دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:26 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

قال ابن الجوزي: (قوله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} فيه سبعة أقوال:
أحدها: خافوا ربهم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: أنابوا إلى ربهم، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة.
والرابع: اطمأنوا، قاله مجاهد.
والخامس: أخلصوا، قاله مقاتل.
والسادس: تخشَّعوا لربهم، قاله الفراء.
والسابع: تواضعوا لربهم، قاله ابن قتيبة).
........................................
الدراسة:
أولا: رواية أبي طلحة عن ابن عباس: "خافوا ربهم"
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): " حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: (وأخبتوا إلى ربهم)، يقول: خافوا". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): " حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "وأخبتوا يقول: خافوا". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019).
ثانيا: رواية العوفي عن ابن عباس: " أنابوا إلى ربهم" .
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال حدثني عمي قال، حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: الإخبات، الإنابة".
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):: حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "(وأخبتوا إلى ربهم) ، يقول: وأنابوا إلى ربهم" تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 289).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، عن سعيد، عن قتادة، قوله: "أخبتوا إلى ربهم يقول وأنابوا إلى ربهم". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2020).
ثالثا: قول قتادة: ثابوا إِلى ربهم.
قال جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ): "ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة" زاد المسير في علم التفسير (2/ 367).
رابعا: قول مجاهد: اطمأنوا.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى وحدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: اطمأنوا". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
وقالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): "حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وأخبتوا إلى ربهم قال: اطمأنوا". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019).
قال أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانِيِّ ( ت: 352): أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ، ثنا آدَمُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23] يَقُولُ: اطْمَأَنُّوا" تفسير مجاهد (ص: 386).
خامسا: قول مقاتل: "أخلصوا.
قال مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (ت: 150هـ): "{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} يعني وأخلصوا إلى ربهم" تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 278).
سادسا: قول الفراء "تخشَّعوا لربهم"
قال أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ) عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23] , قَالَ: «الْإِخْبَاتُ التَّخَشُّعُ , وَالتَّوَاضُعُ" تفسير عبد الرزاق (2/ 186)
قال: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ) "وقوله: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} معناهُ: تَخْشَعوا لربِّهم وإلى ربِّهم. معاني القرآن للفراء (2/ 9).
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وأخبتوا إليهم ربهم) ، "الإخبات"، التخشُّع والتواضع".
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة المعاني، وإن اختلفت ألفاظها، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة، والطمأنينة إليه من الخشوع له، غير أن نفس "الإخبات"، عند العرب: الخشوع والتواضع. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
سابعا: قول قتيبة: تواضعوا لربهم.
قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ): "{وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} أي: تواضعوا لربهم. وَالإخْبَاتُ: التواضع والوقار". غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر (ص: 202).
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وأخبتوا إليهم ربهم) ، "الإخبات"، التخشُّع والتواضع".
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة المعاني، وإن اختلفت ألفاظها، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة، والطمأنينة إليه من الخشوع له، غير أن نفس "الإخبات"، عند العرب: الخشوع والتواضع. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، "وأخبتوا قال: الإخبات: الخشوع والتواضع". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2020).
التخريج:
أما القول الأول: وهي رواية أبي طلحة عن ابن عباس: "خافوا ربهم" فقد رواه ابن جرير في تفسيره عن علي عن ابن عباس، ورواه ابن أبي حاتم عن أبي طلحة عن ابن عباس.
