دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1439هـ/1-03-2018م, 01:23 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية

التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 جمادى الآخرة 1439هـ/7-03-2018م, 05:33 AM
الصورة الرمزية ليلى سلمان
ليلى سلمان ليلى سلمان غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 592
افتراضي

تلخيص مقاصد تطبيق : رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
مسائل الرسالة
أحاديث عن أن (لا إله إلا الله ) سبب للنجاة من النار.
أحاديث عن أن ( لا إله إلا الله ) سبب لدخول الجنة.
أحاديث الباب نوعان :
1: أحاديث فيها دلالة على أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ، والنار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص وأنه قد يدخل النار ليتطهر من ذنوبه ثم يدخل الجنة وحديث أبو ذر يدل على أن السرقة والزنا لا يمنعان من دخول الجنة مع التوحيد لكن ليس في الحديث أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد.
2: ما فيها أنه يحرم على النار وذا قد حمله البعض على نار يخلد فيها أهلها ما عدا الدرك الأعلى ؛ الدرك الأعلى يدخله خلق من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين ورحمة الله .
وقالت طائفة : أن المراد بالأحاديث : أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار لكن ذلك يكون بفعل مقتضى الشهادة بتحقيق شروطها وانتفاء موانعها .
لا ينجو من النار إلا من حقق عبودية الله وحده .
(الأعمال الصالحة سبب لدخول الجنة )
النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص .
الجهاد والصدقة شرط لدخول الجنة مع التوحيد والصلاة والصيام والحج .
(فهم الصحابة لقول النبي صلى الله عليه سلم :" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ...)
منهم من فهم أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا فتوقفوا في مانعي الزكاة .
وفهم أبو بكر رضي الله عنه : أنه لا يمنع قتاله إلا بأداء حقوقهما لقوله صلى الله عليه وسلم " فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها ...).
التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد .
والأخوة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد .
لما بين أبو بكر رضي الله عنه ذلك للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صواب .
(تحقيق الشهادتين )
يكون بالقلب بأن لا يأله القلب غير الله حب ورجاء وخوف وتوكل وغير ذلك من العبادات القلبية .
وتحقيق شهادة أن محمد رسول الله : ألا يعبد الله إلا بما شرع الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم .
الإخلاص بالشهادة : أن تحجز العبد عما حرم الله .
من صرف شيء من خصائص الإلوهية لمخلوق نقص ذلك من توحيده وكان مشرك بحسب ما فيه من فروع الشرك .
( اطلاق الكفر والشرك على بعض المعاصي )
أطلق ذلك اللفظ على كثير من المعاصي التي منشأها القلب مثل : الخوف الرجاء التوكل ن أو اعتقاد نفع او ضر .
واطلق على الذنوب التي منشأها اتباع هوى والنفس : الهوى يهوى بصاحبة في النار ويضله عن سبيل الله .
وطاعة الشيطان .
لأن الذي يحب شيء ويطيعه ويكون غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادي لأجله فهو عبد له .
طاعة الهوى والشيطان تنقص كمال التوحيد بقدر المعصية .
( من تمام محبة الله )
أن يحب العبد ما يحبه الله .
أن يكره ما يكرهه الله .
ويحفظ حدود الله .
واتباع ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه .
ولذلك فإن محبة الله تستلزم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتايعته .
شهادة أن لا إله إلا الله لا تتم إلا بشهادة أن محمد رسول الله لأن محبة الله لا تتم إلا بمحبة ما يحبه الله وكراهية ما يكرهه الله .
( إذا تمكنت محبة الله من قلب العبد )
فعلت الجوارح طاعة الله وسعت في مرضاته ، واطمأنت النفس إلا ما أراده الله ، يؤثر العبد مرضات الله على مرضات نفسه .
(محبة الرب لعبده )
يغفر له الذنوب .
هداه السراط المستقيم .
وفقه للتوبة من الذنوب كلما أذنب .
أبتلاه بالمصائب أو المرض ليكفر عنه الذنوب والخطايا.
( خواص المحبين الصادقين )
قال الحسن : ما نظرت ببصري ولا نطقت بالساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته فإن كانت طاعته تقدمت وإن كانت معصيته تأخرت .
الصادق في محبته قلبه سليم ، وطاهر من أدناس المخلفات .
لا يسكن قلبه إلا الله لأن الله لا يرضيه أن يسكن قلب عبده سواه .
المحبة في قلب المحب لله أشد من نار جهنم .
والصدق في قول كلمة التوحيد يطهر القلب من كل ما سوى الله .
المحب ليس معصوم ولكنه إذا أخطأ بادر إلى التوبة .
( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة )
المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء ؛ لأن يسير الرياء شرك لأن المرائي نظر إلى الخلق لجهله بعظمة الخالق .
ثم يدخل النار أهل الشهوة وعبيد الهوى .
( أشياء تعين على ترك المعاصي )
استحضار مراقبة الله للعبد وأنه معه أينما كان ؛ المراقبة علم القلب .
معرفة الله ؛ كلما قوية المعرفة بالله قوى الحياء من الله .
الاستحياء من الله أن يراه على المعاصي .

مسائل فصل ( فضائل لا إله إلا الله )
(منزلة كلمة الإخلاص )
كلمة التقوى ، شهادة الحق، دعوة الحق ، براءة من الشرك ، لأجلها خلق الله الخلق ، وأرسل الرسل ، وأنزل الكتب .
من أعظم النعم ، ولأجلها أعد الله دار الذواب والعقاب ، وأمر الرسل بالجهاد ، وهي أفضل الذكر وأحبه إلى الله ، وأفضل ما قاله النبيون .
(فضائل كلمة الإخلاص في الدنيا )
عصمت مال ودماء من قالها .
تجدد الإيمان في القلب .
تفتح لها أبواب السماء إذا اجتنبت الكبائر.
ينظر الله إلى قائلها ويستجيب دعاءه .
سبب لقبول العمل .
أفضل الأعمال وحرز من الشيطان وتعدل عتق الرقاب .
يصدق الله قائلها .
(فضائل كلمة الإخلاص في القبر )
أمان من وحشة القبر وهول المحشر .
شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم .
(فضائل كلمة الإخلاص في الآخرة )
توجب المغفرة .
أحسن الحسنات .
لو وزنت السماوات والأرض في كفه ولا إله إلا الله في كفه رجحت كفة لا إله إلا الله .
ليس بينها وبين الله حجاب .
من قالها في مرض ثم مات لم تطعمه النار .
لو دخل أهلها النار بتقصيرهم لا يخلدون فيها .
(فضائل كلمة الإخلاص في الجنة )
هي مفتاح الجنة .
وثمن الجنة .
وتفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيهما شاء .


المقاصد الفرعية
كلمة الإخلاص سبب لدخول الجنة والنجاة من النار .
وأن كلمة الإخلاص لا يخلد صاحبها في النار بل يخرجون منها بشفاعة الشافعين ورحمة الله .
وكلمة الإخلاص تقتضي أن يقولها العبد ثم يأتي بشروطها وواجباتها ويبتعد عما ينقضها من شرك أكبر وأصغر وخفي
أن الأعمال الصالحة مع كلمة التوحيد تدخل صاحبها الجنة .
أن شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي شهادة أن محمد رسول الله .
أن اتباع الهوى والنفس والشيطان عبادة لهم .
أن من تمام محبة العبد لربه أن يحب ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله ويتبع سنة رسول الله .
وإذا أحب العبد ربه راقب الله في كل أعماله ومحبة الله للعبد توجب أن يغفر له ويتوب عليه .
بين منزلة التوحيد وفضائلها في الدنيا والآخرة والجنة والقبر

المقصد الكلي للرسالة
التعريف بمنزلة كلمة التوحيد وأنها أصل الدين والنجاة من النار ودخول الجنة إذا أتى العبد بمقتضياتها وشروطها .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 04:13 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

تطبيق تلخيص مقاصد الرسالة التبوكية لابن القيم .

المقصد العام: واجبات العبد اتجاه الخلق , وواجباته اتجاه الله تعالى .

المقاصد الفرعية:
[/color]المقصد الأول : أحوال العبد في جميع مصالحه فيما بينه وبين الخلق , وفيما بينه وبين ربه :
المقصد الثاني : الهجرة إلى الله ورسوله .
المقصد الثالث : حكم الأتباع الأشقياء والسعداء .
المقصد الرابع : ما يخص زاد السفر.



المقصد الأول : أحوال العبد في جميع مصالحه فيما بينه وبين الخلق , وفيما بينه وبين ربه:
- المقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم التعاون على البر والتقوى علما وعملا .
- البر والتقوى هما جماع الدين كله ,فإذا اجتمعتا افترقتا , إذا افترقتا اجتمعتا.
- البر مطلوب لذاته ,والتقوى هي الطرق الموصلة للبر , والوسيلة إليه.
- التقوى كالحمية، والبر كالعافية والصحة.
- ولا يتم واجب العبد بينه وبين الخلق , إلا بعزل نفسه من الوسط، والقيام بذلك لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر.
السناد , قال تعالى: {وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب }
- إن من أعظم التعاون على البر والتقوى التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله, باليد واللسان والقلب، مساعدة، ونصيحة، وتعليما، وإرشادا، ومودة.
- البرهو كلمة جامعة لجميع أنواع الخير و المنافع التي فيه , والكمال المطلوب من العبد.
- فهو يمثل أصول الإيمان الخمس الظاهرة التي لا قوام للإيمان إلا بها, (الإيمان بالله ,وملائكته, وكتبه , ورسله).
- وأنه الشرائع الظاهرة التي يقوم بها الجوارح , كالصلاة والصيام , ونحوها.
- وأن من حقائقه الأعمال القلبية الباطنة من صبر ورضا ,ونحوها .
- خصال البر تتجلى في قوله تعالى :{ ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنّ البرّ من آمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنّبيّين وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل والسّائلين وفي الرّقاب وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصّابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتّقون }.
- يتمثل بر القلب الذي هو أهم ركيزة , في وجود حلاوة الإيمان فيه , مع طمأنينة وانشراح , ولذاذة في القلب .
- خلو قلب العبد من حلاوة الإيمان دلالة على انعدام الإيمان أو نقصه, وهو ( أصح القولين)
السناد , قوله تعالى : {قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم}.
- التقوى هو العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا, بامتثال وفعل أوامره وتصديقا بموعده , واجتناب وترك نواهيه خوفا من وعيده.
السناد , قال طلق بن حبيب: "إذا وقعت الفتنة فادفعوها بالتقوى", قالوا: وما التقوى؟ قال: "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله".
= "على نور من الله ", الأصل الأول وهو الإيمان .
= "ترجو ثواب الله", الأصل الثاني وهو الاحتساب .
* قال تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}*.
- الإثم : كلمة جامعة للشر والعيوب التي يذم العبد عليها, وما كان حراما لجنسه , كشرب الخمر والزنا.
- والعدوان: ما حرم الزيادة في قدره، وتعدي ما أباح الله منه,كنكاح الخامسة، واستيفاء المجنيّ عليه أكثر من حقه.
السناد :{تلك حدود اللّه فلا تعتدوها ومن يتعدّ حدود اللّه فأولئك هم الظّالمون}.
*حال العبد فيما بينه وبين الله تعالى .
- هو إيثار طاعته، وتجنب معصيته.
- ولا يتم للعبد أداء الواجب الذي ببينه وبين الله تعالى , إلا بعزل الخلق من البين، والقيام به لله إخلاصا ومحبةً وعبودية..
السناد , قوله تعالى: {واتّقوا اللّه}.


