..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
~يتبع بقية تلخيصي لحلية طالب العلم~
3. ملازمة خشية الله تعالي
لابد علي طالب العلم خشية الله تعالي ومتحلياً بذلك في ظاهره وباطنه, ويعمل علي نشر الدعوة والسنة النبوية.
وتكون خشية الله مبنية علي العلم الذي أكتسبهُ الطالب ,لأنه بالعلم قد علم بأن الله قوي وأن الله قادر
ويعلم ما في السر والعلن. وقد بيّن الشيخ بن العثيمين الفرق بين الخشية والخوف وقال أن الخشية هي
من عظم المخشي والخوف هي من ضعف الخائف وخوف الخائف قد يكون لا لأجل شئ,
تجده كالرعديد الذي يخاف حتي من ظله.
أما عن نشر الدعوة فهذا يعكس عن عمل طالب بالعلم الذي تعلمهُ
والعمل بالعلم له فوائد منها :
أ. يزيد الله طالب العلم هدي كقوله تعالي ( والذين أهتدوا زادهم الله هدي) , فبهدي الله يزيد طالب العلم
في التعلم.
ب. العمل بالعلم يساعد علي تذكر العلم أيضاً, فإذا لم يعمل بالعلم, نسي العلم وأرتحل عنه,
كما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ( هتف العلم بالعمل فإن أجاب وإلا ارتحل).
ومثال علي ذلك : فرض الزكاة
لو تعلم طالب العلم أصول الزكاة والأحكام المُتعلقة بالزكاة ولم يعمل بها, بعد فترة يجد أن ذلك العلم بدأ يتلاشي شيئاً
فشيئاً حتي ترك العلم الذي بشأن الزكاة صاحبه!
4. مراقبة الله تعالي
التحلي بدوام المراقبة لله تعالي ثمرة من ثمرات ملازمة خشية الله ظاهراً وباطناً
ويتحقق ذلك بكون طالب العلم بين جناحين الخوف والرجاء.
قال الشيخ: "يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال وأن أقرب الأقوال في ذلك أنه إذا عمل
خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيء فليغلب جانب الخوف".
5.خفض الجناج ونبذ الخيلاء
بأن يتحلي طالب العلم بالصبر عند أذي يصيبه والتواضع للحق وذلك بالخضوع للحق عند بيانه
والحلم بعدم العجلة في الحكم علي الغير. والتحلي بالصبر والتواضع وخفض الجناح للحق نقيض
الخُيلاء والنفاق والكبرياء. فالخيلاء هي الإعجاب بالنفس وهي تحدث لمن أنعم عليه الله بنعمة في الدنيا ,
كصاحب المال وصاحب الرأي السديد, فيظهر ذلك علي مظهره بطريقة لبسه أو طريقة
مشيته...الخ
أما النفاق فهو يتمثل في ظهور الشخص بأنه صاحب حق ورأي صائب, وهو في الحقيقة علي عكس ذلك.
وأما الكبرياء, فقد حذرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله: ( الكبر بطر الحق وغمط الناس)
وبطر الحق : يعني رد الحق , وغمط الناس : تعني إحتقار وازدراء الناس.
فالكبر يعتبر أول ذنب عُصي بها الله تعالي, وذلك عندما أمر الله أبليس بأن يسجد لآدم, فمنعه عن ذلك الكبرياء
لقوله تعالي : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر
وكان من الكافرين ) , [ سورة البقرة - 34]
.
.
.