أما القول الثاني: وهي رواية العوفي عن ابن عباس: " أنابوا إلى ربهم" فقد رواه ابن جرير الطبري عن عبد الله بن عباس، وراه هو وابن ابي حاتم من طريق سعيد عن قتادة.
أما القول الثالث: قول قتادة: ثابوا إِلى ربهم. فلم أجد له ذكرا في الكتب المسندة ولا الناقلة.
أما القول الرابع: وهو قول مجاهد: اطمأنوا، فقد رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم وأبو القاسم عبد الرحمن الهمذاني عن أبي نجيح عن مجاهد، ورواه ابن جرير الطبري عن جريج عن مجاهد.
أما القول الخامس: وهو قول مقاتل: "أخلصوا. فلم أجد له ذكرا في الكتب المسندة ووجدت له ذكرا في الكتب الناقلة، فذكره ابن أبي زمنين في تفسيره حيث قال:{وأخبتوا إِلَى رَبهم} أَي: أنابوا مُخلصين" (2/ 285)، والماوردي في النكت والعيون حيث قال في تفسيرها: "أنابوا إلى ربهم قاله مقاتل (2/465).
أما القول السادس: وهو قول الفراء "تخشَّعوا لربهم" فقد رواه كلا من عبد الرزاق الصنعاني وابن جرير الطبري في تفسيريهما من طريق معمر عن قتادة.
أما القول السابع: وهو قول قتيبة: تواضعوا لربهم، فقد رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما من طريق معمر عن قتادة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 02:35 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء بنت علي شبير مشاهدة المشاركة
قال ابن الجوزي: (قوله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} فيه سبعة أقوال:
أحدها: خافوا ربهم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: أنابوا إلى ربهم، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة.
والرابع: اطمأنوا، قاله مجاهد.
والخامس: أخلصوا، قاله مقاتل.
والسادس: تخشَّعوا لربهم، قاله الفراء.
والسابع: تواضعوا لربهم، قاله ابن قتيبة).
........................................
الدراسة:
أولا: رواية أبي طلحة عن ابن عباس: "خافوا ربهم"
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): " حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: (وأخبتوا إلى ربهم)، يقول: خافوا". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): " حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "وأخبتوا يقول: خافوا". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019).
ثانيا: رواية العوفي عن ابن عباس: " أنابوا إلى ربهم" .
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال حدثني عمي قال، حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: الإخبات، الإنابة".
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):: حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "(وأخبتوا إلى ربهم) ، يقول: وأنابوا إلى ربهم" تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 289).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، عن سعيد، عن قتادة، قوله: "أخبتوا إلى ربهم يقول وأنابوا إلى ربهم". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2020).
ثالثا: قول قتادة: ثابوا إِلى ربهم.
قال جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ): "ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة" زاد المسير في علم التفسير (2/ 367).
رابعا: قول مجاهد: اطمأنوا.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى وحدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: اطمأنوا". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
وقالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): "حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وأخبتوا إلى ربهم قال: اطمأنوا". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019).
قال أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانِيِّ ( ت: 352): أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ، ثنا آدَمُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23] يَقُولُ: اطْمَأَنُّوا" تفسير مجاهد (ص: 386).
خامسا: قول مقاتل: "أخلصوا.
قال مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (ت: 150هـ): "{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} يعني وأخلصوا إلى ربهم" تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 278).
سادسا: قول الفراء "تخشَّعوا لربهم"
قال أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ) عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23] , قَالَ: «الْإِخْبَاتُ التَّخَشُّعُ , وَالتَّوَاضُعُ" تفسير عبد الرزاق (2/ 186)
قال: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ) "وقوله: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} معناهُ: تَخْشَعوا لربِّهم وإلى ربِّهم. معاني القرآن للفراء (2/ 9).
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وأخبتوا إليهم ربهم) ، "الإخبات"، التخشُّع والتواضع".
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة المعاني، وإن اختلفت ألفاظها، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة، والطمأنينة إليه من الخشوع له، غير أن نفس "الإخبات"، عند العرب: الخشوع والتواضع. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
سابعا: قول قتيبة: تواضعوا لربهم.
قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ): "{وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} أي: تواضعوا لربهم. وَالإخْبَاتُ: التواضع والوقار". غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر (ص: 202).
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وأخبتوا إليهم ربهم) ، "الإخبات"، التخشُّع والتواضع".
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة المعاني، وإن اختلفت ألفاظها، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة، والطمأنينة إليه من الخشوع له، غير أن نفس "الإخبات"، عند العرب: الخشوع والتواضع. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290).
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، "وأخبتوا قال: الإخبات: الخشوع والتواضع". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2020).
التخريج:
أما القول الأول: وهي رواية أبي طلحة عن ابن عباس: "خافوا ربهم" فقد رواه ابن جرير في تفسيره عن علي عن ابن عباس، ورواه ابن أبي حاتم عن أبي طلحة عن ابن عباس.
أما القول الثاني: وهي رواية العوفي عن ابن عباس: " أنابوا إلى ربهم" فقد رواه ابن جرير الطبري عن عبد الله بن عباس، وراه هو وابن ابي حاتم من طريق سعيد عن قتادة.
أما القول الثالث: قول قتادة: ثابوا إِلى ربهم. فلم أجد له ذكرا في الكتب المسندة ولا الناقلة.
أما القول الرابع: وهو قول مجاهد: اطمأنوا، فقد رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم وأبو القاسم عبد الرحمن الهمذاني عن أبي نجيح عن مجاهد، ورواه ابن جرير الطبري عن جريج عن مجاهد.
أما القول الخامس: وهو قول مقاتل: "أخلصوا. فلم أجد له ذكرا في الكتب المسندة ووجدت له ذكرا في الكتب الناقلة، فذكره ابن أبي زمنين في تفسيره حيث قال:{وأخبتوا إِلَى رَبهم} أَي: أنابوا مُخلصين" (2/ 285)، والماوردي في النكت والعيون حيث قال في تفسيرها: "أنابوا إلى ربهم قاله مقاتل (2/465).
أما القول السادس: وهو قول الفراء "تخشَّعوا لربهم" فقد رواه كلا من عبد الرزاق الصنعاني وابن جرير الطبري في تفسيريهما من طريق معمر عن قتادة.
أما القول السابع: وهو قول قتيبة: تواضعوا لربهم، فقد رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما من طريق معمر عن قتادة.
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
المطلوب هنا هو معرفة أصل نسبة هذه الأقوال التي ذكرها ابن عطية، لمن نسبها إليهم من السلف، وذلك بالبحث في الكتب المسندة، ومعرفة الأسانيد، ثم تحديد مخرج الأثر، وأصل الإسناد ومن ثم الطرق التي روي بها هذا الأثر.
مثلا:
قول ابن عباس: خافوا.
نقله ابن عطية بدون إسناد ؟ ونريد معرفة أصل هذه النسبة إلى ابن عباس، وقد أحسنتِ البحث في الكتب المسندة مثل تفسير الطبري وابن أبي حاتم، وستلاحظين أعلاه تلويني لقدر من الإسناد باللون الأحمر.
هذا القدر = أصل الإسناد.
وأبو صالح، وهو نفسه عبد الله بن صالح، هو الراوي الذي تدور عليه الأسانيد، يعني ما قبله مختلف، واتفق الإسناد بعده.
إذن أبو صالح = مخرج الأثر.
إذا أردنا التخريج سنقول:
أما قول ابن عباس أنها بمعنى " خافوا " فقد رواه ابن جرير وابن أبي حاتم الرازي في تفسيريهما من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
- القول الثالث لقتادة، أنتِ نقلتِ عن ابن الجوزي نسبة هذا القول لقتادة، لكن تفسير ابن الجوزي من الكتب الناقلة مثل ابن عطية، وأتعجب من قولك:
اقتباس:
أما القول الثالث: قول قتادة: ثابوا إِلى ربهم. فلم أجد له ذكرا في الكتب المسندة ولا الناقلة.
لأن تفسير ابن عطية وابن الجوزي من الكتب الناقلة؛ فلعلكِ قصدتِ التفاسير البديلة مثل الدر المنثور للسيوطي.
وما أردت توضيحه في مثل هذه الحالة إذا لم تستطيعي معرفة أصل النسبة، فنبحث في الأقوال الأخرى لقتادة، لعله حصل تحريف لقوله، أو تصحيف عند نقله في الكتب.
مثلا تجدين أنه قال : " أنابوا إلى ربهم " فيحتمل أنه حصل خطأ في الكتابة عند نقل هذا القول، أو أنهم نقلوه بالمعنى.
فنقول عند التخريج:
وأما قول قتادة " ثابوا إلى ربهم " فلم أجده بهذا اللفظ في الكتب المسندة ولا البديلة، وإنما روي عنه القول " .... "، إذا رواه عنه فلان وفلان، من طريق فلان .....
ويحتمل أن القول " ثابوا " روي بالمعنى أو حصل تصحيف أثناء النقل.
- قول مجاهد:
اقتباس:
ورواه ابن جرير الطبري عن جريج عن مجاهد.
إذا لم يتوفر لكِ سوى إسناد واحد للقول، فيُذكر كاملا.
رواه ابن جرير الطبري قال: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد به.
- قول مقاتل مذكور في تفسيره فهذا يكفي، وهو مسند وإسناده مذكور في مقدمته.
- قول الفراء وقتيبة، يكفي التحقق من وجود القول في كتبهم، ولا يلزمكِ البحث عمن قال مثلها من السلف.
فنقول أما قول الفراء فقد ذكره في كتابه " معاني القرآن ".


التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وإحسانًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 ربيع الأول 1440هـ/18-11-2018م, 11:36 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

قال ابن كثير: ({وله الدين واصبا} قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وميمون بن مهران، والسدي، وقتادة، وغير واحد: أي دائما.
وعن ابن عباس أيضا: واجبا.
وقال مجاهد: خالصا، أي: له العبادة وحده ممن في السماوات والأرض، كقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} هذا على قول ابن عباس وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به شيئا، وأخلصوا له الطلب، كما في قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص}.)

أولاً: ذكر النقول

القول الأول: دائماً:
قول ابن عباس
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250]

قول مجاهد
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا "
حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348]

قول عكرمة
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا "
حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250]

قول ميمون بن مهران
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا} سعيد عن قتادة، قال: دائمًا.
جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران، قال: دائمًا.
وهو تفسير مجاهدٍ.) [تفسير القرآن العظيم: 1/68]

قول السدي
قال محمد عطا يوسف الجامع لكتاب السدي الكبير: (أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال في قوله تعالى: (واصباً) أي: دائماً) (تفسير السدي الكبير: 1/327)
وأشير إلى تفسير القرآن العظيم لأبن أبي حاتم كمصدر له وهو مفقود فيما يتعلق بتفسير سورة النمل، وإن صح نسبته إليه فإن اسناده للسدي قد يكون كما ذكر ابن أبي حاتم في مقدمته: (وما ذكرنا فيه عن السدي بلا إسناد فهو ما :
حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي .)، والله أعلم.

قول قتادة
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا} سعيد عن قتادة، قال: دائمًا) [تفسير القرآن العظيم: 1/68]
ذكره عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وله الدين واصبا قال دائما ألا ترى أنه يقول ولهم عذاب واصب أي دائم). [تفسير عبد الرزاق: 1/357]
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وله الدّين واصبًا} أي دائمًا، فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {واصبًا} قال: " دائمًا، ألا ترى أنّه يقول: {عذابٌ واصبٌ} أي دائمٌ؟ ") [جامع البيان: 14/246-250]

القول الثاني: واجباً
قول ابن عباس
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " واجبًا ") [جامع البيان: 14/246-250]

القول الثالث: خالصاً
قول مجاهد
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( وكان مجاهدٌ يقول: " معنى الدّين في هذا الموضع: الإخلاص " وقد ذكرنا معنى الدّين في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته
حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " الإخلاص "
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الدّين: الإخلاص ") [جامع البيان: 14/246-250]
قول قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348]

ثانياً: التخريج:

أورد ابن كثير في معنى (واصباً) ثلاث أقوال:
القول الأول: دائماً، نقله عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وميمون بن مهران والسدي وقتادة.
1. قول ابن عباس رواه ابن جرير الطبري في تفسيره بسنده فقال: حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ.
2. قول مجاهد رواه ابن جرير والهمذاني في تفسيريهما، واتفقت أحد طرق روايات الطبري مع رواية الهمذاني والتي هي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
أما الطريق الأخر لابن جرير الطبري فهي من طريق القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.
3. قول عكرمة رواه ابن جرير من طريقين مختلفين، أولهما طريق إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة.
والآخر طريق ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة.
4. قول ميمون بن مهران رواه يحيى بن سلام البصري من طريقه عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران.
5. قول السدي أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره المفقود، وقد وجدته في تفسير السدي الكبير المجموع، وإن صحة نسبته لابن أبي حاتم فقد ذكر اسناد ما يرويه عن السدي بلا اسناد في مقدمته وهو حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي، والله أعلم إن كان رواه بلا اسناد أو مع إسناده.
6. قول قتادة رواه يحيى بن سلام البصري وعبد الرزاق الصنعاني وابن جرير الطبري من طريقين:
الأول من طريق سعيد عن قتادة، وهو ما رواه يحيى بن سلام وأحد روايات الطبري، ولكن في رواية الطبري زيادة وهي: (فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا)
الثاني من طريق معمر عن قتادة، وهو ما رواه عبد الرزاق والرواية الأخرى للطبري، مع زيادة في رواية عبد الرزاق وهي (ولهم) في الآية.

القول الثاني: واجباً وقد نقله عن ابن عباس
وهذا القول رواه ابن جرير من طريق أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ.

القول الثالث: خالصاً وقد نقله عن مجاهد
وقد روى هذا القول ابن جرير الطبري والهمذاني، ووافقت أحد طرق الطبري طريق الهمذاني وهي طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأما الطريق الآخر لابن جرير فهو من طريق القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.
وبالتمعن في قول مجاهد يظهر لنا أن مقصود مجاهد من خالصاً أي: الدين، فهو فسر الدين بالإخلاص، ولم يفسر واصباً بالإخلاص، بل فسره ب(دائماً) كما في الروايات السابق ذكرها عند ذكر القول الأول، ويؤكد هذا ما رواه الهمذاني فهو جامع لقول مجاهد في معنى الدين ومعنى واصباً في رواية واحدة، ولعل هذا الأمر لتبس على ابن كثير فاعتقد بأنه قول آخر وقام بتوجيه الأقوال، والمعنى الذي ذكره من أنه من باب الطلب وأنه يلزم الإخلاص في الدين قد تأكد في آيات أخرى غير هذه الآية.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 ربيع الثاني 1440هـ/29-12-2018م, 12:13 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
قال ابن كثير: ({وله الدين واصبا} قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وميمون بن مهران، والسدي، وقتادة، وغير واحد: أي دائما.
وعن ابن عباس أيضا: واجبا.
وقال مجاهد: خالصا، أي: له العبادة وحده ممن في السماوات والأرض، كقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} هذا على قول ابن عباس وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به شيئا، وأخلصوا له الطلب، كما في قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص}.)

أولاً: ذكر النقول

القول الأول: دائماً:
قول ابن عباس
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250]

قول مجاهد
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا "
حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348]

قول عكرمة
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا "
حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250]

قول ميمون بن مهران
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا} سعيد عن قتادة، قال: دائمًا.
جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران، قال: دائمًا.
وهو تفسير مجاهدٍ.) [تفسير القرآن العظيم: 1/68]

قول السدي
قال محمد عطا يوسف الجامع لكتاب السدي الكبير: (أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال في قوله تعالى: (واصباً) أي: دائماً) (تفسير السدي الكبير: 1/327)
وأشير إلى تفسير القرآن العظيم لأبن أبي حاتم كمصدر له وهو مفقود فيما يتعلق بتفسير سورة النمل، وإن صح نسبته إليه فإن اسناده للسدي قد يكون كما ذكر ابن أبي حاتم في مقدمته: (وما ذكرنا فيه عن السدي بلا إسناد فهو ما :
حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي .)، والله أعلم.

قول قتادة
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا} سعيد عن قتادة، قال: دائمًا) [تفسير القرآن العظيم: 1/68]
ذكره عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وله الدين واصبا قال دائما ألا ترى أنه يقول ولهم عذاب واصب أي دائم). [تفسير عبد الرزاق: 1/357]
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وله الدّين واصبًا} أي دائمًا، فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {واصبًا} قال: " دائمًا، ألا ترى أنّه يقول: {عذابٌ واصبٌ} أي دائمٌ؟ ") [جامع البيان: 14/246-250]

القول الثاني: واجباً
قول ابن عباس
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " واجبًا ") [جامع البيان: 14/246-250]

القول الثالث: خالصاً
قول مجاهد
أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( وكان مجاهدٌ يقول: " معنى الدّين في هذا الموضع: الإخلاص " وقد ذكرنا معنى الدّين في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته
حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " الإخلاص "
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الدّين: الإخلاص ") [جامع البيان: 14/246-250]
قول قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348]

ثانياً: التخريج:

أورد ابن كثير في معنى (واصباً) ثلاث أقوال:
القول الأول: دائماً، نقله عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وميمون بن مهران والسدي وقتادة.
1. قول ابن عباس رواه ابن جرير الطبري في تفسيره بسنده فقال: حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ.
2. قول مجاهد رواه ابن جرير والهمذاني في تفسيريهما، واتفقت أحد طرق روايات الطبري مع رواية الهمذاني والتي هي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
أما الطريق الأخر لابن جرير الطبري فهي من طريق القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.
3. قول عكرمة رواه ابن جرير من طريقين مختلفين، أولهما طريق إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة.
والآخر طريق ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة.
4. قول ميمون بن مهران رواه يحيى بن سلام البصري من طريقه عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران.
5. قول السدي أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره المفقود، وقد وجدته في تفسير السدي الكبير المجموع، وإن صحة نسبته لابن أبي حاتم فقد ذكر اسناد ما يرويه عن السدي بلا اسناد في مقدمته وهو حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي، والله أعلم إن كان رواه بلا اسناد أو مع إسناده.
6. قول قتادة رواه يحيى بن سلام البصري وعبد الرزاق الصنعاني وابن جرير الطبري من طريقين:
الأول من طريق سعيد عن قتادة، وهو ما رواه يحيى بن سلام وأحد روايات الطبري، ولكن في رواية الطبري زيادة وهي: (فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا)
الثاني من طريق معمر عن قتادة، وهو ما رواه عبد الرزاق والرواية الأخرى للطبري، مع زيادة في رواية عبد الرزاق وهي (ولهم) في الآية.

القول الثاني: واجباً وقد نقله عن ابن عباس
وهذا القول رواه ابن جرير من طريق أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ.

القول الثالث: خالصاً وقد نقله عن مجاهد
وقد روى هذا القول ابن جرير الطبري والهمذاني، ووافقت أحد طرق الطبري طريق الهمذاني وهي طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأما الطريق الآخر لابن جرير فهو من طريق القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.
وبالتمعن في قول مجاهد يظهر لنا أن مقصود مجاهد من خالصاً أي: الدين، فهو فسر الدين بالإخلاص، ولم يفسر واصباً بالإخلاص، بل فسره ب(دائماً) كما في الروايات السابق ذكرها عند ذكر القول الأول، ويؤكد هذا ما رواه الهمذاني فهو جامع لقول مجاهد في معنى الدين ومعنى واصباً في رواية واحدة، ولعل هذا الأمر لتبس على ابن كثير فاعتقد بأنه قول آخر وقام بتوجيه الأقوال، والمعنى الذي ذكره من أنه من باب الطلب وأنه يلزم الإخلاص في الدين قد تأكد في آيات أخرى غير هذه الآية.
[ ويمكن حينئذ البحث في كتب اللغة للنظر هل للقول أصل لغة أو لا.
وقد أورد هذا القول الفراء في معاني القرآن ]

التقويم: أ
أحسنتِ جدًا، بارك الله فيك ونفع بك، آسف لخصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir