اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ،
كيف نرد على من يدعي أمورا غيبية لم ترد في الكتاب والسنة ، كوجود خلق قبل البشر في الأرض، ووجود كائنات فضائية، خصوصا أن ذلك انتشر بين أبنائنا فنريد تأصيلا لمسألة أن الإيمان بالغيب لا يكون إلا من خلال الوحي؟
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا}
والطرق التي يحصل بها العلم على مراتب:
أعلاها: مرتبة الوحي ، وكلّ ما عارضه فهو باطل.
ثم مرتبة الحسّ، وهو ما يدرك بالحواسّ.
ثم مرتبة العقل، وهو ما يدرك بالاستنتاج
وهذه المراتب ليس كلّ ما يُنسب إليها يكون صحيحاً، فقد يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يصحّ عنه، والإحساس يدخله التوهّم، والاستنتاج يدخله الخطأ.
لكن ما يصحّ من هذه المراتب فإنّه لا يتعارض ولا يتناقض.
ثم بعد هذه المراتب مراتب دونها في تحصيل العلم: الآثار عن غير المعصومين من الأنبياء والمرسلين، والتجربة، والعرف، وغيرها، وكل ما خالف الوحي من هذه الطرق وغيرها فهو باطل، لكن يشترط أن يكون النصّ صحيحاً وفهمه صحيحاً.
وليس في النصوص ما يدلّ على أنّ آدم عليه السلام هو أوّل المخلوقات في الأرض، بل ذكر المفسّرون في تفسير قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)} أن الملائكة عرفوا من حال بعض المخلوقات في الأرض ما حملهم على ما قالوا.
وموقفنا من النظريات العلمية المبنية على الاستنتاجات والدراسات المعتبرة عند أهلها هو قبول ما دلّ الوحي على صحته، وردّ ما دلّ الوحي على بطلانه وخطئه، والتوقف فيما لا نجد فيه دلالة على الصحة ولا البطلان.