دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 12:09 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الفتن(2)

الفصل الثالث: في ذكر العصبية والأهواء
7521 - (م س) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه -: قال: قالّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «من قتل تحت راية عمّيّة يدعو عصبيّة، أو ينصر عصبيّة، فقتلة جاهلية». أخرجه مسلم، والنسائي.

[شرح الغريب]
العمية: بتشديدتين: الجهالة والضلالة، وهي فعيلة من العمى.
فقتلة: بكسر القاف: حالة القتيل، أي فقتله قتل جاهلي.
عصبية: العصبية: المحاماة والمدافعة عن الإنسان الذي يلزمك أمره، أو تلتزمه لغرض.

7522 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس منّا من دعا إلى عصبيّة، وليس منا من قاتل عصبيّة، وليس منا من مات على عصبيّة». أخرجه أبو داود.
7523 - (د) سراقة بن مالك بن جعشم - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبنا فقال: «خيركم المدافع عن عشيرته، ما لم يأثم». أخرجه أبو داود.
7524 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «من نصر قومه على غير الحق، فهو كالبعير الذي ردّي في مهواة، فهو ينزع بذنبه».
وفي رواية قال: «انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في قبة من أدم...» فذكر نحوه. أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
مهواة: الحفرة في الأرض، وكل مهلكة مهواة.
التردي: الوقوع من العلو.

7525 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -: قال: قلت: يا رسول الله، ما العصبية؟. قال: «أن تعين قومك على الظّلم». أخرجه أبو داود.
7526 - (د) عمرو بن أبي قرة - رحمه الله -: قال: «كان حذيفة بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة، فيأتون سلمان، فيذكرون له قول حذيفة، فيقول سلمان: حذيفة أعلم بما يقول، فيرجعون إلى حذيفة، فيقولون له: قد ذكرنا قولك لسلمان، فما صدّقك، ولا كذّبك، فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة، فقال: يا سلمان، ما منعك أن تصدّقني بما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال سلمان: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه، ويرضى فيقول في الرضى لناس من أصحابه، ثم قال لحذيفة: أما تنتهي حتى تورث رجالا حبّ رجال، ورجالا بغض رجال، وحتى توقع اختلافا وفرقة، ولقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب، فقال: أيّما رجل من أمّتي سببته سبّة أو لعنته لعنة في غضبي، فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة، والله لتنتهينّ أو لأكتبنّ إلى عمر». أخرجه أبو داود.
7527 - (م) سفيان الثوري: قال: سمعت رجلا سأل جابرا الجعفي عن قوله تعالى: {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي، أو يحكم الله لي، وهو خير الحاكمين} [يوسف: 80] قال جابر: لم يجئ تأويلها بعد، قال سفيان: كذب، قيل لسفيان: ما أراد بهذا؟ فقال: طائفة من الرافضة يقولون: إن عليّا في السحاب، فلا تخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء - يريدون عليا - اخرجوا مع فلان، فذلك تأويل هذه الآية عندهم، وكذب جابر، وكذبوا هم، إنما كانت هذه الآية في إخوة يوسف عليه السلام، وقال تعالى: {وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95]. أخرجه مسلم في مقدمة كتابه.
الفصل الرابع: من أي الجهات تجيء الفتن، وفيمن تكون
7528 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رأس
الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل: الفدّادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم». أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.
وللبخاري أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمان يمان، والفتنة هاهنا حيث يطلع قرن الشيطان».
ولمسلم أنه قال: «الإيمان يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدّادين أهل الخيل والوبر».

7529 - (خ م ط ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو على المنبر: «ألا إن الفتنة هاهنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان». وفي رواية قال - وهو مستقبل المشرق -: «ها، إن الفتنة هاهنا - ثلاثا- وذكره».
وفي أخرى أنه سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - وهو مستقبل المشرق - يقول: «ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان». أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «قام النبي -صلى الله عليه وسلم- خطيبا، فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: هنا الفتنة - ثلاثا - من حيث يطلع قرن الشيطان».
وللبخاري بزيادة في أوله: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان»، وقد اختلف على ابن عون فيه، فروي عنه مسندا، وروي عنه موقوفا على ابن عمر من قوله.
وله في أخرى قال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يشير إلى المشرق، ويقول: ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان»، ولمسلم قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان».
وفي أخرى له عن سالم: أنه قال: «يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة!! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الفتنة تجيء من هاهنا - وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ، فقال الله له: {وقتلت نفسا فنجّيناك من الغمّ، وفتنّاك فتونا} [طه: 40]».
وفي أخرى له: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام عند باب حفصة - وقال بعض الرواة: عند باب عائشة - فقال بيده، نحو المشرق: الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان- قالها مرتين أو ثلاثا».
وأخرج الموطأ الرواية الثانية من أفراد البخاري، وأخرج الترمذي الأولى من أفراد البخاري.
وله في أخرى: «أنه قام على المنبر، فقال: هاهنا أرض الفتن - وأشار إلى المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان».

