اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرياء الطويلعي
مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر : هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة الله جلّ وعلا ومنه قسمان نذر مطلق ونذر مقيد
فالنذر المطلق : هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة الله جلّ وعلا هكذا بلا قيد أو شرط كأن يقول عليّ نذر أن أعتمر
والنذر المقيد: هو الذي كرهه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أن يلزم العبد نفسه بطاعة الله عز وجل مقابل شيء يحدثه الله جلّ وعلا له ويقدره ويقضيه له كأن يقول مثلًا إن نجحت فسأصوم أسبوع فكأنه يشترط بهذا النذر على الله جلّ وعلا ويقول إن أعطيتني كذا وكذا صمت أو تصدقت وإن نجحت عليّ كذا وكذا يعني مقابل الفعل بالفعل وهذا هو الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : وإنما يستخرج به من البخيل. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه.
وذلك أن الرسول صلى الله عليه أوجب الوفاء بالنذر فقال: من نذر أن يطيع الله فليطعه. وهذا فيه وجوب الوفاء بالنذر المطلق والمقيد الذي يكون طاعة ولكن إذا نذر أن تعصي الله فلا تعصيه لأمره صلى الله عليه وسلم فالنذر هنا قد انعقدت ويجب عليه ألا يفعل تلك المعصية لكن يجب عليه أن يكفر عند ذلك كفارة يمين وقال تعالى ( يوفون بالنذر) وقال تعالى ( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه)
فالله عز وجل مدح الموفون بالنذر ومدحه المؤمنين ويقتضي أن الوفاء بالنذر محبوب له جلّ وعلا وأنه مشروع
الآيه الثانية أن الله عظم النذر وعظم أهله وهذا يدل على أن الوفاء بالنذر به عبادة محبوبة لله جلّ وعلا.
والنذر لغير الله عز وجل شرك أكبر، كما كان يحسن بكِ ذكر أحكام كل من النذر في المباح، ونذر اللجاج والغضب.
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
من نذر أن يطيع الله فليطعه ظاهر في الدلالة على أن النذر عبادة وكذا في قوله :ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه. حيث أوجب عليه كفارة يمين فهذا يدل على أن أصله منعقد وإنما انعقد لكونه عبادة وإذا كان عبادة فصرفها لغير الله شرك أكبر به جل وعلا فالنذر لله عز وجل عبادة عظيمة والنذر لغير الله جل وعلا أيضًا عبادة فإذا توجه الناذر لغير الله بالنذر فقد عبده وإذا توجه الناذر لله عز وجل بالنذر فقد عبد الله جل وعلا فالنذر على أية حال كان لله أو لغير الله هو عبادة ثم إن كان لله فهو عبادة لله جلّ وعلا وإن كان لغير الله فهو عبادة لذلك الغير والله أعلم.
ونستدل كذلك بالآيات التي مدحت الموفون بالنذر , فدل على أن هذا مما يحبه الله ويرضاه ويثيب عليه , فدل على أنه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله.
ثم نستدل بالأدلة العامة على عدم جواز صرف أي عبادة -ومنها النذر- لغير الله , كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} وقوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وغيرها من أدلة إفراد الله بالعبادة.
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الإستعاذة : طلب العياذ وهو الدعاء والعياذ ما يؤمن من الشر وهو طلب الدعاء الذي لا يصلح إلا بالله جل وعلا قال تعالى "وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً"
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام،
جاءت النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله، كما في قول الله تعالى:{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}، وقوله الله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}،.
وجاء في النصوص ذم الاستعاذة بغير الله كما فقال تعالى :{ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}
ويستدل كذلك بالأدلة العامة كما سبق، وبأدلة الدعاء؛ لأن كل مستعيذ فهو يطلب من الله أن يعصمه ويحميه من كل شر.
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
الاستعاذة عبادة لايجوز صرفها لغير الله جل وعلا، وهي شرك أكبر، لكن إذا كانت الاستعاذة بالظاهر فقط مع طمأنينة القلب بالله و توجهه إلى الله، وأن هذا العبد إنما هو سبب وأن القلب مطمأن لما عند الله، فإن هذه استعاذة بالظاهر وأما القلب فإنه لم تقم به حقيقة الاستعاذة وإذا كان كذلك كان هذا جائزا.
السؤال عن الأموات , ودعاء الأموات شرك أكبر مخرج من الملة مطلقا.
وسؤال الأحياء يشترط فيه أن يكون فيما يقدر عليه المخلوق , وأن يكون المخلوق حيا حاضرا قادرا.
ويقال لهم: الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!
قال تعالى:{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُون}
ونذكر باقي ما ورد من الأدلة في بيان دعاء الأموات مهما كان صلاحهم وقربهم من الله, مثل قوله تعالى:{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورً}.
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة : هي طلب الغوث وهو دعاء، فكل طلب نقول عنه دعاء وكل دعاء فهو عبادة لله دون ما سواه.
حكم الاستغاثة بغير الله: إذا كانت فيما لا يقدر عليه إلا الله فهي شرك أكبر.
وإذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق يشترط أن يكون حيا حاضرا قادرا فهي جائزة كما حصل من صاحب موسى إذ استغاث بموسى عليه السلام قال تعالى :(ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءا وكانوا بعبادتهم كافرين)
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
اللام في قوله تعالى:(ليس لك من الأمر شيء ) هي لام الاستحقاق أو لام الملك أي لا ستحق شيئا بذاتك ولا تملكه وإنما بأمر الله عز وجل وبما أذن به فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته فرع من محبة الله عزوجل وتعظيمه، فليس للنبي صلى الله عليه وسلم من الأمر شيء، ولو كان له من الأمر شيء لنصر أصحابه يوم أحد. ولما شج رأسه-عليه الصلاة والسلام- وأيضا فإن الله لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم وأسلموا بعد ذلك.
الإجابة مختصرة نوعا ما.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
في هذه الآية توبيخ وتعنيف للمشركين في عبادتهم مع الله تعالى، مالا يستطيع عليه إلا الله عزوجل، والمخلوق لا يكون شريكا للخالق في العبادة التي خلقهم لها ووضح أنهم لا يستطيعون نصرا ولا أنفسهم ينصرون فكيف يشركون به عزوجل ما ليس بخالق لنفسه ولا لغيره بل هو مخلوق مثلهم و من لا يستطيع نصر أنفسهم ونصر من يعبدهم وهذا برهان ظاهر على عبادة غير الله وهذه الآية تشمل جميع المخلوقات حتى الملائكة والأنبياء والصالحين.
|
أحسنت نفع الله بك
ب+