الهدى : (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)
فدل على خطورة عدم اتباع الهدى بالضلال وضياع الطريق القويم والشقاء الذي يلاقيه دنيا وآخرة بسبب مخالفته هدى الله
والذي يؤول به إلى النار إن لم يتب ويرجع إلى ربه .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 ذو الحجة 1441هـ/16-08-2020م, 02:24 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


سارة عبد الله أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

شادن كردي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
الأفضل أن تتكلمي عن كل رسالة على حدة.


خصمت نصف درجة للتأخير لدى الجميع.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 صفر 1443هـ/22-09-2021م, 11:59 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثاني من الرسائل التفسيرية (2)

السؤال العام: أدوات التحرير العلمي:
أولا رسالة الشيخ عبد العزيز بن داخل المطيري حفظه الله:
-العنوان والمقدمة:
- استوقفني عنوان الرسالة: ( الوصية الأولى) ففي كلمة الوصية لفت انتباه للقارئ الذي سيثيره فضول معرفة تلك الوصية، فكيف إن كانت الوصية من رب العالمين تبارك وتعالى، فذلك أدعى للاهتمام بها، وفي وصفها بــ(الأولى) دلالة على أن هناك عددا من الوصايا سيتبعها، ولأن العادة جرت على تقديم الأهم فقد جاءت الوصية بأهم الغايات الموصولة إلى أكمل النهايات، إنها الوصية باتباع الهدى.
- وبانتقال القارئ إلى المقدمة فيتحول الفضول إلى شوق بما حوت المقدمة من عبارات مرغبة في التعرف على تلك الوصية وسبيل تطبيقها للمرور بسلام والفوز والنجاة في الآخرة.
- وأما أدوات التحرير العلمي:
فقد كتبت الرسالة بالأسلوب الوعظي وهذا ناسب موضوعها، وتخلله الأسلوب العلمي المناسب للقارئ العامي ولطالب العلم الذي لا يكتفي برسالة وعظية مجردة من الإشارة إلى بعض اللطائف والأساليب في الآية.
- الوقوف على بعض ألفاظ الآية التي من شأنها ترغيب القارئ في أخذ تلك الوصية بعزم مع الاستدلال بما لطف من كلام العلماء، كذلك الوقوف على بعض الألفاظ بما يظه أهميته في مقام الوعظ والتذكير، ومن ذلك الوقوف عند كلمة (اهبطوا) فهذه الكلمة تثير في نفس القارئ الحنين إلى ما عند الله من عيش رغيد ومقام كريم وقرب وتكريم كان فيه الأولي.
- التأكيد على مضمون الرسالة وهو اتباع هدى الله، بالاستدلال بالآيات والأحاديث و تنوع ذلك وتكراره مفيد بلا شك في قبول الأمر، وزيادة اليقين في القلب بأن سبيل الهدى هو السبيل.
- الاستدلال بالأدلة النقلية في مواضع عدة، كذلك الاستدلال بحديث عظيم عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب مع ذكر كلام شيخ الإسلام فيه لبيان نوع مهم من أنواع الهدى لا يجب أن يغفل، وهو الواعظ في قلب كل مؤمن، وهو تذكير من الله لعبده الذي حسن إيمانه، فناسب ذكر الحديث هنا وشرحه أسلوب الرسالة.

- وفي قوله تعالى: (فمن اتبع هداي): التزم المؤلف بسلاسة الأسلوب المتبع من أول الرسالة، وإن تعرض لبعض الجوانب البلاغية في الآية إلا أنها صيغت بأسلوب بديع متضمنا الحث على تقديم هدى الله على ما سواه.
- وكذلك في تفسيره قول الله تعالى: ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، فقد ذكر لطائف بيانية مرغبة في اتباع الهدى، حيث النجاة من الخوف والحزن، وهذا وعد من الله، ولا يخلف الله وعده، ففيها توجيه لأهمية اليقين.
- وفي ختام الرسالة يأتى تلخيص ما ذكر فيها، وإجمال.

