تابع التقويم
حليمة السلمي ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
للقنوت في اللغة معنيان، فالأول بمعنى الطاعة، والثاني بمعنى القيام.
والأقوال المأثورة عن السلف في معنى القنوت في الآية تدور على قولين:
- الأول: القنوت الشرعي، وهو طاعة الله والقيام بأمره طواعية.
فقد فسّره ابن عباس بأنه الصلاة، وعن سعيد بن جبير أنه الإخلاص.
وعلى هذا القول تكون {كل} من العام الذي يراد به الخصوص، أي أهل الطاعة والإيمان.
[هذا القنوت يكون في الدنيا لأنها دار الابتلاء والعمل.]
- الثاني: القنوت القدري، وهو الخضوع والاستسلام لأمر الله.
عن مجاهد: {كلٌّ له قانتون} قال: مطيعون، كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان.
[أي أن كل إنسان تجري عليه أحكام الله وأقداره لا يستطيع ردّها بل هو خاضع لها مستسلم]
وعنه أيضا: {كلٌّ له قانتون} مطيعون، يقول: طاعة الكافر في سجود ظلّه وهو كارهٌ.
[والمفهوم أن طاعة المؤمن تكون طواعية]
وفي هذا القول تكون {كل} ظاهرة في العموم [أي لجميع المخلوقات]، وهو الراجح.
وهذا القول عن مجاهد رجّحه ابن جرير كما ذكر ابن كثير، وهو يجمع كل الأقوال، وهو أن يكون القنوت معناه الطاعة والاستكانة إلى اللّه وهو شرعي وقدري، كما في في معنى السجود والإسلام في قوله تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال}، وقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}.
[وهذا القنوت من الخلائق كما يكون في الدنيا يكون في الآخرة.]
وقال ابن عطية والزجّاج إن قنوت الكفار والجمادات يكون في ظهور أثر الصنعة عليهم وما يدلّ على أنهم مخلوقون.
- وهناك قول ثالث وهو أن قنوت المخلوقات يكون يوم القيامة.
عن الربيع بن أنس: كلٌّ له قائمٌ يوم القيامة، وعن السّدّيّ: له مطيعون يوم القيامة.
وهو أيضا داخل في معنى القنوت القدري، ومعنى {كل} فيه ظاهر في العموم.
والقول الثاني أشمل هذه الأقوال.
ج3 ب: راجعي كلام ابن عطية في الاستدلال على أن القائل هم اليهود والنصارى وليس طائفة واحدة منهما.
- خصمت نصف درجة للتأخير.