دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 5 جمادى الأولى 1442هـ/19-12-2020م, 08:37 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

الرسالة التفسيرية
موضوعها معنى الآية ( و لو ألقى معاذيره )

عناصر الرسالة :
1- مدخل لتفسير الآية .
2- المعنى اللغوي لكلمة ألقى.
3- المعنى اللغوى لكلمة معاذيره.
4- أقوال السلف في معنى معاذيره.
5- أقوال المفسرين في معنى معاذيره.
6- ترجيح بن جرير و سببه.
7- ترجيح بن كثير و سببه .
8- عرض لبعض أقوال المفسرين.
9- إعراب الآية
10- المعنى الإجمالي للآية على القول الأول
11- المعنى الإجمالي للآية على القول الثاني
12- التعقيب على الأقوال
13- خاتمة

قال تعالى: (وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)
عند النظر في معنى هذه الآية نجد أنه قد ذُكِرَ في معنى الآية تفسران ، و القولان انطلقا من المعنى اللغوي لكلاً من كلمة ألقى و كلمة معاذيره ، سيتم استعراضهما بالأدلة فيما يلي .
هناك عدة معان لغوية لكلمة (ألقى) منها ؛ طرح و رمى ، أرخى ، كما ذُكر في المعاجم اللغوية ، و ذكر الضحاك المعنى أرخى ، كما ذكر ذلك عنه بن كثير ، و قال الفراء : معنى الإلقاء : القول ، كما قال : ( فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون )( النحل - 86 ) ، و يتم اختيار المعنى المناسب حسب سياق الكلام و مناسبته للمعنى العام للجملة .
أما معنى معاذيره في اللغة ؛ فهي تعود للجذر عذر و ذكر الأصفهاني في مفردات القرآن معنى عذر : عذر العذر: تحري الإنسان ما يمحو به ذنوبه.
وقال :يقال: عذر وعذر، وذلك على ثلاثة أضرب: إما أن يقول: لم أفعل، أو يقول: فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا، أو يقول: فعلت ولا أعود، ونحو ذلك من المقال ، وعُذْر؛ حُجَّةٌ يُتأسَّف بها لرفع اللَّوم والحرج ، و قال الفراء مثل هذا القول .
و قال صاحب الميزان وقوله: ﴿ولو ألقى معاذيره﴾ المعاذير جمع معذرة وهي ذكر موانع تقطع عن الفعل المطلوب.
فيكون حاصل هذه الأقوال في المعنى أن معاذيره جمع معذرة و هي حججه و أعذاره و أقواله التي يتقي بها العذاب و يجادل بها .
و قد وافق هذا القول قول عدد من السلف ، و المفسرين و من أمثلتها ما رواه بن جرير عن ابن عباس : ( ولو ألقى معاذيره ) يعني الاعتذار ، ألم تسمع أنه قال : [ ص: 64 ] ( لا ينفع الظالمين معذرتهم ) وقال الله : ( وألقوا إلى الله يومئذ السلم ) ، ( كنا نعمل من سوء ) . وقولهم : ( والله ربنا ما كنا مشركين ).
و كذا قاله سعيد بن جبير وقال مجاهد قريب منه : ولو جادل عنها .
و ما قاله ابن زيد : معاذيرهم التي يعتذرون بها يوم القيامة فلا ينتفعون بها ، قال : ( يوم لا يؤذن لهم فيعتذرون ) ويوم يؤذن لهم فيعتذرون فلا تنفعهم ويعتذرون بالكذب .
و من المفسرين الذين رجحوا هذا القول بن جرير(310) حيث قال (وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ) و بين سبب ترجيحه ، أن ذلك أشبه المعاني بظاهر التنزيل ، وذلك أن الله جل ثناؤه أخبر عن الإنسان أن عليه شاهدا من نفسه بقوله : ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) فكان الذي هو أولى أن يتبع ذلك ، ولو جادل عنها بالباطل ، واعتذر بغير الحق ، فشهادة نفسه عليه به أحق وأولى من اعتذاره بالباطل.
و رجحه أيضاً بن كثير ، و عقب بقوله : ( والصّحيح قول مجاهدٍ وأصحابه، كقوله: {ثمّ لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23] وكقوله {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنّهم هم الكاذبون} [المجادلة: 18] .
و نذكر بعض من أقوال بعض أقوال المفسرين في هذا المعنى ، حيث أرجعوه للمعنى اللغوي:
قال السيوطي في الجلالين: جمع معذرة على غير قياس.
و قال الألوسي ( 1217هجري) : والمعاذير جمع معذرة بمعنى العذر على خلاف القياس والقياس معاذر بغير ياء وأطلق عليه الزمخشري اسم الجمع كعادته في إطلاق ذلك على الجموع المخالفة للقياس وإلا فهو ليس من أبنية اسم الجمع و هو ما قاله بن عاشور( هجري1393) في التحرير و التنوير.
و أضاف الألوسي ما قاله صاحب الفرائد: يمكن أن يقال الأصل فيه معاذر فحصلت الياء من إشباع الكسرة وهو كما ترى أو جمع معذار على القياس وهو بمعنى العذر، وتعقب بأنه بهذا المعنى لم يسمع من الثقات.
و هذا القول أيضاً هو مفهوم كلام كلاً من : البغوي(516) بن العربي ( 543 هجري ) في أحكام القرآن و السيوطي ( 849 هجري )في الجلالين و السعدي ( 1376) و ، كما قال بهذا القول كلاً من الأشقر ( 1431)، الطنطاوي ( 1431 هجري ) في الوسيط و عدداً آخر من المفسرين.
أما القول الثاني : معنى معاذيره أي ستوره، فيكون معنى ألقى أي أرخى و كأنه يريد أن يخفي عمله.
ذكره بن جرير و استدل بقول السدي : ولو أرخى الستور ، وأغلق الأبواب .
وقاله كذلك الضحاك وقال : المعاذير : الستور ، واحدها معذار ، و قال الطنطاوي تعقيباً على هذا القول : إن صح فلأنه يمنع رؤية المحتجب ، كما تمنع المعذرة عقوبة المذنب .
قاله البغوي ( 510)، وبن العربي( 543 هجري ) و قاله واختاره النسفي ( 710) وقاله بن عاشور( هجري1393) و ساوى بين المعنين صاحب الميزان ( 1402) فقال
وقيل: المعاذير جمع معذار وهو الستر، والمعنى وإن أرخى الستور ليخفي ما عمل فإن نفسه شاهدة عليه ومآل الوجهين واحد.
كما ذكر بن جرير قولاً عن بن عباس يعود لنفس المعنى : لو ألقى ثيابه و هي من الستر ، و عبر البغوي في تفسيره عن الإرخاء بالإسبال .
و ذكر بن جرير قولاً ثالثاً غير الأقوال السابقة في معنى ألقى معاذيره فروى عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن ابن عباس ، في قوله : ( ولو ألقى معاذيره ) قال : لو تجرد .
و لعل هذا المعنى يعني تجرد من أكاذيبه و كبره و شركه و لكنه لم يُذكر من غير هذا الوجه .
و مما سبق ذكره نخلُص إلى أن المعنى انحصر في معنيين ، كان هناك اجماع من عدد كبير من المفسرين على المعنى الأول ، مع اختلاف سبب الترجيح عند كلٍ منهم .
و لبيان معنى الآية في سياقها القرآني لا بد من بيان أمرين :
1- الأول : نوع الأسلوب و إعرابه.
2- مناسبة الآية للآيات .
أولاً : الأسلوب أسلوب شرط ؛ لو : شرطية غير جازمة ، و ألقى فعل الشرط وجواب الشرط محذوف تقدير الكلام معه يكون : ولو القى معاذيره ما قُبلت و ما عُذر.
ثانياً : مناسبة الآية للآية التي تسبقها (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (، و هو ما سيتبين أثناء بيان المعنى العام .
معنى الآية :
1- المعنى العام للآية بناءً على القول الأول : أن الإنسان على نفسه بصيرة و لو جاء بأعذار و و حجج و جادل بالباطل ، طلباً للنجاة من العقاب ، فلا عذر يقبل و لا حجة لها أثر ، فقد فات أوان الاعتذار ، لأن الحجة قائمة عليه ؛ بنفسه و جوارحه و بما كتبه الحفظة الكتبة ، فهيهات هيهات أن يفر من العذاب الذي استحقه بعمله و يقال له يومئذٍ (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) و يقال له (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [يونس: 91].
و بما أن معاذيره جمع يدل على العموم ، فذلك يفتح الباب لجميع الأعذار ، من أمثلة معاذيرهم الباطلة في موقف الحساب قولهم : { رب ارجعون لعليَ أعْمَلُ صالحاً فيما تركتُ } [ المؤمنون : 99 ، 100 ] ومنها قولهم : { ما جاءَنا من بشير } [ المائدة : 19 ] وقولهم : { هؤلاء أضَلونا } [ الأعراف : 38 ] ، ( أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )[25].) ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا . رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا )[43].و غيرها من الأعذار الواهية و الأقوال الكاذبة ، هي من ضلالهم الذي ضلوه في الحياة الدنيا ، و كبرهم.
2- أما القول الثاني في المعنى العام ( ألقى معاذيره ) : أي أنه نفسه عليه بصيرة و لو أرخى ستوره عليه و غلق الأبواب .
وبين بن عاشور الجانب البلاغي في هذا التعبير فقال : أن معاذير هُنا جمع مِعْذار بكسر الميم وهو السِتر بلغة اليمن يكون الإِلقاء مستعملاً في المعنى الحقيقي ، أي الإِرخاء ، وتكون الاستعارة في المعاذير بتشبيه جحد الذنوب كذباً بإلقاء الستر على الأمر المراد حجبه ، و هذا البيان من بن عاشور قريبٌ منه ما قاله الطنطاوي في الوسيط ( فإن صح فلأنه يمنع رؤية المحتجب ، كما تمنع المعذرة عقوبة المذنب) .
و لعل ما ذكره الألوسي في تفسيره من أجمل ما بين معنى الآية مبنياً على هذا القول ، فقد بين المعنى و مناسبته لجميع الأقوال في الآية ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) ، بكلمات وجيزة و أسلوب غني ، فقال بعد أن نسب القول للضحاك و الجاج : أن المعنى ؛أن احتجابه في الدنيا واستتاره لا يغني عنه شيئا لأن عليه من نفسه بصيرة وفيه تلويح إلى معنى قوله تعالى وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم [فصلت: 22] الآية.
وقيل البصيرة عليه الكاتبان يكتبان ما يكون من خير أو شر، فالمعنى بل الإنسان عليه كاتبان يكتبان أعماله ولو تستر بالستور ولا يكون في الكلام على هذا شائبة تجريد ،و بين وجه التعبير بالإلقاء و مناسبتها للمعنى المراد من المعاذير ، فقال : والإلقاء على إرادة الستور ظاهر وأما على إرادة الأعذار فقيل شبه المجيء بالعذر بإلقاء الدلو في البئر للاستقاء به فيكون فيه تشبيه ما يراد بذلك بالماء المروي للعطش ويشير إلى هذا قول السدي في ذلك ولو أدلى بحجة وعذر وقيل المعنى ولو رمى بأعذاره وطرحها واستسلم وقيل ولو أحال بعضهم على بعض كما يقول بعضهم لبعض لولا أنتم لكنا مؤمنين [سبأ: 31].
و بذكر قول الألوسي نكون جمعنا جميع ما قيل في هذه الآية ، و يتبين أن القول الأول هو المناسب لسياق الآيات و القول الثاني مع صحته فهو لا يناسب السياق ، و لكن هل يمكن الجمع بين القولين ، لأنه لا يوجد تعارض بينهما و لا يوجد ما يمنع الجمع بينهما؟
قال بذلك صاحب الميزان ، فمآل المعنيان واحد ، و لعل بيان الألولسي في تفسيره يُقرب المعنى الثاني من سياق الآيات و لظاهر التنزيل ، و على قول الطنطاوي بجوازه إن صح ، و لم أجد ما يُشيرإلى صحة أو ضعف الأقوال التي ذُكرت في القول الثاني، و لكن بن كثير ذكر القول الثاني و ذكر قائليه ، و لم يفنده و يُعقب عليه بصحة أو ضعف ، و قال أن القول الأول هو الصحيح ،و هذا قد يكون إشارة إلى ضعف الأقوال الثانية ، دون تصريح بذلك و بيان أسبابه ، لذا من الممكن أن يجمع بين المعنين فلا يوجد ما يمنع و في الجمع زيادة معنى .
و ختاماً :في الآيتين تنبيه ووعيد : على كل نفس أن تعي الأمر و تدرك اللحظة الفارقة ، فاليوم عمل ولا حساب ، و غداً حساب و لا عمل ، و لا هرب من عمل كان و لا من ذنب أذنب ، فلا ستر يستره و لا عذر يقبل ،و في الآيتين بيان أن الإِنسان لن يستطيع أن يهرب من نتائج عمله مهما حاول ذلك ، لأن نفسه و جوارحه شاهدة عليه ، فالله الله في دينكم يا طلاب العلم ، لا تضيعوا الأوقات و لا تبذلوا للدنيا واجتنبوا ذنوب الخلوات ، فلا ساتر يمنعك من الله في الدنيا و في الآخرة ، لا تبيعوا الغالي بالرخيص ، فلا مفر و لا أعذار، و لا تكونوا ممن يقولون (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ) ، فيكون الخذلان و نعوذ بالله من ان تكونوا من أهله .

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir