باب لا
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب لا
لا – لات – لائم
تفسير (لا) على ثمانية أوجه:
صلة في الكلام – نهى – على الخبر – غير – ليس – لكي – نفى – رخصة
فوجه منها: (لا) صلة في الكلام، قوله تعالى في سورة الواقعة {فلا أقسم} يعني: أقسم (ولا) زائدة, وكقوله تعالى {لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة} يعني: أقسم. وكل موضع في القرآن {لا أقسم} هذا تأويله, وكقوله تعالى في سورة الأعراف {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} يعني: أن تسجد، وكقوله تعالى في سورة الحديد {لئلا يعلم أهل الكتاب} يعني: ليعلم أهل الكتاب.
والوجه الثاني: (لا) بمعنى: النهي, قوله تعالى {ولا تقربا هذه الشجرة} يعني: نهيا, وكقوله تعالى {ولا تأكلوا أموالكم} وكقوله تعالى {ولا تأكلوها} على النهي ونحوه كثير.
والوجه الثالث: (لا) بمعنى: الخبر، قوله تعالى {ولا خلة ولا شفاعة} إخبارا عن أنه لا يكون كذلك {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا} وكذلك قوله تعالى {سنقرئك فلا تنسى}.
والوجه الرابع: (لا) بمعنى: غير, قوله تعالى في سورة الحج {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} يعني: بغير هدى، وغير كتاب.
والوجه الخامس: (لا) بمعنى: ليس، كقوله تعالى في سورة البقرة {لا فارض ولا بكر} يعني: ليست بفارض، وليست ببكر, مثلها {لا ذلول تثير الأرض} يعني: ليست بذلول.
والوجه السدس: (لا) بمعنى لكي, كقوله تعالى في سورة البقرة {ولأتم نعمتي عليكم} يعني: لكي أتم نعمتي عليكم, وكقوله تعالى في سورة المائدة {وليتم نعمته عليكم} ونحوه كثير.
والوجه السابع: (لا) بمعنى: نفي، وكقوله تعالى {لا ريب فيه} وكقوله تعالى {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} ونحوه كثير.
والوجه الثامن: (لا) رخصة, قوله تعالى في سورة الأحزاب {لا جناح عليهن في آبائهن} وكقوله تعالى {ولا جناح عليكم} ونحوه كثير.
تفسير (لات) على وجهين:
ليس – الصنم
فوجه منهما: لات أي: ليس حين كذا، قوله تعالى في سورة ص {ولات حين مناص} يعني: ليس حين فرار. وقال قتادة: نادوا حين لا نداء.
والوجه الثاني: اللات: الصنم، قوله تعالى في سورة النجم {أفرأيتم اللات والعزى} قيل: كان صنما، قال قتادة. وقال آخرون: كان رجلا يلي لهم السويق, فإذا شربوا سمنوا. وقال مجاهد: كان يلت السويق، فإذا مات عبدوه وأحاطوا بقبره.
تفسير (لائم) على وجهين:
النادم – المعنف
فوجه منهما: لائم: النادم، قوله تعالى في سورة القيامة {ولا أقسم بالنفس اللوامة} يعني: باللائمة: النادمة التي لا تتوب من الذنوب, لا مت نفسها على ذلك.
والوجه الثاني: اللائم: المعنف, قوله تعالى في سورة المائدة {ولا يخافون لومة لائم} أي: توبيخ موبخ, وتعنيف معنف). [الوجوه والنظائر: 476-477]