دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1441هـ/9-08-2020م, 07:17 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي نشر بحث اجتياز المستوى السادس

نشر بحث اجتياز المستوى السادس


يُنشر البحث بصورته النهائية في هذا الموضوع ويصحح في صفحات الاختبارات.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 04:40 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم .
بحث اجتياز المستوى السادس .
عنوان البحث :-
رسالة تفسيرية بإسلوب التقرير العلمي ، حول قوله تعالى " وإذا فرقنا بكم البحر فأنجيناكم و أغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون " ،سورة البقرة الآية :50 .
- مع بيان أحكام ما ورد فيها من روايات إسرائيلية .
الحمدلله رب العالمين ، و أصلي و أسلم على خاتم النبيين، وإمام المرسلين، نبينا محمد ،وعلى آله و صحبه أجمعين ،و بعد:
فهذه الرسالة التفسيرية تتناول ما يلي :-
أولا:- مقدمة .
ثانيا : تفسير الآية بإسلوب التقرير العلمي .
ثالثا:- بيان أحكام الروايات الإسرائيلية الواردة في الآية.

المقدمة .
يخبر الله سبحانه و تعالى في سياق الآيات السابقة لهذه الآية ،تعداد نِعمه على بني إسرائيل ، ومن أعظم تلك النعم، ما أنعم الله به على نبيه موسى - عليه السلام - ،و قومه من إنجاء لهم من براثن الطاغية فرعون و جنده ، بعد معركة حامية و طويلة مع هذا الطاغية المتجبر ؛ منذ ما بعث موسى -عليه السلام -بالدعوة للتوحيد ، و علم فرعون ذلك ، فكان يكيل لنبي الله -عليه السلام - الحيل و المكائد ،للقضاء على دعوة التوحيد ، وقد بلغ من جبروته أن ادعي الألوهية ، فأراد الله -جل شانه -أن يقصمه ،و يجعله عبرة لمن يعتبر إلى يوم القيامة.

و في هذه الآية و مثيلاتها في سور الشعراء :78،و طه: 63، و الدخان : 24، و غيرها ، تصوير للمشهد الأخير من فصول الملحمة المعجزة ، وبيان للنصر الإلهي لمن رام الحق ، و اتبع سبيل المؤمنين ،و تنكب طرق الغي و الضلال ،
و قد تضمنت الآية العديد من النعم لموسى -عليه السلام -و قومه :-
1- معجزة فرق البحر ،و فصله .
2- إنجاء موسى -عليه السلام -و قومه .
3- هلاك فرعون و ملائه .
4- مشاهده العدو فرعون و قومه ،وهم يهلكون .
5- إلحاق الذل و الخزي و العار بفرعون و ملائه .
و لاريب أن ماحدث يعد من خوارق العادات ، ومن معجزات الله لأنبيائه ،
قال الدوسري :" هي سنة أخرى في ملكه ، يخلقها متى يشاء على يد من يختار من عباده ، إظهارا لحجته على خلقه ، و انتصارا لمن يشاء من عبادة ،و أوليائه على أعدائه الذين اقتضت حكمته تنكيلهم"(1).

ثانيا :- التفسير بالأسلوب العلمي :-
1- مناسبة الآية لما قبلها:
ذكر البقاعي وجه ارتباط هذه الآية :" وإذ فرقنا بكم البحر .." ،بما قبلها بأنه " لما كان ما فُعِل بهم في البحر إهلاكا للرجال ، و إبقاء للنساء ، طِبق ما فعلوا ببني إسرائيل ، عقّبة به ، فقال :" وإذ" ،أي : اذكرو إذ فرقنا "2.

فالعطف الوارد في الآية يعد من جملة المعطوف على " نعمتي " ،أو على :" اذكروا " ،فالمقصود :تعداد النعم عليهم " 3.
و ذكر النحاس في إعراب القرآن "4" ، أن " إذ فرقنا " في موضع نصب ، و البحر مفعول " .
و يقرر ابن عاشور ماسبق بأن قوله " وإذ فرقنا " :تمهيد للمنة ، لأنه سبب الأمرين : النجاة ، و الهلاك ، وهو مع ذلك معجزة لموسى عليه السلام"5".

2- دلالات لفظة " فرقنا في الآية :-
تدور دلالة لفظة " فرقنا " على معنيين :-
1- التمييز.
2- الفصل .
قال الثعلبي: " أي : فلقنا و ميزنا الماء يمينا و شمالاً، فأنجيناكم من آل فرعون و الغرق" 6.
حيث أن " فرق " يعني :ميز الشيء عن الشيء " .
و المعنى الثاني الانفصال :-
قال الراغب :" و الفرق يقال اعتبارا بالانفصال ، و استشهد بالآية ...،و الفِرق : القطعة المنفصلة"8.

فأصل الفِرق : الفصل ، ومنه فرق الشَعْر ، و منه الفرقان ، لأنه يفرق بين الحق و الباطل "9.
و حدّد الماوردي :أن في اللفظة تأويلان :-
1- فصلنا ، لأن الفرق : الفصل بين الشيئين .
2- ميزنا ، فأصل الفرق : التمييز بين الشيئين ،و الفِرقة من الناس : الطائفة المتميزة من غيرهم "10.

و ذكر الراغب الأصفهاني أن ذلك الفصل يمكن أن يدركه البصر ، أو بفصل تدركه البصيرة "11.
و أضاف ابن عاشور دلالة تختص بأن لفظ " فرق " فيه التخفيف و التشديد ،و أنهما بمعنى واحد ،
1- التشديد " فرّق " : و يفيد تعديه ، و معناه الفصل بين أجزاء شيء متصل الأجزاء ، و يدل على شدة التفرقة ، و ذلك إذا كانت الأجزاء المفرّقة أشد اتصالا.

2- التخفيف " فرقْنا " :- منظور فيه إلى عظيم قدرة الله تعالى ، فكان ذلك الفرق الشديد خفيفا،
ثم عقّب ابن عاشور في التمييز بينهما ،بقوله " فالوجه أن فرّق بالتشديد :لما فيه علاج و محاولة ، و أن المخفف و المشدد كليهما حقيقة في فصل الأجسام ، وأما في فصل المعاني المتلبسة :فمجاز " 12.

3- تفسير سياق اللفظة " فرقنا " :-
و الفرق إنما كان للماء ، نعمة من الله لعبادة المتقين ، " أي : فلقناه لكم "13.
يقول الأخفش :" فرقنا بين الماءين حيث مررتم به "14،
و أشار الزجاج إلى تفسير القرآن بالقرآن في كتابه معاني القرآن ، قال :"و معنى فرقنا بكم :جاء تفسيره في آية أخرى ،وهو قوله "فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطور العظيم "13 ، أي : فانفرق البحر فصار كالجبال العظام ، وصاروا في قراره ، و كذلك قوله " فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركاً ولا تخشى "16.

و يبين ابن عطية وصفاً لكيفية الفرْق الذي حصل و يصوره بقوله :" ولم يفرق البحر عرضاً جزعا من ضفة إلى ضفة ، و إنما فرق من موضع إلى موضع آخر في ضفة واحدة ، و كان ذلك الفرق بقرب موضع النجاة ، و لايلحق في البر إلا في أيام كثيرة بسبب جبال وأعار حائلة "18،
و المعنى :"أن الله سبحانه و تعالى فرق بهم البحر ، يميناً و شمالاً ، كالجبليين المتقابلين ، و كما ورد أن بينهما كُوى من طريق إلى طريق ، في اثني عشر طريقاً ، على عدد الأسباط ، ينظر كل سبط إلى الآخر "19.

4- نوع الباء في " بكم " ،و أوجه إعرابها :
اختلف المفسرون وأهل اللغة في المراد بالباء في " بكم " على ثلاثة أقوال:
القول الأول :- وهذا القول لأبي حيان و العكبري و البغوي وابن الجوزي و القرطبي و ابن عطية:
أن "الباء "في معنى : "اللام "أي :فرقنا لكم البحر ، أي : لأجلكم ،و معناها راجع للسبب ،20.
القول الثاني :- وهو قول أبوحيان وابن عطية والجمل والعكبري ،ورجحه القرطبي: أن الباء للسببية ، اي :- بسببكم ،أي لأجلكم ، أو لأجل أن يتيسر لكم سلوكه ،أو بسبب دخولكم ،
قال القرطبي : " يبينه : فانفلق" 21.

القول الثالث : وهو قول أبوحيان ، و السمين الحلبي و العكبري و زاده و ابن عاشور :
أن الباء :للمصاحبة و الملابسة و الاستعانة، قال أبوحيان : أي :جعلناه فرقاً بكم ، كما يفرق الشيئين بما توسط بينهما ، وهو قريب من معنى الاستعانة" 22.

حيث تكون " الباء " المعدية ، و التقدير: " أفرقناكم البحر " ، و قرر السمين أن " الظاهر أن الباء
على بابها من كونها داخلة على الآلة ، فكأنه فرق بينهم ، كما يفرق بين الشيئين بما توسط بينهما "23،
ومال إلى ذلك زاده، وأن الباء للاستعانة و التشبية بالآلة ، فتكون استعارة تبعية في معنى باء الاستعانة "24،

و ألمح ابن عاشور إلى أن فرق البحر ملابسا لكم ، و المراد من الملابسة: أن يفرق وهم يدخلونه ، فكان الفرق حاصلا بجانبهم "25،
وفي الأوجه الإعرابية للباء في بكم :-
1- أن تكون في موضع نصب مفعول ثان ،و البحر مفعول أول .
2- أن تكون الباء للحال ، أي :فرقنا البحر و أنتم به ، فيكون إما حالاً مقدرة ،أو مقارنة .
3- أن يكون ظرفا مستقرا في دلالة المصاحبة "26".

5- لفظة "البحر ":-
لفظة البحر يمكن إجمال الحديث عنها في أربع نقاط :-
1- تعريفه .
2- اشتقاقه .
3- سبب التسمية .
4- تعيين البحر .
أولاً: تعريف البحر :
ذكر أبوحيان أن " البحر : مكان مطمئن من الأرض ،يجمع المياه "27.
وزاد الصاوي :" هو الماء الكثير ، عذباً أو مالحاً ، لكن المراد هنا : الملح "28" ،
وخصه القرطبي بأنه الماء المالح ، و يقال :أبحر الماء : مَلُحَ"29.
ثانياً : اشتقاقه :-
يجمع في القلة على أبحر ، وفي الكثرة على بحور و بحار ، و أصله ، قيل : الشق ، و قيل السعة"30

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 04:44 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

ثالثا: سبب التسمية:
سمي بحراً لاتساعه وانبساطه ،ومنه قيل للفرس :بحرا، اذا اتسع في جريه ،ويقال فرس بحر : إذا كان واسع الجري ، أي كثيرة،
ومنه : تبحر في العلم ،إذا اتسع فيه ،
والبحيرة ؛ الناقة تشق أذنها شقا واسعاً "31.
رابعاً: تعيين البحر :
قال ابن عطية : هو بحر القلزم ،وتبعه الصاوي في ذلك ، وذكر ابن عاشور " وأل في بحر للعهد ، وهو البحر الذي عهدوه ،وأعني بحر القلزم ،والمسمى اليوم بالبحر الأحمر ،
وسمته التوراة: بحر : سُوف "32.
قلت :ويظهر أن ذلك من الإسرائيليات.

6- قوله تعالى " فأنجيناكم ":
قال الراغب " أصل النجاء : الانفصال من الشي ، ومنه نجا فلان من فلان ،وأنجيته ونجيته "35.
وقيل " من الإنجاء ، وهو الإسراع في الرفعة عن الهلاك ،إلى نجوة الفوز .(36)
،والضمير عائد على أهل مصر من القبط ،وهنا محل المنة ،وذكر النعمة، وهو نجاتهم من الهلاك ،وهلاك عدوهم" (37)،
وذكر البقاعي " ومن عجائب ذلك أنه كما كان الإنجاء منه، كان به" (38)،
والمعنى : أي :أخرجناكم منه ،وخلصناكم منهم ،وحجزنا بينكم وبينهم" (39) .
ويذكر أبو السعود :أن الإنجاء كان من الغرق، بإخراجكم إلى الساحل ،كما يلوح به العدول إلى صيغة الإفعال بعد إيراد التخليص من فرعون بصيغة التفعيل ،كما أن السياق يشير إلى بيان سبب التنجية ،وتصوير لكيفيتها إثر تذكيرها ،وبيان عظمتها وهولها،

وقد بين في تضاعيف ذلك نعمة جليلة أخرى هي الإنجاء من الغرق .."(40).
كما أن فيه زيادة في التفضيل بذكر نعمة أخرى عظيمة خارقة للعادة ،بها كان تمام الإنجاء من آل فرعون ،وفيها بيان مقدار إكرام الله تعالى لهم ،ومعجزة لموسى عليه السلام "(41).
7- الإغراق بعد الإفراق ، قوله تعالى "وأغرقنا" :
قال السمين الحلبي " والغرق : الرسوب في الماء " وزاد الراغب .. وفي البلاء كذلك غرق" (42)،
ونقل البقاعي عن الحرالي " من الغرق : وهو البلاغ في الشي إلى غايته بحسبه ،فإن كان في الهلاك فهو غاية ،وظهر معناه في الماء والبحر لبعد قعره ،وهو في الماء بمنزلة الخسف في الأرض" (43)،
والهمزة في أغرقنا للتعدية ويعدّى أيضا بالتضعيف(44)
،والمعنى في سياق الآية : أي :ماتوا وفرعون فيهم .(45)

وفي مناسبة تحديد عقوبة الغرق لفرعون وقومه ،يذكر أبو حيان أمرين :
1- لأن الغرق من أعسر الموتات ،وأعظمها شدة ،جعله الله نكالا لمن ادعى الربوبية ،قال تعالى " فقال أنا ربكم الأعلى " 46 ، إذ على قدر الذنب يكون العقاب ،ويناسب دعوى الربوبية والاعتلاء انحطاط المدعي ،وتعيينه في قعر الماء .
2- لأن الذبح فيه تعجيل الموت بإنهار الدم ،والغرق فيه إبطاء الموت ،ولا دم خارج ،وكان مابه الحياة سببا لإعدامهم من الوجود" (47) .
3- لأن في إغراق فرعون خصيصا ،وقومه عامة : رد قوي على من ادعى أن الأنهار تجري من تحته ،وإهانة له ،وبيان مدى قدرة الله وجبروته على الطغاة المدعين للألوهية والملك والسطوة والكبر.

8- المراد " بآل فرعون " في الآية :
قال أبو عبيدة :" آل فرعون :قومه وأهل دينه ،ومثلها :" أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " (48)،
وفي عدم التنصيص على ذكر فرعون الطاغية بالغرق ،والتعبير " بآل فرعون " ذكر المفسرون عدة أقوال :
1- لأن وجوده معهم مستقر ،فاكتفى بذكر الآل هنا ،لأنهم هم الذين ذكروا في الآية قبل هذه .
2- لأن فرعون قد علم كونه فيهم.
3- لأنهم إذا عذبوا بالإغراق :فإن مبدأ العناد ورأس الضلال أولى بذلك ،فالظاهر عطفه بأو .
4- لأنه كنى بآل فرعون عن فرعون وآله ،كما يقال : بنو هاشم لهاشم وبنيه" (49).

9-دلالات وتفسير قوله تعالى "وأنتم تنظرون":
في هذا المقطع من الآية يلوح عدة عناصر مهمة في بيان المعنى كما يلى :
1- "النظر "بين الحقيقة والمجاز .
2– إعراب المقطع من الآية ،والتوجيه الإعرابي.
3- تعيين جهة النظر في المقطع .
4- دلالات النظر .
أولا : النظر بين الحقيقة والمجاز :
عرّف أبو حيان النظر بأنه " تصويب المقلة إلى المرئي ،ويطلق على الرؤية وتعديته بإلى ، ويعلق"(51)،
ويزيد الراغب الأصفهاني معنيين آخرين في ذلك ،فيقول " النظر : تقليب البصر والبصيرة ،لإدراك الشيء ورؤيته ،وقد يراد به التأمل والفحص ،وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص ،وهو : الرؤية " (52)،
فأصبح المراد من النظر ثلاثة أمور :-
1- تصويب العين وتقليب البصر لمجرد الإدراك.
2- التأمل والفحص والاعتبار.
3- المعرفة الحاصلة بعد النظر وبعد التامل ،
وقد أورد العلماء في النظر الوارد في الآية حالان :-

الحالة الأولى : نظر العين المجردة .
الحالة الثانية : نظر العلم والاعتبار .
ذكر الحالة الأولى : الزجاج
وهو قول ابن عطية
والراغب وابن الجوزي والسمين ،
أي : من نظَر العين ، والمعنى : وأنتم ترونهم يغرقون ،أو ترونهم بأبصاركم ،لقرب بعضهم من بعض (53) .
ذَكر الحالة الثانية :
الفراء ،ونقله الزجاج والقرطبي والراغب ،
قال الفراء :" وليس ها هنا رؤية ،إنما هو علم،
كما تقول : رأيت فرعون أعتى الخلق وأخبثة ،ولم تره ،إنما هو بلغك ،ففي هذا بيان "،
وعلل الفراء هذا الاختيار بقوله " يقال : قد كانوا في شغل من أن ينظروا ،مستورين بما اكتنفهم من البحر أن يروا فرعون وغرقه ،يقول :فهم قريب بمرأى ومسمع "(54).

ووجه الزجاج هذا القول ، قال :" وأنتم مشاهدون تعلمون ذلك ،وإن شغَلَهم عن أن يروه في ذلك الوقت شاغل ،يقال من ذلك : دُور آل فلان تنظر إلى دور بني فلان ،أي : هي بإزائها ،والدور يُعلم أنها لا تبصر شيئاً" (55)،
ووجه ابن عطية ذلك بقوله :" وأنتم بحال من ينظر لو نظر " (56)،
ومال إلى هذا القول القرطبي في تفسيره ،قال :" كما تقول : هذا الأمر منك بمرأى ومسمع ،أي : بحال تراه وتسمعه إن شئت ،وهذا القول والأول أشبه بأحوال بني إسرائيل لتوالي عدم الاعتبار فينا صدر من بني إسرائيل بعد خروجهم من البحر "(57)،
وذكر الراغب أن " استعمال النظر في البصر أكثر عند العامة ،وفي البصيرة أكثر عند الخاصة "(58)،
وفي هذا المقام فإن المخاطبين من العامة ،وعليه يكون النظر في البصر ،مع احتمال نظر البصيرة،

،ولا يمتنع الأمران ، فإن نظر البصيرة والاعتبار تابع لنظر البصر ونتيجة له ،فإن بني إسرائيل لما نجاهم الله من الغرق ومن بطش فرعون ،ورأوا غرقه وجنده بأعينهم ،لزم من ذلك الاعتبار بما حصل بنظر البصيرة .
ثانيا : إعراب المقطع من الآية " وأنتم تنظرون ":
-الجملة حالية (59).
-والعامل " أغرقنا " أو من المفعول ،وهو " آل فرعون " ،أي : تنظرونهم" ،ومفعول تنظرون محذوف (60)،
قال ابن عاشور :" والجملة حالية من الفاعل ،وهو ضمير الجلالة في :" فرقنا " ،و " أنجينا " ،و" وأغرقنا " ،مقيدة للعوامل الثلاثة علي سبيل التنازع فيها .."(61).

ثالثا؛ تعيين جهة النظر في المقطع "وأنتم تنظرون":
ذكر المفسرون عدة أقوال في تحديد ما كان ينظر إليه بنو إسرائيل على أقوال :
1- قول ابن أبي زمنين: يعني أولهم (62).
2- قول مكي والقرطبي والبغوي :
أي : إلى آل فرعون وهم يغرقون وبنو إسرائيل: ينجون .
3- قول البقاعي ومكي والواحدي والماوردي وأبو السعود ،أي : إسراعه إليهم في انطباقه عليهم .
4- قول مكي والقرطبي وأبو السعود :
أي : أخرجوا لهم حتى رأوهم جثثا هامدة ،قذفها البحر إلى الساحل .
5- قول : الواحدي والماوردي
،أي : فرق الله البحر، وإنجاءكم من عدوكم
6- قول أبي السعود :
أي ينظر بعضكم بعضا.(63)
وهذة الأقوال متقاربة ،من باب التنوع في وصف المشاهد لواقعة واحدة ،يمكن أن ينظر الشخص لعدة حالات منها حسب وضعه.

رابعا : دلالات النظر :
لما كان ماحصل لبني إسرائيل معجزة عظيمة امتن الله بها على عبادة الصالحين ،وخذل بها أعداء الحق المتجبرين ،بين سبحانة أن ذلك الفرق والغرق والإهلاك وقع وأنتم تعاينون ذلك وتشاهدونه ،لم يصل ذلك إليكم بنقل ،بل بالمشاهدة التي توجب العلم الضروري بأن ذلك خارق من عند الله تعالى ،على يد النبي الذي جاءكم به"(64).
ومن دلالات النظر الحاصل :-
1- تقرير نعمة الله عليهم ،بل إنها من أعظم النعم ،وإسناد النظر إليهم باعتبار أن أسلافهم كانوا ناظرين ذلك ،لأن النعمة على السلف نعمة على الأبناء لا محالة ،فضمير الخطاب مجاز "(65).
2- حصول زيادة الإيمان لهم ،فإن مشاهدة المُنعم عليه للنعمة لذة عظيمة ،لاسيما ومشاهدة إغراق العدو أيضا نعمة زائدة ،كما أن مشاهدة فرق البحر نعمة عظيمة ،لما فيها من مشاهدة معجزة تزيدهم إيمانا ،وحادث لا يتأتى مشاهدته لأحد " (66).

3- الإهانة والإذلال للطغاة المتكبرين :
فلا ريب أن رؤية الإنسان لهلاك عدوه نصر مبين ،وتطييب للقلب وتنوير للعقل ،وطمأنينة للنفس ،وإذلال وإهانة للعدو ،قال ابن كثير :" ليكون ذلك أشفى لصدوركم ،وأبلغ في إهانة عدوكم "(67)،
وبهذة الجملة القرآنية " وأنتم تنظرون " ونهايتها يكون الوقف على تنظرون :كافيا ،كما قرره الداني في المكتفى .(68)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 04:46 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

ثالثاً :- بيان أحكام الروايات الإسرائيلية الواردة في الآية:-
ورد في الآية الخمسين من سورة البقرة ، قوله تعالى " وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون" ، عدة روايات رواها ؛ عبد الرزاق، وابن أبي حاتم ، والطبري رحمهم الله تعالى ،
وسأتناول دراسه هذه الروايات من حيث :-
-مقدمة:-
1- دراسة سند كل رواية ، من حيث الصحة والضعف .
2- دراسة صيغ الأداء في كل رواية .
3- دراسة نوع كل رواية .
4- دراسة طبقة كل راوي لكل رواية .
5- دراسة الأحكام المتضمنة في كل رواية .
مع مقارنتها بروايات أخرى من آيات أخرى ، وما ورد في شريعتنا مما يخالفها أو يوافقها .

مقدمة :-
ذكر الذهبي في كتابه "الإسرائيليات في التفسير والحديث ":أن لفظ الإسرائيليات ، جمع : إسرائيلية ، وهي قصة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي ، والنسبة فيها إلى إسرائيل ، وهو يعقوب بن إسحق بن إبراهيم ."(69)
وقد عرفوا باليهود ، أو بيهود ، من قديم الزمان ، أما من آمنوا بعيسى فقد أصبحوا يطلق عليهم اسم النصاري، وأما من آمن بخاتم الأنبياء ،فقد أصبح في عداد المسلمين ، ويعرفون بمسلمي أهل الكتاب"(70)،
وقد تنوعت وكثرت الروايات الإسرائيلية في كتب التفسير لكن نجد أن" قصة موسى -عليه السلام- من أكثر قصص الأنبياء تعرضا لغزو الروايات الإسرائيلية ، إذ كانت الفرصة سانحة لمن أسلم من بني إسرائيل كي يدلوا بدلوهم في تفاصيل الأحداث التي واكبت حياة نبي الله موسى منذ ولادته ،وحتى وفاته ، وساعد على ذلك حديث القرآن المفصل عن قصة هذا النبي الكريم .." (71).

وذكر نايف الزهراني في بحثه ضمن مجله العلوم الشرعية ، جامعة سطام ( ص 42وما بعدها) :أن مقاصد رواية الإسرائيليات في تفسير الطبري أربعة أمور :-
1- تعيين المبهم .
2- تفصيل المجمل.
3- كشف المشكل .
4- ترجيح المحتمل .
ومن أمثلة تفصيل المجمل ،(72) ، قوله تعالى " وإذ فرقنا بكم البحر..." .
المجمل لغة : ما ألقي جملة ، أي مجموعا ، واشتمل على عدة أشياء بلا تفصيل. (73)،

وقد ورد في هذه الآية عدة روايات إسرائيلية :
-الرواية الأولى :-
أخرجها عن عمرو بن ميمون الأودي:-
عبدالرزاق في تفسيره (269/1) من طريق:-
نا معمر عن أبي إسحق الهمداني عنه . في قوله " وإذ فرقنا .." قال : لناوقد ورد في هذه الآية عدة روايات اسوائيلية الرواية الأولى :-
اخرجها عن عمر وين ميمون الأودي:-
عبدالرزاق في تفسيره (269/1) من طريق:-
نا معمر عن أبي اسحق الهمداني عنه ،في قوله " وإذ فرقنا .." ،قال : لما خرج موسى مع بني اسرائيل .. . عبد الرزاق (1 /269-270) ،(74) .

وأخرجها ابن أبي حاتم في تفسيره : (1 /106-107) من طريق :حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن أبي اسحق الهمداني عنه ،في قوله " وإذ فرقنا .." ،قال " لما خرج موسى.. وذكره .(75)

وأخرجها الطبري في تفسيره (53/2) من طريق :حدثنا الحسن بن يحيى، قال :أخبرنا عبدالرزاق ،قال :أخبرنا معمر عن أبي إسحق الهمداني عنه في قوله " وإذ فرقنا .." ،قال : لما خرج موسى .. "(76) .

أولاً :دراسة رجال سند رواية عمرو بن ميمون:-
1- عمرو بن ميمون الأودي :- قال ابن حجر في تقريب التهذيب (746) " أبو عبدالله ، ويقال : أبو يحيى ، مخضرم مشهور ،(من الثانية ) ثقة عابد ، نزل الكوفة، مات سنة :أربع وسبعين ، وقيل بعدها".
2- أبو إسحق الهمداني:-
قال ابن حجر في تقريب التهذيب (739)رقم -100" عمرو بن عبدالله [ بن عبيد ، ويقال : علي ،ويقال : ابن أبي شعيرة الهمداني ، أبو إسحق السبيعي ، بفتح المهملة ، وكسر الموحدة ، ثقة مكثر عابد ، من الثالثة ، اختلط بآخره ، كان سنة تسع وعشرين ومائة ،وقيل :قبل ذلك ".

3- معمر :-
ذكر ابن حجر في تقريب التهذيب (961) ،برقم -6857- :" معمر بن راشد الأزدي ، مولاهم ، أبو عروة البصري ، نزيل اليمن ، ثقة ثبت فاصل ،.. من كبار السابعة ، كان سنة أربع وخمسين ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة " التهذيب(77) .

4- عبدالرزاق :-
ذكر ابن حجر في تقريب التهذيب (607) برقم -4092- ع، :عبدالرزاق من همام بن نافع الحميري ، مولاهم ، أبو بكر الصنعاني ، ثقة حافظ ، مصنف شهير ، عمي في آخر عمره ، فتغير وكان يتشيع ، من التاسعة ، ومات سنة إحدى عشرة ،وله : خمس وثمانون " ،.

5- الحسن بن يحيى :-
قال ابن حجر في تقريب التهذيب (243) ،برقم -1300- ق، الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي ، أبو علي بن أبي الربيع الجرجاني ، نزيل بغداد ، صدوق ، من الحادية عشرة ، مات سنة ثلاث وسبعين ، وكان مولده سنة ثمانين، أو قبلها " .

ثانياً :- دراسة صيغ الأداء في الرواية :-
العنعنة بين معمر بن راشد وأبي إسحق السبيعي لا تضر ،وذلك لأن معمر روى عن شيخه أبي إسحق السبيعي ،وهو من تلاميذه ،كما ذكر ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب (54/4) ،
وكما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (106/6) :أن معمراً حدث عن شيخه أبي إسحق السبيعي ، كما أن أبو إسحق السبيعي :حدث عنه ،
أما بقية صيغ الأداء فلا تحتمل إلا القوة في التحمل والصحة.
إذن فإن السند رجاله ثقات ، كما أن العنعنة بين أبي إسحق وعمرو بن ميمون، وبين معمر وأبي إسحق لا تضر ،لتأكد الملاقاة ، والمعاصرة والتدريس ،.
أما بالنسبة إلى متن الرواية فلا يوجد فيها نكارة ، فلا يخالف شيء فيها ما في شرعنا من أحكام ، وغاية ما فيها أحداث عن وقائع وأوصاف للخيل ، إضافة إلى أحداث الحرب ووقائعها ،وسياتي تفصيل لذلك.

كما أن العنعنة بين عمرو بن ميمون وأبو إسحق السبيعي ، لا تضر ،وذلك لأن أبو إسحق السبيعي من طلاب عمرو بن ميمون ،وقد روى عنه ،كما ذكره ابن حبان في الثقات (46/4)،(77)،
وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (6/55)أن أبو إسحق السبيعي :حدث عن عمرو بن ميمون ،وقال " وهو من طبقته،
كما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (81/7) :أن أبو إسحق السبيعي روى عن عمرو بن ميمون .

ثالثاً :-
نوع الرواية :-
هذه الرواية من النوع التاسع التي ذكره الشيخ عبدالعزيز الداخل ،
مما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة من الإسرائيليات ،بأسانيدهم إلى عمربن ميمون حيث رواها :-
1- عبدالرزاق الصنعاني .
2- ابن أبي حاتم .
3- ابن جرير الطبري .
رابعاً :-
طبقة الراوي:-
- يعد عمرو بن ميمون راوي الخبر من الطبقة الأولى التي ذكرها الشيخ ،
وهي طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات ،بإسناد صحيح ، كما تم تفصيلة ودرسه، ويظهر أنه مقل بالرواية ، ويرويها كما يروى سائر مسائل التفسير .

خامساً :- دراسة أحكام رواية عمرو بن ميمون :-
عن عمرو بن ميمون الأودي في قوله تعالى" وإذ فرقنا بكم البحر ..." ،قال : لما خرج موسى ببني إسرائيل ، بلغ فرعون ،فقال: لا تتبعوهم حتى يصيح الديك.. "
وفي الرواية بعض الأحكام :-
1- ما ورد من أعداد جند موسى - عليه السلام - وجند فرعون الطاغية ،قال ابن عطية : واختلف الناس في عدد جند فرعون فقيل : كان في خيله سبعون ألف أدهم ...،وقيل : أكثر من هذا ، مما اختصرته لقلة صحته .(81) ،
وعقب أبو حيان على بيان عدد المفروق بهم : أنها على أقوال يضاد بعضها بعضا ، وحكوا في كيفية خروج بني إسرائيل ..حكايات مطوله جدا لم يدل القرآن ، ولا الحديث الصحيح عليها ، فالله أعلم بالصحيح منها "(82)،
كما عقب ابن كثير على ذلك بقوله :" وفي ذلك نظر ،والظاهر أن ذلك من مجازفات بني إسرائيل ، والله سبحانه أعلم ، والذي أخبر به القرآن هو النافع ، ولم يعين عدتهم إذ لا فائدة تحته ، إلا أنهم خرجوا بأجمعهم "(83).

2- ما ورد في الرواية من إنجاء موسى -عليه السلام - وإغراق فرعون وجنوده :
أخرج البخاري عن ابن عباس قال : لما قدم رسول الله المدينة ، واليهود تصوم عاشوراء ، فسألهم :فقالوا هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون ..." ،
قال القسطلاني :" على فرعون : أي : غلب عليه "(84)،
وذكر العيني عن يوم عاشوراء " لأن الله تعالى أكرم فيه عشرة من الأنبياء -عليهم السلام- بعشر كرامات ، الأول: موسى- عليه السلام -
فإنه نصر فيه ، وفلق البحر له ، وغرق فرعون وجنوده.."(85)
،وروى مسلم عن ابن عباس أن رسول الله قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء ، فقال لهم : ما هذا اليوم الذي تصومونه ، فقالوا هذا يوم عظيم ، أنجى الله فيه موسى .."،
قال النووي ".. فصامه أيضا [أي الرسول ] بوحي أو تواتر أو اجتهاد ، لا بمجرد أخبار آحادهم .."(86).

ونقل الأحوذي عن الطيبي " وهو اليوم العاشر من المحرم .. وصوم يوم عاشوراء من شريعة موسى عليه الصلاة والسلام "(87) ،
وقد نقل هذه الرواية عن عمرو بن ميمون جملة من المفسرين كالبغوي وابن عطية والقرطبي وابن كثير ، ولم يعلقوا عليها بتضعيف للرواية أو رد عليها ، بل سكتوا ، وفي نقلها دلالة على أن ذكرها من باب الاستئناس كما ذكر ذلك ابن كثير في مقدمة تفسيره ، وذلك كما تساهل فيه المفسرون .

الرواية 2:
أخرج الطبري في تفسيره (52/2) ،رواية عبدالله بن شداد بن الهاد الليثي ، برقم -907- ،قال الطبري : وحدثنا ابن حميد ،قال حدثنا سلمة ،قال حدثني محمد بن إسحق عن محمد بن كعب القرظي عن عبدالله بن شداد بن الهاد ،قال: حدثت أنه لما دخلت بنو إسرائيل البحر فلم يبق منهم أحد ، أقبل فرعون وهو على حصان له من الخيل ... "
تفسير الطبري(52/2)
أولاً : دراسه سند الرواية :-
1- عبدالله بن شداد بن الهاد:- ذكر ابن حجر في التقريب (514) ،برقم -3403- " أبو الوليد المدني ، ولد على عهد النبي ،وذكره العجلي من كبار التابعين الثقات ، وكان معدودا في الفقهاء ، مات بالكوفة ،مقتولاً سنة إحدى وثمانين ،وقيل بعدها .
2- محمد بن كعب القرظي :- ذكر ابن حجر في التقريب (891) :"محمد بن كعب بن سليم بن أسد ، أبو حمزة القرظي المدني ، ثقة عالم ، من الثالثة ، ولد سنة أربعين".

3- محمد بن إسحق :-
ذكر ابن حجر في التقريب (825)-5762- " محمد بن إسحق بن يسار ، أبو بكر المطلبي ، المدني ، صدوق يدلس ، من صغار الخامسة ، كان سنة خمسين ومائة، ويقال بعدها ".

4- سلمة بن الفضل الأبرش :-
ذكر ابن حجر في التقريب (401) ،برقم -2518- :" مولى الأنصار ، قاضي الريّ ، صدوق كثير الخطأ، من التاسعة ، مات بعد التسعين ( ومائة)".

5- محمد بن حميد الرازي :-
قال ابن حجر في التقريب (839) ،برقم -5871- " محمد بن حميد بن حيان الرازي ، حافظ ضعيف ،وكان ابن معين حسن الرأي فيه ، من العاشرة ، كان سنة [ ثمان وأربعين] .

ثانياً : صيغ الأداء :-
عند تأمل سند الرواية يظهر تضعيف ابن حجر لمحمد بن حميد ، وكذلك : أن سلمة بن الفضل : صدوق كثير الخطأ ، ومحمد بن إسحق يدلس ،
أما بالنسبة لصيغ الأداء : فهناك العنعنة بين محمد بن كعب وعبد الله بن شداد ، وكذلك بين محمد بن إسحق ومحمد بن كعب القرطبي ،
وهذا مما يضعف إسناد الرواية ، أما متن الرواية فهي كسابقتها لا يظهر فيها نكارة ، بل أحداث ووقائع،يستأنس بها .

ثالثاً:- طبقة الراوي :-
الذي يظهر أن راوي الرواية عبدالله بن شداد من الهاد من الطبقة الثانية ، : طبقة الرواة غير المتثبتين ، لأنه ذكر الرواية عن مجهول ، ولم يصرح بالسماع ، فقال : حُدِّثت أنه لما دخلت ...".

رابعاً:- نوع الرواية :- هي من النوع السادس التي ذكرها الشيخ ، مما كان يحدث به بعض ثقات التابعين ،عن من قرأ كتب أهل الكتاب ،وذلك أنه ورد في هذه الرواية : عن عبدالله بن شداد قال : حدثت أنه.." ، فظهر أنه لم يروها، وإنما حدّث بها عن غيره .

خامساً :- دراسة أحكام رواية عبدالله بن شداد بن الهاد ،
عن عبدالله بن شداد بن الهاد الليثي ،قال : حُدثت أنه لمًا دخلت بنو إسرائيل البحر ،فلم يبق منهم أحد ، أقبل فرعون وهو على حصان له من الخيل .. فعرض له جبريل على فرس أنثى وديق ،فقرّبها منه فشمها الفحل ... وميكائيل على فرس من خلف القوم يسوقهم .." ،
وفي هذه الرواية حكمين مهمين :-
1- طبق البحر على فرعون وجنوده ، وهذا سبق مناقشته في رواية عمرو بن ميمون .
2- ورود جبريل -عليه السلام -و ميكائيل في هذه الرواية ، على خيول ، ومشاركتهم في الحادثة .
وحسب اطلاعي لم يثبت بنص قرآني ، ولا حديث نبوي صحيح نزول جبريل -عليه السلام - وميكائيل في الحادثة ، بل ذلك من أقاصيص بنو إسرائيل ، كما لم أجد أحداً من المفسرين المحققين ذكر ذلك ،أو من شراح الحديث المعتبرين.

وإن كان من حيث الأصل إمكان نزول الملائكة ومشاركتهم في الحرب ، كما نزلوا في غزوة بدر ،قال تعالى " إني أرى ما لا ترون..." (88)
أي :الملائكة الذين جاؤوا لنصرة المؤمنين .
3- مناداة فرعون حين أدركه الغرق ، ورأى من سلطان الله وقدرته ما رأى وعرف ذلة ، وخذلته نفسه ،" لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " ،
ومن ذلك قول الله تعالى " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده..."
قال العيني :" جاوزنا ، قطعنا بهم البحر ، وقرئ :وجوزنا ، فأتبعهم : يعني : فلحقهم ،يقال : تبعته حتى اتبعته ..حتى إذا أدرك فرعون الغرق ، وكان يوم عاشوراء"(90).

الرواية الثالثة :-
- رواية ابن عباس ، الذي أخرجها الطبري في تفسيره (53/2) ، من طريق :-
حدثني عبدالكريم بن الهيثم ،قال : حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ،قال : حدثنا سفيان ،قال : حدثنا أبو سعيد عن عكرمة ،عن ابن عباس قال :-
أوحى الله -جل و علا- إلى موسى أن أسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ، قال : فسرى موسى ببني إسرائيل ليلا ،فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث ..." .

أولاً : دراسة سند الرواية :-
1- ابن عباس :- صحابي جليل.
2- عكرمة :- صحابي جليل .
3- أبو سعيد : هو عبدالكريم بن مالك الجزري ، مولى بني أمية ، وهو الحضرمي ، ثقة متقن ، من السادسة . انظر :التقريب (619) .

4- سفيان :- قال ابن حجر في التقريب (395) ،برقم - 2464- :" سفيان عيينة أبو محمد الكوفي ،ثقة ،حافظ فقيه ، من رؤوس الطبقة الثامنة ، مات سنة ثمان وتسعين " ،وله إحدى وتسعون سنة.

5- إبراهيم بن بشار الرمادي :-
قال ابن حجر في التقريب (105) ،برقم -156- :" أبو إسحق البصري : حافظ له أوهام ،من العاشرة ، مات في حدود الثلاثين .

6- عبدالكريم بن الهيثم :- هو أبو يحيى القطان ،ثقة ثبت ، ذكر ذلك الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (56/5) ،وقال الذهبي عنه :- الحافظ الصدوق . توفي سنة 78هـ .

ثانياً :- صيغ الأداء :
صيغ الأداء في السند صيغ صريحة في الأداء ،إلاعنعنة أبو سعيد ،شيخ سفيان بن عيينة عن عكرمة ، وكذلك عنعنة عكرمة عن ابن عباس ، أما عكرمة فهو تلميذ ابن عباس ، ولا مجال لتضعيف ذلك ، أما عنعنة أبو سعيد عن عكرمة فلا تضر ،لأن أبا سعيد حدث عن عكرمة ،كما أن ابن عينية حدث عنه ، كما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (71/8) .
ثالثاً:- نوع الرواية :
هي من النوع الرابع من الأنواع التي ذكرها الشيخ ، مما كان يروى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب ، لكن لهم رواية عمن قرأها ، وابن عباس منهم ، حيث لم يصرح بالرواية عمن حدث عنه، ومتن الرواية غير منكر ، وهذا مما تساهل فيه المفسرون .
رابعاً:- طبقة الرواية :
يعد ابن عباس من الطبقة الأولى ، وهي طبقة الثقات ، ممن يروون من الثقات بإسناد صحيح ،إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين .
وذكر الشيخ حكمت ياسين في التفسير الصحيح (159/1) " ورجاله ثقات والإسناد صحيح ، والخبر غالبا ما يكون من أخبار أهل الكتاب وله شواهد من القرآن ".

‏خامساً :-دراسة الأحكام الواردة في رواية ابن عباس:
عن ابن عباس ،قال: أوحى الله -جل وعلا -إلى موسى أن أسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ،قال : فسرى موسى ببني إسرائيل...فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر .. فانفلق ،فكان فيه اثنا عشر طريقاً ، كل طريق كالطود العظيم ، فكان لكل سبط منهم طريق .." ،ونقل هذه الرواية البغوي في تفسيره عن ابن جريج وغيره، وفي هذه الرواية من الأحكام :-
1- ضرب موسى البحر بالعصا .
2-انفلاق اثنا عشر طريقاً ، كل طريق كالطود العظيم ، لكل سبط منهم طريق .. ،
وما ورد في الرواية من ضرب موسى البحر بالعصا ، وانغلاق البحر ، فكان كل فرق كالطود العظيم ، ذُكِر في سورة الشعراء ،قوله تعالى ، "فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصام البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم .." (92)

حيث نقل ابن كثير عن غير واحد من المفسرين أن فرعون خرج في جحفل عظيم ، وجمع كبير ، هو عبارة عن مملكة الديار المصرية في زمانه ، أولي الحل والعقد والدُول من الأمراء..(92 ) ،
قال تعالى " فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم "، قال البغوي :" فكان كل فرق : قطعة من الماء ، كالجبل الضخم "(93) .
وكان ذلك بعد أن عظم البلاء على بني إسرائيل ،فكان فرق البحر الذي لم يتم إلا بما اقترن به من قدرة الله واختراعه"(94) .
قال البخاري " كالطود : كالجبل "(95).
والنتيجة أن أغرق الله -سبحانه -فرعون وجنوده ،فلم يبق منهم رجل إلا هلك "(96).
وعقب الله -سبحانه -على ذلك بقوله ، "إن في ذلك لآية" ،تنبيه على موضع العبرة من هذه القصة ، وما فيها من عجائب ، والنصر والتأييد لعباد الله المؤمنين ، لدلالة وحجة قاطعة وحكمة بالغة (97).

الرواية الرابعة :-
رواية السدي التي أخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (55/2) ،برقم -910- قال :- حدثنا موسى بن هارون ،قال :- حدثنا عمرو بن حماد ،قال : حدثنا أسباط بن نصر عن السدي : أن الله أمر موسى أن يخرج ببني إسرائيل ، فقال :أسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ، فخرج موسى وهارون .."
تفسير الطبري (55/2) .
أولاً :- دراسة رجال السند :-
1- السدي :- هو إسماعيل بن عبدالرحمن السدي ،أبو محمد القرشي ، تابعي محدث ومفسر ، صدوق يهم ، ضعفه: يحيى بن معين ، وقال عنه أبو زرعة الرازي : لين، وقال أبو حاتم الرازي : يُكتب حديثة .
سير أعلام النبلاء ( 5 /264-265).
2- أسباط بن نصر :-
ذكر ابن حجر في التقريب (124):" أبو يوسف ، ويقال :أبو نصر ، صدوق كثير الخطأ ، يُغرب ،من الثامنة ".

3- عمرو بن حماد بن طلحة القناد :
ذكر ابن حجر في التقريب (733):" أبو محمد الكوفي ،صدوق رمي بالرفض ، من العاشرة ، مات سنة: 222هـ .
4- موسى بن هارون بن عبدالله الحمال ،الهمداني ،
ذكر ابن حجر في التقريب (986) :" ثقة حافظ كبير ، بغدادي ، من صغار الحادية عشرة ، مات سنة أربع وتسعين ومائتين ، وترجم له الخطيب في تاريخه (48/13) وقال : كان ثقة ".
ثانياً :- صيغ الأداء:-
عند تأمل صيغ الأداء في رواية السدي نجد :أنها كلها صيغ تصريح بالسماع ، عدا عنعنة أسباط بن نصر عن السدي :-
وقد صرح البخاري في التاريخ الكبير أن أسباط بن نصر الهمداني سمع من السدي ،
وكذلك ابن الجوزي في ااضعفاء والمتروكين ، وابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل ،وذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى ،قال: " وكان راوية السدي ، روى عنه التفسير ".

ثالثاً:- نوع الرواية :
هذه الرواية من النوع السابع الذي ذكره الشيخ ، مما يرويه بعض من لا يتثبت في التلقي ، فيكتب عن الثقة والضعيف ، ويخلط الغث بالسمين ، ممن أشاعوا الإسرائيليات في التفسير ، وراوي هذا الخبر منهم ،وهو السدي الكبير ، وسبق تقرير أقوال أهل العلم فيه .

رابعاً:- طبقة الراوي :
السدي الكبير من الطبقة الثانية من طبقات رواة الإسرائيليات ، وهو من صغار التابعين ، ت 127هـ، وهو في هذه الرواية لم يسند ما روى إلى من حدّث به .

خامساً:- دراسة الأحكام الواردة في رواية السدي :-
عن السدي :أن الله أمر موسى أن يخرج ببني إسرائيل فقال : أسر بعبادي ليلاً إنكم متبعون ..، وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألف مقاتل ، .. فتقدم هارون فضرب البحر ..، وكان في البحر اثنا عشر طريقاً ،فنزل جبريل على ماذيانه ، ، فشامت الحُصْن ريح الماذيانه ،فاقتحم في أثرها ..." .
وفي هذه الرواية أحكام سبق الكلام عليها في الروايات السابقة ، مِن ذكرٍ لعدد الخيول ، وكذلك نزول جبريل - عليه السلام - ،ووصف ما نزل به ..، وكلها لا دليل عليها من كتاب ولا سنة صحيحة ، غير أن هناك شواهد في القرآن الكريم عامة لما حصل من فلق البحر ،وإنجاء موسى - عليه السلام - وقومه ، وهلاك وغرق فرعون وجنوده ،قال تعالى " وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى . فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم .وأضل فرعون قومه وما هدى "(98) ،
قال ابن كثير :" ووقف موسى ببني إسرائيل البحر أمامهم ،وفرعون وراءهم ، فعند ذلك أوحى الله إليه أن اضرب لهم طريقا في البحر يبساً ، فضرب البحر بعصاه..." (99)
قال العيني :" يبساً: يابساً ، ليس فيه ماء ولاطين ، دركا:- إدراكا منهم ، ولا تخشى: أيِّ غرقٍ من البحر أمامك "(100).
فغرق فرعون ، حيث غشيهم ما لا يعلم كنهه إلا الله ، ولا ضمير في غشيهم لجنوده ،أو له ، ولهم ، و الفاعل هو :الله تعالى ، أو ما غشيهم ، أو :فرعون ، لأنه الذي ورطهم للهلاك (101).

الرواية الخامسة :-
رواية ابن زيد :- التي أخرجها الطبري في تفسيره: (56/2) ، من طريق :-
وحدثني :يونس بن عبد الأعلى ،قال : أخبرنا ابن وهب ،قال : قال: ابن زيد : لما أخذ عليهم فرعون الأرض إلى البحر ، قال لهم فرعون : قولوا لهم يدخلون البحر إن كانوا صادقين ..." .
أولاً :- رجال السند :-
1- ابن زيد :
قال ابن حجر في التقريب (124) :- هو أسامة بن زيد الليثي ، أ، أبو زيد المدني ، صدوق يهم ، من السابعة ،مات سنة ثلاث وخمسين ، وهو ابن بضع وسبعين ".

2- ابن وهب :
قال ابن حجر في التقريب (556) :" هو : عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي ، مولاهم ، أبو محمد المصري، الفقية ، ثقة حافظ عابد ، من التاسعة ، مات سنة سبع وتسعين ومائة ، وله اثنتان وسبعون سنة".

3:- يونس بن عبد الأعلى:-
قال ابن حجر في التقريب (1098) ،برقم -7964- :" أبو موسى المصري ، ثقة ، من صغار العاشرة ،مات سنة أربع وستين ، وله ست وتسعون سنة" .
ثانياً :- رجال السند :-
يظهر أن في السند أسامة بن زيد : صدوق يهم ، وهذا مما يضعف السند بسبب وهم الراوي ،أما الآخران فثقات ، كما قرر ذلك ابن حجر في التقريب .

ثانياً : صيغ الأداء:-
عند النظر إلى صيغ الأداء في السند نجد التصريح بالسماع ، إلا ما بين ابن وهب وابن زيد:- وقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أن ابن وهب روى عن ابن زيد ، فيكون هناك اتصال ، ويزول ما قد يطرأ من ضعف صيغة الأداء : قال .

ثالثا:- نوع الرواية :-
هذه الرواية من النوع التاسع التي ذكرها الشيخ عبدالعزيز الداخل ، مما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة ، بأسانيدهم ، وقد رواها الطبري بسنده المتصل إلى أسامة بن زيد ،كما سبق تقريره.

رابعاً : طبقة الراوي :-
الذي يظهر أن أسامة بن زيد من الطبقة الثالثة ، طبقة ضعفاء النقلة ،الذين ضعفهم الأئمة النقاد في رواياتهم من غير أن يُتهموا بالكذب ، يكون ضعفهم راجح لضعف ضبطهم ، وقلة تمييزهم للروايات ، حيث قال عنه ابن حجر : صدوق يهم .

خامساً:- دراسة أحكام رواية ابن زيد :
قال ابن زيد : لما أخذ عليهم فرعون الأرض إلى البحر ، قال لهم فرعون... فانفرق اثنتي عشرة فرقة ، فسلك كل سبط في طريق ،.. وجبريل في آخر بني إسرائيل.. أمر الله البحر فأطبق على هؤلاء ".
تضمنت هذه بعض الأحكام التي تكررت فيما سبقها من روايات ، ولكن هناك آيات قرآنية وردت حول الحادثة، -قال تعالى " وأغرقنا آل فرعون " ،
ولم يذكر فرعون لأنه: قد علم دخوله فيهم ،بل هو أولى به منهم ، أو ذكر آل فرعون : لأنهم كانوا المباشرين لتسخير بني إسرائيل ،وتعذيبهم ،والذين هم قوة فرعون ،(102)
ومما ورد من شواهد لهذا الحدث ،قوله تعالى " واترك البحر رهواً إنهم جند مغرقون "(103).

قيل :- رهواً : ساكنا ، أو طريقا يابسا ، أو شعبا ،(104)
قال البغوي " إذا قطعته أنت وأصحابك ، رهواً: ساكنا على حالته ، وهيئته بعد أن ضربته ودخلته ، معناه: لا تأمره أن يرجع ، اتركه حتى يدخله آل فرعون "(105).
الخاتمة :-
وبعد مما حصل في هذه الحادثة هو نعمة عظيمة ،ونصر من الله لدعوة التوحيد ، ومعجزة فريدة لم تحصل لأحد في تاريخ البشرية لا من قبل ولا من بعد ،ويمكن إجمال فوائدها بما يلي :
1- تقوية عباد الله المخلصين ، يعظم فيها توكلهم ،و اعتمادهم عليه وثقتهم بنصره.
2- حجة للنبي محمد -عليه السلام -على أهل الكتاب في إخباره بها دون إخبار من أحد.
3- الصبر على نوائب الدهر ،
4- النجاة من العدو ، وإهلاكه.
5- أن الله أورث بني إسرائيل أرض عدوهم .

6- زالت شكوك بني إسرائيل ،" أوذينا من قبل أن تأتينا.." .
7- دعوة للثبات على الحق .
8- أن الأمور بيد الله .
9- إرشاداً أن السنن الكونية لا تتعسر على واضعها ومدبرها .(106) .
قال أبو السعود:"

"واعلم أن هذه الواقعة كما أنها لموسى معجزة عظيمة تخر لها كل الجبال ،ونعمة عظيمة لأوائل بني إسرائيل موجبة عليهم شكرها ، كذلك إقصاصها على ما هي عليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة جليلة تطمئن بها القلوب الأبية ، وتنقاد لها النفوس الغبية ، موجبة لأعقابهم أن يتلقوها بالإذعان ، فلا تأثرت أوائهم بمشاهدتها ورؤيتها ، ولا تذكرت أواخرهم بتذكيرها وروايتها ، فيالها من عصابة ما أعصاها وطائفة ما أطغاها " (1/107).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 04:48 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المصادر والمراجع :
1-صفوة الآثار والمفاهيم، (137/2).
2-نظم الدرر (130/1).
3-حاشية الصاوي (41/1)
4-إعراب القرآن (52/1) ،للنحاس.
5-التحرير التنوير (494/1) لابن عاشور .
6-تفسير الثعلبي (193/1).
7-حاشية الصاوي (41/1) .
8-المفردات (377/1) مادة :"فرق".
9-الجامع لأحكام القرآن (387/1) للقرطبي.
10- النكت و العيون(119/1).
11-المفردات(377/1)مادة :فرق.
12-التحرير والتنوير (494/1).
13-نزهه القلوب (350) للسجستاني.
14-معاني القرآن (265/1) للأخفش .
15-سورة الشعراء ، آية :63.
16-سورة طه ، آية: 77.
17-معاني القرآن (132/1) للزجاج .
18-المحرر الوجيز (141/1).
19-انظر في ذلك : تفسير مقاتل (104/1) ،والهداية إلى بلوغ النهاية (262/1) ،لمكي .
20-البحر المحيط (319/1) .
21-الجامع لأحكام القرآن (387/1).
22-البحر المحيط ( 319/1) .
23-الدر المصون (349/1).
24-حاشية زاده(46/2).
25-التحرير والتنوير (494/1).
26-انظر في ذلك : التبيان (60/1)،للعكبري ، وحاشية زاده (46/2) .
27- البحر المحيط (316/1).
28-حاشية الصاوي (41/1).
29- الجامع لأحكام القرآن (388/1).
30-البحر المحيط (316/1).
31-انظر في ذلك : تفسير البغوي (114/1) ، و تفسير القرطبي (388/1) ، والوسيط ( 136/1)، والنكت والعيون( 119/1).

32- المحرر الوجيز (141/1).
33-حاشية الصاوي(41/1).
34_التحرير والتنوير ( 494/1).
35-المفردات(483/1).
36-نظم الدرر(130/1).
37-انظر في ذلك : تفسير مقاتل (104/1)،وتحرير والتنوير (494/1).
38-نظم الدرر (130/1).
39-انظر في ذلك : تفسير القرطبي(388/1)،و تفسير ابن كثير ( 162/1) .
40-إرشاد العقل السليم ( 101/1).
41- التحرير والتنوير (494/1).
42- انظر في ذلك : الدر المصون (350/1) ،و المفردات (360/1)
43- نظم الدرر (131/1).
44-البحر المحيط ( 320/1).
45-تفسير ابن أبي زمنين ( 139/1)
46-سورة النازعات ، الآيه : 24.
47- البحر المحيط (320/1) بتصرف .
48-سورة غافر ،من الآية :46.
49-مجاز القرآن (40/1).
50- انظر في ذلك : البحر المحيط ( 320/1) ، وزاد المسير ( 78/1-79) ، وحاشية زاده ( 46/1) .
51- البحر المحيط ( 316/1).
52- المفردات (497).
53- انظر في ذلك : تفسير ابن عطية (142/1) ، والمفردات (498) ، وزاد المسير ( 79/1)، والدر المصون ( 351/1).
54 - معاني القرآن (36/1) للفراء.
55- معاني القرآن ( 133/1) للزجاج .
56-المحرر الوجيز ( 142/1).
57-تفسير القرطبي (392/1).
58- المفردات (497).
59- انظر في ذلك : البحر المحيط (320/1) ، والتبيان (60/1).

60-انظر في ذلك : التبيان (60/1) ، والتحرير والتنوير (496/1).

61-التحرير والتنوير (496/1).
62-تفسير ابن أبي زمنين (139/1).
63-انظر في ذلك : الهداية (262/1)، والوسيط ( 136/1)،والنكت والعيون ( 119/1) ، وتفسير البغوي (116/1) ، وتفسير القرطبي ( 392/1)، ونظم الدرر (130/1) ، وإرشاد العقل السليم ( 101/1).
64-البحر المحيط (320/1).
65-التحرير والتنوير (496/1).
66-المصدر السابق (496/1).
67- تفسير ابن كثير (162/1) ، ومحاسن التأويل (304/1).
68- المكتفى (21) ،للداني.
69-الإسرائيليات في التفسير والحديث (13) ،للذهبي.
70-الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير (12) ،لأبي شهبة.
71- الإسرائيليات في تفسير الطبري (118)،لآمال محمد ربيع.

72-مجلة العلوم الشرعية بجامعة سطام (42-50) ،العدد 7.
73-معجم مقاييس اللغة ( مادة:جمل) ،لابن فارس.
74-تفسير عبدالرزاق (270-269 /1) .
75-تفسير ابن أبي حاتم (107-106 /1) .
76-تفسير الطبري ( 53/1).
77-التقريب (961).
78-سير أعلام النبلاء (106/6).
79-الثقات( 46/4) ،لابن حبان .
80-الجرح والتعديل(81/7) ،لابن أبي حاتم.
81-تفسير ابن عطية (54/4).
82-البحر المحيط (319/1).
83-تفسير ابن كثير (130/6).
84-إرشاد الساري(239/7).
85-عمده القارئ (117/11).
86-شرح النووي ،لصحيح مسلم (11/8).
87-تحفة الأحوذي (379/3).
88-سورة الأنفال ، من الآية :48.
89-سورة يونس ،من الآية:90.
90-عمدة القارئ(285/18).

91--سورة الشعراء الآية : 63.
92-تفسير ابن كثير (130/6).
93-معالم التنزيل (468/3).
94- المحرر الوجيز (233/4).
95- صحيح البخاري -كتاب التفسير- 65-سورة الشعراء.
96- تفسير ابن كثير (131/6).
97-انظر في ذلك : المحرر الوجيز (233/4)، تفسير ابن كثير ( 131/6).
98-سورة طه ، الآية: 78.
99- تفسير ابن كثير ( 270/5).
100- انظر في ذلك : عمدةالقارئ (61/19) ، ومعالم التنزيل (270/3).
101- انظر في ذلك : تفسير ابن كثير (270/5)، وإرشاد الساري ( 239/7).
102- انظر في ذلك : النكت والعيون ( 119/1)، وإرشاد العقل السليم (101/1) والتحرير والتنوير (494/1).
103-سورة الدخان،الآية : 24.
104- انظر في ذلك : صحيح البخاري ، كتاب التفسير -65-سورة الدخان ،تفسير المشكل من غريب القرآن (266) ،لمكي ، وعمدة القارئ (162/19)
105-معالم التنزيل (177/4)للبغوي.
106- صفوة الآثار والمفاهيم(137/2).
107- إرشاد العقل السليم(1/101).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ربيع الثاني 1442هـ/17-11-2020م, 11:57 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم .
بحث اجتياز المستوى السادس .
عنوان البحث :-
رسالة تفسيرية بإسلوب التقرير العلمي ، حول قوله تعالى " وإذا فرقنا بكم البحر فأنجيناكم و أغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون " ،سورة البقرة الآية :50 .
- مع بيان أحكام ما ورد فيها من روايات إسرائيلية .
الحمدلله رب العالمين ، و أصلي و أسلم على خاتم النبيين، وإمام المرسلين، نبينا محمد ،وعلى آله و صحبه أجمعين ،و بعد:
فهذه الرسالة التفسيرية تتناول ما يلي :-
أولا:- مقدمة .
ثانيا : تفسير الآية بإسلوب التقرير العلمي .
ثالثا:- بيان أحكام الروايات الإسرائيلية الواردة في الآية.

المقدمة .
يخبر الله سبحانه و تعالى في سياق الآيات السابقة لهذه الآية ،تعداد نِعمه على بني إسرائيل ، ومن أعظم تلك النعم، ما أنعم الله به على نبيه موسى - عليه السلام - ،و قومه من إنجاء لهم من براثن الطاغية فرعون و جنده ، بعد معركة حامية و طويلة مع هذا الطاغية المتجبر ؛ منذ ما بعث موسى -عليه السلام -بالدعوة للتوحيد ، و علم فرعون ذلك ، فكان يكيل لنبي الله -عليه السلام - الحيل و المكائد ،للقضاء على دعوة التوحيد ، وقد بلغ من جبروته أن ادعي الألوهية ، فأراد الله -جل شانه -أن يقصمه ،و يجعله عبرة لمن يعتبر إلى يوم القيامة.

و في هذه الآية و مثيلاتها في سور الشعراء :78،و طه: 63، و الدخان : 24، و غيرها ، تصوير للمشهد الأخير من فصول الملحمة المعجزة ، وبيان للنصر الإلهي لمن رام الحق ، و اتبع سبيل المؤمنين ،و تنكب طرق الغي و الضلال ،
و قد تضمنت الآية العديد من النعم لموسى -عليه السلام -و قومه :-
1- معجزة فرق البحر ،و فصله .
2- إنجاء موسى -عليه السلام -و قومه .
3- هلاك فرعون و ملائه .
4- مشاهده العدو فرعون و قومه ،وهم يهلكون .
5- إلحاق الذل و الخزي و العار بفرعون و ملائه .
و لاريب أن ماحدث يعد من خوارق العادات ، ومن معجزات الله لأنبيائه ،
قال الدوسري :" هي سنة أخرى في ملكه ، يخلقها متى يشاء على يد من يختار من عباده ، إظهارا لحجته على خلقه ، و انتصارا لمن يشاء من عبادة ،و أوليائه على أعدائه الذين اقتضت حكمته تنكيلهم"(1).

ثانيا :- التفسير بالأسلوب العلمي :-
1- مناسبة الآية لما قبلها:
ذكر البقاعي وجه ارتباط هذه الآية :" وإذ فرقنا بكم البحر .." ،بما قبلها بأنه " لما كان ما فُعِل بهم في البحر إهلاكا للرجال ، و إبقاء للنساء ، طِبق ما فعلوا ببني إسرائيل ، عقّبة به ، فقال :" وإذ" ،أي : اذكرو إذ فرقنا "2.

فالعطف الوارد في الآية يعد من جملة المعطوف على " نعمتي " ،أو على :" اذكروا " ،فالمقصود :تعداد النعم عليهم " 3.
و ذكر النحاس في إعراب القرآن "4" ، أن " إذ فرقنا " في موضع نصب ، و البحر مفعول " .
و يقرر ابن عاشور ماسبق بأن قوله " وإذ فرقنا " :تمهيد للمنة ، لأنه سبب الأمرين : النجاة ، و الهلاك ، وهو مع ذلك معجزة لموسى عليه السلام"5".

2- دلالات لفظة " فرقنا في الآية :-
تدور دلالة لفظة " فرقنا " على معنيين :-
1- التمييز.
2- الفصل .
قال الثعلبي: " أي : فلقنا و ميزنا الماء يمينا و شمالاً، فأنجيناكم من آل فرعون و الغرق" 6.
حيث أن " فرق " يعني :ميز الشيء عن الشيء " .
و المعنى الثاني الانفصال :-
قال الراغب :" و الفرق يقال اعتبارا بالانفصال ، و استشهد بالآية ...،و الفِرق : القطعة المنفصلة"8.

فأصل الفِرق : الفصل ، ومنه فرق الشَعْر ، و منه الفرقان ، لأنه يفرق بين الحق و الباطل "9.
و حدّد الماوردي :أن في اللفظة تأويلان :-
1- فصلنا ، لأن الفرق : الفصل بين الشيئين .
2- ميزنا ، فأصل الفرق : التمييز بين الشيئين ،و الفِرقة من الناس : الطائفة المتميزة من غيرهم "10.

و ذكر الراغب الأصفهاني أن ذلك الفصل يمكن أن يدركه البصر ، أو بفصل تدركه البصيرة "11.
و أضاف ابن عاشور دلالة تختص بأن لفظ " فرق " فيه التخفيف و التشديد ،و أنهما بمعنى واحد ،
1- التشديد " فرّق " : و يفيد تعديه ، و معناه الفصل بين أجزاء شيء متصل الأجزاء ، و يدل على شدة التفرقة ، و ذلك إذا كانت الأجزاء المفرّقة أشد اتصالا.

2- التخفيف " فرقْنا " :- منظور فيه إلى عظيم قدرة الله تعالى ، فكان ذلك الفرق الشديد خفيفا،
ثم عقّب ابن عاشور في التمييز بينهما ،بقوله " فالوجه أن فرّق بالتشديد :لما فيه علاج و محاولة ، و أن المخفف و المشدد كليهما حقيقة في فصل الأجسام ، وأما في فصل المعاني المتلبسة :فمجاز " 12.

3- تفسير سياق اللفظة " فرقنا " :-
و الفرق إنما كان للماء ، نعمة من الله لعبادة المتقين ، " أي : فلقناه لكم "13.
يقول الأخفش :" فرقنا بين الماءين حيث مررتم به "14،
و أشار الزجاج إلى تفسير القرآن بالقرآن في كتابه معاني القرآن ، قال :"و معنى فرقنا بكم :جاء تفسيره في آية أخرى ،وهو قوله "فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطور العظيم "13 ، أي : فانفرق البحر فصار كالجبال العظام ، وصاروا في قراره ، و كذلك قوله " فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركاً ولا تخشى "16.

و يبين ابن عطية وصفاً لكيفية الفرْق الذي حصل و يصوره بقوله :" ولم يفرق البحر عرضاً جزعا من ضفة إلى ضفة ، و إنما فرق من موضع إلى موضع آخر في ضفة واحدة ، و كان ذلك الفرق بقرب موضع النجاة ، و لايلحق في البر إلا في أيام كثيرة بسبب جبال وأعار حائلة "18،
و المعنى :"أن الله سبحانه و تعالى فرق بهم البحر ، يميناً و شمالاً ، كالجبليين المتقابلين ، و كما ورد أن بينهما كُوى من طريق إلى طريق ، في اثني عشر طريقاً ، على عدد الأسباط ، ينظر كل سبط إلى الآخر "19.

4- نوع الباء في " بكم " ،و أوجه إعرابها :
اختلف المفسرون وأهل اللغة في المراد بالباء في " بكم " على ثلاثة أقوال:
القول الأول :- وهذا القول لأبي حيان و العكبري و البغوي وابن الجوزي و القرطبي و ابن عطية:
أن "الباء "في معنى : "اللام "أي :فرقنا لكم البحر ، أي : لأجلكم ،و معناها راجع للسبب ،20.
القول الثاني :- وهو قول أبوحيان وابن عطية والجمل والعكبري ،ورجحه القرطبي: أن الباء للسببية ، اي :- بسببكم ،أي لأجلكم ، أو لأجل أن يتيسر لكم سلوكه ،أو بسبب دخولكم ،
قال القرطبي : " يبينه : فانفلق" 21.

القول الثالث : وهو قول أبوحيان ، و السمين الحلبي و العكبري و زاده و ابن عاشور :
أن الباء :للمصاحبة و الملابسة و الاستعانة، قال أبوحيان : أي :جعلناه فرقاً بكم ، كما يفرق الشيئين بما توسط بينهما ، وهو قريب من معنى الاستعانة" 22.

حيث تكون " الباء " المعدية ، و التقدير: " أفرقناكم البحر " ، و قرر السمين أن " الظاهر أن الباء
على بابها من كونها داخلة على الآلة ، فكأنه فرق بينهم ، كما يفرق بين الشيئين بما توسط بينهما "23،
ومال إلى ذلك زاده، وأن الباء للاستعانة و التشبية بالآلة ، فتكون استعارة تبعية في معنى باء الاستعانة "24،

و ألمح ابن عاشور إلى أن فرق البحر ملابسا لكم ، و المراد من الملابسة: أن يفرق وهم يدخلونه ، فكان الفرق حاصلا بجانبهم "25،
وفي الأوجه الإعرابية للباء في بكم :-
1- أن تكون في موضع نصب مفعول ثان ،و البحر مفعول أول .
2- أن تكون الباء للحال ، أي :فرقنا البحر و أنتم به ، فيكون إما حالاً مقدرة ،أو مقارنة .
3- أن يكون ظرفا مستقرا في دلالة المصاحبة "26".

5- لفظة "البحر ":-
لفظة البحر يمكن إجمال الحديث عنها في أربع نقاط :-
1- تعريفه .
2- اشتقاقه .
3- سبب التسمية .
4- تعيين البحر .
أولاً: تعريف البحر :
ذكر أبوحيان أن " البحر : مكان مطمئن من الأرض ،يجمع المياه "27.
وزاد الصاوي :" هو الماء الكثير ، عذباً أو مالحاً ، لكن المراد هنا : الملح "28" ،
وخصه القرطبي بأنه الماء المالح ، و يقال :أبحر الماء : مَلُحَ"29.
ثانياً : اشتقاقه :-
يجمع في القلة على أبحر ، وفي الكثرة على بحور و بحار ، و أصله ، قيل : الشق ، و قيل السعة"30
بارك الله فيكم
تم تصحيح بحث استاذ المستوى السادس في صفحة اختباراتك هنا
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...&postcount=225
زادك الله توفيقا وسدادا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, نشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir