دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ربيع الثاني 1441هـ/11-12-2019م, 12:13 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الثاني من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 ربيع الثاني 1441هـ/12-12-2019م, 11:53 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

ساكتب رساله تعريفية عن سيرة عيد الله ابن عمرو بن العاص السهمي باذن الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 ربيع الثاني 1441هـ/13-12-2019م, 06:03 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

أختار أن أكتب عن (عبد الله بن عمر بن الخطاب) إن شاء الله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 ربيع الثاني 1441هـ/13-12-2019م, 12:02 PM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 341
افتراضي

اختار كتابة رسالة تعريفية عن الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ربيع الثاني 1441هـ/14-12-2019م, 12:04 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجلس 7
مجلس مذاكرة القسم الثاني من سير أعلام المفسرين،
سيرة تعريفية بالمفسر الصحابي
عبدالله بن عمرو بن العاص

هو الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي السهمي يكنى بأبي محمد ،

وأمه :ريطة بنت الحجاج السهمية، كان أصغر من أبيه باثنتي عشرة سنه، (1) وهذا يدل أن والده تزوج وعمره ثلاث عشرة سنة ، علم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم فبادر إلى الإسلام ، حيث أسلم قبل أبيه ، وهاجر الى المدينة ، لا يألوا على أحد ، طلبا لمرضاة الله سبحانه ، وتحقيقا للتوحيد ،وحرصا على الهداية والاستقامة فلم يمنعه عن ذلك شي.
حفظ القرآن الكريم ، وتدبر معانيه حتى عمر قلبه ، ونتق فكره ، وبز بخلقه ،كان طويلًا أحمر الوجه ، عظيم الساقين أصابه العمى آخر عمره ،
عاش حياته في المدينة عيشة نافعة ،اهتم خلالها بطلب الحديث وسماعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حدث وروى سبعمائة حديث ، اتفق الشيخان على سبعة أحاديث ،ولازم النبي صلى الله عليه وسلم وتعلم منه علما جما ، وكان يتبع العلم بالعمل (3) ،
وكان مما ساعده على حمل الحديث وروايته أنه كان يكتب
كل مايسمعه عن رسول الله ، نعتوه وقالوا : أتكتب كل شي تسمعه ،ورسول الله بشر يتكلم في الغضب و الرضا ، فأمسك عن الكتابة ، فلما ذكر ذلك لرسول الله أومأ رسول الله بإصبعه على فيه ، وقال : اكتب ، فوالذي نفسي بيده مايخرج منه إلا حق(5)،
يعد مؤسس المدرسة العلمية والمصرية ، وكان يفتي بالفسطاط ،وعلّم خلق عظيم
،تميز رضي الله عنه وانفرد بالصحيفة الصادقة ، قال مجاهد : رأيت عند عبدالله بن عمرو صحيفة فسألته عنها ، فقال : هذه الصادقة ، فيها سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس بيني وبينه فيها أحد (6)،
كان رحمه الله زاهدًا عابدا مقبلًا على العبادة ، مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الشيخان أنه قال كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل شهر ، وأرشده المصطفى عليه السلام للتخفيف من ذلك ،وبين له الحكمة من ذلك ،فقال : فإن لزوجك عليك حق ولزورك عليك حق ولجسدك عليك حقا ، فذكر عبدالله أنه يطيق أكثر من ذلك ، فأرشده
لصيام داود ،صيام يوم وإفطار يوم ،وقراءة القرآن كل سبع ، وعدم الزيادة على ذلك ، قال عبدالله : فصرت إلى الذي قال النبي عليه السلام : فلمًا كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم (7)،
كان رحمه الله ذا قوة وجلَد على العبادة من الصوم والصلاة ، حتى أنه قصّر في حق زوجته فعضلها، فشكاه والده لرسول الله ، فسأله : أتصوم النهار وتقوم الليل ، فقلت :نعم ، قال : لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام ، وأمس النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني (8)،
فلما كبر في العمر أدرك رضي الله وأرضاه شفقة النبي الكريم عليه ،وندم بعدم قبوله رخصة النبي صلى الله عليه وسلم (9)،
وكان شديد الخشية والإشفاق من الله سبحانه ، وكان رجلا بكاءاً ، فقد روي عن عطاء أن عبدالله كان يكثر من البكاء ويغلق عليه بابه ويبكي حتى رمصت عيناه (10)،
ومن صور حرصه على التقرب إلى الله وأن يكون من أهل الجنه ، فيعمل بعملهم بما يدخله الجنه ما روى أحمد عن أنس قال :كنا جلوسا مع رسول الله فقال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فمن شده حرصه على معرفة السبيل لدخول الجنه أراد أن يكتشف ذلك ، فابتكر سببًا واستأذن أن يبيت مع ذلك الرجل ، ولم ير منه زيادة عمل إلا أنه إذا تعارّ من الليل ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ،قال عبدالله : غير أني لم أسمعه إلا يقول خيرا ، وحدث أن احتقر عمله ، فأصر أن يخبره الرجل عن سر ذلك ،فقال :غير أني لا أجد في نفسي حقدا ولا حسدا لأحد من المسلمين ،فقال عبدالله : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق ،
وقد بلغ من خلق الكرم منتهاه ، حيث خصص مائتا رحالة للضيافة ، مع تحليه بالتواضع (12) ،
وكان يقول كلامًا يكتب بماء الذهب ، ومن ذلك : من سقى مسلمًا شربه ماء، أبعده الله من جهنم شوط فرس ،(13 )
وقال : لأن أدمع دمعة من خشية الله عزوجل أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار (14) ،
كان شجاعًا بطلًا مغوارا في الجهاد ، حتى اشتهر أنه يقاتل بسيفين ، في مقدمة الصفوف
توفي رحمه الله سنة65هـ،وعمره 72سنة.
الفوائد:

1- حرص الأسبقين على الزواج المبكر ، وهذا فيه إحصان لهم ،حتى ولو كانوا في الجاهلية .
2- صغر سن الصحابي عبدالله بن عمرو لم يرده عن البحث عن الحق والهداية وتمثلها .
3- اهتمام الصحابة بالعلم وإشغال الوقت به ، والإفادة قدر الاستطاعة من مصدره ومرجعه الصحيح .
4- أهمية التوثيق والكتابة في طلب العلم لأجل التثبيت والتحقيق والثبات .
5- حرص واهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم برعيته ، وتتبعه لأحوالهم وسؤاله عنهم .
6- الحذر من الحماس الزائد والمبالغة في بعض الأمور خشية عواقبها .
7- أهمية التوازن في حياة المسلم ، بأن يعطى لمن حوله حقوقهم بلا تفريط ولا شطط .
8- حسن التوجية والإرشاد من النبي الكريم عليه السلام للصحابة ،وطول باله عليهم .
9- التوسط في الأخذ بالأمور وعدم التكلف أو المبالغة التي تخل بحقوق الآخرين .
10- الجمع بين العلم والعمل والاجتهاد في ذلك ، وتقصي مواضع الأجر والثواب .
11- فضيلة الذكر والتسبيح، وتعظيم الله لمن تعارّ في الليل .
12 - عظم مثوبة من طهر نفسه وقلبه من الحقد والغل عن إخوانه المسلمين.
13- حرص الشريعة على عدم التكلف والتنطع في العبادة أو تكليف ما لا يطاق .
14- حرص الشريعة على ترابط المجتمع المسلم ،وزيادة أوجه المحبة بينهم.

المصادر والمراجع /
1- انظر في ذلك : أسد الغابة (244/3).
2- انظر في ذلك : صفة الصفوة (655/1).
3- انظر في ذلك : سير أعلام النبلاء(80/3) .
4- انظر في ذلك : صحيح البخاري ( حديث113).
5- انظر في ذلك : صحيح أبو داود (حديث 3099) صححه الألباني.
6- انظر في ذلك :- الطبقات الكبرى (198/4) .
7- انظر في ذلك : صحيح البخاري (رقم 1975)وصحيح مسلم (حديث رقم 1159).
8- انظر في ذلك : مسند أحمد (266/13) حديث 6188.
9- انظر في ذلك : حلية الأولياء (286/1).
10- انظر في ذلك : المرجع السابق (290/1).
11- انظر في ذلك : مسند أحمد (124/20).
12- انظر في ذلك : حلية الأولياء ( 291/1).
13- انظر في ذلك : حلية الأولياء (288/1) .
14- انظر في ذلك : صفة الصفوة (658/1) .
15- انظر في ذلك : الطبقات الكبرى (203/4).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ربيع الثاني 1441هـ/14-12-2019م, 11:12 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

سيرة إمام العباد: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

(ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها، ما خلا عمر وابنه عبد الله). قاله جابر بن عبد الله.(1)


حين يُذكر عمر يذكر الحزم والقوة في الحق، وحين يُذكر ابن عمر يُذكر العلم والورع والزهد وحسن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وملازمة العبادة.
دعوني أصحبكم في رحلة ماتعة نقترب فيها من سيرة الصحابي الورع الزاهد العابد عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمه هى زينب بنت مظعون بنت حبيب الجمحي، وكان قد أسلم بمكة قبل بلوغه، وهاجر مع أبيه إلى المدينة، (2) فنشأ في عبادة الله.
تلقى العلم من النبي صلى الله عليه وسلم، وأكابر الصحابة، فحصل علما غزيرا، وعُدَّ من القلّة المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف حديث وستمائة حديث وثلاثون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على مائة وسبعين، وانفرد البخارى بأحد وثمانين، ومسلم بأحد وثلاثين (3)
وكان ابن عمر شابا طويلا قويا، لربما أخذ من أبيه هذا أيضا مع قوته في الحق، عُرف بزهده في الدنيا وكفه نفسه عن الافتتان بها على قوته وفتوته، قال عنه ابن مسعود: ( لقد رأيتنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من عبد الله بن عمر).رواه ابن سعد.
وكان شجاعا لا يهاب الموت، أول ما شهد من الغزوات غزوة الخندق، وكان قد عُرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فلم يجزه وكان ابن أربع عشرة سنة، وأجازه يوم الخندق وكان ابن خمس عشرة سنة، وهذا ثابت في الصحيحين. (4)
شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الغزوات والمشاهد بداية من الخندق وما تلاها، فشهد غزوة مؤتة، واليرموك، وفتح مصر، وفتح إفريقية (5) وشهد بيع الرضوان، ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه في فتح مكة.

إنما المحبة الاتباع..
ولما كان من أعظم مظاهر المحبة الاتباع، فإن ابن عمر اشتهر بحرصه على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد المحبة له، فما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا وفاضت عينا ابن عمر، وقد قال عنه حفيده محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: (ما سمعت ابن عمر يذكر النبيَّ صلى الله عليه وسلم قطّ إلا بكى)رواه الدارمي بإسناد صحيح.
وكان من أكثر الصحابة اتباعا له صلى الله عليه وسلم في فعله وقوله حتى في الزهد في الدنيا والتطلع إلى الرياسة، واجتهد في ذلك أيما اجتهاد، فروي أنه كان ينزل منازل النبي صلى لله عليه وسلم، ويصلي في كل مكان صلى فيه، ويبرك ناقته في مبرك ناقته (6)، ومن مظاهر اتسائه بالنبي صلى الله عليه وسلم غدوه كل سبت إلى قباء ماشيا كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي فيه.
فإن أردت أن تعلم صدق مدعٍ للمحبة من كذبه فانظر في أمره، فإنما المحبة الاتباع، ولتعلم بطلان ما عليه أهل البدع من ادعاء محبته صلى الله عليه وسلم وانتهاجهم كل ما خالف هديه.

الاجتهاد في زاد الآخرة..
ولعل مما تميز به ابن عمر رضي الله عنه اجتهاده في العبادة، فما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم إلا وكان أول المشمرين، وفي طليعة المتلقفين لوصاياه، المتبعين لها بإحسان، وقد روى الزهري عن سالم عبد الله بن عمر عن أبيه أنه تمنى أن يرى رؤيا فيقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان وقتها شابا أعزبا ينام بالمسجد فرأى رؤيا، قال: فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال فلقيهما مَلَك فقال لي: لم تُرَع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل).
قال سالم) فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا). متفق عليه (7)
وروي عنه أنه إذا فاتته صلاة العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته، وكان دأبه قيام الليل حتى السحر، فإذا أتى السحر جلس يستغفر ويدعو حتى يصبح .(8)
وقد شهدت له أم من أمهات المؤمنين بحسن لزومه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه، فعن عائشة قالت:(ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر)رواه الحاكم في المستدرك.

وكان رضي الله عنه من أكثر الصحابة صلاة وتلاوة للقرآن، وقد سئل مولاه نافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما).رواه ابن سعد.
وكان مولعا بالحج حتى قيل إنه كان أعلم الصحابة بمناسك الحج (9)، وسبحان الذي قدر أن يموت حاجا.
ومما روي عنه في دعائه في السجود: اللهم اجعلك أحب شيء إلى واخشى شيء عندي.(10)
وكان ابن عمر يسرد الصوم، وهو أحد الصحابة الساردين للصوم منهم عمر، وابنه، وأبو طلحة، وحمزة بن عمرو، وعائشة. (11)
فشأنه في كل عبادة شأن عظيم لا يقوم به إلا مخلص متق صدق الله فأعانه الله.


وأخذ ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً غزيراً، ثم أخذ عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وحفصة وعائشة وابن مسعود وجماعة من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع كثرة علمه كان لا يجد غضاضة أن يقول لا أعلم لما لا يعلمه، وكان يقول لنفسه: (أحسن ابن عمر، سئل عما لا يعلم فقال لا أعلم.( رواه ابن سعد.
وكان شديد التحري والاحتياط والتوقي في الفتيا والحديث (12)، وقد أقام يفتي الناس في الموسم وغيره ستين سنة، وكان من أئمة الدين. رواه الخطيب البغدادي.
تميز بالعقل والرشد وحسن الرأي، وقد أوصى عمر أن يشهد مشورة الستة الذين أوصى أن يختاروا من بينهم رجلا للخلافة من بعده، فاجتمع رأيهم على عثمان.

وكان ابن عمر كثير البر، يتمثل قول الله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، فكان إذا اشتد عجبه بشيء من ماله تصدق به قربة لله عز وجل، وقد وجد أن أحب شيء إليه هو جاريته رميثة فأعتقها لوجه الله، وأنكحها مولاه نافع.
وكان محبوبا بين الناس، يبذل لهم ويخدمهم بما استطاع، كريما جوادا، وقد روي عن مجاهد أنه قال: (صحبت ابن عمر لأخدمه، فكان هو يخدمني. (رواه أبو بكر الخلال في السنة.


المشهد الأخير..
كان ورعا شديد الورع يتوقى لدينه، بصيرا بالفتن، فاعتزل الفتنة والتزم العبادة وما كان عليه من عمل،أثنى عليه العالم بالفتن حذيفة بن اليمان، وروي عن ابن عمر أنه قال: (لا أقاتل في الفتنة وأصلي ورا من غلب) ، وكان يكره الملك والإمارة وأن يسفك بسببه دما.
وكان الحجاج ولى على مكة ونشر فيها عسكره، وكان ابن عمر حاجا، فأصابه رمح في رجله وهو يرمي الجمرات، فنزعها سعيد بن جبير وكان يحج في تلك السنة، فمرض بسبب تلك الضربة أياما ثم قضى، وقيل أن الرمح كان مسموما،
وقد جاءه الحجاج يعوده، فقال له الحجاج: لو نعلم من أصابك، فقال ابن عمر
: (أنت أصبتني)قال: وكيف؟ قال:(حملت السلاح في يوم لم يكن يُحمل فيه، وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم)رواه البخاري.

دفن بمقبرة المهاجرين بمكة، وكانت وفاته سنة 74 هـ، وله أربعة وثمانون عاما.

قال سعيد بن المسيب: (لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لعبد الله بن عمر). رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
رحم الله العابد المجتهد ابن عمر.


الفوائد:
1. لعل أعظم فائدة نخرج بها من سيرة ابن عمر رضي الله عنه حرصه على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فهكذا تكون المحبة الصادقة.
2.اجتهاد ابن عمر في العبادات يحث على البذل والعمل، وأنه على المرء أن يستخرج من نفسه ما كمن فيها من خير فيجبرها على الطاعة حتى تنقاد له.
3.لزوم منهج السلف هو السبيل للنجاة، وقد مر معنا أن الحسن البصري وسعيد بن جبير عاصرا فتنة الحجاج، فالأول اعتزل الفتنة والثاني خاض فيها،
وابن عمر في الفتنة التي وقعت اعتزلها ولزم العبادة، فلزم منهج السلف الذي يُظهر لنا أن اعتزال الفتن هو الرأي الأصوب.
4. التورع عن القول بغير علم من أهم سمات العلماء.
5. الشباب مصدر قوة للأمة لا يجب أن تُهمل أو تُعطل، فابن عمر خاض أول غزواته وكان في الخامسة عشرة من عمره.

الحمد لله رب العالمين

المراجع:
(1) [ وفيات الاعيان: 3/29].
(2) [الطبقات الكبرى:4/105-106] بتصرف.

(3) [ تهذيب الأسماء واللغات: 1/278-279]
( 4) ، (5) ، (6) [ تهذيب الأسماء واللغات: 1/279] بتصرف.
(7) ، (8) [ حلية الأولياء: 1/292-305] بتصرف.

(9) [وفيات الاعيان: 3/ 29]
(10) [ حلية الأولياء: 1/292-305] بتصرف.
(11) [ تهذيب الأسماء واللغات: 1/280]
(12) [وفيات الاعيان: 3/ 29] بتصر

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 ربيع الثاني 1441هـ/18-12-2019م, 01:30 PM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 341
افتراضي

جابر بن عبد الله بن عمروا بن حرام الصحابي ابن الصحابي البدري ، من أوائل من ناصر الرسول صلى الله عليه وسلم في دينه وبايعه على منعه مما يمنع منه نفسه وزوجه وولده ، امتلائت أخباره عن النبي صلى الله عليه وسلم كتب السيرة ، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة شديدة ، وكان قوي الملاحظة لأحواله ، شديد القرب منه ، يروي لنا أخبارا له مع رسول الله في غزواته وفي سيره معه في سفره وفي تلطفه معه وسؤاله عن أخباره وأحوالا في حضره وفي مسجده ، يصف لنا تلك المواقف وصف من امتلأ قلبه بتعظيم رسول الله ومحبته وسمت روحه وعلت همته ، كيف لا وقد اختارهم الله لصحبة نبيه وخليله ؟ وعلم أنهم الأمناء الفصحاء الذين سيبلغون الأمة لمن بعدهم خبر السماء .
ولنعش معا تلك المواقف ونستروح معها قليلا من معافسة الدنيا ونستظل بأنسام أهل خير الزمان ما يزيد الإيمان ويثبت الجنان .

، لقد كان جابر رضي الله عنه محبا لرسول الله وكان من شدة حرصه على ملازمة النبي وعدم مفارقته أن استأذن رسول الله في حضور معركة حمراء الأسد ولم يمر على وفاة أبيه في أحد إلا يوما واحدا وقد ناد مناد رسول الله أن لا يخرج معنا إلا من حضر أحد فأذن له رسول الله، وكان يردد متأسفا على فوات بدر وأحد أنه ما منعه من الخروج إلا طاعة لأبيه ليخلفه على بناته ، قال جابر: «لم أشهد بدرا، ولا أحداً منعني أبي، فلما قتل عبد الله يوم أحد، لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط» رواه أحمد ومسلم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم محبا لجابر رضي الله عنه ، وربما اخذ بيده يوما وأدخله بيته وقاسمه طعامه ، وكان من عناية رسوله الله به أن يلحظه ويطَيب خاطره، قال موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري: سمعت طلحة بن خراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال لي: يا جابر ما لي أراك منكسرا؟
قلت: يا رسول الله استشهد أبي، وترك عيالا ودينا.
قال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا.
فقال: يا عبدي تمن علي أعطك.
قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية.
قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون.
قال: يا رب فأبلغ من ورائي.
فأنزل الله عز وجل هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا...} الآية كلها ).
ولقد كان جابراً باراَ بوالده استجاب لأمره مع شدة رغبته في الخروج مع رسول الله ، رفيقا بأخواته التسعة فتزوج ثيبا لتعينه على تربيتهم ، فكانت نعم الزوجة لنعم الرجل ، قال حنظلة بن أبي سفيان: أخبرنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا، فأخرجت إليَّ جراباً فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتُها، وطحَنَتِ الشعير، ففرَغَتْ إلى فراغي، وقطعتُها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء».
فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلتُ الذي قلتِ، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: «ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها»
وهم ألفٌ، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغطّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو). رواه البخاري ومسلم.

روى جابر رضي الله عنه للأمة كثير من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته فروى خبر تدفق الماء من بين أصابع النبي حين شح الماء في المسلمين ،ففي صحيح ابن حبان قال : " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ يَتَوَضَّأُ مِنْهَا، إِذَا جَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ: «مَا لَكُمْ؟ »، فَقَالُوا: مَا لَنَا لَا نَتَوَضَّأُ بِهِ، وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَيْهِ فِي الرَّكْوَةِ، وَدَعَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ، قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْثَالَ الْعُيُونِ، قَالَ: فَشَرِبْنَا، وَتَوَضَّأْنَا، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا خَمْسَ [ص:481] عَشْرَةَ مِائَةً، وَلَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا "
وساق خبر الجذع الذي حن فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده قال : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، قَالَ: فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا، أَفَلَا آمُرُهُ أَنْ (1) يَتَّخِذَ لَكَ مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: " بَلَى "، قَالَ: فَاتَّخَذَ لَهُ مِنْبَرًا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَأَنَّ الْجِذْعُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ كَمَا يَئِنُّ الصَّبِيُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا بَكَى لِمَا فَقَدَ مِنَ الذِّكْرِ " .

ومع طول ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على تبليغ ما شهد من العلم عنه ، كان إذا بلغه حديث لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى الرجل ليسمعه منه دون واسطة ، وقد رحل إلى عبد الله بن أنيس شهرا للشام ليسأله عن حديث واحد . قال البخاري في صحيحه في كتاب العلم: (باب الخروج في طلب العلم، ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد).
كان جابر رضي الله عنه من أواخر الصحابة الذين ماتوا بالمدينة سنة 79هــ فبارك الله له في عمره وعلمه وبلغ علما غزيرا انتفع به الإسلام والمسلمين جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )

فوائد من سيرة الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه :
1) شدة بر الصحابة لوالديهم وإكرامهم وعنايتهم بأهل بيتهم ، منع عبد الله أبو جابر رضي الله عنهما ابنه من الخروج للجهاد مع شدة حرصهم على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ليعتني بإخوته ، واستجاب جابر رضي الله عنه لأمر والده مع ثقله عليه وشوقه للخروج مع رسول الله برا بوالده
2) ولاية الرجل على المرأة في الدين هي كرامة لها وعناية بها ، استخلف عبد الله بن عمروا ابنه على بناته ولم يتركهم من غير ولي يرعى شأنهم ويقوم على أمرهم
3) الحرص على الإقبال على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعرف على أحواله في المواقف تأسيا بالصحابة الذين كانوا يحيطون بالنبي بعناية ويلحظونه في كل شأنه
4) الدعاء بالبركة وعدم استقلال شيء من رزق الله
5) تقرب العبد لله بما هيأ له من أسباب واستفراغ الجهد فيها وعدم تطلب ما لا قدرة له به
6) تعظيم العلم يعين المرء في مقصوده ، ويجعله يجد في الطلب .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ربيع الثاني 1441هـ/20-12-2019م, 10:13 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة سير أعلام المفسرين (2)
تعليق عام:
تميز عصر الصحابة بأمور لم تكن فيما بعدهم، خاصة صغار الصحابة الذين نشؤوا في الإسلام، وترعرعوا فيه وأعطوه أعمارهم، وحرصوا على نشر الدين وتعليمه، ومع هذا تميزت حياتهم بالتوازن؛ فما بين الصحابي العابد والمجاهد والعالم المتعلّم والمعلّم.
وإن كان لكل صحابي ما يميزه - رضوان الله عليهم جميعًا -، لكن حبذا لو سلطنا الضوء على هذا التوازن في حياتهم، وعلى دورهم في نشر العلم.

عبد الكريم الشملان: أ+
أحسنت، بارك الله فيك، ونفع بك.
- أرجو قراءة التعليق العام.
قولك: " فلمًا كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم (7)"
لهذا المعنى تكرار في الفقرة التالية، فيمكنك بيان أثر عضله لزوجته أولا، ثم أثر إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم له، ثم بيان ندمه في آخر حياته على عدم قبوله لرخصة النبي صلى الله عليه وسلم.

إنشاد راجح: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.
- ما يميز سيرة ابن عمر -رضي الله عنهما- كما قدمتِ هو زهده وورعه، فيمكنكِ الربط بين الفقرات ببيان هذا
- ومن مظاهر ورعه في تبليغ العلم ... (مثلا)
أقترح تأخير هذه الفقرة:
اقتباس:
تلقى العلم من النبي صلى الله عليه وسلم، وأكابر الصحابة، فحصل علما غزيرا، وعُدَّ من القلّة المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف حديث وستمائة حديث وثلاثون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على مائة وسبعين، وانفرد البخارى بأحد وثمانين، ومسلم بأحد وثلاثين (3)
لحديثك في نهاية المقال عن تلقيه العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.
وتقديم فقرة حسن خلقه حتى مع خدمه، قبل هذه الفقرة
وتختمين ببيان قوته في الحق، ولعلكِ تؤخرين بعض ما ورد هنا:
اقتباس:
وكان ابن عمر شابا طويلا قويا، لربما أخذ من أبيه هذا أيضا مع قوته في الحق، عُرف بزهده في الدنيا وكفه نفسه عن الافتتان بها على قوته وفتوته، قال عنه ابن مسعود: ( لقد رأيتنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من عبد الله بن عمر).رواه ابن سعد.
وكان شجاعا لا يهاب الموت، أول ما شهد من الغزوات غزوة الخندق، وكان قد عُرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فلم يجزه وكان ابن أربع عشرة سنة، وأجازه يوم الخندق وكان ابن خمس عشرة سنة، وهذا ثابت في الصحيحين. (4)
شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الغزوات والمشاهد بداية من الخندق وما تلاها، فشهد غزوة مؤتة، واليرموك، وفتح مصر، وفتح إفريقية (5) وشهد بيع الرضوان، ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه في فتح مكة.
لتربطي بين هذا وبين ورع ابن عمر رضي الله عنه في الفتن التي حدثت في آخر حياته، فهو لم يتخلف عنها جبنًا، وإنما ورعًا، وفي هذا حديث رواه البخاري عن فتنة ابن الزبير وموقف ابن عمر منها - رضي الله عنهم -فيمكنكِ مراجعته وإضافته.
وتختمين بموقفه مع الحجاج عند وفاته رحمه الله، ففيه أيضًا بيان لشدته في الحق.


رشا عطية: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
رسالتكِ رائعة وفيها تركيز على بعض محاور سيرة جابر بن عبد الله رضي الله عنه وبيان لحرصه على العلم، لكن حبذا لو فصّلتِ كذلك في بيان حرصه على تبليغ هذا العلم.
- لم تقومي بعزو حديث النبي صلى الله عليه وسلم في كلام الله عز وجل لعبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه.
- في الرسالة بعض الأخطاء اللغوية، يُرجى مراجعتها وتصحيحها.


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 جمادى الآخرة 1441هـ/5-02-2020م, 03:58 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

الصدّيقة بنت الصّديق حبيبة رسول الله
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما (ت: 57ه)

سيرتنا اليوم عذبة ثرية، طيبة نديّة، عن صّديقة زكيّة، فقيهة ذكيّة، حافظة عالمة ورعة تقيّة، إنها النجيبة الفطنة أفقه نساء الأمة أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعن أبيها.
ولدت في مكة بعد البعثة، خطبها رسول الله ﷺ قبل الهجرة في مكة ، وبنى بها في المدينة وهي بنت تسع سنين.
انتقلت من بيت الصديقيّة إلى بيت النبوة؛ فكانت شخصية فذّة، قلما تجد في النساء مثلها ، بل هي أفضل النساء كما قال رسول الله ﷺ عنها : "وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". رواه البخاري.
استحقت درجة الأفضلية على النساء لذكائها وفطنتها وصفاء ذهنها ورجاحة عقلها.
كانت لا تسمع من رسول الله ﷺ شيئًا إلا راجعته فيه وسألت عنه حتى تعرفه؛ فجاءت عنها أحاديث نبوية عديدة ، توضح للأمة المسائل المشكلة، وتجلو صورة الفهم الخاطئ عن بعض الأمور المجملة.
روى الشعبي عن مسروق قال: قالت عائشة: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} قالت: فقلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: " على الصراط " رواه الإمام أحمد ومسلم.
وروى أبو داوود عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن؟
قال: «أية آية يا عائشة؟»
قالت: قول الله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به}.
قال: «أما علمت يا عائشة، أن المؤمن تصيبه النكبة، أو الشوكة فيكافأ بأسوإ عمله، ومن حوسب عذب»
قالت: أليس الله يقول: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}، قال: «ذاكم العرض، يا عائشة من نوقش الحساب عذب».
تعلمت من الرسول ﷺ علمًا غزيرًا؛ فروت عنه وأكثرت وأطابت، وكانت مرجعًا لصحابة رسول الله ﷺ يستفتونها في التفسير والحديث والفقه والفرائض و ما سألوها عن أمر في حياة رسول الله ﷺ إلا وجدوا عندها منه علمًا.
قال أبو موسي الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد ﷺ حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت رضي الله عنها عالمة باللغة والشعر ، ولا عجب في ذلك فهي ابنة الصديق النسابة الفصيح البليغ، قال عنها عروة بن الزبير: ما رأيت أعلم بالشعر منها وربما روت القصيدة ستين بيتًا أو أكثر.
أجلّها الصحابة الكرام وعرفوا مكانتها وقدرها ؛ فكانوا يدخلون عليها لتعظهم ببليغ قولها ورجاحة عقلها وصدق يقينها، دخل عليها معاوية رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين زائراً فوعظته وذكّرته؛ فلمّا خرج قال: (والله ما سمعت خطيبا، ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبلغ من عائشة).
روى عنها من الصحابة الكثير: منهم أبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
ومن التابعين خلق كثير: كعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومسروق الهمذاني، و أبو العالية الرياحي، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.
رضي الله عن الصديقة حبيبة رسول الله ﷺ وأرضاها، وجزاها عن أمة محمد ﷺ خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرمه وفضله ورحمته سبحانه.
تم الجواب وبالله التوفيق.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 جمادى الآخرة 1441هـ/5-02-2020م, 04:12 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

الفوائد التي استفدتها من سيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
محبة العلم، والحرص عليه، وطلبه من مظانه الصحيحة.
السؤال والاستفسار عن الأمور التي استغلقت على الذهن أو حصل إشكال ولبس في فهمها وعدم التحرج من ذلك.
حفظ اللغة والشعر يقوي الذهن ويشحذ ملكة الحفظ والفهم.
الحرص على الصدق في الموعظة ، وانتقاء الألفاظ الجزلة المعبرة ، السهلة المؤثرة.
أعظم العلم وأجله العلم بتفسير القرآن الكريم والمعرفة بالسنة النبوية المطهرة.
إفادة السائل وتصحيح الخطأ ورفع اللبس والشبهة عن المستفهم ،من أعظم ثمرات العلم الصحيح.
العلم بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة هو الهدف الأسمى الذي ينبغي أن تسعى إليه المرأة المسلمة في حياتها.
الفضل والمكانة والقيمة العليا للمرأة المسلمة يكمن في حسن علمها وجمال أدبها وشرف مقصدها وعلو همتها وصدق عزيمتها.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 جمادى الآخرة 1441هـ/11-02-2020م, 03:38 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمة السلمي مشاهدة المشاركة
الصدّيقة بنت الصّديق حبيبة رسول الله
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما (ت: 57ه)

سيرتنا اليوم عذبة ثرية، طيبة نديّة، عن صّديقة زكيّة، فقيهة ذكيّة، حافظة عالمة ورعة تقيّة، إنها النجيبة الفطنة أفقه نساء الأمة أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعن أبيها.
ولدت في مكة بعد البعثة، خطبها رسول الله ﷺ قبل الهجرة في مكة ، وبنى بها في المدينة وهي بنت تسع سنين.
انتقلت من بيت الصديقيّة إلى بيت النبوة؛ فكانت شخصية فذّة، قلما تجد في النساء مثلها ، بل هي أفضل النساء كما قال رسول الله ﷺ عنها : "وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". رواه البخاري.
استحقت درجة الأفضلية على النساء لذكائها وفطنتها وصفاء ذهنها ورجاحة عقلها.
كانت لا تسمع من رسول الله ﷺ شيئًا إلا راجعته فيه وسألت عنه حتى تعرفه؛ فجاءت عنها أحاديث نبوية عديدة ، توضح للأمة المسائل المشكلة، وتجلو صورة الفهم الخاطئ عن بعض الأمور المجملة.
روى الشعبي عن مسروق قال: قالت عائشة: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} قالت: فقلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: " على الصراط " رواه الإمام أحمد ومسلم.
وروى أبو داوود عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن؟
قال: «أية آية يا عائشة؟»
قالت: قول الله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به}.
قال: «أما علمت يا عائشة، أن المؤمن تصيبه النكبة، أو الشوكة فيكافأ بأسوإ عمله، ومن حوسب عذب»
قالت: أليس الله يقول: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}، قال: «ذاكم العرض، يا عائشة من نوقش الحساب عذب».
تعلمت من الرسول ﷺ علمًا غزيرًا؛ فروت عنه وأكثرت وأطابت، وكانت مرجعًا لصحابة رسول الله ﷺ يستفتونها في التفسير والحديث والفقه والفرائض و ما سألوها عن أمر في حياة رسول الله ﷺ إلا وجدوا عندها منه علمًا.
قال أبو موسي الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد ﷺ حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما. [العزو؟]
وكانت رضي الله عنها عالمة باللغة والشعر ، ولا عجب في ذلك فهي ابنة الصديق النسابة الفصيح البليغ، قال عنها عروة بن الزبير: ما رأيت أعلم بالشعر منها وربما روت القصيدة ستين بيتًا أو أكثر. [العزو؟]
أجلّها الصحابة الكرام وعرفوا مكانتها وقدرها ؛ فكانوا يدخلون عليها لتعظهم ببليغ قولها ورجاحة عقلها وصدق يقينها، دخل عليها معاوية رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين زائراً فوعظته وذكّرته؛ فلمّا خرج قال: (والله ما سمعت خطيبا، ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبلغ من عائشة).
روى عنها من الصحابة الكثير: منهم أبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
ومن التابعين خلق كثير: كعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومسروق الهمذاني، و أبو العالية الرياحي، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.
رضي الله عن الصديقة حبيبة رسول الله ﷺ وأرضاها، وجزاها عن أمة محمد ﷺ خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرمه وفضله ورحمته سبحانه.
تم الجواب وبالله التوفيق.

أحسنتِ التركيز على محور طريقة تلقي العلم، وتبليغه من سيرة عائشة رضي الله عنها
التقويم: أ
زادكِ الله علمًا وهدى ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir