دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الآخرة 1442هـ/4-02-2021م, 01:26 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن"

اختر مجموعة من المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
2. العلم واليقين
3. الخوف والخشية
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
3. التوبة والاستغفار
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الآخرة 1442هـ/4-02-2021م, 02:27 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أجابات المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الثانية:

السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأمراضها وأسباب صحتها:

١- القلب الصحيح وهو السليم من جميع الآفات فقد صحت قوته العلمية وقوته العملية الارادية فهو الذي عرف الحق فأتبعه بلا تردد وعرف الباطل فاجتنبه بلا توقف.
٢- القلب المريض وهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما فمرض الشبهات والشكوك الذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب، ولم تتوجه إلى الخير، كان مرضها مهلكا ومرض الشهوات الذي هو ميل القلب إلى المعاصي مخل بقوة القلب العملية فمتى رأيت القلب ميالا إلى المعاصي سريع الانقياد لها فهو مريض، هو سريع الافتتان عند وجود أسباب الفتنة، كما قال تعالى:{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}.
٣- القلب القاسي وهو الذي لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له، إما لقسوته الأصلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها، وصعب عليه الانقياد للحق إذا خالفها، وقد يجتمع الأمران.

واسباب صحة القلب من الران والأكنة والأغطية التي تكون على القلوب هي الاخذ بطرق الهدابة التي يفتحها الله للعبد فإنه فإذا أعرض عن الحق وعارض الحق، وجاءه الحق فردَّه وفتح الله له أبواب الرشد فأغلقها عن نفسه عاقبه الله بهذا العمل بأن سدَّ عنه طرق الهداية التي كانت مفتوحة له ومتيسرة، فتكبر عنها وردَّها، فطبع على قلبه وختم عليه، وأحاطت به الجرائم ورانت عليه الذنوب وغطت قلبه، وجعلت بينه وبين الحق حجابا وأقفلت القلب.

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.

أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة وكيف يُعامل كل قسم:
١- المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير فيكتفى ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض.
٢- الذين عندهم غفلة وإعراض والاشتغال بأمور صادة عن الحق فهؤلاء يدعون مع التعليم والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب.
٣- المعارضون أو المعاندون المكابرون والمتصدين لمقاومة الحق ونصرة الباطل فهؤلاء يجادلون بالتي أحسن حسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل والمقالة وما يقترن بها.

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان


الاسلام هو استسلام القلب لله وإنابته والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة والإيمان هو التصديق التام والاعتراف بأصول الإيمان التي أمر الله بها ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح.
والفروق بينهما:
الإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام وبالعكس .
إذا جمع بين الإيمان والإسلام فسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله الظاهرة والباطنة.

2. الفرح المحمود والفرح المذموم

الفرح المحمود في القرآن هو المأمور به مثل الفرح بالعلم والعمل بالقرآن والاسلام ومنه قوله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] أو فرح بثواب الله مثل قوله تعالى {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170]
الفرح المذموم مثل الفرح بالباطل وبالرياسات والدنيا المشغلة عن الدين مثل ثوله تعالى {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10].

3. التوبة والاستغفار

التوبة هي الرجوع الى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا الى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى وتركا في الحال وعزما أن لا يعود.
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله.
الفرق بينهما:
إذا اقترن بالاستغفار توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة.
إن لم تقترن به توبة فهو دعاء من العبد لربه فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب .
الاستغفار بنفسه عبادة فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.


أنواع الهداية:
النوع الأول: هداية الإرشاد والبيان والتعليم ودليله قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
النوع الثاني: هداية التوفيق وجعل الهدى في القلب ودليله قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء }.

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟

كل نفي في القرآن في مقام المدح له فائدتان:
١- نفي ذلك النقص المصرح به.
٢- إثبات ضده ونقيضه.
يدخل في هذا أشياء كثيرة أعظمها أن الله أثنى على نفسه بنفي أمور كثيرة تنافي كماله مثل نفي الشريك في مواضع متعددة فيقتضي توحُّده بالكمال المطلق،
ومنها أنه نفى عن القرآن الريب والعوج والشك ونحوها، وذلك يدل على أنه الحق في أخباره وأحكامه، فأخباره أصدق الأخبار وأحكمها وأنفعها للعباد
ومنها أنه نفى عن نبيه صلى الله عليه وسلم الضلال من جميع الوجوه، فقال {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2 فنفى عدم العلم أو قلته أو نقصه أو عدم جودته والغيّ وهو سوء القصد، فيدل ذلك أنه أعلم الخلق على الإطلاق، وأهداهم وأعظمهم علما ويقينا وإيمانا، وأنه أنصح الخلق للخلق، وأعظمهم إخلاصا لله وغير ذلك من الامثلة.

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

بعض الأمثلة لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى وبيان الحكمة منها قوله تعالى:
- {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227] فيستفاد أن الفيئة يحبها الله، وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه، وأن الطلاق كريه إلى الله، وأما المؤلي إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على ما فعل من السبب، وهو الإيلاء، والمسبب، وهو ما ترتب عليه،
- {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34] أي: فإنكم إذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.


ورد الأمر باللين في مقام الدعوة للكافرين لما يترتب عليه من المصالح كما قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] كما أمر باستعمال الغلظة في موضعها. قال تعالى:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9] لأن المقام هنا مقام لا تفيد فيه الدعوة، بل قد تعين فيه القتال، فالغلظة فيه من تمام القتال.

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

الفرق بين المواضع التي ورد في القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، والمواضع التي ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض من وجهين :
١- تقييد هذه المواضع بقوله: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]فإثبات الكلام المتعدد من الخلق يوم القيامة تبع لإذن الله لهم في ذلك، ونفي التساؤل والكلام في الحالة التي لم يؤذن لهم.
٢- ما قاله كثير من المفسرين: إن القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون، وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

تفسير قوله تعالى {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
يبين الله تعالى في هذه الآية الحقوق الثلاثة: الحق المختص بالله تعالى ولا يصلح لغيره وهو قوله تعالى {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} والحق المختص بالرسول صلى الله عليه وسلم وهوالتعزير والتوقير في قوله تعالى {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} والحق المشترك بينهما في قوله تعالى {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.


والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الآخرة 1442هـ/11-02-2021م, 11:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
أجابات المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الثانية:

السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأمراضها وأسباب صحتها:

١- القلب الصحيح وهو السليم من جميع الآفات فقد صحت قوته العلمية وقوته العملية الارادية [الإرادية] فهو الذي عرف الحق فأتبعه [فاتّبعه] بلا تردد وعرف الباطل فاجتنبه بلا توقف.
٢- القلب المريض وهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما فمرض الشبهات والشكوك الذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب، ولم تتوجه إلى الخير، كان مرضها مهلكا ومرض الشهوات الذي هو ميل القلب إلى المعاصي مخل بقوة القلب العملية فمتى رأيت القلب ميالا إلى المعاصي سريع الانقياد لها فهو مريض، هو سريع الافتتان عند وجود أسباب الفتنة، كما قال تعالى:{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}.
٣- القلب القاسي وهو الذي لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له، إما لقسوته الأصلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها، وصعب عليه الانقياد للحق إذا خالفها، وقد يجتمع الأمران.
[ويقابل القلب القاسي القلب اللين]
واسباب صحة القلب من الران والأكنة والأغطية التي تكون على القلوب هي الاخذ بطرق الهدابة التي يفتحها الله للعبد فإنه فإذا أعرض عن الحق وعارض الحق، وجاءه الحق فردَّه وفتح الله له أبواب الرشد فأغلقها عن نفسه عاقبه الله بهذا العمل بأن سدَّ عنه طرق الهداية التي كانت مفتوحة له ومتيسرة، فتكبر عنها وردَّها، فطبع على قلبه وختم عليه، وأحاطت به الجرائم ورانت عليه الذنوب وغطت قلبه، وجعلت بينه وبين الحق حجابا وأقفلت القلب.

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.

أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة وكيف يُعامل كل قسم:
١- المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير فيكتفى ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض.
٢- الذين عندهم غفلة وإعراض والاشتغال بأمور صادة عن الحق فهؤلاء يدعون مع التعليم والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب.
٣- المعارضون أو المعاندون المكابرون والمتصدين لمقاومة الحق ونصرة الباطل فهؤلاء يجادلون بالتي أحسن حسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل والمقالة وما يقترن بها.

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان


الاسلام هو استسلام القلب لله وإنابته والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة والإيمان هو التصديق التام والاعتراف بأصول الإيمان التي أمر الله بها ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح.
والفروق بينهما:
الإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام وبالعكس .
إذا جمع بين الإيمان والإسلام فسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله الظاهرة والباطنة.

2. الفرح المحمود والفرح المذموم

الفرح المحمود في القرآن هو المأمور به مثل الفرح بالعلم والعمل بالقرآن والاسلام ومنه قوله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] أو فرح بثواب الله مثل قوله تعالى {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170]
الفرح المذموم مثل الفرح بالباطل وبالرياسات والدنيا المشغلة عن الدين مثل ثوله تعالى {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10].

3. التوبة والاستغفار

التوبة هي الرجوع الى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا الى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى وتركا في الحال وعزما أن لا يعود.
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله.
الفرق بينهما:
إذا اقترن بالاستغفار توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة.
إن لم تقترن به توبة فهو دعاء من العبد لربه فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب .
الاستغفار بنفسه عبادة فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.


أنواع الهداية:
النوع الأول: هداية الإرشاد والبيان والتعليم ودليله قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
النوع الثاني: هداية التوفيق وجعل الهدى في القلب ودليله قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء }.

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟

كل نفي في القرآن في مقام المدح له فائدتان:
١- نفي ذلك النقص المصرح به.
٢- إثبات ضده ونقيضه.
يدخل في هذا أشياء كثيرة أعظمها أن الله أثنى على نفسه بنفي أمور كثيرة تنافي كماله مثل نفي الشريك في مواضع متعددة فيقتضي توحُّده بالكمال المطلق،
ومنها أنه نفى عن القرآن الريب والعوج والشك ونحوها، وذلك يدل على أنه الحق في أخباره وأحكامه، فأخباره أصدق الأخبار وأحكمها وأنفعها للعباد
ومنها أنه نفى عن نبيه صلى الله عليه وسلم الضلال من جميع الوجوه، فقال {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2 فنفى عدم العلم أو قلته أو نقصه أو عدم جودته والغيّ وهو سوء القصد، فيدل ذلك أنه أعلم الخلق على الإطلاق، وأهداهم وأعظمهم علما ويقينا وإيمانا، وأنه أنصح الخلق للخلق، وأعظمهم إخلاصا لله وغير ذلك من الامثلة.

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

بعض الأمثلة لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى وبيان الحكمة منها قوله تعالى:
- {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227] فيستفاد أن الفيئة يحبها الله، وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه، وأن الطلاق كريه إلى الله، وأما المؤلي إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على ما فعل من السبب، وهو الإيلاء، والمسبب، وهو ما ترتب عليه،
- {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34] أي: فإنكم إذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.


ورد الأمر باللين في مقام الدعوة للكافرين لما يترتب عليه من المصالح كما قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] كما أمر باستعمال الغلظة في موضعها. قال تعالى:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9] لأن المقام هنا مقام لا تفيد فيه الدعوة، بل قد تعين فيه القتال، فالغلظة فيه من تمام القتال.

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

الفرق بين المواضع التي ورد في القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، والمواضع التي ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض من وجهين :
١- تقييد هذه المواضع بقوله: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]فإثبات الكلام المتعدد من الخلق يوم القيامة تبع لإذن الله لهم في ذلك، ونفي التساؤل والكلام في الحالة التي لم يؤذن لهم.
٢- ما قاله كثير من المفسرين: إن القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون، وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

تفسير قوله تعالى {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
يبين الله تعالى في هذه الآية الحقوق الثلاثة: الحق المختص بالله تعالى ولا يصلح لغيره وهو قوله تعالى {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} والحق المختص بالرسول صلى الله عليه وسلم وهوالتعزير والتوقير في قوله تعالى {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} والحق المشترك بينهما في قوله تعالى {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.


والله أعلم.

التقويم: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 رجب 1442هـ/15-02-2021م, 10:25 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
يتضح بيان القرآن وكماله وحسن أسلوبه وتأثيره من عدة جهات:
اشتماله على العلوم النافعة:
مشتمل على علوم الدنيا والدين مما يحتاجه العباد، من علوم الأصول وعلوم الفروع والأحكام، وعلوم الأخلاق والآداب، فما من سؤال يحتاج إلى جوابه، إلا وستجد جوابه في القرآن الكريم ظاهراً أو ضمناَ، وفيه مرجع جميع الحقائق الشرعية والعقلية، ولذا لايوجد هناك حقيقةّ تناقض القرآن {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} وفي نفس الوقت لا تناقض حقائق القرآن بعضها {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
وقد أشار الىقرآن على نوعي العلوم التي هي الوسائل، والمقاصد وذلك في قوله تعالى:{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4]
فالمقاصد هو الحق الذي يقول الله في كتابه، وعلى لسان رسوله،
والوسائل، هو الهداية إلى السبيل وإلى كل علم وعمل، كما أن قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]
كمال الألفاظ والمعاني:
وكما اشتملت على العلوم والحقائق فإنها تعرض ذلك كله بأحسن الألفاظ وأبينها، وأوضح العبارات، وأحكمها، فما يستطيع أفصح الناس مجاراتها ولا الاتيان بمثلها، حار البلغاء في وصفه، وتعجب الفصحاء من حسنه وقوة تأثيره،
فتمت كلمة ربك صدقا وعدلا، صدقا في أخبارها، وعدلا في أحكامها: أوامرها ونواهيها {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، فأحكامه أحسن الأحكام وألفاظه أصدق الألفاظ وأكملها.

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
أصل الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح: وقد جعلها الله سبباّ لخيرات الدنيا والآخرة، وذلك بحسب قيام العبد بهذين الأمرين.
ويندرج تحته عددا من الأسباب:
العبودية والتوكل: وقد جعله الله تعالى سبب لكفاية الله للعبد جميع مطالبه، شاهده قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36] أي من يقوم بعبوديته ظاهرا وباطنا.
وجعل الله قوة التوكل عليه مع الإيمان: حصنا حصينا يمنع العبد من تسلط الشيطان، خصوصا إذا انضم إلى ذلك الإكثار من ذكر الله، والاستعاذة بالله من الشيطان، شاهده قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99]وقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] إلى آخرهما.
التقوى والسعي والحركة: وهي سبب الرزق، وشاهده قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3] وقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]
التقوى والإيمان وتكرار دعوة ذي النون: وهي أسبابٌ للخروج من كل كرب وضيق وشدة، شاهده {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجً، اوكذلك قوله:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
الدعاء والطمع في فضله: سببٌ لحصول جميع المطالب، دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقوله: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]
الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق: سببا يدرك به فضله، وإحسانه العاجل والآجل، شاهده الآية السابقة: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
- التوبة والاستغفار والإيمان والحسنات والمصائب مع الصبر: أسبابا لمحو الذنوب والخطايا، شاهده قوله تعالى:
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
- الصبر: سبب وآلة تدرك بها الخيرات، ويستدفع بها الكريهات، شاهده قوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]
أي: على جميع أموركم، ولما ذكر الله ما وصل إليه أهل الجنة من كمال النعيم، وزوال كل محذور، ذكر أن هذا أثر صبرهم، فقال:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد: 24] {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75]
- الصبر واليقين: وتنال بهما أعلى مقامات، وهي الإمامة في الدين، دليله قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]
- الصبر والتقوى: سببا للعواقب الحميدة والمنازل الرفيعة، شاهده قوله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
- وحسن السؤال وحسن الإنصات والتعلم والتقوى وحسن القصد: ينال بها العلم، شاهده قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]، وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] أي: نورا وعلما تفرقون به بين الحقائق كلها، وقوله: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]، وقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]
--العلم النافع: سبباّ للرفعة في الدنيا والآخرة، شاهده قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
- الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة، وأخذ الحَذر منهم: سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم، شاهده قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] وقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
- وجعل الله اليسر يتبع العسر، والفرج عند اشتداد الكرب، شاهده قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6] {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7] {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]
- الشكر: سببا للمزيد منها ومن غيرها، وكفران النعم سببا لزوالها، شاهده قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
- الجهاد: سببا للنصر، وحصول الأغراض المطلوبة من الأعداء، والوقاية من شرورهم، شاهده قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]، {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 84]
-متابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال وسائر الأحوال: أعظم سبب ينال به محبة الله تعالى، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] ومن أسبابها ما ذكره بقوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146] {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76] {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]
-جعل الله النظر إلى النعم، والفضل الذي أعطيه العبد، وغض النظر مما لم يعطه: سببا للقناعة، شاهده قوله تعالى:
{قَالَ يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]
-الله القيام بالعدل في الأمور كلها: سببا لصلاح الأحوال، وضده سببا لفسادها واختلافها، شاهده قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ - وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
- كمال إخلاص العبد لربه: سببا يدفع به عنه المعاصي وأسبابها وأنواع الفتن، شاهده قوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
-التفكر في آيات الله المتلوة، وآياته المشهودة، والمقابلة بين الحق والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة: مفتاح الإيمان واليقين شاهده قوله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] والأمر بالتفكر بالمخلوقات في عدة آيات، وقوله:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 77] فهي سبب للإيمان، والإيمان موجب للانتفاع بها.
-القيام بأمور الدين: سببا لتيسير الأمور، وعدم القيام بها سببا للتعسير، وشاهده قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10]
- كون العبد طيبا في عقيدته وخلقه وعمله: سببا لدخول الجنة، وللبشارة عند الموت، شاهده قوله تعالى: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] وقوله: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32]
-مقابلة المسيء بالإحسان، وحسن الخلق: سببا يكون به العدو صديقا، وتتمكن فيه صداقة الصديق، دليله قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] وبذلك تحصل الراحة للعبد، ويتيسر له كثير من أحواله.
-الإنفاق في محله: سببا للخلف العاجل والثواب الآجل، شاهده قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] وجعل الله لرزقه أبوابا وأسبابا متنوعة، فمتى انغلق عن العبد باب منها فلا يحزن؛ فإن الله يفتح له غيره، وقد يكون أقوى منه وأحسن، وقد يكون مثله ودونه، شاهده قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130] وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 28]
- التحرز والبعد عن الموبقات المهلكة والحذر من وسائلها: طريقا سهلا هينا لتركها، شاهده قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [البقرة: 187] [أي محارمه] {فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] أي: لا تفعلوها ولا تحوموا حولها؛ فمن رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وإذا قيل مثل هذه الآية: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] كان المراد بالحدود المحارم، وأما إذا قيل:
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] فهذه الحدود التي حددها الله للمباحات، فعلى العبد أن لا يتجاوزها؛ لأنه إذا تجاوز المباح وقع في المحرَّم، فافهم الفرق بين الأمرين.
ما تتضمنه هذه الآية {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] من الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن: سبباّ وحيداّ للثمرات الجليلة للدعوة الى سبيل الله:

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة:
التبصرة علم، والتذكرة،ثمرة العلم وهو العمل، ذلك أن العلم التام النافع يتم عبر أمور:
التفكر أولا في آيات الله المتلوة والمشهودة،
فإذا تفكر أدرك ما تفكر فيه بحسب فهمه وذكائه
فعرف ما تفكر فيه وفهمه، وهذا هو التبصرة،
فإذا علمه عمل به، اعتقاداّ كان فيعتقده ويؤمن به، أو عملاّ قلبياّ أو قولياّ أو بدنياّ أو ما يجمع بينهم، فهذا هو التذكر، وهو التذكرة، وهو يتضمن معرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه.
2. العلم واليقين.
العلم: هو تصور المعلومات على ما هي عليه، ولهذا يقال: العلم ما قام عليه الدليل، والعلم النافع: ما كان مأخوذا عن الرسول.
واليقين أهو علم موصوفٌ بأمرين:
أحدهما: أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك والموانع،
ويكون علم يقين إذا ثبت بالخبر، وعين يقين إذا شاهدته العين والبصر، ولهذا يقال: ليس الخبر كالمعاينة، وحق يقين إذا ذاقه العبد وتحقق به.
الأمر الثاني: أن اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله، والطمأنينة بذكر الله، والصبر على المكاره، والقوة في أمر الله، والشجاعة القولية والفعلية، والاستحلاء للطاعات، وأن يهون على العبد في ذات الله المشقات وتحمل الكريهات.
3. الخوف والخشية
معناهما متقارب، وأحدهما أعم من الآخر، فالخوف هو شعور يمنع العبد عن اقتراف محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد عليه في أن الخوف يكون مقروناً بمعرفة الله، كما قال تعالى: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء).

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.

المعية نوعان:
معية عامة
معية خاصة
-المعية العامة هي:
معية الله للناس جميعاّ بعلمه وإحاطته بهم، كما قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] أي: هو معهم بعلمه وإحاطته.
-المعية الخاصة:
معية الله لأولياءه وللمؤمنين وذلك بنصره وتأييده لهم
وهي الأكثر ورودا في القرآن، وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها، والأعمال التي يرتضيها مثل قوله:
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194] ومع المحسنين ومع الصابرين.وكمعيته للنبي وأبي بكر{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ولموسى:{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
سبب الطغيان أن الإنسان إذا مسته سراء فرح وظن أنه قد استغنى وامتلك كل شيء، فيحمله ذلك على الكفر والاجتراء والطغيان كما بين ذلك في قوله تعالى {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى - أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]
والطغيان قد يكون في الرئاسة وفي المال وهذان يقودان للكبر والبطر والبغي على الحق والخلق كما في قوله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]
أما عاقبة الطغيان فهي الخزي والعقوبة والهوان في الدنيا، وكذا العذاب الأليم في الآخرة، كما أخبر القرآن عن قارون الذي طغى وتجبر على قومه فخسف الله به وبداره الأرض ولم ينفعه ماله ولا أنصاره شيئاً وجعل عبرةً، وفي الآخرة ليس له إلا النار، وقبله فرعون الذي طغا في رئاسته وماله فأغرقه الله وأخزاه وله عذاب أليم حتى تقوم الساعة فيدخله الله النار، وهذا هو عاقبة الطغيان والطغاة.

السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
رد في القرآن آيات عامة عطف عليه بعض أفرادها الداخلة فيها، وذلك يدل على فضيلة المخصوص وآكديته، وأن له من المزايا ما أوجب النص عليه مثل قوله:
قوله تعالى:{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98] في الآية دلالة على فضيلة لجبريل وميكال على سائر الملائكة وتشريفهم، وكذا قوله" {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] وهو جبريل.
-{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] أي صلاة الظهر عطفت على الصلوات تأكيدا لها وتنبيها عليها وعدم التفريط فيها.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.

أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه:
{لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258]، و{لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 108]
وذلك أن الله تعالى يعلم من يصلح للهداية ومن لا يصلح لهدايته ولا يستحقها، لما في نفسه من العناد والكبر، فؤلاء من حقت عليه كلمة العذاب كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97]
حتى صار الظلم والفسق وصفا لهم، ملازما غير قابل للزوال، وفي ذلك عقوبة لهم لإصرارهم، وعدم اتباعهم للحق فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا، والجرم جرمهم، فإنهم رأوا سبيل الرشد فزهدوا فيه، ورأوا سبيل الغي فرغبوا فيه، واتخذوا الشياطين أولياء من دون الله.

2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
ورد في القرآن عدد من الآيات التي يدل ظاهرها على أن بعض مرتكبي الكبائر التي لا تصل على حد الكفر يخلدون في النار
من مثل
- قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]
- وقوله{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
- قوله{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
وهناك آيات ونصوص من الكتاب والسنة متواترة على أنه لا يخلد في النار إلا الكفار:
فبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: أجمع السلف على أن المسلمين لا يخلدون في النار وأنه يخرج من النار من يدخلها من المسلمين من أصحاب الكبائر.
أما الآيات التي وردت في بعض مرتكبي الكبائر فإنها ترد إلى الأصل المجمع عليه بين سلف الأمة من أنه يخرج من النار كل من كان في قلبه ذرة من إيمان،
ويمكن توجيه ما ورد من نصوص في تخليد مرتكبي الكبيرة على أن ذلك مقيد بحال وجود الشرط والسبب وانتفاء الموانع كما هو الأصل المجمع عليه من السلف، فذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر هو من باب ذكر السبب، وأنها لشناعتها قد تكون سبباً للخلود في النار، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع، ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الإيمان مانع من الخلود،
-ثم إن بعض الآيات المذكورة فيها ما يدل على أن الخطيئة المراد بها الكفر؛ لأن قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] دليل على ذلك؛ لأن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها، بل لا بد أن يكون معه إيمان يمنع من إحاطتها، وكذلك قوله:
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14]
فالمعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر، ومن المعلوم أنه إذا دخل فيها الكفر زال الإشكال.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
هذه الآية على وجازتها جمعت عدداً من علوم الدين والدنيا، وفيها إرشادٌ إلى ما ينفع العباد ويصلح لهم في مأكلهم ومشربهم
فأمر بالأكل والشرب، لكن باعتدال واقتصاد ودون اسراف، وفي هذا عدداً الفوائد:
1- أنه لا يحل لمسلمٍ أن يترك الأكل والشرب فالأمر للوجوب في الآية، كما أنه لا يتمكن من ذلك قدراً مادام عقله معه، وإذا احتسب العبد مع ذلك امتثال أمر الله في الأكل والشرب يكون له عبادة.
2- إطلاق الأكل والشرب يدل على أن الأصل في المأكول والمشرب هو الإباحة.
كما فيه دلالة على أن على كل امرء أن يختار مما يناسبه من المطعومات حسب ما يناسبه وينفعه في صحته وبدنه، و ما يليق بفقره أوغناه
ثم نهى عن الإسراف بإطلاق، لأن الإسراف مذموم مطلقاً في كل شيء، وخاصة في المأكل المشرب وذلك لأنه لا ضرره ليس متعلقاً بالمال فحسب، بل يعم البدن، والعقل، والدين أيضاً، وبيان ذلك في مايلي:
-على البدن والصحة:
ذلك أن أصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه، ويقيم صحته وقوته، لأن الغذاء هو المؤثر الأول على صحة الإنسان فإذا أسرف فيها انضر بدنه واعتراه أمراض خطرة، وكثير من الأمراض إنما تحدث بسبب الإسراف في الغذاء،
-ثم إنه ينضرُّ أيضا من وجه آخر، فإن من عوَّد بدنه شيئا اعتاده، فإذا عوَّده كثرة الأكل أو أكل الأطعمة المتنوعة فربما تعذرت في بعض الأحوال لفقر أو غيره، وحينئذ يفقد البدن ما كان معتادا له فتنحرف صحته.
-على المال:
لأنه من التدبير الحسن، في المعيشة، وادارة صرف الأموال. والإسراف يستدعي كثرة النفقات، ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] أي: تلام على ما فعلت؛ لأنه في غير طريقه، (مَحْسُورًا) : فارغ اليد،
-على العقل:
وأما ضرره العقلي فإن العقل يحمل صاحبه أن يفعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي، ويوجب له أن يدبر حياته ومعاشه؛ ولهذا كان حسن التدبير في المعاش من أبلغ ما يدل على عقل صاحبه، فمن تعدى الطور النافع إلى طور الإسراف الضار فلا ريب أن ذلك لنقص عقله، فإنه يستدل على نقص العقل بسوء التدبير،
وكما أن الغذاء ذاته يؤثر على صحة البدن، فإن العقل مرتبط به، فصحة البدن مؤثرة في صحة العقل ونشاطه وتركيزه، وإذا أسرف الإنسان في طعامه فإن ذلك يدعوا الى بلادة الذهن، وضعف انتباهه، فيضيع بذلك أمور كثيرة مما ينفعه.

-على الدين:
أما ضرره الديني فكل من ارتكب ما نهى الله ورسوله عنه فقد انجرح دينه، وعليه أن يداوي هذا الجرح بالتوبة والرجوع، ثم إذا تضرر بدنه يعود ذلك على طاعاته ونشاطه فيها، وربما يركن على الراحة والكسل والدنيا.

-ثم أخبر تعالى أنه لا يجب المسرفين وفي ذلك إثبات صفة المحبة لله، فنفى حبه للمسرفين، من جملة من لا يحبهم الله تعالى، وفي هذا تنفير عن الاسراف، وتنفير عن المسرفين أيضاً، فمن لا يحبه الله لايحبه عباده

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 رجب 1442هـ/21-02-2021م, 07:32 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

أنواع القلوب هي :
1- القلب الصحيح السليم من جميع الافات وهو القلب الذي صحت قوته العلمية والعملية وعرف الحق واجتنب الباطل وصاحبه من أولي الابصار والنهى والمخبت لله والمنيب إليه
2- القلب المريض وهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما
ويصيبه نوعان من الامراض :
أ‌- مرض الشبهات والشكوك وهو مرض المنافقين لأنه اختل علمهم فبقيت قلوبهم في شك ولم تتجه للخير فاهلكها مرضها
ب‌- مرض الشهوات وبه تختل قوة القلب العملية لأن القلب يميل إلي المعاصي ويكون سريع الافتتان بالفتن كما قال تعالى [ فيطمع الذي في قلبه مرض ] بعكس القلب السليم الذي يميل إلي الخير
3- القلب القاسي الذي لا يلين لمعرفة الحق وإن عرفه لا ينقاد له فلا يتأثر بالمواعظ أما لقسوة قلبه أصليا أو بسبب اتباعه لعقائد منحرفه يخشى مخالفتها أو بسبب كلاي وتكون عقوبة هذا الران والاكنة والاغطية التي تكون على القلب فيسد عنه طرق الهداية التي تكبر عنها وردها فيطبع على قلبه ويختم عليه وتحيط به الذنوب ويحجب عنه الحق .
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
ثلاثة أقسام :
القسم الأول : المنقادون والملتزمون بفعل المأمورات وترك المنهيات السابقون للخيرات فهؤلاء يكتفي ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض
القسم الثاني : الغافلين المنشغلين بأمور تصد عن الحق فهؤلاء مع ه1ا التعليم يدعون بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب
والقسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون ويناصرون الباطل على الحق فهؤلاء لابد أن يسلك معهم طريق المجادلة بالتى هي أحسن
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام : هو استسلام القلب لله وإنابته والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة
الإيمان : هو التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح، ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا والإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام وكذلك بالعكس وإذا جمع بين الإيمان والإسلام فسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها، الظاهرة والباطنة.
2- الفرح المحمود والفرح المذموم
1- فرح محمود وهو الفرح بالعلم والعمل بالقران والإسلام مثل قوله تعالى [ {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] وفرح بثواب الله تعالى كما في قوله تعالى [{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170
2- وفرح مذموم مثل الفرح بالباطل وبالدنيا ورياستها وبالانشغال عن الدين بالدنيا كما في قوله تعالى [ إنه لفرح فخور ]هود 10وقوله [ لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ]القصص 76

3. التوبة والاستغفار
1- التوبة : هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى وعزما على أن لا يعود 2- الاستغفار: طلب المغفرة من الله فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.

أنواع الهداية:
1- هداية العلم والإرشاد والتعليم ، قال تعالى [ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52وهي مثبته للرسول عليه الصلاة والسلام ولكل من له تعليم وإرشاد للخلق قال تعالى [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73]
2- هداية التوفيق وجعل الهدى في القلب وهذه مختصة بالله تعالى فكما لايخلق ولا يرزق زلا يحيي زلا يميت إلا الله فلا يهدي إلا الله قال تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن الله يهدي من يشاء } [القصص: 56

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح في القران يفيد فائدتين :
1- نفي ذللك النقص المصرح به
2- إثبات ضده ونقيضه
3- فالله سبحانه نفي الشرك في مواضع متعددة فيقتضي هذا توحده بالكمال المطلق وأنه لا شريك له في ربوبيته وإلهيته واسمائه وصفاته وأيضا نفى عن نفسه السنة والنوم والموت لكمال حياته وقيوميته
وكذلك نفى عن كتابه القران الريب والعوج والشك وذلك يدل على أنه الحق في أخباره وأحكامه
وأيضا نفى عن نبيه عليه الصلاة والسلام الضلال قال تعالى [ ما ضل صاحبكم وما غوى ]
وكذلك نفى عن اهل الجنة الحزن والكدر والموت فيدل ذلك على كمال سرورهم وفرحهم وكمال حياتهم وتمام نعيمهم الروحي والقلبي والبدني
وعكس هذا ما نفى القران عنه صفات الكمال فإنه يثبت له ضد ذلك من النقص كما نفى عن الهة المشركين جميع الكمالات القولية والفعلية والذاتية مما يدل على نقصها وأنها لا تستحق العبادة

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
مثال ذلك قوله تعالى [فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227
فيستفاد أن الفيئة يحبها الله وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه وأن الطلاق كريه إلى الله وأما المؤلي إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على ما فعل من السبب وهو الإيلاء والمسبب، وهو ما ترتب عليه ومثل هذا قوله تعالى:
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34]
أي: فإنكم إذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله وقد يصرح الله بالحكم ويعلله بذكر الأسماء الحسنى المناسبة له.
الحكمة هي : أنه إذا علم ذلك الاسم وعلمت آثاره عُلم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم وهذا إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة، وليعلموا أنها الأصل في الخلق والأمر وأن الخلق والأمر من آثار أسمائه الحسنى

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
فهنا الأمر باللين مع بعض الكفار إذا كان في مقام الدعوة للكافرين لما يترتب عليه من المصالح وفي مواضع أخرى تكون الحكمة في استعمال الغلظة كما في قوله تعالى {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9] لأن المقام هنا مقام لا تفيد في الدعوة بل يتعين فيه القتال فالغلظة فيه من تمام القتال
وقد جمع الله بين الأمرين في وصف خواص الأمة قال تعالى {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
الجواب خطاب بعضهم لبعض من وجهين أوجههما تقييد هذه المواضع بقوله:
{لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]
الوجه الأول : إثبات الكلام المتعدد من الخلق يوم القيامة تبع لإذن الله لهم في ذلك ونفي التساؤل والكلام في الحالة التي لم يؤذن لهم.
الوجه الثاني: ما قاله كثير من المفسرين: إن القيامة لها أحوال ومقامات ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون وفي بعضها لا يتكلمون وهذا الوجه لا ينافي الأول فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.


السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

فائدة: قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9]
قال تعالى [لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ] يخبرنا الله عزوجل أنه بسبب دعوة الرسول لكم وتعليمه لكم ما ينفعكم أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله المستلزم لطاعتهما في جميع الأمور
وقوله تعالى [وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ] أي تعظموه وتجلوه وتقوموا بحقوقه كما كانت له المنة العظيمة برقابكم
وقوله تعالى [ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا] أي تسبحوا الله أول النهار وأخره
فهنا جمع الله فيها الحقوق الثلاثة: الحق المختص بالله الذي لا يصلح لغيره، وهو العبادة في قوله: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9] والحق المختص بالرسول، وهو التوقير والتعزير، والحق المشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 رجب 1442هـ/22-02-2021م, 08:48 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.


القرآن تبيان لكل شيء({الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، فقد جمع من العلوم كل ما يحتاجه الخلق ، وهو الذي يرجع إليه المسلمون في كل الحقائق الشرعية والعقلية، ولاتناقض بين العقل الصريح والنقل الصحيح ؛ فإنه {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] وقال الله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
وقال الله : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9
إن ألفاظ القرآن أوضح الألفاظ وأبلغها وأحسنها تفسيرا ,ومعانيه كلها حق، {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
ومما يتميز به القرآن الاعجاز العظيم ومن اعجازه أن جمع بين المتقابلات العامة، وذلك لكمال هذا الكتاب وأحكامه كما في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]
فإن البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، والتقوى اسم جامع لما يجب اتقاؤه من جميع المآثم والمضار.
فالإثم المعاصي المتعلقة بحقوق الله، والعدوان البغي على الخلق في الدماء والأموال والأعراض والحقوق.
وكذلك قوله تعالى:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
حيث جمع بين زاد سفر الدنيا، وزاد سفر الآخرة بالتقوى.
وفي قوله تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]
جمع لهم بين نعيم الظاهر بالنضرة والحسن والبهاء ونعيم الباطن بكمال الفرح والسرور.
وهذا كثير في القرآن العظيم مما يصعب حصره.
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
ذكر الشيخ أسبابا كثيرة منها:
1. أصل الأسباب وأولها :الإيمان والعمل الصالح , والإخلاص لله في العبادة ، وقد ذكر الله في القرآن من هذا شيئا كثيرا جدا.
2. متابعة النبي صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]
3. العبودية والتوكل فهما سببا لكفاية الله للعبد جميع مطالبه، قال تعالى:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
4. التقوى والسعي والحركة سببا للرزق، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]
5. الإيمان وتكرار دعوة ذي النون سببا للخروج من كل كرب وضيق وشدة، قال سبحانه:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
6. الدعاء والطمع في فضله سببا لحصول جميع المطالب، دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
7. الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق ,قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله:
8. التوبة والاستغفار قال تعالى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
9. الصبر سببا وآلة تدرك بها الخيرات، ويستدفع بها الكريهات،قال تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]
10. :طلب العلم ومايتبعه من حسن السؤال وأدب الطلب , {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] وقوله :{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]
11. :الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
12. :الشكر سببا لزيادة النعم , قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
13. : الجهاد سببا للنصر، وحصول الأغراض المطلوبة من الأعداء، قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]
14. :القيام بالعدل في الأمور كلها سببا لصلاح الأحوال, قال تعالى( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
15. :التفكر في آيات الله الشرعية والكونية , قال تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
-التبصرة : هي العلم بالشيء والتبصر فيه، والتذكرة : هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا.
-التبصرة تأتي بعد التفكر , والتذكرة: بعد التبصرة .
-كلها من مراتب العلم النافع.
2. العلم واليقين
العلم على درجات، فمن أعلى درجات العلم، ومن أكملها، وأرفعها، وأقواها، وأثبتها درجة اليقين , وحقيقة اليقين هو العلم الثابت الراسخ التام المثمر للعمل القلبي والعمل البدني.
واليقين له آثار ثلاثة:
علم اليقين , وعين اليقين , وحق اليقين
فإذا وصل العبد إلى درجة اليقين اطمأن قلبه وسكن بذكر الله وطاعته.
2. الخوف والخشية
الخشية أعلى من الخوف فهي خوف وزيادة.
الخوف قد يكون من الله ومن غيره, أما الخشية فلا تكون إلا من الله وحده.
الخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد أن خوفه مقرون بمعرفة الله.
الخوف.
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ‌- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.

أولا: المعية العامة، يدخل فيها البر والفاجر وكل من في السماوات والأرض ومابينهما ,كقوله تعالى :
{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] أي: هو معهم بعلمه وإحاطته.
ثانيا: المعية الخاصة، وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد وتختلف من عبد إلى عبد حسب طاعته وقربه من الله , وهي أكثر ورودا في القرآن، وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها، والأعمال التي يرتضيها مثل قوله:
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]
ب‌- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟

من أسباب الطغيان:
الرئاسة , و المال و العلم , إيثار الحياة الدنيا .
عاقبته: الذلة والهوان.
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] ذكر العام وهي الصلاة ثم الخاص وهي الصلاة الوسطى (العصر) لأهمية الصلاة الوسطى.
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ } [العنكبوت: 45] خص الصلاة وهي تدخل في العام لما للصلاة من الأهمية البالغة.
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] وهو جبريل, لعظيم منزلته عند الله.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.

ينفي الله الهداية عمن لا يستحقها وليس أهلا لها وهم من حقت عليه كلمة العذاب - لعنادهم، ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية، بحيث صار الظلم والفسق وصفا ملازما لهم ، ويعلم ذلك بظاهر أحوالهم وعنادهم - فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا.
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.

بين الكتاب والسنة أنه لا يخلد في النار إلا الكفار، وأن جميع المؤمنين مهما عملوا من المعاصي التي دون الكفر فإنهم لا بد أن يخرجوا منها، وذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر من باب ذكر السبب، وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع، والإيمان مانع من الخلود كما قررته الشريعة ، فالأحكام لا تتم لا بوجود شروطها وأسبابها وانتفاء موانعها.
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

جمع الله في هذه الآية أمورا كثيرة نافعة في الدين والبدن والحال والمآل، الأكل والشرب حكمه الوجوب وذلك بدلالة الأمر فالله أمر في الآية بالأكل والشرب ، وهناك قواعد في الأكل والشرب وهي:
أولا:أن الأكل والشرب مع نية امتثال أمر الله يكون عبادة.
ثانيا: أن الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة، إلا ما نص الشارع على تحريمه .
ثالثا: الإطلاق في الأمر وعدم التقييد بشيء معين يدل على أن كل أحد يأكل ما ينفعه ويناسبه ويليق به، ويوافق لغناه وفقره، ويوافق لصحته ومرضه ولعادته وعدمها.
رابعا: أن أصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه، ويقيم صحته وقوته.
ونهى الله عن الإسراف فإن السرف يضر الدين والعقل والصحة والمال, فضرره للدين ذلك أن من أسرف فقد عصى الله والمعصية تضر الدين , وأما ضرره العقلي فإن العقل يحمل صاحبه على فعل النافع فحسن التدبير في المعاش من أبلغ ما يدل على عقل صاحبه فكذلك الإسراف يستدل به على نقص العقل , وأما ضرره البدني فإن من أسرف بكثرة المأكولات والمشروبات يضر بدنه ويصيبه المرض , وأما ضرره المالي فظاهر فإن الإسراف يستدعي كثرة النفقات، ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
فهذه الآية قاعدة شرعية ثمينة في الأكل والشرب بل وكل ما يخص المرء في نفقاته.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 رجب 1442هـ/24-02-2021م, 12:00 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد مشاهدة المشاركة
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
يتضح بيان القرآن وكماله وحسن أسلوبه وتأثيره من عدة جهات:
اشتماله على العلوم النافعة:
مشتمل على علوم الدنيا والدين مما يحتاجه العباد، من علوم الأصول وعلوم الفروع والأحكام، وعلوم الأخلاق والآداب، فما من سؤال يحتاج إلى جوابه، إلا وستجد جوابه في القرآن الكريم ظاهراً أو ضمناَ، وفيه مرجع جميع الحقائق الشرعية والعقلية، ولذا لايوجد هناك حقيقةّ تناقض القرآن {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} وفي نفس الوقت لا تناقض حقائق القرآن بعضها {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
وقد أشار الىقرآن على نوعي العلوم التي هي الوسائل، والمقاصد وذلك في قوله تعالى:{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4]
فالمقاصد هو الحق الذي يقول الله في كتابه، وعلى لسان رسوله،
والوسائل، هو الهداية إلى السبيل وإلى كل علم وعمل، كما أن قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]
كمال الألفاظ والمعاني:
وكما اشتملت على العلوم والحقائق فإنها تعرض ذلك كله بأحسن الألفاظ وأبينها، وأوضح العبارات، وأحكمها، فما يستطيع أفصح الناس مجاراتها ولا الاتيان بمثلها، حار البلغاء في وصفه، وتعجب الفصحاء من حسنه وقوة تأثيره،
فتمت كلمة ربك صدقا وعدلا، صدقا في أخبارها، وعدلا في أحكامها: أوامرها ونواهيها {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، فأحكامه أحسن الأحكام وألفاظه أصدق الألفاظ وأكملها.

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
أصل الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح: وقد جعلها الله سبباّ لخيرات الدنيا والآخرة، وذلك بحسب قيام العبد بهذين الأمرين.
ويندرج تحته عددا من الأسباب:
العبودية والتوكل: وقد جعله الله تعالى سبب لكفاية الله للعبد جميع مطالبه، شاهده قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36] أي من يقوم بعبوديته ظاهرا وباطنا.
وجعل الله قوة التوكل عليه مع الإيمان: حصنا حصينا يمنع العبد من تسلط الشيطان، خصوصا إذا انضم إلى ذلك الإكثار من ذكر الله، والاستعاذة بالله من الشيطان، شاهده قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99]وقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] إلى آخرهما.
التقوى والسعي والحركة: وهي سبب الرزق، وشاهده قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3] وقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]
التقوى والإيمان وتكرار دعوة ذي النون: وهي أسبابٌ للخروج من كل كرب وضيق وشدة، شاهده {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجً، اوكذلك قوله:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
الدعاء والطمع في فضله: سببٌ لحصول جميع المطالب، دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقوله: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]
الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق: سببا يدرك به فضله، وإحسانه العاجل والآجل، شاهده الآية السابقة: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
- التوبة والاستغفار والإيمان والحسنات والمصائب مع الصبر: أسبابا لمحو الذنوب والخطايا، شاهده قوله تعالى:
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
- الصبر: سبب وآلة تدرك بها الخيرات، ويستدفع بها الكريهات، شاهده قوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]
أي: على جميع أموركم، ولما ذكر الله ما وصل إليه أهل الجنة من كمال النعيم، وزوال كل محذور، ذكر أن هذا أثر صبرهم، فقال:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد: 24] {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75]
- الصبر واليقين: وتنال بهما أعلى مقامات، وهي الإمامة في الدين، دليله قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]
- الصبر والتقوى: سببا للعواقب الحميدة والمنازل الرفيعة، شاهده قوله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
- وحسن السؤال وحسن الإنصات والتعلم والتقوى وحسن القصد: ينال بها العلم، شاهده قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]، وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] أي: نورا وعلما تفرقون به بين الحقائق كلها، وقوله: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]، وقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]
--العلم النافع: سبباّ للرفعة في الدنيا والآخرة، شاهده قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
- الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة، وأخذ الحَذر منهم: سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم، شاهده قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] وقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
- وجعل الله اليسر يتبع العسر، والفرج عند اشتداد الكرب، شاهده قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6] {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7] {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]
- الشكر: سببا للمزيد منها ومن غيرها، وكفران النعم سببا لزوالها، شاهده قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
- الجهاد: سببا للنصر، وحصول الأغراض المطلوبة من الأعداء، والوقاية من شرورهم، شاهده قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]، {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 84]
-متابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال وسائر الأحوال: أعظم سبب ينال به محبة الله تعالى، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] ومن أسبابها ما ذكره بقوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146] {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76] {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]
-جعل الله النظر إلى النعم، والفضل الذي أعطيه العبد، وغض النظر مما لم يعطه: سببا للقناعة، شاهده قوله تعالى:
{قَالَ يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]
-الله القيام بالعدل في الأمور كلها: سببا لصلاح الأحوال، وضده سببا لفسادها واختلافها، شاهده قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ - وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
- كمال إخلاص العبد لربه: سببا يدفع به عنه المعاصي وأسبابها وأنواع الفتن، شاهده قوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
-التفكر في آيات الله المتلوة، وآياته المشهودة، والمقابلة بين الحق والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة: مفتاح الإيمان واليقين شاهده قوله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] والأمر بالتفكر بالمخلوقات في عدة آيات، وقوله:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 77] فهي سبب للإيمان، والإيمان موجب للانتفاع بها.
-القيام بأمور الدين: سببا لتيسير الأمور، وعدم القيام بها سببا للتعسير، وشاهده قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10]
- كون العبد طيبا في عقيدته وخلقه وعمله: سببا لدخول الجنة، وللبشارة عند الموت، شاهده قوله تعالى: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] وقوله: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32]
-مقابلة المسيء بالإحسان، وحسن الخلق: سببا يكون به العدو صديقا، وتتمكن فيه صداقة الصديق، دليله قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] وبذلك تحصل الراحة للعبد، ويتيسر له كثير من أحواله.
-الإنفاق في محله: سببا للخلف العاجل والثواب الآجل، شاهده قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] وجعل الله لرزقه أبوابا وأسبابا متنوعة، فمتى انغلق عن العبد باب منها فلا يحزن؛ فإن الله يفتح له غيره، وقد يكون أقوى منه وأحسن، وقد يكون مثله ودونه، شاهده قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130] وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 28]
- التحرز والبعد عن الموبقات المهلكة والحذر من وسائلها: طريقا سهلا هينا لتركها، شاهده قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [البقرة: 187] [أي محارمه] {فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] أي: لا تفعلوها ولا تحوموا حولها؛ فمن رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وإذا قيل مثل هذه الآية: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] كان المراد بالحدود المحارم، وأما إذا قيل:
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] فهذه الحدود التي حددها الله للمباحات، فعلى العبد أن لا يتجاوزها؛ لأنه إذا تجاوز المباح وقع في المحرَّم، فافهم الفرق بين الأمرين.
ما تتضمنه هذه الآية {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] من الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن: سبباّ وحيداّ للثمرات الجليلة للدعوة الى سبيل الله:

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة:
التبصرة علم، والتذكرة،ثمرة العلم وهو العمل، ذلك أن العلم التام النافع يتم عبر أمور:
التفكر أولا في آيات الله المتلوة والمشهودة،
فإذا تفكر أدرك ما تفكر فيه بحسب فهمه وذكائه
فعرف ما تفكر فيه وفهمه، وهذا هو التبصرة،
فإذا علمه عمل به، اعتقاداّ كان فيعتقده ويؤمن به، أو عملاّ قلبياّ أو قولياّ أو بدنياّ أو ما يجمع بينهم، فهذا هو التذكر، وهو التذكرة، وهو يتضمن معرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه.
2. العلم واليقين.
العلم: هو تصور المعلومات على ما هي عليه، ولهذا يقال: العلم ما قام عليه الدليل، والعلم النافع: ما كان مأخوذا عن الرسول.
واليقين أهو علم موصوفٌ بأمرين:
أحدهما: أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك والموانع،
ويكون علم يقين إذا ثبت بالخبر، وعين يقين إذا شاهدته العين والبصر، ولهذا يقال: ليس الخبر كالمعاينة، وحق يقين إذا ذاقه العبد وتحقق به.
الأمر الثاني: أن اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله، والطمأنينة بذكر الله، والصبر على المكاره، والقوة في أمر الله، والشجاعة القولية والفعلية، والاستحلاء للطاعات، وأن يهون على العبد في ذات الله المشقات وتحمل الكريهات.
3. الخوف والخشية
معناهما متقارب، وأحدهما أعم من الآخر، فالخوف هو شعور يمنع العبد عن اقتراف محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد عليه في أن الخوف يكون مقروناً بمعرفة الله، كما قال تعالى: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء).

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.

المعية نوعان:
معية عامة
معية خاصة
-المعية العامة هي:
معية الله للناس جميعاّ بعلمه وإحاطته بهم، كما قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] أي: هو معهم بعلمه وإحاطته.
-المعية الخاصة:
معية الله لأولياءه وللمؤمنين وذلك بنصره وتأييده لهم
وهي الأكثر ورودا في القرآن، وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها، والأعمال التي يرتضيها مثل قوله:
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194] ومع المحسنين ومع الصابرين.وكمعيته للنبي وأبي بكر{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ولموسى:{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
سبب الطغيان أن الإنسان إذا مسته سراء فرح وظن أنه قد استغنى وامتلك كل شيء، فيحمله ذلك على الكفر والاجتراء والطغيان كما بين ذلك في قوله تعالى {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى - أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]
والطغيان قد يكون في الرئاسة وفي المال وهذان يقودان للكبر والبطر والبغي على الحق والخلق كما في قوله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]
أما عاقبة الطغيان فهي الخزي والعقوبة والهوان في الدنيا، وكذا العذاب الأليم في الآخرة، كما أخبر القرآن عن قارون الذي طغى وتجبر على قومه فخسف الله به وبداره الأرض ولم ينفعه ماله ولا أنصاره شيئاً وجعل عبرةً، وفي الآخرة ليس له إلا النار، وقبله فرعون الذي طغا في رئاسته وماله فأغرقه الله وأخزاه وله عذاب أليم حتى تقوم الساعة فيدخله الله النار، وهذا هو عاقبة الطغيان والطغاة.

السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
رد في القرآن آيات عامة عطف عليه بعض أفرادها الداخلة فيها، وذلك يدل على فضيلة المخصوص وآكديته، وأن له من المزايا ما أوجب النص عليه مثل قوله:
قوله تعالى:{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98] في الآية دلالة على فضيلة لجبريل وميكال على سائر الملائكة وتشريفهم، وكذا قوله" {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] وهو جبريل.
-{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] أي صلاة الظهر عطفت على الصلوات تأكيدا لها وتنبيها عليها وعدم التفريط فيها.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.

أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه:
{لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258]، و{لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 108]
وذلك أن الله تعالى يعلم من يصلح للهداية ومن لا يصلح لهدايته ولا يستحقها، لما في نفسه من العناد والكبر، فؤلاء من حقت عليه كلمة العذاب كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97]
حتى صار الظلم والفسق وصفا لهم، ملازما غير قابل للزوال، وفي ذلك عقوبة لهم لإصرارهم، وعدم اتباعهم للحق فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا، والجرم جرمهم، فإنهم رأوا سبيل الرشد فزهدوا فيه، ورأوا سبيل الغي فرغبوا فيه، واتخذوا الشياطين أولياء من دون الله.

2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
ورد في القرآن عدد من الآيات التي يدل ظاهرها على أن بعض مرتكبي الكبائر التي لا تصل على حد الكفر يخلدون في النار
من مثل
- قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]
- وقوله{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
- قوله{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
وهناك آيات ونصوص من الكتاب والسنة متواترة على أنه لا يخلد في النار إلا الكفار:
فبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: أجمع السلف على أن المسلمين لا يخلدون في النار وأنه يخرج من النار من يدخلها من المسلمين من أصحاب الكبائر.
أما الآيات التي وردت في بعض مرتكبي الكبائر فإنها ترد إلى الأصل المجمع عليه بين سلف الأمة من أنه يخرج من النار كل من كان في قلبه ذرة من إيمان،
ويمكن توجيه ما ورد من نصوص في تخليد مرتكبي الكبيرة على أن ذلك مقيد بحال وجود الشرط والسبب وانتفاء الموانع كما هو الأصل المجمع عليه من السلف، فذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر هو من باب ذكر السبب، وأنها لشناعتها قد تكون سبباً للخلود في النار، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع، ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الإيمان مانع من الخلود،
-ثم إن بعض الآيات المذكورة فيها ما يدل على أن الخطيئة المراد بها الكفر؛ لأن قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] دليل على ذلك؛ لأن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها، بل لا بد أن يكون معه إيمان يمنع من إحاطتها، وكذلك قوله:
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14]
فالمعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر، ومن المعلوم أنه إذا دخل فيها الكفر زال الإشكال.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
هذه الآية على وجازتها جمعت عدداً من علوم الدين والدنيا، وفيها إرشادٌ إلى ما ينفع العباد ويصلح لهم في مأكلهم ومشربهم
فأمر بالأكل والشرب، لكن باعتدال واقتصاد ودون اسراف، وفي هذا عدداً الفوائد:
1- أنه لا يحل لمسلمٍ أن يترك الأكل والشرب فالأمر للوجوب في الآية، كما أنه لا يتمكن من ذلك قدراً مادام عقله معه، وإذا احتسب العبد مع ذلك امتثال أمر الله في الأكل والشرب يكون له عبادة.
2- إطلاق الأكل والشرب يدل على أن الأصل في المأكول والمشرب هو الإباحة.
كما فيه دلالة على أن على كل امرء أن يختار مما يناسبه من المطعومات حسب ما يناسبه وينفعه في صحته وبدنه، و ما يليق بفقره أوغناه
ثم نهى عن الإسراف بإطلاق، لأن الإسراف مذموم مطلقاً في كل شيء، وخاصة في المأكل المشرب وذلك لأنه لا ضرره ليس متعلقاً بالمال فحسب، بل يعم البدن، والعقل، والدين أيضاً، وبيان ذلك في مايلي:
-على البدن والصحة:
ذلك أن أصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه، ويقيم صحته وقوته، لأن الغذاء هو المؤثر الأول على صحة الإنسان فإذا أسرف فيها انضر بدنه واعتراه أمراض خطرة، وكثير من الأمراض إنما تحدث بسبب الإسراف في الغذاء،
-ثم إنه ينضرُّ أيضا من وجه آخر، فإن من عوَّد بدنه شيئا اعتاده، فإذا عوَّده كثرة الأكل أو أكل الأطعمة المتنوعة فربما تعذرت في بعض الأحوال لفقر أو غيره، وحينئذ يفقد البدن ما كان معتادا له فتنحرف صحته.
-على المال:
لأنه من التدبير الحسن، في المعيشة، وادارة صرف الأموال. والإسراف يستدعي كثرة النفقات، ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] أي: تلام على ما فعلت؛ لأنه في غير طريقه، (مَحْسُورًا) : فارغ اليد،
-على العقل:
وأما ضرره العقلي فإن العقل يحمل صاحبه أن يفعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي، ويوجب له أن يدبر حياته ومعاشه؛ ولهذا كان حسن التدبير في المعاش من أبلغ ما يدل على عقل صاحبه، فمن تعدى الطور النافع إلى طور الإسراف الضار فلا ريب أن ذلك لنقص عقله، فإنه يستدل على نقص العقل بسوء التدبير،
وكما أن الغذاء ذاته يؤثر على صحة البدن، فإن العقل مرتبط به، فصحة البدن مؤثرة في صحة العقل ونشاطه وتركيزه، وإذا أسرف الإنسان في طعامه فإن ذلك يدعوا الى بلادة الذهن، وضعف انتباهه، فيضيع بذلك أمور كثيرة مما ينفعه.

-على الدين:
أما ضرره الديني فكل من ارتكب ما نهى الله ورسوله عنه فقد انجرح دينه، وعليه أن يداوي هذا الجرح بالتوبة والرجوع، ثم إذا تضرر بدنه يعود ذلك على طاعاته ونشاطه فيها، وربما يركن على الراحة والكسل والدنيا.

-ثم أخبر تعالى أنه لا يجب المسرفين وفي ذلك إثبات صفة المحبة لله، فنفى حبه للمسرفين، من جملة من لا يحبهم الله تعالى، وفي هذا تنفير عن الاسراف، وتنفير عن المسرفين أيضاً، فمن لا يحبه الله لايحبه عباده

التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 رجب 1442هـ/24-02-2021م, 12:11 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.


القرآن تبيان لكل شيء({الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، فقد جمع من العلوم كل ما يحتاجه الخلق ، وهو الذي يرجع إليه المسلمون في كل الحقائق الشرعية والعقلية، ولاتناقض بين العقل الصريح والنقل الصحيح ؛ فإنه {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] وقال الله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
وقال الله : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9
إن ألفاظ القرآن أوضح الألفاظ وأبلغها وأحسنها تفسيرا ,ومعانيه كلها حق، {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50] [هذه الآية تدل على الأحكام وكمالها، ومن الأدلة على قوة التأثير وحسن الأسلوب
قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}]

ومما يتميز به القرآن الاعجاز العظيم ومن اعجازه أن جمع بين المتقابلات العامة، وذلك لكمال هذا الكتاب وأحكامه كما في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]
فإن البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، والتقوى اسم جامع لما يجب اتقاؤه من جميع المآثم والمضار.
فالإثم المعاصي المتعلقة بحقوق الله، والعدوان البغي على الخلق في الدماء والأموال والأعراض والحقوق.
وكذلك قوله تعالى:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
حيث جمع بين زاد سفر الدنيا، وزاد سفر الآخرة بالتقوى.
وفي قوله تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]
جمع لهم بين نعيم الظاهر بالنضرة والحسن والبهاء ونعيم الباطن بكمال الفرح والسرور.
وهذا كثير في القرآن العظيم مما يصعب حصره.
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
ذكر الشيخ أسبابا كثيرة منها:
1. أصل الأسباب وأولها :الإيمان والعمل الصالح , [سبب لتحصيل خيرات الدنيا والآخرة على العموم] والإخلاص لله في العبادة ، وقد ذكر الله في القرآن من هذا شيئا كثيرا جدا.
2. متابعة النبي صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] [سبب لمحبة الله عز وجل]
3. العبودية والتوكل فهما سببا لكفاية الله للعبد جميع مطالبه، قال تعالى:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
4. التقوى والسعي والحركة سببا للرزق، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]
5. الإيمان وتكرار دعوة ذي النون سببا للخروج من كل كرب وضيق وشدة، قال سبحانه:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
6. الدعاء والطمع في فضله سببا لحصول جميع المطالب، دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
7. الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق ,قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله:
8. التوبة والاستغفار قال تعالى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
9. الصبر سببا وآلة تدرك بها الخيرات، ويستدفع بها الكريهات،قال تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]
10. :طلب العلم ومايتبعه من حسن السؤال وأدب الطلب , {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] وقوله :{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]
11. :الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
12. :الشكر سببا لزيادة النعم , قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
13. : الجهاد سببا للنصر، وحصول الأغراض المطلوبة من الأعداء، قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]
14. :القيام بالعدل في الأمور كلها سببا لصلاح الأحوال, قال تعالى( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
15. :التفكر في آيات الله الشرعية والكونية , قال تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
-التبصرة : هي العلم بالشيء والتبصر فيه، والتذكرة : هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا.
-التبصرة تأتي بعد التفكر , والتذكرة: بعد التبصرة .
-كلها من مراتب العلم النافع.
2. العلم واليقين
العلم على درجات، فمن أعلى درجات العلم، ومن أكملها، وأرفعها، وأقواها، وأثبتها درجة اليقين , وحقيقة اليقين هو العلم الثابت الراسخ التام المثمر للعمل القلبي والعمل البدني.
واليقين له آثار ثلاثة:
علم اليقين , وعين اليقين , وحق اليقين
فإذا وصل العبد إلى درجة اليقين اطمأن قلبه وسكن بذكر الله وطاعته.
2. الخوف والخشية
الخشية أعلى من الخوف فهي خوف وزيادة.
الخوف قد يكون من الله ومن غيره, أما الخشية فلا تكون إلا من الله وحده. [ما دليلكِ على ذلك؟ وقد قال تعالى: {فلا تخشوهم واخشون} وقال: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه}، وكلاهما من العبادات إذا اقترنا بالمعاني التعبدية من الذل والخضوع والمحبة، فإذا كان على هذه الصفة فهي من العبادات التي لا يجوز صرفه لغير الله تعالى، أما الخوف الطبيعي فله تفصيل آخر في كتب العقيدة لبيان ما يجوز منه وما لا يجوز]
الخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد أن خوفه مقرون بمعرفة الله. [وهذه هي الزيادة التي أشرتِ إليها أعلاه]
الخوف.
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ‌- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.

أولا: المعية العامة، يدخل فيها البر والفاجر وكل من في السماوات والأرض ومابينهما ,كقوله تعالى :
{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] أي: هو معهم بعلمه وإحاطته.
ثانيا: المعية الخاصة، وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد وتختلف من عبد إلى عبد حسب طاعته وقربه من الله , وهي أكثر ورودا في القرآن، وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها، والأعمال التي يرتضيها مثل قوله:
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]
ب‌- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟

من أسباب الطغيان:
الرئاسة , و المال و العلم , إيثار الحياة الدنيا .
عاقبته: الذلة والهوان. [لو فصلتِ بذكر بعض الشواهد من القرآن]
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] ذكر العام وهي الصلاة ثم الخاص وهي الصلاة الوسطى (العصر) لأهمية الصلاة الوسطى.
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ } [العنكبوت: 45] خص الصلاة وهي تدخل في العام لما للصلاة من الأهمية البالغة.
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] وهو جبريل, لعظيم منزلته عند الله.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.

ينفي الله الهداية عمن لا يستحقها وليس أهلا لها وهم من حقت عليه كلمة العذاب - لعنادهم، ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية، بحيث صار الظلم والفسق وصفا ملازما لهم ، ويعلم ذلك بظاهر أحوالهم وعنادهم - فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا. [أحسنتِ، ويفضل ذكر الدليل من القرآن على إجابتكِ]
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.

بين الكتاب والسنة أنه لا يخلد في النار إلا الكفار، وأن جميع المؤمنين مهما عملوا من المعاصي التي دون الكفر فإنهم لا بد أن يخرجوا منها، وذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر من باب ذكر السبب، وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع، والإيمان مانع من الخلود كما قررته الشريعة ، فالأحكام لا تتم لا بوجود شروطها وأسبابها وانتفاء موانعها.
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

جمع الله في هذه الآية أمورا كثيرة نافعة في الدين والبدن والحال والمآل، الأكل والشرب حكمه الوجوب وذلك بدلالة الأمر فالله أمر في الآية بالأكل والشرب ، وهناك قواعد في الأكل والشرب وهي:
أولا:أن الأكل والشرب مع نية امتثال أمر الله يكون عبادة.
ثانيا: أن الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة، إلا ما نص الشارع على تحريمه .
ثالثا: الإطلاق في الأمر وعدم التقييد بشيء معين يدل على أن كل أحد يأكل ما ينفعه ويناسبه ويليق به، ويوافق لغناه وفقره، ويوافق لصحته ومرضه ولعادته وعدمها.
رابعا: أن أصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه، ويقيم صحته وقوته.
ونهى الله عن الإسراف فإن السرف يضر الدين والعقل والصحة والمال, فضرره للدين ذلك أن من أسرف فقد عصى الله والمعصية تضر الدين , وأما ضرره العقلي فإن العقل يحمل صاحبه على فعل النافع فحسن التدبير في المعاش من أبلغ ما يدل على عقل صاحبه فكذلك الإسراف يستدل به على نقص العقل , وأما ضرره البدني فإن من أسرف بكثرة المأكولات والمشروبات يضر بدنه ويصيبه المرض , وأما ضرره المالي فظاهر فإن الإسراف يستدعي كثرة النفقات، ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
فهذه الآية قاعدة شرعية ثمينة في الأكل والشرب بل وكل ما يخص المرء في نفقاته.

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 رجب 1442هـ/24-02-2021م, 12:19 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

أنواع القلوب هي :
1- القلب الصحيح السليم من جميع الافات وهو القلب الذي صحت قوته العلمية والعملية وعرف الحق واجتنب الباطل وصاحبه من أولي الابصار والنهى والمخبت لله والمنيب إليه
2- القلب المريض وهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما
ويصيبه نوعان من الامراض :
أ‌- مرض الشبهات والشكوك وهو مرض المنافقين لأنه اختل علمهم فبقيت قلوبهم في شك ولم تتجه للخير فاهلكها مرضها
ب‌- مرض الشهوات وبه تختل قوة القلب العملية لأن القلب يميل إلي المعاصي ويكون سريع الافتتان بالفتن كما قال تعالى [ فيطمع الذي في قلبه مرض ] بعكس القلب السليم الذي يميل إلي الخير
3- القلب القاسي الذي لا يلين لمعرفة الحق وإن عرفه لا ينقاد له فلا يتأثر بالمواعظ أما لقسوة قلبه أصليا أو بسبب اتباعه لعقائد منحرفه يخشى مخالفتها أو بسبب كلاي وتكون عقوبة هذا الران والاكنة والاغطية التي تكون على القلب فيسد عنه طرق الهداية التي تكبر عنها وردها فيطبع على قلبه ويختم عليه وتحيط به الذنوب ويحجب عنه الحق . [ويقابله القلب اللين]
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
ثلاثة أقسام :
القسم الأول : المنقادون والملتزمون بفعل المأمورات وترك المنهيات السابقون للخيرات فهؤلاء يكتفي ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض
القسم الثاني : الغافلين المنشغلين بأمور تصد عن الحق فهؤلاء مع ه1ا التعليم يدعون بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب
والقسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون ويناصرون الباطل على الحق فهؤلاء لابد أن يسلك معهم طريق المجادلة بالتى هي أحسن
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام : هو استسلام القلب لله وإنابته والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة
الإيمان : هو التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح، ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا والإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام وكذلك بالعكس وإذا جمع بين الإيمان والإسلام فسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها، الظاهرة والباطنة.
2- الفرح المحمود والفرح المذموم
1- فرح محمود وهو الفرح بالعلم والعمل بالقران والإسلام مثل قوله تعالى [ {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] وفرح بثواب الله تعالى كما في قوله تعالى [{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170
2- وفرح مذموم مثل الفرح بالباطل وبالدنيا ورياستها وبالانشغال عن الدين بالدنيا كما في قوله تعالى [ إنه لفرح فخور ]هود 10وقوله [ لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ]القصص 76

3. التوبة والاستغفار
1- التوبة : هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى وعزما على أن لا يعود 2- الاستغفار: طلب المغفرة من الله فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.

أنواع الهداية:
1- هداية العلم والإرشاد والتعليم ، قال تعالى [ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52وهي مثبته للرسول عليه الصلاة والسلام ولكل من له تعليم وإرشاد للخلق قال تعالى [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73]
2- هداية التوفيق وجعل الهدى في القلب وهذه مختصة بالله تعالى فكما لايخلق ولا يرزق زلا [ولا] يحيي زلا يميت إلا الله فلا يهدي إلا الله قال تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن الله يهدي من يشاء } [القصص: 56

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح في القران يفيد فائدتين :
1- نفي ذللك النقص المصرح به
2- إثبات ضده ونقيضه
3- فالله سبحانه نفي الشرك في مواضع متعددة فيقتضي هذا توحده بالكمال المطلق وأنه لا شريك له في ربوبيته وإلهيته واسمائه وصفاته وأيضا نفى عن نفسه السنة والنوم والموت لكمال حياته وقيوميته
وكذلك نفى عن كتابه القران الريب والعوج والشك وذلك يدل على أنه الحق في أخباره وأحكامه
وأيضا نفى عن نبيه عليه الصلاة والسلام الضلال قال تعالى [ ما ضل صاحبكم وما غوى ]
وكذلك نفى عن اهل الجنة الحزن والكدر والموت فيدل ذلك على كمال سرورهم وفرحهم وكمال حياتهم وتمام نعيمهم الروحي والقلبي والبدني
وعكس هذا ما نفى القران عنه صفات الكمال فإنه يثبت له ضد ذلك من النقص كما نفى عن الهة المشركين جميع الكمالات القولية والفعلية والذاتية مما يدل على نقصها وأنها لا تستحق العبادة [وهذا خارج عن السؤال المطلوب، لأن السؤال عن مقام المدح]

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
مثال ذلك قوله تعالى [فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227
فيستفاد أن الفيئة يحبها الله وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه وأن الطلاق كريه إلى الله وأما المؤلي إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على ما فعل من السبب وهو الإيلاء والمسبب، وهو ما ترتب عليه ومثل هذا قوله تعالى:
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34]
أي: فإنكم إذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله وقد يصرح الله بالحكم ويعلله بذكر الأسماء الحسنى المناسبة له.
الحكمة هي : أنه إذا علم ذلك الاسم وعلمت آثاره عُلم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم وهذا إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة، وليعلموا أنها الأصل في الخلق والأمر وأن الخلق والأمر من آثار أسمائه الحسنى

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
فهنا الأمر باللين مع بعض الكفار إذا كان في مقام الدعوة للكافرين لما يترتب عليه من المصالح وفي مواضع أخرى تكون الحكمة في استعمال الغلظة كما في قوله تعالى {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9] لأن المقام هنا مقام لا تفيد في الدعوة بل يتعين فيه القتال فالغلظة فيه من تمام القتال
وقد جمع الله بين الأمرين في وصف خواص الأمة قال تعالى {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
الجواب خطاب بعضهم لبعض من وجهين أوجههما تقييد هذه المواضع بقوله:
{لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]
الوجه الأول : إثبات الكلام المتعدد من الخلق يوم القيامة تبع لإذن الله لهم في ذلك ونفي التساؤل والكلام في الحالة التي لم يؤذن لهم.
الوجه الثاني: ما قاله كثير من المفسرين: إن القيامة لها أحوال ومقامات ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون وفي بعضها لا يتكلمون وهذا الوجه لا ينافي الأول فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.


السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

فائدة: قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9]
قال تعالى [لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ] يخبرنا الله عزوجل أنه بسبب دعوة الرسول لكم وتعليمه لكم ما ينفعكم أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله المستلزم لطاعتهما في جميع الأمور
وقوله تعالى [وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ] أي تعظموه وتجلوه وتقوموا بحقوقه كما كانت له المنة العظيمة برقابكم
وقوله تعالى [ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا] أي تسبحوا الله أول النهار وأخره
فهنا جمع الله فيها الحقوق الثلاثة: الحق المختص بالله الذي لا يصلح لغيره، وهو العبادة في قوله: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9] والحق المختص بالرسول، وهو التوقير والتعزير، والحق المشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله.

التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir