أسئلة اليوم الرابع والخامس:
س1: دلل على صفة الفرح والضحك لله عز وجل.
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِِهِ منْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ)) الْحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
في هذا الحديثِ فوائدُ. منها إثباتُ الفرحِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى-، كما يليقُ بجلالهِ وعظمَتِه، وهذه الفرحةُ منهُ فرحةُ إحسانٍ وبِرٍّ ولطفٍ، لا فرحةُ محتاجٍ إلى توبةِ عبدِه منتفعًا بها، فإنَّه -سُبْحَانَهُ- لا تنفَعُه الطَّاعةُ ولا تضرُّه المعصيةُ.
ثانيًا: أَنَّ فرحَه -سُبْحَانَهُ- بتفاضلٍ. ثالثًا: فيه فضلُ التوبةِ إلى اللهِ -سُبْحَانَهُ- وتعالى. رابعًا: أنه -سُبْحَانَهُ- يقبلُ توبَةَ عبدِهِ ويفرحُ بها إذا وقعتْ على الوجهِ المعتَبَرِ شرعًا، خامِسًا: فيه دليلٌ على أنَّ الإنسانَ إذا جَرى على لسانِهِ كلمةُ كفرٍ مِنْ شدَّةِ دهشٍ ونحوِ ذلكَ أو حَكى كُفرًا أنَّهُ لا يُكَفَّرُ بذلِكَ ولا يؤاخَذُ بهِ.
قالَ ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللهُ: وفي الحديثِ مِنْ قواعدِ العلمِ "أنَّ اللَّفظَ الَّذي يجري على لسانِ العبدِ خطأً مِن فَرَحٍ شديدٍ أو غيظٍ شديدٍ ونحوِه لا يؤاخَذُ بهِ"، ولهذا لم يكنْ كافرًا بقَولِهِ: أنتَ عبدي وأنَا ربُّكَ.
تم بحمد الله