[شرح الغريب]
الإيمان يمان: أضاف الإيمان إلى اليمن، لأن أصل ظهوره من مكة، والكعبة تسمى: الكعبة اليمانية.
وفتناك فتونا: خلصناك من الفتن والشر، فتن الصائغ الفضة: إذا خلصها مما فيها من غيرها.

7530 - أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من هاهنا جاءت الفتن نحو المشرق، والجفاء والقسوة وغلظ القلوب في الفدّادين، أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر، في ربيعة ومضر». أخرجه....
[شرح الغريب]
الجفاء: الغلظة والقسوة والصلابة.

الفصل الخامس: في قتال المسلمين بعضهم لبعض
7531 - (خ م د س) الأحنف بن قيس - رحمه الله -: قال: «خرجت أنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد يا أحنف؟ قال: قلت: أريد نصر ابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أحنف ارجع، فإنّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا توّجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار، قال: فقلت: - أو قيل: - يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه قد أراد قتل صاحبه».
وفي رواية مختصرا، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار».
وفي أخرى «إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح، فهما على جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا».أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود والنسائي المسند من الأولى. وأخرجه النسائي أيضا الرواية الآخرة.
وله في أخرى نحوها، وقال: «فإذا قتل أحدهما الآخر فهما في النار».

[شرح الغريب]
على جرف: جرف الوادي: الموضع الذي يجرفه السيل، أي يهدمه ويخربه فلا يكون له ثبات.

7532 - (س) أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه: - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فقتل أحدهما صاحبه، فهما في النار، قيل: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: أراد قتل صاحبه». أخرجه النسائي.
7533 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه: - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفّرة من النار» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه» زاد في رواية لم يرفعها: «وإن كان أخاه لأبيه وأمّه» وأخرج الترمذي الرواية الثانية.

[شرح الغريب]
ينزع،النزع: الفساد، فنهي عن الإشارة بالحديدة إلى أخيه، خوفا من أن يتفق من الشيطان فساد في ذلك، فيصيبه بما يؤذيه، فيأثم بتلك الإشارة التي آلت إلى الأذى.

7534 - (س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قتال المسلم كفر وسبابه فسق» أخرجه النسائي.
7535 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سباب المسلم فسوق،وقتاله كفر». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
[شرح الغريب]
سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر: قيل: هذا محمول على من سب مسلما أو قاتله من غير تأويل، وقيل: إنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أن قتاله كفر يخرج عن الملة.

7536 - (خ) سعيد بن جبير - رحمه الله -: قال: «خرج علينا عبد الله بن عمر رضي الله عنه، فرجونا أن يحدّثنا حديثا حسنا، فبادرنا إليه رجل يقال له: حكيم، فقال: يا أبا عبد الرحمن، حدّثنا عن القتال في الفتنة وعن قوله تعالى: {وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة} [البقرة: 193] قال: وهل تدري ما الفتنة؟ ثكلتك أمّك، إنّما كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك» أخرجه البخاري.
7537 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
لا ترجعوا بعدي كفارا: قال الخطابي: له تأويلان، أحدهما: أنه أراد بالكفر المتكفرين في السلاح، أي: المستترين فيه، وأصل الكفر: الستر وقيل: معناه: لا ترجعوا بعدي فرقا مختلفة يقتل بعضكم بعضا، فتشبهون الكفار، يريد أن الكفار يقتل بعضهم بعضا لعداوتهم، بخلاف المسلمين، فإنهم مأمورون بحقن دمائهم، وأن لا يقتل بعضهم بعضا، وقيل: هم أهل الردة الذين قتلوا في زمن أبي بكر - رضي الله عنه.

7538 - (د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض»، أخرجه أبو داود والنسائي.
وزاد النسائي في رواية أخرى: «ولا يؤخذ الرّجل بجناية أبيه ولا جناية أخيه».

7539 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ولا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه، لا جريرة أخيه» في أخرى: «لا ترجعوا بعدي ضلاّلا، يضرب بعضكم رقاب بعض» أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
بجريرة: الجريرة: الجناية والذنب الذي يفعله الإنسان فيطالب به.

7540 - (خ م س) جرير [بن عبد الله البجلي] - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: «استنصت لي الناس، ثم قال: لا ترجعوا بعدي كفّارا، يضرب بعضكم رقاب بعض». أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
[شرح الغريب]
استنصت القوم: إذا قلت لهم: أنصتوا، أي: اسكتوا لتستمعوا.

7541 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يقول: «اللهمّ لا تجعل قتلي بيد رجل صلّى لك سجدة واحدة، يحاجّني بها عندك يوم القيامة» أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
يحاجني: المحاجة: المخاصمة والمجادلة وإظهار الحجة.

7542 - (د) عبد الرحمن بن سمير قال: «كنت آخذا بيد ابن عمر رضي الله عنه في طريق من طرق المدينة، إذ أتى على رأس منصوب، فقال: شقي قاتل هذا، فلما أن مضى، قال: وما أرى هذا إلا قد شقي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من مشى إلى رجل من أمتي ليقتله، فليقل هكذا، فالقاتل في النار، والمقتول في الجنة» أخرجه أبو داود.
7543 - سالم - [مولى عبد الله بن عمر] - رحمه الله -: أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن قتل محرم بعوضا؟ فقال: «يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة، وأجرأكم على الكبيرة ! يقتل أحدكم من الناس ما لو كان لي عددهم سبحات لرأيت أنه إسراف، وإنّا كنّا نسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزلنا منزلا، فنام رجل من القوم، ففزّعه رجل، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لا يحلّ لمسلم تفزيع مسلم». أخرجه....
[شرح الغريب]
البعوض: صغار البق.

الفصل السادس: في القتال الحادث بين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والاختلاف
قتل عثمان رضي الله عنه
7544 - (ت) ابن أخي عبد الله بن سلام قال: لما أريد عثمان - رضي الله عنه- جاء عبد الله بن سلام، فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نصرتك، قال: اخرج إلى الناس فاطردهم عنّي، فإنّك خارجا خير لي منك داخلا، قال: فخرج عبد الله بن سلام، فقال: أيّها الناس، إنه كان اسمي في الجاهلية فلانا، فسمّاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، ونزل فيّ آيات من كتاب الله، نزل فيّ {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم، إنّ الله لا يهدي القوم الظّالمين} [الأحقاف: 10] ونزلت فيّ {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم، ومن عنده علم الكتاب} [الرعد: 43] إنّ لله سيفا مغمودا عنكم، وإن] الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا الذي نزل فيه نبيّكم، فالله الله في هذا الرجل أن تقتلوه، فوالله لئنّ قتلّتموه لتطردنّ جيرانكم الملائكة، ولتسلّنّ سيف الله المغمود عنكم فلا يغمد إلى يوم القيامة، قال: فقالوا: اقتلوا اليهوديّ، واقتلوا عثمان. أخرجه الترمذي.

7545 - (خ) نافع [مولى عبد الله بن عمر] - رضي الله عنهما -: أن رجلا أتى ابن عمر. فقال: «يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحجّ عاما، وتعتمر عاما، وتترك الجهاد في سبيل الله، وقد عملت مارّغب الله فيه؟ قال: يا ابن أخي، بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزّكاة، وحجّ البيت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإنّ طائفتان من المؤّمنين اقتتلوا} - إلى قوله - {إلى أمر الله} [لحجرات: 9]، وقال: {وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة} [البقرة: 193] قال: فعلنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه، إمّا قتلوه، وإما عذّبوه، حتى كثر الإسلام، فلم تكن فتنة، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أمّا عثمان: فكان الله عفا عنه، وأمّا أنتم: فكرهتم أن تعفوا عنه، وأما علي: فابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وختنه - وأشار بيده - فقال: هذا بيته حيث ترون» وفي رواية: «أنّ رجلا جاءه، فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله عز وجل في كتابه؟ {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا...} إلى آخر الآية، فما يمنعك أن تقاتل كما ذكر الله عز وجل في كتابه، فقال: يا ابن أخي، أغترّ - وفي نسخة: أعيّر - بهذه الآية، ولا أقاتل، أحبّ إليّ من أن أغترّ: بالآية التي يقول الله عز وجلّ: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا....} إلى آخرها [النساء: 93] قال: فإن الله عز وجل يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}، قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...» وذكر الحديث وفيه: «فلما رأى أنه لا يوافقه فما يريد، قال: فيما قولك في علي وعثمان؟....» الحديث أخرجه البخاري.
وقعة الجمل
7546 - (خ) عبد الله بن زياد قال: «لما سار طلحة والزبير وعائشة - رضي الله عنهم- إلى البصرة، بعث عليّ عمار بن ياسر وحسنا، فقدما علينا الكوفة، فصعدا المنبر، وكان حسن بن علي في أعلاه، وعمّار أسفل منه، فاجتمعنا إليهما، فسمعت عمّارا يقول: إنّ عائشة قد سارت إلى البصرة، والله إنّها لزوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة، ولكنّ الله ابتلاكم ليعلم إيّاه تطيعون، أم هي؟» أخرجه البخاري، وفي أخرى له عن شقيق قال: «لما بعث عليّ عمّارا والحسن بن علي إلى الكوفة ليستنفرهم، خطب عمار، فقال: إني لأعلم أنّها زوجة نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- في الدّنيا والآخرة ولكنّ الله ابتلاكم بها، لينظر إيّاه تتّبعون، أو إيّاها؟».

[شرح الغريب]
ليستنفرهم: استنفر الناس: دعاهم إلى أن ينفروا معه إلى نصرته ودفع عدوه.

7547 - (خ) شقيق بن عبد الله قال: «دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار حيث أتي الكوفة ليستنفر الناس، فقال: ما رأينا منك أمرا منذ أسلمت أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر؟ فقال: ما رأيت منكما أمرا منذ أسلمتما أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، قال: ثم كساهما حلّة». وفي أخرى قال: «كنت جالسا مع أبي موسى وأبي مسعود وعمار، فقال أبو مسعود: ما منّ أصحابك من أحد إلا لو شئت لقلت فيه، غيرك، وما رأيت منك شيئا منذ صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر؟ فقال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئا منذ صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر، فقال أبو مسعود - وكان موسرا - يا غلام ! هات حلّتين، فأعطى إحداهما أبا موسى، والأخرى عمارا، وقال: روحا فيهما إلى الجمعة» أخرجه البخاري.
7548 - (د) قيس بن عباد - رحمه الله -: قال: قلت لعلي: «أخبرني عن مسيرك هذا، أعهد عهده إليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أم رأي رأيته؟ قال: ما عهد إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء؟ ولكنّه رأي رأيته؟» أخرجه أبو داود.
الخوارج
7549 - (م د) زيد بن وهب [الجهني] - رضي الله عنه -: أنه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ، الذين ساروا إلى الخوارج - فقال عليّ: «أيّها الناس: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يخرج قوم من أمّتي، يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه له وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم -صلى الله عليه وسلم- لنكلوا عن العمل، وآية ذلك: أن فيهم رجلا له عضد، ليس له ذراع، على عضده مثل حلمة الثّدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنّهم قد سفكوا الدّم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا. قال سلمة بن كهيل: فنزّلني زيد بن وهب منزلا، حتى قال: مررنا على قنطرة، فلما التقينا - وعلى الخوارج يومئذ: عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم: ألقوا الرّماح، وسلّوا سيوفكم من جفونها،فإني أخاف أن يناشدوكم، كما ناشدوكم يوم حروراء، فرّحشوا برماحهم وسلّوا السّيوف، وشجرهم الناس برماحهم، وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يؤمئذ إلا رجلان، فقال عليّ: التمسوا فيهم المخدج، فالتمسوه، فلم يجدوه، فقام عليّ بنفسه، حتى أتى ناسا، قد قتل بعضهم على بعض. قال: أخّروهم، فوجدوه مما يلي الأرض، فكّبر ثم قال: صدق الله، وبلّغ رسوله، قال: فقام إليه عبيدة السّلمانيّ، فقال: يا أمير المؤمنين، الله الذي لا إله إلا هو، لسمعت هذا الحديث من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له» أخرجه مسلم وأبو داود.
وفي أخرى لأبي داود عن أبي الوضيء قال: قال عليّ: «اطلبوا المخدج...» فذكر الحديث واستخرجوه من تحت قتلى في الطين، قال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه، حبشي عليه قريطق له، إحدى يديه مثل ثدّي المرأة، عليها شعيرات مثل الشّعيرات التي تكون على ذنب اليربوع. قال أبو مريم: إن كان ذلك المخدج لمعنا يومئد في المسجد، نجالسه بالليل والنهار، وكان فقيرا، ورأيته مع المساكين يشهد طعام عليّ مع الناس، وقد كسوته برنسا لي، قال أبو مريم: وكان المخدج يسمّى نافعا، ذا الثديّة،، وكان في يده مثل ثدي المرأة، على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي، عليه شعيرات مثل سبالة السّنّور.

[شرح الغريب]
تراقيهم: التراقي: جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.
الرمية: ما يرمى من صيد أبو نحوه، قال الخطابي: وقد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، ورأوا مناكحتهم وأكل ذبائحم، وأجازوا شهادتهم، وسئل عنهم علي بن أبي طالب، فقيل: «أكفارهم؟ قال: من الكفر فروا، فقيل: فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلا، قيل: من هم؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا»، قال الخطابي، فمعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «يمروقون من الدين» أراد بالدين أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة، وينسلخون منها، والله أعلم.
نكلت: عن العمل أنكل: إذا فترت عنه وجبنت عن فعله.
وآية ذلك، والآية: العلامة التي يستدل بها.
جفون السيوف: أغمادها.
وحشت بسلاحي: وبثوبي: إذا رميت به وألقيته من يدك.
التشاجر بالرماح: التطاعن بها، وشجره برمحه: إذا طعنه.
المخدج: الناقص، والخداج: النقص.
قريطق: تصغير قرطق، وهو شبيه بالقباء، فارسي معرب.
ذو الثدية: تصغير الثندوة، بتقدير حذف الزائد الذي هو النون، لأنها من تركيب الثدي، وانقلاب الياء فيها واوأ لضمة ما قبلها.
السبالة: الشارب،والجمع السبال، والهاء في «سبالة» لتأنيث اللفظة.

7550 - (م) عبيد الله بن أبي رافع - مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أن الحرورّية لمّا خرجت على عليّ بن أبي طالب، فقالوا: لا حكم إلاّ لله، قال عليّ: كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصف لنا ناسا، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحقّ بألسنتهم، لا يجاوز هذا منهم - وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود في إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب، قال: انظروا، فنظروا، فلم يجدوا شيئا، فقال: ارجعوا، فوالله ما كذبت ولا كذبت - مرتين أثلاثا - ثم وجدوه في خربة فأتوا به، حتى وضعوه بين يديه، قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول عليّ فيهم» زاد في رواية: قال ابن حنين: «رأيت ذلك الأسود».
أخرجه مسلم، هذا الحديث أفرده الحميديّ في كتابه عن الذي قبله وجعله حديثا مفردا، وهو رواية منه، وذلك بخلاف عادته في جميع روايات الحديث، وحيث أفرده اتبعناه، وتركنا الأولى، ولعله قد أدرك منه معنى اقتضى له أن يفرده.

[شرح الغريب]
الطبي: لذوات الحافر والسابع كالضرع لغيرها، وقد يكون لذوات الخف.

7551 - (م) عبيدة بن عمرو [السلماني] عن علي - رضي الله عنه - أنه ذكر الخوارج فقال: «فيهم رجل مخّدج اليد، أو مثدون اليد، أو مودن اليد، لولا أن تبطروا لحدّثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم-،قال: فقلت: أنت سمعت هذا من محمد -صلى الله عليه وسلم-؟قال: إي، وربّ الكعبة - قالها ثلاثا -» أخرجه مسلم، وهذا الحديث أيضا أخرجه الحميدي مفردا، وهو رواية من روايات الحديث الأول.
[شرح الغريب]
مثدون اليد روي مثدون اليد ومثدّن اليد ومعناها: صغير اليد مجتمعها، بمنزلة ثندوة الثدي، وأصله: مثند، فقدمت الدال على النون
أو مودن اليد رجل مودن ومودون اليد، أي صغيرها وناقصها، من قولهم: أودنت الشيء إذا نقصته، وودنته فهو مودن ومودون.

7552 - (خ م د س) - سويد بن غفلة قال: قال عليّ - رضي الله عنه -: «إذا حدّثتكم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا، فوالله لأن أخرّ من السماء أحبّ إليّ من أكذب عليه.
وفي رواية: منّ أنّ أقول عليه ما لم يقل، وإذا حدّثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، وإني سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: سيخرج قوم في آخر الزّمان حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرّية، يقرؤون القرآن، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّمية، فأينما لقيطموهم فاقتلوهم، فإنّ في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
وأخرجه النسائي قال: قال علي: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يخرج قوم في آخر الزّمان». وذكر الحديث.
وهذا الحديث أيضا: يجوز أن يكون من جملة روايات الحديث الأول، فإنه أيضا في صفة الخوارج.

[شرح الغريب]
أخر: خر من السطح يخر: إذا وقع، وكل من سقط من موضع عال فقد خر.
حدثاء الأسنان: أي شباب لم يكبروا حتى يعرفوا الحق.
سفهاء الأحلام: الأحلام: العقول، والسفه: الخفة في العقل والجهل.

7553 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: من رواية أبي سلمة وعطاء بن يسار، أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحّرورّية، هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرها؟ قال: لا أدري من الحرورية؟ ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يخرج في هذه الأمّة - ولم يقل: منها - قوم، تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلوقهم - أو حناجرهم - يمرقون من الدّين مروق السّهم من الرّمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة: هل علق بهما من الدم شيء؟».
وفي رواية أبي سلمة والضّحّاك الهمداني: أن أبا سعيد الخدري قال: «بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة - وهو رجل من بني تميم - فقال: يا رسول الله، اعدل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ - زاد في رواية: قد خبت وخسرت إن لم أعدل - فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دعه. فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم» زاد في رواية «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام. وفي رواية: من الدّين - كما يمرق السهم الرّمية، ينظر أحدهم إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيّه لا يوجد فيه شيء - وهو القدح - ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث والدّم، آيتهم: رجل أسود، إحدى عضديه - وفي رواية: إحدى يديه - مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فرقة من النّاس» قال أبو سعيد: «فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأشهد أن علي بن طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل، فالتمس فوجد، فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي نعت».
قال الحميدي: ألفاظ الرواة عن الزهري متقاربة، إلا فيما بيّنا من الزيادة.
وفي أخرى: قال أبو سعيد: «بعث علي- رضي الله عنه - وهو باليمن إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بذهيبة في تربتها، فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم أحد بني مجاشع، وبين عيينة بن بدر الفزاري، وبين علقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نبهان، فتغضّبت قريش والأنصار، فقالوا: يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا؟ قال [رسول الله -صلى الله عليه وسلم-]: إنما أتألّفهم، فأقبل رجل غائر العينين، ناتئ الجبين كث اللحية، مشرف الوجنتين، محلوق الرأس، فقال: يا محمد، اتق الله، فقال: فمن يطيع الله، إذا عصيته؟ أفيأمني على أهل الأرض،ولا تأمنوني؟ فسأل رجل من القوم قتله - أراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولّى، قال: إن من ضئضيء هذا قوما يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم نحوه بزيادة ألفاظ، وفيها «بذهيبة في أديم مقروظ، لم تحصّل من ترابها - وفيها - والرابع: إما علقمة بن علاثة، وإما عامر بن الطفيل -وفيها - ألا تأمنوني، وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء - فيها - فقال: يا رسول الله، اتق الله، فقال: ويلك ! أولست أحقّ أهل الأرض أن يتقي الله؟ قال: ثم ولّى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله: ألا أضرب عنقه؟ فقال: لا، لعلّه أن يكون يصلي، قال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني لم أومر أن أنقّب عن قلوب الناس، ولا أشقّ بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مقفّ، فقال: إنّه يخرج من ضئضي هؤلاء قوم يتلون كتاب الله رطبا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السّهم من الرمية، قال: أظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود».
وفي رواية «فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا، فقام إليه خالد سيف الله، فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا».
وفي رواية البخاري أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النّصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى في الفوق».
وللبخاري طرف منه أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق - أو قال: التّسبيد».
ولمسلم في أخرى «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذكر قوما يكونون في أمته، يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحالق، قال: هم شرّ الخلق - أو من أشرّ الخلق - يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق، قال: فضرب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لهم مثلا - أو قال قولا - الرجل يرمي الرمية - أو قال: الغرض - فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة، قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق».
وله في أخرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق».
وفي أخرى: وذكر فيه «قوما يخرجون على فرقة مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق». وأخرج الموطأ الرواية الأولى من أفراد البخاري وقال: «تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم».
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة التي فيها ذكر «الذهيبة».

[شرح الغريب]
قدح: القدح: السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل، وقبل أن يبرى.
الرّصاف: العقب الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم، واحدها: رصفة، بالتحريك.
التماري: تفاعل من المرية: الشك، والمراد: الجدال.
الفوقة: والفوق: موضع وقوع الوتر من السهم.
النضي: بالضاد المعجمة - بوزن النقي: القدح أول ما يكون قبل أن يعمل، ونضي السهم: ما بين الريش والنصل، ونضو السهم: قدحه، وهو ما جاوز الريش إلى النصل، وقيل: النضي: نصل السهم، والمراد به في الحديث: ما بين الريش والنصل.
الفرث: السرجين وما يكون في الكرش.
البضعة: القطعة من اللحم.
تدردر: التدردر التحرك والترجرج مارّا أو جائيا.
الذهبية: تصغير الذهب، وهو في الأصل مؤنث، والقطعة منه ذهبة، فلما صغر أضاف إليه الهاء، كما يقال في تصغير قوس: قويسة، وفي تصغير قدر: قديرة.
الأديم: المقروظ المدبوغ بالقرظ.
الصناديد: جمع صنديد، وهو السيد الشريف.
التألف: الإيناس والتحبب، والمراد: لأحبب إليهم الإسلام وأزيل نفورهم منه.
الضئضئ: بالهمز: الأصل، والمراد: يخرج من صلبه ونسله.
أنقب: التنقيب: التفتيش.
مقف: قفى الرجل الرجل يقفي، فهو مقف: إذا أعطاك قفاه وولى.
التسبيد: حلق الشعر واستئصاله، وقيل: هو ترك التدهن وغسل الرأس.
التحليق: والتحالق، حلق شعر الرأس، وهو تفاعل منه، كأن بعضهم يحلق بعضا.
الغرض: الهدف.
البصيرة: الدليل والحجة الذي يستدل به، لأن الدليل يوضح المعنى ويحققه، فكأن صاحبه يبصر به، والبصيرة هو شيء من الدم يستدل به على الرمية.

7554 - (د) أبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرّمية، ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقه، هم شر الخلق، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسول الله،ما سيماهم؟ قال: التحليق».
وفي رواية عن أنس نحوه قال: «سيماهم التحليق والتسبيد، فإذا رأيتموهم فأنيموهم» أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
القيل: هو القول.
الإنامة: القتل، يقال: ضربه فأنامه: إذا قتله.

7555 - (ت) عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -) قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية». أخرجه الترمذي.
7556 - (خ م) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما قال: «أتى رجل بالجعرنة - منصرفا من خين - وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبض منها ويعطي الناس، فقال يامحمد، اعدل، فقال ويلك، ومن يعدل إذم لم أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يارسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، إنّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرّميّة». أخرجه مسلم.
وأخرجه البخاري قال: «بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل: أعدل، فقال: لقد شقيت إن لم أعدل».

7557 - (م) - أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ بعدي من أمّتى -أو سيكون بعدي من أمتي - قوم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يجرجون من الدّين كما يخرج السهم من الرّميّة، ثم لا يعودون فيه، هم شرّ الخلق والخلقة».
قال ابن الصامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري [أخا الحكم العقاري قلت: ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا] فذكرت له هذا الحديث؟ فقال: وأنا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
الخلق والخليقة: اسمان بمعنى: وهم الخلائق كلهم. وقيل: الخلق: الناس، والخليقة: الدواب والبهائم.

7558 - (س) شريك بن شهاب قال: كنت أتمّنى أن ألقى رجلا من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أسأله عن الخوارج، فلقيت أبا برزة في يوم عيد في نفر من أصحابه، فقلت له: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الخوارج؟ قال: «نعم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأذنيّ، ورأيته بعينيّ، أتي رسول الله بمال، فقسمه، فأعطى من عن يمينه، ومن عن شماله، ولم يعط من وراءه شيئا، فقام رجل من ورائه، فقال: يا محمد، ما عدلت في القسمة - رجل أسود مطموم الشّعر، عليه ثوبان أبيضان - فغضب رسول الله غضبا شديدا وقال: والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني، ثم قال: يخرج في آخر الزمان قوم، كأنّ هذا منهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرمية، سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم هم شرّ الخلق والخليقة» أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
مطموم الشعر: كثيره، قد طم رأسه، أي: غطاه، والطم: الشيء الكثير.

7559 - (خ م) يسير بن عمرو - رضي الله عنه -: قال: قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في الخوارج شيئا؟ قال: سمعته يقول: - وأهوى بيده قبل العراق «يخرج من قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية».
وفي رواية قال: «يتيه قوم قبل المشرق، محلّقة رؤوسهم».أخرجه البخاري ومسلم.

7560 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنه ذكر الحرورّية، فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يمرقون من الإسلام مروق السّهم من الرمية» أخرجه البخاري.
أمر الحكمين
7561 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «دخلت على حفصة - ونوساتها تنطف - قلت: قد كان من أمر الناس ما ترين، فلم يجعل لي من الأمر شيء، فقالت: الحق، فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة، فلم تدعه حتى ذهب، فلما تفرّق الناس خطب معاوية، فقال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه، فلنحن أحقّ به منه ومن أبيه، قال حبيب بن مسلمة: فهلاّ أجبته؟ قال عبد الله: فحكلت حبوتي، وهممت أن أقول: أحقّ بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرّق بين الجمع وتسفك الدّم، ويحمل عنيّ غير ذلك، فذكرت ما أعدّ الله تعالى في الجنان قال حبب: حفظت وعصمت» أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
قرن الإنسان: جانب رأسه.

أيام ابن الزبير
7562 - (خ) أبو المنهال قال: «لما كان ابن زياد بالبصرة، ومروان بالشام، ووثب ابن الزبير بمكة، ووثب القرّاء بالبصرة، انطلق أبي إلى أبي برزة الأسلمي، وذهبت معه، يدخلنا عليه في داره وهو جالس في ظلّ علّيّة له من قصب، فجلسنا إليه، فجعل أبي يستطعمه الحديث، فقال: يا أبا برزة، ألا ترى إلى ما وقع فيه الناس؟ فأول شيء سمعته يتكلّم به أن قال: إني أحتسب عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش، إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال التي قد علمتم، من القلّة والذّلّة والضّلالة، وإن الله أنقذكم بالإسلام، وبمحمد عليه السلام، حتى بلغ بكم ماترون، وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم، إن ذلك الذي بالشام، والله إن يقاتل إلاّ على الدنيا». أخرجه البخاري.
وزاد رزين «والذي بمكة إن يقاتل إلا على الدنيا».
وزاد في رواية للبخاري: أنه سمع أبا برزة قال: «إنّ الله نعشكم بالإسلام وبمحمد-صلى الله عليه وسلم-».

[شرح الغريب]
استطعمته الحديث: إذا جاريته فيه وجذبته إليك ليحدثك.

7563 - (خ) نافع -مولى ابن عمر - رضي الله عنه -: أن ابن عمر «أتاه رجلان في فتنة ابن الزّبير، فقالا: إن الناس صنعوا ما ترى، وأنت ابن عمر، وصاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال يمنعني أنّ الله حرّم عليّ دم أخي المسلم، قالا: ألم يقل الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة [ويكون الدّين كلّه لله} [الأنفال: 29]؟ فقال ابن عمر: قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة،وكان الدين لله،وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة،ويكون الدّين لغير الله»أخرجه البخاري.
7564 - (م) أبونوفل قال: رأيت عبد الله بن الزّبير على عقبة المدينة، فجعلت قريش تمرّ عليه والناس، حتى مرّ عليه عبد الله بن عمر، فوقف عليه عبد الله، فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، ثلاثا [أما] والله إن كنت ما علمت: صوّاما قوّاما وصولا للرّحم، أما والله لأمّة أنت أشرّها لأمّة سوء، ثم نفذ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه، فأنزل عن جذعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول: لتأتينّي، أولا بعثنّ إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت، وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إليّ من يسحبني بقروني، قال: فقال: أروني سبتيّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذّف، حتى دخل عليها، قال: كيف رأيتني صنعت بعدوّ الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول: يا ابن ذات النّطاقين، أنا والله ذات النطاقين، أمّا أحدهما: فكنت أرفع به طعام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطعام أبي من الدواب. وأما الآخر: فنطاق المرآة الذي لا تستغني عنه، وأما إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدّثنا: أن في ثقيف كذّابا ومبيرا، فأما الكذّاب: فرأيناه، وأما المبير: فلا إخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها. أخرجه مسلم.
وزاد رزين: وقال: "دخلت لأخبرها فخبّرتني".
[شرح الغريب]
قرون المرأة: ضفائرها، واحدها: قرن.
سبتيّ: السّبتيّان: النعلان، وأصله من السّبت، وهي جلود البقر المدبوغة بالقرظ تعمل منها النعال، كأنها نسبت إليها، وقيل: هو من السبّت: حلق الشعر، لأن شعر الجلود يرمى عنها، ثم يعمل منها النعال.
يتوذّف: مشى يتوذف، أي يتبختر، وقيل: يسرع.

ذكر بني مروان
7565 - (خ) سعيد بن عمرو بن العاص: قال: كنت مع مروان وأبي هريرة في مسجد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: «هلاك أمّتي على يدي أغيلمة من قريش، فقال مروان: غلمة، قال أبو هريرة: إن شئت أن أسمّيهم بني فلان وبني فلان» أخرجه البخاري.
وفي رواية: قال عمرو بن يحيى بن سعيد: أخبرني جدّي قال: كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، ومعنا مروان فقال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق يقول: «هلكة أمّتي على يدي غلمة من قريش، قال مروان: لعنة الله عليهم [غلمة]؟ فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول: بنو فلان لفعلت، قال: فكنت أخرج مع جدّي سعيد إلى الشام، حين ملكه بنو مروان، فإذا رآهم غلمانا أحداثا،قال لنا: عسى هؤلاء الذين عنى أبو هريرة، فقلت: أنت أعلم» هذه الرواية ذكرها رزين.

[شرح الغريب]
الصادق المصدوق: هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، صدق في قوله وما أخبر به، وصدّق فيما جيء به إليه من الوحي.
أغيلمة: تصغير أغلمة في التقدير، وإن لم يجئ هذا اللفظ، استغناء عنه بغلمة في جمع غلام.

ذكر الحجاج
7566 - (خ ت) الزبير بن عدي قال: «دخلنا على أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: اصبروا، لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرّ منه، حتى تلقوا ربّكم، سمعت هذا من نبيكم» أخرجه البخاري والترمذي.

7567 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «في ثقيف كذّاب ومبير» أخرجه الترمذي.
قال الترمذي: ويقال: الكذاب: المختار بن أبي عبيد،والمبير: الحجاج بن يوسف.

[شرح الغريب]
المبير: المهلك، من البوار: الهلاك.

7568 - (ت) هشام بن حسان قال: «أحصي ما قتل الحجاج صبرا، فوجد مائة ألف وعشرين ألفا» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
صبرا: قتلته صبرا: إذا حبسته على القتل، فكل من قتل في غير حرب ولا اختلاس - كمن يضرب عنقه، أو يحبس إلى أن يموت، أو يصلب، أو نحو ذلك من هيئات القتل - فهو مقتول صبرا.

أحاديث متفرقة
7569 - (خ) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: قال: «وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل عثمان -فلم يبق من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني الحرة - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد، ثم وقعت الفتنة الثالثة، فلم ترتفع وبالناس طباخ» أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
طباخ: أصل الطباخ: القوة والسمن،ثم استعمل في غيره، فقيل: فلان لا طباخ له، أي: لا عقل له ولا خير عنده، المراد: أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحدا.

7570 - (خ م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «احصوا لي كم يلفظ الإسلام؟ فقلنا: يا رسول الله أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: إنكم لا تدرون، لعلكم أن تبتلوا، فابتلينا، حتى جعل الرجل منّا لا يصلّي إلا سرا».أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري أنه قال: «اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس، فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل، فقلنا: أتخاف ونحن ألف وخمسمائة، فقد رأيتنا ابتلينا، حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف».

7571 - (خ) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليردنّ على حوضي أقوام، ثم يختلجون، فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» أخرجه البخاري ومسلم.
وسيجيء في ذكر الحوض من «كتاب القيامة» في حرف القاف أحاديث كثيرة تتضمن أمثال هذا الحديث.

[شرح الغريب]
يختلجون: خلجه يخلجه خلجا، واختلجه، أي: جذبه وانتزعه.

7572 - (خ) المسيب بن رافع - رحمه الله -: قال لقيت البراء، فقلت: «طوبى لك، صحبت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-،وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخى إنك لا تدري ما أحدثناه بعده» أخرجه البخاري.
7573 - (خ) خلف بن حوشب - رحمه الله -: قال: كانوا يستحبّون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن:
الحرب أول ما تكون فتيّة تسعى بزينتها لكلّ جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ولّت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيّرت مكروهة للشمّ والتقبيل
أخرجه البخاري.


التوقيع :
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفتن, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir