دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ذو القعدة 1440هـ/11-07-2019م, 12:11 AM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
Post التطبيق الثاني من دورة أصول القراءة العلمية

التطبيق الثاني من دورة أصول القراءة العلمية
التطبيقات:
بعد قراءة الدرس وتأمّل الأمثلة أودّ أن يؤدي الطالب تطبيق واحد من التطبيقات التالية:
التطبيق الأول: تلخيص مقاصد رسالة "قاعدة في المحبة" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
التطبيق الثاني: تلخيص مقاصد رسالة كلمة الإخلاص للحافظ ابن رجب الحنبلي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 ذو القعدة 1440هـ/15-07-2019م, 02:38 PM
هدى هاشم هدى هاشم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 534
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ بن رجب الحنبلي


عرض موجز لمحتويات الرسالة:

- فضائل شهادة أن لا إله إلا الله:
شهادة أن لا إله إلا الله هي العروة الوثقى وهي كلمة التقوى وكلمة الإخلاص، لأجلها خلق الخلق "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وهي دعوة الرسل جميعا دعوة الحق. هي أحسن الحسنات وتجدد إيمان القلب، وتمحو الخطايا والذنوب وتوجب المغفرة، وتخرق الحجب حتى تصل إلى الله جل وعلا "لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه، وهي أفضل الذكر والكلمة التي يصدق الله قائلها، وتكون حرزا من الشيطان وتعدل عدل الرقاب "من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد اسماعيل"، وهي أمان العبد من وحشة القبر وهول الحشر، وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم، تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، وتمنع من الخلود في النار.

- حقوق شهادة أن لا إله إلا الله:
ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله يبتغي وجه الله إلا حرم الله عليه النار ولا يحجب عن الجنة، والأحاديث الشريفة الواردة في هذا الموضوع على نوعين:
1. من أتي بها دخل الجنة ولم يحجب عنها لأن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص.
2. من أتى بها فهو غير مخلد في النار حتى لو دخلها تطهيرا له من بعض الذنوب.
وعقيدة أهل السنة والجماعة وسط في هذا بين الخوارج والمعتزلة من جهة والمرجئة من جهة أخرى، فعند أهل السنة والجماعة مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله إن شاء عذبه ولا يخلد في النار وإن شاء غفر له.
وكما قال السلف إن شهادة لا إله إلا الله مفتاح الجنة ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح لا أسنان له لم يفتح لك، والمقصود بالأسنان حقوق الشهادة من أعمال فرضها الله على عباده مثل: الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين"، فلا تثبت أخوة الدين إلا بأداء الفرائض مع التوحيد، فالنصوص المطلقة قد يرد نص آخر يقيدها، ومن أشرك مخلوقا في حق من حقوق الله كان ذلك قدحا في إخلاصه.

- أذهب الله الشرك وأتى بالإسلام الذي يقتضي الاستسلام والانقياد والمحبة:
إن العبد يعبد الله لمراد الله منه لا لمراد العبد من الله إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومحبة الله المألوه المعبود وحده تستلزم محبة رسوله عليه الصلاة والسلام و تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والكف عما نهى عنه وزجر "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، والقلب السليم ليس فيه سوى الله فهو القلب الطاهر من أدناس المخالفات "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، والقلب الطيب هم من لم يحرق نفسه بنار الأسف على ما قد سلف "سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"، والمراقبة علم القلب بقرب الله، وكلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من ارتكاب ما يغضبه، ولله عناية بمن يحبه، فكلما زلق في هوة المعصية يسر له التوبة.

- بعض صور الشرك:
الشرك بمفهومه الواسع هو تسوية غير الله بالله في حق من حقوق الله، وله صور عديدة منها ما هو ظاهر ومنها ما هو أخفى من دبيب النمل، كالرياء فأول من تسعر بهم النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء، ومن صور الشرك أيضا الحلف بغير الله، والتوكل على غير الله، ومساواة الخالق بالمخلوق في المشيئة، واتيان الكهان وتصديقهم، واتباع هوى النفس "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه". وطاعة الشيطان في معصية الله عبادة للشيطان "ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان".
_____________________________________________________________________________________________________________________
المقاصد الفرعية:

1. شهادة أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار مع استجماع شروطها وانتفاء موانعها.
2. يجب الجمع بين شهادة أن لا إله إلا الله وما تقتضيه من أعمال مفروضة كالصلاة والزكاة.
3. من لوازم شهادة أن لا إله إلا الله أن يشهد العبد بأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين.
4. الشرك الخفي قادح في التوحيد ومن أبرزه الرياء فهو مناف للإخلاص.
5. محبة الله عز وجل تستلزم إخلاص العبادة له وحده واتباع هدي رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
6. أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام الذي يقتضي الاستسلام والانقياد.
7. فضائل شهادة أن لا إله إلا الله فهي كلمة التوحيد وهي نجاة العبد في الدنيا والآخرة.

___________________________________________________________________________________________________________________
المقصد العام:

بيان فضائل شهادة أن لا إله إلا الله على العبد في الدنيا والآخرة، وما تستلزمه من حقوق مفروضة على العبد، وتوضيح لبعض صور الشرك التي تقدح في إخلاص العبد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1440هـ/19-07-2019م, 06:22 AM
د.محمد بشار د.محمد بشار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 265
افتراضي

هذه الرسالة على صغر حجمها إلا أنها عظيمة؛ وذلك لما احتوت عليه من كلام النبوة في التوحيد، وهي معينة لمن أراد معرفة حقيقة التوحيد والرجوع إلى طريق الحق.
وقد لخص الشيخ هذه الرسالة وأتى فيها بما يدل على أهمية شهادة التوحيد، ليس في الدنيا فقط بل وفي الآخرة يوم يقوم الأشهاد، وبما يدل على فضائل هذه الكلمة في الدنيا والآخرة.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالرسالة بمشيئة الله تعالى هي: ( كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ) للحافظ ابن رجب رحمه الله
ونبذة عن الحافظ ابن رجب رحمه الله قبل الشروع في هذه الرسالة:

• أحاديث الشهادة والمقصود بجزاء قائلها

أما بالنسبة لكتاب كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ، فإن أهمية هذا الكتاب تنبع من أنه يُوضح معنى شهادة لا إله إلا الله، لأن هذه الكلمة التي خفي معناها على الكثيرين، وجعلها بعضهم وسيلة لدخول الجنة بلا تعب، يقولها كلمات دون أن يعقل معناها، أو يعمل بمقتضاها، أو يوفيها حقها، أو يقوم بشروطها، فأراد ابن رجب رحمه الله أن يبين عِظم هذه الكلمات، وأن مفتاح الإسلام لا إله إلا الله هذه عبارة عظيمة جامعة لها معاني وفيها شروط ينبغي أن تحقق وأن تطبق، استهلها بعد البسملة بقوله: خرّج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل -ولذلك أحياناً يطلق على هذه الرسالة شرح حديث معاذ - فقال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: ما من عبدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً). وكذلك جاء في الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) وكذلك حديث: (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، فيحجب عن الجنة). وكذلك في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، -يقول أبو ذر - قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق، قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر ، فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر). وكذلك حديث عبادة بن الصامت في صحيح مسلم أنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، حرمه الله على النار) وفي رواية: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) رواه مسلم .الآن نأتي إلى قضية ما معنى هذه الأحاديث التي فيها أن قول: لا إله إلا الله يدخل الجنة وينجي من النار؟ هل المقصود هو قول هذه الكلمة فقط كما يفهمه كثير من العامة أنك إذا قلت الكلمة دخلت الجنة بمجرد القول، وتنجو من النار؟ وإذا احتججت على بعضهم، أو ناقشته في معاصيه، أو في فسق فلان وفجوره، أو في كفر فلان، قال: هذا يقول لا إله إلا الله، ومن قال: لا إله إلا الله دخل الجنة. فما هو الكلام في مسألة التلفظ بالشهادتين، ما حقيقة هذا التلفظ؟ وكيف ينبغي أن يُنظر في الأحاديث هذه التي ساق ابن رجب رحمه الله طرفاً منها؟ قال: وأحاديث هذا الباب نوعان: أحدهما: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا ظاهر. يقول: هذا لا إشكال فيه، فإن النار لا يخلد فيها أحدٌ من أهل التوحيد الخالص، وقد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طُهر من ذنوبه في النار. إذاً أولاً: من قال: لا إله إلا الله، ليس قوله مانعاً من دخوله النار، لكن يدخل الجنة بعد التطهير، وحديث أبي ذر وما في معناه وإن زنا وإن سرق، وإن زنا وإن سرق، ليس معناه أن من قال: إلا إله إلا الله دخل الجنة بدون عذاب وإن زنا وإن سرق، وإن زنا وإن سرق، وإن زنا وإن سرق، لا، وإنما معناه أن الموحد وإن زنا وإن سرق سيكون مصيره في النهاية إلى دخول الجنة، أصابه قبل ذلك ما أصابه، ممكن يحترق في النار مليون سنة على معاصي وكبائر عملها، لكن في النهاية سيدخل الجنة. فإذاً الأحاديث تدل على أن الموحد مصيره في النهاية إلى الجنة، لكن هذه الأحاديث لا تعني إطلاقاً أنه لن يمسه عذاب قبل ذلك، ولذلك ورد في بعض الأحاديث: (من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوماً من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه) وبوضوح أن بعض أهل التوحيد يعذبون، ويصيبهم من النار ما يصيبهم نتيجة كبائر ومعاصي اقترفوها، أو واجبات تركوها، وفي النهاية يخرجون من النار ويدخلون الجنة. إذاً هذا اتجاه، ومعلم واضح في فهم هذه الأحاديث.
-ثانياً: بعض هذه النصوص، فيها أنه يحرم على النار، لا أن يكون مصيره فقط إلى الجنة بل يحرم على النار، فكيف نفهمها؟ وقد دلت أحاديث وآيات كثيرة على أن أصحاب الكبائر يعذبون والعصاة يعذبون والفجرة يعذبون، فكيف نجمع بين هذه النصوص الكثيرة جداً، والتي فيها أن الله يُعذب من شاء من أهل الكبائر والمعاصي وهم موحدون، وبعض النصوص التي فيها أن شهادة أن لا إله إلا الله تحرم صاحبها على النار، نحن الآن انتهينا من أنها تدخل صاحبها الجنة، قلنا: نجمع أنه يدخل الجنة بعد أن يُعذب إلا إذا عفا الله، فكيف نفهم الآن بعض النصوص التي فيها أن من قال هذه الكلمة فإنه يحرم على النار؟ كيف نجمع بين هذا وبين النصوص التي فيها تعذيب بعض أصحاب الكبائر، أو الآثام والمعاصي؟ الجواب: أننا نقول: يحرم الموحد على النار من جهة الخلود فيها، أي: يحرم عليه الخلود في النار لا الدخول والعذاب، أو أنه لا يدخل النار التي فيها خلود، لأن نار جهنم دركات، فالدرك الأعلى يدخله كثيرٌ من العصاة الموحدين بذنوبهم، ثم يخرجون بشفاعة الشافعين، وبرحمة أرحم الراحمين، يدل على هذا حديث الصحيحين : (أن الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله) فلاحظ هنا الكلام (لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله) إذاً دخلوها، وعذبوا فيها، ثم خرجوا منها. إذاً: الذي امتنع عنهم هو الخلود وليس الدخول والتعذيب. إذاً القاعدة الأولى قلنا: الموحد مصيره إلى الجنة في النهاية، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه.ثانياً: الموحد لا يخلد في النار، ولا بد أن يخرج منها في يوم من الأيام إذا دخلها، هذا فهم للنصوص قال به أهل العلم.فهمٌ آخر تُفهم به أحاديث: (من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة) (ومن قال لا إله إلا الله، حرم من النار) قالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث: أن (لا إله إلا الله) سببٌ لدخول الجنة والنجاة من النار، ومقتضٍ لذلك، لكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه.أي: نقول: إذا أردنا أن نجري النصوص بجميع ما في معناها، أي: نقول: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) ( من قال لا إله إلا الله حرم من النار ). إذا انتفت عنه الموانع، وتوفرت فيه الشروط: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) (من قال لا إله إلا الله حرم على النار) إذن تقول: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) بلا عذاب و( من قال لا إله إلا الله، حرم من النار ) ولو لحظة، أي: حرم على النار مطلقاً، فلا بد أن تقول إذاً: إذا قام بشروط لا إله إلا الله وحققها، وانتفت الموانع التي تمنع من دخول الجنة دون عذاب، وانتفت الموانع التي توجب دخول النار والتعذيب فيها، لأن بعض الموحدين قد يتخلف عنهم بعض الشروط، أو توجد فيهم موانع تمنع من دخولهم الجنة مباشرة، و ابن رجب رحمه الله رجح الثاني وهو قضية الشروط والموانع بأن تفسر النصوص بقضية الشروط والموانع.