ثانيا رسالة ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
- تظهر رسالة ابن رجب اعتنائه باللغة والبيان، وهو ما استعمله ليدلل على مقصود رسالته وهو إثبات الخشية للعلماء، ونفيها عمن سواهم.
- استعمال الأدلة النقلية بكثرة وآثار السلف.
- براعة الجمع بين الأدلة لكل فريق وحسن توجيهها.
- التوسع في بعض المسائل البلاغية، بما يكسب القارئ بعدا آخر وإفادة أخرى بجانب موضوع الرسالة.

ثالثا رسالة ابن تيمية رحمه الله:

- اعتماد أسلوب الحجاج، وهذا ما يبرع فيه شيخ الإسلام رحمه الله، فالمتأمل لرسائله بصفة عامه يجد تلك الروح التي تعني بتفنيد المسائل والتعرض لها من كل وجه، وإيراد أقوال المخالفين أو الأقوال الضعيفة في المسألة وإبطالها بالحجة والبرهان.
- التوسع في الرسالة بحيث تتضمن مسائل قد يبدو عدم ارتباطها بأصل الرسالة، لكن عند التحقق نجد لها ارتباطا بطريقة ما، وهذا يحتاج إلى إعادة قراءة الرسالة أو حسن النظر فيها واستخراج موضوعاتها.
- ثراء رسائل شيخ الإسلام، فلربما كان الباحث يتطلب جوابا لمسألة فلا يتسنى له ذلك إلا بفهرسة رسائل شيخ الإسلام رحمه الله، وهذه واحدة منها.
- الاستشهاد بالأدلة النقلية وبيان وجه الدلالة فيها.
- حسن التقسيم للموضوعات المتضمنة في الرسالة.

1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
- يحاسب العبد على الهمة أو ما هم به إذا صار عزما، ولو لم يعمل به، ويوضحه ما جاء في الذين أقعدهم العذر عن الجهاد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ بالمدينة رجالًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلّا كانوا معكم قالوا: وهم بالمدينة قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر)فهم والمجاهدون في المعركة في الأجر سواء.
وكذلك ما جاء في حديث أبي موسى: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له من العمل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا)، فالعبد له عزم على العمل لكن منعه العذر.
- فإن قال قائل ولو كانت هذه الهمة في أمر منهي عنه، فهو كالذي يهم بالسرقة مثلا، فإن كان له عزما فإنه يباشر مقدمات فعله، وإن لم يسرق فهو آثم، لوجود العزم.
- وإن احتج أحد بحديث:
(إنّ اللّه تجاوز لأمّتي عمّا حدّثت به أنفسها) ، فيجاب عليه بأن العفو هنا عن حديث النفس لا عن العزم.

2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
في قوله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}.
قال ابن رجب رحمه الله تعالى أن الآية دلت على ثلاث دلالات:
1. إثبات الخشية للعلماء.
2. نفي الخشية عن غير العلماء.
3. نفي العلم عن غير أهل الخشية.

1. الاستدلال على إثبات الخشية للعلماء:
- أسلوب الجملة: باستعمال صيغ مفيدة للتوكيد والحصر.
- فصيغة ( إنما) تقتضي تأكد ثبوت الخشية لأهل العلم لأن خصوصية (إنّ) تفيد التوكيد، وأما (ما) فاختلف فيها:
- فقال الجمهور هى كافة.
- وقال جمهور النحاة هى زائدة، تدخل على (إن) وأخواتها فتكف عملها.
-وقال بعض الكوفيين وابن درستويه بأن (ما) عند اقترانها ببع
ض الحروف- كما في الآية- اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام، وأن في الجملة ما يخبر عن هذا الضمير.
-وقالت طائفة من الأصوليين وأهل البيان
بأن (ما) نافية –كما نسب إلى أبي علي الفارسي خطأً- واستدلوا على إفادتها الحصر، وأن (إنّ) أفادت الإثبات للمذكور، و(ما) النفي فيما عداه. وهذا باطل باتفاق أهل اللسان.
- والصحيح أن (إنما) تفيد توكيد الكلام إثباتا كان أو نفيا والحصر، و(ما) كافة) لا نافية، ومن قال بأن (ما) تفيد تقوية التوكيد فمردود عليه.

2.الاستدلال على نفي الخشية عن غير العلماء:
- فلما استعملت (إنما) المفيدة للتوكيد والحصر، فكان حصر الخشية في العلماء، ودلت الجملة على نفي الخشية عن غير العلماء، واختلف في دلالتها على النفي:
- فذهبت طائفة إلى أن دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء، وهو قول القاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين وأبي حامد وأبي الطيب من الشافعية والجرجاني من الحنفية
.
- وذهبت طائفة إلى أن دلالتها على النفي بالمفهوم، وهو قول آخر للقاضي، وقول ابن عقيل والحلواني وكثير من الحنفية والمتكلمين.
- واختلفوا في دلالتها على النفي بطريق النص أو الظاهر، فمن ذهب إلى أنها تدل على الحصر ظاهرا فهذا يشبه قول من قال أن دلالتها بطريق المفهوم.
- وظاهر كلام الأكثر أن الدلالة على النفي والإثبات بطريق النص، وجعلوا (إنما) كالمستثنى والمستثنى منه سواء، ومن خالف إفادة (إنما) للحصر يقول بدلالة النفي بالمفهوم لا المنطوق على أن الاستثناء لرفع الحكم مطلقا أو أن في الاستثناء من الإثبات وحده.
- والصحيح إفادتها للحصر، وصار ذلك حقيقة عرفية، إذا دلت عليه لغة العرب من استعمال لا بأصل الوضع، وهو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية.
- ومن جعل (ما) موصولة فهى تفيد الحصر من جهة أخرى، ومعنى الكلام: إن الذين يخسون الله هم العلماء.
قال ابن رجب: (فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر
.) ا.هــ.

3. الاستدلال على نفي العلم عن غير أهل الخشية:
- فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطّرد هو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين.
- و الحصر في قوله تعالى: (إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء)
فتقتضي أن كل من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أن العالم من يخشى اللّه.
- ومن أمثلة الحصر في نظير الآية، قوله تعالى: (إنما أنت منذر من يخشاها)، فكان حصر الإنذار في أهل الخشية، وأن أهل الخشية هم المنتفعون بالإنذار.

التلازم بين العلم الصحيح والخشية:
- قال الله تعالى:
(إنما يخشى الله من عباده العلماء) فالخشية مثبتة لكل واحد من العلماء، وذلك بسبب الحصر في الآية، فحصر الخشية في العلماء، فاقتضى أن كل من خشي الله فهو عالم، وأن كل عالم له نصيب من الخشية.
- ووجود السبب الداعي للخشية يثبت اقتضاء حصول الخشية بوجوده وهو العلم، فيحق أن تثبت الخشية لكل من كان عالما.

- ودليل ذلك من الآيات مثل قول الله تعالى: (
أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون).

- وقد ورد عن السلف ما يدل على ذلك، ومنه:
- قال ابن عباس في الآية:
(إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني) ، وعنه أيضا: (من خشي اللّه فهو عالم)، وعن عطاء في الآية محل الرسالة: (العلماء باللّه الذين يخافونه).
- وعن مجاهدٍ والشعبيّ: (العالم من خاف اللّه).
- وعن ابن مسعودٍ قال: (كفى بخشية اللّه علمًا، وكفى بالاغترار باللّه جهلاً).
- وعن مسروقٍ قال: ( كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه).
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما – قال: (لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بعلمه ثمنًا).
- وعن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: (علامة العلم خشية اللّه عز وجل).

3:بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
- خطر مخالفة هدى الله يتمثل في عقوبتين للمخالف، العقوبة الأولى: الافتتان بما خالف فيه، فتحبب إليه المعصية ويزداد بذلك ضلالا، وينحرف عن طريق الحق بقدر ما في قلبه من زيغ، ويعاقب بعدم الهداية لما فيه نجاته، ولا يجد له مما فيه سبيلا للفرار.
أما العقوبة الثانية: فيعاقب على تلك المعصية التي أتى بها، وكان الأسلم أن يدفع مبادئها فينكف بذلك شرها عنه، لكنه تعلق بها فعسر عليه التخلص منها.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26 صفر 1443هـ/3-10-2021م, 01:45 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


إنشاد راجح أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
3: لابد من الإتيان بالدليل.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir