السلام عليكم ورحمة الله.
1. (سؤال عام لجميع الطلاب)
استخلص ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}.
جواب:
الأولى: إذا ذكر الإنسان دائما خالقه تعالى ومما خلق، علم قدرته تعالى واعترف بضعف نفسه، ويكون بذلك مجتنبا عن التكبر والغرور بنفسه، ويعبد ربه تعالى متذللا، ويتقرب بهذا إلى تحقيق العبودية. وهذا ما استفدته من قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}.
الثانية: في قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} تذكرة بيوم القيامة، يوم الجزاء والحساب، ما يوجب امتثال الأوامر واجتناب النواهي.
الثالثة: قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} ذكرني وجوب الإخلاص لله تعالى في كل الأعمال وتزكية النفس وإصلاحها.
المجموعة الأولى:
1. استخلص المسائل ثم حرّر القول في كل مسألة مما اشتمل عليها تفسير قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)}.
تفسير قوله تعالى: {ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}
المسائل التفسيرية:
• المراد بالإنسان ش
• معنى الكدح ك س ش
• المراد بالكدح إلى الرب ش
• مرجع الضمير في قوله تعالى: {فملاقيه} ك س ش
• المراد بالإنسان
الْمُرَادُ جِنْسُ الإِنْسَانِ، فَيَشْمَلُ الْمُؤْمِنَ وَالْكَافِرَ. ذكره الأشقر.
• المراد بالكدح
المراد بالكدح هنا: السعي والتقرب. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
• المراد بالكدح إلى الرب.
ذكر الأشقر في المراد بالكدح إلى الرب تعالى قولين:
الأول: السعي إليه تعالى في العمل.
الثاني: السعي إلى لقائه سبحانه.
• مرجع الضمير في قوله تعالى: {فملاقيه}
جاء في مرجع الضمير قولان:
الأول: أنه يعود على عمل الإنسان. ذكره ابن كثير والأشقر. واستدل ابن كثير بما رواه أبو داود الطّيالسيّ عن جابرٍ قال: "قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "قال جبريل: يا محمّد، عش ما شئت؛ فإنّك ميّتٌ، وأحبب من شئت، فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنّك ملاقيه"".
الثاني: أنه يعود على ﴿ربك﴾، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. وعلى هذا فكلا القولين متلازمٌ كما قاله ابن كثير وإشار إليه الأشقر، إذ يكون المعنى: فَلا بُدَّ أَنَّك سوفَ تُلاقِي رَبَّكَ بِعَمَلِكَ، فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك. ونقل ابن كثير في هذا ما قاله ابن عبّاسٍ: ﴿يا أيّها الإنسان إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحاً﴾ يقول: "تعمل عملاً تلقى اللّه به، خيراً كان أو شرًّا".
المسألة الاستطرادية:
الجزاء يكون بالفضل من الله إنْ كنت سعيداً، أو بالعدلِ إنْ كنت شقيّاً. ذكره السعدي.
تفسير قوله تعالى: ﴿فأما من أوتي كتابه بيمينه (7) فسوف يحاسب حسابا يسيرا (8) وينقلب إلى أهله مسرورا﴾
• المراد بـ ﴿من﴾ س ش
• فائدة وصف الحساب باليسر. ك س ش
• المراد بالانقلاب ك ش
• المراد بالأهل ك س ش
• المراد بالسرور ك ش
• سبب السرور ك س ش
• المراد بـ ﴿من﴾
هم المؤمنون، وهمْ أهلُ السعادةِ، يُعْطَوْنَ الصُّحُفَ الَّتِي فِيهَا بَيَانُ مَا لَهُمْ من الْحَسَنَاتِ بِأَيْمَانِهِمْ. ذكره السعدي والأشقر.
• فائدة وصف الحساب باليسر. ك س ش
الأقوال الواردة في هذا:
الأول: أي: سهلاً بلا تعسيرٍ، أي: لا يحقّق عليه جميع دقائق أعماله، فإنّ من حوسب كذلك يهلك لا محالة. ذكره ابن كثير.
الثاني: هوَ العرضُ اليسيرُ على الله. ذكره السعدي.
الثالث: أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتُهُ، ثُمَّ يَغْفِرَهَا اللَّهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنَاقِشَهُ الْحساب. ذكره الأشقر.
خلاصة: هذه الأقوال متفقة، والمراد بالحساب اليسير هو العرض اليسير بدون نقاش وتحقق جميع دقائق الأعمال بأن يكون بعرض السيات على صاحبها وتقرير الله تعالى العبد بذنوبه حتىَّ إذا ظنَّ العبدُ أنَّهُ قدْ هلكَ، فيغفره الله بعد ذلك. هذا ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. واستدل ابن كثير والأشقر بما رواه الإمام أحمد والبخاريّ ومسلمٌ والتّرمذي والنّسائي وابن جريرٍ عن عائشة قالت: "قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((من نوقش الحساب عذّب)). قالت: فقلت: أليس اللّه قال: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}؟ قال: ((ليس ذاك بالحساب، ولكنّ ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذّب)).
وعن عائشة قالت: "سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: "اللّهمّ حاسبني حساباً يسيراً". فلمّا انصرف قلت: يا رسول اللّه ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنّه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذٍ هلك". رواه الإمام أحمد كما ذكره ابن كثير.
وأورد السعدي الحديث القدسي: قالَ اللهُ تعالى: ((إنِّي قدْ سترتهُا عليكَ في الدنيا، فأنا أسترهَا لكَ اليومَ))، وهذا بعد أن يظن العبد أنه قد هلك.
• المراد بالانقلاب.
المراد به الرجوع والانصراف. ذكره ابن كثير والأشقر.
• المراد بالأهل.
ورد في المراد بالأهل قولان:
الاول: أهله الَّذِينَ هُمْ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الزوجاتِ والأولادِ. ذكره ابن كثير عن قتادة والضّحّاك، وذكره أيضا السعدي والأشقر.
الثاني: مَنْ أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ من الحُورِ الْعِين. ذكره الأشقر.
• المراد بالسرور.
المراد بالسرور: الفرح والاغتباط والابتهاج. ذكره ابن كثير والأشقر.
• سبب السرور
هو النجاة منَ العذابِ والفوز بالثواب وبما أعطي من الله من الْخَيْر والْكرامة. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2. حرّر القول في:
المراد بالبروج في قوله تعالى: {والسماء ذات البروج}.
ورد في المراد بالبروج خمسة أقوال:
الأول: هي النّجوم العظام، ذكره ابن كثير عن ابن عبّاسٍ ومجاهد والضّحّاك والحسن وقتادة والسدي. وذكره أيضا الأشقر. وأورد ابن كثير في معناه قوله تعالى: {تبارك الّذي جعل في السّماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً}.
الثاني: البروج التي فيها الحرس. ذكره ابن كثير عن مجاهد.
الثالث: قال يحيى بن رافعٍ: البروج: قصورٌ في السّماء. ذكره عنه ابن كثير.
الرابع: قال المنهال بن عمرٍو: ﴿والسّماء ذات البروج﴾: الخلق الحسن. ذكره عنه ابن كثير.
الخامس: أنّها منازل الشّمس والقمر، وهي اثنا عشر برجاً، تسير الشّمس في كلّ واحدٍ منها شهراً، ويسير القمر في كلّ واحدٍ يومين وثلثاً، فذلك ثمانيةٌ وعشرون منزلةً، ويستتر ليلتين. وهذا قول ابن جرير واختياره كما ذكره ابن كثير. وذكره أيضا السعدي والأشقر.