• أهمية الشهادة بالنسبة لما بعدها من الأعمال

قال: وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: " ما أعددت لهذا اليوم؟ -يذكر الفرزدق - قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعْمَ العدة، لكن ل لا إله إلا الله شروطاً، فإياك وقذف المحصنة ".لأن الشعراء قد يقعون في القذف بسهولة ويحصل في شعره قذف، يهجو فيقذف، فيقول الفرزدق: أنا أعددت شهادة أن لا إله إلا الله لأجل يوم القيامة والحساب، قال: نِعْم العدة، ولكن للا إلا إله إلا الله شروطاً، فإياك وقذف المحصنة. إذاً معناها أنه إذا قذف المحصنة، لا يكون قد قام بشروط لا إله إلا الله، فعدته ناقصة قال: وقيل للحسن : " إن أناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، قال -مفسراً- من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة ".وقال وهب بن منبه لمن سأله: " أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان، فتح لك وإلا لم يُفتح لك ".وأسنان مفتاح لا إله إلا الله تحقيق شروطها، وانتفاء موانعها، والقيام بحقها، وقد جاء في الصحيحين عن أبي أيوب : (أن رجلاً قال: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم). وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة (أن رجلاً قال: يا رسول الله! دلني على عملٍ إذا عملته، دخلت الجنة قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا). وفي المسند عن بشير بن الخصاصية وفي السند مجهول، قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه، فاشترط عليَّ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن أقيم الصلاة، وأن أوتي الزكاة، وأن أحج حجة في الإسلام، وأن أصوم شهر رمضان، وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله! أما اثنتين فوالله لا أطيقهما: الجهاد والصدقة -أي: أضحي بنفسي ومالي!- فإنهم زعموا أن من ولى الدبر، فقد باء بغضبٍ من الله -أي: ولى الأدبار في المعركة، باء بغضبٍ من الله- فأخاف إن حضرت تلك جشعت نفسي وكرهت الموت والصدقة، فوالله ما لي إلا غُنيمة وعشر ذودٍ، أي: من الإبل هنَّ رُسُلُ أهلي وحمولتهُن -أي: هذه عزيزة عليَّ وقليلة- قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم حركها، ثم قال: فلا جهاد، ولا صدقة، فبمَ تدخل الجنة إذاً؟ قلت: يا رسول الله أبايعك، فبايعته عليهن كلهن). ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرطٌ في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج. ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) ففهم الصديق أن من امتنع عن الزكاة يُقاتل، لأنه ما أدى حق لا إله إلا الله، قالوا: فسر معنى الحديث: (فإذا منعوا ذلك، منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله) قال أبو بكر : [الزكاة حق المال] فهذا فهم الصديق الصريح الذي فاء إليه الصحابة ووافقوه عليه وساروا وراءه فيه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5].. فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11]. إذاً: لابد من أداء الفرائض مع التوحيد، أي: إذا قال لا إله إلا الله، ولا صلاة، ولا زكاة، يكون من إخواننا في الدين؟ نخلي سبيله؟ لا نقاتله؟ بل نقاتله إذا امتنع عن هذه الفرائض. فإذا عُلم يا إخواني أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدى الشهادتين مطلقاً: لو زنا، يجلد أو يرجم، ولو سرق، تُقطع يده، بل يُعاقب عليها، وإن أدى الشهادتين يعاقب في الدنيا، وتقام عليه الحدود، فكذلك عقوبة الآخرة لا تمتنع على من خالف، بعض العلماء ذكروا شيئاً، قالوا: إن هذه النصوص (من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة) ( من قال لا إله إلا الله، حرم من النار ) قيلت قبل نزول الحدود، وقبل نزول تحريم الأشياء، وقبل نزول الفرائض، ولكن هذا القول استبعده الحافظ ابن رجب رحمه الله. وبعضهم قال: تلك الأحاديث التي سبق تصدير الرسالة منسوخة، ولكن الأرجح أن يُقال: أحاديث محكمة وقيلت في الفرائض وبعد الفرائض ونزول تحريم الأشياء، لكن لا إله إلا الله لها شروط إذا توفرت وانتفت الموانع، حصلت النتيجة وهي الفوز بالجنة والنجاة من العذاب. ثم يلفت النظر إلى أن بعض النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة، ففي أحاديث: (من قال: لا إله إلا الله مخلصاً من قبله) (من قال: لا إله إلا الله مستيقناً بها ) (من قال: لا إله إلا الله يصدق لسانه قلبه) (يقولها حقاً من قلبه) وفي رواية: (قد ذل بها لسانه، واطمأن بها قلبه) هذا الذي ينجو، تخيل رجل لا يؤدي الصلاة ولا الزكاة ولا يحج ولا يصوم ويزني ويشرب الخمر ويكذب ويسرق ويفعل ويفعل ... ثم يكون مستيقناً بلا إله إلا الله، وقال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه، ممكن؟ لا يمكن أن يكون ذلك. فإذاً لا بد من هذا المفهوم أن يتضح، وهذه المسألة مهمة، لأن الناس العامة يناقشون في هذه القضية، فلابد من تفهيمهم هذه المسألة، وأن تُعقد الخطب والدروس لشرحها، وأن تكون المواعظ من أجلها والمناقشات في المجالس عليها.

• علاقة أعمال القلوب بالشهادة

ثم لفت ابن رجب رحمه الله النظر إلى مسألة مهمة جداً، وهي أن هذه النصوص التي فيها (مستيقناً بها قلبه) (خالصاً من قلبه) تفيد أهمية أعمال القلوب. فإذاً لا إله إلا الله لها علاقة مباشرة بأعمال القلوب، ما معنى لا إله إلا الله؟ أي: لا يأله القلب غير الله حباً ورجاءً وخوفاً وتوكلاً واستعانةً وخضوعاً وإنابةً وطلباً، وأعمال القلوب كثيرة، فمنها: الوجل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2]. الإخبات: فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ [الحج:54]. الإنابة: وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ [ق:33]. الطمأنينة: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]. التقوى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32]. الانشراح: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ [الأنعام:125]. السكينة: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح:4]. اللين: ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23]. الخشوع: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ [الحديد:16]. الطهارة: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]. الهداية: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]. العقل: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج:46]. التدبر: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]. الفقه: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا [الأعراف:179]. الإيمان: مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ [المائدة:41]. الرضى والتسليم: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65].إذاً: القلوب لها أعمال مرتبطة ارتباطاً مباشراً بلا إله إلا الله، ثم إنه لا يمكن للإنسان أن يحقق لا إله إلا الله إلا إذا حقق محمد رسول الله، هذا الربط مهم جداً، منه نصل إلى قضية اتباع السنة واجتناب البدعة، وأن المبتدع لم يحقق لا إله إلا الله، من قال لا إله إلا الله، وأطاع الله عز وجل، يُطاع ولا يُعصى هيبةً له وإجلالاً ومحبةً وخوفاً ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له، هذا الذي إذا حقق تلك المعاني، فإنه يكون محققاً للا إله إلا الله. ومما يدل على أن من مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله: اجتناب المعاصي، أنه قد جاء في وصف بعض المعاصي بالكفر والشرك، وهذه المعاصي إذا كانت دون الكفر فالمقصود بها إذاً الكفر الأصغر، والشرك الأصغر كما ورد إطلاق الشرك على الرياء، وعلى الحلف بغير الله، وعلى قول من قال: ما شاء الله وشاء فلان، وما لي إلا الله وأنت. فإذاً هناك أشياء تقدح في كلمة التوحيد مثل هذه الأمور. فكيف يقال من قال: لا إله إلا الله مجردة تنجيه وتدخله الجنة دون حساب، ولا عذاب؟ ثم هو يقع فيما يناقض لا إله إلا الله بكلامه وأفعاله، وقد وصف بالكفر من أتى حائضاً، أو امرأة في دبرها، ووصف كذلك بالشرك بعض الأعمال كما تقدم، وورد إطلاق الإله على الهوى المتبع، قال الله عز وجل: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23] وقيل في تفسير هذه الآية: هو الذي لا يهوى شيئاً إلا ركبه، ليس يحجزه عنه شيء، كلما اشتهى شيئاً أتاه، ولا ورع يمنعه من ذلك ولا تقوى. إذاً: ممكن أن يقع في العبودية لغير الله أناس يقولون: لا إله إلا الله كما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش) هذا كله يدل على أن كل من أحب شيئاً وأطاعه وكان هو غايته ومقصوده وطلبه، ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده، وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وقد سمى الله طاعة الشيطان عبادة كما قال تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ [يس:60]. ومن هذا حاله تكون شهادة أن لا إله إلا الله في حقه مدخولة مخترقة بهذه المعاصي والآثام، وقد قال الخليل لأبيه: يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً [مريم:44]. فإذاً: الذين حققوا قول لا إله إلا الله هم عباد الله الذين ليس لإبليس عليهم سلطان، فصدقوا قولهم بفعلهم، ولم يلتفتوا إلى غير الله محبةً ورجاءً وخشيةً وطاعةً وتوكلاً، هؤلاء الذين صدقوا في قول لا إله إلا الله هم أهل لا إله إلا الله حقاً، ولا يمكن أن يكون منهم الذي قال لا إله إلا الله بلسانه، ثم أطاع الشيطان واتبع هواه في معصية الله ومخالفته وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص:50]. ثم يقول ابن رجب واعظاً: فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى، فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار: أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39] تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار! والله لا ينجو غداً من عذاب الله إلا من حقق عبودية الله وحده، ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار -أي: ما أطاع شيئاً آخر غير الله عز وجل- من علم أن إلهه معبوده فرد، فليفرده بالعبودية، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً. فقول لا إله إلا الله تقتضي ألا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع، فلا يُعصى مع محبته والخوف منه ورجائه. قال: ومن تمام محبته محبة ما يُحبه، وكراهية ما يُبغضه، فمن أحب شيئاً يكرهه الله، أو كره شيئاً يُحبه الله لم يكمل توحيده، ولا صدقه في قوله: لا إله إلا الله، وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما أحب من الأمور التي يبغضها الله، وبحسب ما أبغض من الأمور التي يحبها الله: ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:28]. قال: " قال الليث عن مجاهد في قوله: لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً [النور:55] قال: لا يحبون غيري ".وقال الحسن : " اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته ". ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك، كل من ادعى محبة الله، ولم يوافق الله في أمره، فدعواه باطلة. ونقل أيضاً عن يحيى بن معاذ قوله: ليس بصادقٍ من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.وقول رويم : " المحبة الموافقة في جميع الأحوال " وهذا من معنى قوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:31]. قال الحسن: " قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نحب ربنا حباَ شديداً، فأحب الله أن يجعل لحبه علماً -دليل على صدق المحبة المدعاة- فأنزل الله تعالى هذه الآية. ومن هنا يُعلم أن شهادة لا إله إلا الله لا تتم إلا بشهادة أن محمداً رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهية ما يكرهه. فكيف تعرف الذي يحبه الله والذي يكرهه الله؟ أليس من كتابه ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه؟ فإذاً: الأخذ بالسنة واجبٌ وحتمٌ، وصارت محبة الله مستلزمة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:24] وهدد وقارن الله بين طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة، وقال: (ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...) الحديث.
وهذا حال سحرة فرعون لما سكنت المحبة قلوبهم، سمحوا ببذل النفوس، وقالوا لفرعون: فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ [طه:72] ومتى ما تمكنت المحبة في القلب، لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب.
وهذا معنى الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليًّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها). فإذاً لما استغرقت المحبة قلب العبد واستولت عليه، لم تنبعث جوارحه إلا إلى ما يُرضي الرب، وصارت نفسه مطمئنةً بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.

• ومن الناس من يعبد الله على حرف

يقول ابن رجب : " يا هذا اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه " ماذا يريد منك؟ اعبده بناءً على ما يريد منك، ولا تعبده بناءً على ما تريده منه، فإذا جئت مضطراً وغرقت في البحر، جئت تعبده لكي ينجيك، وإذا مرضت، صرت تعبده لكي يشفيك، وإذا افتقرت صرت تعبده لكي يغنيك فقط، يقول: هذا خطير، فمن عبده لمراده منه، فهو ممن يعبد الله على حرف، إن أصابه خيرٌ اطمأن به، لو جاءك المال قلت: هذه العبادة .. هذا الأثر منها، ولو جاءتك الصحة بعد المرض، قلت: هذا بسبب الدعاء والعبادة. ولو طلبت الغنى بعد الفقر وما أتاك الغنى، وطلبت الصحة في المرض وما أتتك الصحة، هنا ينقلب الذين لم تثبت في طريق الدين أقدامهم. ولذلك قال: " يا هذا اعبد الله لمراده منك، لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف، إن أصابه خيرٌ اطمأن به، وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ". كان بعضهم يأتي إلى المدينة ، يقول: نجرب الإسلام، إن ولدت المرأة ذكراً، وأنتجت الخيل وجاءت بمهر، فهذا دين خير، وإن جاءت زوجته بأنثى وهذه الخيل ماتت والزرع ضاع، قال: هذا دين سوء، لا رغبة فيه. فإذاً: العبادة على مراد الشخص، وليست على مراد الله، فمن كان يفعل العبادة بناءً على هذا ينتكس وينقلب قال: " وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيءٌ عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيءٌ عنده آثر من هوى نفسه". قال الحسن : " ما نظرت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي؛ حتى أنظر على طاعة الله أو على معصية، فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت ". البطشة أو الكلمة أو النظرة أو الخطوة إن كان طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت، وهكذا تكون حقيقة العبودية أن ينزل العبد أعمال الجوارح على الآيات والأحاديث ومقاييس طاعة الله عز وجل، فإن وافقت مراد الله وما يحبه الله تقدم وعمل، وإن خالفت أحجم ورجع.

• الرياء وأثره على الأعمال

" ومن لم يُحرق اليوم قلبه بنار الأسف على ما سلف -التوبة والندم- فنار جهنم له أشد حراً، ما يحتاج إلى التطهر بنار جهنم إلا من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه. أول من تُسعر بهم النار من الموحدين العُبّاد المراءون بأعمالهم، وأولهم العالم المرائي بعلمه، والمجاهد والمتصدق للرياء ". لأن يسير الرياء شرك، ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق، لو عنده علم بعظمة الخالق ما نظر إلى الخلق أثناء عمله، كان عمله إلى الله عز وجل، وعمل لله تعالى.قال: " المرائي يُزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ".البراطيل جمع برطيل وهو: الرشوة، وطبعاً هنا العلاقة بين الله سبحانه وتعالى هو ملك الملوك، والمرائي ماذا يفعل؟ يزور على اسم الملك ليأخذ البراطيل، فكأنه يتزيا بزي العُبّاد، ويتظاهر بالعبادة ليأخذ نصيبه من الناس ثناءً وشكراً وسمعةً. يزور ليوهم أنه من خاصة الملك، وهو ما يعرفه الملك حقيقةً، وأهل الرياء وأصحاب الشهوة وعبيد الهوى يدخلون النار، الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، أما عبيد الله حقاً، فيقال لهم: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر:27-30]. ولذلك إذا مرَّ أهل الإخلاص والتوحيد على النار أثناء العبور على الصراط، فإنها تكون عليهم برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم، حتى لربما كان للنار ضجيجاً من بردهم، فهذا ميراثٌ ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام، وأما الذين يمرون على النار وهم ليسوا من أهل التوحيد الخالص، وقد كدروا التوحيد بالمعاصي والفجور، فإنهم يسقطون في النار، وتنالهم النار بمعاصيهم، فينبغي أن يكون الهم كله لله، ومن أصبح وهمه غير الله فليس من الله قال: " وكان داود الطائي يقول: همك عطل عليَّ الهموم وحالف بيني وبين السهاد -منعني النوم مثل قيام الليل- وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني اللذات -أخمدها وقتلها- وحال بيني وبين الشهوات.يقول ابن رجب رحمه الله: إخواني إذا فهمتم هذا المعنى، فهمتم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله صادقاً من قلبه حرمه الله على النار).فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله.من صدق في قول لا إله إلا الله لم يحب سواه، ولم يرج سواه، ولم يخش أحداً إلا الله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم يبق له بقيةً من آثار نفسه وهواه، وكلما زلق العبد في هوة الهوى أخذ بيده سبحانه إلى نجوة النجاة، ويسر له التوبة إذا كان من أهل الله، وينبهه على قبح الزلة فيفزع إلى الاعتذار، ويبتليه بمصائب مكفرة تكفر ما جناه، فلا يعني أن أهل التوحيد الصادقين لا يعصون ولا يقعون في المعصية، لكنهم سريعو الفيئة، والله عز وجل من حبه لهم كلما زلقوا في هوة الهوى أخذ بأيديهم إلى ساحل التوبة والنجاة، وجعلهم يفزعون إلى الاعتذار، ويبتليهم بمصائب ليكفروا آثام المعصية، فيكونوا أنقياء، فيدخلون الجنة أنقياء. ولذلك قال في الحديث: (الحمى تُذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث) رواه مسلم ، وجاء عن عبد الله بن مغفل أن رجلاً رأى امرأة كانت بغياً في الجاهلية، ثم أسلما كلاهما، لكن هذا لما لقيها في الطريق تذكر الماضي، وربما أصابه شيءٌ من الرغبة في العودة، فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها أراد أن يلمسها، فقالت: مه! أي: كف، فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، أي: اتعظ من كلامها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه وشُج وسال دمه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: (أنت عبدٌ أراد الله بك خيراً) ثم قال: (إن الله إذا أراد بعبده شراً، أمسك ذنبه حتى يوافي به يوم القيامة). فهذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان يدل على أن الله إذا أحب شخصاً في الدنيا، وكان قد عصى، فإن الله إما أن يوفقه إلى توبة، أو يبتليه بمصيبة يُكفر بها ذنبه حتى يلقاه يوم القيامة وهو نقي، لأن من لم تنقه التوبة في الدنيا ولا المصائب، فلا بد من التطهير يوم القيامة، والتطهير لا يكون إلا بالعبور على الصراط وركوب النار وما تأخذه منه بسبب معصيته.

• فضل كلمة الإخلاص وآثارها

قال" يا قوم! قلوبكم على أصل الطهارة، وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب، فرشوا عليها قليلاً من دموع العيون تطهر "." اعزموا على فطام النفوس عن رضاع الهوى " هذا من بليغ كلام ابن رجب رحمه الله افطم نفسك عنه الهوى، " فالحمية رأس الدواء "." متى طالبتكم -أي: نفوسكم- بمألوفاتها -أي: بهواها، قالت لك: انظر إلى الحرام، امش إلى الحرام، اسمع الغناء الحرام، كل الربا الحرام- فقولوا مقالة تلك المرأة لذاك الرجل الذي دمي وجهه: قد أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام، والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة.ذكروها إذا اشتهت المعصية بقول الله: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت:30] لعلها إلى الاستقامة ترجع.عرفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد، لعلها تستحي من قربه ونظره: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [لعلق:14].. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14].راود رجل امرأة في فلاة ليلاً، فأبت، فقال لها: من يرانا إلا الكواكب؟ قالت: فأين مكوكبها؟ أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب، فقال لها: هل بقي بابٌ لم يغلق؟ قالت: نعم، الباب الذي بيننا وبين الله تعالى، فتركها ولم يتعرض لها.رأى بعض العارفين رجلاً يُكلم امرأة في ريبة، فقال: إن الله يراكما، سترنا الله وإياكما ". المراقبة: علم القلب بقرب الرب؛ وصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه. وقال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك، وخف من الله على قدر قدرته عليك.وبعد أن انتهى ابن رجب رحمه الله من هذه المواعظ والتذكير بمعنى لا إله إلا الله المعنى الحقيقي الذي يغيب عن أذهان الكثيرين، عقد فصلاً في فضل لا إله إلا الله وفضائلها، وقال: إن لها فضائل عظيمة لا يمكن استقصاؤها، فلنذكر بعض ما ورد فيها:لأجلها خلق الخلق: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].ولأجلها جردت السيوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، ما أنعم الله على العباد نعمةً أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله، أعظم نعمة أنه عرفنا لا إله إلا الله. ولا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا، من قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر، وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل، وبها كلم الله موسى كفاحاً، من قالها صادقاً أدخله الله الجنة، وهي ثمن الجنة، ومن كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة. وهي النجاة من النار، سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذناً يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: (خرج من النار) رواه مسلم . وهي التي توجب المغفرة، وهي أحسن الحسنات، قلت: (يا رسول الله! - أبو ذر - كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: إذا عملت سيئة فاعمل حسنة، فإنها عشر أمثالها. قلت: يا رسول الله! لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: هي أحسن الحسنات) رواه الإمام أحمد وسنده حسن. وهي التي تمحو الذنوب وتحرقها رئي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ما أبقت لا إله إلا الله شيئاً، أي: الحمد لله بإخلاصي فيها قد محيت ذنوبي. وهي تجدد ما اندرس من الإيمان، كما في المسند عند عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن نوحاً قال لابنه عند موته آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة، خصمتهن لا إله إلا الله). وفي رواية: (قصمتهن) فهي تنفذ إلى كل شيء، قويةٌ غاية القوة، وبلا إله إلا الله ترجح كفة الحسنات، وترجح صحائف الذنوب كما في حديث السجلات والبطاقة وهو حديث صحيح، وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما قال: عبدٌ لا إله إلا الله مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر) رواه الترمذي وحسنه وهو حديث حسن. وقال أبو أمامة : ما من عبدٍ يهلل تهليلة، فينهنهها شيءٌ دون العرش.التهليل لا يحبسه شيء عن الله، يصعد إلى الله مباشرة، وهي التي ينظر الله إلى قائلها: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها روحه، مصدقاً بها لسانه؛ إلا فتق له السماء فتقاً -الله سبحانه وتعالى- حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله) رواه النسائي رحمه الله.وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها كما جاء في الحديث الصحيح: (إذا قال العبد لا إله إلا الله، والله أكبر، صدقه ربه). وهي الكلمة التي من يقولها في مرضه، فيموت لا تطعمه النار، وهي أفضل كلمة قالها النبيون كما ورد في دعاء يوم عرفة، وهي أفضل الذكر على الإطلاق كما في حديث جابر المرفوع: (أفضل الذكر لا إله إلا الله) وهو حديث حسن. وهي أفضل الأعمال، وأكثرها تضعيفاً، وتعدل عتق الرقاب، وهي حرزٌ من الشيطان كما جاء في حديث الصحيحين : (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يومه مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك) (ومن قالها عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) أي: من أنفس الرقاب.وفي حديث السوق: (من قالها -وأضاف فيها-: يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع الله له ألف ألف درجة) حسنه بعض أهل العلم، وهي أمانة من وحشة القبر وهول المحشر، وشعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم، وهي التي تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية كما جاء في حديث عبادة في الصحيحين : (من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء). وهذا الحديث الصحيح يبين عظمها وفضلها، وأن أهل النار أيضاً الموحدين لو دخلوا النار بتقصيرهم، فلا بد أن يخرجوا منها لأجل هذه الكلمة، كما جاء في حديث الصحيحين، يقول الله عز وجل: (وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله). ولذلك إذا اجتمع الموحدون العصاة في جهنم مع المشركين، وقال المشركون: أنتم كنتم تقولون: لا إله إلا الله في الدنيا، ماذا أغنت عنكم؟ فيغضب الله لهم، فيخرجهم من النار ويدخلهم الجنة. فإذاً ينجيهم الله بكلمة التوحيد ولو عذبهم فيها ما داموا من الموحدين ليسوا من المشركين.
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ [المائدة:53] -أي: في الدنيا- لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ [النحل:38] ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دارٍ واحدةٍ.
قال رحمه الله في آخر رسالته: " إخواني! اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ... فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه " ما نطق الناطقون إذا نطقوا أحسن من لا إله إلا هو

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 ذو القعدة 1440هـ/25-07-2019م, 10:54 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى هاشم مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ بن رجب الحنبلي


عرض موجز لمحتويات الرسالة:

- فضائل شهادة أن لا إله إلا الله:
شهادة أن لا إله إلا الله هي العروة الوثقى وهي كلمة التقوى وكلمة الإخلاص، لأجلها خلق الخلق "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وهي دعوة الرسل جميعا دعوة الحق. هي أحسن الحسنات وتجدد إيمان القلب، وتمحو الخطايا والذنوب وتوجب المغفرة، وتخرق الحجب حتى تصل إلى الله جل وعلا "لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه، وهي أفضل الذكر والكلمة التي يصدق الله قائلها، وتكون حرزا من الشيطان وتعدل عدل الرقاب "من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد اسماعيل"، وهي أمان العبد من وحشة القبر وهول الحشر، وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم، تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، وتمنع من الخلود في النار.

- حقوق شهادة أن لا إله إلا الله:
ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله يبتغي وجه الله إلا حرم الله عليه النار ولا يحجب عن الجنة، والأحاديث الشريفة الواردة في هذا الموضوع على نوعين:
1. من أتي بها دخل الجنة ولم يحجب عنها لأن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص.
2. من أتى بها فهو غير مخلد في النار حتى لو دخلها تطهيرا له من بعض الذنوب.
وعقيدة أهل السنة والجماعة وسط في هذا بين الخوارج والمعتزلة من جهة والمرجئة من جهة أخرى، فعند أهل السنة والجماعة مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله إن شاء عذبه ولا يخلد في النار وإن شاء غفر له.
وكما قال السلف إن شهادة لا إله إلا الله مفتاح الجنة ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح لا أسنان له لم يفتح لك، والمقصود بالأسنان حقوق الشهادة من أعمال فرضها الله على عباده مثل: الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين"، فلا تثبت أخوة الدين إلا بأداء الفرائض مع التوحيد، فالنصوص المطلقة قد يرد نص آخر يقيدها، ومن أشرك مخلوقا في حق من حقوق الله كان ذلك قدحا في إخلاصه.

- أذهب الله الشرك وأتى بالإسلام الذي يقتضي الاستسلام والانقياد والمحبة:
إن العبد يعبد الله لمراد الله منه لا لمراد العبد من الله إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومحبة الله المألوه المعبود وحده تستلزم محبة رسوله عليه الصلاة والسلام و تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والكف عما نهى عنه وزجر "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، والقلب السليم ليس فيه سوى الله فهو القلب الطاهر من أدناس المخالفات "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، والقلب الطيب هم من لم يحرق نفسه بنار الأسف على ما قد سلف "سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"، والمراقبة علم القلب بقرب الله، وكلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من ارتكاب ما يغضبه، ولله عناية بمن يحبه، فكلما زلق في هوة المعصية يسر له التوبة.

- بعض صور الشرك:
الشرك بمفهومه الواسع هو تسوية غير الله بالله في حق من حقوق الله، وله صور عديدة منها ما هو ظاهر ومنها ما هو أخفى من دبيب النمل، كالرياء فأول من تسعر بهم النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء، ومن صور الشرك أيضا الحلف بغير الله، والتوكل على غير الله، ومساواة الخالق بالمخلوق في المشيئة، واتيان الكهان وتصديقهم، واتباع هوى النفس "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه". وطاعة الشيطان في معصية الله عبادة للشيطان "ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان".
_____________________________________________________________________________________________________________________
المقاصد الفرعية:

1. شهادة أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار مع استجماع شروطها وانتفاء موانعها.
2. يجب الجمع بين شهادة أن لا إله إلا الله وما تقتضيه من أعمال مفروضة كالصلاة والزكاة.
3. من لوازم شهادة أن لا إله إلا الله أن يشهد العبد بأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين.
4. الشرك الخفي قادح في التوحيد ومن أبرزه الرياء فهو مناف للإخلاص.
5. محبة الله عز وجل تستلزم إخلاص العبادة له وحده واتباع هدي رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
6. أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام الذي يقتضي الاستسلام والانقياد.
7. فضائل شهادة أن لا إله إلا الله فهي كلمة التوحيد وهي نجاة العبد في الدنيا والآخرة.
___________________________________________________________________________________________________________________
المقصد العام:

بيان فضائل شهادة أن لا إله إلا الله على العبد في الدنيا والآخرة، وما تستلزمه من حقوق مفروضة على العبد، وتوضيح لبعض صور الشرك التي تقدح في إخلاص العبد.
أحسنت نفع الله بك :
لو فعلت كما في التطبيق الأول : حيث قمت باستخراج المسائل أولا , وبعد استخراج المسائل نقوم تصنيفها بحسب ارتباطها , حيث يشكل كل صنف مقصدا فرعيا .
وأحسنت في استخراج المقصد العام والذي يمكن اختصاره بقولنا : تحقيق كلمة التوحيد وبيان فضلها .
والمقاصد الفرعية ممكن إجمالها في هذه النقاط :
- الأحاديث التي وردت في دخول الموحد الجنة.
- فضل كلمة التوحيد.
- القوادح في كلمة التوحيد.
- ما يعين على تحقيق كلمة التوحيد.
الدرجة : أ

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ذو القعدة 1440هـ/25-07-2019م, 11:03 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد بشار مشاهدة المشاركة
هذه الرسالة على صغر حجمها إلا أنها عظيمة؛ وذلك لما احتوت عليه من كلام النبوة في التوحيد، وهي معينة لمن أراد معرفة حقيقة التوحيد والرجوع إلى طريق الحق.
وقد لخص الشيخ هذه الرسالة وأتى فيها بما يدل على أهمية شهادة التوحيد، ليس في الدنيا فقط بل وفي الآخرة يوم يقوم الأشهاد، وبما يدل على فضائل هذه الكلمة في الدنيا والآخرة.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالرسالة بمشيئة الله تعالى هي: ( كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ) للحافظ ابن رجب رحمه الله
ونبذة عن الحافظ ابن رجب رحمه الله قبل الشروع في هذه الرسالة:

• أحاديث الشهادة والمقصود بجزاء قائلها

أما بالنسبة لكتاب كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ، فإن أهمية هذا الكتاب تنبع من أنه يُوضح معنى شهادة لا إله إلا الله، لأن هذه الكلمة التي خفي معناها على الكثيرين، وجعلها بعضهم وسيلة لدخول الجنة بلا تعب، يقولها كلمات دون أن يعقل معناها، أو يعمل بمقتضاها، أو يوفيها حقها، أو يقوم بشروطها، فأراد ابن رجب رحمه الله أن يبين عِظم هذه الكلمات، وأن مفتاح الإسلام لا إله إلا الله هذه عبارة عظيمة جامعة لها معاني وفيها شروط ينبغي أن تحقق وأن تطبق، استهلها بعد البسملة بقوله: خرّج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل -ولذلك أحياناً يطلق على هذه الرسالة شرح حديث معاذ - فقال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: يا معاذ ! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: ما من عبدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً). وكذلك جاء في الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) وكذلك حديث: (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، فيحجب عن الجنة). وكذلك في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، -يقول أبو ذر - قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق، قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر ، فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر). وكذلك حديث عبادة بن الصامت في صحيح مسلم أنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، حرمه الله على النار) وفي رواية: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) رواه مسلم .الآن نأتي إلى قضية ما معنى هذه الأحاديث التي فيها أن قول: لا إله إلا الله يدخل الجنة وينجي من النار؟ هل المقصود هو قول هذه الكلمة فقط كما يفهمه كثير من العامة أنك إذا قلت الكلمة دخلت الجنة بمجرد القول، وتنجو من النار؟ وإذا احتججت على بعضهم، أو ناقشته في معاصيه، أو في فسق فلان وفجوره، أو في كفر فلان، قال: هذا يقول لا إله إلا الله، ومن قال: لا إله إلا الله دخل الجنة. فما هو الكلام في مسألة التلفظ بالشهادتين، ما حقيقة هذا التلفظ؟ وكيف ينبغي أن يُنظر في الأحاديث هذه التي ساق ابن رجب رحمه الله طرفاً منها؟ قال: وأحاديث هذا الباب نوعان: أحدهما: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا ظاهر. يقول: هذا لا إشكال فيه، فإن النار لا يخلد فيها أحدٌ من أهل التوحيد الخالص، وقد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طُهر من ذنوبه في النار. إذاً أولاً: من قال: لا إله إلا الله، ليس قوله مانعاً من دخوله النار، لكن يدخل الجنة بعد التطهير، وحديث أبي ذر وما في معناه وإن زنا وإن سرق، وإن زنا وإن سرق، ليس معناه أن من قال: إلا إله إلا الله دخل الجنة بدون عذاب وإن زنا وإن سرق، وإن زنا وإن سرق، وإن زنا وإن سرق، لا، وإنما معناه أن الموحد وإن زنا وإن سرق سيكون مصيره في النهاية إلى دخول الجنة، أصابه قبل ذلك ما أصابه، ممكن يحترق في النار مليون سنة على معاصي وكبائر عملها، لكن في النهاية سيدخل الجنة. فإذاً الأحاديث تدل على أن الموحد مصيره في النهاية إلى الجنة، لكن هذه الأحاديث لا تعني إطلاقاً أنه لن يمسه عذاب قبل ذلك، ولذلك ورد في بعض الأحاديث: (من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوماً من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه) وبوضوح أن بعض أهل التوحيد يعذبون، ويصيبهم من النار ما يصيبهم نتيجة كبائر ومعاصي اقترفوها، أو واجبات تركوها، وفي النهاية يخرجون من النار ويدخلون الجنة. إذاً هذا اتجاه، ومعلم واضح في فهم هذه الأحاديث.
-ثانياً: بعض هذه النصوص، فيها أنه يحرم على النار، لا أن يكون مصيره فقط إلى الجنة بل يحرم على النار، فكيف نفهمها؟ وقد دلت أحاديث وآيات كثيرة على أن أصحاب الكبائر يعذبون والعصاة يعذبون والفجرة يعذبون، فكيف نجمع بين هذه النصوص الكثيرة جداً، والتي فيها أن الله يُعذب من شاء من أهل الكبائر والمعاصي وهم موحدون، وبعض النصوص التي فيها أن شهادة أن لا إله إلا الله تحرم صاحبها على النار، نحن الآن انتهينا من أنها تدخل صاحبها الجنة، قلنا: نجمع أنه يدخل الجنة بعد أن يُعذب إلا إذا عفا الله، فكيف نفهم الآن بعض النصوص التي فيها أن من قال هذه الكلمة فإنه يحرم على النار؟ كيف نجمع بين هذا وبين النصوص التي فيها تعذيب بعض أصحاب الكبائر، أو الآثام والمعاصي؟ الجواب: أننا نقول: يحرم الموحد على النار من جهة الخلود فيها، أي: يحرم عليه الخلود في النار لا الدخول والعذاب، أو أنه لا يدخل النار التي فيها خلود، لأن نار جهنم دركات، فالدرك الأعلى يدخله كثيرٌ من العصاة الموحدين بذنوبهم، ثم يخرجون بشفاعة الشافعين، وبرحمة أرحم الراحمين، يدل على هذا حديث الصحيحين : (أن الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله) فلاحظ هنا الكلام (لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله) إذاً دخلوها، وعذبوا فيها، ثم خرجوا منها. إذاً: الذي امتنع عنهم هو الخلود وليس الدخول والتعذيب. إذاً القاعدة الأولى قلنا: الموحد مصيره إلى الجنة في النهاية، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه.ثانياً: الموحد لا يخلد في النار، ولا بد أن يخرج منها في يوم من الأيام إذا دخلها، هذا فهم للنصوص قال به أهل العلم.فهمٌ آخر تُفهم به أحاديث: (من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة) (ومن قال لا إله إلا الله، حرم من النار) قالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث: أن (لا إله إلا الله) سببٌ لدخول الجنة والنجاة من النار، ومقتضٍ لذلك، لكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه.أي: نقول: إذا أردنا أن نجري النصوص بجميع ما في معناها، أي: نقول: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) ( من قال لا إله إلا الله حرم من النار ). إذا انتفت عنه الموانع، وتوفرت فيه الشروط: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) (من قال لا إله إلا الله حرم على النار) إذن تقول: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) بلا عذاب و( من قال لا إله إلا الله، حرم من النار ) ولو لحظة، أي: حرم على النار مطلقاً، فلا بد أن تقول إذاً: إذا قام بشروط لا إله إلا الله وحققها، وانتفت الموانع التي تمنع من دخول الجنة دون عذاب، وانتفت الموانع التي توجب دخول النار والتعذيب فيها، لأن بعض الموحدين قد يتخلف عنهم بعض الشروط، أو توجد فيهم موانع تمنع من دخولهم الجنة مباشرة، و ابن رجب رحمه الله رجح الثاني وهو قضية الشروط والموانع بأن تفسر النصوص بقضية الشروط والموانع.

• أهمية الشهادة بالنسبة لما بعدها من الأعمال

قال: وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: " ما أعددت لهذا اليوم؟ -يذكر الفرزدق - قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعْمَ العدة، لكن ل لا إله إلا الله شروطاً، فإياك وقذف المحصنة ".لأن الشعراء قد يقعون في القذف بسهولة ويحصل في شعره قذف، يهجو فيقذف، فيقول الفرزدق: أنا أعددت شهادة أن لا إله إلا الله لأجل يوم القيامة والحساب، قال: نِعْم العدة، ولكن للا إلا إله إلا الله شروطاً، فإياك وقذف المحصنة. إذاً معناها أنه إذا قذف المحصنة، لا يكون قد قام بشروط لا إله إلا الله، فعدته ناقصة قال: وقيل للحسن : " إن أناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، قال -مفسراً- من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة ".وقال وهب بن منبه لمن سأله: " أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان، فتح لك وإلا لم يُفتح لك ".وأسنان مفتاح لا إله إلا الله تحقيق شروطها، وانتفاء موانعها، والقيام بحقها، وقد جاء في الصحيحين عن أبي أيوب : (أن رجلاً قال: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم). وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة (أن رجلاً قال: يا رسول الله! دلني على عملٍ إذا عملته، دخلت الجنة قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا). وفي المسند عن بشير بن الخصاصية وفي السند مجهول، قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه، فاشترط عليَّ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن أقيم الصلاة، وأن أوتي الزكاة، وأن أحج حجة في الإسلام، وأن أصوم شهر رمضان، وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله! أما اثنتين فوالله لا أطيقهما: الجهاد والصدقة -أي: أضحي بنفسي ومالي!- فإنهم زعموا أن من ولى الدبر، فقد باء بغضبٍ من الله -أي: ولى الأدبار في المعركة، باء بغضبٍ من الله- فأخاف إن حضرت تلك جشعت نفسي وكرهت الموت والصدقة، فوالله ما لي إلا غُنيمة وعشر ذودٍ، أي: من الإبل هنَّ رُسُلُ أهلي وحمولتهُن -أي: هذه عزيزة عليَّ وقليلة- قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم حركها، ثم قال: فلا جهاد، ولا صدقة، فبمَ تدخل الجنة إذاً؟ قلت: يا رسول الله أبايعك، فبايعته عليهن كلهن). ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرطٌ في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج. ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) ففهم الصديق أن من امتنع عن الزكاة يُقاتل، لأنه ما أدى حق لا إله إلا الله، قالوا: فسر معنى الحديث: (فإذا منعوا ذلك، منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله) قال أبو بكر : [الزكاة حق المال] فهذا فهم الصديق الصريح الذي فاء إليه الصحابة ووافقوه عليه وساروا وراءه فيه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5].. فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11]. إذاً: لابد من أداء الفرائض مع التوحيد، أي: إذا قال لا إله إلا الله، ولا صلاة، ولا زكاة، يكون من إخواننا في الدين؟ نخلي سبيله؟ لا نقاتله؟ بل نقاتله إذا امتنع عن هذه الفرائض. فإذا عُلم يا إخواني أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدى الشهادتين مطلقاً: لو زنا، يجلد أو يرجم، ولو سرق، تُقطع يده، بل يُعاقب عليها، وإن أدى الشهادتين يعاقب في الدنيا، وتقام عليه الحدود، فكذلك عقوبة الآخرة لا تمتنع على من خالف، بعض العلماء ذكروا شيئاً، قالوا: إن هذه النصوص (من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة) ( من قال لا إله إلا الله، حرم من النار ) قيلت قبل نزول الحدود، وقبل نزول تحريم الأشياء، وقبل نزول الفرائض، ولكن هذا القول استبعده الحافظ ابن رجب رحمه الله. وبعضهم قال: تلك الأحاديث التي سبق تصدير الرسالة منسوخة، ولكن الأرجح أن يُقال: أحاديث محكمة وقيلت في الفرائض وبعد الفرائض ونزول تحريم الأشياء، لكن لا إله إلا الله لها شروط إذا توفرت وانتفت الموانع، حصلت النتيجة وهي الفوز بالجنة والنجاة من العذاب. ثم يلفت النظر إلى أن بعض النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة، ففي أحاديث: (من قال: لا إله إلا الله مخلصاً من قبله) (من قال: لا إله إلا الله مستيقناً بها ) (من قال: لا إله إلا الله يصدق لسانه قلبه) (يقولها حقاً من قلبه) وفي رواية: (قد ذل بها لسانه، واطمأن بها قلبه) هذا الذي ينجو، تخيل رجل لا يؤدي الصلاة ولا الزكاة ولا يحج ولا يصوم ويزني ويشرب الخمر ويكذب ويسرق ويفعل ويفعل ... ثم يكون مستيقناً بلا إله إلا الله، وقال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه، ممكن؟ لا يمكن أن يكون ذلك. فإذاً لا بد من هذا المفهوم أن يتضح، وهذه المسألة مهمة، لأن الناس العامة يناقشون في هذه القضية، فلابد من تفهيمهم هذه المسألة، وأن تُعقد الخطب والدروس لشرحها، وأن تكون المواعظ من أجلها والمناقشات في المجالس عليها.

• علاقة أعمال القلوب بالشهادة

ثم لفت ابن رجب رحمه الله النظر إلى مسألة مهمة جداً، وهي أن هذه النصوص التي فيها (مستيقناً بها قلبه) (خالصاً من قلبه) تفيد أهمية أعمال القلوب. فإذاً لا إله إلا الله لها علاقة مباشرة بأعمال القلوب، ما معنى لا إله إلا الله؟ أي: لا يأله القلب غير الله حباً ورجاءً وخوفاً وتوكلاً واستعانةً وخضوعاً وإنابةً وطلباً، وأعمال القلوب كثيرة، فمنها: الوجل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2]. الإخبات: فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ [الحج:54]. الإنابة: وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ [ق:33]. الطمأنينة: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]. التقوى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32]. الانشراح: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ [الأنعام:125]. السكينة: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح:4]. اللين: ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23]. الخشوع: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ [الحديد:16]. الطهارة: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]. الهداية: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]. العقل: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج:46]. التدبر: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]. الفقه: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا [الأعراف:179]. الإيمان: مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ [المائدة:41]. الرضى والتسليم: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65].إذاً: القلوب لها أعمال مرتبطة ارتباطاً مباشراً بلا إله إلا الله، ثم إنه لا يمكن للإنسان أن يحقق لا إله إلا الله إلا إذا حقق محمد رسول الله، هذا الربط مهم جداً، منه نصل إلى قضية اتباع السنة واجتناب البدعة، وأن المبتدع لم يحقق لا إله إلا الله، من قال لا إله إلا الله، وأطاع الله عز وجل، يُطاع ولا يُعصى هيبةً له وإجلالاً ومحبةً وخوفاً ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له، هذا الذي إذا حقق تلك المعاني، فإنه يكون محققاً للا إله إلا الله. ومما يدل على أن من مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله: اجتناب المعاصي، أنه قد جاء في وصف بعض المعاصي بالكفر والشرك، وهذه المعاصي إذا كانت دون الكفر فالمقصود بها إذاً الكفر الأصغر، والشرك الأصغر كما ورد إطلاق الشرك على الرياء، وعلى الحلف بغير الله، وعلى قول من قال: ما شاء الله وشاء فلان، وما لي إلا الله وأنت. فإذاً هناك أشياء تقدح في كلمة التوحيد مثل هذه الأمور. فكيف يقال من قال: لا إله إلا الله مجردة تنجيه وتدخله الجنة دون حساب، ولا عذاب؟ ثم هو يقع فيما يناقض لا إله إلا الله بكلامه وأفعاله، وقد وصف بالكفر من أتى حائضاً، أو امرأة في دبرها، ووصف كذلك بالشرك بعض الأعمال كما تقدم، وورد إطلاق الإله على الهوى المتبع، قال الله عز وجل: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23] وقيل في تفسير هذه الآية: هو الذي لا يهوى شيئاً إلا ركبه، ليس يحجزه عنه شيء، كلما اشتهى شيئاً أتاه، ولا ورع يمنعه من ذلك ولا تقوى. إذاً: ممكن أن يقع في العبودية لغير الله أناس يقولون: لا إله إلا الله كما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش) هذا كله يدل على أن كل من أحب شيئاً وأطاعه وكان هو غايته ومقصوده وطلبه، ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده، وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وقد سمى الله طاعة الشيطان عبادة كما قال تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ [يس:60]. ومن هذا حاله تكون شهادة أن لا إله إلا الله في حقه مدخولة مخترقة بهذه المعاصي والآثام، وقد قال الخليل لأبيه: يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً [مريم:44]. فإذاً: الذين حققوا قول لا إله إلا الله هم عباد الله الذين ليس لإبليس عليهم سلطان، فصدقوا قولهم بفعلهم، ولم يلتفتوا إلى غير الله محبةً ورجاءً وخشيةً وطاعةً وتوكلاً، هؤلاء الذين صدقوا في قول لا إله إلا الله هم أهل لا إله إلا الله حقاً، ولا يمكن أن يكون منهم الذي قال لا إله إلا الله بلسانه، ثم أطاع الشيطان واتبع هواه في معصية الله ومخالفته وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص:50]. ثم يقول ابن رجب واعظاً: فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى، فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار: أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39] تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار! والله لا ينجو غداً من عذاب الله إلا من حقق عبودية الله وحده، ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار -أي: ما أطاع شيئاً آخر غير الله عز وجل- من علم أن إلهه معبوده فرد، فليفرده بالعبودية، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً. فقول لا إله إلا الله تقتضي ألا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع، فلا يُعصى مع محبته والخوف منه ورجائه. قال: ومن تمام محبته محبة ما يُحبه، وكراهية ما يُبغضه، فمن أحب شيئاً يكرهه الله، أو كره شيئاً يُحبه الله لم يكمل توحيده، ولا صدقه في قوله: لا إله إلا الله، وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما أحب من الأمور التي يبغضها الله، وبحسب ما أبغض من الأمور التي يحبها الله: ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:28]. قال: " قال الليث عن مجاهد في قوله: لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً [النور:55] قال: لا يحبون غيري ".وقال الحسن : " اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته ". ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك، كل من ادعى محبة الله، ولم يوافق الله في أمره، فدعواه باطلة. ونقل أيضاً عن يحيى بن معاذ قوله: ليس بصادقٍ من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.وقول رويم : " المحبة الموافقة في جميع الأحوال " وهذا من معنى قوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:31]. قال الحسن: " قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نحب ربنا حباَ شديداً، فأحب الله أن يجعل لحبه علماً -دليل على صدق المحبة المدعاة- فأنزل الله تعالى هذه الآية. ومن هنا يُعلم أن شهادة لا إله إلا الله لا تتم إلا بشهادة أن محمداً رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهية ما يكرهه. فكيف تعرف الذي يحبه الله والذي يكرهه الله؟ أليس من كتابه ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه؟ فإذاً: الأخذ بالسنة واجبٌ وحتمٌ، وصارت محبة الله مستلزمة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:24] وهدد وقارن الله بين طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة، وقال: (ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...) الحديث.
وهذا حال سحرة فرعون لما سكنت المحبة قلوبهم، سمحوا ببذل النفوس، وقالوا لفرعون: فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ [طه:72] ومتى ما تمكنت المحبة في القلب، لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب.
وهذا معنى الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليًّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها). فإذاً لما استغرقت المحبة قلب العبد واستولت عليه، لم تنبعث جوارحه إلا إلى ما يُرضي الرب، وصارت نفسه مطمئنةً بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.

• ومن الناس من يعبد الله على حرف

يقول ابن رجب : " يا هذا اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه " ماذا يريد منك؟ اعبده بناءً على ما يريد منك، ولا تعبده بناءً على ما تريده منه، فإذا جئت مضطراً وغرقت في البحر، جئت تعبده لكي ينجيك، وإذا مرضت، صرت تعبده لكي يشفيك، وإذا افتقرت صرت تعبده لكي يغنيك فقط، يقول: هذا خطير، فمن عبده لمراده منه، فهو ممن يعبد الله على حرف، إن أصابه خيرٌ اطمأن به، لو جاءك المال قلت: هذه العبادة .. هذا الأثر منها، ولو جاءتك الصحة بعد المرض، قلت: هذا بسبب الدعاء والعبادة. ولو طلبت الغنى بعد الفقر وما أتاك الغنى، وطلبت الصحة في المرض وما أتتك الصحة، هنا ينقلب الذين لم تثبت في طريق الدين أقدامهم. ولذلك قال: " يا هذا اعبد الله لمراده منك، لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف، إن أصابه خيرٌ اطمأن به، وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ". كان بعضهم يأتي إلى المدينة ، يقول: نجرب الإسلام، إن ولدت المرأة ذكراً، وأنتجت الخيل وجاءت بمهر، فهذا دين خير، وإن جاءت زوجته بأنثى وهذه الخيل ماتت والزرع ضاع، قال: هذا دين سوء، لا رغبة فيه. فإذاً: العبادة على مراد الشخص، وليست على مراد الله، فمن كان يفعل العبادة بناءً على هذا ينتكس وينقلب قال: " وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيءٌ عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيءٌ عنده آثر من هوى نفسه". قال الحسن : " ما نظرت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي؛ حتى أنظر على طاعة الله أو على معصية، فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت ". البطشة أو الكلمة أو النظرة أو الخطوة إن كان طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت، وهكذا تكون حقيقة العبودية أن ينزل العبد أعمال الجوارح على الآيات والأحاديث ومقاييس طاعة الله عز وجل، فإن وافقت مراد الله وما يحبه الله تقدم وعمل، وإن خالفت أحجم ورجع.

• الرياء وأثره على الأعمال

" ومن لم يُحرق اليوم قلبه بنار الأسف على ما سلف -التوبة والندم- فنار جهنم له أشد حراً، ما يحتاج إلى التطهر بنار جهنم إلا من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه. أول من تُسعر بهم النار من الموحدين العُبّاد المراءون بأعمالهم، وأولهم العالم المرائي بعلمه، والمجاهد والمتصدق للرياء ". لأن يسير الرياء شرك، ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق، لو عنده علم بعظمة الخالق ما نظر إلى الخلق أثناء عمله، كان عمله إلى الله عز وجل، وعمل لله تعالى.قال: " المرائي يُزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ".البراطيل جمع برطيل وهو: الرشوة، وطبعاً هنا العلاقة بين الله سبحانه وتعالى هو ملك الملوك، والمرائي ماذا يفعل؟ يزور على اسم الملك ليأخذ البراطيل، فكأنه يتزيا بزي العُبّاد، ويتظاهر بالعبادة ليأخذ نصيبه من الناس ثناءً وشكراً وسمعةً. يزور ليوهم أنه من خاصة الملك، وهو ما يعرفه الملك حقيقةً، وأهل الرياء وأصحاب الشهوة وعبيد الهوى يدخلون النار، الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، أما عبيد الله حقاً، فيقال لهم: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر:27-30]. ولذلك إذا مرَّ أهل الإخلاص والتوحيد على النار أثناء العبور على الصراط، فإنها تكون عليهم برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم، حتى لربما كان للنار ضجيجاً من بردهم، فهذا ميراثٌ ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام، وأما الذين يمرون على النار وهم ليسوا من أهل التوحيد الخالص، وقد كدروا التوحيد بالمعاصي والفجور، فإنهم يسقطون في النار، وتنالهم النار بمعاصيهم، فينبغي أن يكون الهم كله لله، ومن أصبح وهمه غير الله فليس من الله قال: " وكان داود الطائي يقول: همك عطل عليَّ الهموم وحالف بيني وبين السهاد -منعني النوم مثل قيام الليل- وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني اللذات -أخمدها وقتلها- وحال بيني وبين الشهوات.يقول ابن رجب رحمه الله: إخواني إذا فهمتم هذا المعنى، فهمتم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله صادقاً من قلبه حرمه الله على النار).فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله.من صدق في قول لا إله إلا الله لم يحب سواه، ولم يرج سواه، ولم يخش أحداً إلا الله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم يبق له بقيةً من آثار نفسه وهواه، وكلما زلق العبد في هوة الهوى أخذ بيده سبحانه إلى نجوة النجاة، ويسر له التوبة إذا كان من أهل الله، وينبهه على قبح الزلة فيفزع إلى الاعتذار، ويبتليه بمصائب مكفرة تكفر ما جناه، فلا يعني أن أهل التوحيد الصادقين لا يعصون ولا يقعون في المعصية، لكنهم سريعو الفيئة، والله عز وجل من حبه لهم كلما زلقوا في هوة الهوى أخذ بأيديهم إلى ساحل التوبة والنجاة، وجعلهم يفزعون إلى الاعتذار، ويبتليهم بمصائب ليكفروا آثام المعصية، فيكونوا أنقياء، فيدخلون الجنة أنقياء. ولذلك قال في الحديث: (الحمى تُذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث) رواه مسلم ، وجاء عن عبد الله بن مغفل أن رجلاً رأى امرأة كانت بغياً في الجاهلية، ثم أسلما كلاهما، لكن هذا لما لقيها في الطريق تذكر الماضي، وربما أصابه شيءٌ من الرغبة في العودة، فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها أراد أن يلمسها، فقالت: مه! أي: كف، فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، أي: اتعظ من كلامها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه وشُج وسال دمه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: (أنت عبدٌ أراد الله بك خيراً) ثم قال: (إن الله إذا أراد بعبده شراً، أمسك ذنبه حتى يوافي به يوم القيامة). فهذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان يدل على أن الله إذا أحب شخصاً في الدنيا، وكان قد عصى، فإن الله إما أن يوفقه إلى توبة، أو يبتليه بمصيبة يُكفر بها ذنبه حتى يلقاه يوم القيامة وهو نقي، لأن من لم تنقه التوبة في الدنيا ولا المصائب، فلا بد من التطهير يوم القيامة، والتطهير لا يكون إلا بالعبور على الصراط وركوب النار وما تأخذه منه بسبب معصيته.

• فضل كلمة الإخلاص وآثارها

قال" يا قوم! قلوبكم على أصل الطهارة، وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب، فرشوا عليها قليلاً من دموع العيون تطهر "." اعزموا على فطام النفوس عن رضاع الهوى " هذا من بليغ كلام ابن رجب رحمه الله افطم نفسك عنه الهوى، " فالحمية رأس الدواء "." متى طالبتكم -أي: نفوسكم- بمألوفاتها -أي: بهواها، قالت لك: انظر إلى الحرام، امش إلى الحرام، اسمع الغناء الحرام، كل الربا الحرام- فقولوا مقالة تلك المرأة لذاك الرجل الذي دمي وجهه: قد أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام، والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة.ذكروها إذا اشتهت المعصية بقول الله: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت:30] لعلها إلى الاستقامة ترجع.عرفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد، لعلها تستحي من قربه ونظره: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [لعلق:14].. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14].راود رجل امرأة في فلاة ليلاً، فأبت، فقال لها: من يرانا إلا الكواكب؟ قالت: فأين مكوكبها؟ أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب، فقال لها: هل بقي بابٌ لم يغلق؟ قالت: نعم، الباب الذي بيننا وبين الله تعالى، فتركها ولم يتعرض لها.رأى بعض العارفين رجلاً يُكلم امرأة في ريبة، فقال: إن الله يراكما، سترنا الله وإياكما ". المراقبة: علم القلب بقرب الرب؛ وصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه. وقال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك، وخف من الله على قدر قدرته عليك.وبعد أن انتهى ابن رجب رحمه الله من هذه المواعظ والتذكير بمعنى لا إله إلا الله المعنى الحقيقي الذي يغيب عن أذهان الكثيرين، عقد فصلاً في فضل لا إله إلا الله وفضائلها، وقال: إن لها فضائل عظيمة لا يمكن استقصاؤها، فلنذكر بعض ما ورد فيها:لأجلها خلق الخلق: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].ولأجلها جردت السيوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، ما أنعم الله على العباد نعمةً أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله، أعظم نعمة أنه عرفنا لا إله إلا الله. ولا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا، من قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر، وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل، وبها كلم الله موسى كفاحاً، من قالها صادقاً أدخله الله الجنة، وهي ثمن الجنة، ومن كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة. وهي النجاة من النار، سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذناً يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: (خرج من النار) رواه مسلم . وهي التي توجب المغفرة، وهي أحسن الحسنات، قلت: (يا رسول الله! - أبو ذر - كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: إذا عملت سيئة فاعمل حسنة، فإنها عشر أمثالها. قلت: يا رسول الله! لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: هي أحسن الحسنات) رواه الإمام أحمد وسنده حسن. وهي التي تمحو الذنوب وتحرقها رئي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ما أبقت لا إله إلا الله شيئاً، أي: الحمد لله بإخلاصي فيها قد محيت ذنوبي. وهي تجدد ما اندرس من الإيمان، كما في المسند عند عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن نوحاً قال لابنه عند موته آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة، خصمتهن لا إله إلا الله). وفي رواية: (قصمتهن) فهي تنفذ إلى كل شيء، قويةٌ غاية القوة، وبلا إله إلا الله ترجح كفة الحسنات، وترجح صحائف الذنوب كما في حديث السجلات والبطاقة وهو حديث صحيح، وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما قال: عبدٌ لا إله إلا الله مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر) رواه الترمذي وحسنه وهو حديث حسن. وقال أبو أمامة : ما من عبدٍ يهلل تهليلة، فينهنهها شيءٌ دون العرش.التهليل لا يحبسه شيء عن الله، يصعد إلى الله مباشرة، وهي التي ينظر الله إلى قائلها: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها روحه، مصدقاً بها لسانه؛ إلا فتق له السماء فتقاً -الله سبحانه وتعالى- حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله) رواه النسائي رحمه الله.وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها كما جاء في الحديث الصحيح: (إذا قال العبد لا إله إلا الله، والله أكبر، صدقه ربه). وهي الكلمة التي من يقولها في مرضه، فيموت لا تطعمه النار، وهي أفضل كلمة قالها النبيون كما ورد في دعاء يوم عرفة، وهي أفضل الذكر على الإطلاق كما في حديث جابر المرفوع: (أفضل الذكر لا إله إلا الله) وهو حديث حسن. وهي أفضل الأعمال، وأكثرها تضعيفاً، وتعدل عتق الرقاب، وهي حرزٌ من الشيطان كما جاء في حديث الصحيحين : (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يومه مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك) (ومن قالها عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) أي: من أنفس الرقاب.وفي حديث السوق: (من قالها -وأضاف فيها-: يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع الله له ألف ألف درجة) حسنه بعض أهل العلم، وهي أمانة من وحشة القبر وهول المحشر، وشعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم، وهي التي تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية كما جاء في حديث عبادة في الصحيحين : (من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء). وهذا الحديث الصحيح يبين عظمها وفضلها، وأن أهل النار أيضاً الموحدين لو دخلوا النار بتقصيرهم، فلا بد أن يخرجوا منها لأجل هذه الكلمة، كما جاء في حديث الصحيحين، يقول الله عز وجل: (وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله). ولذلك إذا اجتمع الموحدون العصاة في جهنم مع المشركين، وقال المشركون: أنتم كنتم تقولون: لا إله إلا الله في الدنيا، ماذا أغنت عنكم؟ فيغضب الله لهم، فيخرجهم من النار ويدخلهم الجنة. فإذاً ينجيهم الله بكلمة التوحيد ولو عذبهم فيها ما داموا من الموحدين ليسوا من المشركين.
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ [المائدة:53] -أي: في الدنيا- لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ [النحل:38] ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دارٍ واحدةٍ.
قال رحمه الله في آخر رسالته: " إخواني! اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ... فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه " ما نطق الناطقون إذا نطقوا أحسن من لا إله إلا هو

وفقك الله وسددك :
هناك فرق بين تلخيص الدرس واستخراج المقاصد،
المقصد العام للرسالة هو تحقيق كلمة الإخلاص وبيان فضلها.
فالخطوت هي:
- نبدأ أولا باستخراج المسائل .
- ثم استخلاص المقاصد الفرعية.
- ثم تلخيص الرسالة -دون إسهاب- في الكلام اعتمادا على هذه المقاصد , مع تصنيف المسائل المستخرجة تحت المقاصد .
- ثم استخراج المقصد الرئيسي.
لعلك تراجع الدرس هنا
الدرجة : هـ

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو القعدة 1440هـ/28-07-2019م, 12:19 AM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
المقصد الرئيسي للرسالة : بيان فضل كلمة الإخلاص وأنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار .
المقاصد الفرعية :
يتضح من هذه الرسالة أن المقاصد الفرعية تتمحور حول مقصديين فرعيين هما :
الأول: ذكر الأدلة من الكتاب والسنة و آثار السلف في تحقيق كلمة الإخلاص .
الثاني : ذكر فضائل كلمة الإخلاص .

تلخيص الرسالة :
أولا : ذكر الأدلة من الكتاب والسنة و آثار السلف في تحقيق كلمة الإخلاص .
ذكر الأحاديث الدالة على فضل كلمة الإخلاص :
- خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
- وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
- وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
أنواع أحاديث هذا الباب :
هي نوعان :الأول : الأحاديث التي فيها أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة .
مثاله : ما أخرجه البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).
الثاني : أنه من أتي بها فإنه يحرم على النار , وحمله بعضهم على الخلودفيها.
مثاله : في الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله).
أقوال أهل العلم في شروط "لا إله إلا الله" :
أولا : قالت طائفة من العلماء أن كلمة الإخلاص لها شروط ستجمع ولها موانع تجتنب من حققها دخل الجنة و أخرج من النار .
- عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
- قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
- قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
- وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
ثانيا : ذهب بعض أهل العلم أن هذه الأحاديث كانت قبل نزول الفرائض و الحدود , وهم منقسمون ؛ فمنهم من يقول إنها منسوخة منهم الثوري , ومنهم من يقول إنها محكمة ضم إليها شرائط.
ثالثا :و ذهب آخرون إلى أنها مطلقة قيدت ببعض الأحاديث الأخرى ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
مقتضيات معنى "لا إله إلا الله" :
1 - أن قول : "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يعبد إلا الله :
- فيطاع ولا يعصى إجلال له وتعظيما , ولا يصرف لغيره شيء من خصائص الألوهية فمن فعل فقد قدح ذلك في إخلاصه ونقص من توحيده .
- وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
- كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
- أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
- كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه: لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد، فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره.
2 - أن قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب أحد سواه :
- فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.
- قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
- وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
- وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
- متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى، إنما المحب من يفنى عن كله ويبقى بحبيبه، ((فبي يسمع، وبي يبصر)).
3 - أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله :
- أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه .
- فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
معنى القلب السليم :
قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم},هو الطاهر من أدناس المخالفات .
أول من تسعر بهم النار يوم القيامة :
1- العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك.
- ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
- المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.
2 - أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم .
الحث على مراقبة الله تعالى :
- رأى بعض العارفين رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما.
- سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
- قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
- كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.

ثانيا : ذكر فضائل كلمة الإخلاص .
فضائل كلمة الإخلاص :
- هي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه- من الصحابة.
- وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق.كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
- لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
- لأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
- لأجلها أمرت الرسل بالجهاد.
- وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
- هي ثمن الجنة،ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة,وهي نجاة من النار.
- وهي توجب المغفرة, وهي أحسن الحسنات, وهي تمحو الذنوب والخطايا.
- وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
- وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن, وكذلك ترجح بصحائف الذنوب.
- وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
- وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
- وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
- وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة, وهي أفضل الذكر.
- وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
- ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
- وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
- ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
- ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وصية ابن رجب للاجتهاد في تحقيق التوحيد :
إخواني!
اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه ما نطق الناطقون إذ نطقوا أحسن من "لا إله إلا الله".

ما نطق الناطقون إذ نطقوا ** أحسن من لا إله إلا هو
تبارك الله ذو الجلال ومن ** أشهد أن لا إله إلا هو
من لذنوبي ومن يمحصها ** غيرك يا من لا إله إلا هو
جنان خلد لمن يوحده ** أشهد أن لا إله إلا هو
نيرانه لا تحرق من ** يشهد أن لا إله إلا هو
أقولها مخلصا بلا بخل ** أشهد أن لا إله إلا هو

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1440هـ/28-07-2019م, 01:11 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
المقصد الرئيسي للرسالة : بيان فضل كلمة الإخلاص وأنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار .
المقاصد الفرعية :
يتضح من هذه الرسالة أن المقاصد الفرعية تتمحور حول مقصديين فرعيين هما :
الأول: ذكر الأدلة من الكتاب والسنة و آثار السلف في تحقيق كلمة الإخلاص .
الثاني : ذكر فضائل كلمة الإخلاص .

تلخيص الرسالة :
أولا : ذكر الأدلة من الكتاب والسنة و آثار السلف في تحقيق كلمة الإخلاص .
ذكر الأحاديث الدالة على فضل كلمة الإخلاص :
- خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
- وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
- وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
أنواع أحاديث هذا الباب :
هي نوعان :الأول : الأحاديث التي فيها أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة .
مثاله : ما أخرجه البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).
الثاني : أنه من أتي بها فإنه يحرم على النار , وحمله بعضهم على الخلودفيها.
مثاله : في الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله).
أقوال أهل العلم في شروط "لا إله إلا الله" :
أولا : قالت طائفة من العلماء أن كلمة الإخلاص لها شروط ستجمع ولها موانع تجتنب من حققها دخل الجنة و أخرج من النار .
- عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
- قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
- قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
- وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
ثانيا : ذهب بعض أهل العلم أن هذه الأحاديث كانت قبل نزول الفرائض و الحدود , وهم منقسمون ؛ فمنهم من يقول إنها منسوخة منهم الثوري , ومنهم من يقول إنها محكمة ضم إليها شرائط.
ثالثا :و ذهب آخرون إلى أنها مطلقة قيدت ببعض الأحاديث الأخرى ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
مقتضيات معنى "لا إله إلا الله" :
1 - أن قول : "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يعبد إلا الله :
- فيطاع ولا يعصى إجلال له وتعظيما , ولا يصرف لغيره شيء من خصائص الألوهية فمن فعل فقد قدح ذلك في إخلاصه ونقص من توحيده .
- وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
- كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
- أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
- كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه: لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد، فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره.
2 - أن قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب أحد سواه :
- فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.
- قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
- وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
- وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
- متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى، إنما المحب من يفنى عن كله ويبقى بحبيبه، ((فبي يسمع، وبي يبصر)).
3 - أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله :
- أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه .
- فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
معنى القلب السليم :
قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم},هو الطاهر من أدناس المخالفات .
أول من تسعر بهم النار يوم القيامة :
1- العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك.
- ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
- المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.
2 - أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم .
الحث على مراقبة الله تعالى :
- رأى بعض العارفين رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما.
- سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
- قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
- كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.

ثانيا : ذكر فضائل كلمة الإخلاص .
فضائل كلمة الإخلاص :
- هي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه- من الصحابة.
- وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق.كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
- لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
- لأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
- لأجلها أمرت الرسل بالجهاد.
- وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
- هي ثمن الجنة،ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة,وهي نجاة من النار.
- وهي توجب المغفرة, وهي أحسن الحسنات, وهي تمحو الذنوب والخطايا.
- وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
- وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن, وكذلك ترجح بصحائف الذنوب.
- وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
- وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
- وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
- وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة, وهي أفضل الذكر.
- وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
- ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
- وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
- ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
- ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وصية ابن رجب للاجتهاد في تحقيق التوحيد :
إخواني!
اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه ما نطق الناطقون إذ نطقوا أحسن من "لا إله إلا الله".

ما نطق الناطقون إذ نطقوا ** أحسن من لا إله إلا هو
تبارك الله ذو الجلال ومن ** أشهد أن لا إله إلا هو
من لذنوبي ومن يمحصها ** غيرك يا من لا إله إلا هو
جنان خلد لمن يوحده ** أشهد أن لا إله إلا هو
نيرانه لا تحرق من ** يشهد أن لا إله إلا هو
أقولها مخلصا بلا بخل ** أشهد أن لا إله إلا هو

والله أعلم
أحسنت أحسن الله إليك
أحسنت في استخراج المقصد الرئيسي .
لكن أغفلت التنصيص على المقاصد الفرعية , مثل :
- أحاديث دخول الموحد الجنة.
- ما يقدح في تحقيق كلمة الإخلاص.
- ما يعين على تحقيقها.
- فضلها.
ولو تراجع الملاحظات في التطبيق الأول.

الدرجة ب
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1440هـ/28-07-2019م, 02:41 PM
عبدالحميد أحمد عبدالحميد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 729
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة قاعدة في المحبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

أولا مسائل الرسالة :
بيان أنواع الحب والبغض والمحمود من ذلك والمذموم:
ـ الحب والإرادة أصل كل فعل ومبدؤه، كما أن البغض والكراهةأصل كل ترك .
ـ المحبة والإرادة تكون إما بواسطة وإما بغير واسطة مثل فعله للأشياء التي يكرهها كشرب الدواء ونحو ذلك.
ـ المحبة والإرادة أصل للبغض والكراهة وعلة لها ولازم مستلزم لها من غير علة.
ـ الحب للشيء فإنه قد يكون لنفسه لا لأجل منافاته للبغض .
ـ رأس الإيمان الحب في الله والبغض في الله .
ـ الحركات إما إرادية وإما طبعية وإما قسرية، فإن كان للفاعل شعور بها فهي الإرادية، وإن لم يكن له شعور فهي الطبعية .
ـ ما في السموات والأرض وما بينهما من حركة فإنما هو بملائكة الله تعالى الموكلة بالسموات والأرض , والملك رسول منفذ لأمر غيره وهو الله تعالى .
ـ جميع المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله.ـأصل المحبة المحمودة التي أمر الله بها وخلق خلقه لأجلها هي ما في عبادته وحده لا شريك له لأنها متضمنة لغاية الحب بغاية الذل.
ـ قد تذكر المحبة المطلقة لكن تقع فيها الشركة , قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ .
ـ عبادة الله وحده لا شريك له هي أصل السعادة ورأسها وعبادة إله آخر هو أصل الشقاء ورأسه .
ـ جماع القرآن هو الأمر بالمحبة المحمودة ولوازمها والنهي عن المحبة المذمومة ولوازمها وضرب الأمثال والمقاييس للنوعين وذكر قصص أهل النوعين.
ـ أصل دعوة جميع المرسلين عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وعبادة الله أصلها المحبة .
ـ ليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده .
ـ صلاح الأعمال والحركات بصلاح إرادتها ونياتهاولهذا كان من أجمع الكلام وأبلغه قوله: "إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" وهذا يعم كل عمل وكل نية.
ـ المحبة لها آثار وتوابع سواء كانت صالحة محمودة نافعة أو كانت غير ذلك .
ـ المحبة المحمودة هي المحبة النافعة وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره.
ـ أعلم الناس من كان رأيه واستصلاحه واستحسانه وقياسه موافقا للنصوص .ولهذا كان كل من خرج عن الشريعة والسنة من أهل الأهواء كما سماهم السلف.
ـ صاحب التقوى ضد صاحب الأهواء.
ـ إذا كانت المحبة والإرادة أصل كل عمل وحركة، علم أن المحبة والإرادة أصل كل دين سواء كان دينا صالحا أو دينا فاسدا، فإن الدين هو من الأعمال الباطنة والظاهرة والمحبة والإرادة أصل ذلك كله.
ـ سمي يوم القيامة يوم الدين لأنه يوم يدين الله العباد بأعمالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا.
ـ الدين الحق هو طاعة الله وعبادته كما بينا أن الدين هو الطاعة المعتادة التي صارت خلقا وبذلك يكون المطاع محبوبا مرادا إذ أصل ذلك المحبة والإرادة.
ـ لا يستحق أحد أن يعبد ويطاع على الإطلاق إلا الله وحده لا شريك له .
ـ والعبادة لله وحده ليس فيها واسطة، فلا يعبد العبد إلا الله وحده.
ـ العمل الصالح هو ما كان فيه صاحبه مخلص وكان صوابا .
ـ الأصول الثلاثة هي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح وهي الموجبة للسعادة في كل ملة , والشرع ما جاءت به الرسل وهو الأصل الرابع وهذه الأصول متلازمة
في قلوب بني آدم محبة وإرادة لما يتألهونه ويعبدونه ، كما أن فيهم محبة ، وإرادة لما يطعمونه وينكحونه , وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاء؛ فإن الغذاء إذا فقد يفسد الجسم وبفقد التأله تفسد النفس .
أصل الأعمال والأقوال الدينية :
أصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله فالتصديق بالمحبة هو أصل الإيمان وهو قول وعمل.
محبة الله لعبده بين تحريف أهل الباطل وإثبات أهل السنة لها :
ـ تأول الجهمية ومن اتبعهم من أهل الكلام محبة الله لعبده على أنها الإحسان إليه فتكون من الأفعال.
ـ وطائفة أخرى من الصفاتية قالوا هي إرادة الإحسان
ـ وسلف الأمة وأئمة السنة على إقرار المحبة على ما هي عليه.
محبة العبد لربه بين تحريف أهل الباطل وإثبات أهل السنة لها :
ـ محبة العبد لربه يفسرها كثير من أهل الباطل بأنها إرادة العبادة له وإرادة التقرب إليه لا يثبتون أن العبد يحب الله.
ـ وسلف الأمة وأئمة السنة متفقون على خلاف قول هؤلاء المعطلة ، بل هم متفقون على أنه لا يكون شيء من أنواع المحبة أعظم من محبة العبد ربه.
ـ لفظ العشق لا ينبغي في حق الله تعالى .
ـ العبد يحب ربه منتهي المحبة وأقصاها والله يحب عبده أقصي محبة تكون لعباده ومنتهاها وهما خليلا الله.
فباب محبة الله ضل فيه فريقان من الناس فريق من أهل النظر والكلاموفريق من أهل التعبد والتصوف والزهد أدخلوا فيها من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ما ضاهوا بها المشركين.
ـ من المعلوم أن كل محبة وبغضة فإنه يتبعها لذة وألم ففي نيل المحبوب لذة وفراقه يكون فيه ألم وفي نيل المكروه ألم وفي العافية منه تكون فيه لذة فاللذة تكون بعد إدراك المشتهى والمحبة تدعو إلى إدراكه .
ـ المحبة العلة الفاعلة لإدراك الملائم المحبوب المشتهي واللذة والسرور هي الغاية.
ـ اللذات الموجودة في الدنيا ثلاثة أجناس فجنس بالجسد تارة كالأكل والنكاح ونحوهما مما يكون بإحساس الجسد فإن أنواع المأكول والملبوس يباشرها الجسد.
ـ الله سبحانه بعث الرسل لتكميل الفطرة وتقريرها لا بتحويلها وتغييرها وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .
ـ العبادة أصلها أكمل أنواع المحبة مع أكمل أنواع الخضوع وهذا هو الإسلام .
ـ أن من الناس من يشرك بالله فيتخذ أندادا يحبونهم كما يحبون الله وأخبر أن الذين آمنوا أشد حبا لله من هؤلاء والمؤمنون أشد حبا لله من هؤلاء لأندادهم .
ـ محبة الله مستلزمة لمحبة ما يحبه من الواجبات .
ـ محبة المؤمنين لربهم أشد من محبة هؤلاء المشركين لربهم ولأندادهم ,وإن اتخاذ الأنداد هو من أعظم الذنوب .
والمحبة وإن كانت جنسا تحته أنواع فالمحبوبات المعظمة لغير الله قد أثبت الشارع فيها اسم التعبد كقوله في الحديث الصحيح: "تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن أعطي رضي وإن منع سخط".
ـ سمي هؤلاء الأربعة الذين إن أعطوا رضوا وإن منعوا سخطوا لأنها محبتهم ومرادهم عبادا لها حيث قال عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة.

ـ المؤمن لا تجده موادا لمن حاد الله ورسوله فالمحب له لو كان موادا لمحاده لكان محبا لاجتماع مراد المتحادين المتعاديين وذلك ممتنع
ـ محبة الله ورسوله على درجتين واجبة وهي درجة المقتصدين ومستحبة وهي درجة السابقين.
ـ فالأولى تقتضي أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما بحيث لا يحب شيئا يبغضه.
ـ أما محبة السابقين بأن يحب ما أحبه الله من النوافل والفضائل محبة تامة وهذه حال المقربين الذين قربهم الله إليه
ـ الجهاد في سبيل الله تعالى من الجهد وهي المغالبة في سبيل الله بكمال القدرة والطاقة فيتضمن شيئين أحدهما استفراغ الوسع والطاقة والثاني أن يكون ذلك في تحصيل محبوبات الله ودفع مكروهاته والقدرة والإرادة بهما يتم الأمر
انقسم الناس أربعة أقسام في الجهاد في سبيل الله :
القسم الأول : فقوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها
القسم الثاني : وقوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله ولهم أيضا قدرة كاملة
والقسم الثالث : قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة
والقسم الرابع :من قدرته قاصرة وإرادته للحق قاصرة وفيه من إرادة الباطل ما الله به عليم فهؤلاء ضعفاء المجرمين .

ـ والمحبوبات على قسمين قسم يحب لنفسه وقسم يحب لغيره
ـ وكل ما أمر الله أن يحب ويعظم فإنما محبته لله وتعظيمه عبادة لله
ـ فمن أحب شيئا لذاته أو عظمه لذاته غير الله فذاك شرك به
ـ الحق نوعان حق موجود وحق مقصود وكل منهما ملازم للآخر
فالحق الموجود هو الثابت في نفسه فيكون العلم به حقا والخبر عنه حقا والحق المقصود هو النافع الذي إذا قصده الحي انتفع به وحصل له النعيم .
أقوال الناس في فيما ينال الكافر في الدنيا من التنعم :
ـ تنازع الناس فيما ينال الكافر في الدنيا من التنعم هل هو نعمة في حقه أم لا على قولين
ـ القدرية الذين يقولون لم يرد الله لكل أحد إلا خيرا له بخلقه وأمره وإنما العبد هو الذي أراد لنفسه الشر بمعصيته وبترك طاعته التي يستعملها بدون مشيئة الله وقدرته أراد لنفسه الشر
ـ وخالفهم آخرون من أهل الإثبات للقدر أيضا فقالوا بل لله على الكافر نعم دنيوية
ـ وحقيقة الأمر أن هذه الأمور فيها من التنعم باللذة والسرور في الدنيا ما لا نزاع فيه وهذا أمر محسوس
ـ أصل الموالاة هي المحبة كما أن أصل المعاداة البغض
تنازع الناس في العلم :
الناس وإن تنازعوا في العلم منه ما هو تابع للمعلوم غير مؤثر فيه بحال وهو العلم النظري القولي الخبري المحض
ومنه ما هو فعلي له تأثير في المعلوم كعلمنا بأفعالنا الاختيارية وما يترتب عليها من حصول منفعة ودفع مضرة
فإن الإرادة والمحبة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : إلى فعلية مؤثرة في المراد المحبوب وهي إرادة الفعل وحبه
القسم الثاني : وتنقسم إلى انفعاليه تابعه للمراد المحبوب ليست مؤثرة في وجوده أصلا وهذا القسم هو الأصل في القسم الأول
تقسيم آخر للإرادة والمحبة :
القسم الأول : تنقسم إلى متبوعة للمراد تكون له كالسبب الفاعل القسم الثاني : وإلي تابعة للمراد يكون هو لها كالسبب الفاعل وتكون عنه كالمسبب المفعول وهذا هو الأصل .
ـ وإذا علم أن جميع حركات العالم صادرة عن محبة وإرادة ولا بد للمحبة والإرادة من سبب فاعل يكون هو المحبوب المراد .
ثانيا : المقاصد الفرعية :
1ـ بيان أن الحب والإرادة أصل كل فعل
2ـ بيان أن رأس الإيمان الحب في الله والبغض لله
3 ـ بيان جميع المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله .
4 ـ بيان ليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده .
5ـ بيان أن المحبة قسمان محمودة ومذمومة
6 ـ بيان حال صاحب التقوى وصاحب الهوى
7 ـ بيان شروط العمل الصالح
8ـ بيان محبة الله تعالى لعبده بين أهل السنة وتحريف أهل الباطل
9ـ بيان محبة العبد لربه بين تحريف أهل الباطل وإثبات أهل السنة لها .
10 ـ بيان أقسام الناس في الجهاد في سبيل الله .
11ـ بيان تنازع الناس في العلم .
12ـ بيان أن الإرادة والمحبة تنقسم إلى قسمين :
ـ فعلية مؤثرة .
ـ انفعالية تابعة
13ـ تقسيم آخر للإرادة والمحبة :
ـ تابعة للمراد
ـ متبوعة للمراد
ثالثا : المقصد الكلي العام :
ـ التعريف بالمحبة الشرعية , وأقسامها ،ووجوبها ، والأصل الذي تقوم عليه ,والتفريق بينها وبين البدعية ، وبيان أقسام الإرادة والمحبة .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 ذو القعدة 1440هـ/31-07-2019م, 12:46 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد أحمد مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد رسالة قاعدة في المحبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

أولا مسائل الرسالة :
بيان أنواع الحب والبغض والمحمود من ذلك والمذموم:
ـ الحب والإرادة أصل كل فعل ومبدؤه، كما أن البغض والكراهةأصل كل ترك .
ـ المحبة والإرادة تكون إما بواسطة وإما بغير واسطة مثل فعله للأشياء التي يكرهها كشرب الدواء ونحو ذلك.
ـ المحبة والإرادة أصل للبغض والكراهة وعلة لها ولازم مستلزم لها من غير علة.
ـ الحب للشيء فإنه قد يكون لنفسه لا لأجل منافاته للبغض .
ـ رأس الإيمان الحب في الله والبغض في الله .
ـ الحركات إما إرادية وإما طبعية وإما قسرية، فإن كان للفاعل شعور بها فهي الإرادية، وإن لم يكن له شعور فهي الطبعية .
ـ ما في السموات والأرض وما بينهما من حركة فإنما هو بملائكة الله تعالى الموكلة بالسموات والأرض , والملك رسول منفذ لأمر غيره وهو الله تعالى .
ـ جميع المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله.ـأصل المحبة المحمودة التي أمر الله بها وخلق خلقه لأجلها هي ما في عبادته وحده لا شريك له لأنها متضمنة لغاية الحب بغاية الذل.
ـ قد تذكر المحبة المطلقة لكن تقع فيها الشركة , قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ .
ـ عبادة الله وحده لا شريك له هي أصل السعادة ورأسها وعبادة إله آخر هو أصل الشقاء ورأسه .
ـ جماع القرآن هو الأمر بالمحبة المحمودة ولوازمها والنهي عن المحبة المذمومة ولوازمها وضرب الأمثال والمقاييس للنوعين وذكر قصص أهل النوعين.
ـ أصل دعوة جميع المرسلين عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وعبادة الله أصلها المحبة .
ـ ليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده .
ـ صلاح الأعمال والحركات بصلاح إرادتها ونياتهاولهذا كان من أجمع الكلام وأبلغه قوله: "إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" وهذا يعم كل عمل وكل نية.
ـ المحبة لها آثار وتوابع سواء كانت صالحة محمودة نافعة أو كانت غير ذلك .
ـ المحبة المحمودة هي المحبة النافعة وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره.
ـ أعلم الناس من كان رأيه واستصلاحه واستحسانه وقياسه موافقا للنصوص .ولهذا كان كل من خرج عن الشريعة والسنة من أهل الأهواء كما سماهم السلف.
ـ صاحب التقوى ضد صاحب الأهواء.
ـ إذا كانت المحبة والإرادة أصل كل عمل وحركة، علم أن المحبة والإرادة أصل كل دين سواء كان دينا صالحا أو دينا فاسدا، فإن الدين هو من الأعمال الباطنة والظاهرة والمحبة والإرادة أصل ذلك كله.
ـ سمي يوم القيامة يوم الدين لأنه يوم يدين الله العباد بأعمالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا.
ـ الدين الحق هو طاعة الله وعبادته كما بينا أن الدين هو الطاعة المعتادة التي صارت خلقا وبذلك يكون المطاع محبوبا مرادا إذ أصل ذلك المحبة والإرادة.
ـ لا يستحق أحد أن يعبد ويطاع على الإطلاق إلا الله وحده لا شريك له .
ـ والعبادة لله وحده ليس فيها واسطة، فلا يعبد العبد إلا الله وحده.
ـ العمل الصالح هو ما كان فيه صاحبه مخلص وكان صوابا .
ـ الأصول الثلاثة هي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح وهي الموجبة للسعادة في كل ملة , والشرع ما جاءت به الرسل وهو الأصل الرابع وهذه الأصول متلازمة
في قلوب بني آدم محبة وإرادة لما يتألهونه ويعبدونه ، كما أن فيهم محبة ، وإرادة لما يطعمونه وينكحونه , وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاء؛ فإن الغذاء إذا فقد يفسد الجسم وبفقد التأله تفسد النفس .
أصل الأعمال والأقوال الدينية :
أصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله فالتصديق بالمحبة هو أصل الإيمان وهو قول وعمل.
محبة الله لعبده بين تحريف أهل الباطل وإثبات أهل السنة لها :
ـ تأول الجهمية ومن اتبعهم من أهل الكلام محبة الله لعبده على أنها الإحسان إليه فتكون من الأفعال.
ـ وطائفة أخرى من الصفاتية قالوا هي إرادة الإحسان
ـ وسلف الأمة وأئمة السنة على إقرار المحبة على ما هي عليه.
محبة العبد لربه بين تحريف أهل الباطل وإثبات أهل السنة لها :
ـ محبة العبد لربه يفسرها كثير من أهل الباطل بأنها إرادة العبادة له وإرادة التقرب إليه لا يثبتون أن العبد يحب الله.
ـ وسلف الأمة وأئمة السنة متفقون على خلاف قول هؤلاء المعطلة ، بل هم متفقون على أنه لا يكون شيء من أنواع المحبة أعظم من محبة العبد ربه.
ـ لفظ العشق لا ينبغي في حق الله تعالى .
ـ العبد يحب ربه منتهي المحبة وأقصاها والله يحب عبده أقصي محبة تكون لعباده ومنتهاها وهما خليلا الله.
فباب محبة الله ضل فيه فريقان من الناس فريق من أهل النظر والكلاموفريق من أهل التعبد والتصوف والزهد أدخلوا فيها من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ما ضاهوا بها المشركين.
ـ من المعلوم أن كل محبة وبغضة فإنه يتبعها لذة وألم ففي نيل المحبوب لذة وفراقه يكون فيه ألم وفي نيل المكروه ألم وفي العافية منه تكون فيه لذة فاللذة تكون بعد إدراك المشتهى والمحبة تدعو إلى إدراكه .
ـ المحبة العلة الفاعلة لإدراك الملائم المحبوب المشتهي واللذة والسرور هي الغاية.
ـ اللذات الموجودة في الدنيا ثلاثة أجناس فجنس بالجسد تارة كالأكل والنكاح ونحوهما مما يكون بإحساس الجسد فإن أنواع المأكول والملبوس يباشرها الجسد.
ـ الله سبحانه بعث الرسل لتكميل الفطرة وتقريرها لا بتحويلها وتغييرها وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .
ـ العبادة أصلها أكمل أنواع المحبة مع أكمل أنواع الخضوع وهذا هو الإسلام .
ـ أن من الناس من يشرك بالله فيتخذ أندادا يحبونهم كما يحبون الله وأخبر أن الذين آمنوا أشد حبا لله من هؤلاء والمؤمنون أشد حبا لله من هؤلاء لأندادهم .
ـ محبة الله مستلزمة لمحبة ما يحبه من الواجبات .
ـ محبة المؤمنين لربهم أشد من محبة هؤلاء المشركين لربهم ولأندادهم ,وإن اتخاذ الأنداد هو من أعظم الذنوب .
والمحبة وإن كانت جنسا تحته أنواع فالمحبوبات المعظمة لغير الله قد أثبت الشارع فيها اسم التعبد كقوله في الحديث الصحيح: "تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن أعطي رضي وإن منع سخط".
ـ سمي هؤلاء الأربعة الذين إن أعطوا رضوا وإن منعوا سخطوا لأنها محبتهم ومرادهم عبادا لها حيث قال عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة.

ـ المؤمن لا تجده موادا لمن حاد الله ورسوله فالمحب له لو كان موادا لمحاده لكان محبا لاجتماع مراد المتحادين المتعاديين وذلك ممتنع
ـ محبة الله ورسوله على درجتين واجبة وهي درجة المقتصدين ومستحبة وهي درجة السابقين.
ـ فالأولى تقتضي أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما بحيث لا يحب شيئا يبغضه.
ـ أما محبة السابقين بأن يحب ما أحبه الله من النوافل والفضائل محبة تامة وهذه حال المقربين الذين قربهم الله إليه
ـ الجهاد في سبيل الله تعالى من الجهد وهي المغالبة في سبيل الله بكمال القدرة والطاقة فيتضمن شيئين أحدهما استفراغ الوسع والطاقة والثاني أن يكون ذلك في تحصيل محبوبات الله ودفع مكروهاته والقدرة والإرادة بهما يتم الأمر
انقسم الناس أربعة أقسام في الجهاد في سبيل الله :
القسم الأول : فقوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها
القسم الثاني : وقوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله ولهم أيضا قدرة كاملة
والقسم الثالث : قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة
والقسم الرابع :من قدرته قاصرة وإرادته للحق قاصرة وفيه من إرادة الباطل ما الله به عليم فهؤلاء ضعفاء المجرمين .

ـ والمحبوبات على قسمين قسم يحب لنفسه وقسم يحب لغيره
ـ وكل ما أمر الله أن يحب ويعظم فإنما محبته لله وتعظيمه عبادة لله
ـ فمن أحب شيئا لذاته أو عظمه لذاته غير الله فذاك شرك به
ـ الحق نوعان حق موجود وحق مقصود وكل منهما ملازم للآخر
فالحق الموجود هو الثابت في نفسه فيكون العلم به حقا والخبر عنه حقا والحق المقصود هو النافع الذي إذا قصده الحي انتفع به وحصل له النعيم .
أقوال الناس في فيما ينال الكافر في الدنيا من التنعم :
ـ تنازع الناس فيما ينال الكافر في الدنيا من التنعم هل هو نعمة في حقه أم لا على قولين
ـ القدرية الذين يقولون لم يرد الله لكل أحد إلا خيرا له بخلقه وأمره وإنما العبد هو الذي أراد لنفسه الشر بمعصيته وبترك طاعته التي يستعملها بدون مشيئة الله وقدرته أراد لنفسه الشر
ـ وخالفهم آخرون من أهل الإثبات للقدر أيضا فقالوا بل لله على الكافر نعم دنيوية
ـ وحقيقة الأمر أن هذه الأمور فيها من التنعم باللذة والسرور في الدنيا ما لا نزاع فيه وهذا أمر محسوس
ـ أصل الموالاة هي المحبة كما أن أصل المعاداة البغض
تنازع الناس في العلم :
الناس وإن تنازعوا في العلم منه ما هو تابع للمعلوم غير مؤثر فيه بحال وهو العلم النظري القولي الخبري المحض
ومنه ما هو فعلي له تأثير في المعلوم كعلمنا بأفعالنا الاختيارية وما يترتب عليها من حصول منفعة ودفع مضرة
فإن الإرادة والمحبة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : إلى فعلية مؤثرة في المراد المحبوب وهي إرادة الفعل وحبه
القسم الثاني : وتنقسم إلى انفعاليه تابعه للمراد المحبوب ليست مؤثرة في وجوده أصلا وهذا القسم هو الأصل في القسم الأول
تقسيم آخر للإرادة والمحبة :
القسم الأول : تنقسم إلى متبوعة للمراد تكون له كالسبب الفاعل القسم الثاني : وإلي تابعة للمراد يكون هو لها كالسبب الفاعل وتكون عنه كالمسبب المفعول وهذا هو الأصل .
ـ وإذا علم أن جميع حركات العالم صادرة عن محبة وإرادة ولا بد للمحبة والإرادة من سبب فاعل يكون هو المحبوب المراد .
ثانيا : المقاصد الفرعية :
1ـ بيان أن الحب والإرادة أصل كل فعل
2ـ بيان أن رأس الإيمان الحب في الله والبغض لله
3 ـ بيان جميع المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله .
4 ـ بيان ليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده .
5ـ بيان أن المحبة قسمان محمودة ومذمومة
6 ـ بيان حال صاحب التقوى وصاحب الهوى
7 ـ بيان شروط العمل الصالح
8ـ بيان محبة الله تعالى لعبده بين أهل السنة وتحريف أهل الباطل
9ـ بيان محبة العبد لربه بين تحريف أهل الباطل وإثبات أهل السنة لها .
10 ـ بيان أقسام الناس في الجهاد في سبيل الله .
11ـ بيان تنازع الناس في العلم .
12ـ بيان أن الإرادة والمحبة تنقسم إلى قسمين :
ـ فعلية مؤثرة .
ـ انفعالية تابعة
13ـ تقسيم آخر للإرادة والمحبة :
ـ تابعة للمراد
ـ متبوعة للمراد
ثالثا : المقصد الكلي العام :
ـ التعريف بالمحبة الشرعية , وأقسامها ،ووجوبها ، والأصل الذي تقوم عليه ,والتفريق بينها وبين البدعية ، وبيان أقسام الإرادة والمحبة .
وفقك الله وسددك :
أولا:
أحسنت في استخراج المقصد الرئيسي , مع إضافة أن محبة الله هي أصل الدين .
والمقاصد الفرعية يمكن إجمالها بعدة نقاط أهمها :
- بيان أقسام المحبة و لوازرمها ومقتضياتها.
- إثبات صفة المحبة لله وبيان المخالفين فيها.
- آثار محبة الله وأوصاف المحبين.
ثانيا :
الأصل تصنيف المسائل تحت المقاصد الفرعية , فتوضع المسائل المتشابهة تحت المقصد المناسب لها .
وما استخرجته من مسائل يوجد منه المكرر الذي أمكن أن يستغنى عنه بعنوان واحد.
ويرجع لملاحظات التطبيق الأول.
الدرجة : ب
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 ذو الحجة 1440هـ/3-08-2019م, 07:52 AM
د.محمد بشار د.محمد بشار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 265
افتراضي

تلخيص المقاصد لرسالة كلمة الإخلاص للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى

الأفكار الرئيسة في الرسالة:
- التعريف بمقتضيات شهادة ألا إله إلا الله:
قول لا إله إلا الله يقتضي ألا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم)
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)، قال الله عز وجل: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ( وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.
وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.

- ذكر فضائل شهادة أن لا إله إلا الله:
لأجل هذه الكلمة العظيمة أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وخلق الخلق ليعرفوا ربهم ويعبدوه ويوحدوه، وهي مفتاح الجنة، وهي البطاقة التي تثقل على كل صحائف العبد في الموازين، وهي كلمة التقوى والإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق.
وهي البراءة من الشرك، والجهاد لأهله ومن أجلها كانت الجنة للموحدين والنار للمشركين الكافرين.
وهي موجبة الجنة والغفران، والمحرمة للنار والمذهبة للأوزار ولا يعدلها شيء في الميزان أبدا.
وهي أفضل ما قاله النبيون عليهم الصلاة والسلام، وهي أفضل العلم والذكر، وخير الأعمال.

- ذكر نواقض شهادة ألا إله إلا الله:
أعظم ناقض لهذه الشهادة الكريمة العظيمة هو الشرك، فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت، وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون، وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)
قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه!
قال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه بإسناد ضعيف: (ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع).
وفي حديث أخر: (لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم.)
قال زيد بن أسلم رضي الله عنه: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: (أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب).
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن المغفل رضي الله عنه أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: (أنت عبد أراد الله بك خيرا).
-------------------------------------------------------------------
المقاصد الفرعية:
- توضيح أقسام المحبة ولوازمها ومقتضياتها.
- إثبات صفة المحبة لله جلّ جلاله ومناقشة المخالفين فيها.
- بيان فضل كلمة التوحيد.
- نواقض كلمة التوحيد.
- ذكر بعض مما يعين على تحقيق كلمة التوحيد.
----------------------------------------------------------------------------
المقصد الرئيسي للرسالة:
بيان فضل كلمة لا إله إلا الله وأنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وتحقيق فضلها.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 ذو الحجة 1440هـ/4-08-2019م, 08:33 PM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
المسائل الفرعية للرسالة:
•أحاديث دخول الموحد الجنة:
-أحاديث هذا الباب نوعان:
•مقتضيات كلمة التوحيد:
-الأعمال الصالحة تعين على تحقيق "لا إله إلا الله":
-وكذلك أعمال القلوب من مقتضيات كلمة الإخلاص:
•القوادح في كلمة الإخلاص:
•من فضائل " لا إله إلا الله":

المقصد العام للرسالة:فضل "لا إله إلا الله", وتحقيقها, وأنها توجب الجنة, وتنجي من النار.


رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي

•أحاديث دخول الموحد الجنة:
- في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
-وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
-وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
-وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
-وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة يطول ذكرها.

-أحاديث هذا الباب نوعان:
أحدهما: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).
الثاني: ما فيه أنه يحرم على النار؛ ففي الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله).

•مقتضيات كلمة التوحيد:
-الأعمال الصالحة تعين على تحقيق "لا إله إلا الله":
رتب النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص؛ من ذلك:
-في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
- وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله.

-وكذلك أعمال القلوب من مقتضيات كلمة الإخلاص:
-قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
-ومن ذلك محبة الله تعالى:
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه؛ قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
ولا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
-ومن ذلك مراقبة الله تعالى والحياء منه:
قال تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى}، وقال: {إن ربك لبالمرصاد}.
ووصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
وقال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.

•القوادح في كلمة الإخلاص:
-من أشرك مخلوقا في شيء من مقتضيات كلمة التوحيد, كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك، ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت.
- وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون، وطاعة الشيطان, وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه؛ كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.

•من فضائل " لا إله إلا الله":
كلمة التوحيد لها فضائل عظيمة؛ منها:
-أنها كلمة التقوى.
-وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق.
-ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
-ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
-ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
-وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
-وهي ثمن الجنة.
-ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
-وهي نجاة من النار.
-وهي توجب المغفرة.
-وهي أحسن الحسنات.
-وهي تمحو الذنوب والخطايا.
-وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
-وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
-وهي ترجح بصحائف الذنوب.
-وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
-وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
-وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
-وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
-وهي أفضل الذكر.
-وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
-ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
-وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
-ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
-ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
هذا, والحمد لله رب العالمين.


المقصد العام للرسالة: فضل "لا إله إلا الله", وتحقيقها, وأنها توجب الجنة, وتنجي من النار.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 ذو الحجة 1440هـ/9-08-2019م, 04:24 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد بشار مشاهدة المشاركة
تلخيص المقاصد لرسالة كلمة الإخلاص للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى

الأفكار الرئيسة في الرسالة:
- التعريف بمقتضيات شهادة ألا إله إلا الله:
قول لا إله إلا الله يقتضي ألا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم)
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)، قال الله عز وجل: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ( وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.
وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.

- ذكر فضائل شهادة أن لا إله إلا الله:
لأجل هذه الكلمة العظيمة أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وخلق الخلق ليعرفوا ربهم ويعبدوه ويوحدوه، وهي مفتاح الجنة، وهي البطاقة التي تثقل على كل صحائف العبد في الموازين، وهي كلمة التقوى والإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق.
وهي البراءة من الشرك، والجهاد لأهله ومن أجلها كانت الجنة للموحدين والنار للمشركين الكافرين.
وهي موجبة الجنة والغفران، والمحرمة للنار والمذهبة للأوزار ولا يعدلها شيء في الميزان أبدا.
وهي أفضل ما قاله النبيون عليهم الصلاة والسلام، وهي أفضل العلم والذكر، وخير الأعمال.

- ذكر نواقض شهادة ألا إله إلا الله:
أعظم ناقض لهذه الشهادة الكريمة العظيمة هو الشرك، فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت، وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون، وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)
قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه!
قال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه بإسناد ضعيف: (ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع).
وفي حديث أخر: (لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم.)
قال زيد بن أسلم رضي الله عنه: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: (أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب).
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن المغفل رضي الله عنه أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: (أنت عبد أراد الله بك خيرا).
-------------------------------------------------------------------
المقاصد الفرعية:
- توضيح أقسام المحبة ولوازمها ومقتضياتها.
- إثبات صفة المحبة لله جلّ جلاله ومناقشة المخالفين فيها.
أول مقصدين يخصان رسالة( قاعدة في المحبة) لشيخ الإسلام !!
- بيان فضل كلمة التوحيد.
- نواقض كلمة التوحيد.
- ذكر بعض مما يعين على تحقيق كلمة التوحيد.
----------------------------------------------------------------------------
المقصد الرئيسي للرسالة:
بيان فضل كلمة لا إله إلا الله وأنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وتحقيق فضلها.
وفقك الله :
نقوم أولا باستخراج المسائل , ثم نقوم تصنيفها بحسب المقاصد الفرعية.
وقد فاتك بعض المقاصد الفرعية.
الدرجة : ب
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 8 ذو الحجة 1440هـ/9-08-2019م, 04:34 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق مشاهدة المشاركة
رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
المسائل الفرعية للرسالة:
•أحاديث دخول الموحد الجنة:
-أحاديث هذا الباب نوعان:
•مقتضيات كلمة التوحيد:
-الأعمال الصالحة تعين على تحقيق "لا إله إلا الله":
-وكذلك أعمال القلوب من مقتضيات كلمة الإخلاص:
•القوادح في كلمة الإخلاص:
•من فضائل " لا إله إلا الله":

المقصد العام للرسالة:فضل "لا إله إلا الله", وتحقيقها, وأنها توجب الجنة, وتنجي من النار.


رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي

•أحاديث دخول الموحد الجنة:
- في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
-وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
-وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
-وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
-وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة يطول ذكرها.

-أحاديث هذا الباب نوعان:
أحدهما: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).
الثاني: ما فيه أنه يحرم على النار؛ ففي الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله).

•مقتضيات كلمة التوحيد:
-الأعمال الصالحة تعين على تحقيق "لا إله إلا الله":
رتب النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص؛ من ذلك:
-في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
- وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله.

-وكذلك أعمال القلوب من مقتضيات كلمة الإخلاص:
-قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
-ومن ذلك محبة الله تعالى:
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه؛ قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
ولا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
-ومن ذلك مراقبة الله تعالى والحياء منه:
قال تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى}، وقال: {إن ربك لبالمرصاد}.
ووصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
وقال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.

•القوادح في كلمة الإخلاص:
-من أشرك مخلوقا في شيء من مقتضيات كلمة التوحيد, كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك، ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت.
- وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون، وطاعة الشيطان, وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه؛ كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.

•من فضائل " لا إله إلا الله":
كلمة التوحيد لها فضائل عظيمة؛ منها:
-أنها كلمة التقوى.
-وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق.
-ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
-ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
-ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
-وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
-وهي ثمن الجنة.
-ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
-وهي نجاة من النار.
-وهي توجب المغفرة.
-وهي أحسن الحسنات.
-وهي تمحو الذنوب والخطايا.
-وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
-وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
-وهي ترجح بصحائف الذنوب.
-وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
-وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
-وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
-وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
-وهي أفضل الذكر.
-وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
-ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
-وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
-ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
-ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
هذا, والحمد لله رب العالمين.


المقصد العام للرسالة: فضل "لا إله إلا الله", وتحقيقها, وأنها توجب الجنة, وتنجي من النار.
أحسنت بارك الله فيك.
الأفضل الاختصار في تلخيص المسائل لا الإسهاب.
الدرجة : أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir