الإجابة
المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
توفي الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن كان متفرقاً في الصدور والألواح ونحوها من وسائل الكتابة، وجمعه أبو بكر رضي الله عنه عام 13 هـ وكان الباعث للجمع خشية ذهاب القرآن بذهاب حملته حين استحرى القتل بالقراء في موقعة اليمامة,و الذي أشار للجمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وعن هذا الجمع قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
كيفية الجمع: نقلا وجمعا وذلك نقلا لما كان مفرقا في الرقاع والأكتاف، وجمعا له في مصحف واحد مرتب الآيات والسور وقام بذلك زيد فجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة،
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
في الحديث الذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))، وقال صاحب له: يريد يجهر به. رواه البخاري. وقال بن كثير في تفسير الحديث أي أن الله تعالى ما استمع لشيء كاستماعه لنبيه صلى الله عليه السلام يقرأ القرآن يحسنه ويجهر به وأن في قراءته طيب الصوت لكمال خشيته صلى الله عليه وسلم
معنى يتغنى:
- يستغني به قاله حرملة ووكيع ومثله - اجعلوه غناءكم من الفقر، ولا تعدوا الإقلال منه فقرا -هذا قول أبو عبيد
- يتحزن ويترنم به ويحسن به الصوت ويتخشع به قول الكثير من السلف وقاله الشافعي
وفي حديث عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسل :"ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب
كلاهما له الأجر العظيم القراءة من المصحف والقراءة عن ظهر قلب واختلف العلماء في أفضلية إحداهما على الأخرى في الأجر.
صرح كثير من السلف ومن ثم العلماء على أفضلية القراءة من المصحف لأنها تشمل التلاوة والنظر وهو عبادة ولا يحصل فيها الهجر لكتاب الله تعالى وكرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أديموا النظر في المصحف.
وفي ترجمة البخاري لحديث سعد بن سهل حين سأل الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل ما معك من القرآن ثم قال له أتقرؤهن عن ظهر قلب وزوجه بما يحفظ وهذه الترجمة من البخاري، رحمه الله، مشعرة بأن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل، وقد يكون هذا الرجل لا يحسن القراءة والكتابة وقد يكون سأله الرسول هل يحفظ عن ظهر قلب ليعلم ما يحفظ لإمرأته .
وقال بعض العلماء أن المدار في هذه المسألة الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف وقال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.
جزاكم الله خير