المقصد الثاني : الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله .
- عنهما يسأل كل عبد يوم القيامة وفي البرزخ.
- يطالب بهما المسلم في دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار.
السناد , قال قتادة: "كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ ".
- أنهما مقتضى الشهادتين ( شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله) .
السناد , قال تعالى: {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا }.
- طاعة الله ورسوله، وتحكيم الله ورسوله، هو سبب السعادة عاجلا وآجلا.
السناد , قال تعالى : {ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا }.
.* الهجرة إلى الله ,فرض عين على العباد في جميع أحوالهم .
- تتضمن توحيد الألوهية :
0 بالفرار من سائر منازل عبودية غير الله إلى عبوديته( الخشية, والإنابة ,والتوكل , والمحبة).
السناد , قال تعالى: {ففرّوا إلى اللّه}.
- وتتضمن توحيد الربوبية وإثبات القدر .
0 بالفرار من مما أوجبته مشيئة الله وقدره وحده إليه .
السناد , قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأعوذ بك منك".
- وهذه الهجرة تقوى وتضعف بحسب قوة داعي المحبة وضعفه .
*و الهجرة إلى الرسول فرض عين على كل مسلم .
- فلاح المسلم, بالخضوع له عليه الصلاة والسلام , وكمال الانقياد لما حكم طوعا , ورضا , وتسليما, وإيثاره على كل من سواه .
السناد , قال تعالى: {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم}.
- كل خير في العالم فإنما هو بسبب طاعة الرسول عليه والصلاة والسلام , وكل شر يكون بسبب مخالفته عليه الصلاة والسلام .

المقصد الثالث : حكم الأتباع الأشقياء والسعداء .
- حكم الأتباع والمتبوعين المشتركين في الضلالة :
وهم صنفان :
1- صنف كفره بالافتراء وإنشاء الباطل ؟
2- صنف كفره بجحود الحق .
- لهم ضعفا من العذاب , عذابا ( بكفرهم, وبصدهم عن سبيل الله ) كل حسب ضلاله .
السناد , قال تعالى: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون }.
- حكم الأتباع المخالفون لمتبوعيهم، العادلون عن طريقتهم:
- مصيرهم الخلود في النار, وأعمالهم كلها باطلة , فقد جعلها الله هباء منثورا .
السناد , قوله تعالى: {إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النّار }.
- أتباع السعداء على نوعين :
1- أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , والتابعين إليهم بإحسان إلى يوم القيامة .
السناد , قال الله تعالى: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه}.
2- هم أتباع المؤمنين من ذريتهم، الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا.
السناد , قال الله تعالى فيهم: {والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ كلّ امرئٍ بما كسب رهينٌ }.

المقصد الرابع : ما يخص زاد السفر .
- التفكر وتدبر آيات القرآن هو رأس مال الأمر وعموده.
- زاد السفر هو العلم الموروث عن خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم .
- مركبه بصدق التوكل على الله وحده , وتحقيق الافتقار إليه من كل وجه.
- يكون السفر بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء.
- طريق السفر هو بذل الجهد, واستفراغ الوسع.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 09:48 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المقصد الرئيسي للرسالة:
- بيان الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية.
- بيان اصل الدين.

مقاصد فرعية:
- كيفية معرفة أن الأمر عبادة.
- بيان أثر العبادات البدعية.
- بيان تلبيس إبليس على المتصوفة والفلاسفة.
- بيان تلبيس الفلاسفة والمتصوفة على العامة.

المقدمة:
- خطبة الحاجة.

سبب كتابة الرسالة:
- كثر اضطراب الناس في هذا الباب, كما كثر في باب الحلال والحرام.

أصل الدين:
- الحلال ما أحله اللّه ورسوله, والحرام ما حرمه اللّه ورسوله والدين ما شرعه اللّه ورسوله.
- محمد -صلى اللّه عليه وسلم- خاتم النبيين, نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره.
- لم يبق طريق إلى اللّه إلّا باتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم.
- ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله.
- نقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه.
- قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.
- ذم الله المشركين حيث حرموا ما لم يحرمه كالبحيرة, واستحلوا ما حرمه كقتل أولادهم, وشرعوا دينا لم يأذن به اللّه, والدليل:
قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.

حكم الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم:
- لا يجوز أن يقال إن هذا مستحب أو مشروع إلّا بدليل شرعي.
- لا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيف.
- إذا ثبت أن العمل مستحب بدليل شرعي وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ جاز أن تروى إذا لم يعلم أنها كذب.
- إذا روي في مقدار الثّواب حديث لا يعرف أنه كذب لم يجز أن يكذب به.
- قال عليه الصلاة والسلام:(من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).

حقيقة العبادة:
- هي التي يتقرب بها إلى اللّه, وهي ما كان محبوبا للّه ورسوله, مرضيا لهما.
- جعل الله لكل عبادة مفروضة نافلة من جنسها: كالصلوات الخمس, منها نافلة كقيام الليل.
- المخلصون هم الّذين يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئًا.
- يعبد اللّه بما أمر به على ألسنة رسله فمن لم يكن كذلك تولّته الشّياطين.

أصول العبادات الدينية:
- الصّلاة والصّيام والقراءة, قال عليه الصلاة والسلام, لعبد اللّه بن عمرو (ألم أحدّث أنّك قلت لأصومن النهار ولأقومنّ الليل ولأقرأن القرآن في ثلاث؟...)الحدث.
- جاءت في حديث غلو الخوارج:(يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ...)
- قال أبي بن كعب وغيره: اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ
مسألة: هل سرد الصوم وصيام الدهر سوى يومي العيدين وأيام التشريق وقيام جميع الليل هل هو مستحب؟
- ذهب إلى ذلك طائفة من الفقهاء والصّوفية والعباد.
- دلت السنة كراهية ذلك وإن كان جائزًا.
- صوم يوم وفطر يوم أفضل, وقيام ثلث الليل أفضل.

الفرق بين ما هو مشروع وبين ما هو غير مشروع:
- المشروع: هو الذي يتقرب به إلى اللّه تعالى.
- هو سبيل اللّه, هو طريق السالكين, ومنهاج القاصدين والعابدين.
- هو البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف.
- هو الّذي يسلكه كل من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزهد والعبادة ونحو ذلك.

أقسام الناس في الحلال والحرام:
- من استحل بعض ما حرّمه اللّه.
- من حرم بعض ما أحل اللّه.
- من أحدث عبادات لم يشرعها اللّه بل نهى عنها.

التفريغ والتخلية الشرعية:
- أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
- يفرّغه عن محبّة غير اللّه ويملؤه بمحبّة اللّه.
- يخرج عنه خوف غير اللّه ويدخل فيه خوف اللّه تعالى.
- ينفي عنه التوكل على غير اللّه ويثبت فيه التوكل على اللّه.
- قال جندب وابن عمر: " تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيمانًا ".
.
الخلوات الشرعية:
- إما مأمور به إيجابا كاعتزال الأمور الحرمة ومجانبتها كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}
- إما مأمور به استحبابا, كاعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزهد فيه.
- إذا تخلى الإنسان في بعض الأماكن لتحقيق عمل, مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حق, دليله: (أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل؟... فذكر منهم:"ورجلٌ معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلّا من خير)

التأسي بفعل النبي عليه الصلاة والسلام:
- ما فعله النبي صلى اللّه عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيه.
- إذا خصص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
- التأسي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل؛ لأنه فعل.
- أن يقصد العبد مثلما قصد النبي عليه الصلاة والسلام.

متابعته في المباحات التي فعله على غير قصد:
- ما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحا كما فعله مباحا وإن فعله قربة فعلناه قربة.
- من جعله عبادة رأى أن ذلك من تمام التأسي به والتشبه به ورأى أن في ذلك بركة لكونه مختصا به نوع اختصاص.
- كان ابن عمر يحب أن يفعل مثل ذلك ويقول: نفس فعله حسن على أي وجه كان فأحب أن أفعل مثله.
- الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لم يستحبوه؛ لأنه ليس بمتابعة له إذ المتابعة لا بد فيها من القصد.
- كرهه مالك وغيره من العلماء, وهي رواية مشهورة عن أحمد.
- قال عمر رضي الله عنه:أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا.
- أما الأمكنة نفسها, فالصحابة متفقون على أنه لا يعظم منها إلّا ما عظمه الشارع.

أصناف من العبادات الغير مشروعة:
- الخلوات وشبهوها بالاعتكاف الشرعي, واحتجوا بتحنث النبي عليه الصلاة والسلام, بغار حراء قبل الوحي.
- طائفة منهم تجعل الخلوة أربعين يوما ويعظمون أمر الأربعينية, محتجين بأن موسى -عليه السلام-صامها, وكذلك المسيح وخوطب بعدها.
- يدعون حصول الخطاب والتنزل كما حصل في غار حراء.

الرد عليهم:
- العبادة الشرعية هي: الاعتكاف في المساجد كفعل النبي صلى اللّه عليه وسلم, وفعل أصحابه.
- ما فعله صلى اللّه عليه وسلم قبل النبوة إن شرعه بعد النبوة فهو عبادة شرعية.
- بعد بعثته لم يصعد إلى غار حراء ولا خلفاؤه الرّاشدون.
- ليست من شريعة النبي صلى اللّه عليه وسلم, بل من شريعة موسى عليه السلام.
- هذا تمسك بشرع منسوخ وذاك تمسك بما كان قبل النبوة.
- قال تعالى: {ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون}.
- قال تعالى: {إنّهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئًا وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعضٍ واللّه وليّ المتّقين}.
- يحصل لهم تنزل الشياطين؛ لأنّهم خرجوا عن شريعة النبي صلى اللّه عليه وسلم التي أمروا بها.

أقسام أصحاب الخلوات:
- منهم من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة.
- كثير منهم لا يحد للخلوة مكانا ولا زمان, بل يأمر الإنسان أن يخلو في الجملة.
- أكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعة, حيث يأمرون صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض شيء من العبادات.
- يأمرونه بالذكر, وهو أنواع:
ذكر العامة: " لا إله إلّا اللّه ".
وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " .
وذكر خاصّة الخاصّة: " هو " " هو".
- قال بعضهم: ليس مقصودنا إلّا جمع النّفس بأيّ شيءٍ كان, فلا فرق بين قولك: يا حيّ وقولك يا جحش!!

حكم الذكر باللفظ المفرد:
- الذكر بالاسم المفرد مظهرا ومضمرا بدعة في الشرع.
- خطأ في القول واللغة فإن الاسم المجرد ليس هو كلاما لا إيمانا ولا كفرا.
- قال عليه الصلاة والسلام:"أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك..".
- ليس قصدهم ذكر اللّه تعالى , ولكن جمع القلب على شيءٍ معين حتّى يتنزل عليها الشيطان.
- أفضل العبادات البدنية الصلاة ثمّ القراءة ثم الذكر ثم الدعاء.

البدع يريد الكفر:
- القول بوحدة الوجود: وهذا في قولهم إذا كان قصد وقاصد ومقصودا; فاجعل الجميع واحدا!!

قول الفلاسفة:
- زعموا أن كل ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم, فإنّما هو من العقل الفعال.
- النبوة مكتسبة, فإذا تفرغ صفا قلبه وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء.
- موسى عليه السلام, كلم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارج.
- يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم.
- ادعى أبو حامد: إنه سمع الخطاب كما سمعه موسى عليه السلام.
- حرفوا كلام الله وكلام رسوله عن موضعه.
- أخذوا أسماء شرعية ووضعوا لها مسميات مخالفة لمسميات صاحب الشرع ثم إذا تكلموا بها ظن الجاهل أنّهم يقصدون بها الألفاظ الشرعية.
كلفظ: " اللّوح المحفوظ" فليس هو النفس الفلكية.

الرد عليهم:
- أن ما يسمونه " العقل الفعّال " باطل لا حقيقة له.
- سببه: نقص إيمانهم بالرّسل, فآمنوا ببعض ما جاءت به كفروا ببعض
- أن ما يجعله اللّه في القلوب يكون بواسطة الملائكة إن كان حقا, ويكون بواسطة الشياطين إذا كان باطلًا, وهم يزعمون أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.
- لم يكن ما حصل للأنبياء مجرد فيض,با جاءتهم الملائكة بالوحي.
- إذا فُرّغ القلب من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حق؟
- إذا فرّغ القلب حلت فيه الشّياطين ثم تنزّلت عليه؛ ذكر الله يمنعهم من الدخول إلى قلب ابن آدم, قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} .
- الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلب آخر يحصل له به التّحلية.
- هذه الطّريقة لو كانت حقا فإنّما تكون في حق من لم يأته رسول فأما من أتاه رسول وخالفه فقد ضل.

الأحوال الشيطانية:
- مخالف لما بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم
- يقصد أصحابها الأماكن التي ليس فيها أذان ولا إقامة, إما مساجد مهجورة وإما كهوف أومقابر.
- تقصد المواضع الّتي يقال إن بها أثر نبي أو رجل صالح.
- يحصل لهم في هذه المواضع أحوال شيطانية يظنون أنّها كرامات رحمانيّة.
- منهم من يرى أن صاحب القبر قد جاء إليه وكلمه.
- الشّياطين كثيرا ما يتصوّرون بصورة الإنس في اليقظة والمنام.
- منهم من يصدق بأن الأنبياء يأتون في اليقظة في.
- منهم من يظن أنه أن النبي يخرج من قبره في صورته فيكلمه.
- منهم من يظن أن النبي -صلى اللّه عليه وسلم- خرج من الحجرة وكلمه.

أسباب التنزل الشيطاني:
- عبادة غير شرعية مثل أن يقال له: اسجد لهذا الصنم حتى يحصل لك المراد أو استشفع بصاحب.
- إذا دعاه كما يدعو الخالق, صار مشركا به, فما حصل له بهذا السبب حصل بالشرك.
- قال اللّه تعالى: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر ...}.
- سماع المعازف, الغناء رقية الزنا .
- صرف النذر لغير اللّه: مثل أن ينذر لصنم أو كنيسة أو قبر.

أولياء الشيطان:
- يزيّن لهم الشيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السبل الشرعية.
- يبغضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبون سماع القرآن والحديث.
- لا يحبون كتابا ولا من معه كتاب -ولو كان مصحفا أو حديثا- لأنهم استشعروا أن فيه ما يخالف طريقهم.
- يظنون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم مما يحصل في الكتب.
- قال تعالى عن المشركين: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون}.
- هم من أرغب الناس في السماع البدعي سماع المعازف. ومن أزهدهم في السماع الشرعي; سماع آيات اللّه تعالى
- يقول أصحابها عن أهل الحديث: أخذوا علمهم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت.
- منهم من يظن أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ.
- قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} {وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون} {حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}.

الفرقان بين أولياء الرّحمن وأولياء الشّيطان:
- هو الفرقان الّذي بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم فهو: {الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا}
- هو الذي فرق اللّه به بين الحق والباطل, وبين الهدى والضلال, وبين الرشاد والغي, وبين طريق الجنة وطريق النار, وبين سبيل أولياء الرحمن وسبيل أولياء الشيطان.

حكم اتخاذ القبور مساجد:
- قال اللّه تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
- قال عليه الصلاة والسلام:{فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك}.
- تحريم اتّخاذ قبور الأنبياء مساجد مع أنّهم مدفونون فيها وهم أحياء في قبورهم.
- ذريعةٌ إلى الشّرك.
- إذا بني المسجد لأجل ميت كان حراما فكذلك إذا كان لأثر آخر, فإن الشرك في الموضعين حاصل.
- يستحب إتيان قبورهم للسلام عليهم ومع هذا يحرم إتيانها للصلاة عندها واتخاذها مساجد.
- المساجد خالصة للّه تعالى تبنى لأجل عبادته فقط
كانت النّصارى يبنون الكنائس على قبر النّبيّ والرّجل الصّالح وعلى أثره وباسمه.
وقال تعالى: {قل أمر ربّي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدّين}
- لم يفعل السلف شيئا من ذلك, ولو كان هذا مستحبا لكان يستحبّ لهم أن يصلوا في كلّ مكان نزل فيه وأن يبنوا هناك مساجد.
- لم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلّا المسجد, ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 رجب 1439هـ/19-03-2018م, 11:41 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية

تقويم رسالة كلمة الإخلاص:
1. ليلى سلمان (ب+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، 1. هناك فرق بين تلخيص الدرس واستخراج المقاصد، وانظري لقول الشيخ عبد العزيز الداخل في بعض الدروس: (المرحلة الرابعة: جمع أسماء المسائل العلمية بعد الفراغ من القراءة الأولية للكتاب، وتصنيفها إلى أصناف؛ بحيث تجعل المسائل التي يمكن اندراجها في باب واحد في صنف مستقل، ثم عنونة كل صنف من هذه المسائل بعنوان جامع لها.
وهذه الأصناف هي المقاصد الفرعية للكتاب
) فالمقصد العام هنا هو تحقيق كلمة التوحيد أو الإخلاص وبيان فضلها، والمؤلف كي يبين لنا كيفية تحقيقها، بين لنا مقاصد فرعية فتحدث عن أحاديث دخول الموحد الجنة؛ فبين أقوال العلماء في تفسير هذه الأحاديث، ثم انتقل إلى ما يقدح في تحقيق هذه الكلمة، ثم بين ما يعين على تحقق هذه الكلمة، ثم بين فضل هذه الكلمة، هذه هي المقاصد الفرعية، فلا ننظر إلى المسائل بل ننظر للمقاصد، فقولكِ: (
كلمة الإخلاص سبب لدخول الجنة..،كلمة الإخلاص لا يخلد صاحبها في النار...) هذا كله يمكننا إدراجه تحت مقصد واحد، * أيضا قولك: (أن من تمام محبة..، وإذا أحب العبد ربه) كل هذه المسائل تندرج تحت مقصد واحد ألا وهو (ما تقتضيه كلمة التوحيد)، 2. المقاصد لا تكون بإسهاب هكذا بل بعبارات مقتضبة ونذكر لها السناد، وقد أغفلتِ ذكر السناد إلا الندر]

تقويم الرسالة التبوكية:
2. ناديا عبده (أ)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، 1. المقصد العام للرسالة هو الهجرة إلى الله عز وجل ورسوله وآدابها ومستلزماتها، والمقصد العام قد ذكره ابن القيم في أواخر الرسالة بقوله: ( والمقصود بهذا: أن من أعظم التعاون على البر والتقوى التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله باليد ، واللسان، والقلب، مساعدة، ونصيحة، وتعليما، وإرشادًا، ومودة ) ا.هـ، وما ذكرتِ هو مقصد فرعي وليس بعام، 2. يجب أن توجزي في شرح المقاصد الفرعية بجمل مقتضبة، فلا تستفيضي هكذا في الشرح، فكان يكفيك جملا موجزة وتستدلي لها بالسناد، 3. ما يخص زاد السفر لم تذكري السناد له، 4. لا نذكر تعريفات في المقاصد إلا ما كان فهمه متوقفا على شرحه، فكان يكفيك الإشارة إلى البر والإثم دون التفصيل في التعريفات، وقد استوفيتِ جميع المقاصد، وفقكِ الله]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 رمضان 1439هـ/7-06-2018م, 12:57 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
المقصد الرئيسي للرسالة:
- بيان الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية.
- بيان اصل الدين.

مقاصد فرعية:
- كيفية معرفة أن الأمر عبادة.
- بيان أثر العبادات البدعية.
- بيان تلبيس إبليس على المتصوفة والفلاسفة.
- بيان تلبيس الفلاسفة والمتصوفة على العامة.

المقدمة:
- خطبة الحاجة.

سبب كتابة الرسالة:
- كثر اضطراب الناس في هذا الباب, كما كثر في باب الحلال والحرام.

أصل الدين:
- الحلال ما أحله اللّه ورسوله, والحرام ما حرمه اللّه ورسوله والدين ما شرعه اللّه ورسوله.
- محمد -صلى اللّه عليه وسلم- خاتم النبيين, نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره.
- لم يبق طريق إلى اللّه إلّا باتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم.
- ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله.
- نقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه.
- قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.
- ذم الله المشركين حيث حرموا ما لم يحرمه كالبحيرة, واستحلوا ما حرمه كقتل أولادهم, وشرعوا دينا لم يأذن به اللّه, والدليل:
قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.

حكم الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم:
- لا يجوز أن يقال إن هذا مستحب أو مشروع إلّا بدليل شرعي.
- لا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيف.
- إذا ثبت أن العمل مستحب بدليل شرعي وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ جاز أن تروى إذا لم يعلم أنها كذب.
- إذا روي في مقدار الثّواب حديث لا يعرف أنه كذب لم يجز أن يكذب به.
- قال عليه الصلاة والسلام:(من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).

حقيقة العبادة:
- هي التي يتقرب بها إلى اللّه, وهي ما كان محبوبا للّه ورسوله, مرضيا لهما.
- جعل الله لكل عبادة مفروضة نافلة من جنسها: كالصلوات الخمس, منها نافلة كقيام الليل.
- المخلصون هم الّذين يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئًا.
- يعبد اللّه بما أمر به على ألسنة رسله فمن لم يكن كذلك تولّته الشّياطين.

أصول العبادات الدينية:
- الصّلاة والصّيام والقراءة, قال عليه الصلاة والسلام, لعبد اللّه بن عمرو (ألم أحدّث أنّك قلت لأصومن النهار ولأقومنّ الليل ولأقرأن القرآن في ثلاث؟...)الحدث.
- جاءت في حديث غلو الخوارج:(يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ...)
- قال أبي بن كعب وغيره: اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ
مسألة: هل سرد الصوم وصيام الدهر سوى يومي العيدين وأيام التشريق وقيام جميع الليل هل هو مستحب؟
- ذهب إلى ذلك طائفة من الفقهاء والصّوفية والعباد.
- دلت السنة كراهية ذلك وإن كان جائزًا.
- صوم يوم وفطر يوم أفضل, وقيام ثلث الليل أفضل.

الفرق بين ما هو مشروع وبين ما هو غير مشروع:
- المشروع: هو الذي يتقرب به إلى اللّه تعالى.
- هو سبيل اللّه, هو طريق السالكين, ومنهاج القاصدين والعابدين.
- هو البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف.
- هو الّذي يسلكه كل من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزهد والعبادة ونحو ذلك.

أقسام الناس في الحلال والحرام:
- من استحل بعض ما حرّمه اللّه.
- من حرم بعض ما أحل اللّه.
- من أحدث عبادات لم يشرعها اللّه بل نهى عنها.

التفريغ والتخلية الشرعية:
- أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
- يفرّغه عن محبّة غير اللّه ويملؤه بمحبّة اللّه.
- يخرج عنه خوف غير اللّه ويدخل فيه خوف اللّه تعالى.
- ينفي عنه التوكل على غير اللّه ويثبت فيه التوكل على اللّه.
- قال جندب وابن عمر: " تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيمانًا ".
.
الخلوات الشرعية:
- إما مأمور به إيجابا كاعتزال الأمور الحرمة ومجانبتها كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}
- إما مأمور به استحبابا, كاعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزهد فيه.
- إذا تخلى الإنسان في بعض الأماكن لتحقيق عمل, مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حق, دليله: (أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل؟... فذكر منهم:"ورجلٌ معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلّا من خير)

التأسي بفعل النبي عليه الصلاة والسلام:
- ما فعله النبي صلى اللّه عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيه.
- إذا خصص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
- التأسي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل؛ لأنه فعل.
- أن يقصد العبد مثلما قصد النبي عليه الصلاة والسلام.

متابعته في المباحات التي فعله على غير قصد:
- ما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحا كما فعله مباحا وإن فعله قربة فعلناه قربة.
- من جعله عبادة رأى أن ذلك من تمام التأسي به والتشبه به ورأى أن في ذلك بركة لكونه مختصا به نوع اختصاص.
- كان ابن عمر يحب أن يفعل مثل ذلك ويقول: نفس فعله حسن على أي وجه كان فأحب أن أفعل مثله.
- الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لم يستحبوه؛ لأنه ليس بمتابعة له إذ المتابعة لا بد فيها من القصد.
- كرهه مالك وغيره من العلماء, وهي رواية مشهورة عن أحمد.
- قال عمر رضي الله عنه:أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا.
- أما الأمكنة نفسها, فالصحابة متفقون على أنه لا يعظم منها إلّا ما عظمه الشارع.

أصناف من العبادات الغير مشروعة:
- الخلوات وشبهوها بالاعتكاف الشرعي, واحتجوا بتحنث النبي عليه الصلاة والسلام, بغار حراء قبل الوحي.
- طائفة منهم تجعل الخلوة أربعين يوما ويعظمون أمر الأربعينية, محتجين بأن موسى -عليه السلام-صامها, وكذلك المسيح وخوطب بعدها.
- يدعون حصول الخطاب والتنزل كما حصل في غار حراء.

الرد عليهم:
- العبادة الشرعية هي: الاعتكاف في المساجد كفعل النبي صلى اللّه عليه وسلم, وفعل أصحابه.
- ما فعله صلى اللّه عليه وسلم قبل النبوة إن شرعه بعد النبوة فهو عبادة شرعية.
- بعد بعثته لم يصعد إلى غار حراء ولا خلفاؤه الرّاشدون.
- ليست من شريعة النبي صلى اللّه عليه وسلم, بل من شريعة موسى عليه السلام.
- هذا تمسك بشرع منسوخ وذاك تمسك بما كان قبل النبوة.
- قال تعالى: {ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون}.
- قال تعالى: {إنّهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئًا وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعضٍ واللّه وليّ المتّقين}.
- يحصل لهم تنزل الشياطين؛ لأنّهم خرجوا عن شريعة النبي صلى اللّه عليه وسلم التي أمروا بها.

أقسام أصحاب الخلوات:
- منهم من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة.
- كثير منهم لا يحد للخلوة مكانا ولا زمان, بل يأمر الإنسان أن يخلو في الجملة.
- أكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعة, حيث يأمرون صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض شيء من العبادات.
- يأمرونه بالذكر, وهو أنواع:
ذكر العامة: " لا إله إلّا اللّه ".
وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " .
وذكر خاصّة الخاصّة: " هو " " هو".
- قال بعضهم: ليس مقصودنا إلّا جمع النّفس بأيّ شيءٍ كان, فلا فرق بين قولك: يا حيّ وقولك يا جحش!!

حكم الذكر باللفظ المفرد:
- الذكر بالاسم المفرد مظهرا ومضمرا بدعة في الشرع.
- خطأ في القول واللغة فإن الاسم المجرد ليس هو كلاما لا إيمانا ولا كفرا.
- قال عليه الصلاة والسلام:"أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك..".
- ليس قصدهم ذكر اللّه تعالى , ولكن جمع القلب على شيءٍ معين حتّى يتنزل عليها الشيطان.
- أفضل العبادات البدنية الصلاة ثمّ القراءة ثم الذكر ثم الدعاء.

البدع يريد الكفر:
- القول بوحدة الوجود: وهذا في قولهم إذا كان قصد وقاصد ومقصودا; فاجعل الجميع واحدا!!

قول الفلاسفة:
- زعموا أن كل ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم, فإنّما هو من العقل الفعال.
- النبوة مكتسبة, فإذا تفرغ صفا قلبه وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء.
- موسى عليه السلام, كلم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارج.
- يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم.
- ادعى أبو حامد: إنه سمع الخطاب كما سمعه موسى عليه السلام.
- حرفوا كلام الله وكلام رسوله عن موضعه.
- أخذوا أسماء شرعية ووضعوا لها مسميات مخالفة لمسميات صاحب الشرع ثم إذا تكلموا بها ظن الجاهل أنّهم يقصدون بها الألفاظ الشرعية.
كلفظ: " اللّوح المحفوظ" فليس هو النفس الفلكية.

الرد عليهم:
- أن ما يسمونه " العقل الفعّال " باطل لا حقيقة له.
- سببه: نقص إيمانهم بالرّسل, فآمنوا ببعض ما جاءت به كفروا ببعض
- أن ما يجعله اللّه في القلوب يكون بواسطة الملائكة إن كان حقا, ويكون بواسطة الشياطين إذا كان باطلًا, وهم يزعمون أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.
- لم يكن ما حصل للأنبياء مجرد فيض,با جاءتهم الملائكة بالوحي.
- إذا فُرّغ القلب من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حق؟
- إذا فرّغ القلب حلت فيه الشّياطين ثم تنزّلت عليه؛ ذكر الله يمنعهم من الدخول إلى قلب ابن آدم, قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} .
- الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلب آخر يحصل له به التّحلية.
- هذه الطّريقة لو كانت حقا فإنّما تكون في حق من لم يأته رسول فأما من أتاه رسول وخالفه فقد ضل.

الأحوال الشيطانية:
- مخالف لما بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم
- يقصد أصحابها الأماكن التي ليس فيها أذان ولا إقامة, إما مساجد مهجورة وإما كهوف أومقابر.
- تقصد المواضع الّتي يقال إن بها أثر نبي أو رجل صالح.
- يحصل لهم في هذه المواضع أحوال شيطانية يظنون أنّها كرامات رحمانيّة.
- منهم من يرى أن صاحب القبر قد جاء إليه وكلمه.
- الشّياطين كثيرا ما يتصوّرون بصورة الإنس في اليقظة والمنام.
- منهم من يصدق بأن الأنبياء يأتون في اليقظة في.
- منهم من يظن أنه أن النبي يخرج من قبره في صورته فيكلمه.
- منهم من يظن أن النبي -صلى اللّه عليه وسلم- خرج من الحجرة وكلمه.

أسباب التنزل الشيطاني:
- عبادة غير شرعية مثل أن يقال له: اسجد لهذا الصنم حتى يحصل لك المراد أو استشفع بصاحب.
- إذا دعاه كما يدعو الخالق, صار مشركا به, فما حصل له بهذا السبب حصل بالشرك.
- قال اللّه تعالى: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر ...}.
- سماع المعازف, الغناء رقية الزنا .
- صرف النذر لغير اللّه: مثل أن ينذر لصنم أو كنيسة أو قبر.

أولياء الشيطان:
- يزيّن لهم الشيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السبل الشرعية.
- يبغضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبون سماع القرآن والحديث.
- لا يحبون كتابا ولا من معه كتاب -ولو كان مصحفا أو حديثا- لأنهم استشعروا أن فيه ما يخالف طريقهم.
- يظنون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم مما يحصل في الكتب.
- قال تعالى عن المشركين: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون}.
- هم من أرغب الناس في السماع البدعي سماع المعازف. ومن أزهدهم في السماع الشرعي; سماع آيات اللّه تعالى
- يقول أصحابها عن أهل الحديث: أخذوا علمهم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت.
- منهم من يظن أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ.
- قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} {وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون} {حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}.

الفرقان بين أولياء الرّحمن وأولياء الشّيطان:
- هو الفرقان الّذي بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم فهو: {الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا}
- هو الذي فرق اللّه به بين الحق والباطل, وبين الهدى والضلال, وبين الرشاد والغي, وبين طريق الجنة وطريق النار, وبين سبيل أولياء الرحمن وسبيل أولياء الشيطان.

حكم اتخاذ القبور مساجد:
- قال اللّه تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
- قال عليه الصلاة والسلام:{فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك}.
- تحريم اتّخاذ قبور الأنبياء مساجد مع أنّهم مدفونون فيها وهم أحياء في قبورهم.
- ذريعةٌ إلى الشّرك.
- إذا بني المسجد لأجل ميت كان حراما فكذلك إذا كان لأثر آخر, فإن الشرك في الموضعين حاصل.
- يستحب إتيان قبورهم للسلام عليهم ومع هذا يحرم إتيانها للصلاة عندها واتخاذها مساجد.
- المساجد خالصة للّه تعالى تبنى لأجل عبادته فقط
كانت النّصارى يبنون الكنائس على قبر النّبيّ والرّجل الصّالح وعلى أثره وباسمه.
وقال تعالى: {قل أمر ربّي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدّين}
- لم يفعل السلف شيئا من ذلك, ولو كان هذا مستحبا لكان يستحبّ لهم أن يصلوا في كلّ مكان نزل فيه وأن يبنوا هناك مساجد.
- لم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلّا المسجد, ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر.


أحسنتِ، أحسن الله إليكِ وسددكِ
هناك بعض الملاحظات التي يجب التنبه لها وهي:
1. المراد هنا في هذه التطبيقات هو بيان مقاصد الرسالة، سواء المقصد الرئيس أو المقاصد الفرعية، ومن ثم تلخيص الرسالة على هذه المقاصد الفرعية،

وكما ذُكر في الشرح أنه لابد أولا من استخلاص المسائل ثم تلخيصها تحت المقاصد، ولكنكِ استخرجت المقاصد الفرعية ثم استخرجت المسائل،
ولم تلخصي المسائل تحت المقاصد الفرعية، وهي أهم خطوة في الخطوات المطلوبة، وانظري هنا كي يتضح لكِ الأمر، إذن لدينا أربع خطوات:
- استخراج المسائل.
- استخلاص المقاصد الفرعية.
- تلخيص الرسالة تحت هذه المقاصد.
- استخلاص المقصد الرئيس.
2. المقاصد الفرعية هي الجمل الرئيسة في الكتاب التي قصد المؤلف بيانها؛ فلو نظرتِ لما استخلصتيه من مقاصد فرعية، لوجدتِ بعضها
مسائل وليس بمقاصد، فقولكِ مثلا: (بيان تلبيس إبليس على المتصوفة والفلاسفة) هذا ليس بمقصد فرعي بل تدخل تحت جنس العبادات البدعية كما سيأتي.
3. ستجدين أن شيخ الإسلام تحدث عن إحدى العبادات البدعية ألا وهي الخلوة البدعية وهي مقصد فرعي يندرج تحته كثير من المسائل التي ذكرتِ،
فتعلمين أن شروط المتابعة في العبادة الموافقة في (السبب - الجنس - القدر - الكيفية - الزمان - المكان) ولا يجوز الابتداع في أحدهم، لذا ستجدين
شيخ الإسلام يذكر الخلوة البدعية ثم يذكر العبادات البدعية التي تحدث في هذه الخلوة من حيث الوقت، والقدر، والمكان....وهكذا، فستجدين غالب المسائل تندرج
تحت هذا المقصد.
4. عند تلخيص المقاصد اجعلي العبارات وافية بالمسألة ليس مجرد نقاط، ولابد من ذكر السناد إن وجد.
5. عند الحديث عن بدعة مثل الخلوة أربعين يوما هذا ابتداع في القدر، نبين ذلك ونقول بدعتهم كذا....، دليلهم....، رد شيخ الإسلام........
6. الحمد لله قد أتيت على معظم المسائل فلعلك تنظرين في الرسالة ثانية وتستخرجين الجمل الرئيسة فيها، وتجعلينها المقاصد الفرعية، ثم تجمعين
المساائل المتشابهة تحت كل مقصد، وفقكِ الله.
التقدير: (ب+).


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 شوال 1439هـ/18-06-2018م, 09:25 AM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية

المقصد العام للرسالة: التأكيد على أن دين الإسلام قد اكتمل، والتحذير من خطورة الابتداع مع تناول أثر بدعة الخلوات على أهلها.

المقاصد الفرعية:
أ: بيان أن دين الإسلام قد اكتمل وليس لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه.
ب: بيان أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر رئيسي للتشريع.
ج: بيان الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع.
د: البدعة ضلالة تحيد بصاحبها عن الصراط المستقيم.
هـ: من العبادات غير المشروعة التي شاعت بين المتأخرين: الاعتزال والخلوات.
و: بيان أنواع الخلوات والاعتزال المشروعة.

بيان أن دين الإسلام قد اكتمل وليس لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه
-والأنبياء صلوات اللّه عليهم وسلامه أجمعين قد أُمرنا أن نؤمن بما أوتوه وأن نقتدي بهم وبهداهم، قال تعالى: {قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون}، وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
-ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريقٌ إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فما أمر به من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
-فالدّين ما شرعه اللّه ورسوله؛ ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله. قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}
-وقد ذم الله تعالى المشركين حيث حرّموا ما لم يحرّمه اللّه تعالى كالبحيرة والسّائبة، واستحلّوا ما حرّمه اللّه كقتل أولادهم، وشرعوا دينًا لم يأذن به اللّه، فقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}

بيان أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر رئيسي للتشريع
*ويقصد بذلك سنة النبي الثابتة الصحيحة
-فلا يجوز أن يقال إنّ هذا الفعل مشروعٌ إلّا بدليل شرعيٍّ، ولا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيفٍ.
-لكن إذا ثبت أنّ العمل مستحبٌّ بدليل شرعيٍّ وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ، جاز أن تروى إذا لم يعلم أنّها كذبٌ.
-فإنّ الدّين أصله متابعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وموافقته بفعل ما أمرنا به، وشرعه لنا وسنّه لنا، ونقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها، بخلاف ما كان من خصائصه، فأمّا الفعل الّذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلًا سنّ لنا أنّ نتأسّى به فيه، فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتّخاذ هذا قربةً مخالفةٌ له صلّى اللّه عليه وسلّم، وما فعله من المباحات على غير وجه التّعبّد يجوز لنا أن نفعله مباحًا كما فعله مباحًا.
-وما فعله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على وجه التّعبّد فهو عبادةٌ يشرع التّأسّي به فيه، فإذا خصّص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنّةً، كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه.
-فالتّأسّي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل لأنّه فعل، وذلك إنّما يكون بأن يقصد مثلما قصد، فإذا سافر لحجّ أو عمرةٍ أو جهادٍ وسافرنا كذلك كنّا متّبعين له.
*وهل يستحب لنا التأسي بالنبي في الأمور التي وقعت منه اتفاقا بغير قصد؟
-كان ابن عمر يحبّ أن يفعل مثل ذلك، ويقول: وإن لم يقصده؛ لكنّ نفس فعله حسنٌ على أيّ وجهٍ كان فأحبّ أن أفعل مثله إمّا لأنّ ذلك زيادةٌ في محبّته وإمّا لبركة مشابهته له.
-وأمّا الخلفاء الرّاشدون وجمهور الصّحابة فلم يستحبّوا ذلك؛ لأنّ هذا ليس بمتابعة له؛ إذ المتابعة لا بدّ فيها من القصد، فإذا لم يقصد هو ذلك الفعل بل حصل له بحكم الاتّفاق، كان المتأسي في قصده غير متابعٍ له.
-ومن هذا الباب إخراج التّمر في صدقة الفطر لمن ليس ذلك قوته، وأحمد قد وافق ابن عمر على مثل ذلك، ورخّص في مثل ما فعله ابن عمر، وكذلك رخّص أحمد في التّمسّح بمقعده من المنبر اتّباعًا لابن عمر، ولأحمد رواية أشهربأنّه مكروهٌ كقول الجمهور.
-وأمّا مالكٌ وغيره من العلماء فيكرهون هذه الأمور وإن فعلها ابن عمر؛ فإنّ أكابر الصّحابة كأبي بكرٍ وعمر وعثمان وغيرهم لم يفعلها، فقد ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
-وهكذا للنّاس قولان فيما فعله من المباحات على غير وجه القصد هل متابعته فيه مباحةٌ فقط أو مستحبّةٌ على قولين في مذهب أحمد وغيره.
*وهل يجوز لنا تعظيم أماكن نزول النبي واختصاصها بالعبادات؟
-ولم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه وإنّما كان الكلام في مشابهته في صورة الفعل فقط، وإن كان هو لم يقصد التّعبّد به، فأمّا الأمكنة نفسها فالصّحابة متّفقون على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.
-وأمّا قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكانٍ لم يقصد الأنبياء فيه الصّلاة والعبادة بل روي أنّهم مرّوا به ونزلوا فيه أو سكنوه فهذا كما تقدّم لم يكن ابن عمر ولا غيره يفعله؛ فإنّه ليس فيه متابعتهم لا في عملٍ عملوه ولا قصدٍ قصدوه، ومعلومٌ أنّ هذا إنّما نهى عنه لأنّه ذريعةٌ إلى الشّرك.

بيان الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع.
-فالمشروع: هو العبادة المشروعة التي تعبدنا اللّه تعالى بها، وجعلها قربة إليه، وهو سبيل اللّه، وهو البرّ والطّاعة والحسنات والخير والمعروف، وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين، وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته.
-العبادات الدّينيّة أصولها الصّلاة والصّيام وقراءة القرآن، وهذه الأجناس الثّلاثة مشروعةٌ، ويبقى معرفة القدر المشروع منها، وفي ذلك صُنّف كتاب "الاقتصاد في العبادة"، وقال أبي بن كعبٍ وغيره: "اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ".
-وأما غير المشروع، فإما بأداء الأجناس المشروعة بقدر زائد عن الحد المشروع؛ كصيام العيدين. أو بالاتيان بأجناس عباداتٍ غير مشروعةٍ من الأساس، وهو ما تناوله مؤلف الرسالة بالتفصيل.

البدعة ضلالة تحيد بصاحبها عن الصراط المستقيم
*تسلط الشياطين على أهل البدع
-وأهل العبادات البدعيّة يزيّن لهم الشّيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث، فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره.
-وقد يبغّض إليهم حتّى الكتاب فلا يحبّون كتابًا ولا من معه كتابٌ ولو كان مصحفًا أو حديثًا؛ كما حكى النصرأباذي أنّهم كانوا يقولون عنه: يدع علم الخرق ويأخذ علم الورق، قال: وكنت أستر ألواحي منهم فلمّا كبرت احتاجوا إلى علمي، وكذلك حكى السّريّ السقطي أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده.
-فيصيروا من أرغب النّاس في السّماع البدعيّ سماع المعازف ومن أزهدهم في السّماع الشّرعيّ سماع آيات اللّه تعالى.
-وكان ممّا زيّن لهم طريقهم أن وجدوا كثيرًا من المشتغلين بالعلم والكتب معرضين عن عبادة اللّه تعالى وسلوك سبيله، إمّا اشتغالًا بالدّنيا وإمّا بالمعاصي وإمّا جهلًا وتكذيبًا بما يحصل لأهل التّألّه والعبادة، فصار وجود هؤلاء ممّا ينفّرهم.
*البدعة تهدي إلى الكفر
-وقد يظنّون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم ممّا يحصل في الكتب، فمنهم من يظنّ أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ، ويحكون أنّ شخصًا حصل له ذلك وهذا كذب وضلال.
-ومنهم من يظنّ أنّما يلقى إليه من خطابٍ أو خاطرٍ هو من اللّه تعالى بلا واسطةٍ، وقد يكون من الشّيطان وليس عندهم فرقانٌ يفرّق بين الرّحمانيّ والشّيطانيّ، فإنّ الفرق الّذي لا يخطئ هو القرآن والسّنّة فما وافق الكتاب والسّنّة فهو حقٌّ وما خالف ذلك فهو خطأٌ.
-ثمّ إنّ هؤلاء لمّا ظنّوا أنّ هذا يحصل لهم من اللّه بلا واسطةٍ صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ، ويقول أيضًا: فلانٌ يأخذ عن الكتاب وهذا الشّيخ يأخذ عن اللّه، ومثل هذا.
-ويقال لمن يدعي ذلك: من أين لك أنّ هذا إنّما هو من اللّه لا من الشّيطان وإلقائه ووسوسته؟ فإنّ الشّياطين يوحون إلى أوليائهم وينزلون عليهم كما أخبر اللّه تعالى بذلك في القرآن. بل ونحن نجزم بأن هذا من الشّيطان؛ لأنّه مخالفٌ لما بعث اللّه به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم؛ وذلك أنّه ينظر فيما حصل له وإلى سببه وإلى غايته، فما حصل له بهذا السّبب حصل بالشّرك، فهذه هي الشّياطين يبذلون لهم هذا النّفع القليل بما اشتروه منهم من توحيدهم وإيمانهم.
-وكذلك قد يخالط ذلك سماع المعازف، والمعازف هي خمر النّفوس، فإذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظّلم فيشركون ويقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه ويزنون، وهذه مما يشيع بين أهل سماع المعازف سماع المكاء والتّصدية.

من العبادات غير المشروعة التي شاعت بين المتأخرين: الاعتزال والخلوات
*شبهة أهل الخلوات
-الخلوات شاعت بين المتأخرين لأنّها تشبه الاعتكاف الشّرعيّ.
-ولكن الفرق أن الاعتكاف الشّرعيّ يكون في المساجد، كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه وهو من العبادات المشروعة.
-ولم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانًا يقصد للصّلاة إلّا المسجد ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر، فمشاعر الحجّ كعرفة ومزدلفة ومنًى تقصد بالذّكر والدّعاء والتّكبير لا الصّلاة بخلاف المساجد فإنّها هي الّتي تقصد للصّلاة وما ثمّ مكانٌ يقصد بعينه إلّا المساجد والمشاعر وفيها الصّلاة والنّسك، قال تعالى: {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت}.
-وأمّا الخلوات فبعضهم يحتجّ فيها بتحنّثه بغار حراءٍ قبل الوحي وهذا خطأٌ؛ فإنّ ما فعله صلّى اللّه عليه وسلّم قبل النّبوّة إن كان قد شرعه بعد النّبوّة فنحن مأمورون باتّباعه فيه وإلّا فلا، وهو من حين نبّأه اللّه تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون.
-واعتقادهم في ذلك أنّ هذه الخلوة كانوا يأتونها في الجاهليّة ويقال إنّ عبد المطّلب هو من سنّ إتيانها؛ لأنّه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه وسلامه؛ كالصّلاة والاعتكاف في المساجد.
-وطائفةٌ يجعلون الخلوة أربعين يومًا ويعظّمون أمر الأربعينية، ويحتجّون فيها بأنّ اللّه تعالى واعد موسى -عليه السّلام- ثلاثين ليلةً وأتمّها بعشر، وقد روي أنّ موسى عليه السّلام صامها وصام المسيح أيضًا أربعين للّه تعالى، وخوطب بعدها فيقولون يحصل بعدها الخطاب والتّنزّل كما يقولون في غار حراءٍ حصل بعده نزول الوحي.
-وهذا كله مردود عليهم، فإنّ هذه ليست من شريعة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم
-بل إن أصحاب هذه الخلوات قد يقصدون الأماكن الّتي ليس فيها أذانٌ ولا إقامةٌ ولا مسجدٌ يصلّى فيه الصّلوات الخمس؛ إمّا مساجد مهجورةٌ وإمّا غير مساجد مثل الكهوف والغيران الّتي في الجبال، ومثل المقابر لا سيّما قبر من يُحسن به الظّنّ، ومثل المواضع الّتي يقال إنّ بها أثر نبيٍّ أو رجلٍ صالحٍ، ولهذا يحصل لهم في هذه المواضع أحوالٌ شيطانيّةٌ يظنّون أنّها كراماتٌ رحمانيّةٌ.
* غواية الشيطان لأهل هذه البدعة
-وقد جرّب أنّ من سلك هذه العبادات البدعيّة أتته الشّياطين وحصل له تنزّلٌ شيطانيٌّ وخطابٌ شيطانيٌّ وبعضهم يطير به شيطانه.
-فمنهم من يرى أنّ صاحب القبر قد جاء إليه بعد أن مات من سنين كثيرةٍ ويقول: أنا فلانٌ، وربّما قال له: نحن إذا وضعنا في القبر خرجنا، كما جرى للتّونسيّ مع نعمان السّلاميّ.
-والشّياطين كثيرًا ما يتصوّرون بصورة الإنس في اليقظة والمنام وقد تأتي لمن لا يعرف فتقول: أنا الشّيخ فلانٌ أو العالم فلانٌ.
-وبعضهم كان يحكي أنّ ابن منده كان إذا أشكل عليه حديثٌ جاء إلى الحجرة النّبويّة ودخل فسأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك فأجابه.
-ثمّ صار أصحاب الخلوات فيهم من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة الصّلاة والصّيام والقراءة والذّكر، وأكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعةٍ؛ فمن ذلك طريقة أبي حامدٍ ومن تبعه، وهؤلاء يأمرون صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض لا قراءةً ولا نظرًا في حديثٍ نبويٍّ ولا غير ذلك بل قد يأمرونه بالذّكر ثمّ قد يقولون ما يقوله أبو حامدٍ: ذكر العامّة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصّة الخاصّة: " هو هو ".
-وهذا أيضا مردود عليهم لأن الذّكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة فإنّ الاسم المجّرّد ليس هو كلامًا لا إيمانًا ولا كفرًا.
-وقد ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر)، وفي حديثٍ آخر: (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه) وقال: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ)، والأحاديث في فضل هذه الكلمات كثيرةٌ صحيحةٌ.
*تخلية القلب وجمعه على شيء معين
-وأمّا ذكر الاسم المفرد فبدعةٌ لم يشرّع، وليس هو بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ؛ ولهذا صار بعض من يأمر به من المتأخّرين يبيّن أنّه ليس قصدنا ذكر اللّه تعالى ولكن جمع القلب على شيءٍ معيّنٍ حتّى تستعدّ النّفس لما يرد عليها، فكان يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرّاتٍ فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان.
-وأمّا أبو حامدٍ وأمثاله ممّن أمروا بهذه الطّريقة فلم يكونوا يظنّون أنّها تفضي إلى الكفر - لكن ينبغي أن يعرف أنّ البدع بريد الكفر - ولكن أمروا المريد أن يفرّغ قلبه من كلّ شيءٍ حتّى قد يأمروه أن يقعد في مكانٍ مظلمٍ ويغطّي رأسه ويقول: اللّه اللّه، وهم يعتقدون أنّه إذا فرّغ قلبه استعدّ بذلك فينزل على قلبه من المعرفة ما هو المطلوب، بل قد يقولون إنّه يحصل له من جنس ما يحصل للأنبياء.
*تمادي هؤلاء في المزاعم الضالة، حتى ألحقوا أنفسهم بمنزلة الأنبياء
-ومنهم من يزعم أنّه حصل له أكثر ممّا حصل للأنبياء.
-فأبو حامدٍ يكثر من مدح هذا الأمر في " الإحياء " وغيره، وهذا من بقايا الفلسفة عليه، فإنّ المتفلسفة كابن سينا وأمثاله يزعمون أنّ كلّ ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنّما هو من "العقل الفعّال"؛ ولهذا يقولون النّبوّة مكتسبةٌ، فإذا تفرّغ صفا قلبه وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء، وعندهم أنّ موسى كُلّم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم ممّا حصل لموسى.
-وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب.
-وهذا كلّه لنقص إيمانهم بالرّسل وأنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
*إبطال قولهم بأن الوحي الذي يتلقاه الأنبياء نابع من العقل الفعال في سماء العقل
-هذا الّذي قالوه باطلٌ من وجوهٍ:
أولها: أنّ هذا الّذي يسمّونه " العقل الفعّال " باطلٌ لا حقيقة له.
الثّاني: أنّ ما يجعله اللّه في القلوب يكون تارةً بواسطة الملائكة إن كان حقًّا وتارةً بواسطة الشّياطين إذا كان باطلًا، والملائكة والشّياطين أحياءٌ ناطقون، وهم يزعمون أنّ الملائكة والشّياطين صفاتٌ لنفس الإنسان فقط، وهذا ضلالٌ عظيمٌ.
الثّالث: أنّ الأنبياء جاءتهم الملائكة من ربّهم بالوحي، ومنهم من كلّمه اللّه تعالى فقرّبه وناداه كما كلّم موسى عليه السّلام، لم يكن ما حصل لهم مجرّد فيضٍ كما يزعمه هؤلاء.
الرّابع: أنّ الإنسان إذا فرّغ قلبه من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حقٌّ؟ هذا إمّا أن يُعلم بعقل أو سمعٍ، وكلاهما لم يدلّ على ذلك.
الخامس: أنّ الّذي قد عُلم بالسّمع والعقل أنّه إذا فرّغ قلبه من كلّ شيءٍ حلّت فيه الشّياطين ثمّ تنزّلت عليه الشّياطين كما كانت تتنزّل على الكهّان؛ فإنّ الشّيطان إنّما يمنعه من الدّخول إلى قلب ابن آدم ما فيه من ذكر اللّه الّذي أرسل به رسله، فإذا خلا من ذلك تولّاه الشّيطان كما قال اللّه تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون}.
السّادس: أنّ هذه الطّريقة لو كانت حقًّا فإنّما تكون في حقّ من لم يأته رسولٌ فأمّا من أتاه رسولٌ وأُمر بسلوك طريقٍ فمن خالفه ضلّ، وخاتم الرّسل -صلّى اللّه عليه وسلّم- قد أمر أمّته بعبادات شرعيّةٍ من صلاةٍ وذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ، لم يأمرهم قطّ بتفريغ القلب من كلّ خاطرٍ وانتظار ما ينزل، فهذه الطّريقة لو قدّر أنّها طريقٌ لبعض الأنبياء لكانت منسوخةً بشرع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فكيف وهي طريقةٌ جاهليّةٌ لا توجب الوصول إلى المطلوب إلّا بطريق الاتّفاق بأن يقذف اللّه تعالى في قلب العبد إلهامًا ينفعه؟ وهذا قد يحصل لكلّ أحدٍ ليس هو من لوازم هذه الطّريق، ولكنّ التّفريغ والتّخلية الّتي جاء بها الرّسول أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
السّابع: أنّ أبا حامدٍ يشبّه ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم على تزويق الحائط وأولئك صقلوا حائطهم حتّى تمثّل فيه ما صقله هؤلاء، وهذا قياسٌ فاسدٌ؛ لأنّ هذا الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلبٌ آخر يحصل له به التّحلية كما يحصل لهذا الحائط من هذا الحائط، بل هو يقول إنّ العلم منقوشٌ في النّفس الفلكيّة؛ ويسمّي ذلك باطلا " اللّوح المحفوظ " تبعًا لابن سينا، ولذلك فإنه لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة كما يزعم هؤلاء فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه، فتمثيل ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم تمثيلٌ باطلٌ.

بيان أنواع الخلوات والاعتزال المشروعة
*الاعتزال الواجب
-كاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}.
-ومنه قوله تعالى عن الخليل: {فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون اللّه وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلًّا جعلنا نبيًّا}.
-وقوله عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، فإنّ أولئك لم يكونوا في مكانٍ فيه جمعةٌ ولا جماعةٌ ولا من يأمر بشرع نبيٍّ، فلهذا أووا إلى الكهف هربا من قومهم وكفرهم.
*الاعتزال المستحب
-وأمّا اعتزال النّاس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزّهد فيه فهو مستحبٌّ، وقد قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
-وكما إذا أراد الإنسان تحقيق علمٍ أو عملٍ فتخلّى في بعض الأماكن مع محافظته على الجمعة والجماعة، كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: ((رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ)).

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شوال 1439هـ/1-07-2018م, 07:42 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية

المقصد العام للرسالة: التأكيد على أن دين الإسلام قد اكتمل[هذا جاء كمقدمة للموضوع وليس هو المقصد الرئيس]، والتحذير من خطورة الابتداع مع تناول أثر بدعة الخلوات على أهلها.
[القصد العام هو بيان وجوب الاتباع والتحذير من الابتداع وبيان أثره]
المقاصد الفرعية:
أ: بيان أن دين الإسلام قد اكتمل وليس لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه.
ب: بيان أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر رئيسي للتشريع.
ج: بيان الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع.
د: البدعة ضلالة تحيد بصاحبها عن الصراط المستقيم.
هـ: من العبادات غير المشروعة التي شاعت بين المتأخرين: الاعتزال والخلوات.
و: بيان أنواع الخلوات والاعتزال المشروعة.

بيان أن دين الإسلام قد اكتمل وليس لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه
-والأنبياء صلوات اللّه عليهم وسلامه أجمعين قد أُمرنا أن نؤمن بما أوتوه وأن نقتدي بهم وبهداهم، قال تعالى: {قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون}، وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
-ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريقٌ إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فما أمر به من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
-فالدّين ما شرعه اللّه ورسوله؛ ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله. قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}
-وقد ذم الله تعالى المشركين حيث حرّموا ما لم يحرّمه اللّه تعالى كالبحيرة والسّائبة، واستحلّوا ما حرّمه اللّه كقتل أولادهم، وشرعوا دينًا لم يأذن به اللّه، فقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}

بيان أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر رئيسي للتشريع
*ويقصد بذلك سنة النبي الثابتة الصحيحة
-فلا يجوز أن يقال إنّ هذا الفعل مشروعٌ إلّا بدليل شرعيٍّ، ولا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيفٍ.
-لكن إذا ثبت أنّ العمل مستحبٌّ بدليل شرعيٍّ وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ، جاز أن تروى إذا لم يعلم أنّها كذبٌ.
-فإنّ الدّين أصله متابعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وموافقته بفعل ما أمرنا به، وشرعه لنا وسنّه لنا، ونقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها، بخلاف ما كان من خصائصه، فأمّا الفعل الّذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلًا سنّ لنا أنّ نتأسّى به فيه، فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتّخاذ هذا قربةً مخالفةٌ له صلّى اللّه عليه وسلّم، وما فعله من المباحات على غير وجه التّعبّد يجوز لنا أن نفعله مباحًا كما فعله مباحًا.
-وما فعله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على وجه التّعبّد فهو عبادةٌ يشرع التّأسّي به فيه، فإذا خصّص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنّةً، كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه.
-فالتّأسّي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل لأنّه فعل، وذلك إنّما يكون بأن يقصد مثلما قصد، فإذا سافر لحجّ أو عمرةٍ أو جهادٍ وسافرنا كذلك كنّا متّبعين له.
*وهل يستحب لنا التأسي بالنبي في الأمور التي وقعت منه اتفاقا بغير قصد؟
-كان ابن عمر يحبّ أن يفعل مثل ذلك، ويقول: وإن لم يقصده؛ لكنّ نفس فعله حسنٌ على أيّ وجهٍ كان فأحبّ أن أفعل مثله إمّا لأنّ ذلك زيادةٌ في محبّته وإمّا لبركة مشابهته له.
-وأمّا الخلفاء الرّاشدون وجمهور الصّحابة فلم يستحبّوا ذلك؛ لأنّ هذا ليس بمتابعة له؛ إذ المتابعة لا بدّ فيها من القصد، فإذا لم يقصد هو ذلك الفعل بل حصل له بحكم الاتّفاق، كان المتأسي في قصده غير متابعٍ له.
-ومن هذا الباب إخراج التّمر في صدقة الفطر لمن ليس ذلك قوته، وأحمد قد وافق ابن عمر على مثل ذلك، ورخّص في مثل ما فعله ابن عمر، وكذلك رخّص أحمد في التّمسّح بمقعده من المنبر اتّباعًا لابن عمر، ولأحمد رواية أشهربأنّه مكروهٌ كقول الجمهور.
-وأمّا مالكٌ وغيره من العلماء فيكرهون هذه الأمور وإن فعلها ابن عمر؛ فإنّ أكابر الصّحابة كأبي بكرٍ وعمر وعثمان وغيرهم لم يفعلها، فقد ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
-وهكذا للنّاس قولان فيما فعله من المباحات على غير وجه القصد هل متابعته فيه مباحةٌ فقط أو مستحبّةٌ على قولين في مذهب أحمد وغيره.
*وهل يجوز لنا تعظيم أماكن نزول النبي واختصاصها بالعبادات؟
-ولم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه وإنّما كان الكلام في مشابهته في صورة الفعل فقط، وإن كان هو لم يقصد التّعبّد به، فأمّا الأمكنة نفسها فالصّحابة متّفقون على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.
-وأمّا قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكانٍ لم يقصد الأنبياء فيه الصّلاة والعبادة بل روي أنّهم مرّوا به ونزلوا فيه أو سكنوه فهذا كما تقدّم لم يكن ابن عمر ولا غيره يفعله؛ فإنّه ليس فيه متابعتهم لا في عملٍ عملوه ولا قصدٍ قصدوه، ومعلومٌ أنّ هذا إنّما نهى عنه لأنّه ذريعةٌ إلى الشّرك.

بيان الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع.
-فالمشروع: هو العبادة المشروعة التي تعبدنا اللّه تعالى بها، وجعلها قربة إليه، وهو سبيل اللّه، وهو البرّ والطّاعة والحسنات والخير والمعروف، وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين، وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته.
-العبادات الدّينيّة أصولها الصّلاة والصّيام وقراءة القرآن، وهذه الأجناس الثّلاثة مشروعةٌ، ويبقى معرفة القدر المشروع منها، وفي ذلك صُنّف كتاب "الاقتصاد في العبادة"، وقال أبي بن كعبٍ وغيره: "اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ".
-وأما غير المشروع، فإما بأداء الأجناس المشروعة بقدر زائد عن الحد المشروع؛ كصيام العيدين. أو بالاتيان بأجناس عباداتٍ غير مشروعةٍ من الأساس، وهو ما تناوله مؤلف الرسالة بالتفصيل.

البدعة ضلالة تحيد بصاحبها عن الصراط المستقيم
*تسلط الشياطين على أهل البدع
-وأهل العبادات البدعيّة يزيّن لهم الشّيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث، فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره.
-وقد يبغّض إليهم حتّى الكتاب فلا يحبّون كتابًا ولا من معه كتابٌ ولو كان مصحفًا أو حديثًا؛ كما حكى النصرأباذي أنّهم كانوا يقولون عنه: يدع علم الخرق ويأخذ علم الورق، قال: وكنت أستر ألواحي منهم فلمّا كبرت احتاجوا إلى علمي، وكذلك حكى السّريّ السقطي أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده.
-فيصيروا من أرغب النّاس في السّماع البدعيّ سماع المعازف ومن أزهدهم في السّماع الشّرعيّ سماع آيات اللّه تعالى.
-وكان ممّا زيّن لهم طريقهم أن وجدوا كثيرًا من المشتغلين بالعلم والكتب معرضين عن عبادة اللّه تعالى وسلوك سبيله، إمّا اشتغالًا بالدّنيا وإمّا بالمعاصي وإمّا جهلًا وتكذيبًا بما يحصل لأهل التّألّه والعبادة، فصار وجود هؤلاء ممّا ينفّرهم.
*البدعة تهدي إلى الكفر
-وقد يظنّون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم ممّا يحصل في الكتب، فمنهم من يظنّ أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ، ويحكون أنّ شخصًا حصل له ذلك وهذا كذب وضلال.
-ومنهم من يظنّ أنّما يلقى إليه من خطابٍ أو خاطرٍ هو من اللّه تعالى بلا واسطةٍ، وقد يكون من الشّيطان وليس عندهم فرقانٌ يفرّق بين الرّحمانيّ والشّيطانيّ، فإنّ الفرق الّذي لا يخطئ هو القرآن والسّنّة فما وافق الكتاب والسّنّة فهو حقٌّ وما خالف ذلك فهو خطأٌ.
-ثمّ إنّ هؤلاء لمّا ظنّوا أنّ هذا يحصل لهم من اللّه بلا واسطةٍ صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ، ويقول أيضًا: فلانٌ يأخذ عن الكتاب وهذا الشّيخ يأخذ عن اللّه، ومثل هذا.
-ويقال لمن يدعي ذلك: من أين لك أنّ هذا إنّما هو من اللّه لا من الشّيطان وإلقائه ووسوسته؟ فإنّ الشّياطين يوحون إلى أوليائهم وينزلون عليهم كما أخبر اللّه تعالى بذلك في القرآن. بل ونحن نجزم بأن هذا من الشّيطان؛ لأنّه مخالفٌ لما بعث اللّه به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم؛ وذلك أنّه ينظر فيما حصل له وإلى سببه وإلى غايته، فما حصل له بهذا السّبب حصل بالشّرك، فهذه هي الشّياطين يبذلون لهم هذا النّفع القليل بما اشتروه منهم من توحيدهم وإيمانهم.
-وكذلك قد يخالط ذلك سماع المعازف، والمعازف هي خمر النّفوس، فإذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظّلم فيشركون ويقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه ويزنون، وهذه مما يشيع بين أهل سماع المعازف سماع المكاء والتّصدية.

من العبادات غير المشروعة التي شاعت بين المتأخرين: الاعتزال والخلوات
*شبهة أهل الخلوات
-الخلوات شاعت بين المتأخرين لأنّها تشبه الاعتكاف الشّرعيّ.
-ولكن الفرق أن الاعتكاف الشّرعيّ يكون في المساجد، كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه وهو من العبادات المشروعة.
-ولم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانًا يقصد للصّلاة إلّا المسجد ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر، فمشاعر الحجّ كعرفة ومزدلفة ومنًى تقصد بالذّكر والدّعاء والتّكبير لا الصّلاة بخلاف المساجد فإنّها هي الّتي تقصد للصّلاة وما ثمّ مكانٌ يقصد بعينه إلّا المساجد والمشاعر وفيها الصّلاة والنّسك، قال تعالى: {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت}.
-وأمّا الخلوات فبعضهم يحتجّ فيها بتحنّثه بغار حراءٍ قبل الوحي وهذا خطأٌ؛ فإنّ ما فعله صلّى اللّه عليه وسلّم قبل النّبوّة إن كان قد شرعه بعد النّبوّة فنحن مأمورون باتّباعه فيه وإلّا فلا، وهو من حين نبّأه اللّه تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون.
-واعتقادهم في ذلك أنّ هذه الخلوة كانوا يأتونها في الجاهليّة ويقال إنّ عبد المطّلب هو من سنّ إتيانها؛ لأنّه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه وسلامه؛ كالصّلاة والاعتكاف في المساجد.
-وطائفةٌ يجعلون الخلوة أربعين يومًا ويعظّمون أمر الأربعينية، ويحتجّون فيها بأنّ اللّه تعالى واعد موسى -عليه السّلام- ثلاثين ليلةً وأتمّها بعشر، وقد روي أنّ موسى عليه السّلام صامها وصام المسيح أيضًا أربعين للّه تعالى، وخوطب بعدها فيقولون يحصل بعدها الخطاب والتّنزّل كما يقولون في غار حراءٍ حصل بعده نزول الوحي.
-وهذا كله مردود عليهم، فإنّ هذه ليست من شريعة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم
-بل إن أصحاب هذه الخلوات قد يقصدون الأماكن الّتي ليس فيها أذانٌ ولا إقامةٌ ولا مسجدٌ يصلّى فيه الصّلوات الخمس؛ إمّا مساجد مهجورةٌ وإمّا غير مساجد مثل الكهوف والغيران الّتي في الجبال، ومثل المقابر لا سيّما قبر من يُحسن به الظّنّ، ومثل المواضع الّتي يقال إنّ بها أثر نبيٍّ أو رجلٍ صالحٍ، ولهذا يحصل لهم في هذه المواضع أحوالٌ شيطانيّةٌ يظنّون أنّها كراماتٌ رحمانيّةٌ.
* غواية الشيطان لأهل هذه البدعة
-وقد جرّب أنّ من سلك هذه العبادات البدعيّة أتته الشّياطين وحصل له تنزّلٌ شيطانيٌّ وخطابٌ شيطانيٌّ وبعضهم يطير به شيطانه.
-فمنهم من يرى أنّ صاحب القبر قد جاء إليه بعد أن مات من سنين كثيرةٍ ويقول: أنا فلانٌ، وربّما قال له: نحن إذا وضعنا في القبر خرجنا، كما جرى للتّونسيّ مع نعمان السّلاميّ.
-والشّياطين كثيرًا ما يتصوّرون بصورة الإنس في اليقظة والمنام وقد تأتي لمن لا يعرف فتقول: أنا الشّيخ فلانٌ أو العالم فلانٌ.
-وبعضهم كان يحكي أنّ ابن منده كان إذا أشكل عليه حديثٌ جاء إلى الحجرة النّبويّة ودخل فسأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك فأجابه.
-ثمّ صار أصحاب الخلوات فيهم من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة الصّلاة والصّيام والقراءة والذّكر، وأكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعةٍ؛ فمن ذلك طريقة أبي حامدٍ ومن تبعه، وهؤلاء يأمرون صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض لا قراءةً ولا نظرًا في حديثٍ نبويٍّ ولا غير ذلك بل قد يأمرونه بالذّكر ثمّ قد يقولون ما يقوله أبو حامدٍ: ذكر العامّة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصّة الخاصّة: " هو هو ".
-وهذا أيضا مردود عليهم لأن الذّكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة فإنّ الاسم المجّرّد ليس هو كلامًا لا إيمانًا ولا كفرًا.
-وقد ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر)، وفي حديثٍ آخر: (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه) وقال: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ)، والأحاديث في فضل هذه الكلمات كثيرةٌ صحيحةٌ.
*تخلية القلب وجمعه على شيء معين
-وأمّا ذكر الاسم المفرد فبدعةٌ لم يشرّع، وليس هو بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ؛ ولهذا صار بعض من يأمر به من المتأخّرين يبيّن أنّه ليس قصدنا ذكر اللّه تعالى ولكن جمع القلب على شيءٍ معيّنٍ حتّى تستعدّ النّفس لما يرد عليها، فكان يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرّاتٍ فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان.
-وأمّا أبو حامدٍ وأمثاله ممّن أمروا بهذه الطّريقة فلم يكونوا يظنّون أنّها تفضي إلى الكفر - لكن ينبغي أن يعرف أنّ البدع بريد الكفر - ولكن أمروا المريد أن يفرّغ قلبه من كلّ شيءٍ حتّى قد يأمروه أن يقعد في مكانٍ مظلمٍ ويغطّي رأسه ويقول: اللّه اللّه، وهم يعتقدون أنّه إذا فرّغ قلبه استعدّ بذلك فينزل على قلبه من المعرفة ما هو المطلوب، بل قد يقولون إنّه يحصل له من جنس ما يحصل للأنبياء.
*تمادي هؤلاء في المزاعم الضالة، حتى ألحقوا أنفسهم بمنزلة الأنبياء
-ومنهم من يزعم أنّه حصل له أكثر ممّا حصل للأنبياء.
-فأبو حامدٍ يكثر من مدح هذا الأمر في " الإحياء " وغيره، وهذا من بقايا الفلسفة عليه، فإنّ المتفلسفة كابن سينا وأمثاله يزعمون أنّ كلّ ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنّما هو من "العقل الفعّال"؛ ولهذا يقولون النّبوّة مكتسبةٌ، فإذا تفرّغ صفا قلبه وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء، وعندهم أنّ موسى كُلّم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم ممّا حصل لموسى.
-وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب.
-وهذا كلّه لنقص إيمانهم بالرّسل وأنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
*إبطال قولهم بأن الوحي الذي يتلقاه الأنبياء نابع من العقل الفعال في سماء العقل
-هذا الّذي قالوه باطلٌ من وجوهٍ:
أولها: أنّ هذا الّذي يسمّونه " العقل الفعّال " باطلٌ لا حقيقة له.
الثّاني: أنّ ما يجعله اللّه في القلوب يكون تارةً بواسطة الملائكة إن كان حقًّا وتارةً بواسطة الشّياطين إذا كان باطلًا، والملائكة والشّياطين أحياءٌ ناطقون، وهم يزعمون أنّ الملائكة والشّياطين صفاتٌ لنفس الإنسان فقط، وهذا ضلالٌ عظيمٌ.
الثّالث: أنّ الأنبياء جاءتهم الملائكة من ربّهم بالوحي، ومنهم من كلّمه اللّه تعالى فقرّبه وناداه كما كلّم موسى عليه السّلام، لم يكن ما حصل لهم مجرّد فيضٍ كما يزعمه هؤلاء.
الرّابع: أنّ الإنسان إذا فرّغ قلبه من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حقٌّ؟ هذا إمّا أن يُعلم بعقل أو سمعٍ، وكلاهما لم يدلّ على ذلك.
الخامس: أنّ الّذي قد عُلم بالسّمع والعقل أنّه إذا فرّغ قلبه من كلّ شيءٍ حلّت فيه الشّياطين ثمّ تنزّلت عليه الشّياطين كما كانت تتنزّل على الكهّان؛ فإنّ الشّيطان إنّما يمنعه من الدّخول إلى قلب ابن آدم ما فيه من ذكر اللّه الّذي أرسل به رسله، فإذا خلا من ذلك تولّاه الشّيطان كما قال اللّه تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون}.
السّادس: أنّ هذه الطّريقة لو كانت حقًّا فإنّما تكون في حقّ من لم يأته رسولٌ فأمّا من أتاه رسولٌ وأُمر بسلوك طريقٍ فمن خالفه ضلّ، وخاتم الرّسل -صلّى اللّه عليه وسلّم- قد أمر أمّته بعبادات شرعيّةٍ من صلاةٍ وذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ، لم يأمرهم قطّ بتفريغ القلب من كلّ خاطرٍ وانتظار ما ينزل، فهذه الطّريقة لو قدّر أنّها طريقٌ لبعض الأنبياء لكانت منسوخةً بشرع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فكيف وهي طريقةٌ جاهليّةٌ لا توجب الوصول إلى المطلوب إلّا بطريق الاتّفاق بأن يقذف اللّه تعالى في قلب العبد إلهامًا ينفعه؟ وهذا قد يحصل لكلّ أحدٍ ليس هو من لوازم هذه الطّريق، ولكنّ التّفريغ والتّخلية الّتي جاء بها الرّسول أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
السّابع: أنّ أبا حامدٍ يشبّه ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم على تزويق الحائط وأولئك صقلوا حائطهم حتّى تمثّل فيه ما صقله هؤلاء، وهذا قياسٌ فاسدٌ؛ لأنّ هذا الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلبٌ آخر يحصل له به التّحلية كما يحصل لهذا الحائط من هذا الحائط، بل هو يقول إنّ العلم منقوشٌ في النّفس الفلكيّة؛ ويسمّي ذلك باطلا " اللّوح المحفوظ " تبعًا لابن سينا، ولذلك فإنه لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة كما يزعم هؤلاء فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه، فتمثيل ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم تمثيلٌ باطلٌ.

بيان أنواع الخلوات والاعتزال المشروعة
*الاعتزال الواجب
-كاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}.
-ومنه قوله تعالى عن الخليل: {فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون اللّه وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلًّا جعلنا نبيًّا}.
-وقوله عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، فإنّ أولئك لم يكونوا في مكانٍ فيه جمعةٌ ولا جماعةٌ ولا من يأمر بشرع نبيٍّ، فلهذا أووا إلى الكهف هربا من قومهم وكفرهم.
*الاعتزال المستحب
-وأمّا اعتزال النّاس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزّهد فيه فهو مستحبٌّ، وقد قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
-وكما إذا أراد الإنسان تحقيق علمٍ أو عملٍ فتخلّى في بعض الأماكن مع محافظته على الجمعة والجماعة، كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: ((رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ)).



أحسنت بارك الله فيك،

هناك عدة ملاحظات يجب التنبه لها:
- انظر الملاحظات على تلخيص الأخت فداء، مع النظر في كيفية استخلاصها المسائل.
- يجب أولا استخراج المسائل قبل التركيز على استخراج المقاصد الفرعية، ففقد فاتتك مسائل كثيرة،

فمثلا: شيخ الإسلام تحدث عن إحدى العبادات البدعية ألا وهي الخلوة البدعية وهي مقصد فرعي يندرج تحته كثير من المسائل، التي يجب تصنيفها وترتييبها
ترتيبا موضوعيا، فتعلم أن شروط المتابعة في العبادة الموافقة في (السبب - الجنس - القدر - الكيفية - الزمان - المكان) ولا يجوز الابتداع في أحدهم، لذا ستجد
شيخ الإسلام يذكر الخلوة البدعية ثم يذكر العبادات البدعية التي تحدث في هذه الخلوة من حيث الوقت، والقدر، والمكان....وهكذا، فكان يجبب عليك جمع

المسائل المتعلقة بالخلوة البدعية وجعلها تحت مقصد فرعي واحد.
-
عند الحديث عن بدعة مثل الخلوة أربعين يوما هذا ابتداع في القدر، نبين ذلك ونقول بدعتهم كذا....، دليلهم....، رد شيخ الإسلام........
- اننتبه أن بعض المقاصد يجب فصلها عن بعضض؛ فمثلا نتحدث عن كل ما يخص العبادات المشروعة، ثمم نتحدث عن العبادات الغير مشروعة،
لأنك عند جمعهما اضطررت إلى تفرقة الكلام عن العباددات المشروعة تحت مقاصد عدة.
-- استخراجك للمسائل الفرعية قليل حاول التنبه لهذه النقطة والاستتفادة من تلخيص الأخت فداء.
- حاول التتلخيص دون إخلال بالمراد.


التقدير: (ب).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir