اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد لعناني
بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين.
الحمد لله كما يحب ويرضى، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله أشرف الورى، أفضل من مشى على الثرى، وبعد:
تلخيص مقاصد قاعدة في المحبة لشيخ الإسلام ابن تيمية
المقصد العام للكتاب: بسط قاعدة عظيمة في المحبة وما يتعلق بها.
المقصد العام مبهم, والأصل أن يكون كاشفا لمحتوى الرسالة, والمقصد العام هو:
بيان أن المحبة هي أصل الدين, وبيان أقسامها ولوازمها وموجباتها وآثارها ودرجات المحبيّن والمخالفين وأوصافهم.
المقاصد الفرعية:ارتكزت القاعدة العظيمة على جملة من المقاصد وهي:
1/ فصل في الحب والبغض
2/ المحبة والإرادة أصل كل دين ومعاني الدين
3/ الأصول الثلاثة أو الأربعة
4/ العشق
5/ اللذة
6/ الفتنة
7/ موجبات محبة الله
8/الناس أربعة أصناف
9/ المسلمون على شروطهم
10/ المقصود من كل عمل
11/ الخوض في القدر
12/ أصل المحبة الموالاة وأصل البغض المعاداة
المقاصد الفرعية تدور حول :
- محبة الله هي أصل الدين.
- أقسام المحبة و لوازرمها ومقتضياتها.
- درجات المحبين والمخالفين فيها.
- أوصاف المحبين.
- آثار محبة الله.
ويحسن العناية باختيار العنوان, فأغلب ما ذكرت لا يفهم منه المراد ولا يدل على المطلوب.
1/فصل في الحب والبغض
وجود الفعل فلا يكون إلا عن محبة وإرادة حتى دفعه للأمور التي يكرهها ويبغضها. فمحبة الشفاء مثلا قد تكون بفعل ما يكره من شرب الدواء المر، وحب الإنسان لرحمة ربه وجنانه تكون بترك ما يهواه وتتعلق نفسه به.
وفعل البغض في العالم إنما هو لمنافاة المحبوب ولولا وجود المحبوب لم يكن البغض بخلاف الحب للشيء فإنه قد يكون لنفسه لا لأجل منافاته للبغض.
رأس الإيمان الحب في الله والبغض في الله وكان من أحب لله وأبغض لله وأعطي لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان، وهذا مما عثر فيه كثير من الناس.
والحركات إما إرادية أو طبعية أو قسرية، إرادية بحيث يشعر الفاعل بها أو طبعية توافق طبع المتحرك أو قسرية إن كانت بخلافه.
أعظم الأقسام المذمومة في المحبة محبة من اتُخذ ندا لله تعالى، كما أن حب الله أعظم الأنواع المحمودة بل عبادة الله وحده لا شريك له أعظم أسباب السعادة وتُجنب الخلود في النار.
والشيء قد يحب من وجه دون وجه وليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده.
فكل عمل في العالم هو بحسب نية صاحبه وليس للعامل إلا ما نواه وقصده وأحبه وأراده بعمله.
2/المحبة والإرادة أصل كل دين ومعاني الدين
المحبة والإرادة أصل كل دين سواء أكان صالحا أم فاسدا، والدين هو الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة الدائمة اللازمة التي قد صارت عادة وخلقا.
قال ابن عباس {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} أي على دين عظيم.
والديدن العادة اللازمة. والدين الذي يدين به الناس في الباطن والظاهر لا بد فيه من الحب والخضوع بخلاف طاعتهم للملوك ونحوهم، ويوم الدين يوم الحساب ويوم الجزاء.
"لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له"والدين في
فهذا هو الدين المشترك بين جميع بني آدم من التزام واجبات ومحرمات وهو الوفاء والعهد وهذا قد يكون باطلا فاسدا إذا كان فيه مضرة لهم راجحة على منفعته.
والدين الحق هو طاعة الله وعبادته المعتادة التي صارت خلقا.
وإجمالا، فلابد لكل طائفة من بني آدم دين يجمعهم ، وقد يكون قائما على المصلحة الدنيوية كما يذهب إلى ذلك بعض المتفلسفة ، والدين تعاهد وتعاقد غير أن الدين الحق هو طاعة الله وعبادته ، وكل دين خلا الإسلام باطل {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.}
3/الأصول الثلاثة أو الأربعة
الأصول الثلاثة وهي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح هي الموجبة للسعادة في كل ملة، وإذا انضاف إليها الشرع الذي جاءت به الرسل فهو الأصل الرابع.
4/العشق
أما من جهة اللفظ فإن هذا اللفظ ليس مأثورا عن السلف وباب الأسماء والصفات يتبع فيها الألفاظ الشرعية فلا نطلق إلا ما يرد به الأثر هذا قول أكثر أهل العلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه وإما يحدثوكم بحق فتكذبوه"
واستعمال لفظ العشق في محبة الله إما أن يفهم أو يوهم المعني الفاسد وهو أن الله يحب ويحب كما تحب صور الآدميين وهذا من أعظم الكفر. ومأخذ آخر على العشق هو أنه الإفراط في الحب حتى يزيد على القصد الواجب فإذا أفرط كان مذموما فاسدا مفسدا للقلب والجسم كما قال تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} فمن صار مفرطا صار مريضا كالإفراط في الغضب والإفراط في الفرح وفي الحزن.
5/اللذة
هناك ثلاث أنواع من اللذات: اللذة الحسية، واللذة الوهمية ، واللذة العقلية .
فالأولى كالأكل والنكاح ونحوهما مما يكون بإحساس الجسد، والثانية تكون بما يتخيله ويتوهمه بنفسه ونفس غيره كالمدح له والتعظيم له، والثالثة أن تكون مما يعلمه بقلبه وروحه وبعقله كالتذاذه بذكر الله ومعرفته ومعرفة الحق.
6/الفتنة
كل ما أحب لغير الله فقد يحصل به من الفتنة ما يمنع أن يكون الدين لله. وعشق الصور من أعظم الفتن وقد قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَة .}
7/ موجبات محبة الله
محبة الله توجب المجاهدة في سبيله قطعا وليست هناك محبة مع التولي يوم الزحف ومع الذب عن دين الله. ومحبة الله ورسوله على درجتين واجبة وهي درجة المقتصدين ومستحبة وهي درجة السابقين، فالأولى تقتضي أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما بحيث لا يحب شيئا يبغضه، وأما محبة السابقين بأن يحب ما أحبه الله من النوافل والفضائل محبة تامة وهذه حال المقربين الذين قربهم الله إليه.
8/الناس أربعة أصناف
1/ قوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها فهم يجاهدون ويستعملون جهدهم وطاقتهم لكن لا في سبيل الله.
2/ قوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله ولهم أيضا قدرة كاملة فهؤلاء سادة المحبين المحبوبين المجاهدين في سبيل الله.
3/ قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة فهم يأتون بمحبوبات الحق من مقدورهم ولا يتركون مما يقوون عليه شيئا لكن قدرتهم قاصرة .
4/ قوم قدرتهم قاصرة وإرادتهم للحق قاصرة وفيهم من إرادة الباطل ما الله به عليم فهؤلاء ضعفاء المجرمين ولكن قد يكون لهم من التأثير بقلوبهم نصيب وحظ مع أهل باطلهم.
9/المسلمون على شروطهم
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا".
وهذا الموضع كثر فيه غلط كثير من الفقهاء بتحريم عقود وشروط لم يحرمها الله كما كثر في الأول غلط كثير من العباد والعلماء بابتداع دين لم يشرعه الله وإيجابه بالتعاقد عليه حتى يوجبون طاعة شخص معين ميت أو حي من العلماء في كل شيء ويحرمون طاعة غيره في كل شيء نازعه فيه لمجرد عقد العامي الذي انتسب إلى هذا دون هذا.
10/ المقصود من كل عمل
المقصود من كل عمل ابتداء هو التنعم واللذة ولا نعيم تاما إلا الدين الحق وإنه من الخطأ الظن بأن نعيم الدنيا لا يكون إلا لأهل الكفر والفجور كما يرى في واقع الحال، ولكن المؤمن الحق يطلب نعيم الدنيا الذي يبلغه النعيم التام والمقيم في الآخرة.
11/ الخوض في القدر
خاض الناس في مسائل القدر لا سيما عندما رأوا أهل الكفر والجحود منعمين وأهل الحق أحيانا مضيقا عليهم وبدر من طوائف منهم مقالات مخالفة للكتاب والسنة، كبدع القدرية ،وبدع طائفة من أهل الإثبات والمقالة الصحيحة السليمة هي مقالة أهل السنة والجماعة.
12/أصل المحبة الموالاة وأصل البغض المعاداة
أصل الموالاة هي المحبة كما أن أصل المعاداة البغض فإن التحاب يوجب التقارب والاتفاق والتباغض يوجب التباعد والاختلاف.
فأولياء الله ضد أعدائه يقربهم منه ويدنيهم إليه ويتولاهم ويتولونه ويحبهم ويرحمهم ويكون عليهم منه صلاة وأعداؤه يبعدهم ويلعنهم وهو إبعاد منه ومن رحمته ويبغضهم ويغضب عليهم.
قال تعالى: في حق الصابرين مثلا {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، لكن قال في حق المنافقين {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً}.
هذا ما تيسر إعداده ولله الحمد بعد مشقة
|
وفقك الله وسددك:
لا بد بداية من استخراج مسائل الرسالة ثم تلخيصها تحت المقاصد الفرعية , حيث تكون المقاصد الفرعية هي العناوين, ثم يستخرج المقصد الرئيسي.
عليك العناية باختيار العناوين, فالعنوان كاشف لما بعده.
أيضا ترتيب المقاصد ترتيبا موضوعيا يفهم منه القارئ مراد الكاتب ويسير معه بسلاسة, وهذا لا يحصل إذا كانت العناوين مبهمة والمقاصد غير مرتبة!!
الدرجة: ج+